قمامة عائلة الكونت - 1255 - هطول المطر الرمادي 11
خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 479 الجزء الثانى سلسلة هطول المطر الرمادي 11
.
.
.
كان الليل حالك السواد،
حتى القمر والنجوم حجبتهما غيوم داكنة ثقيلة.
والمطر يهطل بغزارة، تصاحبه رياح تعصف بعنف.
لكن في عيني أون، وفي أذنيها، لم يعد هناك أي شيء آخر الآن.
“—!”
لم تستطع أن تنطق بكلمة.
“رون—!”
“جدي رون!”
كانت تلك صرخات كايل وراون، و—
“جدي—!”
صرخة شقيقها هونغ.
ومع ذلك… أون لم تسمع شيئًا.
كان الأمر كما لو أن الوقت توقف، أو كما لو كان الزمن يتحرك ببطء شديد.
ببطء…
رفع ذراعه نحو الثعبان الرمادي تاركًا إياه يعضه،
بينما مد ذراعه الأخرى ليخفيها هي خلف ظهره، ليحجبها عن الثعبان.
ثم—
“يجب عليكِ دائمًا أن تفكري في كل الاحتمالات.”
صوت لا مبالٍ، لكنه هادئ.
بعيد عن اللطف الذي اعتاد أن يُظهره أمام كايل،
وبعيد أيضًا عن النبرة الدافئة التي كان التنين القديم إرحابين، أو تشوي هان، أو روزالين، أو غيرهم، يوجهونها لها ولأخيها.
ومع ذلك، كان غريبًا أن تشعر أون بالراحة حين تكون مع رون.
ببساطة… فقط تشعر بالراحة.
وفي هذا الزمن الموقوف، بدا صوت رون يصل إلى أذنها بوضوح غريب.
‘آه.’
لم تستطع أون قول أي شيء.
فرغ عقلها تمامًا.
الثعبان الرمادي، الذي ازداد ضخامة بابتلاعه مياه المطر،
ومعه ذلك الماء الملوث الذي يحمله—
كوااااااه— (صوت انفجار)
انفجر فجأة.
واجتاح رون.
حدث كل ذلك في غمضة عين.
تشوااك—! (صوت اندفاع الماء)
اندفع جسد رون إلى الخلف بقوة الانفجار في لحظة.
توك. (صوت ارتطام خفيف)
اصطدم جسد أون بظهره.
وبعد الانفجار، خيم صمت قصير.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
رغم أن صوت المطر والرياح كان صاخبًا، إلا أن أون شعرت فقط بسكون يخنق أنفاسها.
“…..”
لم تستطع الكلام.
ماذا حدث لجدي؟
حتى التفكير في ذلك لم تستطع.
كان جسدها جامدًا وكأنها لا تستطيع تحريكه.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
ربما بسبب انهمار المطر الذي غمر جسدها كله، أحست ببرودة تتسلل إلى أوصالها.
الأمر كان مختلفًا.
نعم، كان مختلفًا حقًا.
كان مختلفًا عن ذلك الشعور حين يتعرض كايل للأذى.
فجأة، لفت انتباه أون ظهر رون، ذلك الظهر الذي يفوق جسدها حجمًا، لكنه بدا في تلك اللحظة هزيلًا على نحوٍ غريب.
لم يتغير…
بينما تغير كايل، وتشوي هان، والجميع،
حتى هي وهونغ كبرا وتبدلا،
بقي ذلك الظهر كما هو،
كما تراه كل مرة حين يعودون إلى القلعة… المشهد ذاته، بلا أي تغيير.
“آه.”
خارت قوى ساقَي أون.
رون ليس قويًا.
انغرست هذه الفكرة في ذهنها.
دون أن تشعر، بدأ جسدها يتمايل دون وعي.
وفي تلك اللحظة—
“أون.”
سمعت صوت رون.
كان صوتًا مكتومًا بعض الشيء.
“!”
اتسعت عينا أون.
‘لا يمكن أن يكون؟’
رفعت رأسها—
شعرت بالقوة تعود إلى ساقيها اللتين كانتا ترتجفان قبل لحظات.
—ورأت رون.
“كلما كنتِ أضعف، ازداد وجوب أن تكوني أكثر حذرًا.”
كما في العادة… يلقي دروسه.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
لمحت ذراعه المبتلة،
والعلامة الواضحة لعضة الثعبان الرمادي.
