قمامة عائلة الكونت - 1259 - هطول المطر الرمادي 15
خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 483 الجزء الثانى سلسلة هطول المطر الرمادي 15
.
.
.
“تسك.”
نقر كايل بلسانه.
لأن في اللحظة التي كاد فيها جسد تنين الماء يصطدم بدرعه—
كوااااااانغ—! (صوت اصطدام عنيف)
تحولت القشور المائية، الجزء الذي كان على وشك أن يلمسه الدرع، إلى ماء واندفع مباشرة نحو كايل.
كراااااا—! (صوت زئير شرس)
زأر تنين الماء بشراسة،
معلناً أنه ما زال لا يُهزم،
معلناً أنه لا يمكن أن يُجرح،
معلناً أنه ماء،
وأن ذلك الدرع لن يتمكن أبداً من خدش جسده.
الإمبراطور الثالث، ملك التنانين.
لقد قال له سيده ذلك، أخبره بأنه لهذا السبب أنت تنين عظيم… تنين لا يمكن أن يُهزم أبداً.
كراااااا—! (صوت زئير شرس)
حتى وإن كان محبوسًا مؤقتًا الآن بسبب التنين العجوز، والمتجولة الخائنة، والشبكة السحرية، فإنه ما زال تنينًا لا يُهزم.
لا، بل هو تنين لا يمكن أن يُصاب بجرح.
“أوه، لا!”
انفلت صوت المتجولة ريون وقد غمره الارتباك.
سسسس— سسسست— (صوت احتكاك الجليد)
مهما بذلت من جهد، لم تتمكن من تجميد جسد تنين الماء الضخم دفعة واحدة.
في أفضل الأحوال، كانت تستطيع تجميد جزء منه فقط، حتى لا يتحول بالكامل إلى ماء ويهرب من الشبكة.
ومع ذلك، اعترف تنين الماء بها.
مذهلة.
لأنها استطاعت أن تجمّد جسده، الذي هو البحر نفسه، حتى ولو للحظة.
واعترف أيضًا…
أن ما قاله ذلك التنين العجوز كان صحيحاً في بعضه.
نعم، هو البحر نفسه.
هو تنين، لكنه أيضًا بحر.
وبامتلاكه كلا الأمرين، يمكنه أن يكون كيانًا عظيمًا بحق.
لكن بما أنه نسي ذلك وانشغل بجانب واحد فقط، فلا بد أن يقبل نصيحة ذاك التنين العجوز.
كراااااا—! (صوت زئير شرس)
زأر التنين الذي أدرك الحقيقة بوحشية، مطلقًا هيبته بلا قيد.
‘لا يمكن!’
ارتبكت المتجولة ريون.
إن هرب تنين الماء من قمع التنين القديم ومن الشبكة السوداء،
وإن تحوّل إلى ماء وفلت من هذا الفخ،
‘فائدتي.’
فلن أستطيع إثبات فائدتي!
لا، لا يجب أن يحدث ذلك أبدًا!
تشوا وريون.
كان هذان التوأم المتجولان قادرَين، إذا جمعا قوتهما، على الوصول إلى مستوى الألوان الخمسة.
ولأنهما كانا نقيضين، فقد أنتج اتحادهما قوة أعظم من ذلك.
لكن ريون، التي بقيت الآن وحيدة، لم يكن بوسعها أن تهزم تنين الماء الخاص بالإمبراطور الثالث…
ذلك الكائن الذي يمتلك تفرد من مستوى الألوان الخمسة.
‘لا، لا ينبغي أن يكون الأمر هكذا—’
شحب وجه ريون حتى البياض.
سَغَك— (صوت شيء يتجمد)
راحت حراشف تنين الماء تتجمّد بسرعة أكبر.
صحيح أن الداخل لم يتجمّد، بل اقتصر التجمّد على السطح فقط، غير أن السرعة كانت أسرع بكثير من قبل.
