لقد أصبحت الأمير الأول - 37 - بعد أن وجدتُ مكاناً لي أخيراً (1)
بعد أن وجدتُ مكاناً لي أخيراً (1)
——————————-
عندما حضرتُ المأدبة مجدداً في اليوم التالي كان هناك المزيد من الناس الذين يراقبوني أكثر من السابق.
هؤلاء الذين لم يكونوا راضيين بالمشاهدة اقتربوا حتى.
كانوا يسألوني ويتحدثون إليّ عن كل أنواع الأمور التافهة.
في بعض الأحيان، أجبت بنفس التملق؛ في أحيان أخرى، وجهتُ أسألتهم إلى أحد آخر.
إذا تركت المحادثة وبدأت بالتحرك إلى مكان آخر، تتشكل مجموعة مختلفة حولي مرة أخرى.
هل هكذا تكون المأدبات حقاً؟ هذا مرهق للغاية.
عندما كنتُ سيفاً، كانت مكاناً أردت أن أكون فيه، لكن الان علمت أنها كانت متعبة وغير مريحة وليست ممتعة على الإطلاق.
شاهدتني الملكة. غير عالمة بما أشعر به، بدت سعيدة لرؤيتي أختلط بالناس. كان يبدو أنها أحبت رؤيتي أحصل على انتباه النبلاء الآخرين.
ثم، ظهر السفير الإمبراطوري اللعين.
“أيها الأمير. سمعتُ أنه تمت خطبتك لجنية.”
كانت نبرة مونبيلر متغطرسة كما لو كنت أمير دولة صغيرة غير مهم بالنسبة له.
“لم أستطع الحضور بالأمس بسبب واجباتي، لكنني فوتت مشهداً جيداً حقاً.” هو قال، مع تعبيرات حزن زائفة.
“لكن لما أنت بمفردك اليوم؟”
كانت هناك حرارة غريبة في عيونه.
طمع. توق. شهوة.
كانت غريزته تجاه الجنيات واضحة.
أنا لم أقبل خطبتها لأنني أردت ذلك، ولم أكن أنوي الزواج حقاً. لكن على السطح، كانت شيجرين خطيبتي بالفعل. كان سلوك معاملة خطيبة الأمير كراقصة رخيصة مثيراً للغضب حقاً.
حولتُ رأسي. العديد من الناس أومأوا عند كلمات مونبيلر. لم يشر أحد إلى كم هو قذر. كان الجميع يفكر في نفس الشيء مثله.
كان هذا سخيفاً حقاً، لكن في النهاية هدأتُ غضبي.
“هل يمكنني مقابلتها لمرة؟ للأسف، الجنيات ليسوا موجودين في الامبراطورية.”
واصل مونبيلر تحريك فمه البغيض.
نظرتُ لأعلى المنصة.
كان وجه الملكة شاحب. على أي حال، هي بدت قلقة من أنني سأتسبب بمشاكل.
كان نفسه مثل وجه الملك. على الرغم من أن خطيبة ابنهم كانت تعامل كراقصة رخيصة، إلا أن تعبيراتهم كانت محرجة فحسب.
هل كان هذا لأنه يكرهني؟
لا. مهما كان يكرهني، لا ينبغي على الملك أن يسمح بحدوث هذا.
ينبغي على الملك أن يخطو للداخل عندما يتصرف كلب الامبراطورية كما لو كان مالك مملكتنا.
ينبغي على الملك أن يتدخل عندما يتم إهانة أمير.
لكن لم يأتي أحد.
لذا، كان الأمر لي كلياً.
“أيها الماركيز. هل تعتقد أن خطيبة الأمير راقصة رخيصة ستأتي حسب رغبتك ونداءك؟”
في تلك اللحظة، كان كما لو أن كل الهواء في قاعة المأدبة قد تم امتصاصه خارجاً. توقفت الموسيقى عن العزف، وتوقف ضجيج محادثات النبلاء.
نظر النبلاء إليّ بعيون متوسلة، كما لو يريدوني أن أعتذر.
