لقد أصبحت الأمير الأول - 48 - بمجرد أن تواجه تساؤل، لن تستطيع العودة للماضي أبدا (2)
- الرئيسية
- قائمة الروايات
- لقد أصبحت الأمير الأول
- 48 - بمجرد أن تواجه تساؤل، لن تستطيع العودة للماضي أبدا (2)
بمجرد أن تواجه تساؤلاً، لن تستطيع العودة للماضي أبداً (2)
———————————————
“لا أيها الخال، ليس مسموح.”
“يا للأسف. هل ستمرر تقنية الموهون-سي؟”
“لا أعلم. المستخدم يحتاج لمانا أكثر سرعة واستقرار لكي يستخدمها. يجب نسيان ذلك أيضاً بالأخذ في الاعتبار قلب المانا.”
كان من الغريب أن فرسان جوري لم يحاولوا بعد استعادة موهون-سي، مدعيين أنها ملكاً لهم. كان لديهم أربعمائة سنة لفعل ذلك. حتى أي موهون-سي لم تصل لمستوى قصيدة [خرافة] أو [بطل] كانت لا تزال قوية. في الوقت الحالي كان يتم معاملة شعر الموهون-سي كأغاني رخيصة. على أي حال، لقد حاول العديد من العباقرة وفشلوا في مزج جوري والموهون-سي.
سقطت عيون الخال الصارمة عليّ، ورأيت الفهم يزهر داخلها.
“ممم، أنا أرى الآن.” هو قال بجدية. قمعتُ ضحكة كادت تتسرب مني. لقد كنت على هذه الأرض لبعض الوقت وفكرت في المعرفة والخبرة التي اكتسبتها خلال تلك الفترة. حامت العديد من الاحتمالات في عقلي، مع ذلك لم تصل أي إجابة للشاطئ: “الجن سيغيرون رأيهم بمجرد أن يقوموا بغناء الموهون-سي.”
تجهم الخال عند ذكر الجن المفاجئ. كانت هناك مقارنة يمكن رسمها بين الجنيات والفرسان. بينما خزن الفرسان المانا في الحلقات، استخدمت الجنيات أجسادها لتخزين المانا. لم يقم أي منهم بحفظ المانا أو الكارما خاصته في قلبه.
“إنهم لا يستطيعون كتابة القصائد، يرنمون فقط تلك المصنوعة بواسطة الآخرين. مع ذلك، لا تزال قوة أبياتهم شيئاً مروعاً ليشهده أحد.”
لم يمكنهم الوصول للتفوق من خلال الشعر، لكن مازال بإمكانهم ضخ قوة عظيمة من خلاله. هذا كان لأن لديهم ما يدعى ‘جومو’.
هم أعجبوا بالموهون-سي، وكأنه رقصة سيف إيقاعية لا مثيل لها. يمكن رؤية هذا عند الأخذ في الاعتبار السيافة السحرية الراقصة، شيجرين.
شيجرين، من أجل ذلك السبب، تم تسميتها مقاتلة السيف الشيطانية الراقصة. كان لا يزال الخال يفكر في المفاهيم الجديدة.
“ومن الممكن كتابة قصيدة جديدة يغنيها أحد؟” هو سأل أخيراً.
“بالنسبة لي، ربما. مع أن ذلك سيكون فوضوياً للغاية حيث سيتطلب الأمر أن ترديدها عبر الحلقات بتردد عالي معين. سأفضل ترك تلك الاعمال للفرسان والجنيات. كما تعلم لقد اخترتُ اتباع مسار القوة النابعة من القلب.”
استطعت رؤية أن أروين هي الأخرى كانت في تفكير عميق، تتأمل جوانب التناغم والآداء. كانت تملك حلقتين وكانت متلهفة لتعلم المزيد عن استخدامها. امتد كون مليء بالامكانيات أمامها مثل غابة مملوءة بأشجار من المعرفة المجهولة.
لم يبدو أن أديليا كانت مركزة معنا، بدلا من ذلك كانت تعطيني نظرات قلقة من حين لآخر. كان اهتمامها بصحتي واضحاً. ابتسمت بخفة بينما أقدر ولاءها الذي لا يتزعزع.