كانت ملابسه قد تمزقت، حيث لم يكن الأمر مقتصرًا على ذراعه،
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
بل حتى جزء من جسده العلوي تمزق بفعل الانفجار.
‘هاه؟’
لكن ما ظهر من خلال ملابسه الممزقة، كان…
‘صفيحة حديدية؟’
رأت واقيًا للذراع مصنوعًا من حديد رقيق، وكان هذا يغطي أيضًا جزءًا من الجزء العلوي للجسم إلى حد ما.
بالطبع، كان اللوح الحديدي قد انبعج، ويبدو أن الجسد أيضًا تلقّى ضربة، لكن…
‘ليس بالأمر الخطير.’
لم تكن إصابة بالغة.
حتى التلوث…
لم يتمكن من اختراق جسده.
“!”
حين أدركت أون ذلك، رفعت رأسها قليلًا، فرأت وجه رون.
ظنت أن صوته بدا مختلفًا بشكل غريب، فإذا بوجهه مغطّى بقطعة قماش سميكة نوعًا ما.
كانت قطعة قماش يحملها رون دائمًا، لأنه لم يكن يستطيع مسح دماء كايل بمنديل عادي.
بعد أن دفع أون إلى الخلف بذراعه السليمة التي لم تُصب، رفعها ليحجب بها وجهه، ثم أسدل عليها قطعة القماش السميكة تلك لتغطي وجهه تمامًا.
“آه.”
خرجت شهقة من شفتي أون.
كلما كنت أضعف، ازداد وجوب أن تكون أكثر حذرًا.
كانت تعاليم رون كما هي، لم تتغير.
كان يكرر دائمًا،
كلما كنت أضعف، وجب عليك أن تكون أكثر حذرًا وتراقب محيطك بدقة تامة، وتستخدم كل وسيلة ممكنة.
كان هذا هو الأسلوب الذي تعلمه رون عندما كان قاتلًا و مخبرًا في السابق، وكان يتقنه في مواجهة الأقوياء.
بينما كان الآخرون يزدادون قوة،
كان رون يعدّ نفسه مسبقًا حتى لا يتخلف عن الركب.
كان هذا هو أسلوب حياة رون.
“!”
وهنا أدركت أون—
إنه قوي.
أسلوب حياة رون كان قويًا.
هذا الأسلوب يحمل في طياته الكثير من قوة.
كان ذلك بالنسبة لأون، التي كانت قد اعتادت مؤخرًا على أساليب تشوي هان وكايل، إدراكًا عميقًا أحدث تحولًا جذريًا في نظرتها.
“و—”
في اللحظة التي التقت فيها عيناها بعينيه،
“!”
تحرك رون فجأة،
وأرسل إليها نظرة تقول اتبعيني.
فهمت أون ذلك وبدأت في التحرك على الفور.
الجسد الذي أصبح باردًا؟
الساقان اللتان فقدتا قوتهما؟
كل ذلك اختفى في لحظة.
حركات أون، التي تشبه رون، كانت سريعة للغاية وخاطفة.
“!”
في اللحظة التي أدركت فيها أون أنها تحركت مبتعدة عن الصخرة، ومتجهة بعيدًا عن ضفة النهر، سمعت صوت رون عند أذنيها.
“أمام عدو قوي، لا يجب أن تغفلي.”
فهمت أون معنى تلك الكلمات.
“”ولا يجب أن تنسي هدف العدو.”
من كلمات رون التالية، أدركت أون — الذكية بطبعها — الكثير.
لقد فهمت الآن أن الثعبان الرمادي الذي حاول مهاجمتها…
والذي كان قد امتص مياه المطر، فازداد حجمه،
ثم هاجم رون، وانفجر بعدها.
ذلك الجسد الضخم…
ليس سوى ماء.
ماء ممزوج بمطر السماء ومياه النهر.
فهل سيختفي ثعبان مائي لمجرد أنه انفجر؟
لا.
بل على العكس—
بعد أن أزاح من طريقه العقبتين، رون وأون…
سسسس—! (صوت تدفق مائي)
سمعت أون أصوات الأمطار والمياه تتدفق، لكنها لم تكن أصوات مياه النهر.
لكن أون لم تلتفت خلفها، كانت عيونها مركزة على ظهر رون وهي تتحرك بسرعة.
قال رون.
“وأيضًا، لا يجب أن ننسى قوتنا.”
