قمامة عائلة الكونت - 1254 - هطول المطر الرمادي 10
خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 478 الجزء الثانى سلسلة هطول المطر الرمادي 10
.
.
.
كايل المتجه إلى مدينة ميدي،
أبصر الشياطين يحدّقون فيه بنظرات شاردة؛
شياطين عشيرة الشجرة الرمادية، وقوات الإقليم، وجيش ملك الشياطين…
عندها، توقف في مكانه لوهلة.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
بدأ المطر يهطل بغزارة.
وكان بإمكانه أن يشعر من خلال السماء أن هذا المطر سيزداد شدة.
“راون.”
– فهمت!
فتح كايل فمه.
ووووو— (صوت تدفّق الطاقة)
وبفضل سحر راون، تردّد صوته في أرجاء المكان.
“نهاية الطقوس هي الاستمتاع بالمهرجان معًا.”
نعم، كان قد قال ذلك من قبل،
ولهذا، ورغم الارتباك، قامت عشيرة الشجرة الرمادية بالاستعداد للمهرجان.
ورغم أن المطر يتساقط الآن والجو ليس جيدًا، إلا أنهم قد نالوا من السعادة ما يكفي لتجاوز ذلك، فكان بوسعهم الاستمتاع بالمهرجان ولو تحت المطر.
“لكن الطقوس لم تنتهِ بعد.”
بمجرد أن وقعت كلماته في آذان الشياطين، حتى تغيّرت تعابير وجوههم.
“سأواصل التطهير طوال الليل.”
أعلن كايل.
بأن التطهير لم ينتهِ بعد.
وأنه سيستمر في القيام بذلك.
“هناك الكثير من الأرواح التي يجب إنقاذها.”
لأن هناك عددًا كبيرًا من الشياطين الذي ينبغي إنقاذهم.
وفور أن أدركو مغزى تلك الكلمات، حتى تغيّرت تعابير وجوههم.
جيش ملك الشياطين، وقوات الاقليم،
وكل فرد بالغ من عشيرة الشجرة الرمادية، من الرماة والمحاربين المهرة،
خيمت بينهم طاقة غريبة،
وقد كانت تلك الطاقة مليئة بالعزم ومهيبة.
قال لهم كايل.
“سيُقام المهرجان بعد انتهاء كل شيء،”
لذا حتى ذلك الحين،
“فلنظل معًا حتى ذلك الحين.”
كانت تلك الكلمات وحدها كافية.
تبدّل الجو بين صفوف الشياطين، فبدَوا مختلفين.
كايل، وقد لمح ذلك التغيّر في عيونهم، أومأ للجنرال مول.
كُونغ! (صوت ضربة قوية بالأرض)
بقوة داس الجنرال مول الأرض بقدمه، ووقف في مركز الساحة وقال.
“اعتبارًا من الآن، سيدخل الجيش في حالة التأهب القصوى!”
وبينما كانت أصداء كلماته تتردّد، استدار كايل متوجهًا إلى مدينة ميدي.
تاداداك— (صوت خطوات سريعة)
وكان هونغ يسير بجانبه.
‘أختي أون ورون، قد يكونون في خطر.’
تاداداك— (صوت خطوات سريعة)
كانت خطوات هونغ أسرع من أي وقت مضى.
“كايل—”
“السيد ارحابين، أرجوك توجّه إلى مدينة ميكا.”
“فهمت.”
على الفور ابتعد ارحابين الذي كان يقترب قبل لحظات،
وسار في الاتجاه الذي سلكه تشوي هان.
“……”
وحين التفت كايل ليتحقق من أن كلوف يتبعه—
“!”
“……”
— تجمّد المتجولان تشوا وريون، اللذان كانا يسيران خلف كلوف، فجأة، حين التقت أعينهما بعيني كايل.
كان وجه تشو شاردًا، كما لو كان في حلم.
أما ريون، فقد فتحت فمها على الفور وقالت.
“الثعبان المائي، تلك هي قوة الإمبراطور الثالث.”
ريون، التي استمعت إلى الحديث وأدركت الموقف، أصبحت في حالة من القلق.
“لم نكن نعلم! حقًا لم نكن نعلم!”
