962 - حكايا الأشباح
962 حكايا الأشباح
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
Arisu-san
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
.
.
رفض الطفل التواصل، وكان الأب يُخفي شيئًا. هذه القضيّة لم تكُن بسيطة.
“سآخذك أوّلًا لتألّف بالمكان. لقد حددت كل المواقع التي شوهدت فيها أشباح.” طرد ياو تشيانغ هان فاي من الطابق الثالث وأغلق الباب. “الآن الساعة العاشرة والنصف ليلًا. سيُمسُّ ابني بالأشباح عند منتصف الليل. من الأفضل أن تعثر على الشبح قبل منتصف الليل.”
“مدّة المهمّة ساعة ونصف.” أومأ هان فاي. “هذا وقتٌ كافٍ.”
“سآخذك في جولة أوّلًا. لقد ظهر الشبح في بعض المناطق القريبة!” تحرّك ياو تشيانغ نحو الطابق الثاني وطرق الباب المغلق. “حبيبتي، أنا وطاردي الاشباح سنخرج قليلًا. إن احتجتِ شيئًا، ناديني.”
خرج صوتٌ حاد من غرفة النوم. “أعرف. كُن حذرًا.”
عادوا إلى الطابق الأوّل. أشار ياو تشيانغ إلى التلفاز في غرفة المعيشة. بدا التلفاز قديمًا، ومُغطّى بالتمائم.
“ظهر الشبح أوّلًا في التلفاز. اختبأ بين الرسوم الكرتونية البريئة، مُغرِيًا ابني بالاقتراب منه! لقد أراد سرقة روح ابني!” بدا ياو تشيانغ متوتّرًا وكأنّ التلفاز شيء مرعب للغاية. ثمّ فتّش تحت الأريكة وسحب صندوقًا خشبيًا مُحكم الإغلاق. تمتم بتعاويذ وهو يرفع التمائم بحذر. وضع الصندوق أمام اللاعبين. “هذا المكان الذي يُحب الشبح أن يمكث فيه!”
كانت الجدران الداخليّة للصندوق ملطّخة بدماء الكلاب. في الداخل كان هناك هاتف محطّم.
“كان ابني يذهب إلى المدرسة في المدينة. وكان المعلّم يستخدم الهاتف لإعطاء الواجبات، لذا اشتريت واحدًا له. لكن الشبح كان مختبئًا بداخله! لقد رأيت الشبح بعيني داخل الهاتف. كان يريد جرّ ابني إلى داخله!”
تفاجأ اللاعبون برؤية هاتف محطّم داخل الصندوق. كانوا يعتقدون أنّ الأشباح قادرة على مهاجمة الناس عبر الأجهزة الإلكترونيّة. أغلق ياو تشيانغ الغطاء، وتمتم بالتعاويذ مُجدّدًا، ثم ألصق التمائم وأخيرًا وقف.
“تعالوا. سأقودكم إلى الخارج! هناك أشباح أيضًا هنا!” قاد ياو تشيانغ اللاعبين خارج الفيلا. غادروا الحديقة ووصلوا إلى القرية المجاورة. بالمقارنة مع شارع السلام، كان هذا الكابوس أكبر وأغرب.
“الأشباح بارعة جدًّا في اللعب بمشاعر البشر. طارِدي الأشباح الذين استأجرتهم سابقًا وقعوا جميعًا في شراكها. يجب أن تكونوا حذرين.” كان ياو تشيانغ واثقًا من أنّ الأشباح حقيقيّة.
“احذروا المبنى على اليسار.” نظر ياو تشيانغ إلى جاره الأيسر. “تعيش عجوز غريبة في المنزل القديم. تُحب تربية القطط، لكن قططها جميعًا شاذّة. تتحوّل إلى شيء آخر في الليل.”
“إلى ماذا يمكن أن تتحوّل القطط؟” كان بعض اللاعبين فضوليين. سأل اللاعب الملقّب المتصدِّق على المآسي: “هل سيتحوّلن إلى امرأة قطة؟”
“لا فكرة لدي عمّا تتحدّثون عنه، لكن لو رأيتم ما رأيتُه، لما مزحتم.” تابع ياو تشيانغ سيره. عند نهاية الشارع كان هناك مكتبة وسوبرماركت. بديا طبيعيَّين. ومع ذلك، تصرّف ياو تشيانغ وكأنّه في حرب. “عليكم الانتباه لهذين المبنيين. إنّهما مبنيان فوق قبور! مرّة، حين كنت أتسوّق من المكتبة لابني، لاحظت رفوف الكتب تنزف دمًا! هذا حقيقي! أذرعٌ مكسورة ورؤوسٌ ضاحكة كانت تمتد من الكتب!”
تدحرجت كرة مطّاطية من منحدر عالٍ. توقّفت أمام ياو تشيانغ. ازداد وجهه شحوبًا. “هل تحدّثت كثيرًا؟ لماذا ظهر أطفال الأشباح أبكر من المعتاد؟”
“ما هم أطفال الأشباح؟”
“إنّهم زمرة من الزومبي. تتحكّم بهم قوّة ما. إن أمسكوكم، سيجرّونكم إلى القبور!” كانت القرية مليئة بالخطر، وفقًا لياو تشيانغ.