في اللحظة التي أنهى فيها كلماته تلك—
دونغ! (صوت ارتطام)
استدارت أون لتنظر خلفها.
الآن، أصبح بإمكانها أن تلتفت.
“أيها العجوز المرعب! لماذا تفزع الناس هكذا؟!”
من الأعلى، سمعت أون صوت كايل، صوت لم تستطع أن تميز ما إن كان غاضبًا، أو يضحك، أو أنه يشعر بالارتياح، وهو يخترق صوت المطر.
ثم—
“أختي!”
جاء هونغ راكضاً.
“جدي!”
ثم أتى راون طائرًا.
“أوه!”
لكنه توقف فجأة، وانحرف باتجاه كايل.
ومن خلف كتف كايل، رأت أون…
سوسسس—سسسسو—! (صوت تدفق مائي متسارع)
الماء الذي كان قد انفجر قبل قليل، بدأ يتجمع من جديد، وكان ذلك مع امتصاصه لمياه المطر المحيطة به.
الآن، لم يعد بالإمكان تسميته ثعبانًا.
سسسسس—سسسوسس— (صوت تدفق مائي متزايد)
ومع امتصاصه المزيد من المطر، قفز في لحظة متجاوزًا كتف كايل، متخطّيه بالكامل.
“هاه! هذا ليس ثعبانًا، بل تنين مائي!”
أدرك كايل ما كان أمامه.
“أيها الإنسان، هذا هو تنين الإمبراطور الثالث! نسخة صغيرة من ذاك تنين!”
كما قال راون بالضبط.
كان هذا التنين المائي أصغر بكثير مقارنةً بالتنين الذي شاهده من قبل، لكنه كان يكبر بسرعة ويتشكل ليشبه تنين الماء ذاك.
والآن، أصبح كايل يفهم،
لماذا كان من الصعب اكتشاف هذا الثعبان.
ولماذا كان هذا الثعبان ذكيًا جدًا.
ولماذا كان قويًا لدرجة أنه يمكنه الانفجار وتغيير شكله.
‘تنين الماء.’
إذا اعتبرنا أن هذا التنين المائي الذي أمامي نسخة مصغرة من تنين الماء، فكل شيء يصبح منطقياً.
– كايل، أليس من الممكن أن هذا الشيء قد يكبر ليصبح التنين الذي ظهر في النبوءة؟
قال سوبر روك.
– إنه مشبع بتلوث الفوضى! أشعر وكأنه تجسيد لتنين الماء الذي رأيناه في المرة السابقة!
قالت المياه آكله السماء، بنبرة عاجلة.
ثم حدّق كايل في التنين المائي الذي يمتص المطر، وصاح.
“رون! امسح كل شيء حالًا، أو اغسله!”
حين رأى كايل الثعبان الرمادي يهاجم أون، صُدم بشدة.
ثم صُدم مرة أخرى حين رأى رون يتصدى للهجوم.
بالطبع، شعر بالارتياح لرؤية استعداد رون،
لكن القلق لم يزل عن قلبه—
فهو لا يعرف كيف يمكن أن ينتقل التلوث المتدفق عبر الماء.
لذلك نبه رون.
ثم حدّق في التنين المائي.
‘اللعنة على الإمبراطور الثالث، ذاك اللقيط الحقير!’
بسبب ذاك الوغد اللقيط أصبحت الأمور معقدة للغاية، بل وكادت أن تحصل كارثة لرون وأون.
والأمر لا يتعلق بكون رون قويًا أو مخيفًا…
لكن هذا الرجل لم يعد في عمر يسمح له بالجري تحت المطر هكذا!
ألا يعرف ذلك الوغد احترام كبار السن؟
وفوق هذا، أون؟ هذه الفتاة، لو قسنا على المعايير الكورية، فهي في سن تلميذة ابتدائية.
وتلميذة ابتدائية كانت على وشك أن تتلوث.
هل يُعقل هذا؟
ارتسمت على شفتي كايل ابتسامة ساخرة، واكتسى وجهه بتعبير ملتوي مليء بالغضب.
ذلك الوغد الإمبراطور الثالث… سوف أضربك لا محالة.
وحين اشتعلت النيران في عيني كايل—
“حاضر يا سيدي الشاب. سننفذ أوامرك. لكن من هو هذا العجوز المرعب؟”
“!”