لم تكن النظرة في عيون الملك صريحة كالنبلاء، لكن المشاعر المحتواة داخلها لم تكن بذلك الاختلاف عن الآخرين.
“كيف يجرؤ….”
سمعتُ صوت مونبيلر. كان وجهه أحمر ساخن.
فتح الكلب الإمبراطوري فمه مرة أخرى.
“أمير دولة صغيرة يسخر من ماركيز الإمبراطورية العظيمة….”
“أمير دولة صغيرة يشير لوقاحة ماركيز دولة أخرى.”
“كيف تجرؤ….”
“اخرس، قبل أن أقطع ذلك اللسان.”
سقطت أفواه النبلاء مفتوحة كما لو كانوا يصرخون بصمت. كان جميع من في القاعة شاحباً.
عندما نظرت إلى وجوههم، اعتقدت أن ربما من هذا اليوم فصاعداً، سوف أعاني من الازدراء أكثر من السابق حتى. سيصبح من المستحيل الحصول على دعمهم.
كنت أعرف أن ما أفعله الآن غبياً.
لكن هذه هي الطريقة التي ينبغي أن أمشي بها.
أرواح أولئك الذين يديرون عيونهم بعيداً من أجل السلام الزائف سوف تفقد ضوءها تدريجياً.
المتنازل لا يمكنه الحصول على التفوق أبداً.
“هاي!”
ظهر ماركيز بيليفيلد. مثلما فعل من قبل، تعثر وسكب الخمر كما لو كان ثملاً.
لكن اليوم، سكبه على مونبيلر، ليس أنا.
“اوه لا، لقد ارتكبت غلطة هائلة! اعتذاراتي!” بدأ بيليفيلد بصنع ضجة وبدأ يمسح وجه مونبيلر بأكمامه. أطلق نظرة فاهمة تجاهي بينما يفعل.
“يجب أن تغير ملابسك! اوه لا، أنا آسف حقاً. لم أكن أريد إيذاء جسدك الثمين!”
بدأ الماركيز بيليفيلد المرتعش بقيادة مونبيلر بعيداً.
ضحكتُ على تمثيله الوقح.
“دعني أذهب!” كافح مونبيلر بخشونة ضد بيليفيلد، محاولاً التخلص منه، لكن ذراعي بيليفيد كانت قوية.
كان مشهد من النادر رؤيته. ماركيز بيليفيلد الكبير في السن يقمع مونبيلر القوي بدون جهد.
“اللعنة!”
مرهقاً، استدار مونبيلر وترك نفسه يقاد للخارج.
عند ذهابهم، نظر الماركيز بيليفيلد نحوي مرة أخرى. كانت عيونه المتجعدة تحتوي على الكثير من التوبيخ.
سرعان ما اختفوا خارج قاعة المأدبة.
كانت الأجواء لا تزال نفسها. كانت العيون الباردة للملك والنبلاء تحدق بي.
لكن كان لفترة فقط.
بدأوا يتجاهلوني. كان كما لو أنني غير مرئي، رغم أنني كنت في منتصف القاعة مباشرةً.
“سموك.”
لو لم يكن بفضل شيجرين، التي وصلت متأخرة، كنتُ سأنهي مأدبتي الخاصة على هذا الحال.
مع ظهورها، ارتفع مزاج قاعة المأدبة مرة أخرى. هؤلاء الذين تصرفوا كما لو كنت غير مرئي رأوني مجدداً وبدأوا يقتربون مني.
للدقة، يقتربون من شيجرين.
“سموك شخص ممتع حقاً.” هي اتكأت قريبة مني وهمست.
“لست هنا للمتعة.”
“أنا أتطلع لثلاث سنوات من الآن.” قالت بعيون متوهجة وابتسامة جميلة.
***
كان الأمير الثالث جيليان ليونبيرجر منزعجاً عندما سمع عن خطبة الأمير الأول.
