82 - القنص

الفصل 82: القنص

[المجلد 2 – ازدهار زهرة الشاطئ الأخرى]

ترجمة: الملك لانسر

لاحظ عدد قليل من العملاء داخل المتجر على الفور العلامات الواضحة لتآكل الأجزاء بمجرد لمحة وفقد الاهتمام. نظروا إلى شياني ، كانت نظراتهم مشوبة بالإزدراء.

قام جندي شاب بفحص بنادق الأصل على المنضدة وقال على الفور ، “تباً ، أي نوع من المتاجر القذرة هذا؟ لا يوجد حتى بندقية من الدرجة الثانية هنا! “

أغمق وجه العجوز واحد على الفور وأشار إلى كيس قماش خشن أمام شياني. “لدي أشياء أفضل من بنادق الدرجة الثانية!”

نظر الجنود القلائل الذين كانوا يتجولون في المتجر في كيس القماش والأجزاء البالية في يدي شياني. بدأوا يضحكون ويفترضون أن الفقر دفع الرجل العجوز إلى الجنون.

بعد أن غادر هؤلاء الناس ، ظهرت ابتسامة باردة في زاوية فم شياني.

كانت هذه الأجزاء في الواقع جديدة تماماً ، فقد استخدم العجوز واحد طريقة خاصة لجعلها تبدو قديمة. كان جسم إيغل شوت جديداً بنسبة سبعين بالمائة ، وكان عدداً قليلاً من أجزائه المهمة جديدًا بنسبة ثمانين بالمائة. فقط هذه الأجزاء القليلة وحدها سترفع دقة إيغل شوت إلى مستوى جديد.

ربما لث يرى الجنود الذين غادروا للتو طلقة إيغل شوت طوال حياتهم ، لذلك بالطبع لن يتعرفوا على هذه الأجزاء الخاصة. وبالمقارنة ، تعل شياني استخدام جميع البنادق القياسية للإمبراطورية ، وكيفية صيانتها ، وكذلك الطريقة التي يعمل بها هيكلها الداخلي. شمل معسكر شياني تقريباً كل مسدس دون الصف الخامس في مناهجه الدراسية ، لذلك حتى لو تم تدمير إبرة العقرب في يد جندي العقرب الأحمر ، فسيكون بمقدورهم التقاط أي بندقية سباق مظلمة واستخدامها على الفور.

تفقد شياني مكونات إيغل شوت واحدةً تلو الآخر. كما فعل ، أصبح العجوز واحد غريباً.

بعد أن وضع شياني العنصر الأخير في حقيبته وأغلقه ، لم يستطع العجوز واحد أخيراً إلا أن يسأل ، “ألن تقوم بتجميعه وتجربته بنفسك؟

“جميع الأجزاء هنا ، لذا لا داعي لتركيبها.” ألقى شياني الحقيبة القماشية على ظهره وحملها.

كانت عيون العجوز واحد تلمع بالضوء كما قال بعناية ، “عدد أولئك الذين شاهدوا صورة إيغل شوت قليلين كتيراً. وأولئك الذين يفهمون كيفية عمل هيكلها الداخلي هم أقل عدداً “.

“الأشخاص الذين يمكنهم صنع إيغل شوت هم أيضاَ نادرون جداَ ، أليس كذلك؟”

كلا الرجلين ، الصغير و الكبير ، يحدقان في بعضهما البعض لفترة ، ثم غادر شياني.

بالعودة إلى الفندق الصغير الذي كان يقيم فيه ، طلب شياني بعض الطعام وأكله. ثم غير مظهره مرة أخرى وبدأ في تجميع إيغل شوت.

بعد فترة وجيزة ، حمل شياني بين يديه بندقية قنص طولها مترين.

