998 - شكرا لك
998 شكرا لك
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
Arisu-san
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
.
.
انتُزِعت ألوانُ العالم بواسطة الكابوس المُسمّى حُلم، الأجنحة الملوّنة بدت وكأنها لا نهاية لها. هذا هو الحُلم الحقيقي، واقفًا على قمة ناطحة السحاب وحيدًا، شعر هان فاي بوطأةٍ ساحقة.
الكراهية الخالصة المُدعُوّة فراشة كانت كيانًا فاتنًا على نحوٍ يفوق التصوّر، أمّا الشبح المُسمّى حُلم فكان فراشة.
الأجنحة المصوغة من وجوهٍ بشرية رفرفت برهبة. غبار الحُلم غلّف كلّ شيء.
تقهقر هان فاي المُتهالك واتكأ على المذبح، كان هشًّا للغاية أمام جبروت الحُلم، الحُلم بثَّ رُعبًا مُهيمِنًا دون أن يستدعي قواه، كافة اللامذكورين جَمُدوا في أماكنهم، حتى السماء بدت وكأنها توشك على الانهيار.
“كيف يمكن أن يوجد شبحٌ مُروّع إلى هذا الحد؟”
مذابحُ الحُلم الأحدَ عشر انبَعثَت في العالَم السطحي، ووعيه كان مُقيَّدًا بواسطة الرقم اثنين.
الكابوس جرى إسقاطه، لكن بالرغم من ذلك ظلّ الحُلم مهيبًا جبارًا.
لقد امتلك قوةً طاغية وسيطرةً على الكثير من المجرمين في العالَم الواقعي.
الضباب الأسود تلاشى مع خفق الأجنحة، ذلك الضباب كان لحجب وجوده، وبمجرّد أن حدد هدفه، انقضّ على الفور.
الأحلام في السماء تحوّلت إلى أفخاخ، بعد أن ظهر الحُلم، استخدم كامل جبروته لإبادة هان فاي.
المصير التوى، وبحر الدم ناحَ بالعويل، الأحلام اللامتناهية انبثقت خنجرًا يمزّق الزمان، حين أبصر هان فاي النصل الفاتن، كان قد تجسّد أمامه بالفعل.
الموت هجم لحظيًّا.
النصل انحدر صوب رأسه، وغاية الحُلم كانت الصندوق الأسود في دماغ هان فاي!
أطبق هان فاي جفونه، لكن الألم لم يأتِ، بل سمع صريرًا حادًّا، ثم أحسَّ بقبضتين مؤلمتين تُمسكان بكتفيه، تفتّحت جفونه المتغضّنة، فرأى مُعلّمه واقفًا أمامه.
ذلك الشيخ انصهر في عتمة الليل ودرأ عن هان فاي الألم، الآثام على جسده تلاشت بسرعة.
ذلك الشيخ كان أضعف بكثير من الحُلم، لقد افتدى بحياته ليكسب ثوانٍ معدودة لهان فاي، وحتى لحظة موته ظلّ وفيًّا لقوانينه.
جلده ذاب، كل موضعٍ مسّه النصل فاح برائحة عفن، النقش الغريب للحلم زحف فورًا على جلد الشيخ، الهوس والقوة في عيني الشيخ خَبَتا في لحظة، أراد أن يلتفت ليُبدي لهان فاي شيئًا، لكن في تلك اللحظة انسحقَت روحه.
تحوّل إلى غبار، ذلك الشيخ كان فردًا من شرطة الليل، لم يُصبح نجمًا في السماء، بل صار غبارًا على الأرض.
“مُعلّم…”
أعظم شخص احترمه هان فاي لم يكن فو شينغ بل ذلك الشيخ، كانت حياته بسيطة، منذ أن انضمّ إلى الشرطة، ظلّ يحرس شين لو.
كان يحمي كل مَن خلفه، لم يطلب شيئًا يُذكر، أمنيته الوحيدة في الحياة كانت القبض على الفراشة.
باللحظات التي افتداها الشيخ، تمكّن الضحك المجنون من الإفلات من قبضة راو والوحش.
