1264 - هطول المطر الرمادي 20
خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 488 الجزء الثانى سلسلة هطول المطر الرمادي 20
.
.
.
شعر كايل بذلك في أعماقه.
‘لقد فزنا.’
فالمياه آكلة السماء، التي تضاعفت قوتها أربع مرات مؤقتًا، انقضّت على البحر والتهمته.
غووووشششششش —— (اصطدام عنيف بين قوتين مائيتين)
اهتزّ الأفق بدويّ عظيم، فيما راحت غيوم المطر تتلاشى.
ومع اقتراب الفجر، وانحسار الغيوم السوداء، انكشفت السماء بلون أزرق مزرق بين عتمة الليل وخيط الصباح.
– نحطّمه؟
سألت المياه آكلة السماء،
فصرخ كايل مجيبًا، وهو يشدّ على ذراعه المرتجفة.
“لنحطّمه!”
ارتجف راون وهو يحدّق في كايل بدهشة، غير أنّ عيني كايل كانتا معلقتين فقط بالكتلتين العظيمتين من المياه المتشابكة.
– أوهاهاهاها!
انفجرت المياه آكلة السماء بضحكة منعشةً للغاية.
– حسنًا! لنحطّمه!
ومع كلماتها تلك، شعر كايل باهتزاز عظيم.
بدأ الستار الأبيض، الذي امتلأ بالرمادي، في التهام البحر.
والبحر الأسود الذي يُلتَهم بالرمادي أخذ يفقد لونه الأصلي شيئًا فشيئًا.
شووآآآآآآآآآآآآآه—— (صوت انسياب قوي للماء)
كأنهما ثعبانان يلتفان على بعضهما، ارتفعت الدوّامة المائية الهائلة نحو السماء.
رفعت المياه، وقد صارت رمادية اللون في لحظة، رأسها إلى الأعالي.
“اذهب.”
في اللحظة التي لامس فيها صوت كايل الهادئ والبارد تلك المياه الرمادية—
– هاهاهاهاهاهاهااا!”
اندفعت المياه آكلة السماء، التي كانت تشعر بقوتها أعظم من أي وقت مضى، صاعدة نحو السماء.
هل يمكنها أن تحطم البحر؟
وهل يمكن للماء أن يتحطم أصلًا؟
لكن مثل هذه التساؤلات لم يكن لها أي معنى.
فلا كايل، ولا المياه آكلة السماء، أرادا تحطيم الماء.
كل ما أرادوه… هو القضاء على البحر الذي يحاول قتلهم، ذلك البحر الذي يسعى لاجتياح كل شيء.
شووآآآآآآآآآآآآآه—— (صوت انسياب قوي للماء)
الدوّامة الضخمة، التي كانت تقيد البحر بجسدها كله، تنهشه وتصبغه بلونها الرمادي، بينما البحر كان يتخبط محاولًا ألا يُبتلع—
كووونغ! (صوت ارتطام عنيف)
ركلت الأرض دفعة واحدة، ثم انطلقت نحو السماء.
“آه—”
“آه، آآه—”
الشياطين الذين كانوا يهربون لم يستطيعوا التفكير في شيء عند رؤية ذلك المشهد،
فستار المطر الأبيض الذي كان يصدّ البحر الراغب في اجتياح موطنهم،
حينما امتلأ بقوة أطلال إله الشياطين، تحوّل إلى اللون الرمادي، وأمسك بالبحر واندفع صاعدًا إلى السماء.
“السماء… قد انثقبت—”
ارتفع الماء الرمادي عاليًا، عاليًا جدًا نحو السماء، حتى اخترق ما تبقى من الغيوم الداكنة.
كان المشهد كأنه سهم عظيم قد شقّ السماء.
كوآآااااآآااااآآااااآآنج——-! (صوت انفجار مزلزل كصاعقة عنيفة)
دوّى صوت هائل للغاية، إلا انه لم يكن جارحًا للآذانهم.
كان مختلفًا عن الضجيج الذي ظل يرهق أعصابهم طوال الليل.
بعيدًا جدًا…
عاليًا جدًا…
كان صوتًا يتردّد من مكان بعيد،
صوتًا يمكن الشعور به بأنه صادرٌ عن شيء ضخمٍ وهائل.
وسرعان ما تجلّى سبب ذلك الدوي أمام أعين الجميع—
الدوّامة الرمادية قد انفجرت في أعالي السماء.
