لقد أصبحت الأمير الأول - 19 - الشيء الحقيقي مختلف (1)
الشيء الحقيقي مختلف (1)
————————–
كم مقدار الروح التي ينبغي أن أخرج كي أعتم روح الخال، سيد سيف هذا العصر؟
200 سنة؟ 300 سنة؟ 500 سنة؟
لا. مائة سنة ستكفي.
ما سحبته كان فقط جزء من السنين التي قد عشتُها.
ذلك وحده سمح لي بقهر حضوره تماماً.
اتسعت عيون الخال. كان وجهه ممتلئ بالذهول وعدم التصديق.
سواء لاحظوا المعركة الهادئة التي كنا نخوضها، ضيق فرسان البلاط عيونهم ليشاهدوني أنا، والخال، وأديليا، التي كان وجهها مرعوباً.
بدا الوضع غير واقعي.
“أكره عندما يأخذ أحدهم ما هو ملكي.” همستُ.
لم تكن هناك حيوية ولا نشاط في صوتي.
الشيء الوحيد الذي شعرتُ به كانت القشعريرة القادمة من روحي.
ارتعش جسدي. اهتزت أسناني.
كان موسماً حاراً، لكنني شعرتُ بالبرودة.
كانت تلك علامة.
هذا الجسد الضعيف كان يتآكل بواسطة البرودة والظلام اللذين جاءا مع روحي.
أسرعتُ بدفن جزء روحي الذي أيقظته قبل أن يتمكن من التهام هذا الجسد.
“فارس عادي واحد….”
كان الخال يتنفس بخشونة حيث حدق في عيوني بعمق.
“فارس ممتاز واحد يمكنه إنقاذ مئات الجنود…لا، ألف.”
كان صوته وعيونه مهيبة، واضعةً إياي تحت ضغط.
كان هناك شعور عظيم بالمسؤولية يفيض منه كقائد للشمال.
كان يملك سبباً عظيماً.
“قريباً، سيحل الشتاء القاسي. الوحوش الجائعة ستعبر الحدود….”
“لا.”
كانت التعبيرات محطمة على وجهه. لم يعتقد أنني سوف أرفضه في الحال.
“لكنها تستطيع إنقاذ حيوات لا تحصى.”
“قلتُ، لا.”
كانت إجابتي هي نفسها.
كان سببه له، ليس لي.
لم يمكنني التعاطف معه. لم تكن لدي نية للتخلي عن شيء يمتلك مثل هذه القيمة العظيمة.
“أنت تقدرها….”
“أيها الكونت بالاهارد،” تحدثت أديليا قاطعة كلمات الخال.
كان من المفاجئ أنها ستتحدث إلى الخال، الذي كان يعتبر سلطتها الأعلى.
لكن كان هناك شيء آخر مفاجئ أكثر حتى.
كانت عيونها الأرجوانية تملك نظرة جافة باردة بينما تحدق في الخال.
“لما لا تسألني مباشرة؟”
الخال، الذي لم يكن ليه سبب للرفض، سألها.
“هل تذهبين معي إلى الشمال؟”
“ليس لدي نية لترك جانب سموه.”
بالنسبة لأديليا، لم يكن هناك سبب أعظم مني.
“أنا أملك جسدي وعقلي الخاص.” هي أضافت.
لم يسعني سوى، الضحك. وقد بدت عدوانية.
كان الامر يستحق رفع حضور روحي، حتى رغم أنني كنتُ أعلم أن جسدي لن يقدر على التعامل معها.
أديليا، المهووسة، الخجولة لكن التي يمكن الاعتماد عليها.
المعني من [الخنوع] هو فقط أنها ستكون خاضعة أو تابعة لكائن أعلى رتبة.
وكانت روحي كافية لتطبع عليها أنني ‘السيد’ الحقيقي.
“لا يمكنني اتباع كلماتك.” أخبرت أديليا الخال.
لقد بدا مصدوماً لأن سببه النبيل قد تم رفضه مرتين.
ضحكتُ مرة أخرى حيث بدا الخال ساخط.
“آلاف الحيوات على المحك! كيف لك أن تكون بهذا الطيش!”
“أنا لستُ قلقاً بشأن هذا. لما لا تخرج من القصر وتجد ألف جندي؟”
حدق الخال بي عند تعليقي الصارخ.
سعلتُ من الضحك كثيراً.
“لم ينتهي هذا الأمر. سوف نرتب هذا قريباً.”
عند هذه النقطة، كان من المهم رسم الخط.
“طلب أديليا منتهي بالفعل. في الواقع، لم يعد هناك سبب لقدومك إلى هنا كل يوم.”
لقد طلبت منه الملكة القدوم لضبطي.
الآن، أنا لا أقع في مشاكل حمقاء، بالإضافة إلى أنني أفقد الوزن.
“لكن إذا كنتَ ترغب في القدوم، سوف أرحب بك كضيف. لكن سيتوقع منك أن تكون مهذباً كضيف.”
لا تتذمر، لا تنظر إلى أديليا.
عبس الخال عند سماع شرطي ونظر إلى أديليا بالكثير من الندم.
***
حتى بعد كونه محرجاً للغاية، واصل الخال زيارة القصر يومياً.
كان لمشاهدة أديليا.
مع ذلك، عاملته أديليا بالقليل إلى لا احترام. تذمر الخال حولها.
كان هذا مثيراً للشفقة لدرجة أن حتى أنا شعرتُ بالأسف له واخترت ألا أقول أي شيء.
في بعض الاحيان، نظر الخال إليّ بوجه عابس.
بدا وكأنه يريد قول شيء، لكن كان يقمعه.
