لعنة التناسخ - 383 - رحلة (2)
الفصل 383: رحلة (2)
وفقًا لقوة تليق بعرين قراصنة يتكون عددهم من الآلاف، الكنوز التي وجدت في الداخل لا تعد ولا تحصى وتفوق الخيال. من بينها عدة رموز للغضب، أشياء كانت عزيزة جدًا على إيريس خلال فترة حياتها.
ومع ذلك، على المرء أن يكون حذرًا بشكل خاص من هذه الكنوز.
يوجين مدركٌ جيدًا لاستمرار حقد ملوك الشياطين الذي يظل حتى بعد زوالهم. حتى بعد تعرضهما للقتل والنفي، صار ملك المذبحة الشيطاني وملك القسوة الشيطاني أرواحًا مظلمة، يخدعون البشر ويحاولون العودة لمدة ثلاثة قرون.
هناك احتمال أن إيريس، بعد أن تحولت إلى ملك الغضب الشيطاني، قد تحاول الإقدام على مثل هذه الخطوة بإستعمال قطع الغضب الأثرية.
ليس لدى يوجين رغبة في لم الشمل مع ملك شياطين قتله بيديه. لذلك شرع في تحطيم جميع رموز الغضب وفحص بعناية جميع الكنوز المتبقية.
“ما الذي كانت تريده بالضبط، جمع الكثير من الكنوز مثل الجبل؟” قال يوجين مفكرًا. على الرغم من أن إيريس، التي بإمكانها الإجابة على سؤاله، قد ماتت بالفعل، إلا أن يوجين قد يستطيع توقع أسباب متعددة دون أن يسألها حتى.
“ربما الأموال لبعض المشاريع الكبرى أو ما شابه ذلك، لدعم قواتها.” أجاب يوجين على سؤاله الخاص أثناء تدوير تاج متلألئ وفخم على إصبعه.
هذه كنوز نهبت من البحر الجنوبي على مر السنين. وهلكت إيريس، التي بالكاد تمتعت بمكانتها الجديدة كملك شياطين، في أقل من أسبوع، مما يضمن عدم استخدام هذه الكنوز كأموال حرب.
“لماذا تستمرين في النظر هكذا؟” اشتكى يوجين فجأة دون أن يكلف نفسه عناء الالتفاف.
من الصعب تجاهل النظرة الواضحة التي تخترق مؤخرة رأسه، خاصة بعد تحملها لساعات.
“لقد كانت تسميها خدمة إلهية.” ردت كريستينا. “وأليست هذه هي الحالة الفعلية؟؟ حتى أنك لاحقت نوير جيابيلا، ملكة شياطين الليل التي ظلت تطارد الأميرة سكاليا.”
إذا انتشرت كلمة مفادها أن نوير جيابيلا، ملكة شياطين الليل، التي ليس لديها سبب للتورط في الموقف، قد تدخلت بالفعل، فمن المؤكد أن المضاعفات ستنشأ. ولهذا، لا تعلم الأميرة سكاليا ولا أي شخص آخر بتورط ملكة شياطين الليل.
اشتكى يوجين بصوت منخفض: “لأن سيينا تتحدث دون تفكير.”
“لماذا هذا خطأي؟” ردت سيينا، وهي تنظر إلى يوجين بعيون ضيقة، “لقد أغرقتَ خنجرًا في صدر الأميرة دون اعتبار.”
مرت محادثتهم دون أن تلاحظها سكاليا، ولم يكن لديها أي نية للتنصت. حافظت على مسافة بينما تنظر باهتمام إلى يوجين.
‘لقد أنقذني….’ هذا هو الفكر الوحيد الذي مر عبر عقل سكاليا.
لم تستطع تذكر تلك اللحظة بالضبط، حيث ظلت ذكرياتها خلال فترة وجودها تحت تأثير ملك الشياطين غامضة. ومع ذلك، تذكرت بضعف الدافع لارتكاب الفظائع متَّبعة أعمق رغبات قلبها. تذكرت نيتها لقتل ملازمها، مرافقها ديور، وأخوها، الأمير جافر.
بصراحة، ما حدث ليس خطأ نوير بالكامل أيضًا. سكاليا وقعت جزئيًا في الجنون بسبب القوة المظلمة التي أطلقتها ملك الغضب الشيطاني، وارتفعت أحلك الميولات المخبأة في أعماقها إلى السطح دون علمها.
