لعنة التناسخ - 373 - ملك الغضب الشيطاني (7)
الفصل 373: ملك الغضب الشيطاني (7)
مدمر السماء، شكل المصير.
هذا النوع من الأسماء لن يجرؤ المرء على قوله بصوت عالٍ إذا إمتلك حتى القليل من الخجل، ولكن على عكس مدى سخافة اسمه، تضمن الشكل الفعلي إرادة المستخدم التي لا تتزعزع لهزيمة الخصم.
في هذا الشكل، تشبه إبادة السماء قفازًا فضيًا يغطي كل شيء من الكوع إلى الأسفل. كل جزء من النموذج مثل سلاحًا. الساعدان النحيفان والزوايا حادة مثل الشفرات. الأصابع أيضا حادة بنفس القدر، ولكن عندما يتم تثبيتها في قبضة، تصير هذه القبضة قادرة على تحويل أي عدو إلى كتلة من اللحم المسحوق بضربة بسيطة.
صيغة اللهب الأبيض الخاصة بِـكارمن متخصصة في القتال بقبضتيها. على عكس يوجين أو بقية اللايونهارت، لا تحترق صيغة اللهب الأبيض بشدة. بدلا من ذلك، يتكثف لهبها إلى أقصى حدوده مع تدفق طفيف فقط على سطح بشرتها، واللون أبيض عميق لدرجة أنه يبدو أنه لا يوجد لون آخر يمكن أن يلوثه.
تنفجر هذه النيران في اللحظة التي تضرب فيها هدفها، وتثقب من خلالها.
بوم! بوم! بوم!
حطمت قبضات كارمن المادة المظلمة المتطايرة عليها.
لقد حاربت عين الظلام الشيطانية الخاصة بإيريس من قبل. لمحاربة هذه العين الشيطانية، يحتاج المرء أولًا إلى فهم خصائص المادة المظلمة، ولكن القول أسهل من الفعل لتحديد هذه الخصائص أثناء إحتدام المعركة.
ولكن الآن، لا توجد حاجة لذلك. هذا بفضل بحث سيينا المكثف حول كيفية تحييد عين إيريس الشيطانية. لذلك، تم تدمير بقع المادة المظلمة التي استخدمتها العين الشيطانية عند إنشاء مسارات متصلة دون فشل. والمادة المظلمة الأخرى التي أطلقتها العين الشيطانية كسلاح غير حاد تركت للمحاربين الذين ينخرطون في قتال متلاحم.
ومع ذلك، المعركة بعيدة كل البعد عن السهولة.
ليس لدى كارمن أي قوة إلهية، وليس لديها سيف المون لايت. لم تعرف كيف تستخدم السحر، وليس لديها أي أسلحة أخرى يمكنها استخدامها.
أسلحتها الوحيدة هي إبادة السماء، القفاز المصنوع من حراشف رايزاكيا، فنون القتال التي ظلت تصقلها طوال حياتها وصيغة اللهب الأبيض التي تفتخر بها عشيرة لايونهارت كثيرًا.
لكن هذا وحده بدا كافيًا.
سكبت كارمن كل قوتها في محاربة ملك الشياطين. تدفقت لكماتها بلا نهاية، واللهب الذي اندلع مع كل ضربة بقبضتها إخترقت هجمات إيريس الشيطانية وتناثرت قوتها المظلمة. تحت هذه الموجة من الضربات، تم دفع جسد ملك الشياطين ببطء.
وتيرة المعركة مختلفة عما كانت عليه عندما تقاتلت إيريس مع يوجين. على عكس أولئك الذين استخدموا سيفًا أو أسلحة أخرى، استخدمت كارمن جسدها بالكامل، وليس فقط قبضتيها. إذا تصدى الخصم لقبضتها، فإن ساقها ستطير على الفور، وإذا تهرب الخصم من ساقها، فإنها ستضرب مرة أخرى بقبضتها.
