لقد أصبحت الأمير الأول - 45 - فجأة، كان شتاء شديد قادم (2)
فجأة، كان شتاء شديد قادم (2)
——————————
“يسمح باستراحة وجبة للجنود الذين لا يشكلون جزء من قائمة مراقبة الأسوار الحالية. يمكنكم التعافي في الثكنات حتى يتم استدعاؤكم مجدداً. مع ذلك، تأكدوا من الحفاظ على تسليحكم الأساسي.”
حتى عند سماع الأوامر من الخال، لم يحرك أي من الجنود ساكناً. لم يغادروا المتراس. لم يتحركوا من مكانهم. كانت العيون لا تزال مثبتة على راكبي الذئاب الذين كانوا يتحركون على مسافة.
“تشه.” نقر الخال لسانه وأشار لضباطه بأن ينفذوا أوامره بالطريقة القديمة. قفزوا للعمل في الحال، راكلين مؤخرات الجنود وممسكين بالهراوات، دفعوهم للأسفل من رقابهم.
“لما لم تسأل؟”
سأل الخال بينما كنتُ أشاهد الفوضى.
“ماذا تعني؟”
“لما لم تنقذهم؟ إذا كنت فارس سلسلة رباعية، فقد كان مطلوب منك حماية الجوالة.”
“حتى لو أرسلتُ فرسان القلعة لم أكن سأتمكن من إنقاذهم في الوقت المناسب.”
“هل أنت متأكد؟”
“من الواضح أنه كان فخ. ما الذي يمكنني فعله؟”
لم ينكر الخال هذا.
راكبي الذئاب معروفين بقدرتهم على التحرك بسرعة بقدر الفرسان التقليديين. كان للجوالة فرصة صغيرة للغاية في اجتياز الثلج بنجاح عندما هاجم الأوركس.
مع ذلك، لن أعرف أبداً ما إذا كنتُ أبقيت الفرسان لغرض مجهول آخر. تحدث خالي مجدداً، قاطعاً تيار أفكاري.
“المضي قدماً، أفكر في جعل القوات تتقدم خارجاً تجاه البوابة الثانوية بسرعة بقدر الإمكان.”
اقترب فينسينت وقام بعمله: شرح ما رآه يحدث لي. وبعد تقريره، قال هذا عن الأوركس.
“جلالتك، إذا كان أي باب مفتوح، يهرعون للداخل، وإذا تتواجد فجوة في دفاعك، يطعنون ويعضون حتى يتأكدوا أنك توقفت عن التنفس. المنطق لا يعمل معهم دائماً عند قتالهم لأن هدفهم ليس استراتيجي مثلنا. إنهم فقط يسعون للإبادة التامة.”
كان وجه فينسينت كئيب. شعرتُ بقدر كبير من المسؤولية ينزل على جسدي، أنني لم أستطع حماية هؤلاء الجنود. بالرغم من ذلك، هو كان عنيداً في توسيع نصيحته.
“لقد بدأ الشتاء للتو، لا يمكننا التنقل في الأنحاء.”
كانت هناك أسباب جيدة لكون المعارك مع الوحوش متعبة للغاية. كان غرضهم في شن الحرب مختلفاً عن البشر. بالنسبة لهم، مركبة الحصار لا تعني شيئاً.
رغبوا فقط في افتراس الفريسة واستهلاك لحمها.
حتى لو كانت وحوش ذات تغذية جيدة، أو تم حرقها بالنار أو قطعها بالأنصال، مازال لا يمكنهم تجاهل رائحة اللحم.
هكذا كانوا يفهمون قلعة الشتاء.
“بالإضافة إلى ذلك، قد تبدو الحقول الثلجية وأنها لا تقدم أي غطاء للعدو، لكن في الحقيقة، إنها تعطيهم أفضلية.”
أصبحت تعبيرات فينسينت جادة.
“احتمال وجود أوركس مختبئين خلف ذلك النتوء الجبلي لا يمكن استبعاده. يمكنهم محاصرتنا بسهولة من خلال تكدس الثلو-”
“راكبي الذئاب يقتربون!” قبل أن تنتهي كلمات فينسينت، صاح أحدهم. قفزت رأسي للأعلى حيث رنت صيحة إنذار.
وعيونهم مثبتة علينا في الأعلى، كان الوحوش الذين قتلوا الجوالة يقتربون من برج البوابة.
كانت بعض الذئاب تحمل الأجساد المشوهة في أفواهها.