“كسر زهرة فرسان الهيكل ليس كافياً؛ والآن، جنية؟!”
في الأساس، لم يكن لديه نية لحضور هذه المأدبة. مع ذلك، بعد سماع الشائعات عن الجنيات، لم يستطع التحمل بعد الان.
انزلق إلى المأدبة غير مدعو.
اعتقد أن الخطيبة ستبدو امرأة جميلة، لكن مظهرها كان في الواقع يفوق ما تخيله.
التوت بطنه من الغيرة.
بعد المأدبة، قام بشحذ سيفه. أراده أن يكون حاداً قدر الإمكان في المبارزة القادمة.
“هل ينبغي أن أجعله يبدو كالأحمق؟ أو ربما أقتله وأتظاهر أنه كان حادث…”
لا. القتل سيكون مشكلة. هو قرر أنه سيكون من الأفضل قطع رجولته.
ظل جيليان يفكر في كيفية التعامل مع الأمير الأول. كان ذلك مثل حمى استهلكته كل لحظة مارة.
أراد أن يلحق به أكثر هزيمة مذلة ممكنة.
وربما بذلك، ستفسخ المرأة الجنية الخطبة معه وتختاره بدلا منه.
هو ابتسم عند ذلك الوهم. التفكير في ذلك فقط كان ممتعاً.
ظل جيليان ينتظر قدوم ذلك اليوم.
كل يوم مار بدا كسنة؛ كل أسبوع بدا كعقد.
أخيراً، جاء اليوم المبارزة.
بينما حمل سيفه على كتفه، جالت عيونه وسط الحشد.
“ماذا؟ هل تنتظر أحد؟” سأله الأمير الأول.
كان يبدو أن المرأة الجنية لم تأتي معه. تحطمت خطة جيليان في الفوز أمامها.
هو جلب سيفه للأسفل وتنهد بشعور عميق من الخسارة.
“إذا لم تكن كذلك، فلنبدأ مباشرة.”
إنه يندفع إلى دماره الخاص. ابتسم جيليان عند ذلك التفكير وأومأ.
خطى قائد فرسان البلاط الكونت شميلد شتوتغارت للأمام.
كان الكونت موثِقاً عاماً تم إرساله بواسطة العائلة الملكية للإشراف على المبارزة ومنع أي ظروف غير محببة.
“سموه الأمير الأول قد تحدى سموه الأمير الثالث كخصم له، هل ذلك صحيح؟”
بدأ الكونت المراسم قبل المبارزة الرسمية.
أومأ الأمير الأول بشكل عارض.
“سموه الأمير الثالث قد قبل التحدي مع سموه الأمير الأول، هل ذلك صحيح؟”
“نعم.” أجاب جيليان بسرعة.
“يود الإثنان إثبات سيوفهما هنا، لكن واحد فقط سيحصل على ذلك. الاله سيختار واحداً بعين نزيهة، وأولئك المجتمعين في هذا المكان سيصبحون تلك العيون لتقرير الانتصار والهزيمة. بالتالي، حقيقة النتيجة تقبع وراء الكلمات. سموكم، هل تتفقان؟”
أومأ الأميران في نفس الوقت.
“كلا الأميران يرغبان بإثبات فنون سيفهما ويريدان الظفر بالنصر، لذا أنا أعلن أن المعركة قد تم تهيئتها. تم منح بهذا بواسطة جلالته الملك ليونبيل ليونبيرجر، الحاكم الشرعي للأرض، وسيتم توثيقها بواسطة شميلد شتوتغارت، الذي تلقى اللقب الفخري كقائد فرسان البلاط؛ لا يمكن لأحد أن يعترض على النتيجة…..”
بدا أنه كان الكثير لقوله عن قتال سيوف واحد، لكن الكونت لم يأبه.
“الحرب تبدأ. المباراة تنتهي عندما لا يتمكن أحد الجانبين من المواصلة، عندما يعترف المرء بالهزيمة، أو عندما يحكم الموثق أن الانتصار والهزيمة لا يمكن تحديده. لابد أن يكون الفائز كريماً تجاه الخاسر، وعلى الخاسر ألا يتحدى حقوق الفائز.”
