طبيب البلاء - 134 - جثة منتفخة
أيدي البراعة
الندرة: ★
المستوى الأقصى: 3
المستوى الحالي: 3
شعر غو جون بالفعل ببعض التغيير الدقيق في التحكم الجسدى بيديه. فى المستوى الثاني، شعرت بقدرته على التحكم بعناية والتلاعب بكل عضلة وعصب في يديه، لكنه الآن كان يشعر بالتمكن الكامل ليديه. من الأعصاب, الشعيرات الدموية, العضلات, العظام وتجمعهم معاً، شعر بقوة ما تربطهم معًا. كانوا قويين ومرنين.
«إذا، لقد وصلت أخيرًا إلى المستوى الأقصى». فتح وأغلق يديه. لقد مرت أربعة أشهر منذ أجراءه للجراحة الطارئة على لي يويروي في الغواصة. لقد مر بأشياء كثيرة منذ ذلك الحين. كان هذا خبرًا جيدًا نادرًا.
وصوله إلى المستوى الأقصى لأيدي البراعة سيمنحه المزيد من الخيارات عند مواجهة مشكلة ما. خلال العمليات اليوم، كان غو جون لا يزال متأثراً، وكانت يداه ترتجفان في بعض الأحيان من التوتر والاضطراب العقلي. لكنه كان يعتقد الآن أنه إذا تم تكليفه بنفس العمليات الجراحية، فسيكون أداؤه أفضل بكثير باستخدام يدين أكثر ثباتًا.
كانت مكافأة المهمة زوجًا من مقص كارلوت التشريحي. فتح غو جون عينيه للنظر حوله. كان هناك العديد من الزملاء يستريحون، ولكن الأهم من ذلك، كانت هناك كاميرات في كل مكان. لقد وقف وتوجه نحو أقرب مرحاض. دخل الحجرة وأغلق الباب. بعد التأكد من عدم مراقبته من احد، نقر لقبول المكافأة.
اندفعت طاقة غامضة حوله. وُضع يده اليمنى في جيبه، حيث تجسد شيء فيها. مخرجه ببطء. كان يحمل مقص تشريحى حاد بطول أربعة عشر سم تقريباً. كانت مادته مصنوعه من المعدن الغريب الذي شكل كل الأدوات من الحضارة الأجنبية. كان التصميم ناعمًا وسلسًا، وهي ميزة اعترف بها غو جون الآن كميزة خاصة بكارلوت. كان هناك نقوش لإلهة الحياة وكارلوت مكتوبة باللغة الأجنبية على قوام المقص.
«همم…» تشوشت رؤية غو جون عندما هبطت عيناه على المقص. رفع يديه لسند نفسه من السقوط. ‘ما هذا الوهم ؟ يجب أن يكون مرتبطًا بالمقص. هذا مقص تشريحى يستخدم في التشريح، وليس الجراحة، لذلك يجب أن يكون الوهم مشهد تشريحى من نوعاً ما… ولكن ما نوع المخلوق الذي سيتم تشريحه ؟ ‘
فكر غو جون في إثارة الوهم. بعد كل شيء، كانت هذه مكافأة لمهمة صعبة. بناءً على تجربته السابقة، سيخدم هذا غرضاً ما. وقد يزوده بمعلومات مهمة للغاية. لذلك، لم يضيع أي وقت في إعداد وضع لأستحثاث الوهم. دفع المقص مرة أخرى إلى جيبه، وخرج من دورة المياه، متخذاً طريقاً مباشرًا إلى طابق التشريح في الطابق الخامس. كان لا يزال الناس هناك يعملون على تشريح جثث أولئك الذين سقطوا لمرض الكابوسى.
سألهم عن مكان كاى زيكسوان ووانغ روشيانغ. وسرعان ما وصل إلى غرفة تشريح كبيرة. أضاء الضوء المتدلى الغرفة، وتغلغل الفورمالين في الهواء. أحاط الأطباء بطاولات التشريح الستة حيث أطلعوا على الجثث على الألواح بصمت وتركيز. لم يكن هناك سبب لإبقاء هذا المكان معقماً، وبسبب التغيير المستمر الأخير في النوبات، لم ينتبه أحد إلى غو جون وهو يدخل.