رغم أن ريون كانت تعلم جيدًا أن تفردها يصل إلى مستوى الألوان الخمسة حين تتحد مع شقيقها، لكنها لم تكن تعلم أن ذلك يعني أن حدود تفردها يحمل إمكانيةً للنمو حتى مستوى الألوان الخمسة. [*الله الله فجأة قررت تحرق علينا]
وفي تلك اللحظة، بينما كانت وسط ذعرها، رنّ صوتٌ في أذنيها.
“يبدو أنكِ فهمتِ بالخطأ.”
لقد كان كايل.
رفعت ريون رأسها، فرأت كايل وهو يلعق شفتيه،
– عطشانة.
كما لو أن أمامه طعامًا شهيًا للغاية.
لم يكن كايل قد أسر تنين الماء بهدف جرحه أو الهجوم عليه،
بل ليلتهمه،
أو بالأحرى، ليشربه.
ألصق كايل درعه بتنين الماء، تحديدًا في الجزء الذي تخلّى عن قشرته وتحول إلى ماء.
–!
فجأة اتسعت عينا تنين الماء بذهول.
ما هذا؟
ما الذي جرى للتو؟
اجتاحت قشعريرة جسده فجمدته في مكانه،
بل إنه لم يستطع حتى التفكير.
ثم، في تلك اللحظة القصيرة، أدرك تنين الماء سريعًا ما كان يحدث له.
– بلع.
بدأ الدرع يمتص الماء شيئًا فشيئًا.
– مالح.
كانت الكاهنة الشرهة عطشة للغاية.
ورغم ملوحته، كان هذا الماء هو الذي تاقت إليه.
الماء الذي سيشفي عسر الهضم الذي سببته الفوضى.
كراااااا—! (صوت زئير شرس)
بدأ تنين الماء بالصراخ.
مع أنّ الكاهنة الشرهة لم تشرب إلا القليل،
إلا أن جرعة صغيرة واحدة جعلت تنين الماء يرتعد رعبًا.
إنه يُلتَهَم.
هو، التنين العظيم، البحر بذاته، يُلتَهَم!
وهذه الحقيقة أرعبت تنين الماء أكثر من أي شيء آخر.
وفي الوقت نفسه، أدرك،
‘هذا الوغد!’
هذا الوغد التهم جزءًا من تجسيده، التنين المائي الصغير!
ثم بسرعة أرسل تنين الماء أفكاره ويأسه وغضبه إلى سيده.
‘إنه هو!’
سيدي، إنه ذاك الوغد!
عندما تحرّك تنين الماء، الذي كان جسده عالقًا في الشبكة، والتفت برأسه—
طَقّ. (صوت هبوط خفيف)
من فوق حراشفه، رصد الشخص ذو الشعر الأحمر وهو ينزل عليه، بل وانبطح تمامًا، ملتصقًا به بإحكام في منظرٍ بغيض.
‘سيدي، إنه هذا الوغد!’
ألصق ذلك الوغد الدرع بحراشفه.
لقد حاول أن يتحول إلى ماء، لكن الماء يظل شيئًا ماديًا ملموسًا.
فما لم يتناثر كالمطر، أو يتسرّب في أعماق التراب، أو يتبدّد في الأفق،
فإنه في النهاية سيظل وجودًا يمكن لمسه والوصول إليه.
سسسس— سسسست— (صوت احتكاك الجليد)
تجمّدت حراشف تنين الماء مرة أخرى،
ورغم أن الجزء الذي تجمّد كان صغيرًا، إلا أن ذلك كان كافيًا لكايل.
“……”
لأن المتجولة ريون، قد جمّدت المكان الذي لامسه كايل بالدرع لتزيد من ثباته.
وهناك، في النقطة التي تجمّد فيها سطح الحراشف، انغرز طرف الدرع قليلًا في الماء.
كراااااا—! (صوت زئير شرس)
حاول تنين الماء أن يتفادى ذلك بشتى الطرق، لكنه ظلّ يتخبّط،
إذ شدّت قبضةٌ قوية عليه؛ فقد أمسك به التنين القديم، بينما ازدادت الشبكة السوداء إحكامًا وتماسكًا.
