قمامة عائلة الكونت - 1258 - هطول المطر الرمادي 14
خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 482 الجزء الثانى سلسلة هطول المطر الرمادي 14
.
.
.
كراااااا—! (صوت زئير شرس)
في اللحظة التي أبصر فيها تنينُ الماء التنينَ القديم إرحابين، رفع جسده الضخم، ذاك الجسد الذي كان قد جرّه وهو يبتلع جبلًا كاملًا.
***
في نفس الوقت—
“……!”
تجمّد الإمبراطور الثالث، ملك التنانين، في مكانه لا إراديًا عندما رأى في ذهنه صورة التنين الذهبي.
كان تنين الماء، الذي أُطلق، بكامل قوته، مختلفًا تمامًا عن تلك النسخة الضعيفة التي لم تتجاوز عشر قوته.
إنه كيان يحمل في داخله جوهر الإمبراطور الثالث،
ولذا فإن المشاعر العارمة، المشبعة بالغضب، التي اندفعت من تنين الماء وصلت أيضًا إلى الإمبراطور الثالث.
حينها توجّه بصره نحو ملك الشياطين.
“كغخ!”
“كك، كهاك–”
كان أتباعه يُسحقون تمامًا تحت هجمات ملك الشياطين.
‘لكن… لم يُقتل أحد.’
أجل، لقد أبقى ملك الشياطين أتباعه أحياء.
وحتى أنه لم يستخدم كامل قوته حين واجهه.
بل وأيضًا منح الوقت ليمرّ تنين الماء.
نعم، لقد سمح له بالمرور عمدًا.
ظنّ الإمبراطور الثالث أنه استطاع مراوغة ملك الشياطين، لكنه كان مخطئًا.
“ها!”
انفجر الإمبراطور الثالث ضاحكًا، لكن على عكس ضحكته، راحت لحيته الطويلة ترتجف.
كان وجهه يغلي بالغضب، وعيناه تتأججان كجمرٍ على وشك الانفجار.
ابتسامة ساخرة—
ثم، في تلك العينين انعكس وجه ملك الشياطين المبتسم.
“هل أدركت الأمر الآن؟”
بلا مبالاة، تفوّه ملك الشياطين بهذه الكلمات.
وفي تلك اللحظة أدرك الإمبراطور الثالث موضع فشله.
“أيها الخائن اللعين!”
تشوااااااا— (صوت اندفاع الماء)
انفجر تيار مائي من جسد الإمبراطور الثالث نحو السماء.
فقال ملك الشياطين ببرود.
“إن تأخرت، فسيختفي تنينك.”
“……!”
ذلك التوتر الكامن تحت ستار الغضب…
كان ملك الشياطين قد أدركه منذ البداية.
“حسنا، إنها الآن معركة مع الزمن.”
فتح ملك الشياطين ذراعيه.
لكي يصل الإمبراطور الثالث إلى مدينة ميكا، عليه أن يتجاوز المكان الذي يقف فيه أولا.
“أيها الإمبراطور الثالث، يا من لُقِّبت بملك التنانين—”
يا تُرى،
“حاول الهروب مني”
هل ستستطيع فعل ذلك حقًا؟
“فقط حينها ستتمكن من إنقاذ تنينك.”
إن فقدت ذلك التنين،
“فمن دون تنين، لن تكون ملك التنانين، أليس كذلك؟”
عندها سيفقد اسمك، ذلك اللقب الذي طالما تباهيت به بفخر، معناه.
قال ملك الشياطين للإمبراطور الثالث، ملك التنانين.
“أيها الإمبراطور الثالث، أسرع.”
ما إن تلقّى رسالة عبر سحر الخاتم تخبره بأن كايل هينيتوس قادر على امتصاص قوة البحر من تنين الماء التابع للإمبراطور الثالث…
حتى غيّر خطته.
لا، بل لأكون أدقّ… لقد غيّر رأيه لأجل أمر آخر، جملة قصيرة نطق بها كايل هينيتوس، ونقلها إليه المستشار إد.
‘هل تريد الصيد؟’
آه…
رفع ملك الشياطين رأسه، فبلّلت قطرات المطر وجهه.
وكانت تلك القطرات منعشة للغاية له.
ولم يكن هذا إلا دلالة على أن جسده وقلبه كانا مشتعلين إلى ذلك الحد.
‘لقد مضى وقت طويل.’
يا لها من متعة، يا لها من إثارة.
إنها إثارة لم أشعر بها منذ أن قاتلت ملك الشياطين السابق وجهًا لوجه.
