قمامة عائلة الكونت - 1256 - هطول المطر الرمادي 12

خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.

قراءة ممتعة💞

.

.

.

~ترجمة: White.Snake

.

.

.

الحلقة 480 الجزء الثانى سلسلة هطول المطر الرمادي 12

.

.

.

كانت الكاهنة تيموران، المغمى عليها في الوقت الحالي، قد تكلّمت من قبل بنبوءة مخيفة.

‘الليلة، ستغطى المدينة بالرمادي، وستحاول الوحوش الرمادية التهام الشياطين!’

‘ستشتعل المدينة بالنيران، وسيتردد صدى صراخ الشياطين في كل أرجاء الأرض!’

‘الرجل ذو الشعر الأحمر سيصعد إلى قمة برج الجرس، لكن ذلك البرج سيدمر بفعل التنين الأزرق!’

‘ل-لا، لم يهطل المطر الرمادي… وعندما يأتي الصباح، ستكون المدينة كلها مغطاة بالرمادي’

كانت تلك نبوءة مروّعة حقًا، لكن…

كان وجه كايل اللامبالي ينعكس بوضوح في أعين من حوله.

“لماذا؟ هل هذا غير ممكن؟”

سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)

وفي اللحظة التي بدت وكأن أسوأ كارثة على وشك الوقوع، حيث أوشكت النبوءة على التحقق… تم التخلص من الثعبان الرمادي، الذي كان من المفترض أن يكون الشرارة الأولى لكل شيء.

بل في الحقيقة… ذلك الثعبان الرمادي ابتلعه الرجل الواقف أمامهم.

“السيد إد.”

سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)

ما إن علم المستشار إد بظهور الثعبان الرمادي في مدينة ميدي، حتى اندفع مسرعًا نحو موقع الحادث، دون أن يخطر بباله حتى إحضار مظلة، فابتلّ بالمطر من رأسه حتى قدميه.

“… اللورد كايل.”

قال إد بوجه متصلّب، وهو يختصر الخطة العامة التي خرجت من فم كايل قبل لحظات.

“هل تقول أنك ستقوم الآن بكلٍ من جرّ الامبراطور الثالث وإقامة طقوس التطهير معًا؟”

“أجل.”

أجاب كايل بهدوء، موجّهًا كلامه لإد،

لكن من تفاعل مع تلك الإجابة لم يكن المستشار إد.

“مـ.. مجنون!”

اتجهت نظرات كايل إلى الجانب، حيث كان المتجولان تشوا وريون قد وصلا متأخرين برفقة كلوف.

وكان من تحدث إلى كايل هو المتجول تشوا.

“الامبراطور الثالث، لا، بل الأصح… تقول إنك ستواجه تنين الماء ذلك؟هل هذا معقول؟! الامبراطور الثالث قوي، لكن تنين الماء ذاك قويّ بنفس القدر!”

كان تشو جادًّا.

‘لا يجب أن يموت هذا الرجل!’

هذا الرجل الذي أمامه لا يجب أن يموت.

لو مات الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يريهم جميع لحظاتهم السعيدة، فستكون تلك كارثة له.

وفي اللحظة التي ظهر فيها الإلحاح واليأس في عيني تشوا.

ضحكة مكتومة ساخرة— [*يقصدو ذيك الضحكة اللي تنعمل بالشفتان فقط، “بفف”، يعني كأنه عم يقول ومن يهتم؟]

أطلق كايل ضحكة خافتة، ثم وجه بصره في أتجاه المستشار إد والجنرال مول.

وحين استقر بصره على المستشار إد، قال.

“سأبدأ بتنفيذ الخطة التي ذكرتها.”

“هــاه!”

أطلق المتجول تشو تنهيدة ثقيلة من شدة دهشته، لكن عيني المستشار إيد لم تحملا أي اضطراب.

بعد أن وصلوا إلى هذه المرحلة، أيُعقل أن يشك أحد في قدرة كايل هينيتوس على اتخاذ القرارات؟

هذا أمر مستحيل.

وفوق ذلك، إن حدث أمر طارئ، فإن اتباع أوامر القائد هو التصرف الأكثر فاعلية.

سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)

على الرغم من أن المطر كان يتساقط بغزارة، إلا أنه لم يلامس كايل.

صحيح، انه مبلل تمامًا بالفعل.

لكن التنين الأسود، الذي أصبح شفافًا، كان الآن يحجب المطر عنه باستخدام السحر.

