لقد أصبحت الأمير الأول - 60 - حتى في الشتاء المثلج (4)
حتى في الشتاء والعاصفة الثلجية (4)
————————————
لم يتجرأ إيرهيم كيرينجر على التدخل في معركة مروعة كهذه. كان هناك الأوجري الجريح، الوحش المجنون الذي يفرغ غضبه. ثم كانت هناك المرأة والرجل، الذين كانت أنصالهما أكثر تهديداً من الوحش الهائج.
كلما تحرك نصلها الذهبي، تمزق جلد الأوجري الشبيه بالدرع. صبت أديليا هجماتها المجنونة الواحدة تلو الأخرى. لم تكن تأبه حتى بسلامتها الخاصة.
هدر الأوجري بشراسة وأطلق لكمة عنيفة.
المرأة التي أرجحت سيفها للتو تم الإمساك بها فاقدة لتوازنها. كان من الصعب عليها تجنب الهجوم.
تحرك الأمير الأول.
سحب الأمير الأول سيفه مجدداً، بنوع جديد من التوهج.
كوانج!
حلق الأمير الأول، قاطعاً بعمق عبر أصابع الأوجري. أمسك الأوجري يده وصرخ. في نفس الوقت، الأمير الأول الذي حلق في الهواء تدحرج على الأرض.
تاك.
تدحرج الأمير الأول عدة مرات أخرى ثم وقف. في تلك الأثناء، المرأة التي صححت وضعيتها مرة أخرى هاجمت مجدداً. تم انتزاع رسغ الأوجري بالكامل.
هدر الأورك وأرجح يده المتبقية بجنون. ارتدت المرأة للخلف من قبل ذلك الهجوم الهائج.
ركل الأمير الأول الأرض حيث أمسك بالمرأة، تدحرج كلاهما للخلف عدة مرات من قوة الضربة. ثم قام الاثنان في نفس الوقت. ركض الامير الأول نحو الأوجري مجدداً.
حدق إيرهيم كيرينجر بإعجاب.
المرأة التي مزقت جلد الأوجري وكأنه لحم طري كانت عظيمة، لكن الأكثر إذهالاً كان الأمير الأول.
الهجوم كان المرأة، الدفاع كان الأمير الأول.
هجمات أديليا الأولية كانت قوية، مع ذلك، كان الأمير الأول هو من يحمل المعركة حقاً الآن. ضربت أديليا كالمجنونة، بينما كان على الأمير الدفاع عن نفسه وعنها من هجمات الأوجري. قد يبدو هذا استراتيجية مرتب لها مسبقاً، لكن إيرهيم علم فحسب كم كان الأمر فوضوياً حقاً. كانت هجمات المرأة عمياء تماماً مثل الأوجري، لم تكن تهتم سواء قاتل أحد بجانبها أم لا. سحبت سيفها وهاجمت فقط. كان ذلك هو المنطق الوحيد في رأسها. وبفضل تدخلات الأمير الأول، لم يستطع الأوجري التركيز عليها.
دعم الأمير الأول هجومها الأعمى الأناني بشكل رائع. بالنسبة لشخص ساذج في طرق الحرب، سيبدو أن المرأة هي من تطلق اللكمات في المعركة. مع ذلك، كان الأمير الاول في الحقيقة هو يحمل اليوم على كتفه. بدونه، لأصبحت المرأة كتلة دموية على الأرض، جثتها تبرد على الثلج.
كم عدد المعارك التي قاتلها الأمير الأول منذ وصوله لقلعة الشتاء؟ هل كانت سنة فقط حقاً منذ أمسك بالسيف لأول مرة؟
كان يبدو أن تطور كثيراً جداً بشكل لا يقارن مع الماضي. مع ذلك، لم يكن هو الوحيد الذي زادت قوته بمعدل كبير.
كانت هناك أروين كرجاين.
المرأة التي طمحت ذات مرة لأن تصبح فارسة هيكل و كانت الان تخدم الأمير الأول كفارسة بارعة. بينما أحاط إيرهيم ودونهام بالأوجري في دائرة، محاولين التدخل في المعركة الشرسة، تولت أروين المسؤولية لأمر الجوالة. كانت قد أمرتهم بقتل الأوركس المتبقيين. رغم أنهم كانوا قلة منهكة، إلا أنهم كانوا لا يزالون تهديداً. كان حكمها دقيقاً، سقط الأوركس أمام الأسهم.
رفعت أروين يدها مجدداً حيث استعد الجوالة للإطلاق مرة أخرى.
تراجع الأوركس للخلف، لكنهم لم يهربوا. كان يبدو أن قائدهم لديه خطط أخرى.
قرر إيرهيم، فارس السلسلة الثلاثية، تدوير المانا خاصته. مهما كان الوضع، كان عليهم الحذر.