ولم تهاجم بخفة أيضًا. لا يهم أن كارمن ليس لديها قوة إلهية لأن كارمن تمتلك حاليا قوة القديسة تدعمها من الخلف. هناك أيضا العشرات من الكهنة المتعاونين مع القديسة.
عضت إيريس شفتها، ‘كم هذا مزعج.’
هناك أيضًا قناصة يطلقون النار على ملك الشياطين من السفينة الأخرى. إذا كانوا مجرد قناصة عاديين، لتعامل معهم درع القوة المظلمة بشكل كافٍ. ومع ذلك، من بين القناصة، هناك بضع طلقات أكثر قوة مختلطة يجب أن تؤخذ على محمل الجد.
خاصة سيينا ميردين، تلك الساحرة اللعينة مزجت تعويذتها مع طلقات القناصة لتضخيم قوتهم، وخلال وابل القنص هذا، هي تلقي سرًا تعاويذها الخاصة لاستهداف النقاط العمياء لملك الشياطين.
‘كم هذا مزعج.’ فكرت إيريس بغضب.
أولئك الذين لا ينبغي أن يكونوا جديرين بأي اهتمام من إيريس استمروا في مهاجمتها دون خوف. الآن بعد أن اختفى جميع أتباع ملك الشياطين، صار الجميع أحرارًا في مهاجمة ملك الشياطين.
أحاط البالادين بملك الشياطين وهم يصرخون بأسماء الآلهة التي خدموها. تم حظر درع القوة المظلمة الذي فجرته إيريس لمحاولة التخلص منهم بواسطة حاجز من القوة الإلهية المركزة.
‘كم هذا مزعج.’ استمر انزعاج إيريس في الارتفاع مع كل لحظة.
‘لماذا لا يزالون مستمرين حتى الآن؟ ألا يخافون حقًا من الموت؟’ شعرت ملك الشياطين بشعور جاد من الشك.
لم يتم صد جميع هجماتها. منذ أن بدأت هذه المعركة، لقي عشرات الأشخاص حتفهم بالفعل على يد ملك الشياطين.
هذا طبيعي فقط. لا يمكن لأي شخص أن يكون قويًا وسريعًا مثل كارمن. القديسة والكهنة يمارسون قوتهم الإلهية باستمرار، ولكن حتى عندما قاتلوا قبل ثلاثمائة عام، كان الناس يموتون حتى تحت نعمة النور. بعد كل شيء، بغض النظر عن عدد الجروح التي يشفيها الكهنة، إذا تم تفجير رأس شخص ما أو ثقب قلبه، فلن يتمكنوا من فعل أي شيء لإنقاذ هذا الشخص.
‘إذن لماذا لا يخافون؟’ تساءلت إيريس.
هذا أكبر مصدر للشك لدى ملك الشياطين الآن. على الرغم من أن السحر الإلهي يمكن أن يمحو الخوف ويعزز الشجاعة، إلا أنه ليس مثاليًا. إلى حد ما، كل ما يمكن فعله هو تحريف المشاعر الموجودة. علاوة على ذلك، نظرًا لأن قوة الغضب المظلمة قادرة بشكل خاص على التسبب في تدمير الحالات العقلية للناس، من المستحيل على السحر الإلهي قمع المشاعر تمامًا مثل الخوف في معركة كهذه.
على سبيل المثال، ما حدث في وقت سابق، عندما سحب جميع أتباع ملك الشياطين قلوبهم وعرضوها لملك الغضب الشيطاني. تلك الطقوس قد حفرت الخوف في أذهان معظم البشر هنا.
كم هو حلو مذاق الخوف المحفور في قلوب آلاف الناس بالضبط؟ ومع ذلك، لم تستطع الآن أن تشعر بأي حلاوة كما كانت من قبل. بدلًا من ذلك، المشاعر المختلفة التي تسببت في شعور ملك الشياطين بالاستياء تصاعدت في مكانها.
عواطف مثل الشجاعة، الثقة، الأمل والإيمان بالنور.
بام!