هل حقًا لا أستطيع أن أعيش إلا في الحروب؟
وهل لا يكون لوجودي معنى إلا بها؟
هل السلام والهدوء أشياء لا يمكن أن توجد في حياتي منذ ولادتي؟
سرعان ما أزاح ملك الشياطين تلك الأفكار جانبًا.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
وبدلًا من ذلك، شعر بحرارة لا تخمد حتى تحت المطر، فخفض رأسه ببطء.
وووو— ووو— (صوت تدفق الطاقة)
الهالة الغريبة التى أحاطت بملك الشياطين،
هي السبب الذي جعل الإمبراطور الثالث لا يجرؤ على مهاجمة ملك الشياطين، رغم أنه يتصرف بلا مبالاة.
فعلى خلاف تصرفاته المسترخية، كان جسده وهالته أشبه بوقوفه بالفعل في قلب ساحة الحرب.
قال ملك الشياطين لفريسته.
“هيا، تخلّص مني.”
تجمدت ملامح الإمبراطور الثالث.
فهذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها القوة الحقيقية لملك الشياطين، بل وربما لم تكن تلك سوى جزء منها، لا كلها.
الإمبراطور الأول… لماذا قال المتجول الأول إنه يجب الحذر من ملك الشياطين.
الأن فقط أدرك الإمبراطور الثالث السبب.
قال ملك الشياطين مبتسمًا.
“أليس هذا ما يجب عليك فعله لتنقذ تنينك؟”
وحتى ملك الشياطين، بدوره، استطاع رؤية القوة الحقيقية للإمبراطور الثالث، أو على الأقل جزءًا منها.
تشوااااااا— (صوت اندفاع الماء)
وبخلاف المطر الهاطل من السماء، تدفق الماء هذه المرة من باطن الأرض صاعدًا نحو الأعلى، ليغمر البحر الأمبراطور الثالث ويحيط به.
فتح الإمبراطور الثالث فمه وقال.
“ملك الشياطين، إنك قوي.”
اعترف بما يجب الاعتراف به.
“لكن يجب أن أقتلك، وأقتُل كذلك أولئك الذين أمسكوا بيدك.”
لكن لم يبدُ على الإمبراطور الثالث أي تراجع، بل على العكس، كان غضبه يشتعل أكثر فأكثر.
عندها، رسم ملك الشياطين ابتسامة أعمق.
‘كما توقعت.’
غير أن عيني ملك الشياطين لم تبتسما.
‘إنه يفكر في الهرب.’
رغم مظهر الإمبراطور الثالث الغاضب، وتصرفاته التي توحي وكأنه على وشك قتل ملك الشياطين،
إلا أن ملك الشياطين أدرك الحقيقة.
هذا الوغد، يخطط للهروب،
والذهاب للبحث عن تنين الماء، لأنه يضم بين طياته قوة ثمينة تحمل جزءًا من نفسه.
‘أجل، أيها الإمبراطور الثالث.’
لا.
لا، بل أيها الفريسة… حاول أن تهرب.
فسيكون في انتظارك هناك فخّ محكم.
ارتسمت عند عيني ملك الشياطين ابتسامة صغيرة،
ثم خطا خطوة واحدة،
وكذلك فعل الإمبراطور الثالث.
كووووووووووم— (صوت انفجار هائل)
في قلب الطريق،
وسط الغابة الملتفة حوله،
بدأ دوي هائل، قادر على ابتلاع حتى أصوات المطر والرياح، يتردد صداه في الأرجاء.
***
على الجهة الاخرى،
أمام أسوار قلعة مدينة ميكا، اصطدم تنينٌ بتنين.
كواااااااانغ—! (صوت اصطدام عنيف)
دوّى صوت أصطدام هائل،
كان قويًا إلى حد أنه ابتلع حتى أصوات المطر العنيف وظلمة الليل نفسها.
“هَاه—”
“تـ… تنين!”
مدينتا ميكا وميدي.
لم يكن سكان هذين الإقليمين يسمعون سوى دويٍّ مدوٍّ، دون أن يفهموا حقيقة ما يجري.
لكن الذين كانوا داخل قلعة اللورد، استطاعوا رؤية المشهد خلف الأسوار بوضوح.
“التزموا الهدوء، لا داعي للتصرف بتهور، فعّلوا سحر الإرشاد!”
“نعم، أيها المستشار!”
“شددوا الحراسة على أسوار قلعة مدينة ميدي، وضعوا كل القوات في حالة تأهب قصوى، مع الإبقاء فقط على الحد الأدنى اللازم لتعقب المصابين!”
“نعم!”