جوهر الأمر هو أن سكاليا ليس لديها نية للاعتراف بحقيقة أنها تؤوي مثل هذه الدوافع. طوال حياتها، ارتكبت جرائم قتل متعددة، لكنها اعتقدت دائمًا أنها لم تقتل حياة بريئة ظلمًا، ولم تقتل سوى أولئك الذين يستحقون القتل. وفي رأيها، فإن الأشخاص الذين اختارتهم دائمًا هم المذنبون، وهكذا، يجب أن يحصلوا على ما يستحقون.
لكن ديور وجافر لم يستوفوا معاييرها ولم يكن من المفترض أن يموتوا. لو استسلمت لدوافعها الشريرة وقتلتهم، عرفت سكاليا دون أدنى شك أن حياتها سَـتُدَمرُ تمامًا.
‘البطل….’ أفكارها لم تقتصر على الإمتنان فقط بل على تقدير عظيم أيضًا.
واصلت سكاليا النظر إلى يوجين، وابتلعت لعابها بقوة.
لقد مر يومان بالفعل بعد انتهاء المعركة. عادة، لن تكون سكاليا قادرة على النوم بدون مساعدة الحبوب المنومة، وعندما يستولي عليها النوم في النهاية، تعاني في كثير من الأحيان من الكوابيس.
ومع ذلك، بعد تلقي نعمة البطل، يمكنها الآن النوم دون مساعدة من أي دواء. علاوة على ذلك، صارت تنام بشكل سليم بلا أي كوابيس. الهمسات التي تعذب أفكارها اختفت تمامًا. لم تعد لديها أفكار إراقة دماء شخص آخر، وارتكاب أعمال شنيعة….
بدلا من ذلك، الفراغ الذي خلفته تلك الدوافع القاتلة التي تم استئصالها في قلب سكاليا امتلأت بالإعجاب والإيمان بالبطل، منقذها. غرست هذه التجربة المعجزة اعتقادًا جديدًا بداخلها.
وليست سكاليا هي الوحيدة التي شعرت بمثل هذا التغيير. شعر الكثيرون ممن أتوا في حملة القهر بتحول في تصورهم لِـيوجين.
سليل فيرموث العظيم.
اللايونهارت — أقوى عائلة في القارة.
حتى بدأت رحلتهم، بالنسبة للأغلبية، كان اسم يوجين لايونهارت مصحوبًا في كثير من الأحيان بهذا الاعتراف.
لكن الآن، تغيرت الأمور. لماذا؟ لأنهم جميعًا قد شهدوا هزيمته لملك الشياطين بأعينهم.
“مسمى عائلة لايونهارت من فيرموث العظيم قد إنتهى.” أعلنت كارمن من الأريكة في اللحظة التي دخل فيها يوجين مسكنهم المؤقت: “إنه ينتمي إلى بطل عصرنا الحالي، يوجين لايونهارت.”
عند سماع هذا، تكوم وجه يوجين بشكل لا إرادي. البيان ليس….مهينًا. ولكن بدا الأمر أيضًا محرجًا أن يبتسم مثل الأحمق عند سماعها.
“احم….” بعد تطهير حلقه، استفسر يوجين، “الوضع أفضل الآن مع الجميع، أليس كذلك؟”
“لقد أدركت أن يأسي كوميدي إلى حد ما.” تأملت كارمن. ثم، بنقرة واحدة، فتحت ولاعتها قبل الاستمرار في أفكارها، “حدثت هذه السلسلة من الأحداث بسبب عيوبي. الآن بعد أن تقبلتها، لا يمكنني الانغماس في اليأس. بدلا من ذلك، يجب أن أقف وأمضي قدمًا.”
“نعم….” وافقها يوجين الرأي بكل إخلاص.
“أنا….ممتنة لك، يوجين. إذا لم تأت، إذا لم تقُدنا إلى الأمام….لربما سخر ملك الشياطين المولود حديثًا من هذه الحقبة.” تابعت كارمن.
تينغ~
أغلقت غطاء الولاعة.
اعترفت كارمن بقلق عميق لديها، “لو لم آت إلى هنا، لكنت واصلت العيش في الوهم.”
