42.1 - آكرون (2)
الفصل 42.1: آكرون (2)
نظرَ يوجين إلى وليِّ العهد، الذي يَكبُرُهُ بأربعِ سنواتٍ فقط. هونين ليسَ وليَّ عهدِ آروث فقط؛ فهو أيضًا ساحِرٌ مُمتازٌ في حدِ ذاتِه.
مِمّا يتذكرُهُ يوجين فهو ساحِرٌ في الدائرةِ الخامِسة.
وحتى يوجين يعرِفُ عن القصصِ المُحيطةِ بهونين. فَـبعدَ كُلِ شيء، وليُّ العهدِ هو من سيَخلِفُ العرش. على الرُغمِ مِن تحذيرِ هيرا ليوجين سابِقًا، إلا أنَّهُ لا يزالُ مِنَ الغريبِ مواجهةُ هذا الأميرِ الوسيمِ شخصيًا.
فَكَرَ يوجين، ‘لقد إلتَقَيتُ بمِلوكٍ عِدةَ مراتٍ فقط حتى في حياتيَّ السابِقة، ولكِن الآن، وبعدَ أنْ تَجَسدتُ كسليلِ فيرموث، لقد حَصَلتُ على الفُرصةِ لِـلقاء أحدِ أفرادِ العائلةِ المَلَكيةِ في السابِعةَ عشر فقط.’
لم يمتلِك يوجين أيَّ علاقاتٍ مع الملوكِ في حياتِهِ السابِقة. على الرُغمِ مِن أنَّ فيرموث كانَ يُدعى مِن هذا وذاك، إلا أنَّ هامل اليتيم لم يتلقَ العديدَ مِنَ الدعوات، وهو أمرٌ عاديٌّ بالنسبةِ لهُ تجاهُلُ الدعواتِ القليلةِ التي تَلَقاها.
“هل تعرفُ سَبَبَ وجودِكَ هُنا؟”
الشخصُ الذي بصقَ هذا السؤالَ ووَضَعَ علامةً على بدايةِ المُقابلةِ هو ساحرٌ يبدو مُتَوتِرًا. إنَّهُ سيدُ البُرجِ الأزرق. على الرُغمِ مِن أنَّهُ بدا في مُنتَصَفِ العُمر، فَـيَجِبُ أنْ يكونَ عُمُرهُ الفعلي أكبرَ مِمّا يبدو بكثير. حدقَ سيدُ البُرجِ هذا في يوجين بعيونٍ مليئةٍ بعدمِ الرِضا والعصبية.
ثُمَ واصلَ سيدُ البُرجِ الأزرق، “يوجين لايونهارت، لقد سَمِعتُ الكثيرَ مِنَ الشائعاتِ عنك، ولكن، لكي تصِلَ إلى هُنا….فقد مَدَحَكَ كُلٌ مِن سيدِ البُرجِ الأحمرِ وسيدِ البُرجِ الأسود لدرجةِ أنَّ كُلَ ما قالاهُ يبدو وكأنهُ مُبالغة.”
بعدَ قولهِ هذا نَظَرَ سيدُ البُرجِ الأزرقِ إلى لوفليان وبلزاك بعيونٍ ضيقة. عندما شَعَرا أنَّ نظرتَهُ تحولتْ نحوَهم، هزَّ بلزاك رأسَهُ بإبتسامةٍ باهِتةٍ بينما شخر لوفليان.
“آه، لكِن بالطبع، أنا أُدرِكُ جيدًا حقيقةَ أنَّكُ مُذهِل، لدرجةِ أنَّ ذلِكَ الأخَ المُجرِمَ خاصتِكَ لا يُمكِنُ حتى أنْ يُقارنَ بك”، قال سيدُ البُرجِ الأزرق. “على كُلِ حال…أنْ تكونَ قادِرًا على أرجحةِ سلاح وإظهارِ قوةِ السيفِ، أليسَ ذلِكَ مُختلِفًا تمامًا عن كونِكَ جيدًا في السِحر؟”
لم يتحمل سيدُ البُرجِ الأزرقِ أنْ يتِمَ وضعُهُ في مثلِ هذا الموقف. فالشخصُ الذي أمامَهُ هو مُجردُ طفلٍ يبلغُ مِنَ العُمرِ سبعةَ عشرَ عامًا. عِلاوةً على ذلِك، فيوجين هو مُجردُ فرخٍ صغيرٍ بدأ للتوِ في مُمارسةِ السِحرِ قبلَ بضعةِ أشهُرٍ فقط.