وفي اللحظة التالية انبثق شيء من مذبح غاو شينغ، زهرة التوأم نمت عند أعلى مبنى في العالم وجذبت أكثر الفراشات سُمّيّة، تجنّب هان فاي الضربة القاتلة، لكن الحُلم لم يتخلَّ عنه.
لقد كان مُفرط القوّة، مفرط الدهاء، كان يعلم أنّ هان فاي هو نقطة ضعف الضحك المجنون.
الكابوس بدا فاتنًا إلى حدٍّ يفوق أيّ فن، لكن الخبث الكامن وراءه أرعب حتى الأشباح، الحُلم تراصّ مُتماسكًا، وغبار الأحلام تناثر ليُشكّل سلاسل.
الضحك المجنون كان قادرًا على تفاديها، لكن إن فعل، لتحطّم هان فاي.
الضحك المجنون احتمى ليحجب هان فاي، لكن السلاسل اخترقت جسده، كان للحُلم جسدٌ عظيم، لكن ما أرعبه هو أنّه بلغ ذروة القوّة في السيطرة على العقول.
فور أن ثقبت السلاسل الضحك المجنون، راحت تتحكّم به حتى ارتجّت قناعاته.
التعذيب العادي لم يكن يجدي مع الضحك المجنون، لكن الأمر اختلف مع الحُلم.
كان يعرف تمامًا نقطة ضعفه، فقد رأى الطفل الألطف يتحوّل إلى الضحك المجنون.
الضحك المجنون كان شديد القوّة وعصيًّا على الفناء، لذلك خطّط الحُلم لهذا منذ لحظة ولادته.
إن كان المرء صلبًا، فإن تحطيمه يكون عبر ضرب مَن حوله.
الضحك المجنون ذبح كل الأيتام، لكن أرواحهم كانت محبوسة بقبضة الحُلم!
الحُلم لم يستطع تعذيب الضحك المجنون، لكنه استطاع تعذيب الأطفال.
في الكابوس البهي، باستثناء الضحك المجنون والرقم اثنين، كانت أرواح باقي الصغار تُلعب كدمى.
الضحك المجنون لم يكن قويًّا، هذا ما أدركه هان فاي بعد أن هاجمه الحُلم.
لم ينسَ الضحك المجنون تلك الليلة أبدًا، ظلّ حيًّا إلى الآن لأنه كان يحمل إرادة أولئك الأطفال، هذا ما ميّزه أكثر عن بقيّة اللامذكورين، لم يستطع صياغة عالم مذبَحه، لكن لهذا السبب بالذات كان أقوى من أيّ لامذكورٍ عادي.
لولا الحُلم، لكان قد صار أعظم شبح في العالم الغامض، الضحك المجنون امتلك شخصيةً الشفاء، لذا كان من المستحيل قتله، لهذا السبب ارتكب الحُلم فعلًا كهذا، لقد صوب مباشرةً إلى موطن ضعفه.
الحُلم لم يهاجم الضحك المجنون مباشرة، بل ركّز الكابوس والخبث على الأطفال الآخرين.
استخدمهم ليمارس ضغطًا على الضحك المجنون وليحطّمه، ارتجف جسد الضحك المجنون ما إن رأى الصغار الآخرين، لم ينزف دمًا ظاهرًا، لكن قلبه كان ينزف بغزارة، السلاسل الحُلُميّة تمدّدت لتُكوّن شبكة تُطبق على قلبه النابض.
قلب الشبح يختلف عن قلب الإنسان، قلب الشبح يحوي عقيدته وهوسه، لو اقتلع الحُلم قلب الضحك المجنون، لهلك في الحال.
أجنحة الحُلم امتدّت إلى أقاصي العالم، لم يكن يريد فقط اقتلاع قلبه، بل أراد أيضًا أن يحقن سُمَّه في أعماقه.