“آه—”
“أوه، يا إلهي—”
ما تبقّى من الغيوم الداكنة تلاشى في اللحظة التي اخترقها.
كانت السماء المائلة إلى الزرقة تخبرهم أنّ الليل لم ينقضِ بعد، لكنها، ومع خفوت القمر والنجوم، بشّرت في الوقت ذاته بقدوم الصباح.
قطرة… قطرة…
…قطرة…
اختفى الضجيج الهادر.
اختفى البحر.
حتى الدوّامة الرمادية التي كانت تحميهم وتمزق البحر، اختفت هي الأخرى.
قطرة… قطرة…
راح الشياطين يستقبلون قطرات الماء التي لامست وجوههم،
فمدّوا أيديهم نحوها.
“… رمادي—”
كانت قطرات رمادية تتساقط من السماء.
“باردة.”
وفي اللحظة التي لامست فيها قطرة باردة خدّه، شعر الشيطان بأنه لا يزال حيًّا.
وأدرك، بوضوح قاطع، أنّ ما كان يجري أمامه لم يكن حلمًا، بل حقيقة.
قطرة… قطرة…
الدوّامة الرمادية لم تختفِ…
بل حطمت جسدها الهائل وتفتّت إلى شظايا صغيرة، ثم انهمرت من جديد نحو الأرض.
قطرة… قطرة…
أولئك الذين كانوا يهربون على عجل،
وأولئك الذين كانوا يستعدّون للحظاتهم الأخيرة على أسوار القلعة،
وأولئك الذين خرجوا لحماية الأطلال… جميعُهم رفعوا رؤوسَهم ونظروا إلى السماء.
قطرة… قطرة، قطرة—
في تلك اللحظة، حين انحسر الظلام وطلّ الفجر،
انكشفت سماء صافية بلون أزرق داكن، لا يعلوها غيمة مطر واحدة.
ثم—
ششششش! (صوت انهمار المطر)
بدأ المطر الرمادي يهطل.
لم يكن عنيفًا،
ولم يحاول أن يجرف كل شيء،
ولم يكن قويًا ليعلو على بيوتهم أو يتجاوز أسوارهم.
حتى الرياح لم تهب.
لقد هطل بهدوء… بلطف…
لكن ببرودة تحمل في طياتها حياة نابضة.
تساقط فوق الشياطين وأرضهم، وغمرهم جميعًا.
“أه… أههك–”
الأم التي كانت تهرب حاملةً طفلها الفاقد الوعي، بعد أن طُهّر من المرض الرمادي، تركت جسدها للمطر الرمادي المنهمر وانفجرت في البكاء.
“…….”
العجوز الذي لم يفهم شيئًا من الخطر المفاجئ الذي اجتاح المدينة، واضطر أن يترك منزله ويهرب، انهار جالسًا على الأرض.
تلطّخ سرواله بالوحل، وابتلّ جسده، لكنه لم يهتمّ.
فقط رفع يديه عاليًا نحو السماء.
طَك– (صوت سقوط شيء)
سقطت حقيبته من يده، لكنه لم يُبالِ كذلك،
وظلّ يرفع يديه نحو السماء مغمضًا عينيه.
“…….”
ذلك المطر الرمادي المنهمر عليه، الذي لم يكن لاذعًا بل كان لطيفًا ورقيقًا، تركه ليبتلّ به تمامًا وهو يستقبله بكل كيانه.
“…هاه—”
أطلق أحد جنود جيش ملك الشياطين تنهيدة عميقة، ثم انهار جالسًا فوق سور القلعة.
كان فعلًا لم يكن ليجرؤ عليه في العادة، غير أنّه هذه المرة وجد نفسه مضطرًا للصمود أمام البحر الهائل، أمام الموت ذاته، متشبّثًا بدرعه بكل ما تبقّى لديه من قوة.
لقد شعر حقًا أنه سيموت.
ومع ذلك، لم يستطع الهرب.
لأن هروبه كان يعني أن أحدهم سيموت.
تاب— (صوت ارتطام خفيف)
دوى صوت بجانبه، فالتفت برأسه ليرى جنديًا من جنود الإقليم ينهار بدوره جالسًا إلى جانبه.
حتى البارحة فقط، كانا يتبادلان نظرات الريبة، مستعدين للانقضاض على بعضهما في أي لحظة.