وهذا الطِفلُ إستطاعَ الحصول على خِطاباتِ توصيةٍ مِن إثنينِ مِن سادةِ الأبراج وهو الآنَ يقِفُ أمامَ لِجنةٍ ستُقرِرُ هل ستَمنَحُهُ الإذنَ بدخولِ آكرون أم لا. لم يستطِع سيدُ البُرجِ الأزرقِ قبولَ أو حتى الإعتراف بمِثلِ هذا الإحراجِ على الإطلاق.
وبغضِ النظرِ عن الطريقةِ التي نظرَ بها إلى الأمر، بدا لهُ الأمرُ أنَّ هذهِ حالةٌ مِنَ المحسوبية. فَـبغضِ النظرِ عن مدى موهبةِ طفلٍ يبلغُ مِنَ العُمرِ سبعةَ عشرَ عامًا فقد بدأ للتوِ في تعلُمِ السِحرِ قبلَ بضعةِ أشهُر، لا يُمكِنُ أن يكونَ عظيمًا حقًا، صحيح؟ بالطبع، أدركَ حقيقةَ أنَّ يوجين لديهِ موهِبة، لكِن هذا ليسَ كافيًا بالنسبةِ لهُ لقبولِ فكرةِ أنَّ يوجين يستحِقُ تصريحَ دخولٍ إلى آكرون.
حاليًا، لا يوجدُ سوى عَدَدٌ قليلٌ مِنَ السحرةِ في آروث يُمكِنُ أنْ يُطلَقَ عليهِم عباقِرةً منذُ صِغرِهِم. يجبُ أنْ يُطلَقَ على جميعِ السحرةِ المسموحِ لهُم بدخولِ بُرجِ سِحرٍ عبقريًا على الأقلِ مرةً أو مرتينِ في شبابِهِم. فَـهُم جميعًا ألماسٌ خامٌ مع موهبةِ تفيض.
وحتى السحرةُ مِنَ هذا النوعِ سيَنتَظِرونَ بفارغِ الصبرِ عقودًا فقط للحصولِ على فُرصةٍ لدخولِ آكرون، لكِنَ شقيًا مِثلَ يوجين، الذي لا يُمكِنُ إعتبارُهُ أكثرَ مِن كتكوتٍ صغيرٍ من حيثِ إنجازاتِهِ في السِحر، سُمِحَ له بالتَرَشُحِ للدخولِ إلى آكرون؟ بغضِ النظر عن مدى تفكيرِ سيدِ البُرجِ الأزرقِ في هذا الأمر، فقد شعرَ أنَّ هذهِ محسوبية.
‘كانَ سيدُ البُرجِ الأحمرِ مُنذُ فترةٍ طويلةٍ صديقًا لبطريركِ لايونهارت، أما بالنسبةِ لسيدِ البُرجِ الأسود…فَـيَجِبُ أنْ أُخَمِنَ أنَّهُ يُريدُ إستخدامَ هذهِ القضيةِ المُخزيةِ كفُرصةٍ لتحسينِ علاقتِهِ مع عشيرةِ لايونهارت’ تَكَهَنَ سيد البرج الأزرق.
بعدَ كُلِ شيء، أليسَ توقيتُ هذا العرضِ مثاليًا جدًا ليكونَ واقعيًا؟ بالضبطِ عندما فَشِلَ إيوارد، الإبنُ الأكبرُ لعائلةِ لايونهارت، في تحقيقِ الكثيرِ مِنَ الإنجازات، وصلَ يوجين، وكُتِبَتْ لهُ خطاباتُ توصيةٍ بعدَ ذلِكَ بوقتٍ قصير.
وليسَ فقط سيدُ البُرجِ الأزرقِ هو الوحيدُ الذي يُفكِرُ في شيء كهذا. فَـعلى الرُغمِ مِن أنَّ سيدَ البُرجِ الأخضرِ وسيدَ البُرجِ الأبيضِ لم يُظهِرا ذلِك، إلا أنَّهُما لم يُقدِرا أيضًا إستدعائهُما للمُشاركةِ في هذهِ الصورةِ الزائفة.
“أنا أتَفَهَمُ ما تُحاوِلُ قوله، ولكِن، ماذا عليَّ أنْ أفعلَ لإثباتِ أنَّني أستَحِق؟” سألَ يوجين دونَ أنْ يُظهِرَ أيَّ تَردُد.