تم إلقاء رأس ملك الشياطين. سقط سهم بين عينيها وانفجر من مؤخرة جمجمتها. سحبت ملك الشياطين رأسها على الفور إلى الأمام مرة أخرى. تم تدمير السهم بقوة مظلمة، لكن نقاطًا لا حصر لها من السحر ألقت بظلالها على رؤيتها عندما عاد بصرها.
بام! بام! بام! بام! بام!
تخبطت ملك الشياطين إلى الوراء. صارت قدرتها على إحياء نفسها أبطأ. القوة المظلمة التي إعتقدت دائمًا أنها لا نهائية ثَبُتَ أنها ليست حقًا كذلك.
عندما انفجرت النقاط السحرية، دخلت كارمن والمحاربين الآخرين من خلال الانفجارات.
هذه أرض محرمة وهم الآن يدخلونها. من بين هؤلاء المحاربين، لا بد من وجود أكثر من عدد قليل ممن لا يريدون الموت هنا. وهذا هو الحال بالفعل. لم يفكر الكثير منهم أبدًا في الدخول في معركة ضد ملك الشياطين حتى قبل أيام قليلة فقط. لكن الآن، لم يمتلكوا خيارًا سوى القيام بذلك. إنها مجرد مسألة حظ سيء.
جان الظلام الذي جاءوا إلى هنا لإخضاعها قد تحولت إلى ملك شياطين. أراد معظمهم التراجع بهدوء وإعادة تقييم الموقف، لكن البطل والقديسة والساحرة الأسطورية الذين ظهروا فجأة أمامهم أصروا على أن هذه هي أفضل فرصة لقتلها.
تم سحب معظمهم للمشاركة في المعركة بدافع الشعور بالوعي الذاتي. أرادوا الهرب؛ لم يرغبوا في القتال أو الموت، لكنهم إضطروا لتجاهل هذه الرغبات بسبب الحاجة إلى الاحترام والهيبة. هناك أيضًا بعض الذين وجدوا فقط صعوبة في الذهاب ضد هذا الاتجاه، الذين لم يُترَكوا مع أي خيار سوى الذهاب إلى جانب الخطة.
لا يهم كيف، كل أولئك الذين يهاجمون ملك الشياطين حاليًا إمتلكوا فكرة واحدة. لم يرغبوا في المجد. كما أنهم لم يجرؤوا على توقع انتصار لا يزال بعيدًا عن متناول أيديهم.
فكرتهم الوحيدة هي….بما أنه لا خيار آخر، فَـعليهم فقط القيام بذلك. على الرغم من أن كلًّا منهم شعر بأنه سيكون من الجيد أن يأخذ شخص آخر مكانه، لا يوجد أي شخص آخر فعل ذلك من أجلهم.
لأنه لا خيار آخر، لأنهم هنا بالفعل، لأن الكثير من الناس قد ماتوا بالفعل، وأيضا….لأنهم إذا تركوها هكذا، فإن الكثير من الناس سيقتلون على يد ملك الشياطين.
قناعتهم وإحساسهم بالعدالة ضحل. الدافع الأساسي لمعظمهم هو أنه ليس لديهم خيار آخر.
لم يوجد حتى سبب البطولة. بطبيعتهم، ليس معظم البشر بطوليين أو عادلين أو كاملين، وهذا ينطبق على معظم أولئك الذين يقاتلون حاليًا ضد ملك الشياطين.
لكن مع ذلك، أفعالهم ذات مغزى.
ولكن أفكار ملك الشياطين أثناء صر أسنانها مختلفة، ‘كم هذا بلا معنى.’
لقد سئمت من هذا. مجرد حشرات، جراثيم غير المهمة، رجال ونساء لن يتمكنوا حتى من تغيير أي شيء بمفردهم. هذا ما ينبغي أن يكون عليه الأمر، ولكن — من خلال الاجتماع معًا في مجموعة وإلقاء أنفسهم حتى وفاتهم — بدأوا في جعل ملك الشياطين يشعر بالدوار.