ثم توقفوا جميعاً، بمكر خارج مدى الرماة.
قضم. نخر. زمجرة.
لفترة، ركزت الوحوش على فرائسها بوحشية لدرجة أنني سمعت عظاماً تسحق. في الأخير، أوقفوا هذا الفعل المروع حيث سيطر عليهم الأوركس، سقطت أجساد الجوالة مثل دمى محطمة على الأرض.
“هاه؟ ه-هاي!!” صاح جندي في الصف.
“أحياء! إنهم أحياء!”
أظهر بعض الجوالة علامات على الحياة حقاً. كان بعضهم يزحف ببطء أقرب إلى الجدران، مستغلين جثث زملائهم كغطاء.
لم يتحرك راكبي الذئاب. حصلتُ على الانطباع بأنهم كانوا ينتظرون شيئا ما.
بعد فترة، أثبتت شكوكي صحتها حيث ظهرت مجموعة أخرى من راكبي الذئاب. كانت ذئابهم تحمل أجساداً بشرية أيضاً في أفواهها.
تعرف عليهم فينسينت كجوالة لقلعة الشتاء، كانوا في مهمة.
تم رمي أولئك الجوالة الدمويين أيضاً إلى الأرض، لكن جميعهم كانوا يتنفسون.
ظهرت المزيد من مجموعات راكبي الذئاب واحدة تلو الأخرى. وفي كل مرة ظهروا، ازداد عدد الجوالة المستلقين على الثلج.
قمتُ بعد ستة وثلاثين جثة واثنين وعشرين جوالاً حياً في المجمل.
“الأمر سيء حقاً هذا الشتاء.” كان صوت الخال ثقيل.
“لقد عانينا المزيد هذه المرة.”
كان صوت فينسينت ثقيلاً بقدر والده. كان جميع الجنود الواقفين بجانبنا مصدومين حتى النخاع أيضاً.
مسألة المعنويات برزت في عقلي، حيث كان لا يزال هناك ناجون في الميدان.
كانت معضلة تكتيكية.
العديد من الجنود الصادقين كانوا يحملون ذلك الإلحاح الذي لا يمكن مقاومته لإنقاذ زملائهم، مهما كانت الاحتمالات. مع ذلك، كان يلزم وضع الخير الجماعي في الحسبان دائماً.
الرجال الذين كانوا راقدين الآن عند أقدام الذئاب كانوا جميعهم من محاربين الشتاء المخضرمين. كان أغلبهم يفهم أن في بعض الأحيان، على القادة أن يتخذوا قرارات في حين أنها تأتي بمنفعة استراتيجية إلا أنها تأتي على حساب حياتهم. كوني لم أعطي أي أمر للهجوم على الأوركس وتحرير الجوالة، كنتُ أعلم أن تقاعسي قد وجه ضربة قوية لمعنويات رجالي، مع ذلك تجنبنا مؤامرة واضحة لكن خطيرة بواسطة عدونا.
أيام مثل هذه نادراً ما بشرت بالخير لمستقبل قلعة الشتاء.
“إنها أول مرة يحدث شيء مثل هذا. ليس من العادي أن يهاجم الأوركس بسلالة وبكفاءة شديدة هكذا.” أعلن فينسينت.
“في آخر معركة قاتلنا فيها كانوا سريعين. والآن يأتون مع راكبي الذئاب. ما الذي يخططون له؟”
لقد تحدثت مع الخال عن المعركة السابقة بالأمس.
لسبب ما، ذكرتني كلماته بتلك الجنيات العالية اللعينة.
شيجرين. هل كان لتلك الجنية البغيضة يد في هذا؟
بعد التفكير في الوضع، بدأتُ أشك في ما إذا كان لديها يد في هذه الفطيرة.
“وااااااهغغااااا!”
اخترق أذناي زئير لا يشبه أي صوت بشري ممكن. جاء هذا الزئير من وحش يستخدم حباله الصوتية بقدرتها الكاملة.
كان الأورك على الذئب الأعظم يشير لنا بينما يصيح. “وااااااااااااغغغ!”
“أيها القائد، سيدي! ما هي أوامرك؟” تجمع الضباط الكبار حول الخال. كنا نعلم جميعاً أن الأوركس كانوا يستعدون لإعدام سجنائهم.
“ننتظر.” قال الخال، بعد رؤية أن تلك كانت رغبتي.
