لقد أصبحت الأمير الأول - 72 - ما خسرته، ما نسيته (3)
ما خسرته، ما نسيته (3)
———————–
“أطلقوا!”
كان الابن الأكبر للكونت إيلي يقود بصعوبة من أجل الوصول للجسر.
تحول النبلاء نحو قائد الرماة، والذي هز رأسه.
“إنهم خارج المدى، أعتذر.”
نقر النبلاء ألسنتهم. الخيول المهترئة وراكبيها كان قريبين من أن تكتسحهم موجة الأوركس.
أظهر صياح الابن الأكبر للكونت إيلي أنه كان مدركاً جيداً لمأزقه.
“عائلة إيلي على علاقة بنسل برادنبرج خاصتي. رغم أنها ليست علاقة عميقة، إلا أنها تكفي لتضييع بعض الأسهم.” تحدث الكونت برادنبرج. بعد ذلك أشار لبضعة من الصقور الحديدية من موقعهم أعلى التل. نزلوا للأسفل، وتمركزوا أمام المشاة الثقيلة. كان محفور على ستراتهم صقور سوداء، وأقواسهم الطويلة كانت تقف لما يقارب المترين في الطول.
“إنهم الصقور الحديدية!” صاح شخص قد تعرف على قناصي برودنبرج، الذين كانوا الان مصطفين مواجهين للنهر.
“الهدف هو إبطاء العدو! ركزوا على الصفوف المتقدمة!”
سحب الرماة الأقواس واتكأوا للخلف حتى يجدوا الزاوية الصحيحة.
“إطلاق!”
رن صوت اندفاع مائتي سهم نحو السماء على ضفاف النهر.
الأوركس الذين كانوا يركضون بشراسة تم ضربهم بدقة. تدحرجوا على الأرض صارخين. أولئك الذين خلفهم قفزوا على الذين ماتوا للتو. تم إطلاق جولة أخرى، وسقط المزيد من الأوركس. تعثر الأوركس في جميع الأنحاء على الجثث. مع توقف اندفاع الأوركس، هرع الابن الأكبر للكونت إيلي ورفقته نحو الجسر. مع ذلك، لم يبطئوا. تناثر المشاة والنبلاء بالكاد من أمام أحصنتهم. أشار النبلاء بأصابعهم بغضب نحو الراكبين، الذين تجاهلوهم. قاد إيلي مباشرة إلى خيمة القيادة على تل بالقرب حيث كانت ترفرف العديد من الرايات.
“أنا بيرناردو من بيت إيلي، جئتُ إلى هنا بأخبار من الشمال!” صاح في الفرسان الذين يحرسون الخيمة بينما قفز من حصانه.
“أي أخبار من الشمال؟”
“العديد من اللوردات كانوا قد قادوا قواتهم جنوباً وواجهوا الأوركس. تمت إبادتهم جميعاً، جنبا إلى جنب مع رجالهم!”
تأوه النبلاء بشكل جماعي عند سماع هذا.
لقد سمعوا شائعات بين اللاجئين أن اللوردات، بما فيهم الكونت هورن، قد هربوا كالفئران من مأوي شورتول، وماتوا أثناء الهرب. سماع أن أولئك الرجال قد تحركوا جنوباً بدا أفضل بكثير عن كونهم فشلوا في الهرب من الأوركس.
“في الوقت الحالي، العائلات الأربعة لشورتول، إيتون، كاردان، وبراهايم قد استقبلوا اللاجئين وهم الان في حرب مع الأوركس.” لم يعط إيلي أي وقت للنبلاء للتفكير بشان ميتات اللوردات الشماليين الشائنة – انتقل للتقارير الحالية أكثر.
أخبر النبلاء أين حدثت الهزائم وكم كان عدد الجنود الذين ماتوا.
أخبرهم أي عائلات نبيلة تعرضت للإبادة وأي قلاع سقطت. لم تكن لديه ذرة من الاخبار الجيدة.
“هذا ليس أسوأ ما حدث حتى!” هو أعلن. تأوه النبلاء مرة أخرى.
