لقد أصبحت الأمير الأول - 101 - جيش يوكشيون (2)
______________________________
يدوس بعض العفاريت المثيرين للشفقة، ادار كويان راسه للخلف، الى ما وراء الوحوش الى سلسلة الجبال لم يكن فيه شيئا مميزا مجرد كومة هائلة من الصخور مغطاة بالثلوج، ولأنه كان منتصف النهار فالثلوج كان يشع بالبياض الخلاب ومع ذلك هذه الجبال كانت تبعث على النفس الخوف وكان مريبا كيفما نظرت إليه ومهما كان جميلا.
فتمتم بسؤال من عبثية الوضع الذي هم فيه
– هل يتم طرد الوحوش من الجبل او ما شابه؟!
بعد قوله هذا عاد كويان ينظر على الوحوش، رغم تنوعها الا انها كانت الوحوش المعتادة برائحتها الكريهة ونظراتها الشريرة المتعادة لكن الشيء الذي كان مغايرا عن المعتاد هي علامات الخوف التي على وجوه هذه الوحوش فأخبره ايلي الذي توقف عن النحيب
– لا اعرف ماهيته، لكن من الجلي انه شيء فضيع كفاية لإخفاة هذه الوحوش اجمع الا ترى ذلك
في هذه اللحظة قفز جنود الرماح الأسود الذين جاءوا عبر صفوف الوحوش نحو البوابات الحديدة التي بدأت بالانخفاض فور عبور الجيش مع صوت مزعج بضجيج عالي
التقط كويان ايلي من ياقته والقى به من على ظهر حصانه ثم اسرع بالعودة لمساعدة رفاقه في ايقاف تلك الحشد المندفع من الوحوش نحو البوابة حتى انغلاق البوابة كاملا، فأما ايلي الذي تم رميه داخل ابواب القلعة اسرع بالنهوض وركض الى الجدار حيث يقف الأن احد القادة يحب ان يتوفر وما ان صعد صاح مبلغا عما رأه بصوت فزع حتى قبل ان يلتقط انفاسه او يستريح
– هناك مخلوقات رهيبة داخل الجبل…
سكت قليلا وهو يشير باصابعه نحو الجبال إلى ظلام بدأ يطفو في بياض الثلج على الجبال تدريجيا، كان بارزا جدا مع تناقض الألوان بين بياض الجبال المغطاة بالثلوج وسواد هذه المخلوقات الغريبة
في ظل هذه المعمعة الحاصلة عند البوابة الشمالية المقابلة للجبل من تجمع الوحوش والجيوش، في الجزء الاخر من القلعة عند البوابة الجنوبية التي امتلأت بالوافدين توّا، الوافدين الذين كانوا هم ابناء النبلاء كانوا يتذمرون لبعضهم البعض ويشكون عن قسوة العاصفة الثلجية وهم الاطفال الذين عاشوا بقصور كبيرة دافئة دون خوف أو قلق.
– هذا…. انت هل انت واثق بأن هذا الجحيم البارد هو المكان المنشود، يستحيل العيش هنا.
– لا اعلم،لقد جئت بأمر والدي ومثلك لا ادري شيئا. انا منهك حتى الموت دعنا نستريح اولا…
قطع محادثتهم اللطيفة والسلمية اصوات ابواق عالية فالتفت احد ابناء النبلاء يسأل زميله بعبوس
– ما الذي يجعلهم صاخبين بشأنه هذا مزعج
– ربما لديهم تمرين او مباراة
قطع مرة اخرى نقاشاتهم صوت صراخ جنود قلعة الشمال الذين اضطروا للوقوف عند البوابة الجنوبية لفتح البوابة بمثل هذه الظروف
– سيتم اغلاق البوابة قريبا، اذا كنت ستدخل فادخل بسرعة
– لم ارى مجموعة كسالى مثل هؤلاء في حياتي ماذا يكونون بحق؟! اهم سلاحف؟
اندفع الوافدين للداخل نحو البوابة التي لم تصبر على سيرهم البطيء وبدأت تُغلق ببطء
وفور دخولهم صرخ احد هؤلاء النبلاء نحو فرسان القلعة
– انتم ماذا تكونون؟ على الرغم من انه مجرد حصن دفاعي لما انتم تتصرفون كالأخرق.
