لقد أصبحت الأمير الأول - 33 - غيرتُ تفكيري ورأيت بشكل مختلف (3)
غيرتُ تفكيري ورأيت بشكل مختلف (3)
————————————-
ملامح غير واضحة في مدفونة في لحم سميك مقزز؛ جسد منفوخ مغطى بزي ملون كالمهرجين.
كان شكل الأمير الأول مشهوراً كسلوكه الوقح والمقرف. كان جميع نبلاء المملكة يعرفون كيف يبدو.
لذا، كانت القاعة ممتلئة بالاضطراب عندما دخل الأمير الأول.
كشف الباب ليس رجل سمين قبيح لكن رجل وسيم بجسد مدرب جيداً. كان متناسقاً للغاية، مثل فارس تقريباً، وزيه الأسود البسيط لائمه بشكل جيد.
كان العيب الوحيد في مظهره هو نظرته المتغطرسة، لكنها تناسبت مع مركزه ويمكن التغاضي عنها. في الحقيقة، سلوكه الذي بدا متمرداً بدا مثيرا للاعجاب حتى.
كان النبلاء في صدمة تامة. سمعوا الأخبار أن الأمير الأول قد تغير. سمعوا الشائعات أن بعد اقترابه من الموت بدأ يتدرب. مع ذلك، لم يتوقعوا أن يكون التغيير بهذه الضخامة. إنه بدا مثل رجل مختلف تماماً في نصف سنة فقط.
“قدموا الإحترام لسليل النسب النبيل ليونبيرجر!”
حينها فقط عبر النبلاء عن احترامهم. ركع النبلاء الأقل، بينما حنى النبلاء الأعلى رؤوسهم، نفس الفكرة في رؤوس الجميع.
كيف يمكن أن يحدث هذا في نصف سنة فحسب؟
كان تغير الأمير مفاجئ وشديد جداً.
الأمير الخنزير، رمز الكسل، لم يعد موجوداً.
“الجو ممل جداً لمأدبة.” قال الأمير الأول.
الموسيقيين، الذين توقفوا عن العزف بخوف وذهول، تذكروا واجبهم وبدأوا بالعزف سريعاً. خلال وقت قصير، تفتحت الأجواء مع النغمات الجميلة التي ملأت القاعة.
لم يسع النبلاء سوى التحديق في الأمير الأول.
كان ينظر في أرجاء القاعة بذقن مرفوع، غير واعياً للتحديقات.
على الرغم من أن اللوردات العاليين كانوا أرستوقراطيين لدرجة كبيرة، إلا أن الأمير كان في مستوى مختلف.
الأمير الأول الذي كانوا يعرفونه كان رجل قبيح بشعور شديد من النقص. كان سيء السمعة بأن تحديقات الناس كانت تعتبر إساءة بالنسبة له، اعتقادا منه أنه يضحكون عليه. كلما يمسك بأحد يحدق به، يبدأ بشتم ذلك الشخص مباشرة.
لكن الآن….كان الأمير يستقبل النظرات المتصببة عليه بهدوء. الآن، كان النبلاء هم الذين لم يستطيعوا مواجهة تحديقه.
كلما التقت عيون أحدهم مع الأمير يتحولوا بعيداً في الحال. كان كما لو أن الأمير ينظر خلالهم مباشرة. استطاعوا حني رؤوسهم فحسب. كان فقط اللوردات العاليين هم من قابلوا تلك النظرة.
بدلا من تجنب عيون الأمير، اقتربوا وقاموا بتحيته. قبل الأمير تحيات النبلاء الذين كانوا أكبر منه بكثير بتعبيرات متغطرسة.
كما لو يتقبل التحيات من خدمه.
شعر تايلور تايهايم بالفخر وهو يراقب ذلك.
أمير عظيم كهذا أرسل دعوة مباشرة لعائلته.
لا شيء من التجارب السيئة الماضية كانت موجودة في رأسه. فقط الفخر والامتنان.
خطى تايلور نحوه، على أمل أن الأمير يمكنه تذكر.
مع اقترابه، استطاع سماع اللوردات العاليين يتحدثون إلى الأمير.
“تبدو مذهلاً حقاً، سموك….”
“وجهك يذكرني بجلالته عندما كان أصغر….”
هل هؤلاء هم اللوردات العظماء للجنوب والشرق؟ فكر تايلور.
لقد بدوا راغبين في الإرضاء، بألسنتهم السلسة وتعبيراتهم المشرقة.
“هذه ضجة كبيرة. لقد خسرت بعض الوزن فحسب.” أجاب الأمير الغير مبالي.
عند كلمات الأمير، عبس نبيل عالي من الجنوب، وكأن فخره قد تأذى لعدم مبالاة الأمير. لكن مازال، لم يغادر الدائرة المحيطة بالأمير متشمسين بمجده.
كان هذا طبيعي. كان النبلاء حساسين لتدفق القوة؛ اللودات العظماء الذين يصنعون التدفق نفسه. بالنسبة لهم، كان تحول الأمير متغير لا ينبغي أخذه بخفة. ينبغي أن يتوددون إليه في الحال.
شعر تايلور برتبته المنخفضة كلما اقترب. رثى مركزه، حيث لا يمكنه الاختلاط وسط النبلاء عاليي الرتبة. ربما، كان ينبغي أن يكون سعيداً فحسب أن الأمير أرسل لهم دعاوى.
سقط كتفاه، وبدأ يسير مبتعداً. كان هذا محبط، لكن ينبغي أن يكون راضياً كفاية أنه جرب روعة الطريق الملكي. سار ببطء نحو مقعده عند زاوية قاعة المأدبة.
