قمامة عائلة الكونت - 1260 - هطول المطر الرمادي 16
خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 484 الجزء الثانى سلسلة هطول المطر الرمادي 16
.
.
.
الإمبراطور الثالث، ملك التنانين… بدا وكأنه على وشك الجنون حقًا.
“كيف تجرؤ… كيف تجرؤ…!”
كانت عيناه مثبتتين فقط على كايل هينيتوس، وعلى ذلك الثعبان الصغير النحيل الذي يتلوّى بضعف أمامه.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
شَقَّ الإمبراطور الثالث طريقه مخترقًا المطر.
ومع كل خطوة يخطوها، كان المشهد حوله يتبدّل كلمح البصر، إذ كان يندفع بسرعة هائلة هابطًا من الجبل، متجهًا نحو مدينة ميكا—لا، بل نحو كايل هينيتوس.
“كيف تجرؤ!”
مجرد إنسان تافه!
أتجرؤ على التهام تنيني؟!
ملك التنانين.
أتجرؤ على تلطيخ ذلك الاسم العظيم؟!
ورغم أن الإمبراطور الثالث كان يدرك أن ملك الشياطين يتبعه من الخلف، ويعلم أيضًا أنه يخفي نوايا ما،
بل وكان واعيًا أن أتباعه المصابين في الخلف كانو أيضًا يتبعونه بدورهم… إلا أنه لم يعرهم أي اهتمام.
‘كيف تجرؤ–!’
لأنه ببساطة استسلم لغضبه.
ومع ذلك، فعلى الرغم من أنه بدا على وشك فقدان عقله، إلا أنه لم يفقده تمامًا بعد.
كان لا يزال متمسكًا ببعض رباطة جأشه.
‘ابن العاهرة ذاك! لماذا هو قوي إلى هذا الحد؟’
ملك الشياطين اللعين… إنه قوي حقًا.
كان الإمبراطور الثالث يقيس القوة بمعيار واحد فقط،
أفوز أم أخسر.
وبعبارة أخرى، كان قد أدرك أنه إذا استمر في قتال ملك الشياطين حتى النهاية، فلن يكون النصر من نصيبه، بل ستكون الخسارة.
‘لقد كان يخفي قوته!’
لم يرَ ملك الشياطين حاجة لإظهار قوته أمام إله الفوضى أو أمام عائلة دم الألوان الخمسة، كما ان الأمر بالنسبة له، لم يكن سوى مجرد إزعاج.
لكن بالنسبة للامبراطور الثالث، فقد كان يرى أن ملك الشياطين تعمّد إخفاء قوته.
لأنه هاجمه من دون أن يعرف تلك القوة.
‘ذلك الوغد أخفى قوته الحقيقية، ولهذا هاجمته! لو كنت أعلم، لما قاتلته أصلًا!’
على أي حال، الخطأ خطأ ملك الشياطين. [*كازوتورا فرع تراش]
ثم إن ذلك المجنون، خانهم وخان إله الفوضى، وتحالف مع كايل هينيتوس.
بل وأكثر من ذلك، تجرأ كايل هينيتوس على التهام تنين الماء.
‘لذلك لا بد أن أمسك بذلك الوغد!’
أجل… يجب أن أمسك بكايل هينيتوس،
‘وأهرب!’ [*الله عليك يا شهم]
ولكي أهرب بأمان، عليَّ أن آخذه رهينة.
فملك الشياطين مضطر لإبقاء كايل هينيتوس حيًا، حتى ولو فقط من أجل تطهير المرض الرمادي.
وإن عدت به إلى عائلة دم الألوان الخمسة، فسأتمكن من فضح تواطئه مع ملك الشياطين.
ثم إن إمساكي بكايل هينيتوس وإعادتي به إلى عائلة دم الألوان الخمسة سيمكنني من كشف تواطؤه مع ملك الشياطين.
‘عندها فقط سيفهم الإمبراطور الأول!’
أن السبب الذي أشعل الصراع بين عالم الشياطين وطائفة إله الفوضى وهو — الإمبراطورَ الثالث — لم يكن سوى كايل هينيتوس.
كان لا بد من أخبارهم بذلك، كي لا يُلقى اللوم عليّ.
‘لا!’