لكن في هذه اللحظة أدرك جندي جيش ملك الشياطين فجأة أنّ كل ذلك العداء لم يكن سوى عبثٍ لا معنى له.
“…….”
“…….”
تبادل الجنديان النظرات في صمت،
وفي أعينهما تردّد الشعور نفسه، الارتياح— لأنني نجوت، ولأن الآخر نجا أيضًا.
نعم.
لقد نجونا.
بدأ الجنود، وقد استوعبوا أخيرًا أنهم ما زالوا على قيد الحياة، بتحريك رؤوسهم ببطء.
كان ذلك سلوكًا طبيعيًا، غريزيًا.
“……!”
“!”
ثم سرعان ما نهضوا دفعة واحدة،
واتجهت أنظارهم جميعًا إلى موضع واحد—
إلى حيث كان يقف كايل هينيتوس.
هو الذي طهّر المرض الرمادي،
وأزال البحر الذي أثاره الإمبراطور الثالث، عدوّهم،
بل وحتى جعل أطلال إله الشياطين تستجيب.
ذلك الذي فعل كل هذا—
“آه، لا!”
“اللعنة!”
بدأ جسده يترنّح، ينهار ببطء، ويسقط إلى الأمام.
على حافة السور… في الموضع الأقرب إلى البحر، حيث وقف يواجهه مباشرة.
جسد الرجل الواقف هناك مال إلى الأمام.
‘إنه يسقط!’
إلى أسفل السور.
الإنسان الذي أنقذنا يسقط.
وفي اللحظة التي استوعب فيها جميع الشياطين تلك الحقيقة، ارتسمت الصدمة والرعب على وجوههم.
“كايل-نيم.”
اندفع تشوي هان بسرعة ليمسك بجسد كايل المتهاوي.
وحين شعر الشياطين بالارتياح لرؤية فارس كايل ينقذه، وقعت أبصارهم سريعًا على مشهد آخر مختلف—
“كيييهك!”
ارتجف جسد كايل بعنف.
“كوؤهك!”
رفع رأسه عاليًا.
“كهك!”
ومن فمه المفتوح اندفع الدم إلى السماء.
مرّة… مرّتين… ثلاث.
اندفع الدم من فمه ثلاث مرات، كأنها ألعاب نارية تنفجر في الهواء.
وكان ذلك دمًا أسود قاتم.
“……!”
“!!”
ششششش! (صوت انهمار المطر)
لا يزال المطر الرمادي يتساقط برفق…
غير أنّ صانع هذا المشهد كان يتقيأ الدم بعنف ثلاث مرات متتالية، كأنما يقف على حافة الموت.
كان جسده بأسره يرتجف ويهتز بلا توقف، وتتابع سعاله المصحوب بدمٍ قاتم، يعقبه تقيؤ متقطع.
“كوههك، كولّك، كيهك، كهوك—”
بجواره، تحرك رفاقه بسرعة، كأنهم اعتادوا على مثل هذا الحال؛ مددوه أرضًا، مسحوا الدم عن فمه بمنشفة، ودلّكوا جسده، ثم استعدوا لنقله.
“…..”
لم يستطع المستشار إد أن ينطق بشيء.
كل ما أمكنه فعله هو التحديق في المشهد برمّته.
كان نزف كايل مفرطًا إلى حدٍّ جعل صورته، وهو يقف على أسوار قلعة مدينة ميكا، واضحة للعيان حتى من مكان إد الواقف على أسوار قلعة مدينة ميدي.
“لِمَ إلى هذا الحدّ—”
فجأة، سمع صوت أحد أتباعه.
‘حقًا…’
لماذا يذهب ذلك الرجل بعيدًا إلى هذه الدرجة؟
لكن لم يكن هناك شخص يملك الإجابة عن هذا السؤال.
“!”
في النهاية، انهار كايل هينيتوس.
أثناء محاولتهم إسناده إلى الأرض، هوى جسده فجأة وسقط تمامًا، وكان ذلك المشهد واضحًا أمام أعين الجميع.
“أيها الإنسان!”
بينما كان وعيه يتلاشى وعيناه تنغلقان شيئًا فشيئًا، استطاع كايل لمح راون يطير نحوه.
“اللـ… اللعنة—”
اللعنة على هذا الشيء!
لقد استخدم هذه المرة المياه آكلة السماء أكثر من أي وقت مضى.
“كهـه–!”
ظل الدم يتدفّق من فمه بلا انقطاع.
– هيهي.