– هذا صحيح بحق ماذا تكونون لوهلة شعرت بأنني في ساحة حرب
لم يهتم الفرسان المشغولين بالحرب بالفعل بهؤلاء الثرثارين المدللين وسارعوا ينضمون لرفاقهم فور انغلاق البوابة واصوات الابواق لا تزال مزعجة عالية تزمجر في القلعة بأكملها، والفرسان يتحدثون مع بعضهم بصوت طغى على تذمر سلاحف النبلاء
– التقط السهام واسرع الى الجدار
– السهام للجدار الشمالي والرماح للجدار الشرقي، اسرعوا اسرعوا
– الفرسان سيتولون الترولز…
وصيحات ممثاثلة شرسة عالية بين جنود القلعة الذين لم يبالوا بابناء النبلاء وتركوهم واقفين امام البوابة كالبلهاء
كان الوضع صاخبا جدا تماما كحرب لهذا نظر ابناء النبلاء نحو بعضهم البعض بوجوه متصلبة غير قادرين على استيعاب حالة القلعة
– هي هل تستطيع ان تفهم ما الذي يجري هنا؟ ما هؤلاء الرجال وعن ماذا يتحدثون؟
لم يجب زميله لأنه لم يكن يملك الجواب لكن قاطع وقوفهم كتماثيل غبية تقدم شخص ما نحوهم كان يبدو كالفرسان في بنيته، ووجه وسيم وشعر أشقر لامع تقدم نحوهم وهو يتحدث بمرح
– اوه، هل هذا انتم يا رفاق؟
شعر ابناء النبلاء وكأن تم انكارهم بهذا السؤال وخاصة مع تلك التعابير المتغطرسة للسائل الذي وقف امامهم وهو يسخر منهم
– لم اتعرف عليكم لأنكم افضل مما توقعت ان تكونوا
وضع هذا الرجل المغرور يده على كتف احد هؤلاء النبلاء بأمر ودود
– لنذهب
– الى اين تقصد؟
لم يجب الرجل المغرور لسؤال النبيل عندما ادار ظهره لهم ثم قال كلمة واحدة فقط بينما سار امامهم
– اتبعوني
لم يكن امام ابناء النبلاء سوى اتباع هذا الرجل رغم ترددهم بسبب غطرسته لكن لم يستطيعوا معارضته وكلما اتجهوا نحو شمال القلعة كان الصخب اعلى والفوضى اكبر حتى وصلوا الى قرب الجدار الشمالي
– اطلق النار عليه، هييييي اطلق عليه حتى الموت
– يا وجه الفتاة اخرس وقاتل
….
– من هو ذاك اللقيط المتكاسل الذي يبدو وكأنه يلعب باصابعه
– ايها الوغد المزعج لست اتكاسل الست ترى الدم اللعين على يدي
كان من الواضح ان هذا اصوات الجنود الذين يقاتلون فوق الجدار
اضافة لمثل هذه المشاكسات كان الجنود فوق الجدار يرمون السهام وينشدون ترانيم النصر من جهة ومن جهة اخرى عويل وحوش بصوت نشاز يخرق الاذان لم يستطع ابناء النبلاء امتصاص الصدمة ووقفوا بأماكنهم متجمدين وهم يشاهدون القلعة المليئة بعشرات الجثث من جثث الوحوش بجميع الألوان
فلم يستطع احد ابناء النبلاء السيطرة على رد فعله فتراجع خطوة الى خلف بفزع وهو يصرخ
– يا الهي، انهم في كل مكان
قال الرجل المتغطرس بصوت عالي
– هيييي، اتعبني بصمت انت مزعج.
حاول النبلاء مرات عدة الكشف عن هوياتهم لكن الرجل المتغطرس لم يعطيهم الفرصة لذلك، وقد كان يعطي هذا الرجل شعورا غريبا بالتهديد والخطر، فلهذا رضخوا وتسلقوا الجدار خلف هذا الرجل المتغطرس بصمت كما أمرهم، وكان فوق الجدار عالم اخر، وحرب حقيقي، وجنود يتحركون كالنمل
– اطلق النار
– تجاهل الترولز، تجاهل الترولز انها مضيعة للسهام
– الترولز مهمة الفرسان لا تضيعوا سهامكم عليهم يا حمقى
– الزيت، احضروا الزيت
– لا توجد اسهم كافية ايها الدعم تحركوا اسرع
– احضروا سهام يكاد ينتهي مخزوني
صيحات اوضح، روائح كريهة غير معروفة، روائح الزيوت النفاثة، ضغط المعركة ورعب منظر الوحوش كلها امتزجت ببعضها لتثير عاصفة قوية في قلوب هؤلاء المدللين من الرعب والفزع حتى كادوا يختنقوا ويتم ابتلاعهم بهذه الأجواء
صرخ الرجل المتغطرس بينما يسير على طول الجدار بأحد الجنود
– انت، امسك قدر الزيت بشكل مستقيم هل تريد رمي حليفك حتى الموت مع الزيت للأسفل؟
– نعم؟،… نعم! ،… اسف.