هم ليسوا البطل. ليسوا القديسة أيضًا. فلماذا بالضبط هي تحاربهم؟
بدأ غضب ملك الشياطين يغلي. تحول الغضب والجنون بسبب عزلتها الذاتية إلى نية قتل، وبمجرد سكب هذه النية في عينها الشيطانية، سرعان ما تشبعت رغبتها في وفاتهم.
بوووووم!
في هذا النوع من المواقف، من الواضح من سيكون أول من يموت. أولئك الضعفاء. أولئك الذين لم يحالفهم الحظ أو الذين اقتربوا للتو. أولئك الذين أفرطوا في ثقتهم بأنفسهم وغطرستهم.
ثم هناك أولئك الذين ضحوا بأنفسهم عمدًا.
عندما أطلقت العين الشيطانية شعاعًا من الضوء، فجَّرتْ انيسيه أيضًا الضوء. كريستينا، التي عادت بالفعل إلى رشدها، تلت صلاة مع انيسيه. صلى العشرات من الكهنة الذين اتبعوا قيادة القديسة من أجل نفس معجزة انيسيه.
ومع ذلك، حتى قوتهم الإلهية ليس لا نهائية. احتاجت انيسيه لقمع القوة المظلمة، ومنح مباركتها للآخرين، وتجديد الجروح بسرعة البرق، ومنع العديد من الهجمات القاتلة، وحتى مهاجمة ملك الشياطين كلما رأت ثغرة.
كل هذه الواجبات تباطأت قليلًا في تكوين حاجز انيسيه.
المرتبة الثالثة من بين أفضل اثني عشر شيموين، بالادين أدولكان هو رجل هادئ. منذ تحرك البعثة، تمكن عدد قليل فقط من الناس من التحدث معه. حتى بعد أن تغيرت مهمتهم من إخضاع إمبراطورة القراصنة إلى إبادة ملك الشياطين، لم يعبر أدول عن أي آراء وأيَّدَ بصمت قرار البطل والقديسة.
عندما اقترب منه الموت، رفع أدول درعه فقط دون أن يتفاجئ. بدلًا من التراجع، تقدم إلى الأمام مع رفع درعه عاليًا.
لم يكن أدول هو الوحيد الذي تحرك عكس الحشد. جميع البالادين تحركوا إلى الأمام بينما يمسكون بدروعهم مثل أدول.
‘آه….’ تفاجئت إيريس.
كارمن، التي لا تزال على مقربة، ألقت بنفسها إلى الوراء. قام أدول بإمالة درعه وجسده بزاوية من شأنها أن تبقي كارمن بعيدًا عن الخطر. بعيون واسعة، نظرت كارمن إلى أدول وبقية البالادين.
سيل أسود اجتاح البالادين. ثم اختفوا جميعًا من العالم دون أن يتركوا وراءهم أي كلمات أخيرة.
رووااااار!
حاجز مشيد بعناية صد موجة القوة المظلمة. أُطلِقَ رمح سحري من خلف الحاجز الذي يغطي جسد ملك الشياطين، مما أدى إلى تقسيم سيل القوة المظلمة إلى قسمين، من بدايتها حتى النهاية.
لكن لافيرسيا انقسمت أيضًا إلى قسمين. بدأت البحار الحمراء الداكنة في الأسفل تتخبط عندما ابتلعت السفينة. لهثت سيينا وكريستينا للتنفس حيث فعلوا بسرعة ما هو ضروري. تم سحب كل من كان على متن لافيرسيا الغارقة في الهواء.
“هاها….هاهاهاها!” ضحكت إيريس فجأة.
تم الترويح عن بعض مشاعرها المستاءة.
هذا صحيح. نظرًا لأنها لا تريد منهم أن يضيعوا المزيد من وقتها عليهم، فعليها فقط قتلهم وجعلهم يعرفون منزلتهم. هذا هو الحل الأسهل لدى ملك الشياطين. هنا والآن، لم يتبق أحد من أتباع ملك الشياطين. ومع ذلك، في هذه اللحظة، لم تشعر ملك الشياطين بأي وَحدة.