ارتعشت بؤبؤتا كايل، وسرعان ما تظاهر بعدم السماع.
لم يكن لديه خيار…
حتى لو أراد الرد، فليس هناك وقت ذلك الآن.
وكان الأمر كذلك فعلًا.
فهو لم يستطيع أن يرفع عينيه عن ذلك التنين المغمور بتلوث الفوضى.
الآن، ذلك الكائن الذي بات أشبه بتنين أكثر منه ثعبانًا،
فتح فمه—
كواااااا—! (صوت زئير)
وكان هدفه… كايل.
اندفع التنين المائي الرمادي نحوه، كاشفًا عن أنيابه،
بل وتجاوز ذلك ليستهدف أيضًا رفاق كايل القريبين،
والجنود والفرسان المحيطين بهم.
“!”
“أيها الإنسان، سأوقفه!”
في تلك اللحظة التي تحدث فيها راون—
أصيب كل من الجنود والفُرسان المحيطون، بالإضافة إلى أون وهونغ وراون، بالدهشة.
دويييي—! (صوت ارتطام قوي)
إذ أن التنين المائي الذي كان يقفز، قد هبط فجأة على الأرض واندفع نحوهم بسرعة.
“ت، تراجعوا!”
“ابتعدوا!”
“أيها الإنسان، سأقيم الدرع!”
“مياااااو!”
استعد الجميع بطريقتهم الخاصة، لمواجهة هذا التنين المائي.
“همف.”
في تلك اللحظة، شخر كايل بسخرية.
كواااااا—! (صوت زئير)
التنين الذي كان يزمجر، ويندفع نحو كايل، قام بتغيير اتجاهه فجأة بسرعة كبيرة.
“أيها البشري، إنه متجه إلى النهر!”
النهر…
بجسده الكبير المملوء بسبب امتصاص المطر، يا ترى ما الذي سيحدث لو وصل إلى النهر…
“لا!”
في اللحظة التي أطلق فيها الجنود والفرسان صرخات يائسة…
“كنت أعلم أن هذا سيحدث.”
انتشر صوت كايل الهادئ في وسط المطر،
ثم مد يده نحو النهر.
“!”
“……!”
الجنود والفرسان المحيطون، من قوات ملك الشياطين وجنود الإقليم الذين أدركوا الاضطراب وأسرعوا نحوهم،
وكذلك الشياطين الذين يعيشون بالقرب من النهر ويراقبون بقلق من منازلهم،
لم يلاحظ أحد منهم التنين المائي الذي كان يتجه نحو النهر.
سشواااا— (صوت تدفق الماء)
ارتفع صوت ماء مختلف عن صوت المطر.
“بهذا القدر، يمكننا التعامل معه، أليس كذلك؟”
على سؤال كايل، أجابت المياه آكلة السماء.
– بالطبع.
كان التنين الرمادي الذي يواجهونه الآن، أشبه بنسخة مصغّرة من تنين الماء.
– إنه واحد على عشرة.
هذا كان تقدير المياه آكلة السماء لقوة هذا التنين، بعد أن شاهدت تنين الماء.
– إنه واحد على عشرة فقط من قوة تنين الماء.
إن كان الأمر كذلك…
– الأمر سهل.
تشو-أو-أو-أو— (صوت انقسام الماء)
فجأة، انشقت مجاري النهر التي انتفخت بمياه الأمطار الغزيرة،
واندفعت من الشقوق سلاسل مائية هادرة.
– لقد حبست هناك من قبل، لذلك أعرف. لا شيء يمكن أن يضاهي هذا.
تَشوَرَرَر، تَشوَرَرَر— (صوت السلاسل المائية)
خمس سلاسل اندفعت إلى الأعلى.
سلاسل مائية.
في لحظة، أمسكت تلك السلاسل التنين المائي الذي كان على وشك القفز إلى النهر، وقيدته بإحكام.
–!
التوى جسد التنين الرمادي.
وأدرك غريزيًا،
هذا ليس ماءً.
ليس ماءً يمكنني التحكم فيه كما أشاء…!
لا يمكن أن يمتزج به.
لا يمكن امتصاصه.
أنا الأضعف هنا…!
تَشوَرَرَر، تَشوَرَرَر— (صوت السلاسل المائية)
كواااااا—! (صوت زئير)
كانت السلاسل المائية تضغط على التنين الرمادي بشدة.