ثم، كما لو كانَ ينتَظِرُ هذا، تحدثَ لوفليان، “كُلُ ما عليكَ فِعلُهُ هو أنْ تُريَّنا سِحرَك.”
أكدَ يوجين، “هل هذا حقًا كُلُ ما تحتاجونَه؟”
“نعم”، قال لوفليان بإيماءةٍ قبلَ أنْ يتحولَ لإلقاء نظرةٍ على أسيادِ الأبراجِ الآخرين. “إذا إستَطَعتَ إلقاء تعويذةٍ أمامنا، أيُّها السير يوجين، فإنَّ هؤلاء السحرةِ المشهورين الذينَ تجمعوا هُنا اليوم سيَغتَنِمونَ الفُرصةَ لفحصِ مهارتِكَ في السِحر.”
إشتكى سيدُ البُرجِ الأزرق، “عادةً، سنَفحَصُ أوراقَ ونتائجِ بحوثِك. ولكِن، منذُ أنَّكَ لم تَقُم بأيِّ بحثٍ أبدًا، ناهيك عن العملِ على أُطروحة، أعتقِدُ أنَّ هذا هو الشيء الوحيدُ الذي تستَطيعُ فِعلَه.”
ضَيَّقَ لوفليان عينَيهِ بسببِ تَذَمُرِ سيدِ البُرجِ الأزرق. على الرُغمِ مِن أنَّ لوفليان يتَفَهَمُ سبَبَ إستياء سيدِ البُرجِ الأزرق، إلا أنَّهُ شعرَ بالإهانةِ مِن الطريقةِ التي ظلَّ بها زميلُهُ الساحِرُ يُظهِرُ لهُ علنًا عدمَ الإحترامِ في مثلِ هذا المحفلِ الرسمي.
“حسنًا، لا مُشكِلةَ لدي”، أومأ يوجين برأسِهِ ببُطء موافِقًا.
لقد أعدَ يوجين نفسَهُ بالفعلِ لحقيقةِ أنَّهُ لن يُعامَلَ دائِمًا بشكلٍ إيجابي، لذلِكَ لم يتلقى كلامَ سيدِ البُرجِ الأزرقِ كإهانة. أخذَ نفسًا عميقًا، ثُمَ أطلقَ يوجين طاقَتَهُ السحرية.
عندما بدأتْ النجومُ حولَ قلبهِ تتألق، ظلَّ جميعُ السحرةِ في الغُرفةِ يُحَدِقونَ في يوجين بتعبيراتٍ هادِئة. لم تُركِز عيونُهُم على جسدِ يوجين ولكِن بدلًا مِن ذلِكَ على تَحَرُكاتِ الطاقةِ السحريةِ داخِلَ جسدِه.
قامَ هونين، الذي لم يتمكَن مِن رؤيةِ مِثلِ هذهِ الأشياء بقُدراتِهِ الخاصة، بوَضعِ زوجٍ مِنَ النظاراتِ الرفيعةِ على جسرِ أنفِه.
بعدَ لحظاتٍ قليلة، إنفصلتْ شفاهُ هونين، وأطلقَ همهمةً تقديرية، “همم….”
وتَغَيرَ تَعبيرُ سيدِ البُرجِ الأزرق. في الواقع، لم يستخدِم يوجين بالتأكيدِ دائرةً، لكِنَهُ لم يَستَخدِم جوهرًا فقط أيضًا.
لقد إستَخدَمَ يوجين النجومَ الثلاثةَ الناتِجةَ عن صيغةِ اللهبِ الأبيضِ الخاصةِ بعائلةِ لايونهارت الرئيسية. أثناء تألُقِ الجواهِرِ الثلاثة، تجمعتْ طاقةُ يوجين السحرية وتَضَخَمت. ثُمَ إجتاحتْ النيرانُ البيضاء الرائِعةُ جسدَ يوجين. حتى هذهِ النقطة، لا يوجدُ شيءٌ مُميزٌ بشكلٍ خاص.
بعدها، في اللحظةِ التي بدأتْ فيها صيغةُ اللهبِ الأبيضِ تعملُ بشكلٍ جدي، بدأتْ حركاتُ الجواهِرِ تَتَغَير. حيثُ بدأتْ النجومُ الرنانةُ تدور في نمطٍ مُتشابِك. هكذا، أصبَحتْ النجومُ الثلاثةُ دائِرةً واحِدة.