عندما سار الكونت للخلف، سار الأمير الاول للأمام في الحال.
تقدم جيليان أيضاً.، رافعاً سيفه بترقب.
“سموكم، ارفعوا سيوفكم. رجاء، لا تدعوا هذه المعركة تؤذي نزاهة سموكم.”
أعلن الكونت بدء المبارزة أخيراً.
ضحك جيليان نحو الأمير الأول.
“لقد جهزت جمهوراً كبيراً من أجل أخي، هل أعجبك؟”
بما أن الوقت كان سريعاً بعد المأدبة، تمكن الأمير الثالث من دعوة عدد نبلاء أكبر حتى مما يتوقع. كان من المؤسف أن المرأة الجنية لم تحضر، لكن كان لا يزال أمر جيد أن يحرج الأمير الاول أمام هؤلاء الناس.
لوى الأمير الأول رأسه وأخبره. “أنت تتحدث كثيراً جداً.”
تصلبت تعبيرات جيليان.
“آمل أن تكون نفس الشيء عندما تنتهي المبارزة.” أضاف الأمير.
رفع جيليان سيفه. العديد من الأساليب ومضت في عقله. من بينها، اختار فن السيف الأكثر روعة وتعقيداً.
هو ضبط وضعيته، وعندما ثبت عيونه على شكل الأمير الأول، اندفع نحوه.
كان زخمه حاداً مثل سيفه.
لا يمكن أن يتم تدميره بواسطة شخص قد تعلم مهارات منخفضة المستوى مثل قلوب المانا.
ركل جيليان الأرض أسرع، لكن بشكل غريب، كان يبدو وأن خصمه يبتعد أكثر.
فجأة-
كودانجتانجتانج-!
في عيون جيليان، تغيرت مواقع السماء والأرض مرات لا تحصى. شعر بألم شديد على صدره. كان هذا جنونياً. لم يمكنه أن يفهم لماذا كان يتدحرج على الأرض، أو لماذا كان الأمير الاول واقفاً عليه.
“أردت اللعب معك لمزيد من الوقت، لكنني مشغول قليلاً.” لم يبدو صوت الأمير الأول مثل سخرية. لكن بدا معتذراً.
اقترب الكونت من جيليان في الحال.
“سموك، هل أنت بخير؟”
أراد جيليان أن يقول أنه كان بخير، وحاول النهوض.
مع ذلك لم يستطع التحدث، ولم يستطع النهوض.
استطاع سماع صوت المتفرجين.
“ااه، ماذا حدث؟”
“هل تم إسقاطه؟”
نظر جيليان في عيون الكونت، التي بدت وكأنها تشفق عليه.
“كموثق لهذه المبارزة، أقرر باسم الملك أن الأمير الثالث لا يمكنه مواصلة المبارزة بعد الآن.”
لا. مازال بإمكاني القتال.
مجدداً، لم تخرج الكلمات من فمه.
“الفائز هو الأمير الأول!”
مع سماعه لإعلان الكونت، بدأت عيونه تدور، وفي النهاية اسودت رؤيته.
***
كان النبلاء الذين يشاهدون في حيرة من أمرهم.
لم يتوقع أحد أن الأمير الثالث، المشهور بفنون سيفه، سيتم إيساعه ضرباً بتلك السهولة.
تشنج الأمير الثالث قليلاً قبل أن يفقد وعيه تماماً.
وقف الأمير الأول بهدوء، سيفه للأسفل. لم يحصل على الإثارة ولا الشعور بالانجاز اللذان ينبغي أن يحصل عليهما الفائز. بدلا من ذلك، كان يحدق في أخيه بوجه كئيب.
ثم، رفع رأسه فجأة ونظر حوله.
“هل حصلتم على العرض الذي تريدونه؟”
شعر النبلاء بالترهيب حيث حدق الأمير الأول بهم بغضب. خفضوا رؤوسهم بشكل غريزي وتبادلوا نظرات قلقة.
