لقد أصبحت الأمير الأول - 35 - علاقات ماضية (2)
علاقات ماضية (2)
——————
[عيون تشبه ضوء النجوم]
[شفاه تبدو مثل الرمان]
[خدود كالعسل]
[مقدمة رأس جميلة كطفل مولود حديثاً]
[صوت ناعم مثل عصفور مغرد]
أجمل مخلوق خلق بواسطة الاله.
[نقية، بدون كذب]
[بريئة، غير ملوثة]
طبيعة لطيفة لا يمكنها حتى إيذاء حيوات المخلوقات الصغيرة.
[زهرة متفتحة لألف عام]
[فترة حياة تقارن بالأشجار العملاقة]
كائنات الغابة التي تعيش بين 300 إلى 1000 سنة.
جميلين، أنقياء، لطفاء.
ذلك ما يعتقده الناس عن الجنيات بشكل عام.
كانت هناك غلطة قاتلة في ما اعتقدوه.
الجنيات ليسوا بأي شكل أنقياء، أو أبرياء، ولا يفضلون الغير.
كانوا خبيثين، حريصين وحسابيين، وفي نفس الوقت معتدين بأنفسهم بشكل مروع.
الخرافة عن الجنيات الجيدين والمحبين للخير كانت فانتازيا صنعها أولئك الذين سُحروا وأغرموا بأشكالهم الملائكية.
كنت أعرفهم أفضل من أي أحد آخر.
كنت معهم عدة مرات في الماضي.
كانوا قبيلة قاسية يمكنها تدمير الآخرين مستغلين جمالهم كمصائد للإغراء.
من بين هؤلاء الجنيات، كان هناك الأكثر خطورة بشكل خاص.
[الجنية العالية]
إنهم كانوا [أبطال] قبيلة الجنيات.
التي أمامي لم تكن فقط [جنية عالية] لكن [جنية عالية كبيرة]، والتي قد عاشت لما يقرب ألف سنة.
[السيافة السحرية الراقصة، شيجرين]
كانت شيجرين عضواً في البعثة التي قتلت جوانجريونج في الماضي.
كانت مهووسة لدرجة أن حتى في هيئة السيف، كانت تزعجني بشكل فظيع.
كانت تبدو بالضبط مثلما كانت قبل 400 سنة.
احتوت عيونها على نظرات ثابتة.
لقد كنتُ سيفاً لمئات السنين، وليس هناك شيء لأخاف منه.
باستثناء شيجرين. هذه الجنية ليست عاقلة تماماً.
[إذا مات سيدك، هل ستذهب معي؟]
[سوف نستمتع للأبد.]
[للأبد. لا أحد سيمكنه التعامل معك أفضل مني.]
عندما تذكرتُ تعبيراتها الشاطحة وهي تلمس جسدي النحيل، شعرتُ بالقشعريرة في ظهري.
لعقت شيجرين شفتيها.
“لم أعتقد أن هناك أحد يتذكر تلك القصيدة.” هي قالت.
أنا لم أتوقع أنها كانت هنا، لذلك استخدمت الموهون-سي.
مع ذلك، هي كانت تعرفها جيداً وتعرفت عليها في الحال.
حولتُ رأسي بعيداً، آملاً أنها لن تتعرف عليّ.
لحسن الحظ، لم تفعل. لم يظهر وجهها أي ارتياب.
أنا مختلف تماماً عن عندما كانت تعرفني في الماضي.
أنا الآن الابن الأكبر لعائلة ليونبيرجر، لست سيفاً.
تنفست الصعداء بدون أن أدري.
“يبدو أن أسلال ذابح التنين لم ينسوا ذلك الانتصار بعد.” هي ابتسمت بشكل جميل. “أعتذر على تقديمي المتأخر. أنا شيجرين، ممثلة البعثة التي قدمت للتأكد من صداقتها مع مملكتك.”
استقبلت تحيتها بهدوء بقدر الإمكان.
“أنا إدريان ليونبيرجر.”
كانت التعبيرات على وجهها فضولية.
“همم؟”
أمالت رأسها الجميلة جانباً.
في الحال، أمسك النبلاء صدورهم ونظروا إليها بجوع.
شعرت بعدم الارتياح لسلوك النبلاء الذين خدعوا بمظهرها بسهولة. كيف سيبدون لو اكتشوا أن داخل ذلك المظهر الجميل المنعش يقبع وحش عمره ألف سنة؟
حاولتُ إبعاد النظرة الحذرة من على وجهي بسرعة. لن يكون من الجيد استفزاز شيجرين.
إنها تمتلك إحدى أفضل فنون السيف على مدار مئات السنين، وفي نفس الوقت كانت غير متوقعة.
لم أكن أريد المراهنة بحياتي ضدها.