هدفهم لم يكن هزيمة التنين، ولا حتى إيذاءه، بل مجرد إبقائه محتجزًا.
وكان هذا أمرًا يمكن أن يفعله كلٌّ من التنين القديم والتنين الصغير.
– بلع.
بدأت الكاهنة الشرهة تشرب الماء.
كان تنين الماء، الذي اجتاز الجبال حتى وصل إلى هنا، يحمل في جوفه مياه المطر، والمياه الجوفية، وكل أنواع المياه.
لكن الكاهنة الشرهة لم تكن تشرب كل ما يحمله.
– منعش!
بل فقط المياه المشبعة بروح الطبيعة،
ذلك كل ما كانت الكاهنة الشرهة تبحث عنه.
البحر.
بدأت الكاهنة الشرهة بابتلاع البحر نفسه.
طبيعة تحمل توازنًا يكفي لغسل الفوضى.
ذلك كان هو الوجود الذي انتظرته الكاهنة الشرهة.
– بلع! بلع!
واصلت الشرب دون توقف.
“هه–”
فجأة، ارتسمت ابتسامة على طرف شفتي كايل.
كراااااا—! (صوت زئير شرس)
بينما أخذ التنين المائي يتخبط بعنف أكثر،
“أوه!”
أطلق التنين القديم أنينًا متألمًا من تلك الحركات العنيفة.
“آه!”
أما المتجولة ريون، فلم تعد تكتفِ الان بوضع يدها عليه، بل تشبثت به بكامل جسدها تقريبًا وهي تستخدم قدراتها.
– ما زلت بخير بعد!
وووونغ— وونغ—! (صوت تدفق الطاقة)
أطلق راون المزيد من المانا السوداء، باذلًا كل جهده ليحافظ على الشبكة.
وفي تلك الأثناء،
– تم ألتهام واحدة.
أبلغت المياه آكلة السماء عن الوضع الحالي،
– بلع، بلع، بلع
فيما استمرت الكاهنة الشرهة في الشرب بلا توقف.
وووونغ— وووو— ووو— (صوت اهتزازات وتدفق قوى للطاقة)
وخلال ذلك، كان الدرع الرمادي يستعيد شيئًا فشيئًا بريقه الفضي.
وعند رؤيته لذلك، لم يستطع كايل كبح نفسه أكثر—
“هه، ههه ههههاهاهاهاا—”
وأنفجر ضاحكًا دون أن يشعر.
—!
وعندما رأى تنين الماء تلك الضحكة على وجه كايل، اشتعلت عيناه بشرر الغضب.
– أيها الإنسان، عينا تنين الماء قد انقلبتا!
وبالفعل، كما قال راون، لقد انقلبت عيناه تمامًا.
كراااااااااااااه——! (صوت زئير وحشي)
أطلق تنين الماء زئيرًا مليئا بالغضب أكثر من أي وقت مضى، وهو يلوي جسده بعنف اكبر.
كان الأمر مختلفًا تمامًا عن السابق.
ولم يكن ذلك غريبًا.
فقد خسر مجددًا قطعة من ذاته.
لا، بل تم ألتهامها.
“كغغ!”
اندفع جسد المتجولة ريون بعيدًا بفعل هيجانه العنيف.
شووواااااه—! (صوت هدير ماء قوي)
حوّل تنين الماء جسده كله إلى ماء، ما عدا وجهه.
“همم!”
لم يعد لدى التنين القديم ما يمكن التشبث به.
ارتسمت ملامح الخيبة على وجه ارحابين، لكنه عرف أنه لم يعد قادرًا على الصمود أكثر ،فتراجع.
شووواااااه—! (صوت هدير ماء قوي)
بدأ جسد تنين الماء يتحول إلى دوامة عاتية.
ولو غفل ارحابين لحظة واحدة، لوجد نفسه منجرفًا إلى مركز تلك الدوامة.
فلم تكن تلك مجرد دوامة، بل دوامة بحر.