تذكرت إيريس ما رأته في الهاوية المختومة تحت هذا البحر المضطرب، وتذكرت ملك الغضب الشيطاني السابق. لم يختف دعمه لها بعد وفاته؛ حتى الآن، شعرت أنه يدعمها من الخلف.
لسداد دعمه، ما احتاجت إلى فعله هو تمزيق الجميع هنا إلى قطع بيديها العاريتين.
لم تطِر ملك الشياطين من السفينة الغارقة. بدلا من تصحيح نفسها واستعادة توازنها، وضعت إيريس نفسها في وضع قريب من البحر. أمالت رأسها قليلا كما لو أن إيريس تنظر إلى شيء آخر غير السماء أعلاها.
لمع ضوء داخل عينها الشيطانية، ضوء شرير، مشؤوم ومرعب.
لم تُصدِر عينها الشيطانية أي ضوء ردا على ذلك، ولكنها بدأت بدلا من ذلك في بث الظلام الذي يكمن في الأسفل.
* * *
هناك العديد من الأسباب التي منعت سيينا، كريستينا وانيسيه من البحث عن إيريس.
مع نزول ملك الغضب الشيطاني على لافيرسيا، إذا تغيبت سيينا أو القديستان، فإن التوازن الهش هنا سينهار على الفور.
صحيح أن ملك الشياطين قد أُضعف من المعركة السابقة، لكن هذا لا يعني أنها صارت الآن عاجزة. كقاعدة عامة، الوحوش البرية تكون في أخطر حالاتها عندما تصاب. عندما يقترب موت شخص ما، لن يكون لديه خيار سوى النضال اليائس من أجل البقاء، وهذا ينطبق على ملك الشياطين أيضًا.
يوجين غير قادر حاليًا على رفع إصبعه. بالطبع، لو وُضِعَ في موقف محفوف بالمخاطر حقا حيث يكون قد أُلقي في البحر، لكانت سيينا أو القديستين قد أعطوا الأولوية للعودة إلى الوراء وإنقاذ يوجين. لكن لحسن الحظ، يوجين ليس في خطر كبير، لأنه لم يسقط في البحر.
هذا لأن سيينا والقديستين ليسوا الوحيدين الذين تتبعوا المكان الذي اختارت فيه سلاسل الحصار رمي يوجين إليه.
لا يزال هناك سيل لايونهارت. بدلا من أن تتمركز في لافيرسيا أو فورميري، بقيت مع الأسطول الاحتياطي. على الرغم من أن المعركة في المقدمة مهمة، إلا أن هذا لا يعني أنه يمكن ببساطة تجاهل المعركة في المؤخرة.
نتيجة لذلك، تمركز العديد من النخب، بما في ذلك أورتوس، مع الأسطول الاحتياطي، وسيل من بين هؤلاء. بطبيعة الحال، سيل غير راضية عن موقعها الحالي. بعد كل شيء، بمهاراتها، ستكون قوية بما يكفي لمحاربة جان الظلام إما في لافيرسيا أو فورميري.
لكن الآن، اعتقدت أنها محظوظة لوضعها في هذا المكان.
سفن القراصنة الضخمة والمثيرة للاشمئزاز والوحوش التي قفزت من تلك السفن مع هدير وحشي تحولت جميعها إلى رماد واختفت.
حتى الآن، ليس هناك شيء يمكن أن يوقف سيل. مع النيران البيضاء التي ترفرف حول سيل مثل بدة، قفزت من سفينة إلى أخرى. لم تتحول عيناها إلى المعركة في الجبهة، ولكن تم تثبيتهما على المكان الذي سقط إليه يوجين.
‘إنه بخير. يجب أن يكون.’ استمرت سيل في القول لنفسها.
أدركت أنه من أجل هذه اللحظة لقد تحملت مثل ذلك التدريب القاسي. جسدها خفيف مثل الريش وحر مثل الرياح، مما سمح لها بالتحرك تماما كما أرادت.