‘إنها دائرة.’
‘لذا فإنَّ الجواهِرَ والدوائِرَ ليستْ مُنفصِلةً عن بعضِها البعض. مِن خلالِ جعل الجواهِرِ الثلاثِ تَعمَلُ مع بعضِها البعض، فإنها تُشَكِلُ دائرةً واحِدةً….’
لقد أنشأ يوجين دائرةً واحِدةً فقط. ولكِن، لم يعتقِد ولا ساحِرٌ هُنا أنَّ هذهِ الدائِرةَ ستكونُ كدائِرةٍ أولى عادية.
‘كثافةُ طاقتِهِ السحريةِ…إنَّها مُرعِبة.’
‘على الرُغمِ مِن أنَّهُ ظلَّ يُدَرِبُ طاقَتَهُ السحريةَ لعدةِ سنواتٍ حتى الآن، هذ….لا، هذا فقط يجعلُ الأمرَ أكثرَ رُعبًا. حيثُ أنَّ يوجين لايونهارت لم يبدأ في تدريبِ الطاقةِ السحريةِ إلا لِمُدةِ أربعِ سنواتٍ فقط حتى الآن.’
‘لا أعرِفُ عن مواهِبِهِ في فنونِ القِتال، لكِنَهُم يقولونَ إنَّهُ قد وُلِدَ بموهبةٍ في التَحَكُمِ في الطاقةِ السحرية.’
‘لكِنَ هذا لا يزالُ غيرَ كاف’ فَكَرَ سيدُ البُرجِ الأزرق، وعيناهُ تزدادانِ برودةً. ‘إنَّ إمتلاكَ تَحَكُمٍ مُمتازٍ في الطاقةِ السحريةِ أمرٌ مُختَلِفٌ تمامًا عن إمتلاكِ فهمٍ مُمتازٍ للسِحر.’
حيثُ لا يُمكِنُ أنْ تُصبِحَ ساحِرًا أعلى لمُجردِ أنَّ لديكَ سيطرةً كبيرةً على الطاقةِ السحرية. كَلِمةُ العظيمِ الموضوعةِ أمامَ إسمِ فيرموث لايونهارت ولَقَبُهُ كـسَيدِ كُلِ شيء كان لأنَّهُ قد إرتفعَ إلى مستوًى لم يَسبِق رؤيتُهُ ليسَ فقط في فنونِ القتالِ ولكِن أيضًا في السِحر.
فالجَمعُ بينَ الجوهرِ والدائرةِ هو مضيعةٌ كبيرةٌ للطاقةِ السحرية. فَـعلى الرُغمِ مِن أنَّ العديدَ مِنَ الناس في هذا العالمِ يُطلِقونَ على أنفُسِهِم إسمَ المُبارزين السحريين، إلا أنَّ مُعظَمَ هؤلاء المُبارزين السحريين يتمتعونَ بقوةٍ في كُلٍ مِن فنونِ القتالِ والسِحرِ بشكلٍ مُنفَصِل.
لقد مَرَّتْ ثلاثمائةُ سنةٍ مُنذُ زمنِ فيرموث العظيم. ومُنذُ ذلِكَ الحين، ظهرَ العديد مِنَ الأشخاصِ الموهوبينَ في سُلالةِ لايونهارت المُباشِرة، ولكِن، لم يُظهِر ولا شخصٌ واحِدٌ مِنهُم نفسَ المستوى مِنَ البراعةِ في السحرِ كما هو لديهِ في فنونِ القِتال.
فَـلَم تُقَدِم قُدرَتُهُم على إستخدامِ الطاقةِ السحريةِ من جواهِرِهِم لإنشاء شُعاعِ السيف وقوةِ السيف، ومهاراتِهِم في التعامُلِ معَ الأسلِحة، أيَّ ميزةٍ كبيرةٍ عند الغوصِ في السِحرِ الذي لا نهايةَ لِعُمُقِه.
والعكسُ هو صحيحٌ أيضًا. فَـمِن بينِ أولئِكَ السحرةِ المُتَفَوقينَ الذينَ خَلَدوا أسمائَهُم في التاريخ، لم يَظهَر أيُّ شخصٍ جيدٍ في القِتالِ بينما يَستَطيعُ الضربَ بسلاحٍ في قِتالٍ قريب.