“نبلاء قادمين لمشاهدة قتال أطفال….تسك!” نقر الأمير الأول لسانه ثم بدأ يسير بعيداً.
لم يقل أحد كلمة حتى غادر.
ثم بدأوا يفتحون أفواههم مجدداً.
“هل خسر الأمير الثالث حقاً؟”
قال أحدهم ذلك. بدأ النبلاء بالمعارضة فيما بينهم.
“لكن كيف؟”
“نعم، كيف؟ لقد بدأ الأمير الأول بالتدرب قبل بضعة شهور فقط صحيح؟”
“لقد تم إمساكه حين غرة! تم ضربه حتى قبل أن يتمكن من استخدام يديه!”
“صحيح! كان هجوماً جباناً!”
بينما يشاهدهم، تحدث الكونت شميلد شتوتغارت بنبرة باردة.
“كمراقب وموثق لهذه المبارزة، سوف أحذركم. إذا كان هناك أحد هنا يلقي رأياً زائفاً عن اللعبة العادلة التي حدثت اليوم، فإنه يلقي الشكوك على شرفي.”
عند كلماته، صمت النبلاء الذين كانوا يتحدثون.
حدق الكونت في الاتجاه الذي اختفى فيه الأمير الأول.
“كان ذلك مذهل…”
كان هناك إعجاب في صوته.
***
استغرق الأمر يوم كامل قبل أن يستعيد جيليان وعيه.
هو رمش لبضعة لحظات، ثم صرخ بعدما أدرك ما حدث.
“اللعنة على ذلك! تبا! تبا!!”
بدأ برمي أي شيء استطاعت يده الوصول إليه.
سامعين الهياج، هرع الناس إلى غرفته.
“سموك!”
كانت أحشاؤه تغلي. كان من المحرج السقوط هكذا أمام الجمهور الذي جمعه بنفسه.
“استعدوا! سوف أذهب إلى قصر الأمير الأول!”
عند كلمات جيليان، بدا الخدم غير مرتاحين وبدأوا ينظرون إلى الأسفل.
كان كما لو أنهم أرادوا قول شيء ما لكن لم يستطيعوا.
“ألم تسمعوني؟! سوف أذهب وأنافس مجدداً!”
سأكون يقظاً هذه المرة. هو فكر. أنا لا أعلم كيف أصبت، لكنني لن أتعرض لضربة كتلك مجدداً.
القدرة الغير متوقعة للأمير الأول كانت مفاجئة، لكن إذا ركز جيداً، كان واثق أنه سيفوز. إن قوة خصمه تأتي من أداة قديمة تجمع المانا في القلب. لم يكن هناك سبب ليخسر إذا استخدم حلقات المانا.
لابد من فعل هذا بسرعة. صر جيليان أسنانه.
مع ذلك، لم يتحرك الخدم والمرافقين.
“قلت أنني سأعود وأنتقم لشرفي! كم مرة علي إخباركم؟!”
فارسه الخاص الذي كان في العادة سريعاً، تماطل قليلاً قبل أن يتحدث.
“سموك، الأمير الاول قد غادر.”
“ماذا؟ إلى أين سيذهب؟ ليس مسموح له الذهاب إلى مقاطعات المتعة خارج القصر!”
“سموك، الأمير الاول ليس على الطريق الملكي.”
كان جيليان مذهولاً عند كلمات الفارس.
“الأمير الأول غادر مع سعادته الكونت بالاهارد.”
“إلى أين؟”
“سمعت أنهم كانوا ذاهبين إلى الشمال، إلى حصن بالاهارد.”
كان جيليان مصعوقاً للحظات، ثم بدأت يتلعثم.
“ل-لكن….أنا…”
حنى فارس البلاط رأسه لسيده ذو الأربعة عشر عاماً، الذي قد عاش حياة عقيمة.
“اااااه!”