ضحكت المياه آكلة السماء بانشراح، كأنها في غاية السعادة.
– أشعر بالانتعاش.
حتى الكاهنة الشرهة بدت مسرورة.
– يا لهم من أشخاص مرعبين…!
وحده حيوية القلب، ذلك العجوز الباكي، كان يجهش بالدموع ويصرخ في غضب مكتوم.
“كوهك، كهك–!”
“أيها الإنسان! سأعطيك فطيرة تفاح عندما تستفيق من إغمائك!”
عند سماع كلمات راون، الذي كانت وجنتاه الممتلئتان ترتجفان، ابتسم كايل ابتسامة خفيفة وأرخى جسده.
لقد حان وقت الإغماء.
لكن كان عليه أن يتأكد من أمرٍ واحد أخير.
“نعم، كايل-نيم.”
استجاب تشوي هان لنظراته، ففتح كايل فمه ببطء وقال.
“الـ… الإمبراطور… الثالث؟”
وما إن انتهت كلماته—
طَـق—
حتى انهار جسده كليًّا، ليسقط فاقد الوعي.
“…..”
أمام ذلك المشهد، لم يستطع الجنرال مول أن ينطق بحرف، مبهوتًا أمام ذلك الإنسان الذي لم يكفّ حتى آخر لحظة عن التفكير بالجميع قبل نفسه.
وُو وونغ، وُوونغ— (صوت اهتزازات الأثر المقدّس)
بل وشعر أنه لم يعد قادرًا على تجاهل اهتزازات الأثر المقدّس لإله التضحية.
ثم، استجابةً لآخر رسالة تركها كايل هينيتوس، تحوّلت أنظاره.
“…آه…”
هناك، كان الإمبراطور الثالث مطروحًا بجسده في الأرض الطينية الموحلة، بينما كان ظهره يُداس من قِبَل ملك الشياطين.
“آه، آآه–”
كان الإمبراطور الثالث يحدّق في السماء بذهول.
ششششش! (صوت انهمار المطر)
كان يحدّق في المطر الرمادي الذي يبلل جسده، بملامح شاردة فاقدة للروح.
“بـ.. بحري قد هُزِم؟”
البحر الذي سلب مني كل شيء… قد هُزِم؟
لكن قبل كل شيء… ما تلك القوة؟
الماء الذي تحوّل إلى رمادي.
القوة الكامنة في ذلك الماء.
ذلك كان أمرًا لم يسبق للإمبراطور الثالث أن واجهه قط.
ومع أنه لم يواجه سوى شظية صغيرة من تلك القوة، فقد اقشعر بدنه بأكمله،
إلى حدٍّ أنساه آلام جسده.
“ككَهك!”
لكن معاناته الحقيقية كانت قد بدأت للتو.
“كغغك!”
قبض ملك الشياطين على رأس الإمبراطور الثالث.
كان ملك الشياطين بملابس نظيفة، لم تتلطخ حتى بذرة طين،
فيما كان الإمبراطور الثالث ذراعاه وساقاه محطّمتين، وفمه ممزقًا تمامًا، حتى لم يعد قادرًا على التفوّه بكلمة واحدة.
‘هذا الوحش—’
ملك الشياطين ليس إلهاً،
بل مجرد وحش،
كائن يملك قوة مرعبة،
كائن يرفض كل شيء—
“!”
فجأة اتسعت عينا الإمبراطور الثالث،
إذ كان ملك الشياطين قد أمسك بوجهه ورفعه، فانعكست هيئته في عينيه.
ششششش! (صوت انهمار المطر)
المطر الرمادي… كان يغمر جسد ملك الشياطين.
أما بحره هو، فلم يستطع أن يمسّه قط.
المطر الذي خلقه مجرد إنسان… كان يبلل ملك الشياطين.
لقد خسر.
لم يخطر بباله سوى هذا التفكير.
بحري قد خسر.
غرس هذا الإدراك رعبًا عميقًا في عيني الإمبراطور الثالث،
ذلك الذي طالما افتخر بالبحر حتى سمّى نفسه ملك البحر.
لم يكن ملك الشياطين، الذي قد يقتله في أية لحظة، هو ما يخيفه،
بل المطر الرمادي الذي كان يبلل جسد ملك الشياطين ببطء.
قطرة واحدة فقط من ذلك الماء كانت كفيلة ببثّ الرعب داخله.