“وأما مدينة ميكا، فأخبِروا قواتها أن تنتظر فقط، ولا يُسمح لأحد مطلقًا بالخروج من الأسوار من دون أوامر!”
“نعم!”
وبينما كان المستشار إد يطلق أوامره المتتابعة، كانت عيناه تتابعان صراع التنينين العظيمين خارج أسوار قلعة مدينة ميكا.
“ها، التنين هو فعلًا تنين.”
تنين الماء الخاص بالإمبراطور الثالث، ملك التنانين…
كان المستشار إد يدرك إلى حد ما مدى قوة ذلك الكائن.
لذلك، لولا معرفته بأن كايل قد امتص ذلك التجسيد، لما جرؤ مطلقًا على اقتراح مواجهة تنين الماء.
“…مذهل حقًا.”
لكن تنين الماء ذاك، الآن كان…
كراااااا—! (صوت زئير شرس)
كواااااااانغ—! (صوت اصطدام عنيف)
“ذلك التنين القديم… يفوق التوقعات حقًا.”
كان التنين القديم يواجهه حقًا.
على الرغم من أنه مقارنة بتنين الماء الضخم ذاك، القادر على اجتياح جبل بأكمله، كان التنين القديم يبدو أصغر حجمًا قليلًا منه.
لكن عندما يصطدم جسداهما، كان التنين القديم…
“يتغلب عليه—”
كان التنين القديم يتغلب على تنين الماء.
“رغم أنه غير قادر على استخدام السحر الآن…”
لم يستطع المستشار إد إلا أن يبدي إعجابه.
في نفس الوقت—
“…….”
كان كايل لا يزال يراقب إرحابين، وذراعاه معقودتان.
فلاااااااب! (صوت رفرفة جناحين)
فتح إرحابين جناحيه محلقًا عاليًا في السماء،
ثم انقضّ بغتة إلى الأسفل، نحو تنين الماء مباشرة.
كواااااااانغ—! (صوت اصطدام عنيف)
دوّى صوت هائل، ومعه كان إرحابين يسحق جسد تنين الماء الطويل، قابضًا عليه بقوة.
“مذهل حقًا.”
كان إرحابين يقاتل تنين الماء من دون أن يكترث بجسده الحقيقي.
كان المشهد ببساطة، أنه فقط يندفع ويصطدم بخصمه بعنف.
– أيها الإنسان، جدي غولدي مذهل!
هتف راون انبهار.
كراااااا—! (صوت زئير شرس)
أطلق تنين الماء زئيرًا غاضبًا، كاشفًا عن أنيابه في وجه إرحابين الذي كان يسحقه.
تنين الماء ذو هيئة التنين الشرقي،
تحرك ذيله الطويل ذلك واتجه نحو إرحابين الذي كان يسحقه.
فلاااااااب! (صوت رفرفة جناحين)
لكن إرحابين ارتفع في اللحظة ذاتها بسرعة خاطفة نحو السماء.
“جدي غولدي بارع في المراوغة! إنه قوي للغاية! واصطدامه الجسدي رهيب!”
تجاهل كايل كلمات راون للحظة، ثم التفت إليه قائلًا.
“إنه ذكي.”
“هاه؟”
“كما توقعت، السيد إرحابين ذكي للغاية.”
“هاه؟”
أمال راون رأسه بأستغراب.
“أيها التنين المزيّف، أهذا كل ما تستطيع فعله وأنت تُسمّى تنينًا؟”
حين سمع كايل صوت إرحابين، لم يتمالك نفسه من الإعجاب.
‘إيـيا!’
كما توقعت، لا يمكن تجاهل تلك الخبرة المتراكمة.
لم يكن ذكيًا فحسب، بل وماكر بحق.
السيد إرحابين، منذ البداية، كان قد أعدّ اللوحة بالكامل.
“قد تكون أجدت تقليد مظهر التنين، لكن ما دام ما في داخلك ليس حقيقيًا، فلن تقدر على إظهار قوته! هاهاهاها!”
قال إرحابين ذالك وهو يندفع مجددًا ليصطدم بتنين الماء بقوة هائلة.
كواااااااانغ—! (صوت اصطدام عنيف)
ومع دوي اصطدام هائل، بدا هذه المرة وكأن تنين الماء كان بانتظاره، إذ حاول، مستخدمًا جسده الطويل والضخم أن يلتف حول إرحابين ليطوقه.
فلاااااااب! (صوت رفرفة جناحين)
لكن إرحابين تفادى الهجوم بخفة،
وأثناء تفاديه قال بسخرية.
“همف. بطيء جدًا لتُسمّى تنينًا.”
كراااااا—! (صوت زئير شرس)
لم يستطع تنين الماء كبح غضبه.