“عليكم الحذر أيضًا من الحقل المهجور خارج القرية. سمعت أنّ هناك ذئابًا بوجوه بشر. يحملون الأطفال إلى البئر ويُلقونهم طعامًا للوحوش في داخله.
“المصباح في الجانب الشمالي من القرية معطوب. هناك نار أشباحٍ تشتعل. الشيوخ هناك مغطّون ببقع تيبّس الأموات، وتفوح منهم رائحة نتنة مُروِّعة.
“وأيضًا البركة في الجانب الغربي. لا يمكنكم رؤية قاعها الموحِل، لكن في الليل ستظهر ظلالٌ بشريّة تحت الماء.”
روى ياو تشيانغ العديد من الحكايا المرعبة. أخافت اللاعبين، لكن هان فاي كان فضوليًّا. بدا صوت ياو تشيانغ وكأنّه يروي قصص تحذير لإخافة الأطفال. الأهل يقولون إنّ في الجبل وحوشًا لأنّ هناك فعلًا وحوشًا. أغلب اللاعبين لم يُفكّروا في هذا. كانوا خائفين أكثر من اللازم. تمسّكوا ببعضهم وبدأوا يشكّلون مجموعات صغيرة.
لم يبدو ياو تشيانغ وكأنّه يحاول إخافتهم عمدًا. بدا مُخلصًا في رغبته إتمام الطرد لمساعدة ابنه. ربّما كان للرجل أسرار، لكن المؤكّد أنّه يهتم بابنه.
كانت الطبقة السابعة شاسعة. قاد ياو تشيانغ اللاعبين إلى منتصف القرية حين رنّ هاتفه. ابتعد إلى الزاوية ليُجيب على المكالمة على انفراد.
“الشخص الذي اتّصل به يُدعى على الأرجح تشيان. تبدو علاقتهما معقّدة.” اقتربت لاعبة في الخمسين من عمرها من هان فاي. “اسمي شي هوا. أنا مُعلّمة ثانويّة متقاعدة. مستواي 21، وموهبتي تُدعى المراقِبة. أستطيع رؤية أشياء يعجز الآخرون عن ملاحظتها.”
“شكرًا، أستاذة شي.” كان هان فاي دائم الحذر من اللطف المفاجئ. “تبدين شابّة. كيف تقاعدتِ بالفعل؟”
“لم أعد أستطع التدريس بعد أن فقدت ابنتي. لم أعُد أعرف كيف أواجه الأطفال. وبعدها تمّت (إحالتي) للتقاعد.” كان لشي هوا حضور مهيب، لكن غير مُنفّر.
“أنا آسف.”
“لا بأس. لقد مرّ وقت طويل.” لم تُعر شي هوا الأمر اهتمامًا. “كنتُ قد وضعت كل أملي في ابنتي، لذا شعرتُ بشيء خاص حين دخلت هذا الكابوس.” تردّدت قليلًا ثم أضافت: “ربّما الشبح ليس خارج المنزل، بل داخله.”
بدت شي هوا وكأنّ لديها المزيد لتقوله، لكن الثلاثة من جماعة الحقيقة المُطلقة قاطعوها. “هان فاي، كيف سنقسّم المجموعة؟ ياو تشيانغ قال إنّ ابنه سيُمسّ عند منتصف الليل. لدينا ساعة تقريبًا. هذا الكابوس واسع. يجب أن نتفرّق.”
“الأشباح قد لا تكون أشباحًا، والبشر قد لا يكونون بشرًا. كل القصص التي سمعناها جاءت من ياو تشيانغ، لكن ماذا لو كان الشبح هو ياو تشيانغ نفسه؟” نظر هان فاي إلى المجموعات المنفصلة. “اقتراحي أن تبقوا أنتم الثلاثة مع بقيّة اللاعبين لمراقبة ياو تشيانغ. دعوا الاستكشاف الخارجي لي.”
“كيف ستتعامل وحدك مع كل الأشباح؟”
“حسنًا. سأكون صريحًا.” نظر هان فاي إلى اللاعبين الثلاثة. “أنتم ضعفاء جدًّا. قبل أن يتحرّك ياو يوان، الفيلا آمنة. كل ما أريده هو حمايتكم.”
“نحن جميعًا لاعبون، ومستواك أعلى قليلًا منّا فقط. هل تظن أنّك قادر على مواجهة ثلاثين خصمًا بمفردك؟” كان “اللحم الأحمر” يعتقد أنّ هان فاي يُبالغ. جماعة الحقيقة المُطلقة وحيّ السعادة كلتاهما ضمن أفضل عشر نقابات. قد تكون هناك فجوة، لكن ليست ضخمة.