– وانت لماذا تلعب بأصابعك هل انتهت المعركة؟
– كلا فقط، لكن دم….
– لا تكن مدللا اسرع وعد لمكانك ليس سوى جرح صغير
في البداية لم يفكروا ابناء النبلاء حتى بهوية هذا المتغطرس لكن الأن بعد مضيهم لوقت طويل فوق الجدار بدأوا يتساءلون عن هوية هذا الرجل الذي يأمر الجنود
– ربما يكون سيد قلعة الشتاء؟
– ربما، كل الجنود ينصاعون له دون أي معارضة
لكن الرجل المتغطرس لم يكن كذلك، واخيرا وصلوا لحيث تواجد احد قيادات القلعة فلاحظه القائد ونطق بصدمة من المفاجأة بظهور هذا الشخص فجأة امامه على الجدار
– سمو الأمير؟
لم يكن سيد القلعة بل ابن حاكم البلد
الابن الأكبر لعائلة ليونبيرجر الملكية الأمير الأول ادريان ليونبيرجر الذي لم يكن بطبيعة الحال ينتمي لقلعة الشتاء
لم يستطع ابناء النبلاء اخفاء دهشتهم وهم يتحدثون لبعضهم
– سمعت انه مجرد صبي سمين
– انه مختلف عن الشائعات
– هل كل ما قيل بحقه كان مجرد شائعات؟
– اصمتوا قبل ان ينهرنا مرة اخرى.
توقفوا عن الكلام لتحذير احد رفاقهم لهم بالصمت نظرا لأن الأمير كان يأمرهم بالصمت كلما تحدثوا وفقط كانوا يستمعون للمحادثة الأمير مع القائد الان
– اين فينسنت؟
– اخر مرة وصلني عنه كان قبل نصف ساعة كان على الجدار الشرقي سموك، هل اخبرك عن التفاصيل؟
– لا، سأسمعه من فينسنت سيكون ملما اكثر.
– نعم سموك.
بعد انتهاء المحادثة القصيرة سار الأمير بخطوات مستريحة على الجدار غير متأثر بأجواء المعركة التي تحصل وعلى طول الطريق كلما مروا بقائد كان يستقبل الأمير دون تردد وبتعابير هادئة
وكان هناك على الجدار فئتين من الجنود نصفهم بتعابير هادئة بل ويمازحون ايضا واخرين عبوسين شاحبين كان من السهل اكتشاف سبب الفرق بين الفتئين فالأولى هم المخضرمين اللذين اعتادوا على قتال الوحوش اما الثاني فهم المجندين الجدد الذين لا خبرة لديهم ولا يملكون هدوء الاعصاب المطلوب
وصلوا لعند احد القادة وصاح هذا القائد ممازحا الامير
– سموك، فقط ظننا انك كنت في سبات، فقط هل تعلم كم من الوقت مكثت في غرفتك؟
– كان شيئا كهذا، على كل حال هل لديك شيء صالح للأكل، اتيت على الفور للجدار ولم اتناول اي شيء بعد والسير على الجدار اشعرني بالجوع.
لم يكن امام ابناء النبلاء الا الصدمة وهم يشاهدون اميرهم يأكل الخبز الذي اخذه من القائد بلتذذ بينما هم يكادون يتقيأون بسبب الروائح الثقية المختلطة ببعضها هنا من رائحة الدماء الى رائحة عرق وزيت وروائح اخرى مجهولة لكن مقززة اما الامير الذي كان يمشي بلا احساس كان كلما انهى قطعة يأخذ قطعة اخرى حيث يجد على طول الجدار اثناء السير ولم يكن يهتم سواء اكان خبزا او بطاطة او فاكهة، كان يأكل ليسد جوعه وحتى انه بلطف قدم للجيل الصاعد من النبلاء ليأكلوا ولكنهم بالكاد كانوا قادرين على الصمود وبالتأكيد رفضوا ويكادون يبكون
واخيرا عند وصولهم للجدار الشرقي توقف الأمير امام شاب ما وناداه
– فينسنت
– سمو الأمير؟
تفاجأ لود قلعة الشتاء كما بقية قادته بحضور الأمير ولهذا سأل في لحظة دهشته غير مدرك ان سؤاله بلا معنى
– متى خرجت؟
لم يجب الأمير لسؤاله بل طرح بدوره السؤال المهم
– اشرح لي الوضع، ما الذي يحدث بالتفصيل.