ارتفعت الدوامة الهائلة عاليًا، متضخمة حتى غدت بقدر الجبل الذي تجاوزته.
ولو ابتلع مركزها أحدًا، فسيكون كمن ينجرف في دوامة بأعماق المحيط السحيق.
“آه!”
حتى راون بدا عليه الارتباك.
شووواااااه—! (صوت هدير ماء قوي)
غمرت الدوامة الشبكة السوداء، وبينما كانت تبتلعها، أخذ شكلها يتضخم أكثر فأكثر.
امتصت الدوامة ماء المطر ومياه الأرض على حد سواء، وحاولت ايضا ابتلاع التنين القديم مع الشبكة السوداء.
وفي قلب كل ما كانت تسعى لابتلاعه… كان كايل.
– أيها البشري!
وفي اللحظة التي نادى فيها راون على كايل، بينما فكّر إرحابين في إنقاذه والانسحاب—
“!”
“…!”
تراجع التنينان دون أدنى تردّد.
“هاهاها، هاهاهاها—!”
لأن كايل كان مازال يضحك.
حتى وهو يُجرف في قلب الدوّامة ويُسحب نحو مركز الماء، ظلّ يضحك كأنه يستمتع بذلك.
بدا في غاية الحماسة.
لم يرَ راون وإرحابين مثل هذه الملامح على وجه كايل منذ زمن طويل، وكانا يعرفان جيّدًا ما يعنيه ظهورها.
سحب التنين القديم معه المتجوّلة ريون المذهولة، وتراجع إلى الخلف.
“آه!”
حينها، أفاقت ريون قليلًا من شرودها وفتحت فمها قائلة.
“ألا يجب أن ننقذه؟”
“ألا ترين أنه يضحك؟”
لم تستطع ريون دحض كلمات إرحابين،
فكايل كان يضحك… يضحك بصدق.
كان يبدو حقًا في غاية الاستمتاع.
كواااااهـ—! (صوت زئير)
تنين الماء، الذي خلق دوّامة عملاقة فاق ارتفاعها الجبال وكادت تلامس السماء… دوّامة عظيمة لدرجة أنّه هو نفسه — مَن كان تلك الدوامة — انحنى برأسه ليتأمّل قوّتها الجبّارة…
كواااااهـ—! (صوت زئير)
لم يكن بإمكانه سوى إطلاق صرخة رعب، إذ تلاشى غضبه وغرق في الخوف.
– بلع، بلع
– واحد آخر. لقد شربت ثلاثة في المجموع.
“كُوهوهو”
– بلع، بلع
– أضف واحدًا آخر.
“هوهو!” [*ههخخخ ضحكة كلوف، لا واضح انجن!!]
لقد كان كايل في غاية السعادة، سعادة لم يشعر بها منذ زمن طويل.
رغم أنّ الدوّامة اجتاحته وهزّت جسده بعنف هنا وهناك، ورغم شعوره بالدوار، إلا أنه تمسّك بالدرع بكل ما أوتي من قوّة، وصمد بإصرار،
لأن…
‘إنها تشرب!’
كان الدرع في قمة الحماسة، تبتلع بشراهة أكبر مع كل لحظة، وكان كايل يشعر بذلك.
كم أن—
المياه آكلة السماء،
لأنها تحتوي على قوّة الماء، فقد أستطاع كايل أن يشعر بوضوح بشيئ ما….
هذه الدوامة العملاقة… القوة البحرية الكامنة بداخلها كانت تتضاءل شيئًا فشيئًا.
كان حجمها يتضخّم فقط بمياه المطر التي تزيد من مظهرها، بينما جوهرها في الداخل كان يتقلّص باستمرار.
– منعش، بلع.
كان صوت الكاهنة الشرهة، وهي تقول إن الماء منعش، يزداد بهجة مع كل لحظة.
– كايل. هضمك يتحسّن.
وكما قال سوبر روك، شعر كايل بتحسّن حالته بشكل ملحوظ.