“ثلاثون خصمًا؟ أنتم تستهينون بي.” لم يُجادل هان فاي. استدار إلى شي هوا. “أستاذة شي، أنا أتّفق معك. سأحتاج مساعدتك للبقاء في الفيلا. إن استطعتِ، حاولي الاقتراب من والدة ياو يوان. أظن أنّ هناك مشكلة معها أيضًا.”
“حسنًا.” لم تبق شي هوا في القرية. عادت مباشرة إلى الفيلا. ابتعد هان فاي عن اللاعبين وعمل بمفرده. توجّه إلى منزل جار ياو تشيانغ. كان الباب الخشبي غير مُقفل. طرق هان فاي الباب. فُتح الباب ببطء، وأطلّت قطة بيضاء برأسها.
“أنتِ لطيفة.” التقط هان فاي القطة البيضاء. لم تُقاوم. كانت ودودة تجاه البشر. “سمعت أنّك ستتحوّلين إلى شيء آخر؟”
دخل هان فاي المنزل ولاحظ أنّ هناك الكثير من الخضروات مزروعة في الحديقة. كانت القطط تتشاجر وسط الزرع.
“هل هناك أحد؟”
خرج سُعالٌ من داخل المنزل. هرعت القطط المتقاتلة إلى الداخل وركعت بخضوع أمام الباب. بدا وكأنّها تنتظر من هان فاي أن يدخل.
“يبدو هذا المكان كدار ضيافة تتمحور حول القطط. أكثر دفئًا بكثير من منزل ياو تشيانغ.”
فتح الباب، فانتشرت شعيرات القطط الفضّية في الهواء. في الحال، شعر هان فاي بأنّ هناك خطبًا ما. كانت رائحة العفن تملأ المكان. أصبح السُعال أكثر انتظامًا، لكنّه لم يبدُ صوت إنسان، بل شيئًا يُقلّد البشر.
“هناك الكثير من الفراء في هذا المنزل. هل هم يربّون قططًا أم دمى؟”
فتح هان فاي الأبواب متوغّلًا أعمق. ازدادت رائحة العفن. وحين دفع آخر باب، تحوّل السُعال إلى فحيح قططٍ مُرتفع. وجهٌ مُتجعّد مكسو بشعر القطط ظهر أمامه. رأى هان فاي عيونًا هرِمة تُشبه عيون القطط، ولم يفعل شيئًا. ظهر ميزانٌ غير متوازن قليلًا في عينه اليسرى.
“آسف على إزعاجك.”
امتدّت ذراع نحيلة من تحت عباءة فضفاضة. مخالب حادّة على نحو غير طبيعي خدشت رقبة هان فاي. انحرف جانبًا، فارتسمت خمسة أخاديد عميقة على الباب خلفه.
لو لم يتحرّك هان فاي، لكان عُنقه قد تحطّم بالفعل.
حجب جسده بذراعيه. ركّز ونظر جيّدًا، فاكتشف أنّ مهاجمته كانت عجوزًا. نما فراء القطط من جسدها. نقوش غريبة ظهرت على وجهها وجسدها. بدت مخيفة. ومع ذلك، بدت وكأنّها على حافّة الموت. كانت تسعل كلّما تحرّكت.
“كيف أصبحتِ هكذا؟” كان هان فاي يظنّ أنّ ياو تشيانغ يكذب، لم يتوقّع وجود شبح حقيقي في المنزل.
انحنت العجوز على أطرافها الأربع. بدا وكأنّ روحها تحوّلت إلى قطة. كانت عدائيّة للغاية. وبينما كانت مواجهة جديدة على وشك البدء، خرج مواءٌ ناعم. فُتح الدرج، وخرجت قطة بيضاء مرتدية ملابس موتى. قفزت بين هان فاي والعجوز. هدأت العجوز المتحوّلة حين رأت القطة البيضاء. دفعت القطة برأسها برفق. بدا المشهد معكوسًا. العجوز هي القطة، والقطة هي العجوز.
“هل بدّلتما أرواحكما؟” واجه هان فاي هذا الموقف للمرّة الأولى. رفع يديه استسلامًا.
أومأت القطة البيضاء. كانت عيناها حادّتين صافيتين. إنّها عيون بشر!
“هل هذا صحيح؟” جلس هان فاي بجانب القطة البيضاء. “كنتِ على وشك الموت، لكن قططك لم ترد رحيلك، فبدّلت الأرواح معك؟ دخلوا جسدك ليموتوا بدلًا عنك، بينما بقيتِ أنتِ لمرافقة البقيّة؟”
أومأت القطة البيضاء مجدّدًا. عيناها كانتا حانيتين، وكأنّ كل كائن في هذا العالم طفلها. حتى وإن كانت شبحًا، فلن تؤذي أحدًا.
بعد أن تواصل مع القطة، فهم هان فاي جوهر القصة.
“لم يكذب ياو تشيانغ. هناك حدث خارق في منزل جاره، لكنّه أخفى معلومات مهمّة. شبح الجارة لم يُرِد أبدًا أن يؤذي ابنه.
“قد تكون الأماكن الأخرى مسكونة أيضًا، لكن هذه الأشباح ليست السبب فيما حلّ بابنه.”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
—