“سيدي القائد! لا يوجد وقت لهذا! لن نتمكن من إنقاذهم لاحقاً!” صرخ فارس غير صبور، سيفه في يده. مع كل حركة بدا وكأنه أراد القفز من فوق الجدار ومهاجمة الأوركس.
رفع الخال يده. توقفت جميع الأصوات في نفس الوقت حيث تجنب جميع الجنود عيونه. بعد ذلك التف لي.
“ماذا تعتقد أنهم سيفعلون؟”
بدلا من إجابته، نظرت مرة أخرى نحو عدونا.
الأورك الضخم الغير عادي رفع علماً دموياً. بالنسبة لأي رجل آخر، سوف يبدو علماً بسيطاً. مع ذلك، بالنسبة لي، كان نمطه معروف.
صاح الأورك.
ما بدا لجنودي مثل عواء كراهية الوحوش، أنا فهمته ككلمات.
“دعنا نخوض المعركة! سوف أقاتل بالشرف وأنتزع النصر لفيلقي!”
لغة الأوركس القدماء، التي فقدت من الذاكرة العالمية منذ وقت طويل، تدفقت بحرية من فمه الدموي.
مع رؤيتي للأورك يلوح علمه فوق رأسه، تذكرت الحديث الذي خضته مع شيجرين.
[هناك شيء عليّ إخبارك به، عميقاً داخل سلسلة الجبال.]
[كائن قديم جداً نائم هناك.]
[إذا كتبت عنه في أغنية، أراهن أنها ستكون قصيدة رائعة!]
عرفتُ الآن ما كانت تعنيه. عرفتُ الآن ما كان علي فعله.
الملك العظيم في متناول يدي.
ذلك الأورك الصاخب تمكن من منحي الجواب الذي سعيتُ له بشدة، وعرفت لماذا جمع هؤلاء الجوالة.
***
“إذن أنت تقول أن هؤلاء الأوركس يحتجزون الرهائن من أجل طلب مبارزة؟”
عندما أومأت، تنهد خالي.
الأوركس الذين يطلبون مبارزة بكلمات الشرف غرباء، لكن البشري الذي تحدث باللغة الأوركية كان أكثر ندرة. أظهرت تعبيرات خالي أنه كان غير معتاد على مثل تلك الأشياء. لم تكن هناك طريقة لأخرى للتعامل مع هذا الموقف. كان عليّ قبول هذا.
“كراك هاراكجو! كاراكدا جوندوك! كراكس!”
وقفت على الجدار وصحتُ بهذا نحو الأوركس. تدفقت تلك اللغة الغير مريحة من فمي، كل مقطع يبدو وكأنني أمضغ مسامير حديدية.
كان الأوركس متفاجئين عند سماع ردي. أشار راكب الذئب العملاق الذي بدا أنه القائد تجاهي وصاح.
بتفسير تقريبي، بدا هكذا:
“لا، كيف يعرف هذا البشري لغة عشيرتنا؟”
كان رد فعل متوقع لأورك. تجاهلت سؤاله وصحت. “سوف أقبل المبارزة، إذا نزل مقاتليك عن ذئابهم وقادوهم بعيداً بـ300 خطوة.”
صنع قائد الاورك ضوضاء فظة.
“إنه من أجل دماء العشيرة، أيها البشري! العديد يجب أن يقاتلوا.”
حافظتُ على الصمت لفترة، تاركاً طلبي يغوص أكثر داخله.
أدركت أن هذا المخلوق كان لديه سلسلة معقدة من الأفكار بالنسبة لأورك وبالتالي كان عدواً يجب قياسه بشكل جيد.
“سوف أرسل الآخرين عائدين!” صاح قائد الأورك، الذي وعد حتى بأنه سيقتل الأورك الذي كسر قوانين الشرف.
“ما الذي تقوله بحق الجحيم؟” سأل خالي.
كان الآخرون ينظرون إليّ أيضاً كما لو كنتُ أحد الساكسونيين.
“لما لا ترى بنفسك؟” أجبت.
باستثناء الأوركس الخمسة المختارين للمشاركة في المبارزة، كان راكبوا الذئاب الآخرين ينسحبون جميعاً. كافح خالي وضباطه لإخفاء تفاجئهم.
“أ، أ….ماذا يفعلون؟!”
“ما هذا بحق الجحيم؟”
رغم أنهم مروا بعشرات من الشتاء في بالاهارد، لم يرى أي من الرجال على الجدار شيئا كهذا أبداً من قبل.
صاح قائد الأورك الآن بالمزيد من شروط المبارزة.