عندها، تفوّه كايل ببرود، وملامحه تخلو من أي تعبير.
“أعتقد أنه سيكون من الأفضل لكم أن تفكروا جيدًا في كيفية التصرف في المستقبل قبل أن تتحركوا.”
كانت نبرته باردة للغاية لتُعتبر نصيحة.
لم تستطع ريون قول أي شيء،
فقد كان كايل قد ألتفت بالفعل.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
وابتعد بسرعة، مخترقًا المطر المتساقط.
نظرت ريون إلى ذلك المشهد، وحرّكت شفتيها كأنها تحاول قول شيء، لكن بلا صوت.
وفي تلك اللحظة،
“السيدة ريون.”
قال كلوف وهو يبتسم بهدوء.
صحيح… هذا الرجل الوقح يبتسم في مثل هذه الأوقات.
وعندما أدركت ريون تلك الحقيقة…
“أثبتوا أنكم مُفيدون.”
“! ”
ارتجفت حدقتا عيني ريون،
“إذا أثبتم جدارتكم بما يكفي لتغطية أخطائكم، فلن تفارق السعادة جانبكم أبدًا.”
كما لو أن أسطورة تنكشف أمامي مباشرة. [*شعور ريون الداخلي، يعني كلام كلوف والموقف اللي هي فيه الأن حسسها انها على ابواب اسطورة]
ثم، حوّل كلوف نظره عن ريون، التي غرق وجهها في ملامح معقّدة، دون أن ينطق بكلمة،
وعلت شفتيه ابتسامة أعمق وقال.
“يبدو أن السيد تشوا قد فهم.”
كان وجه تشو شاردًا، لكن في عينيه كان هناك بريق واضح.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
تحت الأمطار المتساقطة،
وبينما كان كلوف يراقب كايل وهو يبتعد، فتح فمه مره اخرى وقال.
“أيها السادة، خيانة عائلة الصيادين ليست بالأمر الصعب.”
اختفت الابتسامة من فمه،
وحدّق في تشوا وريون بملامح خالية من التعبير وهو يقول.
“لكن خيانة قلوبكم، وسعادتكم، ومشاعركم، أمر مؤلم حقًا.”
لم تستطع ريون أن تنطق بكلمة، وهي تحدّق في ذلك الوهج الغريب داخل عيني كلوف.
على الرغم من أنه كان أضعف منها، إلا أن ما يكمن داخله بدا شرسًا للغاية على نحو مروّع.
أما تشوا،
“….”
فقد اكتفى بالصمت بينما كانت عينيه تلمعان ببريق غامض.
“هوهو.”
ضحك كلوف مجددًا ثم زاد من سرعة خطواته.
“اليوم، عليكم أن تتبعوا كايل-نيم باجتهاد، فهكذا فقط ستتمكنون من رؤية الذكريات التي ترغبون فيها.”
قاد كلوف سيكا، تشوا، وريون في اتجاه كايل.
وبالطبع، حتى وسط ذلك، كانت حواسه في أقصى درجات اليقظة،
ليتأكد إن كان تشوا وريون سيقومان بأي حماقات.
فقد كان ذلك أمرًا أصدره كايل،
وأوامره لا يمكن عصيانها أو التهاون بها أبدًا.
وفي الوقت نفسه، بعد أن أوكل كايل أمر تشوا وريون إلى كلوف وأزاحهما من دائرة اهتمامه، التفت إلى راون قائلاً.
“كرة الاتصال المرئي.”
“مفهوم!”
وبينما استمع إلى صوت راون الشفاف، ظهرت شاشة الاتصال المرئي طافية أمام عيني كايل.
وسرعان ما تم الاتصال.
– اللورد كايل؟
كان ذلك صوت إد، مستشار ملك الشياطين.
“هل تم التواصل مع ملك الشياطين؟”
– همم. لماذا تسأل؟
هاه…
أطلق كايل تنهيدة عميقة.
هذا المستشار، حقًا لا يفهم الكلام.
“السيد إد، لست أنا من ينبغي أن يشرح لك الأسباب الآن.”
كان صوت كايل باردًا، وحاسمًا.
– لم يكن هناك أي اتصال.