“الوهم….؟ أي وهم هذا الذي تتحدثين عنه؟” سأل يوجين، مرتبكًا.
“وهم قوتي.” ردت كارمن وهي تداعب ولاعتها، بابتسامة ساخرة على شفتيها: “يوجين، هل تعرف الضفادع؟”
“نعم، أعرفها.” أجاب يوجين.
“أنا لا أتحدث عن أي ضفدع. أشير إلى الضفدع الساذج المولود في بئر، ولم يغامر أبدًا بالخروج منه. هل تعرف مدى محدودية ظهور السماء عند النظر إليها من داخل ذلك البئر، يوجين؟”
“حسنا، لم أسقط أبدا في بئر، لذا….” أجاب يوجين محرجًا.
“هذا الضفدع يعتقد أن البئر الذي يقيم فيه، وشظية السماء التي يراها، هي كل العالم. إنه لا يفهم مدى اتساع العالم حقًا.” أوضحت كارمن.
“…..” لم يعرف يوجين كيفية الرد على مثل هذه الكلمات.
“كنتُ مثل هذا الضفدع، الذي اعتقد خطأ أنه أسد. لكن بفضلك، أدركت اتساع العالم ومدى إنخفاض مستواي وضعفي حقًا.” اعترفت كارمن.
عرف يوجين جيدًا قصة الضفدع في البئر.
“ألستِ قاسية بشكل مفرط على نفسك؟ أنتِ قوية جدًا، سيدة كارمن. في المعركة ضد ملك الشياطين، لقد قُمتِ بدورك.” أكد يوجين.
“لم أستطع فعل ذلك إلا لأنك استنزفت قوة ملك الشياطين. وبسبب مساعدة السيدة سيينا والقديسة كريستينا.” أشارت كارمن.
وجد يوجين نفسه في حيرة من الكلمات. قام بتطهير حلقه بشكل محرج. مشيرًا إلى عدم ارتياحه، أظهرت كارمن ابتسامة عريضة وأنهت الصمت المتوتر.
أشرق الامتنان في كلماتها البسيطة، “شكرا لك على التنوير، يوجين.”
لاحظ يوجين توقًا حارقًا في عيون كارمن. هناك شوق غريزي خام للقوة داخل عيونها. منذ العصور القديمة، أدى هذا الشغف أحادي التفكير إلى أن يصبح المرء أقوى. ومع ذلك، فإن البعض قد يترك تلك الرغبة تلتف وتتشوه، وتسقط في المسارات المحرمة وبالتالي تدمر نفسها.
لكن يوجين إعتقد أن مثل هذه الحكايات ليست مصير كارمن. بابتسامة، أومأ برأسه.
“ما قدمتُهُ بالكاد يمكن أن يسمى تنوير. كل من السيدة كارمن وأنا….قمنا فقط بما يلزم.” قال يوجين.
“عادة ما تكون متغطرسًا، لكن في مثل هذه اللحظات، تُظهِرُ التواضع.”
“احم….” طهر يوجين حلقه، محرجًا قليلًا.
“يجب أن يلهم كل جانب منك عشيرة لايونهارت وكل من حولك. يوجين….لا، الأسد الأسود.” قالت كارمن بالموافقة.
“ماذا؟”
“كواجهة لعشيرة لايونهارت، لقد طغيتَ على إشراق السيف المقدس….أيها الأسد الأسود. من المفارقات تمامًا أن الألوان التي ترمز إليك هي اللون الأسود العميق والقرمزي….” واصلت كارمن دون أي علامة على التوقف.
بدا يوجين في حيرة من أمره، ” أسود….ماذا؟”
“مذهل حقًا، يوجين. في تاريخ لايونهارت الممتد لثلاثمائة عام، لطالما أطلقت صيغة اللهب الأبيض لهبًا أبيضًا نقيًا، لكنك مختلف. كيف ينبغي للمرء أن يتقبل هذه الحقيقة؟ أعتقد أنه مثلما أضفت ظِلالًا جديدة إلى صيغة اللهب الأبيض، سيتم تلوين اللايونهارت في المستقبل بألوانك….”
غير قادر على تحمل المزيد من كلماتها بينما يظل رصينًا، لم ينظر يوجين إلى الوراء حتى وهو يهرب من كارمن بأقصى سرعة.
