لقد أصبحت الأمير الأول - 51 - غن، العب، وارقص (2)
غنِّ، العب، وارقص (2)
————————
وووش.
قفزت أديليا ودفعت سيفها للأمام نحو الأورك.
أبعد الوحش النصل بالكاد. هي بشكل مختصر إليّ بينما يتدلى شعرها المتعدد الألوان أمام وجهها مثل أوراق السرخس. كان جسدها محاطاً بهالات ذات توهجات مختلفة. كانت أول هالة هي لون الدماء وكانت تمثل [هوس الحرب] خاصتها. كانت للأخرى رائحة كريهة، دهنية. كانت علامة [الذابحة].
تأوه الأورك حيث شعر بقوتها. كانت عيونه تشتعل بضوء أحمر شرس.
“يا الهي!” صحتُ حيث رأيت أديليا تستعد لهجوم آخر. مرارا وتكرارا، هاجمت أديليا بشكل محموم. نشطت كل سماتها في نفس الوقت. كانت تسيطر عليها نوبة جنون، حتى وهي تواجه البناء الشديد لحماسة المعركة الذي أطلقه قاتل الليل. لم يمكن رؤية أي من نقاط ضعفها العادية. لم تكن تعرف التردد حيث استخدمت مهارتها المتعلمة حديثاً. مرارا وتكرارا، اصطدم سيفها الذهبي ضد الطاقات الحمراء لحماسة الأورك مرات لا تحصى. بعد عدد كبير من التبادلات، تعثرت أديليا وهي تراوغ أرجحة من الأورك، انهارت على الأرض. تحرك قاتل الليل للداخل، مركزاً على شكلها ومتطلعاً لتوجيه ضربة قاتلة.
بانج!
في اللحظة التي كاد النصل ينزل على رقبتها، صد سيف آخر سيفه. كان الخال قد دخل في الأجواء مرة أخرى. هدر الأورك بشراسة لهذه المقاطعة، وأطلق يده الحره نحو الخال. ارتفع سيف الخال للأعلى قاطعاً نحو قبضة الأورك. تصادمت المانا وحماسة المعركة مجدداً حيث حرر الخصمين طاقاتهما. انفجرت أضواء سحرية وامضة حولهما.
ومض نصل أديليا الذهبي حيث تحركت مجدداً. قطعاتها المسعورة في الهواء أجبرت الأورك على التراجع بضعة خطوات. الخال فعل نفس الشيء.
“أين شرفك أيها المحارب!؟” تفوه قاتل الليل نحو الخال. الهجوم المفاجئ من الاثنين قد أغضبه كثيراً، لكن قبل أن يتمكن من قول المزيد، الظل الأسود المتحرك والذي كان أديليا هاجمه مجدداً. نزلت ضربات هائلة والتي بدت مستحيلة لشخص بإطار جسد صغير مثلها الواحدة تلو الأخرى. كان الوحش في ضغط شديد لإبعاد كل تلك الهجمات المسعورة.
“أي نوع من الإحراج هو هذا؟!” هو زمجر عندما حصل على الفرصة. أن تشتم من قبل الأوركس هو في حد ذاته إطراء، لكن أديليا لم تكن تأبه لذلك. لا، هي لم تكن واعية لأفعالها، محيطها، وكل شيء حولها. فقط أرجحت سيفها نحوه مرة بعد مرة مثل امرأة مجنونة. استطاعت واحدة من تلك الومضات السريعة أن تطعن أخيراً في الأورك. زأر الأورك مثل حيوان مسعور، من الخزي والإحراج أكثر من أي ألم. كانت الحقيقة واضحة: [العيون المفتوحة] خاصته كانت بلا فائدة أمام [الذابحة]، والتي تقود المحارب لقطع وشق طريقه نحو الخصم كما لو كان مجرد قطعة لحم على لوح. قطعات مسعورة بدون فن أو إتقان. لذا أيضاً كانت طبيعة [هوس الحرب] ملائمة جيداً لمعارضة قاتل الليل. عندما يهاجم شخص مجنون، فكل ما يدور بعقله هو إنهاء كيانك، غير آبه بنفسه أو أي شيء آخر.