إذًا لا بد أن يقول له الأمر لكي يفهم.
“تم اكتشاف ثعبان مائي يخص الإمبراطور الثالث.”
– همم!
“وتوجّه ذلك الثعبان نحو المدينة، وهو يحمل سوائل تلوث الفوضي.”
– !
لم يكن كايل ينظر إلى شاشة الاتصال المرئي.
فكل تركيزه كان منصبًا على أسوار مدينة ميدي البعيدة.
“ابتداءً من الآن، تحركوا بشكل مباشر.”
اتّسعت عينا إد وهو يحدّق في شاشة الاتصال.
كان قد فهم تمامًا ما يعنيه كايل.
الثعبان المائي، والإمبراطور الثالث،
والمطر.
كان يمتلك من الفطنة ما يكفي ليدرك ما ينبغي عليه فعله.
– سنركّز على تعقّب الثعبان المائي، وتجنّب المطر، واكتشاف المصابين.
“نعم، سأترك الأمر لك.”
تحرّكت شفتا إد للحظة،
وهو يري كايل الذي يركض تحت زخات المطر المنهمرة… بدا له أنه يفهم، بشكل عام، الوضع الذي فيه كايل الآن.
– أتمنى لك التوفيق.
مباشر مع انتهاء تلك الكلمات، تم قطع الاتصال.
ثم، بعد لحظات…
ووووو—ووووو— (صوت تدفّق الطاقة)
في ميدي وميكا، بدأت الأصوات السحرية تتردّد في أرجاء المدينتين.
تحرك المستشار إد بسرعة.
– المرض الرمادي هو مرض معدي ينتقل عبر السوائل. أرجو من جميع المواطنين البقاء في منازلهم هذه الليلة.
بدأ صوته يُرسل إلى المدينتين.
– يرجى إبلاغ قلعة اللورد في أقرب وقت ممكن عن أي شخص مصاب أو مشتبه في إصابته.
فقط بهذه الطريقة يمكن إنقاذهم.
الإمبراطور الثالث…
لقد اكتشف الأمر بالفعل.
لا يعلم إلى أي حدّ بلغل في اكتشافاته، لكن بما أنّ الثعبان المائي يلعب حيله الآن، فلا شك أنّ الإمبراطور الثالث يخوض مواجهة مع ملك الشياطين الآن.
وكان المستشار إد، وكايل، قد أدركا ذلك، لذلك غيّرا من سلوكهما.
أخرجا إلى العلن ما كان من المفترض أن يُعالج في سرّية وهدوء.
بالطبع، كان المستشار إد قلقًا من ردود الأفعال، ومن الفوضى التي قد تعمّ المدينتين جرّاء ذلك، كما كان يخشى ألّا يلتزم الناس بالأوامر.
“السيد إد!”
في تلك اللحظة، هرع أحد المسؤولين يقدّم تقريره.
“تفيد التقارير بأن قوات الإقليم وعشيرة الشجرة الرمادية قد انضمّوا إلى جيش ملك الشياطين بقيادة الجنرال مول، ويتحرّكون معًا!”
تغيّر وجه المستشار إد.
“كما ورد أنّ جميع المصابين من عشيرة الشجرة الرمادية قد تمّ تطهيرهم! ويُقال إن التطهير سيستمر طوال الليل!”
أطلال إله الشياطين،
العشيرة التي تحرس تلك الآثار…
إذا قدموا دعمهم لملك الشياطين، حتى لو كان مؤقتًا، فإن سكان إقليمي ميكا وميدي لن يعارضوا كثيرًا وسيطيعون.
فالكاهنة التي لم تَحْنِ رأسها حتى لملك الشياطين، تلك الجريئة التي تقود العشيرة، قد تحالفت هذه المرّة معه.
“هذه الليلة!”
رفع المستشار إد صوته.
“هذه الليلة، علينا أن نصمد مهما كلف الثمن! يجب على الجميع أن يكونوا في كامل يقظتكم!”
ثم أردف،
“وأوّلًا وقبل كل شيء، عليكم ان تنفذوا كل أوامر اللورد كايل، وراقبوا حالته عن كثب، وقدّموا له الدعم! هل فهمتم؟”
“مفهوم!”