ومع ذلك، كان وجه كايل شاحبًا، وشفتاه قد ازرقتا.

“……”

نظر المستشار إد إلى ذلك الوجه للحظة، ثم استدار مبتعدًا.

ومباشرة، اتجه نحو قلعة لورد مدينة ميدي.

ففي موقف قال فيه إنه سينفّذ، لم يتبقَ له إلا أن يبرهن ذلك بالفعل.

“أيها الفرسان والجنود، أنصتوا!”

وبدأ الجنرال مول هو الآخر بالتحرك.

“اذهبوا الآن إلى مرافق الحجر الصحي في مدينة ميدي ومدينة ميكا، وأخبروا الجميع—المصابين والمشتبه بإصابتهم—بأن طقوس التطهير سيتم تنفيذها الليلة.”

“نعم، سيدي الجنرال!”

“نعم!”

كانت ملامح وجوه جنود الإقليم، والفرسان، وجنود ملك الشياطين الذين أجابوا على كلماته، جادّة وحازمة.

لم يكونوا بالقرب من كايل، لذا، وسط اختراقهم للمطر الغزير، لم يتمكنوا من سماع ما كان يقوله.

لكن في هذه الليلة، ورغم هطول المطر، فإن سماعهم بأن طقوس التطهير ستستمر جعلت عزيمتهم تشتد تلقائيًا.

“أسرعوا!”

تحت أوامر مول، انطلق الجنود بخطى مسرعة. وفي خضم المطر المنهمر، صار من الصعب التمييز بين جنود الإقليم و جنود ملك الشياطين.

“هل أنت راضٍ؟”

الجنرال مول، الذي كان يراقب المشهد، التفت إلى كايل بوجه صارم وسأل.

“همم.”

ابتسم كايل ردًّا على سؤال الجنرال مول.

“لنبدأ بالانتقال مباشرة إلى أقرب مركز عزل.”

كانت هناك مراكز عزل متفرقة في أنحاء مدينة ميدي و مدينة ميكا.

كان ذلك أمرًا لا مفر منه، إذ كان لا بد من تنفيذ المهمة بسرية تامة، بعيدًا عن أعين الإمبراطور الثالث، ودون أن يلحظها سكان الإقليم.

ولهذا تقرر توزيع مراكز العزل في أماكن متباعدة، لضمان مراقبة أدق بدلًا من حشد أعداد كبيرة دفعة واحدة.

“……”

لكن الجنرال مول ظل يحدق في كايل دون أن يتحرك.

“ماذا؟”

وعند تلك النظرة، قال كايل بنبرة غير مبالية.

“هل أنت قلق من أن المصابين قد يهاجمون ليلاً؟ لا داعي للقلق، سأقوم بتطهيرهم جميعًا قبل أن يحدث ذلك.”

“لا، أنا—”

لكن مول لم يستطع أن يكمل كلامه.

“هــاه…”

ولم تخرج منه سوى تنهيدة، ثم بدأ يتحرك فورًا.

‘هل ستكون بخير؟’

تنين الماء… وطقوس التطهير…

لو قمت بالأمرين معًا، هل ستكون بخير؟

أراد مول أن يطرح هذا السؤال على كايل، لكنه ابتلع كلماته.

وفجأة، تذكّر مول كيف كان جنود الإقطاعية وجنود ملك الشياطين ينظرون إلى كايل بنظرات مفعمة بالأمل.

سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)

رغم أنها الليلة المذكورة في النبوءة، ورغم الأمطار والرياح العاتية التي تبعث شعورًا قويًا بالشؤم، إلا أن وجوه الجنود الذين اندفعوا جريًا وسط المطر كانت تنبض بالحيوية والأمل.

وذلك المشهد هو ما جعل مول يعجز عن الكلام.

‘ما به هكذا؟’

أبدى كايل ملامح مترددة أمام ذلك التعبير الحزين الممزوج بالشجن على وجه مول، لكن…

– كايل، أنت تنوي استعادة أكبر قدر ممكن من حالتك الجسدية قبل وصول تنين الماء، أليس كذلك؟

عند سماع كلمات سوبر روك، أومأ برأسه، بينما ارتخت ملامحه قليلا.

في الجزء العلوي من جسده، قرب كتفه، لم يتم تطهير التلوث بالكامل بعد،

وكانت بشرته ما تزال رمادية اللون.

‘لمواجهة تنين الماء، عليّ أن أطهر جسدي قدر الإمكان.’

