Ar Novel
  • الرئيسية
  • قائمة الروايات
    • جميع الروايات
    • صينية
    • كورية
    • يابانية
    • إنجلزية
  • الروايات المنتهية
  • تواصل معنا
البحث المتقدم
  • الرئيسية
  • قائمة الروايات
    • جميع الروايات
    • صينية
    • كورية
    • يابانية
    • إنجلزية
  • الروايات المنتهية
  • تواصل معنا
  • أكشن
  • مغامرات
  • خيال
  • فنون قتال
  • رومنسي
  • كوميديا
  • حريم
  • شونين
  • دراما
  • المزيد
    • إتشي
    • بالغ
    • راشد
    • خيال علمي
    • خارق لطبيعية
    • سينين
    • غموض
    • جوسي
    • شريحة من الحياة
    • تراجدي
    • تاريخي
    • رعب
    • حياة مدرسية
    • شوجو
    • ميكا
    • نفسي
    • رياضي
    • منتهية
    • النوع
      • صينية
      • كورية
      • يابانية
      • إنجلزية
Prev
Novel Info

783 - ظلام الاستياء (2)

  1. الرئيسية
  2. قائمة الروايات
  3. صعود الأهوال الثلاث
  4. 783 - ظلام الاستياء (2)
Prev
Novel Info

ملاحظة المؤلف: في هذا الفصل، كلما ورد ذكر “جوليان”، فالمقصود هو جوليان الأصلي.

***

ظلامٌ خالص.

ظلامٌ نقيٌّ لدرجة أنه كاد يُشعرني بالبرودة.

هكذا كانت حياة جوليان.

منذ لحظة ولادته وحتى اللحظات الأخيرة من حياته، لم يكن سوى كرة من الظلام والاستياء.

بغض النظر عن مدى محاولته جاهدًا لاحتواء ذلك الظلام، كان من المستحيل احتواؤه. كان الظلام ساحقًا ببساطة.

“هوييك-!”

دوّت صرخةٌ في كل مكان. كانت عاليةً ومفجعةً للقلب.

انفتحت عينا جوليان فجأةً، محتقنتين بالدم ومحترقتين بينما كانتا تُحدقان بي، بينما كنتُ أجهد نفسي لأُدخل الظلام الذي يتلوى داخل جسده.

‘تبا…’

أدركت بسرعة أن هذا لم يكن ظلاماً عادياً.

فما إن حاولت امتصاصه، حتى اجتاحتني موجة طاغية ساحقة.

أصبحت أفكاري غامضة، وتراكمت حرارةٌ شديدةٌ في صدري بينما بدأت أصواتٌ خافتةٌ وغير واضحة تهمس في أطراف ذهني.

‘اقتل، اقتل، اقتل، اقتل، اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل.اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل،اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل، اقتل، اقتل. اقتل.اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل…’اقتل، اقتل، اقتل، اقتل، اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل،اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل،اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل، اقتل، اقتل. اقتل.اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل…’

كانت الأصوات قوية، وفي لحظة ما، بدأت أرى اللون الأحمر.

بدأت أرى عالم جوليان ورؤيته.

“دعني أيها الحقير…! أيها اللعين!”

صرخاته كانت تتردد بينما واصلت امتصاص الظلام.

ومع مرور كل ثانية، كان الثقل على جسدي يزداد أكثر فأكثر، يطبق عليّ من كل اتجاه.

الأصوات راحت تمزق أطراف عقلي، أعلى وأعلى، حتى لم أعد أسمع غيرها.

‘اقــتــل. اقــتــل. اقــتــل.…’

ضاق صدري، وبدأت أفكاري تتشتت، وللحظة وجيزة، شعرت بنفسي أنزلق، وأنا أكافح من أجل التمسك به وأنا أحاول انتزاع آخر قطرة من الاستياء منه.

كـ… كيف؟

كيف يمكن لأي إنسان أن يحمل كل هذا…!؟

‘سأقتلك! سأقتلك! سأقتلك! سأقتلك! سأقتلك!

سأقتلك! سأقتلك! سأقتلك!’

عضضت على أسناني بقوة، وبدأت الإشعارات تتوالى أمام عيني، ورأيت سحر عاطفي يتطور تدريجيًا. صدري أخذ يعلو ويهبط بسرعة، والشعور بالاحتراق تمدد إلى عقلي، بينما أخذت أتنفس بعمق وثبات.

لكن—

‘اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل.’