بل على العكس… ففي هذه اللحظة التي لم يتبقَّ فيها الكثير على تحقيق الهدف الأعظم لعائلة دم الألوان الخمسة، سأكون أنا، الإمبراطور الثالث، الذي أكتشف المتغير في اللحظة الحرجة… البطل العظيم للعائلة!
أجل، هذا صحيح!
لذلك فلنقبض على ذلك الوغد الآن!
ونأخذه إلى العائلة دم الألوان الخمسة، ونجعله يذوق عذابًا لا يُطاق!
لا حل آخر غير هذا.
ازداد احمرار عيني الإمبراطور الثالث واحتقانهما، وتسارعت خطواته أكثر فأكثر نحو كايل.
كايل هينيتوس…
ذلك الوغد الذي تسبب بالوضع الذي كاد أن يجعله يجن، لن يتركه أبدًا من دون عقاب.
كـرآ…آ… (صوت زئير ضعيف)
استجمع الثعبان الصغير المنكمش ما تبقّى له من قوة، وزحف نحو سيّده الذي كان يندفع باتجاهه.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
كان سيّده يشقّ طريقه وسط المطر، يقترب والخطر والغضب يتأججان في ملامحه.
ربما كان غاضبًا من كايل هينيتوس الذي أوصله إلى هذه الحال، وفي الوقت نفسه يشفق عليه أيضًا.
تحرّك الثعبان الصغير بإصرار نحو سيّده.
لم يكن هناك ما يعيقه.
السيّد يقترب.
قريبًا سيأخذه في حضنه وهو يشعر بالأسى عليه.
كرا…آه؟ (صوت زئير متفاجئ ضعيف)
فجأة ارتبك الثعبان الصغير الذي كان يزحف بكل ما أوتي من جهد نحو الإمبراطور الثالث.
آه؟
إذ بدا له وكأن سيّده لا يراه.
وفجأة—
كآآخ! (صوت دهس)
السيّد الذي اقترب داس على الثعبان الصغير وتجاوزه، متجهًا مباشرة نحو كايل هينيتوس.
لم يُلقِ حتى نظرة واحدة على الثعبان الصغير أو بالأحرى على تنين الماء.
لم يكن هناك أي سبب يجعل ملك التنانين يلتفت إلى مجرد ثعبان صغير لا تنينًا.
–!
امتلأت عينا الثعبان الصغير باليأس.
لكن ملك التنانين، الغارق في جنون يكاد يطيح بعقله، لم يأبه لمخلوق تافه مثله.
و—
“أوهف!”
حتى كايل هينيتوس نفسه شعر وكأنه على وشك الجنون.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
كان المطر ما يزال يهطل بغزارة.
رغم أن الفجر كان يقترب، إلا أن الظلام لا يزال يغطي الأرض.
وفي خضم ذلك كله، كان الإمبراطور الثالث يقترب نحوه.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
حتى وقع خطواته لم يُسمع.
خطوة بعد خطوة…
مع كل خطوة، كان الإمبراطور الثالث يقترب أكثر بسرعة هائلة، ومع ذلك لم يُسمع أي صوت لخطواته وهو يدهس مياه المطر على الأرض.
– كايل، ذلك الوغد قد انقلبت عيناه!
خاطبه سوبر روك بجدية، وكان كايل قد رأى ذلك أيضًا، لكن…
‘أوهف!’
لقد شعر فعلًا أنه سيتقيأ.
ولذلك، سواء كان الإمبراطور الثالث أو أي شيء آخر، لم يعد يراه بوضوح.
– أيها الإنسان! لا تقلق!
في تلك اللحظة، دوّى صوت راون الجاد.
سريينغ– (صوت سحب السيف من غمده)
استلّ تشوي هان سيفه، ووقف في الطريق،
ليعترض طريق ذلك المجنون ذو الشعر الأبيض والعينين المحمرتين الذي كان يركض نحوه.
“أيها المنحوس، أي جزء يؤلمك هذه المرّة؟”
وخلف تشوي هان، وقف التنين القديم إرحابين بهيئته البشرية، ليحجب كايل.
– أيها الإنسان، يمكننا الصمود حتى يصل ملك الشياطين.
ربت. ربت.