هذا الوحش الذي أبعد بسهولة هجوم سيد سيف، كان يكافح ضد امرأة كانت بالكاد خبيرة سيف.
كان قاتل الليل غاضباً بوضوح. كانت هناك بضعة إصابات قبيحة على جسده بالفعل حيث لم يكن مدرعاً بشكل جيد. واصلت أديليا الضغط. مع كل ثانية قاتلتها، بدت أكثر وأكثر ككلب هائج. كنتُ سعيداً أنه لم يكن عليّ مواجهة نباحها ولا عضها. كان خالي واقفاً بجانبي الآن، كلانا غير قادر على مساعدة أديليا بفضل الهجمات الغير متوقعة التي أطلقتها على الوحش.
“ماذا تفعل تلك الصغيرة بحق الجحيم؟!” هو سألني، مصدوماً من المشهد.
“دعنا نقول أنها قد تكون محاربة خفيفة، لكن في نفس الوقت ضاربة ثقيلة.” أجبت. هو نظر إليّ بينما يومأ باتفاق.
“لننهي هذا معاً.” قلت وأنا أرفع الشفق. كان الخال قد تعافى أيضاً واستدعى قوته لنصله.
استطعت سماع صيحات التشجيع من الجدران. كان جميع الرجال يعرفون أن أفضل طريقة لقتل أورك هي فعل ذلك بسرعة قدر الإمكان. كون الأورك قد حصل على بعض المسافة لنفسه عن أديليا، ألقى نظرة في اتجاهنا عندما شعر بقوانا. كان هناك يأس في عيونه، وكنتُ واثقاً أنه كان يندم على تغطرسه السابق وهجومه الغير صبور. أطلق الأورك زئيراً عالياً، وأرجح سيفه في قوس عنيف حطم في نصل أديليا. قذفتها القوة للخلف إلى ذراعاي. أمسكتها، رغم محاولاتها المسعورة للهجوم عليه مرة أخرى. كان الأورك يجهز كل حماسة معركته مرة واحدة. توهج جسده الأخضر باللون الأحمر حيث حقن الطاقة في كيانه بالكامل.
“حتى إذا كنت لن أقف أمام ملكي مجدداً” رن صوته عبر جدران القلعة. “سوف أتأكد من أن إرادته لن تكون سريعة الزوال أبداً!”
نزلت عيونه على أديليا حيث كانت لا تزال تكافح في ذراعي. هي توقفت عن الكفاح؛ روحها المقيدة بـ[شعر الإخضاع] امتصت وألغت نية الضغينة والقتل الموجهة إليّ عبر حماسة الأورك. احتضنتُها بإحكام بينما أنظر لخالي. هو أومأ. حررتُ أديليا، والتي أبعدت عيونها حيث باشرت بالرحيل مباشرةً.
كنت واقفاً الان أمام قاتل الليل وقررت لفظ قصيدة كراهية أمام ذلك الوحش الدنيء.
“كدستُ الجثث الخضراء، رافعاً جبل!
فاضت تيارات حمراء منه، مثل أظافر حمراء.
أشرف ضحايانا أمام هذا الجبل!”
تدفقت قوة الكارما نحو الشفق حيث لفظتُ العبارات مرة أخرى.
إن كراهية الأوركس قد تجمعت في قلوب جنود قلعة الشتاء للعديد من فصول الشتاء، وقد اكتسب الدفاع روحاً جديدة حيث احتوى الجوالة والمشاة هذا الغضب.
جو-ووووووه!
كان حينها، ضربت قوة عظيمة نحونا جميعاً. كانت قوة بدت وكأنها تقلل كياني لدرجة البطلان.
كانت طاقة الوورلورد، التي قد كسحتنا سابقاً. كادت روحي تسحق تقريباً، وكان اللهب الأزرق يطقطق على نصلي.
كان لهيب الجينسو في وضع خطر بسبب هذه الطاقة المحررة من الوورلورد. “الأوركس الملاعين!”. لعنتُ تحت أنفاسي وصررت أسناني. تساءلت ما إذا كنت سأفتح جزء من روحي لمعارضة هذا.