قام شياني بتوجيه القليل من قوة الأصل إلى البندقية ، لكن جسمها المظلم لم يلمع حتى مع تلميح من الضوء المنعكس. على الرغم من ذلك ، فإنه يشعر بقوة الأصل تتصاعد داخل مكون تكثيف الطاقة. فقط عندما يحدق المرء في فوهة البندقية يمكن أن يرى حزمة من الضوء الأخضر في البرميل. ولا حتى أصغر تلميح من الضوء يتسرب منه. كان هذا حقاً سلاحاً فتاكاً! كان شياني راضياً جداً عنه.

كانت الليل مظلمة ، لكن مدينة دارك بلود كانت لا تزال حية للغاية. في هذه المدينة ، كان الناس يبحثون عن المتعة والإثارة في أي وقت. سار الجنود والصيادون والمغامرين على الخط الفاصل بين الحياة والموت في كل لحظة من كل يوم ، دون أن يعرفوا ما إذا كانوا سيعيشون للغد. أحب هؤلاء الناس أن يتركوا أنفسهم يذهبون.

في هذه المدينة ، كان لجنود الإستكشاف أوضاع لم تكن أعلى بكثير من أوضاع الصيادين. على الرغم من القوة المخيفة للجيش الاستكشافي ، فقد انتهى العصر العسكري بالفعل. كان السلك الرئيسي الآن بمفرده ، والفصائل موجودة في كل مكان ،

استخدم شياني قطعة قماش لتغطية إيغل شوت وحملها على ظهره قبل مغادرة الفندق. اندمج بسرعة في ليلة مدينة دارك بلود ، ليصبح واحداً من ملايين الأشخاص الذين يتنقلون.

بعد لحظة ، وصل شياني بجانب فناء عصابة أفعى السماء. دار بصمت حول الفناء وتسلق جانب مبنى كبير. كان هذا المبنى مكوناً من عشرين طابقاًويبدو متسخاً وأسود، ومن الواضح أنه يعاني من الإهمال. تم حشو عدد لا يحصى من العائلات داخل هذا المبنى ، حيث اكتظت كل شقة صغيرة من سبعة إلى ثمانية أشخاص.

وتناثرت القمامة في كل مكان في المبنى إلى جانب المياه القذرة وأشياء متنوعة. صعد شياني الدرج ، وركل جثة متعفنة لسكير فاقد للوعي قبل أن يصل إلى الطابق العلوي. نظر شياني من خلال نافذة مكسورة إلى غرفة ، باحثاً عن وجهة قنص مناسبة قبل اقتحامها.

كانت هذه غرفة صغيرة بها سريرين على الطراز العسكري تشغل معظم المساحة بداخلها. كان بالداخل أربعة أشخاص وامرأتان ورجلان. في اللحظة التي اقتحم فيها شياني ، كان زوجان نائمين في السرير. كان الاثنان الآخران يعانقان بعضهما البعض ، ويقومان بالعمل بشكل مكثف. عندما رأى الرجل شياني ، ملأته الصدمة وأطلق سراح المرأة وهي ترتجف.

تحت تهديد فوهة البندقية السوداء ، سمح الأربعة لـ شياني بربطهم قبل أن يجلس في الزاوية. كانت المرأتان شبه عاريتان متلويتان ، محاولتان فرك فخذ شياني.

ومع ذلك ، شعرت شياني فقط بالصدمة من أجسادهم. كان غير مبالٍ تماماً بهذه الجثث التي لم يتم غسلها منذ شهور. دفع طلقة النسر على صدورهم البيضاء المترهلة ودفعهم بعيداً. كما لو أن القضيب المعدني الطويل الذي كان برميل إيغل شوت لم يكن من نوع القضيب الذي كن يبحثن عنه ، ارتجفت النساء وتراجعن إلى الجانب ، وظللن مطيعات.

رائحة الجنس الكثيفة باقية في الغرفة ، تتطاير في الهواء وتختلط برائحة كريهة جاءت من سنوات بدون ضوء الشمس وبعض الروائح الغريبة الأخرى التي لا يمكن التعرف عليها.

ومع ذلك ، كان شياني راضياً للغاية عن هذا المكان. هذه الرائحة النتنة الكثيفة أخفت رائحته تماماً. لذلك ، حتى لو وجد العدو هذا المكان ، فلن يتمكنوا من استخدامه لتعقبه ، والقضاء على دليل واحد محتمل.