فيما صرخ التنين وهو يحاول الهروب من السلاسل.
حاول أن يندفع نحو النهر.
لكن جسده كان معلقًا في الهواء، مربوطًا بتلك السلاسل.
كواااااا—! (صوت زئير)
أخذ التنين الرمادي يتخبط بعنف، محاولًا أن يمتص المزيد من المطر الغزير المتساقط ليزيد من حجمه.
“هيه.” [*ضحكة خافتة تبع شماتة وسخرية]
لكن كايل سخر منه.
ما لم يكن مختفيًا عن الأنظار، فإن كايل لم يكن ضعيفًا إلى درجة أنه سيعجز عن القبض على تنين رمادي لا تتجاوز قوته عُشر قوة التنين المائي.
ألم يكن هو كايل الذي تمكن في النهاية من صدّ قوة الإمبراطور الثالث.
كواااااا—! (صوت زئير)
زمجر التنين الرمادي، ثم حدق أخيرًا في كايل.
“هيه.”
ثم ضحك كايل بسخرية.
“خطتك واضحة جداً، أليس كذلك؟”
كان جسد التنين الرمادي يتهاوى، محاولًا الإفلات من السلاسل المائية عن طريق التحوّل إلى قطرات ماء ويسقط في النهر.
لكن كايل كان يدرك ما يحاول فعله.
‘خدعة مكشوفة جداً.’
– عطشانة.
قالت الكاهنة الشرهة، فأجابها كايل.
“حسنًا. سأعطيك ماءً. هذا ما تريدينه، أليس كذلك؟”
وفجأة خطر له تساؤل، هل يمكن للكاهنة الشرهة أن تشرب ماء البحر المالح؟
– بالطبع!
لكن بما أنها هي من طلبت، أليس من الواجب إعطاؤه لها؟
وووووو— (صوت تدفق الطاقة)
ظهر درع غطته طبقة من الرمادي،
ليس الدرع الفضي المعتاد…
تشوواه—! (صوت حركة الجناحين)
انبسط جناحان من الدرع،
ثم—
كواااجك! (صوت اختراق قوي)
بينما كان التنين الرمادي يقاوم محاولًا الهروب وهو مقيد بالسلاسل، انغرس شيء ما في جسده.
ثم طوّقه جناحان كبيران.
كرااااهههه—! (صوت زئير متألم)
زأر التنين الرمادي.
– سأشربه جيدًا.
كما تسرب التلوث إلى سطح الدرع الرمادي، بدأ الماء يتسرب إليه أيضًا.
– بلع، بلع.
سُمع صوت الكاهنة الشرهة وهي تشرب الماء.
كرااااهههه—! (صوت زئير متألم)
زأر التنين زئيرًا مأساويًا، بينما كان جسده يتقلص شيئًا فشيئًا، وكلما حدث ذلك، شدّت المياه آكلة السماء السلاسل أكثر، مساندة الدرع.
“…….”
أما كايل، بذراعاه متشابكتان، ظل يحدق به بهدوء.
كرا…آآه… (صوت الزئير يخفت)
أخذ زئير التنين الرمادي يتلاشى.
وأخيرًا…
– انتهيت من الشرب!”
في اللحظة التي نطقت فيها الكاهنة الشرهة بهذه الكلمات…
طبطب! (صوت تقاطر الماء)
من خلال السلاسل المائية، انحدرت مياه المطر العادية التي كان التنين الرمادي قد امتصها، متسربةً إلى النهر.
“أوه.”
أبدى كايل إعجابه،
بينما برقت عيناه ببريق خاص.
‘1/5.’
الدرع المتصبغ باللون الرمادي.
حوالي 1/5 من ذلك الدرع عاد إلى لونه الفضي من جديد.
– آهه… مالح.
تذمرت الكاهنة الشرهة قائلة إنه مالح، لكن…
– لكنه منعش. أريد أن أشرب المزيد.
لمع بريق غريب في عيني كايل.
الدرع المنقوش عليه قلب…
كانت هناك أوراق الشجر تُرسم عليه شيئًا فشيئًا، فقط في الأجزاء التي عادت إلى اللون الفضي.
‘شيء ما يتغير.’
الدرع الغير قابل للكسر… قوة الشجرة تتغير بطريقة ما.
ويبدو أن هذا التغيير في الاتجاه الجيد.