استمرت الأصوات تهمس في رأسي. أصبحت أكثر إلحاحًا مع مرور الوقت، وسرعان ما أدركت أنني بدأت أغرق فيها بينما كان بصري يكتس باللون الأحمر.

ملأ زوج من العيون المحتقنة بالدم رؤيتي، تظهر في جميع الاتجاهات حيث بدأ الاستياء الذي كان يدخل رأسي يسيطر على عقلي تمامًا. بدأت أكافح، وأبذل قصارى جهدي لإبقاء الاستياء تحت السيطرة. لم أستطع تركه يسيطر علي، لكن كان ذلك أسهل قولًا من فعل.

‘اقــتــل. اقــتــل. اقــتــل. اقــتــل. اقــتــل. اقــتــل.’

كان الحقد في أنقى صوره، والأصوات التي تهمس في ذهني ازدادت وضوحًا وتستحوذ على أفكاري.

‘خـ…!’

بدأتُ أُكافح أنا أيضًا، وعقلي يتضخم من الصوت.

وعندما ظننتُ أن الوضع يتجه نحو الأسوأ-

‘أبي… أين أمي؟ لم أعد أراها.’

‘لقد رحلت.’

‘لِماذا…؟’

همسٌ معين أخذ يتردد في عقلي.

كان خافتًا، يذوب في خلفية الأصوات الأخرى التي تملأ رأسي، لكن كلما أوليت له انتباهي، كلما أدركت حقيقته وأنا أحدّق في جوليان.

عيناه لا تزالان محمرتين، ونظرته ملتوية، لكن وسط الظلام الذي يملأ جسده، شعرت بشيء ما

على الرغم من صغره…

‘اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل.’

‘لماذا لا تخبرني؟’

‘…هذا بسببي، أليس كذلك؟’

‘أنا السبب.’

‘أنا… السبب في رحيل أمي.’

‘أنا غريب، أليس كذلك؟ لماذا أنا غريب؟’

كلما أوليت اهتمامي أكثر لذلك الصوت الخافت الذي يهمس تحت طبقات الحقد، كلما بدأت أشعر بالعاطفة الأخرى. حاولت التركيز عليها قدر استطاعتي، ومع ذلك بدأ صدري يرتجف.

كان الأمر مؤلمًا، لكن هذا الألم لم يكن شبيهًا بأي ألم آخر شعرت به من قبل.

ذلك الألم…

كان أكثر قسوة من أي شيء آخر شعرتُ به.

كان هذا…

‘حزن.’

سرعان ما أدركت نوع هذا الألم. كان حزنًا. حزن جعلني أتوقف لوهلة.

لكن ذلك كان خطأً، إذ سرعان ما تسلّط الحقد على ذهني بعد ذلك.

‘اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل.’

بدأ يطغى على أفكاري، وللحظة وجيزة جدًا، شعرت بدافعٍ غريب وأنا أحدق في جوليان — حاجة مفاجئة لسحق رأسه حتى يصبح عجينة.

‘ها-ها.’

قَبَضتُ بيدي على رأسه، وقبضتي تشدّ أكثر فأكثر.

‘اقتـل… يجب أن أقتله.’

بدأت أستعيد كلّ ما فعله بي، وشعرت بالغضب والحقد يغليان داخل عقلي ويزدادان وضوحًا.

‘اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل. اقتل.’

آه، كم أريد أن أقتل هذا الوغد

لكل ما فعل بي. ولكل سوء الفهم الذي سبّبته أفعاله على الأرجح.

‘تبا!’

انطبقت أسناني بقوة، وأصابعي انغرست أعمق فأعمق حتى وصل إلى أذني صوت طقطقة جمجمته. قبضتي راحت تزداد شدّة، وتحت الضغط بدأ وجهه يلتوي، ملامحه تتشوه من الألم.

‘هاه! ها! هاه!’

تردد صدى أنفاسه الثقيلة في أذني وهو يحدق بي مباشرة، وعيناه المحمرتان مثبتتان على عيني دون تردد. عندها لاحظت ذلك. قطرات رقيقة،

أنفاسه الثقيلة ارتدت في أذني وهو يحدق بي مباشرة، عيناه المحمرتان مثبتتان على عينيّ بلا تراجع. عندها رأيت ذلك. خافتًا، لكنه لا يُخطئه النظر — قطرات صغيرة تنساب على جانبي وجنتيه، تلتقط الضوء الخافت وهي تسقط.

ذلك المشهد جعلني أتوقف للحظة.