الضحك المجنون كان قشرةً ثمينة للحُلم، كان لعبةً كاملة في نظره، أراد أن يُفسد روحه ليستولي منه على قوّة الشفاء، انهار الضحك المجنون، يداه لامستا الأرض، ظلّ يُكابد المعاناة بينما يحمي هان فاي بجسده، كل السلاسل الحُلُميّة اخترقت جسده، طالما ظلّ على قيد الحياة، فلن يُمسَّ هان فاي بأذى.
رماد مُعلّم هان فاي تهاوى إلى الأرض، ولم يُتح لهان فاي الوقت ليحزن، شدّ قبضته على النصل، لكن لم يقدر أن يردّ الضربة، بمجرّد أن تجلّى الحُلم، تحرّك ما تبقّى من اللامذكورين بتناغم.
قبضوا على سلسلة الحلم وصبّوا قواهم فيها، أرادوا تمزيق الضحك المجنون إربًا، ومهما بلغت قوّته، فلن يستطيع مجابهة ستة لامذكورين معًا.
أمطرت الدماء من السماء، كل شيء عاد إلى تلك الليلة، الألم الكامن في أعماق قلبه انبعث، وبتحريض الحُلم، تجلّت في عينيه الذكرى التي لم يشأ أن يواجهها، جسده تشقّق، ونقش كالحلم نما على قلبه، الضحك المجنون كان على وشك أن يُمزَّق.
كل شيء تحوّل إلى يأس، وبعد كل تلك السنين، ظلّ عالقًا في تلك الليلة.
“الشمس لن تشرق أبدًا…”
السلاسل اشتدّت.
كل اللامذكورين حدّقوا في الضحك المجنون كما لو أنهم يتهيؤون لتقديمه قربانًا للحُلم، الضباب الأسود زال، لكن في تلك اللحظة، انطلقت أنشودة مألوفة من زاوية مجهولة، قاعة الأجداد المهجورة عند حافة منطقة المطر الأسود أضاءت، مالك الأنشودة أمسك بفانوس أبيض يحمل حرف “فو”.
كان شابًا وسيماً، دائم الحزن، بدا شبيهًا بالابن الأصغر الذي رآه هان فاي في القبر، القاعة نُصبت فيها لافتة بلا اسم، وضِعت سيجارتان روحيتان أمامها، ومع تصاعد اللحن، انفرج الباب، ثمانية من الموتى الأحياء حملوا تابوتًا أسود إلى الخارج، غطاء التابوت لم يكن مُحكم الإغلاق، كان مكدّسًا بالأقنعة الخشبية، كل قناع ملطّخ بالدماء ومغطّى بجلدٍ متحوّر، صاحب الأنشودة رتّل أغنية الجنائز، والموتى الأحياء حملوا التابوت، لقد كانوا يُقيمون جنازة لشخصٍ لم يوجد. وجود لامذكورٍ هائل اخترق ما تبقّى من الضباب. اللامذكورون عند ناطحة السحاب انتبهوا للتابوت والأنشودة أيضًا.
راو والفناء أفلتوا على الفور، عالما اللحم والموت كبَحا الأنشودة بسهولة، الفانوس الأبيض تأرجح في المدينة الترفيهية، وعندما لم يعُد المُغنّي قادرًا على الحركة، استدار وانحنى أمام التابوت الأسود, غطاؤه انفرج، والأقنعة الخشبية تساقطت، كل قناع امتلك ملامح بشرية مختلفة، لكن ملامحها جميعًا حملت التعبير الوحشي نفسه، وُضع التابوت على الأرض، والثمانية جثوا بركَبهم. انبعثت منهم هالة موتٍ مفزعة. بعد أن تساقط آخر قناع، امتدّت ذراع متفحّمة من التابوت لتقبض على قناع.
اللهيب الأسود التهم الذراع، ذلك الطرف المتفحّم ظلّ يتغيّر ويتحوّر. اللامذكورين العاديين كانوا قادرين على كبح أجسادهم واستخدام قواهم لإيقاف التحوّر، لكن اللامذكور القابع في التابوت سلك عكس الطريق، وراح يُطبّق كل التحوّرات على نفسه. فقد شكله البشري، وحين زحف خارج التابوت، خرج شبح غريبٌ للغاية. لا أحد علم ما الذي جرى له في العالَم الغامض، القُبح لم يعُد كافيًا لوصفه، جسده ظلّ ينمو باستمرار، جلده المحترق تساقط، وجلده الجديد نما، قلبه كان موطنًا لأرواحٍ لا تُحصى، بل إنه صنع أقنعةً لهم.