“هاها، هاهاها….” تردد صدى ضحك كارمن الراضي خلفه، إلى جانب النقرات الإيقاعية لولاعتها.
“يال السخرية….”
يبدو أن كارمن وجدت كلمةً مفضلةً جديدة.
***
استعادة الكنوز التي نهبها القراصنة، رعاية الموتى والإهتمام بالجرحى — هذه هي الأمور الملحة قبل عودة الجميع إلى وطنهم. ومن ثم، فإن قوة القهر قد ترسخت في الجزر لعدة أيام.
لحسن الحظ، هذه الأمور يجب أن يهتم بها أورتوس، وليس يوجين. انتشرت شائعات مفادها أنه حتى الأمير جافر، الذي تجرأ على المطالبة ببعض المزايا، قد وضعه أورتوس مكانه بنظرة صارمة.
“بعد الاختباء في قارب الإخلاء طوال المعركة، كيف يمكنك أن تجرؤ على مناقشة الحصول على الفضل، أميري؟!” قلدت سيل صوت أورتوس وهو يضحك. “هل رأيت وجه الأمير جافر حينها؟ ربما كان يعتقد أن أورتوس سيدعمه بلا شك. حسنًا، يأمل الأمير جافر بالتأكيد أنه عندما يقدم أورتوس تقاريره إلى الملك، سيقول شيئًا جيدًا عنه، شيء مثل لقد وجه الأمير جافر الحملة بشكل رائع.’”
لو ذكر أورتوس ذلك، فَسَـيحدث تحول كبير في خط الخلافة الملكية لشيموين.
“يجب أن نقول له أن يمدح الأميرة سكاليا.” أجاب يوجين بوجه غير مهتم: “على الأقل لقد قاتلت ببسالة ولم تهرب.”
“لماذا تهتم بها؟” شككت سيل.
“أميرة ممتنة لنا مع تزايد نفوذها في المملكة؟ تبدو مفيدةً بالنسبة لي.” أجاب يوجين: “هذا سَـيسهل الأمور بشكل أكثر لي.”
“ما الذي تخطط له؟” سألت سيل.
“لا شيء سيء. مجرد التفكير في جعل الأميرة سكاليا تقدم شيئًا مثل يوم العبادة تكريمًا لي في المملكة.” أجاب يوجين بلا مبالاة.
“يوم عبادة؟” اتسعت عيون سيل متفاجئة.
“ربما مرة واحدة في الشهر….عند الظهر؟ وقت مخصص للصلاة من أجلي. قد يكون تحديد يوم راحة كامل شيئًا طَموحًا للغاية، لكن الصلاة القصيرة تبدو معقولة، أليس كذلك؟” صرَّح يوجين.
“هل تحاول أن تبدأ دينا أو شيء من هذا القبيل؟” ردت سيل بسؤال، لمسة من الشك واضحة في صوتها.
“ليس دينًا بالضبط….أم أنه كذلك؟” تمتم يوجين، لمسة من عدم اليقين على وجهه. لم يفكر في شيء كبير جدًا. بعد كل شيء، فإن تأسيس الدين سيكون صداعًا.
‘سأحتاج إلى كتابة الكتب المقدسة، وتأسيس المذاهب، ورفع الصروح….’ فكر يوجين في كل متاعب بدء الدين.
ربما انيسيه أو كريستينا سَـيساعدان بسهولة إذا طلب منهما، لكن يوجين شعر أن مثل هذه المساعي غير ضرورية.
“همم….لا أعرف ما إذا كان الإعلان الملكي ليوم عبادة ممكنا. قد يكون هذا امتدادًا، ولكن مما يبدو عليه الأمر، قد تقدم لك الأميرة سكاليا صلاة يومية.” علقت سيل أخيرًا.
تذكرت محيا سكاليا عندما مروا بجانبها في وقت سابق.
قبل أيام فقط، كان وجه سكاليا مشوهًا بالتعب من الليالي الطوال والتهيج الواضح. الضوء في عينيها باهت، والهالات السوداء معلقة بشدة تحت عينيها. ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، حتى تلميح من التصميم بدا وكأنه يسكن في نظرة سكاليا.
“كيف هي حالتك؟” سأل يوجين فجأة.
“أنا بخير. رؤيتي على ما يرام، ولا أزال أرى بشكل طبيعي. ماذا عنك؟” ردت سيل.