صحيح أنّ آثار تلوّث الفوضى لم تُمحَ تمامًا بعد، لكن بفضل تحسّن عسر الهضم لدى الكاهنة الشرهة، أخذت طاقته تعود شيئًا فشيئًا.
لأول مرة منذ زمن طويل، شعر بخفّة جسده.
هل يمكن أن يكون الأمر هكذا؟
“هاهاها—!”
رغم أنّ جسده كان يتمايل في الدوّامة هنا وهناك، ورغم أنّ جسده كله كان مبتلًا، وأحيانًا تضرب تيّارات الماء وجهه وسائر جسده،
“هاهاهاهاها!”
إلا أنّ كايل انفجر ضاحكًا بفرح غامر.
في تلك اللحظة، دوّى صوت خافت،
– في النهاية البحر هو مجرّد ماء.
كانت تلك كلمات المياه آكلة السماء.
فجأة تلألأ في عيني كايل بريق غريب،
إذ شعر أنّه ليس الكاهنة الشرهة وحدها، بل حتى المياه آكلة السماء قد توصلت إلى نوع من الإدراك.
كواااااهـ—! (صوت زئير)
– واحد بعد.
عندما قالت المياه آكلة السماء ذلك، توقّف كايل عن الضحك.
‘هذا هو الأخير.’
بمجرد أن تشرب واحدًا آخر فقط، لن يكون على الدرع أن تشرب المزيد.
أخذ كايل يراقب الدرع، الذي استعاد بريقه الفضي، وهو يشرب آخر جزء متبقٍ، منتظرًا اللحظة المناسبة.
– واحدة أخرى!
وفي اللحظة التي أرسلت فيها المياه آكلة السماء إشارتها، سحب كايل الدرع نحوه.
‘الآن النهاية!’
الآن، عاد الدرع إلى بريقه الفضي، وفوق ذلك يبدو أنّه خاض تغيّرًا إذ نبتت عليه أوراق.
لقد كان درعًا يحوي جوهر الفوضى المتكوّن عبر 43 طقسًا، إضافة إلى فوضى البابا، وحتى الأثر المقدّس ‘الفوضى المحمولة على الرياح’.
لقد كان حقاً يحمل الكثير من الفوضى.
والآن، بعد أن شرب البحر الذي كان يحمله تنين الماء المخلوق من الإمبراطور الثالث، أحد الاباطرة الثلاثة، كان من الطبيعي أن ينمو هذا الدرع.
لكن ما كان يثير فضول كايل حقاً هو كيف سيتغيّر.
‘الآن علينا فقط أن ننتظر ونرى ما سيحدث.’
سحب كايل الدرع مرة أخرى.
“؟”
ثم أصيب بالارتباك.
ثم، للاحتياط، سحب الدرع مرة أخرى، ظنًّا منه أن الأمر كان مجرّد وهم.
“؟؟”
إلا أنّ الدرع ظلّ ثابتًا في مكانه، لم يتحرّك البتّة.
كواااااهـ—! (صوت زئير)
في مركز الدوّامة.
كان كايل يهتزّ يمنةً ويسرة، لكن يده التي تمسك بالدرع لم تفلت منه.
“؟”
فجأة، أدرك الآن أنّ الخيط الفضيّ المتّصل بالدرع كان ملتف حول يده بإحكام، حتى غدا من المستحيل إفلاته حتى لو أراد ذلك.
لم يكن كايل هو من يتشبّث بالدرع، بل الدرع نفسه هو من كان يمسك بكايل.
لكن تلك لم تكن المشكلة الآن.
“أه؟”
الدرع لا يتحرّك.
“هاه، هاه؟”
لا ينبغي أن يكون الأمر هكذا.
– بلع، بلع
كانت الكاهنة الشرهة تواصل الشرب.
كانت تشرب أكثر ممّا كان مطلوبًا في الأصل.
“ما الذي يحدث؟”
كان كايل في حالة من الارتباك.
-…هاه.
وحتى سوبر روك بدا مرتبكًا.
– بلع، بلع
ثم تحدثت الكاهنة الشرهة بالكاد.