قفزت يدا سيل من على سطح أقرب سفينة، لتلتقطا يوجين الساقط. لحسن الحظ، لم يحدث شيء لإبعاده عن أصابعها. أمسكت يدا سيل بِـيوجين، ثم سحبت يديها الممدودتين لعناق يوجين عن قرب.
هذه اللحظات….بدت ثمينة للغاية وهادئة لسيل. في الواقع، لم تسجل آذان سيل حاليا أي أصوات. على الرغم من أنها قد تشعر بالحرج من الاعتراف بذلك، إلا أنها اعتقدت أنه قد يكون من الأفضل أن يتوقف الوقت في هذه اللحظة.
بالطبع، لم يحدث شيء مثل توقف الوقت. سقطت سيل، لا تزال تعانق يوجين بإحكام. لمنع انتقال أي صدمة إلى يوجين عندما يهبطون، بدأت في تقليل سرعتها وهي لا تزال في الجو.
بعد احتفالها الأولي، نشأت مخاوف، ‘إنه هادئ للغاية.’
حتى لو فقد يوجين وعيه، من الغريب أن تظل مير ورايميرا، اللذان داخل عباءته، هادئين أيضًا. منذ أن تم وضع يوجين في مثل هذه الحالة، ينبغي أن يكون هذان الشخصان أول من يخرج من العباءة ويعتني بِـيوجين.
تصلب تعبير سيل عندما مدت يديها إلى عباءة الظلام.
داخل تلك المساحة اللامتناهية والخاملة، حركت سيل يديها بهذه الطريقة وتلك، لكنها لم تتمكن من الإمساك بأي شيء. إذا كانا على ما يرام، يجب أن تمد مير أو رايميرا يدها وتمسك بيدها، لكن….هل فقد الاثنان وعيهما أيضًا؟ في الوقت الحالي، ليس لدى سيل أي طريقة لتأكيد ذلك.
عندما هبطت سيل، تمكنت من سماع صوت تمتمة، “سيدي البطل….”
تجمع أفراد طاقم هذه السفينة الذين نجوا من المعركة حول سيل ويوجين.
جميع أطباء الأسطول متمركزين على سفينة الإخلاء….هل يجب أن تتوجه إلى هناك؟ أو هل سيكون من الأفضل التوجه إلى الأمام وطلب المساعدة من الكهنة؟
لا، قبل ذلك، أول شيء عليها فعله هو التحقق من وضع يوجين الحالي على الفور. إذا كانت مجرد إسعافات أولية، يمكن أن تفعل سيل ذلك أيضًا على الأقل.
“ما هو….هذا؟” سيل، التي تفحص يوجين، تمتمت دون وعي.
فوجئت لأنها لاحظت كيف أن يد يوجين اليسرى عالقة على مقبض سيف المون لايت.
ظل يوجين دائما يخفي الحقيقة حول سيف المون لايت. حتى عندما استخدمه ضد إيوارد في قلعة البلاك لايونز، سحب سيف المون لايت فقط عندما أغمي على كل من تم القبض عليه لاستخدامه كذبيحة. لقد سحب سيف المون لايت فقط عندما كان في حاجة ماسة لقتل شخص ما، وفي الواقع، في معظم المعارك، لم يتم دفع يوجين بقوة كافية إلى الزاوية للاعتماد على سيف المون لايت.
نتيجة لذلك، لم تعرف سيل الكثير عن سيف المون لايت. قد يكون هناك كل أنواع الأسلحة في قبو كنز عشيرة لايونهارت، لكنها لم تر ذات مرة سيفًا يمكن أن ينبعث منه مثل هذا الضوء المشؤوم.
ومع ذلك، فقد عرفت هذا أيضًا على الأقل — على الرغم من أنه بدلا من أنها فهمت، فالأمر مجرد حدس — هذا السيف، الذي فقد نصف قطعه، خطير للغاية.
صحيح أن الضوء المشؤوم المنبعث من هذا السيف قد نجح في دفع ملك الشياطين إلى الزاوية، لكن هذا الضوء المشؤوم والمخيف ليس خطيرًا على ملك الشياطين فحسب، بل أيضًا يهدد يوجين. السبب الذي جعل يوجين فاقدًا للوعي حاليا له علاقة بهذا السيف.