ابتسامة عريضة—
ارتسمت على شفتي كايل ابتسامة عريضة.
***
“!”
تراجع الإمبراطور الثالث إلى الوراء بسرعة، رافعًا كمّه.
عشر قطرات ماء…
اختفت واحدة منها.
وبقيت تسع قطرات فقط.
لم تكن هذه القطرات مجرد علامة.
بل كانت بمثابة تجسيد له.
كان قد وضع جزءًا من قوته الخاصة في تلك القطرات.
والقطرة صغيرة التى تحتوى على البحر.
‘اختفت؟’
بدون أي أثر؟
بما أنها قد اختفى، لم يتمكن الإمبراطور الثالث من قراءة الذكريات المرتبطة بتلك القطرة.
تلاشى التعبير من وجهه شيئًا فشيئًا.
رفع يده—
كوااااااانغ! (صوت دوّي هائل)
تحطمت المياه، فتراجع الإمبراطور الثالث خطوة أخرى، ومن خلال الفجوة، رأي ملك الشياطين وهو يحدّق فيه.
لكن بالنسبة للإمبراطور الثالث، لم يكن ملك الشيطاين ذاك هو ما يهمه في هذه اللحظة.
‘كيف يجرؤ!’
اختفت نسختي؟
من هذا الذي تجرأ على فعل شيء كهذا؟
ساد وجه الإمبراطور الثالث برد قاسٍ، ثم قال.
“أيها التلاميذ.”
نادي أتباعه الذين كانوا يراقبون الموقف، وأمرهم.
“أوقفوه.”
وأشار إلى ملك الشياطين.
امنعوه ولو على حساب حياتكم.
لأنه كان بحاجة إلى ثغرة صغيرة
فالإمبراطور الثالث كان لابد أن يمسك ويقتل، مهما كان الثمن، ذلك المجهول الذي تجرأ على القضاء على تنينه العزيز.
‘لكن… إن لم أتمكن من الذهاب بنفسي.’
إذا لم يمنحه ملك الشياطين أي مجال للتحرك…
“…..”
نظر الإمبراطور الثالث إلى ذراعه.
حتى إن لم يستطع تحريك جسده، فإن انتزاع لحظة قصيرة لتفادي أنظار ملك الشياطين وإرسال تجسده، التنين المائي، ليست بالفكرة السيئة.
ليس عُشر قوته فحسب… بل كاملها.
***
– إنه غير كافٍ.
تذمرت الكاهنة الشرهة لكايل.
“كم مرة؟”
سأل كايل.
– 5 مرات!
أجاب الكاهنة الشرهة.
إذا شربت 5 مرات أخرى، ستشعر بالانتعاش التام.
ارتسمت ابتسامةٌ على شفتي كالي.
من الفوضى المولودة من 43 طقسًا، إلى فوضى البابا، وحتى الأثر المقدس ‘الفوضى المحمولة على الرياح’…
حقًا لقد التهمت الدرع الكثير.
ويا ترى، ماذا سيحدث إذا هضمت الكاهنة الشرهة كل ذلك؟
“خمسة مرات، إذاً—”
تحركت نظرات كايل.
“هَه… هَه—!”
كان الجنرال مول يهرع بسرعة إليه متأخرًا، ما إن رآه كايل حتى قال.
“الجنرال مول.”
“؟”
“هل هناك طريقة للتواصل مع ملك الشياطين؟”
“…هاه؟”
“هناك شيء أريد قوله له.”
ملك الشياطين، الذي من المؤكد أنه الآن يقاتل الإمبراطور الثالث،
لدي أمر أريد أن أطلبه منه.
– غريب… يبدو أن النبوءة ستتحقق جزئيًا.
لم يعر كايل كلام سوبر روك اهتمامًا.
– هممم.
ثم أظهرت المياه آكلة السماء تعبيرًا غريبًا.
“أنا عطشان”
“أيها الإنسان، عندما تبتسم هكذا أشعر أن كل شيء سيتحطم!”
كايل، وهو يتجاهل كلام راون، ألقى نظرة حوله.
لقد بدأ الليل الآن.
ولسبب ما، شعر أن الليل القادم سيكون مختلفًا قليلًا عما كان يتوقعه.
وبفكرة التهام الإمبراطور الثالث، شعر كايل، ولأول مرة منذ زمن طويل، بانتعاش وسعادة كبيرين.
.
.
.
~ترجمة: White.Snake