بدأ جيليان بالصراخ ورمي الأشياء مرة أخرى.
***
“هل علينا المغادرة بهذه السرعة حقاً؟ لما العجلة؟”
سألني الخال بينما ركضت خيولنا.
“الطريق الملكي ليس مكاناً بعد الآن.”
في اللحظة التي رددتُ على مونبيلر، تغير الهواء حولي.
استطعت الشعور بالعداء والازدراء من الجميع. أدركت أن لا أحد من النبلاء سيقف بجانبي على الإطلاق.
لم أكن حزيناً.
أنا لم أكن أريد التعلق بأولئك الذين يتذللون لكلاب الإمبراطورية.
كان من الأفضل استثمار وقتي في شيء آخر بدلا من الانتباه لتلك المخلوقات المثيرة للشفقة.
“وهل هناك أي مكان سيلائمك؟”
ضحكتُ على سؤال الخال.
“ألا تعتقد أن الجنود والفرسان سيلائموني أكثر من النبلاء؟”
“إنهم ليسوا أكثر لمعاناً من النبلاء، لكنهم متحفظين أكثر بكثير. لن يكون من السهل الفوز بقلوبهم.”
“حسنا، إذا دحرجتُ الطين معهم، فسأحصل بالتأكيد على شيء لن أحصل عليه من النبلاء. ما الذي أنت قلق بشأنه؟”
هز الخال رأسه.
“لا أعلم. لا يسعني سوى التفكير بأنك في عجلة شديدة.”
كانت كلمات الخال منطقية.
بعد المأدبة، سعينا وراء إذن من الملك للسفر إلى الشمال، ومباشرة بعد منحنا الإذن، أسرعنا خارج الطريق الملكي في الحال.
“حتى الماركيز بيليفيد قال ذلك.” أخبرت الخال. “قال أنني لن أحصل على أي شيء في الطريق الملكي. لماذا سأضيع حياتي في البقاء هناك؟”
عندما انتهت المأدبة، جاء الماركيز بيليفيلد إليّ.
لم يعبر عن دعمه مباشرةً، لكنه أعطاني نصيحة مفيدة نوعا ما.
أخبرني أن أنشأ قوة خارج الطريق الملكي.
“لكنك متسرع جداً. وإذا كنتَ في عجلة، ستبدأ بتفويت الأشياء. أليس هذا هو الوقت المناسب للسير بعناية، خطوة بخطوة؟”
“ليس هناك وقت للاسترخاء.” أخبرته.
لا يمكنه معرفة ذلك. المجنونة الأكثر رعباً في العالم كانت تطاردني.
المهلة التي حصلتُ عليها من شيجرين ليست طويلة جداً. سأتزوجها حقاً. لا، على الأرجح، ستلتهمني حياً. لقد رأيتُ كيف دمرت الآخرين مرات لا تحصى.
رؤيتي لها تقطع أطراف أعدائها، وتشاهدهم بتعبيرات راضية وكأنها طفلة تسحب أجنحة يعسوب كانت لا تزال حية في ذاكرتي
كل شيء كانت مهتمة به كان يلقى نفس النهاية.
الآن، هي مهتمة بي.
لذا قبل أن ينفذ صبرها، كان عليّ أن أسرع وأبني قوتي.
كنت أعلم أن من المستحيل تجاوز قوة وشدة جنية عالية كبيرة في فترة قصيرة من الوقت.
لن أتمكن من الوقوف ضد القوة التي كدستها لألف سنة.
إلا إذا وصلتُ للتفوق.
كان من المستحيل الوصول لذلك في الطريق الملكي.
السلام يجعل المرء ضعيفاً ويبلد سيفه.
كنت بحاجة لمكان لتسريع نموي وشحذ سيفي.
مكان يُختبر فيه البشر إلى حدودهم القصوى.
مكان يمكن أن تولد فيه موهون-سي.
المكان الذي ينبغي أن أكون فيه كان ساحة المعركة.
————————————————————————————————————————————————–
Ahmed Elgamal