بعد ذلك بحوالي أسبوعين، اقترب الخال الذي كان صامتاً في العادة منا في قاعة التدريب.
“ماذا كنت تعلمها؟” هو سأل بينما بدا مشمئزاً.
همم….بالتأكيد، وقفتها لم تكن جيدة.
“أديليا، مدي مرفقيك للخارج.” أخبرتها.
هي صححت وقفتها في الحال.
“قومي بإراحة كتفيك للخلف قليلاً.”
“انظري إلى الأمام.”
قام الخال بتصفية حلقه بشكل ذو معنى وسار بعيداً.
هززتُ رأسي. كنتُ أعرف ماذا يعني ذلك.
كانت أديليا تنضبط على السيف سريعاً جداً. على هذا المعدل، لن أتمكن من قيادتها بعد الآن في أي وقت قريب.
“هووو!”
أخذت أديليا نفساً عميقاً. تجمعت الهالة على حافة سيفها حيث زفرت.
كررت هذا الفعل، ببطء لكن بثبات، حتى رن صوت ضجيج واضح.
ووو ووو ووو!
“حسناً؟” استدارت أديليا ونظرت إليّ بينما كان سيفها يلمع.
“اه، عمل جيد.”
هي ضحكت بخجل عن إطرائي.
بعد وقت قصير، تلاشى الضوء من السيف.
لقد قامت بعمل جيد، لكنني لم أستطع الضحك.
أنا علمتُها كيفية وضع المانا في السيف. لكن لم أتوقع أن تنجح في مثل هذا الوقت القصير.
حتى إذا كانت لا تملك مانا كافية بعد لإبقاء القوة سارية، إلا أنها نجحت.
كان تقدم مرعب.
كنتُ متوتراً حقاً وكأن مهووسة سيف تطاردني من الخلف.
انتشرت القشعريرة حول رقبتي.
“لابد ألا….”
سمعتُ صوت الخال. عندما أدرتُ رأسي، رأيت تعبيراته المتصلبة.
“قلب المانا….” كان واضحاً أنه كان يحاول عدم التحدث، لكن انفجرت الكلمات للخارج على أي حال.
“لماذا؟” سألته بصوت عالي.
“ألا يكفي أنك تستخدم تلك التقنية القمامة وحدك؟ لما عليك أن تعلمها لها؟”
أشرتُ إلى المدخل بإصبعي. “اذهب. ارحل!”
عندما صرختُ عليه بغضب، تحدث الخال مرة أخرى.
“إنها تملك امكانية لا تصدق لا يمكنك حتى تخيلها. أنتَ خربتها.”
كان صوته هادئ لكن الغضب الذي يتخلله كان أعمق من السابق.
أشرتُ إلى المدخل مرة أخرى بدلا من الرد.
“ماذا، هل ستجعلهم يسحبوني للخارج؟”
وقفتُ لاستدعاء فرسان البلاط، لكن الخال كان قد استدار بالفعل وبدأ يسير بعيداً.
بينما أشاهده وأنا أنقر لساني، اقتربت أديليا وسألتني.
“التقنية التي علمتني إياها كانت قمامة؟”
قمتُ بهز رأسي.
“لا. أبداً.”
قلب المانا الجالس عند صدرها كان نفسه بالضبط مثل السلف، أجنيس بافاريا.
رغم أنه صغير وتافه الآن، إلا أن بإمكانه ممارسة قوة هائلة كما فعل أسلافها في الماضي.
“لكن لما يتحدث عنه السيد الكونت بهذه الطريقة؟”
كان لديها الكثير من الأسئلة أكثر من العادة من اليوم. لكن مازال، بدت متحفزة للغاية عند الحديث عن السيوف، كما هو متوقع من سليلة الأسلاف المشهورين بفنون سيفهم الممتازة.
“لا أعلم…” قلتُ وأنا أشاهد الخال يختفي من بعيد.
“أناس هذا العصر قد نسوا تماماً كيف يبدو قلب المانا الحقيقي.”
لقد كانت قلوب المانا ما هزمت التنانين والملوك العمالقة.
الان تعامل كالقمامة.
كان الأمر يرثى له.
“لو لم يكونوا قد نسوا، لن يعاملوها بتلك الطريقة.”
“أنا أرى.”
لست متأكد هل فهمت أم لا، لكنها بدت كأنها تصدقني.
“قريباً سوف تعرفين.”
لم أشك أن اليوم الذي سترى فيه ذلك سيأتي قريباً.
سيأتي ذلك اليوم أسرع بكثير مما توقعت.
بعد أسبوع، عاد الخال، مازال يغلي بالغضب.
“هل تود مني ألا أعود مجدداً أبداً؟”
كان يحمل سيفاً أسود في يده.
“إذن ارفع سيفك.”
حدق بي بهدوء.
“أثبت نفسك. أثبتك أنك لست على خطأ.”
هو رفع سيفه الخشبي.
“سوف أستخدم حلقة واحدة فقط. إذا استطعت جعلي أتحرك حتى نصف خطوة، فأنت تفوز. ثم سوف أعترف بالهزيمة.”
ابتسمتُ. “بماذا تريد أن تراهن؟ مقابل رغبتك.”
“إذا أردتني أن أمرر سر العائلة، سوف أفعل. إذا أردت شيئا آخر، سوف أستمع لك أيضاً.”
قمت بهز رأسي.
“هذا ليس ما أريد.”
“أيا كان ما تريده إذن.”
ضحكتُ عند كلماته.
“دعنا ننهي المعركة أولاً.” قلت.
سيكون هذا ممتع.
——————————————————————————————————-
Ahmed Elgamal