عندما عسكروا هنا في البداية، كانوا قد اعتقدوا أن اللوردات الشماليين سوف يقمعون الأوركس لدرجة ما على الأقل. بعد كل شيء، كانت عوائلهم في حروب عديدة ضد الوحوش. مع ذلك، كان الان شهراً بعد أن وصلتهم أخبار سقوط قلعة الشتاء، وكذلك أخبار أن الأوركس قد دمروا اثنا عشر من الستة عشر مقاطعة. جميع اللوردات الشماليين قد ماتوا، وكان متبقي فقط أربعة في المجمل.
شعر النبلاء المركزيين الان بشعور من الأزمة لم يكونوا قد شعروا به حتى عندما عبر عدد هائل من اللاجئين الجسر. كانت المرة الأولى التي يدركون فيها كم يستطيع الموت الحصول منهم بسهولة.
إن آخر حروب عظيمة خاضتها المملكة كانت ضد الامبراطورية. لقد خسروا واحدة من تلك الحروب قبل مائة وعشرين عاماً، ثم فازوا في الحرب التالية 20 سنة بعد ذلك. في أي واحدة من تلك الحروب، لم يمت ذلك العدد الكبير من النبلاء.
باستثناء في حاالات نادرة للغاية، تم أخذ النبلاء أسرى ليتم تحريرهم مقابل فدية. كان ذلك هو الاجراء الضمني لاحترام حرمة حياة أستقراطية أمة أخرى. لكن أمام حشود الأوركس، كانت تلك التقاليد بلا معنى. لم تكن الوحوش تتحدث حتى بلغة البشر. والقواعد التي كان ينفذها البشر أنفسهم كانت بلا جدوى.
أولئك اللوردات الموتى، الكثير جداً منهم، أثبتوا ذلك بوضوح.
لم يتم العثور على أجسادهم حتى حيث تم استهلاكها تماماً بواسطة الأوركس.
كان جميع النبلاء يتعرقون من الرعب.
لقد كانوا نائمين على أكثر الأسرة الذهبية راحة. لكن الآن، شعروا وكأنه تم رميهم إلى أرض صلبة شائكة.
بينما كانوا يفكرون في هلاكهم الوشيك، تبادل إيلي بضعة نظرات ذات معنى مع ماكسميليان.
أومأ بيرناردو، وهز الأمير الثاني رأسه.
كان ماكسميليان يعلم أن فرسان أخيه لابد وأنهم كافحوا من أجل التكمين للأوركس إلى هنا وأن بيرناردو قد تفوه بالعديد من الكذبات العظيمة. مات العديد من النبلاء في الشمال، لكنه كان تحت غضب الأمير الأول ليس جوع الوحوش. اللوردات الناجون لم يكونوا يخططون لحرب ضد الأوركس. لا، كانوا ينتظرون الفرصة للهرب جنوباً.
“كما سمعتم، الأوركس قساة بلا رحمة. طبيعتهم الهجمية متأصلة داخلهم لقرون لا تحصى.” تحدث ماكسميليان، كما لو كان حزيناً.
“إذا تحطمت صفوفنا، سيواجه مركز المملكة نفس المصير الدموي كالشمال.”
تدفق الإدراك على وجوه النبلاء.
“الأوركس قد تراجعوا!”
بالضبط عند سماع صيحة ضابط خارج الخيمة، تحولت عيون النبلاء الذين كانت تعبيراتهم متصلبة من تقارير إيلي إلى الأمام. كان هناك عشرات من الأوركس الموتى على الجسر.
بدت أجسادهم مثل قنافد خضراء كبيرة، مع كل الأسهم العالقة بهم.
الأمر المثير للارتباك كان البعد الذي وصلوا له تحت وابل الأسهم. معظمهم مات عند نصف الطريق على الجسر. مع ذلك، كاد ذوي الأحجام الأكبر ينجحون في عبور الجسر بأكمله واختراق صفوف المشاة.
كان النبلاء مصدومين.