انتظر… ماذا؟

يبكي؟

لماذا هو—

تسرب وضوح غريب إلى ذهني بعد فترة وجيزة، شق طريقه عبر الضباب حتى مع استمرار الأصوات في الهمس والالتفاف داخل رأسي.

‘هل… رحلت أمي لأنني غريب؟’

‘أسمع أصواتًا في رأسي.’

‘إنها تقول لي… أن أفعل أشياء.’

‘أنا لا أريد فعلها، لكنهم يواصلون إخباري أن أفعلها.’

‘أنا…’

‘هاااه…! ها! هاه!’

ارتجفت يدي بينما كان صوت أنفاسي يزمجر في ذهني، كل شهيق وزفير أعلى من سابقه. حدقت في جوليان، في الدموع التي تنهمر على وجهه، للحظة عابرة، وتمكنت من طمس كل الاستياء المتراكم في رأسي.

وضعت كل شيء جانبًا وحدقت فيه فقط.

بدأتُ… أنظر إليه بصدق.

“أوه… هور…”

كان في حالة يرثى لها. كانت عيناه محتقنتين بالدماء. انسكب اللعاب من جانب فمه، ولم يكن تعبيره مليئًا بالغضب إلا عندما خرجت أصوات غريبة من فمه. ومع ذلك، الآن بعد أن نظرت إليه بصدق، رأيته.

اليأس في عينيه وهو ينظر إليّ.

“د… دعني… أ-ذهب.”

تمتم بصوت مبحوح، ووجهه يرتجف.

“دعني أ-ذهب… أ-أرجوك…”

اليأس كان جليًا بشكل لا يُخطئ.

الغضب والحقد المشتعلان في داخله ما زالا بالقوة نفسها كما كانا، لكن شيئًا آخر بدأ يطفو على السطح. بريق خافت، أزرق اللون، تسرّب من بين شقوق الظلام الذي كنت أمتصه ببطء، يدفع بنفسه إلى الخارج، ينتشر كالحبر في الماء حتى بدأ يستولي على الظلال في داخله.

“أنا… أريد أَنْ…”

كلما امتصصتُ المزيد من الظلام، ازداد الأزرق اتساعًا. ذلك… الحزن. النظرة المحمرة بدأت تتغير، والدموع أخذت تنساب بغزارة أكبر.

تقط… تقط…!

“هـ-هك! هورخ…!”

بدأ بالبكاء.

بدا مثيرًا للشفقة.

للحظة، تزعزعتُ.

عندما رأيت الحزن المختبئ داخل كل ذلك الاستياء، كدت أشعر بأنني مضطر للتوقف. ومع ذلك، وأنا أضغط على أسناني، بقيت ثابتًا.

“آه… هاااا…!”

انهمرت الدموع على وجه جوليان بينما كنت أمتص بهدوء الاستياء المتبقي، والأصوات تهمس في ذهني كما كانت من قبل.

‘اقتل! اقتل! اقتل! اقتل!!’

‘مثير للشفقة! مثير للشفقة! مثير للشفقة! مثير للشفقة! مثير للشفقة! مثير للشفقة! مثير للشفقة! مثير للشفقة!’

لا، في الواقع، بدأت تزداد وضوحًا، وكلما سمعتها أكثر، شعرتُ بفرح أكبر وأنا أشاهده يائسًا أمام عينيّ.

‘أجل، أجل. هكذا ينبغي أن يكون الأمر. ابكي أكثر، أيها الوغد. ابكي على كل ما سببته. أنت لا تستحق سوى الألم!’

بدأت أشعر بالخوف من أفكاري، لكنها لم تكن أفكارًا يمكنني إيقافها. لقد أصبحت أكثر وضوحًا ولا يمكن إيقافها مع الاستياء الذي دخل عقلي. كنت أعلم أنه أمر خطير وأنني بحاجة إلى إيقافه، لكن بالتحديق في الإشعارات العديدة التي ظهرت أمام عيني، لم أرغب في التوقف.

نعم، نعم… استمر.

“من فضلك…! توقف…”

ترددت صرخات جوليان في الخلفية بينما تشكلت ابتسامة مقززة على شفتي. لقد جلبت لي مشاهدته وهو يعاني الكثير من الفرح، وبدأت أفقد نفسي في المشاعر.

‘نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. نــعــم. ‘

شعرتُ بالقرف.

مقزز.

ومع ذلك—

‘أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.أكــثــر.’