“نعم، مفهوم!”
في نفس ذلك الوقت—
رتفع صوت الجنرال مول أيضًا، ليصدر أوامر مختلفة قليلاً.
“الإمبراطور الثالث، قد يهاجم العدو الخارجي المدينتين! يجب أن نتخذ تدابير وقائية شاملة!”
كان يعلم أنّ ملك الشياطين يخوض صراعًا مع الإمبراطور الثالث، ولكن…
لم ينسَ النبوءة.
في النبوءة، ظهر التنين المائي هنا.
أي أنّ الإمبراطور الثالث قادم.
لم يرغب في التفكير في هزيمة ملك الشياطين، لكنه كان عليه أن يستعد.
لأنه، هو الجنرال.
لذلك…
“الآن، اللورد كايل ورفاقه يحاولون حماية المدينة من الداخل! لذلك على الأقل، يجب علينا صدّ العدو الخارجي. هل فهمتم؟”
كان صدّ العدو الخارجي والهجوم هو واجبهم.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
تحت المطر، بدأ الجميع يتحرّك بسرعة.
وعلى الرغم من حلول الليل، فلم يكن في مقدورهم النوم.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
بل لم يراودهم النعاس أصلًا.
فقد كانوا حاليا أكثر يقظة من أي وقت مضى.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
توقف كايل فجأة.
كان أمامه سور المدينة.
“راون.”
ووييي~ (صوت هبوب الرياح)
ارتفع جسده للأعلى.
لم يكن هناك متسع من الوقت لدخول ميدي عبر بوابتها،
كان ينوي دخولها من فوق السور.
رون وأون.
لم يكن بإمكانه رؤيتهما.
يا ترى إلى اين ذهبا أثناء اكتمال طقوس التطهير.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
بسبب المطر، والغيوم السوداء، وظلمة الليل، لم يستطع كايل أن يرى ما بداخل الأسوار بوضوح.
كل شيء كان غارقًا في الظلام.
حتى طاقة الفوضى لا أشعر بها حقًا.
في الحقيقة، لو كان قادرًا على تتبّع تلوّث الفوضى، لكان قد عثر بالفعل على جميع المصابين وأنهى الأمر برمّته.
لكن لأن الأمر لا يتعلق بهالة إله الفوضى، فقد كان التلوث عصيًّا على إدراكه.
ولهذا، كان على كايل أن يفكر.
رون وأون…
هل دخلا المدينة فعلًا؟
هل تسلقا السور؟
أم توجّها إلى البوابة؟
كان رون يقود جنود الإقليم في ميدي طوال اليوم، ويستكشف المنطقة.
ومن المؤكد أن جنود المدينة يعرفونه، وسيسمحون له بالدخول بسهولة.
لكن لو أنّه تحرّك بتلك الطريقة فعلًا، لكان أثره قد بان بوضوح.
“لا.”
هز كايل رأسه وهو يحاول أن يرى من فوق السور.
ليس هناك وقت للتحديق.
عليه أن يفكر ويتحرك في اللحظة ذاتها.
رون و أون.
كلاهما ذكي، لكن رون كان مختلفًا قليلاً.
يمتلك خبرة أكبر، ومعرفة أكثر.
‘صحيح.’
إنه يعرف جيدًا كيف يتحرك الأوغاد.
لقد كان هو من طارد الظل بمفرده.
لكن إن كان رون قد ركض في الاتجاه الذي دلّه عليه هونغ وصولًا إلى سور القلعة، فلماذا لا يظهر؟
يا ترى ما السبب…
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
تحت زخات المطر المنهمر، ابتلّ جسد كايل شيئًا فشيئًا.
أدار رأسه.
“ماء.”
الإمبراطور الثالث…
ذلك اللعين الذي يتحكم بثعبان مائي خيطي.
كان ذلك الثعبان المائي قد امتصّ الفوضى.
لماذا؟
‘لينشر العدوى.’
لينشر الفوضى، لأنه قد تلوث بها بالفعل.
لا يوجد سبب آخر لفعل ذلك.