أجاب يوجين: “ما زلت أشعر ببعض الأوجاع، لكن تدفق الطاقة السحرية الخاص بي يمر دون عوائق.” أطلق ضحكة مكتومة بينما هو يربت على صدره الأيسر برفق.
“من الجيد سماع ذلك. كان قضاء يوم رأس السنة في السرير أمرًا مأساويًا.” انضمت سيل إلى يوجين في ضحكه.
كان اليوم بداية عام جديد. بدا الأمر وكأنه الأمس فقط عندما التقيا لأول مرة في سن الثالثة عشرة، لكن الآن، كبرت سيل ويوجين سنة أخرى وهما الآن في الثانية والعشرين. في الحقيقة، بالنسبة ليوجين، فإن مرور عام جديد أو أن يتقدم في العمر عامًا واحدًا أثار القليل من المشاعر فقط.
‘ما زالت لدي ذكريات حياتي الماضية، فهل العمر مهم حقًا؟’
إذا أخذ في الاعتبار حياته الماضية، فقد تجاوز الستين. لا، ولكن ماذا عن حياته كَـآغاروث….؟ كم كان عمر آغاروث عندما مات؟ هل يجب أن يحسب عمره من ذلك الوقت….؟ هذا يعني أن عمر يوجين سيتجاوز الآلاف.
“همف.”
بطريقة ما، شعر أنه صار يتفهم سبب إحباطات سيينا. بدون سبب، ألقى يوجين نظرة خبيثة نحو سيينا.
“لماذا تنظر إلي هكذا؟”
“ألا يسمح لي بالنظر؟” رد يوجين.
“لا، هذا ليس ما قصدته، ولكن….نظرتك تبدو مُهينة بطريقة ما.” تذمرت سيينا قبل رفع عصاها.
إزز!
دائرة سحرية معقدة أشعت من العصا. مستشعرًا السحر المشوِّهَ للفضاء، ألقى يوجين عينيه نحو كريستينا.
الحاجز السحري محصنٌ بالقوة الإلهية. بعد تأكيد ذلك، تنهد يوجين بعمق، ثم قال، “إذا بدا الأمر خطيرًا، فسوف أتدخل.”
“بالطبع يجب عليك. لن أفرط في الأمر أيضًا.” قالت سيل: “لا أريد أن تنفجر عيني الجديدة….”
عند سماع كلمة إنفجار، ارتجف كتف يوجين، مستذكرا الصوت عندما فجَّرت قوة العين الشيطانية عين سيل.
علقت سيل مرة أخرى: “أفضل ألا تنفجر.”
قال يوجين:” لا تقولي تنفجر.”
“أنتَ تبدو سخيفًا.” أعطت سيل يوجين نظرة جانبية، وضيقت عينيها، ثم تراجعت بضع خطوات إلى الوراء.
قالت: “سأحاول استخدامها الآن.”
“هل تعرفين حتى كيف؟” استفسر يوجين.
“الأمر….أكثر من مجرد حدس….إذا ركزت، يجب أن تعمل.” لم تتحدث سيل أكثر. ركزت بعمق. كما صار تعبيرها رسميًا، وكذلك حدث مع تعابير مَن حولها.
لعدة أيام، قاموا بالتحقيق بدقة في العين الشيطانية. المشكلة أن لا شيء يبدو خاطئًا. لم يوجد أي أثر للقوة المظلمة داخل عين سيل.
تزامنت عينها الشيطانية مع نجومها. انها تستخدم الطاقة السحرية، وليس القوة المظلمة.
‘هذا شيء لا يمكن تصوره.’ على الرغم من التحقق عدة مرات. لا تزال سيينا غير قادرة على فهمها.
حتى بين الشياطين، العين الشيطانية نادرة. امتلاك اثنين لم يُسمع به من قبل. علاوة على ذلك، أحدها عين الظلام الشيطانية، التي تعادل عين الخيال الشيطانية، التي تنتمي إلى ملكة شياطين الليل، وعين المجد الإلهي الشيطانية، التي تنتمي إلى شفرة الحصار.
‘هل يمكن للقوة المظلمة التي تسربت من خلال عينيها أن تكون قد أثرت عليها….؟ لا، لا. لقد أدهشتني كل من عين الظلام والمجد الإلهي مرات عديدة على مدى الثلاثمائة عام الماضية.’ واصلت سيينا تحليل عين سيل الشيطانية.