عندما دخل غو جون، تحقق من محيطه. بدت الجثث المهشمة على لوح التشريح مشابهة لتلك التي رآها في المشرحة في وقت سابق. كانوا فى حال يرثى لها من الدم الطازج واللحم. ربما مر وقت طويل منذ تشريحه الأخير لجثة، الا ان يديه كانتا ترتعشان من الإثارة وهو يرى زملائه في العمل.
لم يصدر غو جون أي صوت عند انتقاله إلى الطاولة حيث كان أصدقاؤه يعملون. لقد شكلوا مجموعة خاصة بهم. حيث قاموا للتو بالنشر في فروة الرأس، استخدمت وانغ روشيانغ مقصًا غير مدبب (1) لفصل الدماغ الجافية (2) اللزجة. كان كاى زيكسوان وسون يوهنغ يساعدونها.
«فووه». خلال مشاهدته لأصدقاءه يعملون، احتشدت المزيد من الصور الضبابية فى بصره. كان يعلم أنه كان الوقت…
تم شد أعصابه، وكانت جبهته تقصف كما ثبت غو جون تركيزه. على الرغم من أن الأستنزاف العقلي لن يكون خطيرًا كما كان قبل بدءه لعلاج ورم جذع دماغه، إلا أنه سيظل يكلفه إلى حد ما!
في تلك اللحظة، وجد نفسه مفتقداً لوو سيو. إذا كانت بجانبه حينها، فستكون الأمور أسهل كثيرًا. لكن الأوقات العصيبة دعت إلى إجراءات يائسة. أتاح غو جون للصداع بالتفاقم وهو يركز نظرته المحتدمة على الجثة على اللوح. أولاً، ومضت بعض الصور غير القابلة للفهم أمام عينيه. رأى أجزاء الجثة المحطمة تخيط نفسها ببطء مرة أخرى إلى جسد كامل، ثم تغير المشهد من حوله…
‘أين هذا المكان ؟ هناك شواهد قبور وتوابيت. هل أنا في مقبرة ؟ هل هذه قرية نان تانغ أم العالم الأجنبي ؟ ‘ لقد وجد مجال رؤيته محدودًا للغاية، كما لو كان ينظر من خلال تلسكوب (3). فجأة، تم تكبير صورة أمام عينيه. كانت جثة بشرية، الا ان الأطراف كانت هائلة، والمعدة كانت منتفخة إلى الأمام، كانت الرقبة منتفخة، والجلد فوق الجسم كان بلون مخضراً قذر. كانت الأنسجة والعضلات تحت الجلد منتفخة. لقد بدت كما لو أن الهواء والسائل قد تم ضخهما في الجسم. كان الوجه منتفخًا لدرجة أستحالة التمييز. برزت مقل العيون من مآخذها.
هذا… كان انتفاخ الجثة. لقد كانت مرحلة من مراحل تحلل الجثث. خلال هذه المرحلة، ستبدأ الكائنات الحية الدقيقة الساكنة في أمعاء الأنسان في هضم الجسد, مخرجة الغازات المتسببة فى انتفاخ الجذع والأطراف. ستنتفخ الجثة كالبالون. عندما يتجمع الهواء داخل الجسم، ستذوب الأنسجة الرخوة، وستستمر فى الانتفاخ حتى ينفجر الجسم. كل المياه الفاسدة والبكتيريا والطفيليات ستنفجر في الهواء كأكثر بيناتا (4) مروعة في العالم.
‘هل هذه الجثة المنتفخة موضوعة داخل نعش أم على الأرض ؟‘ لم يستطع غو جون معرفة ذلك من رؤيته المحدودة. شعر بالانجذاب نحو الجثة حتى تمكنت عيناه من تصوير الأوردة المسدودة على الجلد المنتفخ…
فجأة، مع انفجار مدوى، انفجرت الجثة تم تجفيفها!
«آه!» تم وقف الوهم بعنف. سرت يدا غو جون إلى رأسه وهو يترنح إلى الوراء بضع خطوات. شعر بأستسلام ساقيه. قاوم نيتة للتقيئ وهو يدير رأسه بعيدًا في محاولة لإجبار نسمات من الهواء. الا ان رائحة الفورمالين والتعفن لم تساعد.