“كوجورك كراهودودوك!” صاح أحد الأوركس بينما يفرك رقبته بكسل. كان إيرهيم يعلم أن الأمير الأول يتحدث الأوركية، لذا نظر نحوه مباشرة.
كان القتال ضد الأوجري يصل لنهايته، كان الوحش جالساً في بحيرة من دمائه الخاصة. كلتا قدماه مقطوعتان، وإحدى يديه غير موجودة. كان الأوجري يلوح بيده المتبقية جوله بهياج. كان مشهداً مروعاً، لكن مثير للشفقة في نفس الوقت.
المحاربين البشرييين الذين ذبحوا الوحش بدوا الان أشراراً حقاً. قفزت أديليا الغارقة بالدماء للأعلى وقطعت في ظهر الأوجري. كانت الوحشية في هجومها واضحة حيث قطعت الضربة كتفه بأكمله. كان أنينه المتألم مروع حيث كافح وتلوى على الأرض. هي صعدت على ظهره وبدا وكأنها تضحك. كانت عيونها تلمع بالطاقات الحمراء والصفراء. في الأخير، دفعت نصلها الذهبي عبر رقبة الوحش. سعل الأوجري الدماء، بقبقت الفقاقيع من فمه عندما تم سحب النصل، وتم دفعه مرة أخرى، وأخرى، مجدداً. كان الصوت مروعاً مثل جزار يقطع كتلة من اللحم. كان مشهداً مرعباً لدرجة أن إيرهيم لم يتحمل المشاهدة بعد الآن وأبعد عينيه.
بدأ الأمير الأول الآن يسير نحو الأوركس، جسده ليس مغطى بدماء كثيرة مثل أديليا. مدد الأمير الأول عضلاته، فرقعت عظامه حيث استعد لمعركة مرة أخرى.
خرج صوت غريب من فم الأمير الأول. أدرك إيرهيم أنه كان يتحدث بلغة الأوركس الآن. تحدث أدريان لفترة مع الأورك النبيل، لكن إيرهيم لم يستطع تخمين موضوع الحديث. بدا كل شيء مثل هدير ومجرد إزعاج. في اللحظة التالية، وضع الأمير الأول يده على قوس جوالة.
“تراجعوا.” أمر الأمير الأول.
كانت أروين أول من استجابت للأمر. انحنت، أعادت سيفها إلى غمده، وخطت بضعة خطوات للخلف. أخفض الجوالة المنتشرين الأقواس. عبس إيرهيم لما يجري.
حسبما فهم، كان يبدو أن الأمير الأول والأورك الذي أمامه، كليهما مشابكاً لذراعيه، سيخوضان مبارزة. هل كان هذا ما يحدث حقاً؟
تفوه الأورك النبيل ببعض الكلمات مرة أخرى، وأجاب صوت الأمير الأول. بدا أن هذا كان تقديماً بين الاثنين قبل النزال. كان إيرهيم مذهولاً، حيث كان على وشك أن يشهد مبارزة بين أورك وبشري. بالنسبة له، كان ذلك غير ممكن.
تذكر إيرهيم كيف قاتل ذلك الأورك ضد الأوجري، وقرر أنه كان على الأقل قوياً بقدر فارس سلسلة ثلاثية. كان طيشاً تاماً أن تواجه خصم قوي كهذا بعد معركة شرسة مع الأوجري.
حتى لو سيتم توبيخه لذلك، قرر إيرهيم أنه لا يمكن أن يسمح أن يصبح الابن الأكبر لليونبيرجر طعاماً للوحش. وضع يده على مقبض سيفه، وجهز نفسه للتدخل في النزال.
مع ذلك، في النهاية، تم إثبات أن قلقه كان مبالغاً به.
مستوى المهارة الذي أظهره الأمير الأول كان لا يصدق، على وجه الخصوص إذا أخذ المرء في الاعتبار أنه أمسك السيف لعام واحد فقط. كانت تحركاته مقتصدة ورشيقة كما لو قد تدحرج على ساحات المعارك مرات وعقود لا تحصى. حتى لو جاء تنفسه كسحبات قصيرة، تمكن من جعله يستقر في أوج القتال.
أيضاً، نشط المانا خاصته عند الضرورة المطلقة فقط. كان الأمير الأول في السادسة عشرة فقط، ليس حتى عمر وحدة الجيومجي-سين (روح السيف). مع ذلك، في عيون إيرهيم، فقد بدا أن جلالته قد وصل لتلك النقطة بالفعل.
عندما قد زار قلعة الهيكل قبل بضعة شهور، كان الفتى لا يزال شخصاً أخرق. كان معدل نموه هائلاً للغاية فقط برؤيته بعينيه هاتين أنه استطاع التصديق.