شعرت سيينا بقوتها أيضًا. لقد اختبرت القوة المظلمة التي تتسرب إلى جسدها، مما جعلها تتراجع. لقد حدث ذلك قبل أيام قليلة خلال المعركة أيضا.
‘على الرغم من أن دم فيرموث من المفترض أن يكون….فريدًا، إلا أن العين الشيطانية لم تستقر لدى يوجين.’ فكرت سيينا.
مهما فكرت كثيرًا، لم تظهر أي إجابات. حقيقة أن بشرًا لديه عين شيطانية هي أبعد من الفهم.
مهمتهم الآن ليست استكشاف سبب ظهور العين الشيطانية ولكن تمييز قدراتها وإمكانياتها.
“نظرًا لأنها تتوافق مع جوهرك، يجب أن تكوني أكثر حرصًا. قد تصلين إلى حد جفاف الطاقة السحرية إذا أسأتِ استخدامها. أنت تفهمين الآثار، أليس كذلك؟” سألت سيينا.
“نعم.” أومأت سيل باهتمام أثناء التركيز.
جفاف الطاقة السحرية أخطر من الانهيار بسبب الإرهاق. والأسوأ من ذلك، أن تلف الجوهر قد يترك ندوبًا باقية وتطارد حامله مدى الحياة.
ذكرت سيينا سيل: “بقدر ما قد تكون قوة العين الشيطانية قوية ومريحة، فإن القوة بداخلها تستهلك احتياطيات هائلة من القوة المظلمة.”
أعطت سيينا العديد من هذه التحذيرات، لكن لا يمكن التأكيد عليها بما فيه الكفاية. مع عيون مليئة بالقلق، واصلت سيينا، “بدأت إيريس فقط في الإفراط في استخدام العين الشيطانية بعد أن صارت ملك الشياطين. قبل ذلك، لم تستطع.”
استغل غافيد ليندمان قوة ملك الحصار الشيطاني، وقدم له احتياطيات لا تنضب على ما يبدو حتى عند استخدام العين الشيطانية. نوير جيابيلا حالة مختلفة. بينما لم تستغل قوة ملك الحصار الشيطاني، فهي تمتلك بالفعل قوة مظلمة تنافس ملوك الشياطين.
بالمقارنة معها، إيريس فقيرة من حيث احتياطياتها من الطاقة المظلمة. حتى خلال معاركهم في كيهل، لم تستطع إطلاق العنان لقوى العين الشيطانية كما فعلت مؤخرًا.
‘صيغة اللهب الأبيض الخاصة بسيل وصلت الأربع نجوم.’ فكرت سيينا وهي تقوم بحسابات ذهنية.
بدا إنجازها شاحبًا مقارنة بنمو يوجين الوحشي، ولكن في الحقيقة، الوصول إلى أربع نجوم في سنها هو إنجاز مذهل. من بين قوات الحملة، فقط كارمن وأورتوس وإيفيتش يمتلكون طاقة سحرية أكثر من سيل.
‘استخدام الطاقة السحرية لاستدعاء قوة العين الشيطانية….هو إنجاز غير مسبوق. إلى أي مدى يمكن أن تصل؟’ تساءلت سيينا.
بينما أثارت هذه الأفكار القلق، أثار حجم قوة عين سيل الشيطانية فضول سيينا أيضًا.
إذا كانت هذه العين الشيطانية حقًا هدية من فيرموث، ربما يمكنها تسخير قوة لا يمكن تصورها، مثل استحضار القدرات دون استهلاك….
أعلنت سيل بنظرة فولاذية: “ها أنا ذا.”
فووش!
إنبعث من عينها اليسرى توهج ذهبي. الفضاء الذي صوبت نحوه تشوه، ومن وسطه، ظهر ظلام شديد السواد. على الرغم من أن يوجين قد توقع ذلك، إلا أن مشاهدة الظلام الظاهر أدى إلى تصلب محياه.
هذا الظلام أقرب إلى الظلال التي ألقتها إيريس. على الرغم من أنها أكبر قليلًا من القبضة، نما حجم الظلال الزاحفة….
فجأة، إرتد رأس سيل للخلف.
تدفق الدم من أنفها مثل الماء من صنبور مقلوب.