– هذا… كما ترى في البداية صار الوضع في الجبال هادئ بشكل مريب ثم بدأت الوحوش بالجنون والهروب من الجبال ملتصقين بجدران القلعة ويزعقون….
واستمر فينسنت بشرح ادق التفاصيل للامير….
بغض النظر عن مدى وحشية صوت تلك الوحوش في الأسفل تجرأ بعض ابناء النبلاء على الوقوف عند الحافة في فضول والنظر اليهم
مع وضع تلك الوحوش في الاعتبار اصدر الأمير للورد القلعة اقتراحه ووجهة نظره بغير مبالاة بأن هذه فرصة سعيدة لتدريب المجندين
لم يستطع النبلاء الهدوء من سطحية الخطة وجنونه
تدريب المجندين بمثل هذه الحالة الطارئة؟؟؟؟
لكن على عكس ما يظنه هؤلاء السلاحف المدللين لم يكن تفكير الأمير سطحي قط
سأل فينسنت وهو يعلم من خلال خوضهم المعارك معا بأن الأمير خططه ليست عبثية كما يظهر لهؤلاء المدللين
– ما بالضبط ينويه سموك؟
– على حد تعبير السيد الشاب ايلي، يتم طرد الوحوش ايضا من الجبل في هذه الفوضى، اليس كذلك؟
وقف الأمير عند الحافة ونظر بتغطرس وغرور الى الوحوش التي في الأسفل، لكن تلك التعابير المرحة اختفت من وجهه تماما وتحول للجدية المرعبة
ثم رفع ادريان رأسه للنظر الى الظل الأسود الذي يضل يتجمع في الحقل الأبيض وحدود السلسلة الجبلية كان ظلا اغمق من الظلام نفسه في اللحظة التي تراه فيها تدرك من تلقاء نفسك ان الوحوش التي في الأسفل لا شيء اكثر من مهرجين
اسفلهم يصرخ مئات الالاف من الوحوش بزئير وحشي لكن الصمت الذي في ذلك الظل كان مرعبا اكثر
لقد كان شيئا مجهولا ومشؤوما لم يسبق لهم مواجهة مثله في حياتهم كله
فلم يستطع حتى الأمير ذو الاربعة مائة عام من تخمين ماهيته لكنه كما رفاقه يعلم بأنه لحظة اقترابهم من ذلك الظل او اقتراب الظل منهم سيكون ذاك هو الجحيم بعينه…
بدأ ابناء النبلاء في الخوف اكثر عندما رأوا تلك الملامح على وجه الأمير ثم ذاك الظل الذي على الجبال فصاروا يهمسون لبعضهم في خفوت
– سحقا اتيت لاجل البرج السحري فقط، اريد العودة
– دعنا نغادر في هذه الفوضى لن يعرف احد اختفائنا فهم لم يتعرفوا علينا بعد على كل حال
حسموا قرارهم وبدأوا في التخطيط للهرب من هذه القلعة المجنونة لكن اولا عليهم الفرار من هذا الأمير دون ان يشعر باختفائهم لكن كسر كل احلامهم في الهرب سؤال فينسنت للأمير
– من هؤلاء السادة الذين اتوا خلفك سموك؟
-، آه، نسيت ان اعرفك عليهم هؤلاء الابناء المباشرين للنبلاء وصلوا اليوم فقط.
– شباب محظوظين أن يصلوا بهذا اليوم
– بالضبط.
ثم ضحك الاثنان بنوايا شريرة لها اقشعرت ابدان ابناء النبلاء لم يعد يعلمون اين الوحوش اهم أولئك الذين ينعقون في الأسفل؟ ام الصامت الذي في الجبال؟ ام هذان اللذان يضحكان بشر أمامهم؟
لكن كل ما كان بإمكانهم فعله عندما توجهت انظار الامير نحوهم هو انهم انحنوا ثم بدأ احد ابناء النبلاء بالتعريف عن نفسه لكن حتى قبل ان يقول اسمه قاطعه الأمير بصرامة
– اياكم والنطق باسماء عوائلكم اثناء خدمتكم في قلعة الشتاء، انتم هنا حالكم حال المجندين الجدد وستُعاملون كما البقية فلا تفكروا قط باستخدام اسماء عوائلكم
– عذرا سموك، لكننا هنا لأجل البرج السحري، حتى لو كنا نخدم في قلعة الشتاء ما أُرسلنا إليه كان البرج سموك.
– تسك، لا احد منكم لديه صفات الساحر أيها الجهلة.