“كدست الجثث الخضراء، رافعاً جبل!”
رن صوت جديد فجأة. كان صوت الخال.
“تدفقت تيارات حمراء منه.”
“أيها الخال؟”
هو كرر [شعر الزواج الحقيقي] مرة بعد مرة، صوته يتهته.
بدأت حلقاته الأربعة بالدوران حيث انبعث صدى قوي منهم. مازالت الموجة القوية من الوورلورد تقصف أذني كما لو كان أحدهم يطرق جرساً داخل رأسي. مع ذلك، في كل مرة تفوه الخال ببيت، اكتسب قلبي لمحة من الشجاعة، صوته البليغ الآن يرن كطبول حرب تنادينا للمسيرة. بعد، انضم صوت آخر له.
“تدفقت تيارات حمراء منه، مثل أظافر حمراء.”
كان من فينسينت.
“أشرف الساقطين أمام جبلي هذا.”
انضم صوت أروين لفينسينت. اندلعت الجدران ببيت الموهون-سي حيث استقبل الفرسان القصيدة.
“كدست الجثث الخضراء، رافعاً جبل!
فاضت تيارات حمراء منه، مثل أظافر حمراء.
أشرف ساقطينا أمام جبلي هذا!”
تغنت مئات الأصوات بهذا حيث واجهوا الخصوم المشتركين، تزامنت أصواتهم أخيراً إلى زئير قتالي عظيم. بدا وكأن العديد من الطبول العظيمة تطرق في رأسي في نفس الوقت. تدفقت المانا بحرية عبر الهواء، وتم تنشيط العديد من الحلقات. الطاقة التي شعرتُ بها جعلت أنفاسي قاسية قصيرة، وشعرت بالدوار. عرفتُ ما يلزم فعله فجأة.
شعرت بكل شعرة من المانا في الهواء من كل صوت غنى الموهون-سي. ركزتُ روحي، جامعاً كل تلك الشعيرات المتفرقة نحوي، ووحدتهم عندما رنمتُ القصيدة مرة أخرى.
“كدست الجثث الخضراء رافعاً جبل! فاضت تيارات حمراء منه. أشرف ساقطينا أمام هذا الجبل!”
انزلق بيت جديد من لساني، بشكل غير مدعو:
“في أقسى الفصول، نغني أمرّ الأغاني.”
ما صنعتُه بدا مختلفاً عن الموهون-سي، وليس مثل الألحان التي غنتها الجنيات في رقصات سيوفهم. ظهرت رسالة حينها:
⸢لقد أنشأت قصيدة جديدة.⸥
⸢فئتها هي [شعر الحرب]، وإنها الأولى من نوعها.⸥
انزلقت العديد من البيوت من فمي بعد أن رأيتُ هذا التنبيه.
“صامتة هي قمم الجبال الثلجية والجدران الغارقة بالدماء.
فقط أبواق حربنا هي المسموعة، لفجر يوم جديد سنتقدم فيه!”
حامت هذه الأغنية داخل عقلي، مثل هلوسة محمومة. ظلت الطبلة العظيمة تقصف في رأسي حيث تسارعت نبضات قلبي. أخذت خطوة للأمام، مغنياً القصيدة التي صنعتها تحت أنفاسي برفق. اللهب الذي قد هجرني أثبت وجوده مرة أخرى. كان قاتل الليل يحدق بي مباشرةً، الحماسة الحمراء لا تزال مشتعلة في عيونه. ببطء تقدمت نحو هذا المخلوق، بدون أي لمحة من الخوف في صدري. خالي الذي كان مستعداً لمهاجمة الأورك مرة أخرى، استطاع رؤية أن شيئا بداخلي قد تغير، وتراجع للخلف.
أحكم قاتل الليل يديه على مقبض السيف وزأر زئيراً عالياً. كان واضحاً أنه لن يتراجع. لم يبدو الزئير شرساً لي مثل السابق. لا، بدا مثل مواء ثعلب مرعوب. صاح قاتل الليل حيث انطلق نحوي سيفه مرفوعاً. ككفاحه الأخير، أطلق كل ما لديه من حماسة المعركة نحوي. تمسكتُ بأرضي، ودفعت الشفق بحدة في الهواء حيث أطلقت قوتي الخاصة. انطلق رمح من الضوء مني وانتشر عبر الهواء، مخترقاً قلب قاتل الليل.