كان كايل، بسبب وابل المطر، قلقًا من أن يقوم الثعبان المائي بنشر الفوضى عبر مياه الأمطار.
لكن–
“النهر.”
النهر الذي يوفّر كل مياه الشرب والاستخدام اليومي لمدينة ميدي.
رغم أنه صغير جدًا، لكن…
ماذا لو تسرّب إليه ذلك الثعبان المائي؟
‘مسار رون أصبح واضحًا الان.’
سيتوجه رون إلى المكان الذي توجد فيه المياه.
حينها تحوّلت نظرات كايل إلى نقطة معيّنة.
كانت كل من خريطة مدينة ميدي ومدينة ميكا محفورة بالفعل في عقله.
“راون.”
أشار كايل بيده،
“لقد وجدته!”
مع كلمات راون، اندفع جسدا كايل وهونغ بسرعة نحو مكان ما.
نحو المكان الذي أشار إليه كايل.
في ذلك المكان، كان هناك مجرى مائي على أطراف المنطقة السكنية.
كان صغيرًا ليُسمى نهرًا، ولكنه كان عميق بما يكفي ليحمل الكثير من المياه.
وهو المصدر الذي يزوّد السكان بمياههم.
وهناك، أبصر رون وأون.
“ثعبان!”
أطلق رون أوامره للجنود.
لم يتحرك بمفرده.
“ابحثوا عن ثعبان مائي رمادي! وحين تجدونه، اصرخوا فورًا! ولا تقتربوا منه أبدًا!”
كان صوته قويًا لدرجة أنه كان يُسمع بوضوح حتى وسط المطر الغزير.
“مياااااو!” [*ايش مياو ذي؟؟ ما تقولو انها بجسد قطة صغيرة في ذا الموقف؟؟؟]
ركضت أون بسرعة على ضفاف النهر.
رون و أون.
كلاهما سمعا الصوت الذي بُثّ من قلعة اللورد،
وأدركا أن الجميع سيسخّر قريبًا كل طاقته للبحث عن الثعبان الرمادي.
ولذلك، بدأا الاستكشاف على عجل بدءًا من الأماكن الأكثر احتمالًا.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
“……”
اللعنة.
ابتلع رون في داخله الكلمات القاسية التي همّت بالخروج.
وعلى الرغم من اضطراب مشاعره، ظلّ وجهه هادئًا.
الليل والمطر…
كان المطر يشتد شيئًا فشيئًا حتى كاد يذكّر بعاصفة، ومع الظلام أصبح تمييز ما حوله صعبًا.
كيف له أن يعثر على ذلك الثعبان المائي الضئيل.
‘لقد شخت.’
في مثل هذه اللحظات، يشعر رون بتقدم العمر بشكل ملموس.
كان جسده المثقل بالمطر يزداد ثقلاً.
وعيناه اللتان أصبحتا ضعيفتان مع تقدم العمر، جعلاه يشك في قدرته على اكتشاف الثعبان حتى لو ظهر في الليل.
‘حقًا، لقد تقدمت في العمر.’
في الفترة الأخيرة، أصبح يشعر بذلك بوضوح،
بأن هذا الجسد يشيخ.
في الحقيقة، رغم انه قال رون لتشوي هان إنه ينبغي أن يصبح أقوى، إلا أنه لم يكن واثقًا من إمكانية ذلك.
فحين يمضي الجميع إلى الأمام، كان عليه أن يبذل جهدًا متواصلًا فقط للبقاء في مكانه.
قد لا يكون في وضع يسمح له بأن يقول إنه شاخ أمام ارحابين، لكن جسد الإنسان، كما هو متوقع، يشيخ حقًا بسرعة.
تاداداك— (صوت خطوات سريعة)
ركضت أون أمامه.
بينما كانت تعبيرات وجه رون قد أصبحت أكثر صلابة.
كانت أون أسرع.
أسرع من رون.
وكانت عيونها صافيتين.
تمامًا كما كانت عيون رون في شبابه.
أون تملك موهبة كبيرة،
وربما ستصبح أكثر براعة من رون في هذا المجال.
سسشششوااا—— (صوت هطول المطر الغزير)
على الأرجح سيكون مستقبل السيد الشاب أكثر وعورةً حتى مما هو عليه الآن.