“ممَ ترتعد؟”
ابتسم ملك الشياطين بسخرية، ثم أفلت رأس الإمبراطور الثالث وقبض على عنقه.
“–!”
وسرعان ما أغمي على الإمبراطور الثالث.
ثم أمر ملك الشياطين قائدة الحرس الملكي التي كانت تقترب.
“قيدوه بالأداة المقدسة من قلعة ملك الشياطين.”
أداة التقييد التي قيل إنه حتى الإلهة، إذا قُيّدت بها، فلن تستطيع الهروب.
بهدوء راقب ملك الشياطين —الذي أمر باستخدام تلك الأداة— قائدة الحرس الملكي وهي تقيّد الإمبراطور الثالث، ثم مدّ يده.
قطرة… قطرة…
تجمعت بضع قطرات من المطر في راحة كفه.
“باردة…”
أحسّ بدرجة حرارتها وهي تتساقط على ثيابه وتغمرها.
“هاهاهاها–”
انفجر ضاحكًا.
‘لقد تأثر قلبي.’
بسبب لقائه بشخص مثير للاهتمام،
وبسبب شذرة من ذكرى ما عرضها ذلك الشخص،
ثم—
“مذهل.”
بسبب تلك القوة المهيبة التي كُشف عنها.
لأول مرة منذ زمن طويل، شعر ملك الشياطين بأن قلبه قد تأثر بشيء ما.
وكان ذلك أقرب إلى فضول تجاه كائن ما.
“ممتع… ممتع للغاية.”
ترك المطر الرمادي يغمر جسده وهو يواصل خطاه.
حتى إحساس المطر وهو يلامس جسده بعد زمن طويل… كان لا بأس به.
‘إذن… إله الشياطين قد تفاعل—’
لكن على خلاف كلماته المليئة بالمتعة، تلاشت الملامح عن وجهه.
وبدلًا منها، ظهر في عينيه شيء مظلم وكئيب.
إله الشياطين.
ما ارتسم في عينيه حين استحضر تلك الكلمة لم يكن دهشة ولا فرحًا،
بل شيئًا أشبه بالكراهية.
كايل هينيتوس، فاقد الوعي، محمولًا على ظهر أحدهم مبتعدًا به عن أسوار القلعة…
في عيني ملك الشياطين، اللّتين كانتا تتابعانه، امتزج الفضول بشيء بارد وموحش إلى حدّ يثير الرعب.
***
“أمم…”
أدرك كايل، مع عودة وعيه ببطء، أن الوقت قد حان ليفتح عينيه.
‘هل سأرى إله الموت؟’
ففي كل مرة يُغمى عليه هكذا، كان يلتقي إله الموت أو كائنًا شبيهًا به.
لذلك فتح كايل عينيه بلا تفكير، وهو يضع على وجهه تعبير متجهم إلى أقصى حد.
ذلك لأن إله الموت لم يكن يجيب على نداءاته.
“!”
غير أنّ ما رآه عندما فتح عينيه هذه المرة أربكه.
“أيها البشري!”
رأي راون، بعينينه المنتفختين، يدفع وجهه فجأة نحوه، وإلى جانبه وقف أون وهونغ.
‘هاه؟’
ألن ألتقي بإله الموت هذه المرة؟
…لماذا لا يظهر هذا الوغد في الآونة الأخيرة؟
مع أن حضوره لم يكن يومًا مبهجًا، إلا أن غيابه جعله يشعر بالانزعاج.
في تلك اللحظة، تقدّم راون نحوه ممسكًا فطيرة تفاح، وهو يقول.
“إنه اليوم الرابع عشر!”
هاه؟
في تلك اللحظة شك كايل في أذنيه.
لكن عندما وقعت عيناه على العيون المنتفخة للأطفال الذين يبلغ متوسط اعمارهم حوالي العشر سنوات، أدرك متأخراً أن شيئاً قد حدث.
‘لا يمكن أن يكون-‘
ذلك الشيء الذي هو 14 يوماً…
“أيها البشري، لم تستيقظ طوال أربعة عشر يومًا!”
همم.
هل كنتُ فاقد الوعي لمدة أسبوعين كاملين؟
كل هذا الوقت؟
“…آه، همم، كح–!”
حاول كايل الكلام، لكن حلقه الجاف منعه من إخراج الكلمات بوضوح.
تُررررر— (صوت انسكاب الماء)
اقترب رون وهو يملأ كأسًا بالماء الدافئ، وقال.