فتح شياني النافذة الوحيدة التي لم يتم تسميرها بألواح خشبية ونظر إلى الخارج. كان المبنى الرئيسي لـ عصابة أفعى السماء في الأفق وفي النطاق ، تماماً كما كان يعتقد. قام شياني بإزالة بعض الألواح الخشبية ، مما أتاح مساحة للمراقبة وإطلاق النار قبل إخراج إيغل شوت ، ووضع السلاح الضخم الفتاك في إطار النافذة.

حرك شياني كرسياً وجلس أمام النافذة ، منتظراً بصبر.

كان سكاي سنايك يستمتع حالياً بالخارج ، لكنه سيعود بالتأكيد إلى المبنى الرئيسي في وقت لاحق من الليل.

جلس شياني على بعد حوالي ألف متر من الباب الرئيسي للمبنى الرئيسي. كانت هذه المسافة أطول من مدى العديد من بنادق الأصل ، وكانت حتى قريبة من حد بندقية القنص القوية من نوع إيغل شوت. ربما يكون مدفع الفجر النابض

أو بنادق ذات أصل مشابهة يمكن أن تشن هجوماً دقيقاً من مثل هذه المسافة الطويلة. كانت هذه أسلحة يمكن أن تسبب خسائر واسعة النطاق في جميع أنحاء ساحة المعركة. لم يكن لدى الجيش الرئيسي للإمبراطورية عادة سبب لاستخدام مثل هذه الأسلحة ، لذلك كان من المستحيل العثور على أسلحة من هذا العيار في كل مدينة دارك بلود.

لن يتخيل سكاي سنايك أبداً التعرض للهجوم من هذه المسافة.

بعد ساعتين ، رأى شياني أخيراً موكباً من السيارات الصغيرة يعود إلى عصابة أفعى السماء. ظهر سكاي سنايك من إحدى السيارات. بدا متعباً جداً لأنه تمدد بتكاسل.

كان شياني قد قام بالفعل بتوجيه البندقية بثبات إلى سكاي سنايك ، حيث تملأ قوة الأصل على الفور كل مقصورة الطاقة الأصلية. حبس شياني أنفاسه ، وبقلب هادئ ، سحب الزناد.

ارتجف إيغل شوت فجأة مع دوي مدوي عالي ملأ المبنى بأكمله ، مما دفع شياني وكرسيه إلى الخلف لمتر! رسمت رصاصة قوة الأصل ذات اللون الأحمر الداكن خطاً عبر سماء الليل أثناء تحليقها اتجاه سكاي سنايك.

كان سكاي سنايك مندهشاً. حتى مع سنوات خبرته القتالية العديدة ، كان بالكاد قادراً على العودة إلى رشده. تدفقت قوة الأصل عبر جسده كدرع أخضر شاحب من الطاقة يتكثف ويغلفه.

حطمت رصاصة قوة الأصل درع سكاي سنايك فوراً وأرسلت جسده الضخم إلى الخلف. تتناثر قوة الأصل في الهواء ، وتنزل من السماء مثل الألعاب النارية الحمراء المتلألئة. طار سكاي سنايك على بعد أمتار قليلة ، واصطدم بجدار ، وانزلق على الأرض.

على الرغم من تأرجحه بين الحياة والموت ، إلا أنه لا يزال بإمكانه التحرك. تدحرج إلى الجانب وزحف نحو باب المبنى الرئيسي ، مختبئاً حيث لم يتمكن شياني من إطلاق النار عليه. في اللحظة التي دخل فيها المبنى ، ركع سكاي سنايك على ركبتيه. فجأة تقيأ كمية كبيرة من الدم فرشها على بعد أمتار!

تمايل جسد سكاي سنايك ، وسقط على الأرض فاقداً للوعي.