وأون فستكون عازمة على متابعة ذلك الطريق.
ولكن، هل سيتمكن هو نفسه من اللحاق به؟
كان رون يعلم أن ابنه بيكروس، رغم جهوده المتواصلة لاكتساب قوة جديدة، لا ينجح في ذلك جيدًا.
‘نعم، هذه هي الحياة.’
كلما تقدمت في العمر، تجد أن العالم يصبح أكثر قسوة وصعوبة.
ومع ذلك، كان رون من أولئك الذين لا يستسلمون.
سقوط عائلة مولان.
رون، الذي هرب بعد ذلك ونجا حتى الآن.
بالنسبة له، كان بقاء بيكروس وبقاؤه على قيد الحياة هو على الأقل هو ما جعله يعرف معنى أن يعيش المرء بأقصى ما يستطيع.
“هناك!”
في تلك اللحظة، سُمِعَ صوت أون.
“جدي، هناك!”
يا للهول.
هل شخت حقًا إلى هذا الحد.
لقد سرحتُ في أفكار أخرى في لحظة مهمة كهذه.
سرعان ما تخلّى رون عن تلك الأفكار غير المجدية، ونظر إلى أون.
كانت أون تشير بمخلبها الأمامي نحو البعيد هناك. [*جد طلعت بهيئة قط!!!]
“أرى شيئًا ضبابيًا هناك! يبدو كثعبان!”
كان هناك جسر يعبر المجرى المائي.
صاحت أون وهي تشير نحو الجسر،
ثم وجّه رون بصره إلى حيث أشارت.
كان رون صاحب عينين حادتين،
لكنه لم يكن يمتلك هالة ولا مانا.
“……”
في الاتجاه الذي أشارت إليه أون.
لم يُرَ أي شيء.
ربما كان هناك شيء رمادي يظهر، ولكن…
‘لا أرى شيئًا.’
عض رون على شفتيه.
ومع ذلك، سرعان ما هدأت تعابير وجهه، وظلّ صوته هادئًا.
“سوف نقترب من هناك.”
“أجل!”
امتلأت قدما أون بالقوة، واشتعلت عيناها بالحيوية.
أخيرًا، هي أيضًا تمكنت من فعل شيء ما!
امتلأت عينا الفتاة بالتوتر والتوقع.
وانطلقت نحو ذلك الكيان الضبابي الذي رأته،
وتبعها رون.
“سأخذ أقصر طريق!”
كان المكان الذي يتواجدون فيه الآن هو في الجزء العلوي من النهر.
كان هناك صخور على ضفاف النهر.
وكانت هناك أيضًا صخور متوضعة داخل النهر.
إذا قفزوا فوق تلك الصخور، فسوف يتمكنون من الوصول إلى الجسر بسرعة كبيرة جدًا.
اشتد التوتر في قلب أون.
إذا قفز ذلك الكائن الضبابي من على الجسر واختفي، ستكون العواقب مروعة.
تا-داق! (صوت وثب سريع)
اتجهت أون نحو ضفة النهر.
لكن بدلاً من شعور الفرح لما حققته، بدأت مشاعر أخرى تتصاعد داخلها.
‘فكّري في كل الاحتمالات.’
كانت نصيحة رون تدور في أذنيها.
‘لا تفوت حتى أصغر التفاصيل.’
كما علمها رون، بدأت أون تفكر في كل الخيارات.
ثم،
‘إذا كنتِ تريدين مساعدة رفاقك، فعليكِ أن تبذلي كل ما بوسعك.’
بذلت قصارى جهدها، واختارت أفضل خطوة ممكنة ثم تحركت.
تا-داق! (صوت وثب سريع)
بعد أن وطِئت صخرة على ضفة النهر، راحت أون تحدق في الصخور البارزة وسط المياه، ثم حدّدت مسارها.
كان الطريق واضحًا أمامها.
على الفور، ركزت أون قوتها في قدميها للقفز—
“أون!”
فجأة سمعت صوتًا يناديها.
“!”
كان الصوت من الأعلى.
رفعَت رأسها.
فرأت كايل وهونغ، بالإضافة إلى راون.