أطلق رماة الصقور الحديدية المشهورين نحو الأوركس من بعيد، وعندما جائوا إلى المدى، أطلق الرماة الآخرين أيضاً. كان الرماة يمثلون حوالي عشر القوات المدافعة، وقد وصل الأوركس لهذا البعد على الرغم من الإطلاق المتواصل.
حول النبلاء انتباههم إلى الضفاف المقابلة للنهر.
كان عدد لا يحصى من الأوركس على الأرض، بالضبط خارج مدى الأقواس الطويلة. كان الجنود قلقين برؤية ذلك الكم من الوحوش الذين يريدون تمزيقهم والاحتفال على جثثهم.
هبت رياح من النهر. ارتعد النبلاء حيث اخترقت البرودة فروهم السميك.
“لابد أنها ستكون ليلة طويلة.”
أومأ النبلاء دون قصد لكلمات أحدهم.
***
كما قال أحدهم، كان الليل طويلاً حقاً.
امتد لهؤلاء الذين يحمون ضفاف النهر. امتد للنبلاء الذين رقدوا بلا نوم على أسرتهم الفاخرة.
كان كابوساً.
لكن الكابوس الحقيقي كان يبدأ من الآن.
“لقد جاء المزيد منهم أثناء الليل.”
عند الفجر، أمكن رؤية المزيد من الأوركس عبر النهر.
“يبدو أنهم حوالي 10,000، أي ضعف الأمس!” أعلن جندي بصوت ساخر.
“إنهم أكثر مما توقعنا، لكن ليس بذلك القدر الكبير. في الواقع، ربما حقيقة أن أجسادهم كبيرة تجعل الأمر يبدو وكأن هناك أكثر مما يوجد بشكل فعلي.”
صمت النبلاء عند كلمات القائد.
كان بإمكان الجميع رؤية أنه كان هناك المزيد من الأوركس وأنهم كانوا كبار جداً في الحجم.
عندما نظر ماكسميليان إلى الأوركس، لم يسعه سوى الارتجاف. النبلاء على تل القيادة شعروا بالخوف. دع عنك الجنود في الصفوف الأمامية.
كان النبلاء قد تباهوا بفرق المشاة الثقيلة خاصتهم، لكن أولئك الرجال الآن بدوا متوترين للغاية بينما يحتضنون دروعهم، والرماحين الموجودين خلفهم ينظرون للخلف بتوتر.
“هدأوا عقولكم! لا يوجد الكثير من الأعداء الذين يمكنهم عبور الجسر في مرة واحدة على أي حال!”
“فرسان السلسلة الحديدية الحمراء خاصتنا سيقفون أمامكم!”
كان الفرسان فقط، الرجال الذين كانت عقولهم حادة مثل أنصالهم، مخضرمي الحرب، من بقوا هادئين. كانوا أربعمائة فقط في المجمل.
عدد الفرسان الذي بدا كبيراً حتى الأمس بدا وكأنه صغير جداً اليوم. ربما لأن قلوب النبلاء كانت متوترة بشدة.
“تسك.”
في تلك اللحظة، تحرك رجل إلى الصفوف الأمامية، بدون قول كلمة.
لقد كان يراقب النبلاء الخراف والجنود لبعض الوقت الآن.
كان الكونت ريختر ليشتاين، أعظم سياف في المملكة.
كان يصنف حتى كسياف أفضل من حاكم قلعة الشتاء الساقط.
ششش.
سحب الرجل سيفه. في نفس الوقت، لمع السيف بضوء متألق من نصل الهالة.
كان نصل الهالة عظيماً للغاية لدرجة أنه بدد بقايا الليل الأخيرة. تلاشى شفق الفجر في السماء.
انتشرت الحضور الكاسح لهذا الفارس الأسد في جميع الاتجاهات.
ارتعش الجنود. كان وكأنهم استيقظوا من كابوس للتو.
سحب الرجل الضوء مجدداً وأغمد سيفه. ثم تراجع للخلف بهدوء. كان كما لو أنه قد فعل ما عليه فعله.
بفضل ذلك الحضور، تمكن الجنود من تهدئة توترهم.