مدت سيل يدها نحو السيف بتعبير قاسي.
ولكن ما الذي من المفترض أن تفعله بالضبط؟ أصابعه ليست مدمجة في المقبض المسحوق فحسب، بل تم دمج أصابعه والمقبض معًا حرفيًا.
هل يجب أن تمزق أصابعه بقوة واحدة تلو الأخرى؟ أو هل يجب أن تبتر بجرأة المعصم فقط؟ سمعت أن قديسة لديها الندبات قادرة حتى على ربط الأطراف المقطوعة، لكنها….لم تعرف يقينًا هل مثل هذا الشيء ممكن أم لا.
فكرت سيل مع نفسها، ‘إذا لم ينجح شيء، ثم سأضطر إلى قطع معصمه، لكن أولًا….’
يجب اختيار هذا النوع من الحلول فقط في حالة سيناريو أسوأ الحالات. بعد أن أخذت نفسًا عميقًا، أمسكت سيل بيد يوجين وسيف المون لايت.
منذ ثلاثمائة عام مضت، كانت هناك حقيقة ثابتة مفادها أنه لا يمكن لأي شخص فقط حمل سيف المون لايت. حتى الأقوى في تلك الحقبة، مثل هامل ومولون، لم يتمكنوا من مقاومة الجنون المشؤوم الذي نقله سيف المون لايت إلى حامله.
تماما مثل كلمة الجنون ضمنًا، إمساك السيف يمكن أن يدفع إلى الجنون. في اللحظة التي يمسك فيها المرء بالسيف في يده، يبدو وكأن عقله يمكن أن يتحول إلى شيء آخر. بغض النظر عن مدى قوة الثبات العقلي، من المستحيل مقاومة جنون سيف المون لايت.
لكن فيرموث لم يتمكن من حمل سيف المون لايت فحسب، بل إنه قام بإستعماله في المعركة. الشيء نفسه ينطبق على يوجين. المؤهل المطلوب لحمل سيف المون لايت ليس الثبات العقلي بل سمة خاصة معينة. تكمن هذه السمة الخاصة في دم فيرموث، دم عشيرة لايونهارت.
وتدفق هذا الدم أيضًا داخل عروق سيل.
ارتجف جسد سيل. بسبب دمها الخاص، لم يُملأ عقل سيل بالجنون بسبب سيف المون لايت.
ومع ذلك، هذا لا يعني أنه ليس هناك أي تأثير آخر. في اللحظة التي حملت فيها سيف المون لايت، تم نقل عقلها بعيدًا إلى مكان ليس جزءا من هذا الواقع. الجنون الذي يستهلك يوجين حاليًا قد جر سيل أيضا.
‘لـ-لا.’ قاومت سيل.
لحسن الحظ، لم تُجرَف سيل تمامًا، وعاد وعيها إلى الظهور في الفراغ المتبقي بعد تدمير العالم وانهيار كل الأشياء.
‘هذا خطير.’ إذا لم تكن حذرة، فقد تنجرف تمامًا وتفقد كل إحساس بالذات.
على الرغم من التحذيرات المتكررة من حدسها، لم تترك سيل سيف المون لايت. هذا لأن سيل أكثر قلقًا بشأن الخطر المباشر الذي قد يتعرض له يوجين بدلًا من الخطر على نفسها إذا استمرت في حمل السيف بهذه الطريقة.
هي بحاجة إلى الاقتراب.
هي بحاجة إلى التعمق أكثر.
غرق وعيها في وسط الفراغ. هنا، لم تستطع سماع أي شيء. من الواضح أنها تنظر حولها بأم عينيها، ودخل وعيها بالكامل في هذا الفراغ، لكن هذا لم يمنحها أي شعور بالاستقرار.
الشيء الوحيد الذي يمكن أن تتأكد منه في هذا المكان هو أنها يجب ألا تتخلى عن مقبض السيف. أيضًا—
“يجب أن تغادري.”