ربّت راون بمخالبه الأماميتين الممتلئتين على ظهر كايل.
“أووغ!” [*ياخي انا انجنيت او انتم كمان سمعتوها]
هذه المرّة، كاد أن يتقيأ بالفعل في مكانه.
“!”
“……!”
– !
تجمّدت وجوه تشوي هان وإرحابين وراون.
كانت هذه المرة الأولى التي يرون فيها كايل على هذه الحال.
بدا لهم وكأن أمرًا خطيرًا… شيئًا غير مألوف، يحدث الآن.
‘لا بد أن أوقفه.’
شدّ تشوي هان قبضته على مقبض سيفه، رافعًا النصل نحو الإمبراطور الثالث.
‘سأصمد.’
في الحقيقة، من المستحيل إيقافه.
فالإمبراطور الثالث أقوى بما لا يُقارن حتى مع تنين الماء.
لكن— حتى لو كان عليه أن يتلقى الضربات دون أن يرد، فسوف يصمد.
لن يسمح لأحد خلفه أن يُصاب بأذى.
“كيف تجرؤ على اعتراض طريقي!”
عند صرخة الإمبراطور الثالث المفعمة بالغضب، شدّ تشوي هان قبضتيه على سيفه بكل ما أوتي من قوة.
وووونغ—— (صوت تدفّق الطاقة)
وتصاعدت هالة سوداء على طول نصل السيف.
قوة لم تتفتح بعد بكامل جوهرها، قوة لا تزال تشكل ملامحها، والتي لو مُنحت قليلًا من الوقت والفرصة، لازدهرت تمامًا.
وونغ— (صوت ضعيف لتدفّق الطاقة)
لكنها، استجابةً لعزيمة تشوي هان الحاسمة، كشفت عن نفسها ولو في هيئة ناقصة النضج.
سيسـسســس—— (صوت انبعاث الغبار البلاتيني)
مع غبار بلاتيني متلألئ، استعدّ إرحابين للهجوم،
وفي الوقت نفسه، راحت طاقة راون السوداء تتطاير في الهواء.
“كيف تجرؤون!”
وحين اقترب الإمبراطور الثالث حتى صار على بعد أنفاس من تشوي هان—
“!”
“همم.”
– !
لم يسع الثلاثة، تشوي هان، إرحابين، وراون، إلا أن تعتريهم الدهشة.
تشوااااااا— (صوت اندفاع الماء)
انفجرت من الإمبراطور الثالث هالة طاغية.
ولم تكن مجرد قوة عادية، بل طاقة بحرية جليلة، أقوى حتى من قوة تنين الماء الذي ابتلع جبلًا.
لقد كان الأمر وكأن البحر نفسه يندفع بقوة جارفة.
ومع أنهم لم يروا بحرًا أمامهم،
إلا أن مجرد اقتراب الإمبراطور الثالث كان كافياً ليجعلهم يشعرون بقدوم البحر ذاته.
أمام عظمة الطبيعة… كم هو ضئيل الإنسان، بل وحتى التنانين.
شعروا بوجودهم يتقلّص شيئًا فشيئًا،
كأنهم مجرد ذرّات تراب صغيرة على وشك أن تبتلعها أمواج البحر الهائل.
هل سيستطيعون الصمود؟
– تشوي هان، لا تقلق! سأحميك أنت أيضًا!
ووووووونغغ— (صوت عالي لتدفق الطاقة)
أبصر تشوي هان درعًا أسود يتكوّن أمامه، يتجدد باستمرار،
وكأنه على أهبة الاستعداد ليعانقه ويحميه في أي لحظة.
سيسـسســس—— (صوت انبعاث الغبار البلاتيني)
ومن خلفه ارتفع غبار بلاتيني لامع، وكأنه يخاطبه قائلا؛ إن تحرّكت، فسأكون معك.
شعر تشوي هان بالدعم القوي من رفيقيه،
وأدرك أنه ليس ذرّة تراب أمام البحر، بل إنسان يقف بثبات على أرض صلبة.
‘أجل.’
أنا إنسان كهذا.