“لأكون دقيقًا، لقد استيقظتم بعد أربعة عشر يومًا، وساعتين، وإحدى وثلاثين دقيقة.”
أوه، للمصيبة.
إنها مشكلة كبيرة.
وبدون أن يعي، اندفعت الكلمات من فمه.
“أليس هناك العديد من المدن التي لم تُطهَّر بعد؟”
من بين المدن التي تحمل بذور تلوث الفوضى، لم يُطهَّر سوى ثلاث فقط.
لا يزال هناك العديد من الأماكن الأخرى التي يجب تطهيرها.
ولكن، مضى أسبوعان؟
وبينما كانت حدقتا كايل ترتجفان، انبعث صوت دافئ وهادئ.
“كايل-نيم، لا داعي للقلق.”
قال كلوف سيكا وهو يبتسم ابتسامة ودودة.
“لقد تم التحضير لجولة وطنية في عالم الشياطين من أجل طقوس تطهير المطر الرمادي.
إن منحتم الإذن في الوقت الذي ترونه مناسبًا، فسوف أتعاون مع قلعة ملك الشياطين لبدء جولة تشمل قارة عالم الشياطين بأسرها على الفور.”
جولة وطنية في عالم الشياطين؟
“جميع شياطين عالم الشياطين لا يتمنون سوى شفاء كايل-نيم، لذا يمكنكم الآن أن تستريحوا براحة بال.”
… لماذا جميع شياطين عالم الشياطين يتمنون شفائي؟
لا، بل لماذا يعرفني كل أولئك الشياطين أصلًا؟
ارتجفت حدقة كايل.
ربت~ ربت~
رون، وهو يراقب كايل المذعور، سحب الغطاء وأعاد تغطيته به، ثم ربت فوقه برفق قائلاً بحنان.
“ارتاحوا أولًا، يا سيدي الشاب.”
لا… لا يبدو أن هذا وقت الراحة، أليس كذلك؟
وعلى الرغم من ارتجاف عيني كايل—
مضغ… مضغ…
إلا انه تناول أولاً فطيرة التفاح التي قدّمها له الطفل الذي يبلغ عمره قرابة العشر سنوات.
“هوهو.”
غير أن ضحكة كلوف سيكا جعلت جسده، المختبئ تحت الغطاء، يقشعر ويرتجف بلا وعي.
‘ثمة خطب ما…’
وما إن فتح عينيه مجددًا، حتى سرت قشعريرة باردة في كامل جسده.
.
.
.
كلمة المؤلفة
مرحبًا، أنا ريو هان.
أكتب إليكم اليوم لإبلاغكم بأمر طارئ، وهو أنّني مضطرة إلى أخذ فترة توقف طويلة تقارب الشهرين.
أولًا، أود أن أعتذر إليكم على هذا الانقطاع.
لقد ظهرت لي حاجة لإجراء عملية جراحية في يدي اليمنى، وبعد العملية سأضطر لوضع الجبس والخضوع لفترة إعادة تأهيل، مما يعني أنّه لن يكون بوسعي العمل لمدة شهرين تقريبًا.
كنتُ قد ذهبتُ إلى المستشفى مرتاحةَ البال، لكنني وجدتُ نفسي فجأةً مضطرةً إلى الخضوع لعملية جراحية. في الحقيقة، أشعر بارتباك شديد، كما أن اضطراري إلى التوقف عن الكتابة لمدة شهرين يُحزنني كثيرًا، ولا يسعني سوى الاعتذار.
سأبذل قصارى جهدي لأتعافى سريعًا حتى أعود للقائكم بأسرع وقت ممكن.
إذًا، سنلتقي بعد شهرين، في 20 أكتوبر. وسأحرص على أن أكون موجودةً معكم في ذلك الوقت.
أعتذر، وشكرًا جزيلًا لكم.
.
.
.
كلمة المترجمة
وأخيرًا، وصلنا للراوي. مثل ما هو مكتوب، الكاتبة أخذت إجازة حتى يوم 20 أكتوبر، بشوفكم وقتها.
+ بالمناسبة، هذا هو نظام النشر بعد عودة الكاتبة:
مواعيد نشر الكاتبة المعتادة:
الاثنين – الأربعاء – الجمعة
مواعيد نشري أنا بتكون:
الثلاثاء – الخميس – السبت
.
.
.
~ترجمة: White.Snake