من هو؟
إنه التنين الوحيد الذي يحتفظ به ملك التنانين، ملك البحر، إلى جواره.
وهو كائن خُلق من سيده، ملك التنانين نفسه.
فكيف يجرؤ هذا التنين العجوز أن يقول عني إنني مزيّف؟
لم يستطع تنين الماء تحمّل ذلك.
“حسنًا، بما أنّك وُلدت من ذلك الأحمق الذي يجرؤ على التبجّح قائلًا إنه ملك التنانين، فليس غريبًا أن تجهل نفسك. تِسك تِسك.”
نقر إرحابين بلسانه باستهزاء.
كراااااا—! (صوت زئير شرس)
انفجر تنين الماء غضبًا.
كيف يجرؤ!
لا يكتفي بإهانتي، بل وتجرأ أيضًا على إهانة سيدي!
لم يعد تنين الماء يستطيع كبح نفسه.
ذلك التنين العجوز…
سأقتله بلا شك!
وسأُثبت أن التنين الحقيقي هو أنا!
فلاااااااب! (صوت رفرفة جناحين)
في اللحظة التي ارتفع فيها ارحابين مرة أخرى إلى الأعلى ثم همّ بالاندفاع نحو تنين الماء مباشرة،
كان الأخير ينتظر تلك اللحظة.
ثم فجأة حرّك جسده.
بالمقارنة مع جسد ذلك التنين العجوز، كان جسده هو جسدًا عظيمًا لا يشيخ أبدًا.
“كخ!”
التف الجسد الضخم بسرعة حول جسد ارحابين.
كانت سرعة هائلة، مختلفة تمامًا عما كان من قبل.
وبدءاً من ذيله، بدأ تنين الماء يلتف بإحكام حول جسد ارحابين بسرعة البرق، ثم أخذ يعصر جسده بقوة جبارة.
“كخخخ–!”
شعر تنين الماء بالفرح حين سمع صرخة الألم تنطلق من فم التنين العجوز.
أجل، انظر!
من يهزم هذا التنين العجوز ليس سوى أنا، التنين الحقيقي الذي خُلِق على يد ملك التنانين!
وبينما كان تنين الماء غارقًا في نشوة النصر، ويشعر بالفخر—
“أيها الغبي.”
وصل صوت إرحابين الهادئ إلى أذنيه.
رغم أن وجهه كان مشوّهًا بالألم إلى أقصى حد، إلا أن عينا التنين القديم ظلّتا هادئتين، تحملان في أعماقهما خبرة عميقة.
“أنت لست تنينًا.”
وفي اللحظة التي عاد فيها الغضب يشتعل في عيني تنين الماء، وحاول أن يضغط على جسد ارحابين بقوة أكبر،
سرييييينغ—
سمع تنين الماء من مكان قريب جدًا صوتًا غريبًا.
أووو— أوووو— (صوت خافت لتدفّق الطاقة)
كان صوتًا خافتًا جدًا.
“هيهي.”
ثم أعقبه صوت ضحكة مرحة.
من فوق!
كان اتجاه الصوت من الأعلى.
رفع التنين المائي رأسه.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
كان المطر لا يزال ينهمر من السماء.
لكن بدل قطرات المطر، ظهر أمامه شيء آخر—
شبكة ضخمة من المانا السوداء.
“أمسكتُ بك!”
انقضت الشبكة السوداء – المصنوعة من سحر راون – على تنين الماء وارحابين في آن واحد.
حاول تنين الماء أن يتفادى، لكن—
قبض!–
أمسك إرحابين بجسده بكل مخالبه الأمامية والخلفية.
كراااااا—! (صوت زئير شرس)
زأر التنين الماء غاضبًا، وهو يتخبط بعنف، إلا أن ارحابين ظل ممسكًا بجسده الأضخم بلا هوادة.
لحظة واحدة فقط.
هذا كل ما كان مطلوبًا— مجرد لحظة وجيزة— حتى تغطي الشبكة السوداء على كلا التنينين العملاقين.
وبجسده الذي استعاد شبابه، كان إرحابين قادرًا على الصمود وتحمل ذلك بسهولة.
تشاااك!— (صوت هبوط الشبكة السوداء)
هبطت الشبكة من علٍ،
لتغطي تنين الماء وارحابين معًا.
وكلما ازداد تنين الماء تخبطًا، ازدادت الشبكة السوداء تمسكًا به.
لم يكن لذلك أن يكون إلا كذلك.
فـ راون، من فوق، في السماء، كان يراقبهما ويُحكِم ضبط الشبكة خيطًا بعد آخر.