مع ذلك، لم يكن فقط الحلفاء من تم حثهم بواسطة روحه.
تنفس الأوركس بهياج.
كوووووو!
من بينهم، صاح أورك كبير بشكل غير عادي.
خفق. خفق.
في نفس الوقت، اهتزت الصفوف حيث كان الأوركس يصطفون خلف بعضهم البعض، وأخذ بعضهم دروعاً طويلة من الأرض. كانت تلك الدروع تبدو لطيفة جداً في أيديهم.
لهث النبلاء عندما رأوا تلك الدروع. كانت هناك شارات مألوفة محفورة عليها.
“تلك شعارات عائلة هورن، غزال الثلج!”
“وهناك معطف الذراعين لعائلة وينتروولف!”
كان الأوركس الان يحملون العديد من الشعارات والكنوز من العائلات الشمالية. كانت شعارات أكثر من عشرة بيوت نبيلة في أيدي تلك الوحوش. كان دليلاً حياً على الدمار التام الذي عاناه الشمال.
مرة أخرى، زأر الأورك الكبير.
كوووووو!
اهتزت الدروع بعنف. في نفس الوقت، أمكن سماع صوت يهز الأرض.
“إنهم قادمون!” صاح أحد الضباط وكأنه يصرخ.
اندفع الأوركس للأمام بينما اهتزت الأرض تحت أقدامهم. انتشر الهدير في الأنحاء.
“إطلاق!”
عند كلمات الضابط الصارخة، أطلق الرماة في نفس الوقت.
تصببت ألف طلقة سهمية للأسفل عبر النهر.
صرخ الأوركس وسقطوا، لكن ذلك العدد كان صغيراً جداً. كانت الدروع مرفوعة على رؤوسهم بينما يندفعون مثل ثيران هائجة. مرة أخرى، نزل موجة أخرى من المقذوفات. مات المزيد هذه المرة. مع ذلك، تمكنت الأغلبية العظمى من الاندفاع نحو الجسر.
وصلت طليعة الأوركس إلى الجسر أخيراً.
“فلتطلق الصقور الحديدية مرة أخرى، اقتلوا المزيد منهم!” عند أمر الضابط، أطلق الصقور الحديدية من أقواسهم الكبيرة، مستهدفين النقاط الحيوية للأوركس تحت الدروع.
الأوركس الذين دخلوا الجسر سقطوا في فوضى.
مع ذلك، كان هناك الكثير جداً من الأوركس، والرماة الوحيدين الذين كانوا يستطيعون إختراق ثغراتهم الدقيقة كانوا الصقور الحديدية. بالإضافة إلى ذلك، فقط لأن أحدهم أطلق سهمه إلى نقطة حيوية للأورك لا يعني أنه سيموت. تمكن العديد منهم من النجاة من عدة ضربات مثل تلك. كانت صلابتهم تقارن بالأوركس الذين تم رؤيتهم في اليوم السابق يطاردون إيلي.
“إنهم أوركس محاربين!”
صاح الأمير الثاني، حيث تعرف عليهم.
اندفع الأوركس المحاربين الذين نجوا وقد عبروا الجسر الان نحو صفوف الجنود.
“مشاة شوكة الورد!”
“هااا!”
ضغط المشاة المدرعين بقوة أكتافهم على دروعهم وثبتوا الأقدام من أجل اصطدام وشيك.
“تماسكوا! تماسكوا!”
“هاا!”
تماماً بعد ذلك، استعد الجنود ذوي الرماح الطويلة لللحظة التي سيطعنون فيها للأمام ويوقفون تقدم الأوركس المحاربين.
لم تأتي تلك اللحظة أبداً.
بانج!
المشاة المدرعين الذين اصطدموا بالأوركس المحاربين تم سحقهم بالدروع. سقط المشاة المدرعين مع صراخ مروع.
تم الدوس على المشاة والدروع بلا هوادة. ملأت أصوات تحطم العظام الهواء.
“اه، اه….”
سقط الرماحين في أماكنهم أماكنهم بفراغ.
——————————————————————————————————————————————–
Ahmed Elgamal