حدق الأورك ببلاهة في من أين جاءت قوتي إليه، ثم حدق في الفجوة التي كان قلبه يدق فيها قبل بضعة لحظات.
“ملكي…” تمكن من لفظ ذلك قبل أن ينتشر اللهب الأزرق من إصابته. استهلكه الضوء الأزرق بشكل مفترس. في تلك اللحظة، رن ضجيج صادم مدوي عبر الساحة حيث نزلت بوابة القلعة الشتاء ساقطة. أسرعت صفوف مرتبة من المشاة لسد الفجوة، وكان الأوركس يهاجمون ذلك الخرق بالفعل.
“اربطوا ذلك الشيء واسحبوه لمكانه! أرجعوها لمكانها!” جاءت الأوامر المحمومة من مهندس حصار، النص الأيسر من جسده محروق بشكل موحش بسبب حادث مؤسف لمرجل من الزيت. شققت طريقي بهدوء نحو هذا الخرق في دفاعاتنا، أفسح الجنود الطريق لي حيث شعروا بقوتي الجديدة. الأوركس الذين فشلوا في الحصول على أسوارنا كانوا الان يدفعون وينحشرون في بعضهم البعض. كان تلهفهم للهجوم عبر البواب يعكس زخمهم الجماعي. وقفتُ أمام الصفوف المجمعة من المدافعين، رافعاً سيفي للسماء. ضد سماء مظلمة وأرض ثلجية، البرق الأزرق الذي تدفق من الشفق أضاء السماء، كما لو يسخر من الفجر.
“أيها الرجال، لنكون مستعدين!” اجتاح صوت الخال عبر الفرسان والمشاة الذين وقفوا خلفي. لم يكشف أحد عن الإرهاق الذي ينبغي بكل الأشكال أن يكون جعلهم غير فعالين بعد العديد من الساعات من القتال الوحشي. مازالت المانا تدفقت بحرية بين الفرسان؛ استطعتُ الشعور بطاقاتهم السحرية تخفق بتناغم مع ضربات قلبي.
الآن كان الوقت لمعركة صالحة.
“إدريان، عند أمرك.” قال الخال حيث التفت لي. كانت عيون الفرسان والفرق المجمعة مركزة عليّ منتظرين اللحظة التي ستخرج كلمة واحدة من فمي فيها. الأوركس قد تم إرجاعهم للخلف بضعة أمتار بواسطة جدار اللهب الناري خاصتي، تعثر بعضهم في الآخر حتى. كانت صفوفهم في فوضى.
“هجوم.” قلتُ، في همسة تقريباً حيث أشرت بسيفي نحو صفوف أكثر الخصوم المكروهين.
“هجوم! هجوم!” هدرت القوات مستقبلين الأمر واندفعوا نحو الخرق. أمكن رؤية وميض من الضوء حيث هرعت أديليا في المنتصف أيضاً.
كييييك!
حلق الأوركس يميناً ويساراً من هجماتها المسعورة الغير بشرية.
اصطدم الفرسان والأوركس في كل مكان في الساحة. تدحرجت الرؤوس والأطراف المقطوعة في كل الاتجاهات.
الجوالة على الجدران، الغير قادرين على إطلاق الأقواس بسبب القتال الفوضوي في الأسفل، غنوا أغاني الحرب لدفع قلوب رفاقهم. في الواقع، تعرفتُ على تلك الأبيات التي تدفقت من أفواههم.
“صامتة هي قمم الجبال الثلجية والجدران الغارقة بالدماء.
فقط أبواق حربنا هي المسموعة، لفجر يوم جديد سنتقدم فيه!”
بالشفق في يدي، هاجمت أنا أيضاً. سوف أشق في الصفوف المبعثرة للجلود الخضراء مثل ملاك منتقم، منظفاً قلعة الشتاء من عرقهم الفاسد مرة وللأبد.
————————————————————————————————————————————————–
Ahmed Elgamal