“النجّار؟”
عينا هان فاي أضاءتا ببصيص أمل، لقد تعرّف على أرواح النجار، كانت مشابهة لأرواح القرويين في قرية القبور، بعد أن دُفنت القرية حيّة، حمل النجار الأجساد والأرواح. كان هو نجّار القرية.
كل أدوات القرابين والمنازل صُنعت بيديه، وحين مات الجميع، حوّل جسده إلى قرية القبر الجديدة، النجّار كان قويًّا، لكن قوّته لم تنبع من ذاته، بل من جميع تلك الأرواح، المُغني كان كطفلٍ أمام النجار.
“أأنت؟”
الفناء تعرّف على النجار. كان يعلم أنّه قوي، لكنه لم يخف.
“الحُلم هنا. لن تُنقذ أحدًا. لن تُنقذ حتى نفسك.”
ولمواجهة النجار، أطلق الفناء وراو سلسلة الحُلم، شيو تشين تقاتلت مع طفل الموت. كانوا يبذلون أقصى ما لديهم لمعاونة الضحك المجنون.
“حتى لو لم نفعل شيئًا، فذلك الطفل المسكين سيُستنزَف كلّيًا بواسطة الحُلم. الفراشة الطائرة كانت تنتظر هذه اللحظة.”
الفناء تصادم مع النجار، عالم ذاكرة النجار انكشف بدوره، لقد كانت قرية قبر أخرى. قرية القبر التي أرادها النجار كانت قرية يقودها هان فاي، ولهذا السبب ظهر ليُساعده.
طريق هان فاي كان شبيهًا بطريقه. الأرض تشقّقت. نصف المدينة الترفيهية تدمّر، لكن المعركة كانت قد بدأت للتو.
“الضباب الأسود المزعج اختفى أخيرًا.”
مهرّج زحف خارجًا وهو يحمل بالونًا، نفض الغبار عن جسده، أراد أن يهبط برشاقة، لكنه سُحق بقوةٍ عاتية من الخلف.
الظلّ العملاق ظهر. الكاتب الدموي، العنكبوت، حدّق على ناطحة السحاب بقلق.
الكابوس البديع أشرق عليه. وبجواره كانت تسعة ظلال مختلفة، كل ظلّ بثّ قوّة الكراهية الخالصة، لقد كانوا جميعًا جَزّارين.
“أعلم أنّك قلق، لكن اهدأ. الاندفاع لن يُسعف أحدًا. علينا أن نقوم بالعمل اللوجستي.”
المهرّج ربط البالون بمعصمه، تكور في الفجوة بين الدروس. “انظر. كم أنا بارع في الاختباء…”
ثمّ رُكلت الحجارة بعيدًا. حضورُ لامذكورٍ تجلّى عند مدخل المدينة الترفيهية. كان اندماجَ ذاكرة. جسدها بدا كأنه منحوت من ألماس. كانت تحمل رسالةً من فو شينغ. اسم فو شينغ قد اختفى. لقد رأت الاسم يتلاشى.
فو يي كرهت كل شيء، بما في ذلك فو شينغ ونفسها، لكنّها لم تكره هان فاي.
ما إن يذكرها أحد، حتى تشعر به. هان فاي التقى فو يي في عالَم مذبح فو شينغ. في شظايا ذاكرة فو شينغ، رأت فو يي كيف عامل هان فاي تلك العائلة. الماضي لم يكن ليتغيّر، لكن المستقبل بوسعها أن تغيّره. رسالة فو شينغ تحوّلت إلى غبار، وفو يي دخلت المدينة الترفيهية.
لامذكور آخر ظهر.