في تلك الأثناء، ظل الخال وأروين متعمقين في التفكير. تساءلت متى سأترك وحدي في سلام في غرفتي الخاصة.
**
كانت أروين أول المغادرين. بدا أنها وصلت لاستنتاج ما. بقي الخال لفترة، وكذلك فعلت أديليا التي بدأت تغفو على كرسيها. كان تنفسي لا يزال مؤلم بطريقة ما، لذا كان عليّ الحديث أقل. أعطيت خالي نظرة، ثم بدأتُ بدراسة العالم خارج النافذة المجاورة.
كان الجنود يقومون بأعمالهم تحت الإشراف المستمر للقادة وصياحهم العالي. شاهدتُ ذلك النشاط بالإضافة إلى مشهد الشتاء لبعض الوقت قبل أن أسقط في نوم مريح.
عندما استيقظت أخيراً، كانت النار تتطقطق داخل الموقد.
خالي لم يكن موجوداً. وكانت أديليا نائمة بجانبي واللعاب يسيل من فمها.
“أديليا، استيقظي.” قلت بينما أدفع كتفها بمرفقي. هي جلست بشكل حالم بينما تمسح اللعاب من على وجهها. ثم بحثت عن إبريق على مسند السرير وصبت كوباً من الماء وناولته لي. شربته بنهم.
“أين خالي؟”
“لقد غادر للتو.” هي أجابت.
سألتها ما إذا كان قد حدث أي شيء أثناء نومي وقالت أنها لم ترى شيئا.
تسك.
نقرت لساني، غير محبط كثيراً أنني لا يزال لدي بعض الوقت للبقاء في السرير.
ليس على كل لحظة أن تكون لحظة تنوير أو فعل ذو معنى. لو كان بإمكان المرء اكتساب التنوير ببضعة كلمات بسيطة وفتح مسار جديد، لكان العالم يفيض بالبشر الفائقين.
الموهون-سي كانت معجزة كياني، والوورلورد كان الغموض الحالي الذي أسعى لكشفه.
بعد مرور بعض الوقت، عاد الخال.
“أنت مستيقظ؟” هو قال. ألقيتُ نظرة نحو أديليا، بما أن هناك شيء حدث حقاً وأنا نائم. كانت عيونه ممتلئة بالقلق، وكان جسده بالكامل متصلب كما لو أنه يتوقع خطراً في أي لحظة. مع ذلك، مزاجي الخاص قد تحسن بعد الراحة.
جلست على السرير وشعور الاسترخاء يغلف جسدي وقلبي. ضحكت ضحكة قصيرة. كان مصدر طربي هو الحقيقة البسيطة أن الخال بدا فخماً وقادراً أكثر من أي وقت مضى. الأحداث الأخيرة أشعلت بداخله شجاعة كالحجر؛ روحه وجسده وصلتا لتوازن سيد سيف حقيقي. بينما كان فارغاً، رجلاً بدون مانا أو كارما، قامت مهارته بتعويض ذلك وأكثر.
“تهانينا أيها الخال. أرى أن هناك شيء تغير بداخلك.”
هو انحنى بشكل منخفض. “لك امتناني، سموك. كان أنت من فتح عيوني إلى الحقيقة التي رفضتُ رؤيتها من قبل. شكرا لك إيان.”
قفز قلبي من السعادة، حيث كانت هذه هي المرة الأولى التي يناديني فيها الخال بإسمي الحقيقي. مررتُ يدي المتعرقة خلال شعري بإحراج، وهذا بدوره حث قهقهة من القلب من الخال.
“لرجل لا يتغير أبداً، فقط الموت هو ما ينتظر.” تفوهتُ، غير متأكد من أين جاءت تلك الكلمات.
“تبدو منزعجاً، إيان.”
“لا، أيها الخال. لستُ كذلك.”