لم أعد تائهًا كما في الماضي،
بل صرت أملك أرضًا راسخة أستطيع أن أقف عليها. [*كيوتتت]
وووه—وووو— (صوت غامض لتدفق الطاقة)
في تلك اللحظة، بدا البريق الأسوء على سيفه يتغير بشكل خفي،
لكن قبل أن يلحظ تشوي هان ذلك،
كان قد عقد العزم بالفعل—
أن يحاول شقّ البحر العظيم.
وحين لوّح بسيفه أخيرًا نحو ذلك البحر، واندفعت معه ذرات الغبار البلاتيني لتهاجم—
ظهر أمامه فجأة درع أسود، حاجزًا طريقه.
“!”
تجمّد تشوي هان فجأة في مكانه.
وفي اللحظة التالية—
كونغ! (صوت ارتطام)
اندفع جسد الإمبراطور الثالث متجاوزًا تشوي هان بخفة مذهلة.
حتى درع راون الأسود، الذي صُنع خصيصًا ليوقفه، لم يستطع اعتراضه.
إذ كان قد دفع الأرض بقدميه وارتفع عاليًا في الهواء بكل سلاسة،
فيما ساندت خيوط المطر جسده ورفعته، مفسحة له الطريق بسرعة نحو حيث أراد.
وكأنه يسير فوق سطح الماء، تقدّم بخطوات متزنة متجاوزًا بسهولة تشوي هان والتنين القديم إرحابين.
ذلك الذي كان منذ لحظات يتصرف بغطرسة وكأنه سيقتلهم،
ابتعد عنهم الآن بسرعة خاطفة.
والهالة التي كانت تضج كالبحر… اختفت تمامًا.
كونغ! (صوت ارتطام)
ثم ظهر واقفًا خلف راون وكايل.
“!”
اتسعت عينا راون بذهول،
‘درع!’
وحاول على الفور نشر الدرع،
لكن مقارنةً بمن كان مستعدًا مسبقًا، كان بطيئًا جدًا.
تشوااااااا— (صوت اندفاع الماء)
“لا!”
صرخ التنين القديم إرحابين دون وعي، واستدار مطلقًا غباره البلاتيني، ولكن…
تشوااااااا— (صوت اندفاع الماء)
كانت المياه المتدفقة قد ارتفعت بالفعل عاليًا، دافعةً راون بعيدًا.
“أوهغ!”
اندفع راون إلى الخلف،
فالتقطه إرحابين المصدوم بين ذراعيه.
“تشوي هان!”
وفور أن أدرك نوايا الإمبراطور الثالث، نادى على تشوي هان،
لكن الأخير كان قد تحرّك بالفعل، قبل أن يناديه إرحابين.
تشوااك! (صوت اندفاع قوي)
انطلق الضوء الأسود من سيفه نحو الإمبراطور الثالث.
لكن الإمبراطور الثالث كان أسرع، إذ انساب بخفة كالماء إلى حيث يقف راون، ليظهر خلف كايل.
“هخخ، لقد أمسكت بك.”
مدّ يده نحو كايل.
‘الآن سأخذ هذا الوغد كرهينة وأهرب من عالم الشياطين!’
ثم لاحظ الإمبراطور الثالث وجه كايل المندهش، الذي استدار بسرعة ونظر إليه.
عند رؤيته لذلك الوجه، شعر الإمبراطور الثالث براحة عميقة.
‘هوهو، حالته ليست جيدة.’
لم يكن يعرف ما الذي جرى لكن من الواضح أن هذا الوغد منهك للغاية،
ولهذا ربما لا يستطيع الآن صنع ذاك الدرع كما فعل في السابق، وصار شاحبًا للغاية هكذا.
جيد.
الغضب والارتياح،
بينما كان الإمبراطور الثالث غارقًا في تلك المشاعر،
أمسك بياقة كايل وجذبه نحوه.
‘الآن، لنأخذ هذا الوغد ونهرب بعيدًا عن ملك الشياطين!’
“كغـه!”
صدر صوت مكتوم من كايل وهو يترنح إلى الأمام، بعدما شدّه الإمبراطور الثالث من ياقة ثوبه.
نظر إليه الإمبراطور الثالث من علٍ بابتسامة ساخرة.
كان كايل تحت قبضته، عاجزًا تمامًا عن المقاومة، جسده العلوي منحنٍ للأمام وظهره يرتجف بعنف.