الوحش وراو أرادا منع فو يي، لكن الحُلم أشغلهما بمواجهة شو تشين، أضعف الحلقات.
الضباب الأسود قد زال. حضور خطير تدفّق من الأفق. السماء الملوّنة جذبت العديد من الأشباح أيضًا. الحُلم لم يُرد أن ينتظر، أطلق كل قواه ليسرق قلب الضحك المجنون.
سلاسل الحُلم شدّت على القلب، وعي الضحك المجنون قاوم بشراسة، الحُلم لم يُصب بأذى، لكن قلب الضحك المجنون بدأ يتشقق.
لقد كان مثقلاً بمقتل الأطفال. تلك الليلة كبّلته إلى الأبد. لم يبقَ سوى الألم في ضحكته. كان وحيدًا في عالَمه، ولهذا ظهر هان فاي. لكن شيئًا غير متوقع حدث.
الوعي الباقي للأطفال بدأ يغادر الضحك المجنون بإرادته. كانوا قد اتخذوا قرارًا، لم يريدوا أن يتحمّل الضحك المجنون العبء بعد الآن، أرادوا أن يفعلوا له شيئًا أخيرًا.
الرقم واحد كان أول من رحل.
الطفل ذو شخصية المعجزة لمس قلب الضحك المجنون المتشقق.
لم يقل شيئًا، بل قطع صِلته بالضحك المجنون.
استخدم كل ما يملك ليداوي الجروح في قلب الضحك المجنون.
“أنا الأكبر بين الأطفال. نظريًا، ينبغي أن أتحمّل العبء. شكرًا على كل شيء.”
كان الرقم واحد الأخ الأكبر، لكنه شعر أنه قد فشل.
روحه داخل كابوس الحُلم خبت ثم تحطمت.
“لا داعي لمواصلة هذا الألم. لم تفعل خطأً. سنرافقك بطريقة مختلفة.”
الشروخ على القلب بدأت تلتئم ببطء.
أطفال الميتم خرجوا من القلب. تركوا الماضي، أرادوا فقط أن يغادر الضحك المجنون.
القلب الأجوف بدأ يخفق، ندم الضحك المجنون قد رُمِّم، الشخصيات المختلفة استخدمت قوتها لشفاء الضحك المجنون، الحُلم استعمل الأطفال الآخرين للتأثير عليه، لكن الأطفال كانت لهم خطتهم.
سلاسل الحُلم ضعفت.
بعد أن ضحّى الأطفال بأنفسهم، صار الضحك المجنون أقوى، لكن عالم مذبحه لم يظهر بعد.
جزء من روحه ظلّ ناقصًا. قطعة مفتاحية كانت مفقودة.
حين رأى الحُلم ذلك، غيّر خطته على الفور.
هاجم الضحك المجنون وهان فاي بعنف. الكابوس انكمش.
عالم الحُلم استولى على جزء من العالَم الغامض. لوى جسد الضحك المجنون بحيث ينمو الكابوس في داخله.
مذابح المدينة الترفيهية، والبرج، والمستشفى، وناطحة السحاب فُسدت بواسطة الحُلم.
قشور قبيحة ظهرت على التماثيل، والأبواب تشققت.
قوة اللامذكورين الآخرين جاءت من الإيمان، لكن الحُلم كان قادرًا على تغيير قوانين العالَم الغامض.
شعر الضحك المجنون بصلته بمذابحه تُقطع، كان محبوسًا داخل قفص متقلّص، لم يعد قادرًا على حماية نفسه، وما زاد الطين بلّة أنّ الحُلم ركّز هجماته على هان فاي، ولكي يحميه، اضطر الضحك المجنون لتحمّل هجمات الحُلم.
قوة الشفاء استُنزفت سريعًا. الطفلان غُمرا باليأس.
الليل القاني ملأ الكابوس. المصير قدّم أسوأ جواب لهان فاي والضحك المجنون.
“المغني، النجّار، وفو يي قد أُوقفوا…”
هان فاي نظر إلى المدينة الترفيهية. الأرواح البريئة من مذبح فو شينغ ذُبحت، جيرانه أُصيبوا، شو تشين تعرّضت لهجوم من لامذكورَين. جسدها شارف على الانهيار.