وسط تفكيره وتأمله، رنت صيحة موت أعادت إيرهيم إلى الواقع. ماذا؟ هل انتهت المعركة بالفعل؟
رأى إيرهيم الأورك النبيل، قلبه مخترق بواسطة سيف أدريان، والدماء تسيل من الجرح. ركل الأمير الأول الأورك الميت للخلف بينما حرر سيفه من صدره. تشنج الأورك مع سقوطه للأمام، منحنياً للأمير.
“كوجارك كوهو كراك.” قال.
أجاب الأمير الأول بنبرة الأوركس. “كروكدار كراه كروك”
أغلق الأورك النبيل عينيه بتعبيرات راضية. لم تفتح تلك العيون مجدداً.
سقط الأمير الأول على الأرض. “اااه أشعر وكأنني سأموت.” قال وجلس على الأرض. جاءت أروين والجوالة راكضين، مما جعل الأمير يقفز على قدميه.
“أديليا!” صاح أدريان لرفيقته، والتي رفعت نفسها للأعلى من بحيرة دماء الأوجري.
“جلالتك….” تمكن أديليا من التحدث، قبل أن تنهمر في دموع. دائماً ما كره أدريان تلك اللحظة عندما تستعيد حواسها. بكت، وبكت. مسحت دموعها الدماء من على وجهها. ارتعش إيرهيم والجوالة من شكلها المتنافر.
حكموا أن من الأفضل ألا ينظروا إليها على الإطلاق.
***
بعد التخييم ليوم وتضميد الجروح، اتجهت المجموعة أبعد في الجبال، باحثين عن المزيد من الصيد.
كان الجوالة الان يكادون يركضون على الثلج، وكأن تخفيهم وحذرهم السابق كان كذبة. كان منقطهم سليم. هم قدروا أن رائحة الأوجري كانت قوية للغاية لدرجة أن معظم الوحوش هربوا بمجرد شمها.
“هل يصطاد الأوركس الأوجريز؟” سأل إيرهيم الأمير الأول.
“أتساءل ما إذا كانت هناك مجموعات أخرى من الأوركس ستصطاد مثلما فعل الآخرين بالأمس. في العادة، لن يتجرأ الأوركس أبداً على الاقتراب من أوجري.” أجاب الأمير الأول، تعبيراته كئيبة وصارمة.
“أعتقد أن أي كائن عاقل سيهرب عندما يرى أوجري.” تمتم إيرهيم.
أعطى جوال المقدمة إشارة بيده فجأة.
“تبعاً للإشارة، فالتهديد هو أوجري آخر، أو شيء قريب له.” شرح أدريان لرفاقه بهمس.
“كييييه! كييه ييه يييه كييييييه! ييييه! يه.”
من بعيد، جاء زئير حاد واصطدم بآذان الجميع.
“اللعنة، بهذه السرعة؟” تمتم أحد المرتزقة حيث رن صوت وقع أقدام ثقيل يشق طريقه نحوهم.
سرعان ما ظهر خصمهم الجديد.
وحش ذو جلد متعفن، منقار صقر.، أربع أنياب شرسة خارجة منه مثل أنياب خنزير بري. بالإضافة لمئات من الجثث التي كانت تسير بتثاقل نحوهم. كانت الرائحة مريعة للغاية.
“إنه ترول.” تحدث الأمير الأول حيث سحب سيفه مرة أخرى. كان الترولز ورثة مكر العمالقة، وكذلك مرونتهم. كان الترولز يعيدون تجديد أجسادهم باستمرار، حتى لو أخذوا قدراً وحشياً من الضرر.
كره الأمير الأول قتال الترولز، وكانت الذابحة راغبة، لذا أعطى المرأة الفرصة لوحدها.
بعد نصف يوم من القتال، مع اختراق المجموعة للعديد من جثث الزومبيز المنتفخة، واصلت المجموعة رحلتها.
كلما ذهبوا إلى مكان، فاضت الدماء الحمراء على الثلج الأبيض النقي.
تفتحت أزهار الدم في أنحاء الوديان والمنحدرات.
وسط كل هذا، بدأت البذرة التي زرعها الأمير الأول في خادمته بالتفتح.
[[شعر الهيمنة] يتفاعل مع التغير في أحد رفاقك.]
[أديليا بافاريا قد اكتسبت صفة جديدة.]
كان الأمير مذهولاً عند سماع الرسالة. كان مرعوباً أيضاً من التغيرت الأخرى التي يمكن أنها حدثت لصف سماتها.
مع ذلك، قبل أن يتمكن من تحليل التغيير في خادمته، أتت رسالة أخرى أمامه.
[أديليا بافاريا قد صنعت قصيدة رقص جديدة.]
[هذا الذي أقسم بالولاء يدفع الجزية لسيده بدعمه للكرما والفنون القتالية خاصته.]
—————————————————————————————————-
Ahmed Elgamal