بالطبع، بعد أن تهدأ هذه العاصفة الماطرة.

‘عندما ينام جميع المصابين بهدوء، سيكون بإمكاني تطهيرهم جميعًا… واستعادة صحتي أيضًا.’

بعدها، يمكنني أن أجد طريقة لامتصاص قوة تنين الماء.

‘ولكن بأي وسيلة؟’

كيف، وبأي وسيلة، يمكن استدراج تنين الإمبراطور الثالث وسلب قوته؟

‘الآن هو التوقيت الأنسب.’

الآن، بينما يقف ملك الشياطين في مواجهة الإمبراطور الثالث،

وفوق ذلك، حيث يظن الإمبراطور الثالث أن في هاتين المدينتين شيئًا ما ويحاول تنفيذ خدعة.

هذا أفضل وقت لاستدراج تنين الماء وحده دون الإمبراطور الثالث.

بالإضافة إلى ذلك…

“رون.”

“نعم.”

“أنت استرح.”

“…حاضر، سيدي الشاب.”

تحسبًا لأي طارئ، قرر إرسال رون إلى الخلف.

“البقية، من فضلكم ساعدوني اليوم.”

تشوي هان، وإرحابين، اللذان عادا دون أن يلحظ، والأطفال الذين يبلغ متوسط أعمارهم حوالي العشرة أعوام، وكذلك كلوف، جميعهم أومأوا برؤوسهم.

إنهم رفاق سبق لهم رؤية تنين الماء ومواجهته.

بوجودهم، أصبح اتخاذ كايل للقرار أسهل قليلًا.

و…

“يا.”

“هاه؟”

التوأمان المتجولان… تجمد تشوا فجأة، بينما حدقت ريون في كايل.

“ألن تجيبا؟”

“!”

تشوا الذي ينفث نيرانًا كالحمم البركانية، وريون التي تتحكم بالجليد.

من بينهما، نظر كايل إلى ريون على وجه الخصوص، قائلًا.

“هل تنوين ألا تريني مجددًا؟”

حين عجزت ريون عن الرد…

“جمّدي”.

“…ماذا؟”

اقترب كايل من ريون، واضعًا كلتا يديه على كتفيها، وكانت قد ارتسمت على شفتيه ابتسامة لطيفة نوعًا ما.

لكن ريون كانت تدرك جيدًا أن عينيه كانتا تشتعلان بوحشية.

‘هذا الرجل… غاضب.’

كايل هينيتوس غاضب جدًا الآن.

فجأة، نظرت ريون نحو الخادم رون، ثم أعادت نظرها بسرعة إلى كايل.

كايل هينيتوس، رغم أنه لم يُظهر ذلك بوضوح، إلا أنه كان غاضبًا للغاية داخله، بسبب إصابة أحد رفاقه.

‘آه.’

هذا الرجل لا يحاول فقط استنزاف قوة تنين الماء،

بل يريد أيضًا توجيه ضربة إلى الإمبراطور الثالث.

في اللحظة التي تركزت فيها عينا ريون،

قال كايل.

“عندما يكون رفاقي يواجهون تنين الماء ويصمدون لبرهة…”

شعرت ريون حينها وكأنها فهمت ما عليها فعله.

“جمّديه.”

أجمده.

“أنتِ عليكِ أن تجمدي تنين الماء.”

عندما ابتلعت ريون ريقها من غير وعي بسبب التوتر، وهي تستحضر في ذهنها صورة أحد أقوى ثلاثة أشخاص في عائلة دم الالوان الخمسة، الإمبراطور الثالث،

قال كايل.

“أنتما الاثنان قويان، أليس كذلك؟”

أغمضت ريون عينيها عند سماع كلماته، ثم فتحتهما مجددًا، وأجابت.

“إذن، هل ستواصل إظهار ذلك؟”

هل ستستمر في إظهار تلك اللحظات السعيدة لنا؟

أجاب كايل على ذلك السؤال، وهو يبتسم.

“أثناء تطهيري لبذور الفوضى في عالم الشياطين، يمكنك مرافقتي باستمرار.”

عندها، تكلمت ريون على الفور.

“لم أسبق أن واجهت تنين الماء الخاص بالإمبراطور الثالث، وبصراحة، لست واثقة. فتلك القوة أعلى من قوتي بكثير.”

مقارنةً بقدرتها على تجميد الماء، فإن قوة الإمبراطور الثالث هي البحر نفسه، وفوق ذلك، أنها من مستوى الألوان الخمسة.