وفي براعة التحكم بالسحر، قلائل جدًّا هم من يستطيعون أن يضاهوه.
“لقد انتهيت!”
كان دور راون محددًا منذ البداية.
وقت قصير فقط.
كل ما كان عليه فعله هو خلق تلك اللحظات القصيرة التي سيكون فيها تنين الماء مقيداً بإحكام.
لهذا أطلق العنان لسحره بحرية تامة،
“…..”
وإلى جانب ذالك، كان تشوي هان يقف الآن بجوار كايل يحميه.
لذلك، بفضل وجوده، استطاع راون أن يعمل مطمئنًا، ويستخدم المانا كما يشاء، ويصنع منها شبكة عملاقة تطبِق على خصمه.
وفي اللحظة التي التفتت فيها أنظار تشوي هان وراون نحو كايل، فتح الأخير فمه وقال.
“ابدئي.”
فك كايل تشابك ذراعيه ورفع يده مرسلاً إشارة.
سسسس— سسسست— (صوت احتكاك الجليد)
وبينما كان تنين الماء يتخبط محاولًا الإفلات، سمع صوتًا غريبًا.
ثم رأي امرأة تقترب من الشبكة.
وكانت امرأة يعرفها تنين الماء.
إنها التي تتحكم بالجليد.
اتسعت عينا تنين الماء بدهشة.
مد أحد أتباع ملك التنانين يده نحوه.
من خلال فراغات الشبكة الضخمة، مدّت يدها ولمست جسده.
—!
ثم، من فوق كتف تلك المرأة، لمح تنين الماء كايل يقترب نحوه.
أقترب منه إنسان وهو يلعق شفتيه بخفة، ويحمل درعًا ضخمًا معلقًا.
في تلك اللحظة شعر تنين الماء بشؤم غامض لا يعرف سببه.
“حتى مياه البحر يمكن أن تتجمد.”
قالت المتجولة ريون بهدوء.
“الأمر صعب بعض الشيء، لكن…”
لكنها مجرد لحظة، ولا حاجة لتجميد كل شيء.
يكفي أن يتجمد جزء من جسد تنين الماء حتى لا يتمكن من الفرار.
سَغَك— (صوت شيء يتجمد)
رأى تنين الماء جسده يتجمد حيث لامسته يد ريون،
وفي تلك اللحظة نسي حتى أن يقاوم.
عندها قال التنين القديم بصوت هادئ.
“أنت لست تنينًا.”
بعد أن واجه ارحابين تنين الماء في المرة السابقة، ظل يفكر بالأمر حتى أدرك شيئا.
قوة تنين الماء ذالك ليست لأنه تنين، بل لأنه ليس تنينًا.
“يا للغباء… أن تنسى جوهرك.”
جوهر تنين الماء هذا هو البحر،
تلك القوة الطبيعية الواسعة والجبارة.
لكنه حبس نفسه في قفص فكرة كونه تنينًا.
صحيح أن التنانين مخلوقات عظيمة وكاملة،
لكن هذا المخلوق رغب أن يكون غير ما هو عليه، دون أن يدرك عظمة جوهره الحقيقي،
ولأجل ذلك، تعمّد ارحابين ذكر لقب التنين المزيف والتنين الحقيقي، حتى يُبعده أكثر عن جوهره وينسيه حقيقته.
الماء قادر على أن يتدفق إلى أي مكان.
أي إن تنين الماء هذا، يستطيع الهروب إلى أي مكان.
ناهيك أنه ماء قوي لدرجة أنه قادر على اجتياح الجبال كامل.
أي إن تنين الماء هذا يمكنه في أي لحظة أن يتحول إلى بحر هائل.
لذلك كان لا بد من منعه.
ولهذا، التنين العجوز الذي أدرك الأمر، قال إنه سيتدخل بنفسه، وصاغ هذه اللوحة.
التنين القديم، والشبكة السوداء، والجليد.
وفي لحظة وجيزة، قُيّد تنين الماء بتلك الثلاثة.
وووونغ— وووو— ووو— (صوت اهتزازات وتدفق قوى للطاقة)
رغم تغطيته بالرمادي، إلا أن الدرع الذي يبعث قليلًا من البريق الفضي، كان يملك ما يكفي من الوقت ليستهدف جسد تنين الماء.
دووووم—! (صوت ارتطام عنيف)
ارتطم درع كايل بجسد تنين الماء.
ولأول مرة منذ زمن طويل، لم يُستخدم الدرع الغير قابل للكسر، في الحماية، بل في الهجوم.
.
.
.
~ترجمة: White.Snake