ابناء النبلاء الذين قطعوا الطريق الصعب والطويل من العاصمة حتى اقصى الشمال لم يكونوا قادرين على تقبل حكم هذا الأمير الظالم فتحدث احدهم معارضا والدموع في عينيه
– انا اعلم بالفعل اني لا املك صفات الساحر سموك لكن من الظلم ان لا يتم منحنا حتى فرصة للنظر في الأمر
– اطلب من الفارس سيفه ومن الساحر سحره في هذه القلعة، لست اقول بأني اجبر على العكس سيتم منحكم جميعا فرصة للقاء المعالج للنظر بما لديكم لست امنعكم عن السحر ان كنتم قادرين عليه
ابتهج ابناء النبلاء على هذا التصريح الذي كان عادلا من الأمير لهم ونسوا ان كونهم سحرة او فرسان في هذه القلعة فهم سواسية في محاربة الوحوش. مع ذلك سرعان ما بهت وجوههم لصوت ضاحك ساخر من خلفهم اتى
– انتم جميعا مؤهلون لتكونوا سحرة
كانت امرأة بصوت ناعم واضح ذات شعر ابيض وجمال خلاب ترتدي عباءة بيضاء
هذا الوجه الخلاب لهذه المرأة كان شيئا يتذكره ادريان جيدا عن ما قبل اربعة مائة عام، كانت هذا الوجه الذي تتنكر فيه هذه الليتش فلم يسع ادريان سوى الابتسام بحنين
فتحدثت اوفيليا بصوت جهور محادثة الأمير
– سموك، بصفتي سيدة البرج السحري اصرح ان المواهب والامكانات السحرية لهؤلاء السادة ليست اكثر من امكانيات فشلة
احد ابناء النبلاء الذين اصيبوا بخيبة امل صاح بجنون من سخرية هذه السيدة وكأنه لم يسمع تعريفها عن نفسها
– من تكونين بحق؟ وبأي حق تقيمين امكانياتنا، اريد مقابلة المعالج وسأجري الاختبار أمامه
صخب الأمير بالضحك فجفل النبلاء ثم نظروا نحو الأمير الذي تحدث بعد ان هدأ ضحكته
– المعالج الذي تبحث تكون عنه هي هذه التي امامك، وهي سيدة البرج الم تسمع تعريفها عن نفسها.
هي التي ارادوا مقابلتها
هي سيدة البرج السحري
مع تصريحات الأمير بدت تعابير هذا الذي صرخ كالأحمق تماما
ازاح الأمير نظراته عن هذا الأحمق إلى اتجاه صديقه لكنه تفاجأ من صديقه الذي كان يقف كالأحمق هو الأخر!!!!
فاختفت ابتسامة الامير وهو يسأل بنفسه
ماذا حل به؟
لم يفهم الامير ذلك، واوفيليا التي وجدت الامير ينظر نحو فينسنت فتذكرته واسرعت لتحيته
– اللورد باليرهارد سيد قلعة الشتاء سعيدة بلقائك
عبس الأمير من استجابة فينسنت الغريبة لتحيتها اجاب بتوتر شديد وهو يحمر، في البداية ظنه محمر من المعركة لكنه لم يكن كذلك بل…
لم يستطع الامير كتم ابتسامته من صديقه المحارب الواقع في الحب
لكن اختفت ابتسامته عندما تذكر طبيعية اوفيليا في هذه اللحظة، وحل في قلبه شعورا بالشفقة
كانت بداية مثالية لحب في ساحة المعركة حيث تتجلى قيمة الحياة لكنها ستكون قصة حب مأساوية لو تعمق فينسنت بمشاعره واثبته في قلبه
فتنهد وهو يعود بنظره نحو اوفيليا، فهو بدوره تفاجأ من كشفها عن نفسها ابكر من الوقت المحدد، ليس وكأنه لم يلاحظ سبب ذلك، كان بالتأكيد ظهورها متعلق بالظلام الذي في أسفل سلسلة الجبال
– ماذا يكون هل تعرفين عنه شيئا؟
وكما كان يتوقع تماما
اوفيليا التي هي ليتش تستطيع ان تفهم العوالم المجهولة الذي يجهله الأمير
– أموات لكنهم ليسوا كذلك، احياء لكنهم غير احياء، وهم يكرهون الأحياء
سكتت للحظة وهي تنظر نحو الجبال
– انه جيش يوكشيون
لم تكمل الباقي لأنها تدري ان الأمير يعرف جيدا هذا الاسم
وبالفعل تجمد الأمير في مكانه من هذا الاسم
فهؤلاء هم الذين تسلقوا الجبال بأمر التنين قبل اربعة مائة عام واختفوا منذ ذلك اليوم حتى غدت حكايتهم محض اساطير…