—يمكنها أن ترى شيئا غامضًا. الشيء الذي أرادت سيل رؤيته في هذا المكان.
يوجين. جالسا هناك بلا حياة، ولا يزال عالقا في الصور التي أظهرها له سيف المون لايت.
وصل وعي سيل إلى يوجين.
“ما كان يجب أن يحدث هذا.” جاء صوت من العدم.
لم تستطع سيل معرفة إلى من ينتمي الصوت.
تابع الصوت، “السيف لم يكن جزءًا من خطتي.”
وووووش!
تلاشى الفراغ. لم يكن للصوت أيضًا ما يقوله.
“غااا!” أطلقت سيل أنفاسها التي كانت تحتجزها وغرقت.
في مرحلة ما، سقطت يدها بعيدًا عن سيف المون لايت، لكن يدها الأخرى ظلت تمسك بإحكام بمعصم يوجين.
تلهث من أجل التنفس، ركضت عيون سيل نحو يوجين. لحسن الحظ، تم الآن فصل يدي يوجين ومقبض السيف، اللذين تم دمجهما معًا.
“يوجين!” صرخت سيل بشكل محموم وهي تهز يوجين من كتفيه.
بعد هزه عدة مرات، رفرفت رموش يوجين.
“آه….” تأوه يوجين بينما فُتِحَتْ عيناه ببطء.
وعيه ضبابي، ويعاني من صداع شديد. كما شعر بجسده الضعيف.
هل وصل في نهاية المطاف إلى حد إستخدام الكثير من احتياطياته السحرية عندما إهتاج سيف المون لايت؟ أو هل أن حالته الحالية بسبب ما رآه عندما تم سحب وعيه من جسده؟
“سيل….؟” نادى يوجين بإسم سيل بصوت أجش.
بدأت الذكريات الغامضة في إعادة الاتصال ببطء، وملء الموقف.
لقد كان في عالم مليء بالعدم. داخل وسط هذا الفراغ الذي خلفه الدمار، رأى هيئة شخص ما. وفي النهاية….سمع صوتا.
“هل….سحبتِني من هناك؟” سأل يوجين.
أرادت سيل أن تقول، ‘هذا صحيح.’ بابتسامة.
ومع ذلك، لم تستطع فعل ذلك. ذلك لأنه كان في الواقع ذلك الصوت الذي سمعوه في النهاية….الذي دفع يوجين وسيل للخروج من تلك المساحة بينما بقيا هناك بمفردهما.
ترددت سيل، “أنا….”
لقد غاصت سيل بعمق في هذا الفراغ لتجد يوجين. ومع ذلك، هناك قوة أخرى مسؤولة عن دفع كل من يوجين وسيل إلى الخروج من هناك.
بعد بعض التردد، هزت سيل رأسها أخيرا، “لم أفعل….”
….افعل أي شيء، هذا ما كانت تحاول قوله، ولكن فجأة ظهر صوت عال.
اهتز البحر، وشعرت سيل بصدمة من خلالها.
هل هذه إشارة من حدسها كما شعرت سابقًا؟ أو ربما تحذير محفور في الدم الذي يتدفق عبر عروقها؟
لم تستطع معرفة ما هو، لكن التهديد بدا واضحا.
سرعان ما اختارت سيل اختيارها.
تحركت يدها بسرعة ودفعت يوجين إلى الجانب، لكن ذلك لم يكفِ. هي بحاجة إلى تلقي الضربة بدلًا عنه. ليس لديها خيار آخر. لم تستطع أن تعرف يقينًا هل جميع الأرواح متساوية حقًا أم لا، ولكن، لا يهم إذا كانت هنا في ساحة المعركة هذه….أو في المستقبل القادم….
‘….حياتك أكثر قيمة بكثير من خاصتي.’ إعتقدت سيل وهي تسقط إلى الأمام.
تحولت رؤيتها في عينها اليسرى إلى اللون الأحمر ثم أظلمت.
رن صوت إنفجار داخل رأسها.