هان فاي رفع بصره فرأى وجهه هو نفسه على جسد الضحك المجنون
.
“روحك تفتقد جزءًا أخيرًا. جزءٌ من دم الشبح الأول قد انساب إلى قلبي، لذلك لم أستطع منحه لك.”
هان فاي أطلق الأرواح ذات التسعة أرواح وكل الأشباح من الوشم.
ووضع يديه على مذبح الضحك المجنون.
“الزهرة التوأم، يجب أن تذبل واحدة لتزدهر الأخرى.”
غاو شينغ والرقم اثنان قد ألمحا إلى هذا منذ زمن. ولهذا السبب لم يثق الرقم اثنان بهان فاي في البداية. لقد حاول جهده، لكن عند هذه المرحلة، لم يبقَ سوى خيار واحد.
“لقد فكرت في هذا طويلًا، لكن حين جاء، ما زلت أشعر بعدم الرغبة في الترك.”
هان فاي نظر إلى جيرانه. التفاصيل الصغيرة انبثقت في ذهنه.
“اتضح أنّني لم أنسَ تلك التفاصيل. كنت سعيدًا حينها بالفعل.”
شقوق قلب الضحك المجنون التئمت، لكن القلب بدأ يُسحب ببطء من جسده. لم يعد قادرًا على الصمود طويلًا.
هان فاي غاص في وعيه وأمسك الصندوق الأسود بروحه، حقن فيه عواطفه وذكرياته، ضحّى بنفسه ليفتح الصندوق من كلا الجانبين!
اليأس والدمار هاجماه من الأمام. أمل جميع المالكين دعم ظهر الصندوق. الهلاك والخلاص كادا يمزقانه إربًا. كان يعرف أنّه لن يصمد، لكنه اختار هذا الطريق.
[ٱرْقُدْ بِسَلَام!]
حين طلب منه الرقم اثنان معروفًا، كان هان فاي قد توقّع هذه النهاية. الضوء المُبهر طرد اليأس من العالَم الغامض..هان فاي قطع صِلته بالضحك المجنون، بكيانه.
فقط بعد موته ستكتمل روح الضحك المجنون، فقط بعد موته سيرث الصندوق الأسود.
الأرواح في النصل قاومت، لكن هان فاي أرغمها على توجيه حدّها الأقصى نحوه.
“عليك أن تقتلني لتُنقذ مزيدًا من الناس.”
النصل اخترق روح هان فاي. ومع تباطؤ قلبه، لم يشعر بألم، بل شعر أنّ جسده صار أخفّ. الماضي بدا كالزهور على الجدار، لم يستطع تذكّره بوضوح، لكنه شعر بدفء وطمأنينة.
وعيه تفتت.
دم الروح انساب إلى مذبح الضحك المجنون. رأى جسده يتلاشى ببطء. المطر الدموي هطل واختَرق روح هان فاي.
الضحك خبا.
نقاط حياة هان فاي هبطت إلى الصفر. لم يعد قادرًا حتى على الإمساك بـ [ٱرْقُدْ بِسَلَام]. لقد أفلت من كل شيء. النصل سقط بجانب مذبح الضحك المجنون. هان فاي هوى من السطح، فوقه ليلٌ لا نهاية له، تحته كابوس لا نهاية له.
“لقد فهمت أخيرًا لِمَ أنا مهووس بأن أصبح ممثل كوميديا رغم أنني بلا موهبة في الكوميديا أصلًا.”
هان فاي نظر إلى الضحك المجنون بلطف.
لم ينتبه حتى أنّه ارتسمت على وجهه ابتسامة مُطمّئنة.
“في المستقبل قد تضطر لمواجهة العالم وحيدًا، لكن آمل أن تكون سعيدًا كل يوم.
“وأخيرًا، شكرًا لحضوركم عرضي، لكن قد حان وقت إسدال الستارات.”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
هان فاااي لاااا
—