لا.
يبدو أن مأدبة اليوم تم تخريبها أيضاً.
بالأمس كان السفراء الامبراطوريين، واليوم، لقاء بالصدفة مع جنية مجنونة.
بينما بدأت أخطو بعيداً عنها بهدوء، خطت شيجرين أقرب.
“بالمناسبة…” كانت رأسها لا تزال مائلة مع تعبيرات فضولية. “أين تقابلنا؟”
زحفت القشعريرة إلى ظهري.
“أنت تبدو مألوفاً بشكل غريب…” هي أضافت.
“هذه أول مرة لي برؤية جنية بعيناي هاتين.” أخبرتها.
“حقاً؟”
“نعم.”
تصببت عيونها على جسدي كما لو تحاول النظر بداخلي.
الجنيات العاليين يمتلكون صفة [بطل] منذ الولادة. لم أستطع تخمين ماذا كان تصنيفها، الذي كان قبل 400 سنة، الآن.
آملت فحسب أنها لم تصل للنقطة حيث تستطيع الرؤية عبر كل الأشياء.
“أنت تكذب.” هي قالت بنبرة هادئة، لكن كلماتها هزتني.
“هناك نوعين من ردود الفعل سيفعلها البشر عند رؤية جنية لأول مرة.”
كانت تعبيراتها خفيفة حيث تابعت حديثها بنبرة هادئة.
“الافتنان. أو مثل سموك، الحذر. رد الفعل العادي هو الأول، بينما من وصلوا لمستوى معتبر يسقطون في الأخير. بشكل غريب، أنت تبدو صغيراً جداً للوصول لذلك المستوى….” كانت تبتسم، لكنني وجدتُ ذلك مرعباً.
“اه…إذن ذوقي مختلف.” تمكنت من لفظ ذلك.
لم يبدو مقنعاً مع ذلك. إن جمال الجنيات فائق. حتى الأوركس المخادعين بأنفسهم سقطوا لمظاهرهم الجميلة.
لأن تقول أن لديك ذوق مختلف أمام مثل ذلك الجمال الفائق….يا له من عذر هرائي.
لكن ماذا يمكنني أن أقول غير ذلك؟ كما قالت، لم يكن هناك رجل لا يفتن بجمالها.
شيجرين التي أعرفها كانت امرأة فخورة لأقصى الحدود.
هي ابتسمت مرة واحدة أخرى قبل أن تأخذ بضعة خطوات للخلف.
“أنا سعيدة جداً بلقائك.” قالت قبل أن تضع قلنسوتها مجدداً وتسير نحو مقعدها في زاوية قاعة المأدبة.
“اه…”
تنهد الرجال في أنحاء القاعة عندما غطت وجهها بالقلنسوة. اتبعتها عيونهم كما لو كانوا مسحورين. كانت عيون البعض ممتلئة بالجشع والتوق.
هذا محرج.
حتى لو كانوا مخدوعين بمظهرها الجميل، فلا ينبغي أن يحاولوا لمسها. عقاب الجنيات لا يرحم.
نقرت لساني واستدرت.
رأيت الخال. بدا أن حتى هو كان بلا دفاع أمام جمال الجنية. خرجت تنهيدة من فهه حيث شاهدها تسير بعيداً.
لو كانت شيجرين قد جاءت بنوايا شريرة اليوم، لكان قد انتهى أمر هذه الدولة.
“جلالتها الملكة مارجريتا، حاكمة ليونبيرج المتواضعة، الرفيقة الجميلة والمحبة للخير لجلالته الملك ليونبيل ليونبيرجر تدخل!”
ظهرت الملكة بينما كنت أفكر في الجنيات.
بدت الملكة مثيرة للإعجاب حقاً بشكلها الأنيق والجميل.
تلاشت الأجواء الغير مرتبة نوعا ما في الحال. ركع جميل النبلاء في نفس الوقت.
“إيان.” سارت الملكة إليّ مباشرة بنظرة مبتهجة على وجهها. “بالنظر إليك هكذا، أنت حقاً تبدو مثل جلالته عندما كان أصغر.”
أعجبها زيي المفصل الأنيق حقاً.
“تعال معي.” هي أخذت يدي وقادتني إلى المنصة. “لا تفكر في المغادرة باكراً اليوم.”
جلست الملكة على كرسي مثير للإعجاب على المنصة، وأنا أخذت الكرسي الذي بجانبها.
كانت هناك الكثير من المقاعد على المنصة، من بينهم كان مقعد الملك.
“جلالته سيكون حاضراً غداً.” هي أخبرتني. “لذا اذا كنت تريد أخذ ذلك الكرسي اليوم…” تلألأت عيونها. ،”فاستمتع.”