“سيشارك خمسة منا في المبارزة. يجب أن يكون خصومنا نفس البشر الذين قاتلناهم في الجبال.”
اندلع الكثير من النقاش لتحديد من سيواجه العدو.
تم اختيار فينسينت وفارس السلسلة الثلاثية الذي قاتل ذلك اليوم.
“سوف أذهب! سأنتقم من أعداء الجوالة!” صاح فينسينت بانفعال.
اندلع هتاف كبير من كل الجنود المجتمعين عند كلماته. كان هناك مكانان بشكل افتراضي لي ولأروين. تذمر بعض الفرسان والمخضرمين وحاملي الضغينة تجاه الأوركس أن اللوردات سيخاطرون بأنفسهم بشكل خارج عن السيطرة. قمتُ بتنويرهم لحقيقة بسيطة: بغض النظر عن أي شيء، أنا الوحيد الذي يتحدث الأوركية.
تجاهلت معارضتهم، ومع ذلك فهمت مخاوفهم.
“أين تعلمت كلمات الأوركس؟ لم أسمع أبداً أن الأوركس خصوم يتحدثون.” سأل خالي.
“لقد درست.” أعطيته هذا الرد، مع ابتسامة باردة.
فقط أنا من كنت أعلم أن الأمر تطلب مئات السنوات لإتقان الأوركية القديمة وألسنة أخرى بجانبها.
كان قائد الأورك والمحاربين الخمسة يبدأون بإظهار علامات عدم الصبر.
نظر الخال في اتجاههم. “لو كنا نعلم هذا من قبل، هل كان من الممكن تسوية الأمور معهم بطريقة دبلوماسية؟”
“هذا حدث نادر للغاية، أيها الخال.”
فقط أولئك الأوركس الذين خدموا ملك العشيرة من يستطيعون التحدث باللغة القديمة، والوحش الذي أمام الجدران كان أحد هؤلاء الخدم.
بعد الشروع في رحلتي عبر العالم، كانت سفارة الجنيات قد زارت المملكة، من بينهم كان هناك جنيات عاليات كبيرات.
في نفس الوقت، ظهر ملك الأورك في الشمال للمرة الأولى في 4 قرون. هل ينبغي أن أعتبر هذا صدفة؟
لا….كانت هناك بعض المصادفات الحقيقية في كون السبب والنتيجة. عندما تتحرك كائنات غريبة في الأنحاء، تتبعها الأحداث الغريبة مثل سمكة كاريون في أعقاب حوت جريح.
“لنذهب ونلاقي مصيرنا!” قلت لأولئك الذين تم اختيارهم في النهاية، رفاقي في القتال الوشيك.
كرررروووو….كرووووو….كرووووو….
قام الجنود في برج البوابة بتشغيل السلاسل حيث رفعوا البوابة العظيمة مستخدمين لا شيء سوى قوتهم.
كروووو….تشااااااك.
انفتحت الآن. لم يسعني سوى التساؤل كم قد تكون سرعة راكبي الذئاب وراء ذلك الحقل الثلجي في الزحف إلى موقعنا.
قدتُ مجموعة فرساني خارج البوابة، كان بعض الجنود متحيرين من تهوري مع ذلك نظروا نحونا بترقب لتبجيل قوتنا في المعركة.
ضربني شعور قصير من التفوق، وتأكدت من أن يرى فرساني أنقى طموح للانتصار مكتوب عبر كياني بأكمله.
حتى إذا كانت هذه المبارزة بطلب من قائد الأورك، سوف أمنحه معركة بكل سرور، وإذا تطلب، محو.
أشار كل من فينسينت والفرسان إلى أي أورك رغبوا بمواجهته، باحثين عن وجوهاً يعرفونها.
تصرفتُ كالمترجم وأخبرت كل أورك بالتتابع عن خصمه.
هؤلاء الأوركس الذين كانوا لا يزالون راكبين نزلوا إلى الأرض، والذئاب بطريقة ما تعرف أن عليها الآن إبقاء مسافتها.
“حسنا، جلالتك؟ أنا واثق أنني أستطيع التعامل معه.” قال فينسينت حيث رفع ذقنه نحو الرفيق العملاق الذي تحداني بشكل مباشر.
لم أعترف حتى بكلماته. بدلا من ذلك، تركزت عيوني على عيون الزعيم.
هذا بالطبع كان لي، ولي وحدي لأشتبك معه.
——————————————————————————————————————-
Ahmed Elgamal