“بلع… لا، لا أستطيع التوقف…! إنه لذيذ للغاية…! بلع!”
شحب وجه كايل تمامًا.
مستحيل..ِ.
– عسر هضم ثانٍ…!
وعند كلمات سوبر روك تلك، أغمض كايل عينيه بإحكام.
‘اللعنة على كل شيء!’
نعم، كان يظنّ أنّ الأمور تسير على ما يرام!
تبًّا!
– بهذا الشكل، ألن يلتهم تنينَ الماء كله؟
حينها، ارتبك سوبر روك، فأخذ يتحدّث بسرعة، كأنّه يتفوّه بالكلمات بشكل عشوائي بلا تفكير.
أيتها الشرهة، توقّفي! إذا استمرّ هذا، فقد يعاني كايل من عسر الهضم لشهور طويلة!
في تلك اللحظة، تدخّل نار الدمار، البخيل، بهدوء قائلًا.
– يا، إذا استمرّ الأمر هكذا، ألن يُنقش على الدرع ليس قلب فقط بل تنين أيضًا؟
“آه…”
في تلك اللحظة، أطلق كايل تنهيدة دهشة دون أن يُدرك.
وفجأة، خطرت له فكرة.
الآن حين افكر بالأمر، الكاهنة الشرهة، الدرع الغير قابل للكسر، قد سبق لها أن ابتلعت حيوية القلب، الذي هو قوة قديمة.
ثم، التفرد…
أليست تلك القوى مشابهة للقوى القديمة؟
أيمكن أن الشرهة، كما ابتلعت من قبل قوةً قديمة، تكون الآن بصدد التهام التفرّد؟
خفض كايل رأسه.
الدرع الفضي.
– تنمو الأشجار بشرب الماء.
انغرست الكلمات الهادئة التي قالتها المياه آكلة السماء عميقًا في ذهن كايل.
– كما تم احتضان حيوية القلب من أجل الحماية، فإن الشجرة، عندما يحين وقت نموها، تحتاج إلى الماء لتنمو.
كانت المياه آكلة السماء لا تزال هادئة.
– لكن هذه الكائنة قد ماتت سابقًا بسبب الأكل. أي إنها قد تموت أثناء الأكل كذلك.
لا، أي أن… هذا يعني…
وما فهمه كايل، سرعان ما سمعه بوضوح.
– بمعنى أنك قد تلقى المصير ذاته.
“اللعنة!”
تفجّرت شتيمة من فم كايل.
كواااااهـ—! (صوت زئير)
وصرخ تنين الماء أيضًا وهو يتخبّط بعنف.
شحب وجههما كلاهما من الذعر.
“يا!”
لكن كايل كان لديه ما يقوله.
“إنها مياه!”
حتى ماء البحر يبقى ماءً!
“هل ستقفين ساكنة؟”
وعلى سؤال كايل، أجابت المياه آكلة السماء بهدوء.
– الماء الذي يتجاوز الكأس، سيفيض في النهاية.
إذًا؟
– الماء الذي يتجاوز سعة الاستيعاب، في النهاية سيتدفّق إلى خارج جسدك.
ها؟
– لا تقلق، الماء الذي شربته بإفراط ستتقيّؤه. سأساعدك في إخراج المياه من جسدك.
ماذا؟
أنا… سأتقيّأ؟
وأنتِ… ستساعدينني على التقيؤ؟
ارتج بؤبؤا عيني كايل.
وحتى في تلك اللحظة،
كواااااهـ—! (صوت زئير)
استمرّ تنين الماء في الصراخ.
– تبقّى اثنان فقط.
– ذلك يعني أنّ الوقت أصبح قريبًا ليتوقّف الدرع.
كان كايل قد امتصّ كلّ شيء من تنين الماء ما عدا رأسه.
‘لا أريد أن أتقيأ!’
أخذ وجه كايل يزداد شحوبًا شيئًا فشيئًا.
***
“أوويآآآآ—!!”
انفجر الإمبراطور الثالث صارخًا بغضب عند المشهد الذي رآه عبر تنين الماء.