وحتى لو إنَّ السيطرةَ على الطاقةِ السحريةِ المطلوبة لإستعمالِ كليهُما هي مُتشابِهة، فقد كان المنطِقُ السليمُ دائمًا أن تكونَ فنونُ القِتالِ والسحرِ تَخَصُصَينِ مُنفَصِلَين.
واحِدةً تِلوَ الأُخرى، أظهرَ يوجين كُلَ التعاويذِ التي يُمكِنُهُ إلقاؤها. حيثُ تَحَوَلَتْ النيرانُ البيضاء لصيغةِ اللهبِ الأبيضِ إلى شفرةٍ مِنَ الرياحِ ثُمَ إلى كُرةٍ ناريةٍ حمراء. مِنَ النظرةِ الأولى، بدا الأمرُ كما لو أنَّ كُرةَ النارِ على وشكِ التَبَدُد، فقط لكي تَتَحولَ بعدَ ذلِكَ إلى عشراتِ الطَلَقات، ثُمَ تَتَحِدُ الرصاصاتُ واحِدةً تِلوَ الأُخرى لتَشكيلِ شفرةٍ مَمدودة.
وأثناء كُلِ هذا، لم يَنطُق يوجين ولا مرةً واحِدةً بتراتيلِ التعاويذ. ولم يُهدِر أيَّ قدرٍ مِنَ الطاقةِ السحرية، حتى عندما تم إنفصلَ سِحرُهُ عن بعضِهِ ثُمَ إجتَمَع. وبدلًا مِن ذلِك، تمَ حِفظُ كُلِ الطاقةِ السحريةِ التي تَمَ إستخدامُها في التعويذةِ الأولى لإستخدامِها فيما بعدُ في التعويذةِ التالية.
سألَ سيدُ البُرجِ الأخضر، الذي ظلَّ يُراقِبُ بصمتٍ مُنذُ البداية، “…هل أنتَ قادِرٌ على إستخدامِ السحرِ وشُعاعِ السيفِ في وقتٍ واحِد؟”
لكِن وبدلًا مِنَ الردِ على الفور، أظهرَ يوجين لهُم مُباشرةً. دونَ إيقافِ إلقاء أنواعِ السحر المُختلِفة، قامَ بِـمَدِّ يدهِ اليُمنى إلى الأمام.
ويبدو أنَّهُ لم يَحتَج لسحبِ سيفٍ أو سلاحٍ آخر. بدلًا مِن ذلِك، تَرَكَزَ لهيبُ صيغةِ اللهبِ الأبيضِ في يدهِ اليُمنى ليُصبِحَ شفرةَ طاقةٍ سحريةٍ نقية. مظهرُ هذا صارَ كافيًا ليُدهِشَ أخيرًا هؤلاء السحرةِ الذينَ يُراقِبونَه.
فَـلَم تنهَر دائِرَتُه. أثناء إستخدامِ الجوهرِ بدلًا مِنَ الدائرة، فهو لا يزالُ قادِرًا على إستخدامِهِم كجواهِرٍ أيضًا. ومُنذُ أنْ وصلَ الأمرُ إلى هذا الحد، لم يَستَطِع تعبيرُ سيدِ البُرجِ الأزرقِ إلا أنْ يَتَصَلَب.
هل مِنَ المُمكِنِ حقًا بِناءُ آليةِ عملٍ مِن أجزاءِ جهازينِ مُختَلِفَينِ تمامًا؟ وليسَ فقط مَظهَرُهُم; هل يُمكِنُهُ حقًا الجمعُ بينَ وظائِفِهِم بشكلٍ كاملٍ أيضًا؟
وحتى لو إنَّ ذلِكَ مُمكِن، كيفَ يُمكِنُ للصبيِّ الذي بدأ يُمارِسُ السِحرَ مُنذُ بضعةِ أشهُرٍ فقط أنْ يفعلَ ذلِك؟
‘والإلقاءُ الصامِتُ فوقَ كُلِ ذلِك.’
لقد إستَخدَمَ يوجين الحِساباتِ العقليةِ لربطِ تقنياتِهِ وإرادَتِهِ فقط لتفعيلِ تعاويذِهِ. هذا يعني أنَّهُ يجبُ أنْ يكونَ قد فَهِمَ تمامًا كُلَ السِحرِ الذي تَعَلَمَه. أطلَقَ سيدُ البُرجِ الأزرقِ تأوهًا مُنخَفِضًا بسببِ الإعجاب المُحبِط.
—