لمستُ جسدي ذو عمر الربعمائة عام. لقد أصبحت الان خبير سيف، لم أعد سيد سيف. الانزعاج كان مصطلح بسيط لوصف مزاجي الحالي.
“إذن، لماذا جئت؟” سألته بينما كان استيائي من حميميته العارضة واضح.
“هناك شيء يزعجني، سموك.”
هدرت معدتي بألم. “ما هو؟”
تحولت رأسه نحو القمم الثلجية البعيدة.
“لابد أن أنهي ما يقبع هناك. أريد الذهاب إلى هناك بسرعة قدر الإمكان.” كنتُ أعلم أنه أراد إنهاء سيادة الوورلورد.
“بواسطة الاله……لقد أنقذت سيدة من الغرق ذات مرة، مع ذلك بمجرد أن استعادت حياتها، كل ما كان مرئياً هو أنها قد استسلمت. هذا ما حلمتُ به الليلة الماضية. عرفتُ أنه ينبغي عليّ إنهاء هذا الآن.”
رفعتُ يدي، مقاطعاً كلمات الخال قبل أن يستطع إحراج نفسه أكثر.
“الوورلورد لي لأهزمه، أيها الخال.”
هو ضحك عند كلماتي. “حسناً جداً، إنه لك إذن.”
كانت كلماتي جادة تماماً، لكن رأيتُ في عيونه أني لم يستقبل ذلك بكثير من الاحترام.
**
كان حينها أن سألني أسئلة كانت تزعجه بكل تأكيد حتى الآن.
“الكثير من الأشياء لا زالت غير مجابة. كيف تعرف الكثير عن الأوركس؟ أنا أعلم أيضاً، أن سموك قد تحدثت مع الجنيات من قبل. يبدو أنك تعرف عن تقاليدهم.”
تأملت كلماته، بينما أسترجع الوقت عندما سرقت ذابح التنين الخاص بالملك المؤسس. فكرت في عديد الكتب التي يمكن العثور عليها في هذا العالم والمعرفة التي وهبتني إياها.
“أعتقد أنني سأخبرك عندما يحين الوقت أيها الخال.”
ضغطت عيونه على جسدي. أمكنني رؤية الولاء داخل قلبه، مع ذلك مازالت نظرته أرسلت الرعشة في جسدي. في بعض الأحيان، يتغير الناس كثيراً، وتساءلتُ أي جحيم كان يخوضه خالي في هذه اللحظة.
في تلك اللحظة، اندلعت ضوضاء في القلعة. أصوات ضاحكة، أوامر محمومة، وهتافات متحمسة. كل ذلك جنباً إلى جنب مع بوق المعركة الذي مرة أخرى أشار لفجر المعركة.
“يجب أن ترتاح وتكون بصحة جيدة سموك.” قال الخال بينما ضبط غمده.
“لا….سوف أنضم لكم. أنتم بحاجة لي في شرح الوضع لكم.”
هو أومأ بالكاد وغادر الغرفة بتعجل وأنا ارتديت ملابسي بسرعة واتبعته راكضاً؛ ذراعي لا تزال تخفق من الألم.
بمجرد أن صعدنا الأسوار، رأيتُ أن الجوالة كانوا مجتمعين بالفعل، الأقواس في وضع الاستعداد، ونظراتهم على الأراضي الثلجية.
كان الجيش الأوركي يحوم في الأفق.
كانت معظم أسلحتهم بسيطة، مع ذلك رأينا جميعاً آلات الحصار التي كانت تتخلل صفوفهم.
كان هذا مزعج.
كان هناك أورك عملاق بين الآخرين. كان حجمه أعظم من زعيم الأورك الذي هزمته للتو، وكان هناك علم أحمر راقص خلفه.
“هل ذلك الوورلود؟”
هززتُ رأسي.
“أعتقد أنه طليعة جيش الوورلورد.”
أحد أشرس الأوركس التابعين للملك.
“قائد فيلق قتالي.”
أكثر الجنرالات شجاعة في الميدان.
“إنه قاتل الليل.”
كانوا يدعون بالكوابيس.
———————————————————————————————————-
Ahmed Elgamal