بعد ذلك قامت الملكة من مقعدها لإعطاء النبلاء خطبة سريعة.
ثم، بدأت الموسيقى تملأ القاعة مجدداً حيث قدم اللوردات والنبلاء العاليين واحدا تلو الآخر لتقديم احترامهم للملكة.
كانت كلماتهم وأفعالهم مختلفة عن معاملتهم لي.
إذن، هذا هو جلال الملكية الحقيقية. فكرت.
ابتسمت بمرارة. لم يكن عليها حتى أن تستخدم قوة الموهون-سي. مازال لدي طريق طويل.
لم أكن منزعجاً مما رأيته. بينما أتقدم نحو الاكتمال والتفوق، سيتبعني هذا الجلال على أي حال.
“ماذا تعتقد؟” سألتني الملكة بينما كنت متعمقاً في التفكير.
“بشأن ماذا؟”
“الصغيرة التي كنت أتحدث إليها للتو؟”
اتبعت نظرتها دون قصد. رأيت فتاة صغيرة في حوالي العاشرة. لوت الطفلة جسدها كما لو كانت خجولة عندما قابلت عيوني عيونها.
“عائلتها عظيمة، ولا توجد أي عيوب في شخصيتهم. سيكون لديها الكثير من الرقي بحلول الوقت عندما تصبح امرأة.”
عندما فهمت ما كانت الملكة تتحدث عنه أخيراً، أظلمت تعبيراتي.
“ألا يمكنك رؤية أنها صغيرة جداً؟”
الطفلة التي بدت محرجة أنه تم اعتبارها طفلة بدلا من امرأة استدارت بعيداً.
بدأت الملكة تتذمر مني لكنني لم أكن أستمع.
بعد بضعة لحظات، قدمت الملكة مرشحة أخرى لي.
كانت أكبر من الأولى، لكن مازالت صغيرة جداً لتدعى امرأة.
قمت بهز رأسي.
منذ ذلك الحين، استمرت الملكة في جعلي أرى المزيد من المرشحين، وفي كل مرة، قمت بهز رأسي.
“أنت تختار ملكة يا إيان. إنهم ليسوا مثل النساء الذين تعاملت معهم دائماً…” ظلت تتذمر بهدوء بقدر الإمكان كما لو تريد أن تجذب الانتباه. حكيمة، صحيحة، تأتي من عائلة عظيمة….بعد التنقيب عن الفضائل التي علي أخذها في الاعتبار، نادت الملكة المرشحة التالية.
المرشحة والمرأة التي يبدو أنها والدتها استداروا وساروا بعيداً بعد أن هززت رأسي مجدداً. بطريقة ما، بدوا مرتاحين.
بعد ذلك، ظهر المزيد والمزيد.
واصلت التنهد وهز رأسي.
تنهدت الملكة ايضاً في كل مرة أرفضها.
ظل الوضع على هذا الحال لوقت طويل.
بعد ذلك، اقتربت مجموعة ترتدي قلنسوات من المنصة. كانت شيجرين والجنيات.
“شيجرين من عشيرة الهدال تحيي الملكة الجميلة مارجريتا.” هي ابتسمت بشكل جميل وانحنت.
كانت الملكة مذهولة من زيارة الجنيات.
“من المذهل فحسب أنه كان بإمكانكم القدوم اليوم. الجنيات أصدقاء زمن طويل للمملكة منذ وقت تأسيسها.” سعدت الملكة.
“يبدو أن الملكة تبحث عن امرأة لتكون رفيقة سموه، هل هذا صحيح؟”
عندما أومأت الملكة، هي ابتسمت.
“عندما أرسلنا ملكنا إلى هنا، لم نكن نعلم السبب. لكن الآن، أعتقد أنني أفهم.” سقطت عيونها عليّ.
“ماذا تعتقد جلالتها بشأن عشيرتنا؟”
“صديق قريب، وجار ودود.” أجابت الملكة بسرعة.
“ألا تعتقدين أن من الأفضل تسميتنا عائلتكم بدلا من أصدقائكم؟”
اتسعت ابتسامة شيجرين.
سرعان ما أدركتُ لماذا شعرت بالقلق عندما رأيت وجهها.
“ماذا يعني ذلك؟” سألت الملكة.
“أنا جنية عالية. في الإعداد البشري، أنا أرستقراطية من عائلة جبارة لحد ما.”
يا الهي.
بعدما ظللت أشكو للملكة أنها كانت تريني مرشحات صغيرات للغاية، ظهرت أكبر مرشحة في العالم.
“لحسن الحظ، عمري ليس بذلك الاختلاف عن عمر سموه…”
تلك البغيضة بصقت كذبة صريحة.
شعرتُ بفمي يجف.
———————————————————————————————————-
Ahmed Elgamal