كيف تجرؤ على محاولة التهام قوّتي!
متجاهلًا حتى ملك الشياطين الذي كان يلاحقه، اندفع الإمبراطور الثالث بعينين مقلوبتين تمامًا نحو المكان الذي فيه كايل.
فبالنسبة له لم يكن ملك الشياطين هو المشكلة الآن.
أمّا ملك الشياطين،
“إنها المرّة الأولى التي أرى فيها أحدًا يثور غضبًا بجنون هكذا.”
وبعينين يملؤهما الاهتمام، تظاهر بأنّه يطارد الإمبراطور الثالث بجدّ، بينما في الحقيقة كان يتبعه بهدوء وتمهّل.
***
– بلع.
أخيرًا.
– لا أستطيع أن أشرب أكثر من هذا.
توقفت الشرهة عن الشرب.
“.…”
خفض كايل رأسه.
كان يشعر بالغثيان.
هذا حقًا يشبه عسر الهضم.
“….”
استجمع كايل قواه ورفع رأسه.
كـرآ…آ… (صوت زئير ضعيف)
هناك، كانت دوّامة من مياه المطر، تحتوي بداخلها دوّامة أصغر كثيرًا، وكان رأس تنين الماء يطل ناظرًا إلى الأسفل.
– لم تستطع أن تشربه كله. بقي واحد.
كما قالت المياه آكلة السماء، في النهاية لم تستطع الشرهة أن تشرب كل شيء.
لم تستطع ابتلاع البحر — ذلك البحر الذي يحوي تفردًا من مستوى الألوان الخمسة — كاملًا.
كـر…آآ… (صوت زئير مرتعش)
جُرُك— (صوت انسياب دموع)
كان تنين الماء يبكي ويصرخ بضعف.
تودُق. تودُق. (صوت سقوط قطرات الماء)
في النهاية اختفت الدوامة، لأنه لم يعد يملك القوة للحفاظ عليها.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
ثم في الفضاء الذي لم يملأه شيء سوى صوت المطر،
رأى كايل تنين الماء وهو يسقط نحو الأرض.
كـر…آآ… (صوت زئير مرتعش)
لم يتبقَ من التنين سوى رأسه.
ولهذا أصبح تنين الماء بحجم ثعبان صغير رفيع.
شعر كايل ببعض الأسف نحوه.
“آسـ–”
كان على وشك أن يقول؛ آسف.
“اه–”
لكن معدته اضطربت.
شعر وكأنه سيتقيأ.
لم يستطع أن يقول شيئًا.
لأنه شعر أنّه لو فتح فمه سيتقيأ على الفور.
ثم، في تلك اللحظة—
“أيها الحقير!”
ظهر الإمبراطور الثالث فجأة وهو يقترب، متجاوزًا الجبال.
لم يكن يبدو كالخالديين، ولا كملك التنانين.
كان شَعره الأبيض الطويل ولحيته البيضاء المديدة، مبعثرتين في فوضى، وثيابه غمرها الاتساخ.
وكانت عيناه محمرّتين من شدة الاحتقان، وجسدُه كله يرتجف بعنف.
“أيها الوغد! سأقتلك أنت تحديدًا!”
كان الامبراطور الثالث يتقدم بعينين مقلوبتين.
– أيها الإنسان، لقد جنّ الإمبراطور الثالث!
وبالفعل، كما قال راون، ظهر الإمبراطور الثالث أمامهم وقد دبّ فيه الجنون.
“أُه!”
لكن كايل لم يستطع أن يتكلّم.
وشعر أنه إذا استمر الحال هكذا سيتقيأ أمام الإمبراطور الثالث.
– قريبًا سأجعلك تتقيأ كل شيء، وستشفى تمامًا.
عند سماع كلمات المياه آكلة السماء الهادئة، ازداد وجه كايل شحوبًا.
‘…فوضى…!’
كان هذا هو الاستنتاج الذي توصّل إليه كايل.
.
.
.
~ترجمة: White.Snake