لم يطلق على إيغل شوت اسم “ملك القنص” من أجل لا شيء. حتى في حدود مداها ، تسببت في ضرر كافٍ لإصابة سكاي سنايك ، وهوا محارب من المرتبة الخامسة ركز على تقوية الجسد. على الرغم من كونها بندقية قنص من الدرجة الرابعة ، إلا أن أضرارها تجاوزت بكثير الأضرار التي تلحقها أسلحة من نفس الدرجة. وفقاً لسجلات الإمبراطورية ، كان مستوى قوة إيغل شوت اثني عشر بينما كان مستوى قوة البنادق العادية من الرتبة أربعة ثمانية فقط.

لم يكن بإمكان شياني سوى استخدام طلقة إيغل شوت بالكاد. استهلكت طلقة واحدة فقط نصف قوة الأصل . لقد استهلك النصف فقط لأن قوة الأصل كانت أكثر سمكاً وفعالية من تلك التي يتمتع بها المزارعون من نفس الرتبة. لا يمكن لجندي عادي من الرتبة الثالثة استخدام طلقة النسر. ولم يكن من المفترض أن يستخدمها جنود من الرتبة الرابعة. كان إيغل شوت سلاحاً مصمماً لجنود من الرتبة الرابعة متخصصين في القنص.

عرف شياني بالفعل أن طلقة واحدة لم تكن كافية لقتل سكاي سنايك. حتى دون رؤية النتائج ، وقف على الفور وأبعد البندقية. قام بتفكيك طلقة النسر التي لا تزال ساخنة إلى قطعتين ولفها. ثم أخرج قنينة صغيرة من المنشطات وشربها ، مما أدى إلى تنشيط نفسه على الفور. هذا يتعارض مع آثار الإفراط في استخدام قوة الأصل .

بدأ شياني في الخروج من الغرفة وفجأة رأى الأشخاص الأربعة مقيدين في زاوية. كان يعتقد غريزياً أن أفضل طريقة لتغطية آثاره هي إشعال النار وقتل هؤلاء الناس. ومع ذلك ، ثبّت شياني جبينه في التردد.

في النهاية ، هز شياني رأسه وبدد الفكر. هؤلاء الأربعة كانوا مواطنين عاديين. لم يتمكنوا من الرؤية من خلال تنكره ، وإذا تركهم على قيد الحياة ، فلن يتمكنوا من تقديم أي أدلة مفيدة. لن تتمكن سكاي سنايك من العثور عليه بما يعرفونه.

أخذ شياني خنجره وقطع هؤلاء الأشخاص من قيودهم. تحدث بصوت عميق وهادئ ، قائلاً: “كلما عرفت أكثر سوف تموت بشكل أسرع ، لذلك إنسى بسرعة كل ما رأيته للتو”.

بعد أن أكمل ما قاله ، خرج شياني من الغرفة وأغلق الباب خلفه. بعد مغادرته ، تنهد بارتياح. كان يعلم أنه إذا كان هناك خطر ، لكان قد قتلهم. ومع ذلك ، لا يزال يعتبر المواطنين مختلفين عن الجنود.

سار شياني على الدرج الضيق المظلم على عجل. لم يكن هناك الكثير من الأبواب المفتوحة في المبنى. الانفجار الهائل الذي دوى في جميع أنحاء المبنى لم يسبب أي رد فعل معين. يبدو أن هؤلاء الناس تعلموا بالفعل حقيقة قاسية من الواقع.

– ما لم يكن هناك فأل يطرق بابهم ، فإنه لم يكن موجوداً.

عندما استدار زاوية أخرى في الدرج ، كادت سيدة شابة تصعد الدرج أن تصطدم به!

في تلك اللحظة ، قام كل من شياني والشابة بلف أجسادهم في نفس الوقت ، وتجنبوا بعضهم البعض بصعوبة.

أدرك كلاهما على الفور مدى التهديد الذي يمثله الآخر!

أشرق ضوء أحمر غامق من أعماق عيون شياني. مكنت رؤيته الليلية ، من إمساك الخنجر عند خصره. انحنت الشابة فجأة ومدت أصابعها.