ورأت أيضًا وجه كايل المتوتر.
“الأرض!”
عندما سمعت صوته، أدركت أون فجأة.
وفي تلك اللحظة، عادت نصيحة رون لترنّ في ذهنها.
‘راقبي محيطك دائمًا بدقة.’
هل كنت أراقب محيطي؟
ألم أكن أنظر إلى الأمام فقط؟
‘كلّما كنتَ أضعف، ازداد وجوب أن تكون أكثر حذرًا.’
آه.
خفضت أون رأسها.
في الجزء العلوي من النهر.
كانت الصخور التي تقف على ضفاف النهر قريبة من المركز، مما يتيح الانتقال إلى داخل النهر.
شعرت أون ببرودة تحيط بجسدها المبتل بالمطر.
كان هذا حدسًا.
حدسٌ بأن الخطر قد جاء.
سسسس— (صوت زحف خافت)
من خلال المطر الغزير، عبر الفجوات بين الصخور، اخترق الثعبان المائي الأرض وزحف إلى الأعلى.
عرفت أون أن عينيها التقتا بعيني ذلك الثعبان.
ما العمل؟
في هذه اللحظة، ماذا علي أن أفعل؟
هل أهرب؟
أم أمنع ذلك الثعبان من دخول النهر؟
ولكن… كيف؟
“!”
فوجئت أون.
الثعبان المائي.
لقد اكتشفها الثعبان الرمادي.
“آه.”
قد يتلاشى هذا الثعبان على هذه الحال.
أدركت ذلك كإحساس غريزي.
قد يذيب جسده في هذا المطر بدلًا من دخول النهر.
إذن، ماذا عن ذلك المطر؟
ماء المطر الذي تسرب إلى الأرض؟
وماذا لو عاد هذا الثعبان ليختفي داخل الأرض مجددًا؟
‘لن يكون بالامكان الإمساك به.’
أدركت أون أن هذا الثعبان المائي، إذا اختبأ الآن، فسيصبح الإمساك به أصعب، وسيزداد خطره.
لذلك، الآن…
“يجب منعه.”
مدّت أون مخلبها الأمامي دون أن تدرك ذلك.
صحيح، قد تتلوث قليلًا…
لكن، يمكن تطهيرها.
ومع ذلك، كانت أون قد نسيت أمرًا واحدًا.
حتى لو كان ثعبانًا مكوّنًا من الماء،
فإن جوهر قوته هو الإمبراطور الثالث، سيد التنين المائي.
هذا ليس ثعبانًا حقًا…
هسّسس— (صوت هسيس)
في اللحظة التي فتح فيها الثعبان الرمادي فمه.
“!”
اتسعت حدقتا أون.
الثعبان الخيطي الذي امتص مياه المطر تمدد فجأة.
حجم ذلك الثعبان الخيطي لحق بسرعة بحجم أون التي كانت على شكل قطة.
ثم كشف عن أنيابه واندفع نحو أون.
“!”
اتسعت عينا أون في صدمة.
“ألم أقل لكِ أن تراقبي محيطكِ دائمًا بدقة؟”
توقفت أنياب الثعبان الرمادي الحادة على بُعد شعرة منها، لكنها بدلًا من ذلك غرزت في شيء آخر.
“رون!”
في اللحظة التي سمعت فيها صراخ كايل.
رأت أون رون وهو يخفيها خلف ظهره.
بينما كانت أنياب الثعبان الرمادي مغروسة بعمق في ذراعه.
“وأيضًا، عليك دائمًا أن تضع كل الاحتمالات في الحسبان.”
جاء صوت رون الغير مبالي،
ثم، فجأة—
كوواااا— (صوت انفجار).
رأت أون الثعبان الرمادي، وهو يطبق أنيابه على رون، ينفجر.
تطاير الرمادي والتلوث في كل اتجاه،
لكن أون لم يمسها شيء.
رغم أن رون كثيرًا ما كان يقول انه قد شاخ، إلا أن أون رأت أمامها ظهرًا عظيمًا بلا حدود،
ظهر معلمها رون الذي وقف بينها وبين الخطر.
.
.
.
~ترجمة: White.Snake