«القطب جون». أشار كاي زيكسوان في حالة صدمة. «متى وصلت ؟»
مع الضجة التي أحدثها، كان من المستحيل على أصدقائه عدم اكتشافه. سألت وانغ روشيانغ وهي تحمل الدماغ الذي أزالته للتو من الجثة، «ما الأمر هذه المرة ؟»
«سأشرح لاحقًا…» بأنفاسه المتحشرجة، تجاهل غو جون النظرات المرتبكة التي ألقى بها الناس في طريقه وهو يشق طريقه للخروج من غرفة التشريح. مخرجاً جسده من المبنى. كان قد توقف المطر للتو. اندفع النسيم البارد إلى رئتيه. عند تطلعه إلى السماء المضاءة بالنجوم، غاب القلق قليلاً.
‘ماذا كان ذلك الوهم في وقت سابق ؟ هل كان يقوم أحدهم بتشريح جثة منتفخة ؟ لكن لا يبدو كذلك… ومع ذلك، كانت هذه بالتأكيد مقبرة، لذلك يجب أن يكون هذا مرتبطًا بالزومبي بطريقة ما ؟ هممم… في حين أن أنفجار الجثة هو شيء من شأنه أن يجعل من معدتي تتقلب، فهل يمكن أن يكون جرس مقروع دالاً على وليمة باهرة للزومبي ؟ هل كنت فى مكان رؤية الزومبي ؟ هذا من شأنه أن يفسر تضييق خط الرؤية… ‘ لم يستطع غو جون التوقف عن التفكير عندما عاد إلى مهجعه. الفص الجبهي، الجثة المنتفخة، التعويذة، الشكل الأسود، الزومبي، العقل، الحلم… دوامة الدلائل اجتاحت عقله. كان يأمل أن يربطهما خيطاً بطريقة ما.
بعد وصوله إلى المهجع، أمسك غو جون بمجموعة من الملابس النظيفة قافزاً إلى الحمام. اندفعت المياه من رأس الدش. كان يعلم أن كل شيء في خياله،الا انه شعر بجسده كما لو كان مغطى بمادة لزجة وقذرة لا يمكن غسلها. لم يزيل الماء الدافئ إحساسه بالقرف، لكنه خفف من توتره لدرجة كادت تجعله ينهار داخل الحمام من الإرهاق البحت. مع آخر قطرة وعى، سحب غو جون نفسه إلى سريره. أغلق جفونه الثقيلة وصفى ذهنه. بعد من يعلم كم من الوقت، انجرف إلى الأحلام… أو ربما وهم آخر…
كان بإمكان غو جون الشعور بتلاطم الأمواج. والشعور بالعشب الشائك حول قدميه. ذبلت الأشجار من حوله، كان هناك جبل كبير في الأفق. كان بإمكانه سماع صوتًا غريبًا ومنخفضًا يحوم في الهواء.
كان ينادى شيئا.
كان يناديه.
ملاحظات المترجم:
(1)مقص غير مدبب: عند العمل مع العينات الدقيقة بشكل خاص، تقلل الأطراف الثلمة لهذه المقصات المستقيمة من فرصة تمزيق أو إتلاف أو ثقب الأنسجة المجاورة للقطع.
(2)الدماغ الجافية: أو الأم الجافية هو غشاء سميك مصنوع من نسيج ضام كثيف غير منتظم يحيط بالدماغ والحبل الشوكي. إنه الجزء الخارجي من الطبقات الثلاث من الغشاء المسمى السحايا التي تحمي الجهاز العصبي المركزي. الطبقتان الأخريان من السحايا هما الأم العنكبوتية والأم الحنون.
(3)التلسكوب: هو جهاز يستخدم لمراقبة الأجسام البعيدة عن طريق انبعاثها أو امتصاصها أو انعكاسها للإشعاع الكهرومغناطيسي.
(4)بيناتا: عبارة عن حاوية، غالبًا ما تكون مصنوعة من الورق المعجن أو الفخار أو القماش، مزينة ومليئة بالحلوى، ثم تكُسر كجزء من الاحتفال. ترتبط البيناتا عادة بالمكسيك. جاءت فكرة كسر حاوية مليئة بالمكافآت إلى أوروبا في القرن الرابع عشر.