“……!”
لكن سرعان ما تحولت نظرات الإمبراطور الثالث إلى الجبل.
الجبل الذي اجتاحه تنين الماء ودمره بالكامل.
على قمته، كان يقف شخص يراقب المشهد من علٍ.
كان ذلك ملك الشياطين.
“…إنه مشهد لا يروق لي.”
رغم أن صوته كان منخفضًا، إلا أنه على نحوٍ مدهش وصل بوضوح إلى هنا رغم المسافة البعيدة.
لكن إذا ما أخذت قوته الهائلة بعين الاعتبار، فلا يوجد ما يدعو للاستغراب.
‘كما توقعت، هذا هو الحل.’
كان واثقًا للغاية من أن ملك الشياطين لن يستطيع قتله الآن.
“هوهو”.
غافلا تماما عن شعره الأبيض المبعثر وهيئته الفوضوية، فتح الإمبراطور الثالث فمه بوجه لطيف للغاية، كما لو كان على طبيعته المعتادة، وقال.
“الآن سيعود كل شيء إلى مكانه الصحيح.”
رغم أنه شعر بنظرات رفاق كايل هينيتوس الذين يرمقونه بحدة، وبجنود ملك الشياطين الذين يقتربون من هنا، لكنه لم يعر ذلك أي اهتمام.
فأولئك التافهون يمكن أن يلقوا حتفهم بإشارة يد واحدة على أية حال.
الشيء الوحيد المهم هو أن كايل هينيتوس بين قبضتيه،
وأن ملك الشياطين لا يستطيع لمسه.
“اترك إنساننا!”
انطلق التنين الصغير وكأنه سيهجم، لكنه توقف في النهاية، بعدما شد الإمبراطور الثالث قبضته أكثر على كايل.
“كك!”
رفع الإمبراطور الثالث جسد كايل عاليًا، وهو يمسكه من ياقته.
“أوهغ… أوب!”
أخذ جسد كايل يرتعش بلا توقف وهو يتدلى في الهواء، بينما كان وجهه شاحب حتى البياض.
ذلك المشهد، حيث لم يستطع حتى أن ينطق كلمة واحدة، وفمه مطبق بقوة، بدا مسليًا للغاية في عيني الإمبراطور الثالث.
ذلك الوغد الذي تجرأ على النجاة من بحره حيًّا…
ها هو أخيرًا بين يديه.
ومهما كانت الطريقة، فالنتيجة أرضته تمامًا.
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي الإمبراطور الثالث.
“ما رأيك يا ملك الشياطين؟”
وجه الإمبراطور الثالث ابتسامة النصر نحو ملك الشياطين، الذي كان قد هبط من قمة الجبل ويقترب نحوه بسرعة.
لكنه لم يبد أي تراخ.
‘سأهرب فورًا.’
قبل أن يقوم ملك الشياطين بأي حركة، كان ينوي أن يهرب، آخذًا معه كايل هينيتوس.
أحكم الإمبراطور الثالث قبضته أكثر.
“أغغ!”
بدأ كايل يتخبط بعنف، فيما وقف الآخرون عاجزين تمامًا عن فعل شيء.
‘لو أركب الماء وأهرب بعيدًا—’
في اللحظة التي كانت فيها أعصابه مشدودة إلى أقصى حد وهو يخطط للهرب، انقطعت أفكاره فجأة، لأن—
“س..اا…”
سمع كايل هينيتوس يتمتم بكلمات مبهمة، وهو يتأرجح متدليًا من عنقه.
‘ما الذي يقوله؟’
انعقد جبين الإمبراطور الثالث باستغراب،
فيما شعر كايل أن عليه أخباره.
“تـ… تـ—”
ت؟
“أ… أشعر أنني…سأ.. سأتقيأ—”
هاه؟
ما الذي يعنيه هذا؟
لم يستوعب الإمبراطور الثالث الأمر لوهلة.
في موقف خطير كهذا، هل يقول إنه سيتقيأ؟
“!”
فجأة تصلّب وجه الإمبراطور الثالث.
كايل هينيتوس.
ذلك الوغد الذي يمسكه الآن من عنقه…
كان هناك طاقة غريبة تتصاعد من جسده.