خلفه، سمع غمغمة اللوردات العظماء.
شعر فجأة بإمساكة قوية على كتفه قبل أن يتمكن حتى من اكتشاف سبب الصخب.
“ينبغي أن تقول مرحباً بما أنك هنا.” سمع ذلك.
عندما استدار، رأى وجهاً وسيماً، وخلفه، الوجوه المثبطة لللوردات العظماء.
“سموك!”
ابتسم الأمير. “أنت تؤذي أذناي.”
“آسف، أنا آسف سموك.”
اللوردات والسيدات المثقفين كانوا ليستخدمون كلمات ‘الندم’ عن قول ‘آسف’. مع ذلك لم يهتم تايلور. كان سعيداً فقط أن الأمير الأول لاحظه وسط الحشد.
“أين الآخرين؟” سأل الأمير الأول.
“اوه، نحن نجلس هناك سموك.”
“لقد جائوا! دعنا نذهب.”
سار الأمير الأول بخطوات كبيرة نحو زاوية القاعة، حيث كان البارونز الريفيين يجلسون.
حدق تايلور في ظهر الأمير بذهول. ثم شعر بعيون اللوردات العاليين عليه.
النظرات لم تكن مختلفة عن النظرات التي تلقاها الأمير، لكن تايلور لم يكن أميراً.
سار تايلور خلفه ورأسه للأسفل.
***
يمكنني رؤية ما بداخل اللوردات العظماء الذين أحاطوني ورفضوا المغادرة.
ربما كانوا يحاولون اكتشاف كيف تغيرت على مدار نصف سنة، وماذا كانت خططي للمستقبل.
لكنهم لا يعلموا أنني من أكنت أسترق النظر داخلهم بينما كانوا يحاولون فعل المثل.
قوة [الحكم].
فحصت قدرات جميع من قابلتهم في قاعة المأدبة. حتى اللودات العظماء لا يمكنهم الهرب من قوتي.
كان بعضهم غير كفء؛ كان بعضهم قادرين. تنوعت قدراتهم لكن كان هناك شيء واحد مشترك بهم.
كان لديهم شيء متسخ يدعى [عقل ثعبان] في صف السمات.
كانت إشارة لهؤلاء الذين وصل جشعهم لذروته. كانت وصمة الكارما السيئة لهؤلاء الذين أخذوا أشياء من الآخرين ودمروا حيواتهم.
كان جميع من حولي أشياء قذرة. كان حشداً متعفناً تماماً.
أمكنني تقريباً شم رائحتهم الكريهة.
قبل أربعمائة سنة، قاتل صديقي نهاراً وليلاً ضد الوحوش. حمى أولئك الذين تم طردهم من أراضيهم، أولئك الذين تم استغلالهم. زرع الأرض القاحلة، بنى قرية على تلك الأرض، بنى حصناً، وشيد قلعة. كان عليه أن يهزم تنيناً لتأسيس وحماية دولته.
لكن الآن….تلك الدولة ممتلئة بالثعابين.
أسلال أولئك الذين عانوا من الإستغلال كانوا المستغلين الآن.
كان هذا مروع.
لم أكن في مزاج لللعب مع اللوردات العاليين. لحسن الحظ، رأيت وجها مألوفا على مسافة.
رأيت رجلاً شاباً، الابن الأكبر للبارون الريفي الذي قابلته من قبل.
كان هذا جميل. رغم أنه قد لا يكون كفء، إلا أنني كنت سعيداً للغاية من طاقة الرجل الشاب.
“سموك؟ سموك، إلى أين تذهب؟”
تركت إيرل مكان ما معلق واتبعت الرجل الشاب. نظرة التفاجؤ التي أعطاني إياها عندما أمسكت كتفه كانت بشرية بشكل منعش.
بدا لي أنه كان البشري الوحيد في هذه القاعة.
كان هناك المزيد معه. كانت القاعة مشرقة بشكل خاص، لكن في زاوية ظليلة، كان البارونز الريفيين متجمعين. بدا بعضهم مألوفاً، لم يكن الآخر.
سرت نحوهم.
“سموك!”
عندما رأوني، حنوا رؤوسهم بتعبيرات قلقة. بمعرفتي لتجاربهم السابقة مع الأمير الأول، فهمت لماذا كانوا يبدون هكذا.
اعتقدت أنه يكفي أن أصبح أقوى. اعتقدت أن الدولة التي بناها صديقي كانت آمنة بشكل كافي للمواصلة.
أدركت الآن فقط كم هذه الدولة متعفنة.
بعد ذلك، سمعت صوت إعلان.
“الصديق الأبدي للمملكة، الماركيز مونبيلر، سفير بورجوندي، تحت سلطة جلالته امبراطور بورجوندي يدخل!”
إعلان دخوله بعد الإبن الأكبر للعاهل شد انتباهي.
بورجوندي.
ذلك الإسم الكريه.
الدولة التي سحبت الدم من هذه المملكة قبل 400 عام، العدو القديم الذي اضطر صديقي لقتاله لوقت طويل جداً.
بدأ نبلاء دولتي بحني رؤوسهم أمام سفير بورجوندي. أظهروا احتراماً أكثر مما أبدوه لي – أنا عضو العائلة الملكية.
“لقد مر وقت طويل، أيها الأمير إيان.”
نظر سفير بورجوندي إليّ وابتسم بشكل متغطرس.
كما لو كان يتحدث إلى تابع.
كان قلبي يخفق.
كنت أشتعل في داخلي كما لو كنت قد ابتلعت كرة نارية.
————————————————————————————————————
Ahmed Elgamal