“إذن، هل ستفعلينها أم لا؟”

لم يكن لهذا السؤال سوى إجابة واحدة.

“سأحاول.”

كانت ريون على استعداد لفعل أي شيء من أجل شقيقها الأصغر، تشوا.

وكان هذا أهون بكثير من الموت، لذلك لا سبب لرفضه.

“لا، بل سأفعلها حتمًا.”

قبل قليل، أثناء إقامة طقوس التطهير—ليس تلك التي جرت في ثكنات مدينة ميكا، بل في مركز العلاج الخاص بعشيرة الشجرة الرمادية—

حينها، بدا أن تشوا قد شهد نفس لحظات الفرح.

لكن بالنسبة لها، كان الأمر مختلفًا.

‘تشوا.’

بعد أن شهدت الوهم في ثكنة ميكا، ظل صوت تشو المفعم بالسرور يرن في أذنها.

وعندها فقط أدركت أنها شعرت بالسعادة في تلك اللحظة بالذات. [*يعني، فرحت لأن تشو فرح مو بسبب الوهم]

لذلك كانت ترغب في أن تعيش هذه اللحظة مرة أخرى،

ولا يمكنها أن تدعها تفلت منها.

“حسنًا. إذن بينما تقومين بتجميده…”

ارتسمت على شفتي كايل ابتسامة خفيفة.

“سألتهم أنا تنين الماء.”

كان كايل يشعر بطاقة تتدفق داخل جسده،

كان من الصعب وصف ذلك الشعور، لكن…

– عطشانة.

– …..

الدرع الغير قابل للكسر، والمياه آكلة السماء…

كان يشعر بوضوح أن الشجرة والماء يتوقان للقاء تنين الماء أكثر من أي وقت مضى.

“لنذهب.”

تحرك كايل.

***

سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)

كان المطر يهطل بغزارة، والرياح تعصف، والسماء ملبّدة بالغيوم.

عند أول مركز عزل في مدينة ميدي—

“كراااه—!”

“أغغ، آآآاااه—!”

دوّت صرخات المصابين الوحشية وهم يتشنّجون.

ورغم أن عددهم كان قليلًا، إلا أن المشهد كان كافيًا لإثارة الرعب.

تشورررك— (صوت فتح الأبواب والنوافذ)

سُرررك— (صوت انزلاق النوافذ)

عندما انفتحت النوافذ والأبواب دفعة واحدة، كشفت عن هيئات أقرب إلى الوحوش،

أجساد مغطاة باللون الرمادي، وتصرفات توحي بأنهم على وشك الانقضاض على أي كائن حي قريب.

“……!”

“!!”

امتلأ كل من كان يعيش قرب مركز العزل، أو المشتبه بإصابتهم الذين كانوا متجمعين أمامه، رعبًا عند رؤية ذلك المشهد.

شوشوشوش— (صوت مثل صوت الامواج او الرياح)

لكن حين تسلّل إلى الأسماع صوت ريح أخرى…

شوشوشوش— (صوت مثل صوت الامواج او الرياح)

أو ربما كان صوت أمواج،

تجلّت أمام الأعين ملامح جنود ملك الشياطين وجنود الإقليم، الذين كانوا يطوقون مركز العزل والمشتبه بإصابتهم.

لم يكونوا خائفين، ولا حزناء تمامًا، ولا حتى جادين بملامح مأساوية،

بل كان ما يكسو وجوههم مشرقًا.

أما أولئك الذين لفّهم الخوف، فقد ارتسمت على وجوههم ملامح غامضة، لا يُعرف إن كانت فرحًا أم ترقّبًا.

لكن كل ما كان واضحًا… أن الخوف بدأ يتلاشى ببطء.

شوشوشوش— (صوت مثل صوت الامواج او الرياح)

ثم، وأخيرًا، استطاعوا أن يروا رجلًا يظهر أمام المصابين الذين تحولوا إلى أشكال أشبه بالوحوش، والمشتبه بإصابتهم.

ورغم أن جسده كان مبللًا حتى آخره، إلا أن المطر لم يكن يلمس رأسه،

إذ كانت هناك مظلة سحرية سوداء تحوم فوقه بهدوء.

– أيها البشري، لا تدع المطر يبللك! إن أصبت بالبرد فسيكون الأمر خطيرًا!

الرجل ذو الشعر الأحمر، الذي كان يحمل مظلة مانا سوداء، كان وجهه شاحبًا، وغطت كتفيه منشفة.

سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)

لم يعد صوت المطر الغزير المشحون بالشؤم مسموعًا.

متجاوزًا النهر الملاصق للمساكن، دخل كايل إلى مركز العزل الأول، القابع في قلب المنطقة السكنية.

أولئك الذين كانوا داخل بيوتهم، خوفًا من الرياح الممطرة والظلام، أو بالأحرى من هذا الوضع المجهول، لم يفتحوا نوافذهم، واكتفوا بالتحديق عبر الزجاج نحو الخارج.

شوشوشوش— (صوت مثل صوت الامواج او الرياح)

انبعث صدى،

مزيج من صفير الرياح وهمس الأمواج،

وفي ثناياه، اندفع شيء ما متسللًا،

شيء يشبه ذكرى فرح قديم، يوقظ الحنين في القلب.

دُق— (صوت فتح النافذة)

فتح أحدهم النافذة،

فامتد الضباب الرمادي ليصل إليه أيضًا.

انتشر الضباب الرمادي ليغطي مركز العزل وكل ما حوله.

سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)

ورغم أن المطر الغزير كان ينهمر عليه،

إلا أن الضباب الرمادي ظل ثابتًا، ولم يختفِ.

“آه.”

“آه.”

ذكرى فرح واضحة أنستهم الخوف والرعب المبهمين،

ودفء انتشر في أجسادهم بالكامل.

ومن أجسادهم انبعثت جزيئات رمادية اللون، تطايرت لتتجمع نحو كايل ومركز العزل.

كانت أشبه بدرب تبانة رمادي متألق، لا المطر المنهمر ولا الظلام الدامس يستطيعان حجبه.

وحين اختفى درب التبانة ذاك،

تقطر… تقطر…

اختفى الجيران والمعارف والأهل الذين تحولوا إلى أشباه وحوش،

وعادوا إلى هيئاتهم الأصلية.

تقطر… تقطر…

ثم بدأت قطرات الماء الرمادية التي سقطت منهم تختلط مع المطر وتغور في الأرض.

“……”

“……”

ساد الصمت، إذ لم يجرؤ أحد على التفوّه بكلمة،

بينما تجمعت كل الأبصار نحو الرجل ذو الشعر الأحمر القاتم، الواقف تحت مظلة من المانا السوداء.

***

على الجهة الأخرى—

نظر ملك الشياطين إلى يده،

إذ أن أحد خواتمه كان يلمع. [*يالبيه طلع الملك يحب يلبس خواتم، تخرفنة اكثر]

طق. (صوت نقرة خفيفة)

وعندما لمس الخاتم، جاءه صوت.

– أرسل تنين الماء، من فضلك.

عينا ملك الشياطين، اللتان كانتا مملوءتين بالملل، تلألأتا فجأة.

سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)

فجأة، بدأ المطر يهطل في هذا المكان أيضًا.

بينما بدأ ملك الشياطين يدرك سبب تصرف الإمبراطور الثالث منذ لحظات، وكأنه كان ينتظر فرصة، وما الذي كان يسعى إليه.

تنين الماء، إذن.

الأمر كله كان لإيجاد فرصة لإطلاقه.

لم يكن ذلك صعبًا، إذ إنه لم يبذل كامل قوته ولو مرة واحدة حتى الآن.

فقد كان يشعر بالملل،

لأنها كانت معركة تخلو من أي متعة.

لكن الآن، بدا أن الوضع سيصبح ممتعًا بعض الشيء،

ليس بواسطته، بل بواسطة شخص آخر.

***

فتح كايل فمه وقال.

“التالي.”

تضاءل اللون الرمادي على عظم الترقوة قليلًا،

لكن لا يزال يتطلب المزيد من التطهير،

كما أن هناك الكثير من مراكز العزل لا تزال بانتظاره.

تابع الرجل ذو الشعر الأحمر مسيره، والمظلة السوداء المصنوعة من المانا فوق رأسه.

شوشوشوش— (صوت مثل صوت الامواج او الرياح)

شوشوشوش— (صوت مثل صوت الامواج او الرياح)

انبثقت مجاري درب التبانة الرمادية من كل مكان.

في عالم غطّاه الظلام، وحيث كان من الصعب الرؤية بسبب المطر والرياح،

كان ذلك الضوء الساطع هو كل ما يمكن أن يراه لمن نظروا إلى الخارج.

.

.

.

~ترجمة: White.Snake