ارتجاف—
كان جسد كايل هينيتوس يرتجف بشدة، لكن السبب لم يكن هو، بل…
‘… البحر!’
من هذا الوغد، أنا أشعر بالبحر…!
إنها قوتي أنا، لكنني أستشعرها منه.
ما هذا؟
ما الذي يحدث؟
لكن لم يكن لدي الإمبراطور الثالث وقت للتفكير،
لأن كايل لم يمنحه ذلك الوقت.
‘سأجن…!’
في الواقع حتى كايل نفسه لم يكن لديه وقت للتفكير.
– الاستعداد قد اكتمل.
أعلنت المياه آكلة السماء.
– الآن يمكنك أن تتقيأ.
في تلك اللحظة ازداد وجه كايل شحوبًا أكثر.
أن يتقيأ بينما الإمبراطور الثالث يمسكه من عنقه؟
صحيح أنه فعل شتى الأمور حتى الآن، لكن أليس هذا كثيرًا بعض الشيء؟
– سيستغرق الأمر وقتًا طويلًا.
صحيح، لقد ابتلعت تنين الماء العملاق ذاك.
ولإخراج كل تلك الكمية الزائدة، سيأخذ الأمر وقتًا طويلًا.
‘…حسنًا… افعلي كما تشائين…’
استسلم كايل.
تخلى عن المقاومة.
وعندما ارتسمت على ملامحه علامات الاستسلام—
“كك!”
اهتز جسده بشدة.
– الماء قد يظل راكدًا، لكنه متى وُجد له سبيل، يتدفق إلى أي مكان.
وفي صوت المياه آكلة السماء، انعكس بوضوح إدراكها العميق.
– إن فُتح الطريق إلى الأرض، فإلى الأرض.
– إن فُتح الطريق إلى السماء، فإلى السماء.
– نعم، الماء قادر على التدفق في أي مكان.
“كك…!”
لوى كايل جسده.
آه، بحقّ!
هذا حقًا يقودني للجنون!
شعر وكأن عروقه كلها تتحرك داخل جسده.
كيف يمكن وصف هذا؟
“كآآخ!”
ارتج جسده دفعة واحدة، واتجهت يداه إلى الأمام،
اندفعتا من تلقاء نفسيهما،
وكأن ذلك وحده هو الطريق.
– تم الأمر.
أكملت المياه آكلة السماء الطريق.
“ككك…!”
ثم تقيأ كايل.
تشوااااااا— (صوت اندفاع الماء)
اندفعت المياه من كلتا يديه.
ولم يكن مجرد ماء، بل كان البحر ذاته،
بل ماء يحوي جوهر البحر،
الماء الذي خلق تنين الماء العملاق.
ذلك الماء، بصفائه، قد تكاثف حتى لم يبقَ إلا جوهره.
كان يتدفق بسرعة هائلة وبقوة جارفة.
اتخذ شكلاً يشبه السهم أو الرمح، واندفع نحو الإمبراطور الثالث.
الإمبراطور الثالث…
منذ أن امتلك البحر، لم يسبق له أن واجه البحر نفسه وهو ينقض عليه كنصلٍ قاتل.
ولذلك كان يُدعى ملك البحر.
لكن الآن… البحر نفسه قد وجّه نصلَه نحوه.
هاجمه البحر بسرعة جارفة.
وتلك اللحظة كانت واقعًا لا يستطيع الإمبراطور الثالث إدراكه.
لا من حيث الوضع، ولا من حيث التوقيت.
الهجوم المباغت أصابه مباشرة.
“كواااااك!”
“إيواك!”
صرخ كايل والإمبراطور الثالث معًا في آن واحد.
اضطر الإمبراطور الثالث إلى تلقي البحر الذي ضربه بأطرافه الحادة كأنصالٍ قاتلة.
‘هاه؟’
فيما شعر كايل براحة تتزايد تدريجيًا في داخله،
راحة أشبه بتلك التي يمنحها الطب الشعبي حين يُثقب الإصبع لإخراج الدم الفاسد.
“……”
“……”
أما من كانوا في الجوار يشاهدون هذا المشهد، فقد تجمّدوا في أماكنهم، صامتين من شدة الذهول.
.
.
.
~ترجمة: White.Snake