لم أستطع السيطرة على نفسي. فقدت نفسي تمامًا بين العواطف بينما كنت أمتص كل ما كان متاحًا. شعرت بسحر العاطفي الذي ظل راكدًا لفترة طويلة ينمو ويصل إلى مستوى جديد كليًا لم أكن أظن أنه ممكن، فصرخت من النشوة.

“نــعــم أكــثــر!”

بدأت أضحك، غارقًا تمامًا في العواطف.

وأنا أحدق في الشكل المرتعش أمام عيني مباشرة، صرخت بأعلى صوتي:

“اصرخ أكثر. توسّل أكثر!”

“ت-توقف!”

“هاها، نعم! دعني أسمعها أكثر. دعني—”

“لا-لا تصبح مثلي.”

“هاه…؟”

ماذا قال للتو—

“أ-أنت تصبح مثلي.”

تجمدت الابتسامة للحظة، وتحولت نظرتي إلى جوليان وهو يرتعش تحت قبضتي. وبينما استمرت الأصوات في الهمس في ذهني، ظلّت نظرة جوليان مثبتة علي.

“ل…لا تصبح مثلي.” تمتم مرة أخرى، صوته مرتجف ومهتز.

“لا تصبح مثلي؟ ماذا—

“واضح.”

قاطعني جوليان، وكان صوته أهدأ هذه المرة.

“عقلي صافي. لأول مرة…” رفع جوليان رأسه لينظر إلي. عيناه، لم تعدا محمرّتين، كانت صافية وهو ينظر إلي. و… في تلك اللحظة، رأيت ذلك. صفاء. صفاء حاد وثابت لا يتزعزع.

عيناه…

كانتا صافيتين للغاية، ساطعتين بشكل مؤلم، لدرجة أنني شعرتُ للحظة أنهما تُسببان العمى. ارتجفت يداي، وتوقفتُ عما كنتُ أفعله.

كانت تلك هي اللحظة التي بدا فيها العالم من حولي وكأنه توقف.

حدق بي جوليان بينما كان صدره يرتجف.

“عليك… أن تتوقف.” قال، صوته يخترق العديد من الأصوات التي كانت تهمس في الجو، والتي كانت تغطي ذهني. “أ-أنت تصبح نسخة طبق الأصل مني.”

⸻

منذ ولادة جوليان، كان يعلم أنه مختلف.

كان يعلم أن هناك ظلامًا معينًا يسكن عقله. ظلامًا لم يستطع احتواؤه.

كطفل، حاول جاهداً السيطرة عليه.

لكن…

في النهاية، فشل.

إيفلين كانت أول من رأى ظلامه.

ليون كان أول من اختبره.

وأمه كانت أول من هربت منه.

لم يكن يفهم ذلك حينها، لكن… عقله أصبح صافيًا الآن. لم يعد الظلام موجودًا، وأصبح كل شيء واضحًا له.

‘…كل هذا خطأي.’

تغير العالم في عينيه.

الأصوات التي كانت تهمس في رأسه اختفت، والغليان المستمر في صدره زال.

وأثناء تأمله للشخصية الواقفة أمامه، ووجهه ملتوي بالغضب والضغينة، أدرك جوليان أنه ينظر إلى انعكاس لنفسه. كان ينظر إلى الشخص الذي كان عليه طوال حياته.

لأول مرة، استطاع رؤية القبح في داخله.

لم يعد يريد النظر إليه أكثر. شعر بالقرف منه.

ولكن في الوقت نفسه، فهم أنه بحاجة للنظر إليه. أراد أن يلمح قبحه الخاص. وأثناء مراقبته، لم يستطع إلا أن يشعر بشيء يضغط داخل صدره.

إذا…

وُلد كل البشر متساويين.

فلماذا وُلد هو مختلفًا عن الآخرين؟

ماذا فعل ليولد مختلفًا هكذا؟ لماذا وُلد ليحمل هذا القبح؟ لماذا لم يُنقذ في وقتٍ أبكر؟

لماذا هو من بين الجميع.

كيف يمكن أن يحدث كل هذا له.

احترق صدر جوليان وهو يشعر بالاستياء يتلاشى ببطء من صدره.

حدق جوليان في الشكل الذي أمامه وهو يضيع في الاستياء الذي استحوذ عليه ذات مرة، وأصبح أكثر وعيًا بمدى قبحه طوال حياته.

الآن، بعد أن وصل إليه الصفاء أخيرًا، رأى كل شيء بوضوح شديد.

“ت-توقف.”

رؤية معاناته مع الضغينة جعلت شفتا جوليان ترتجفان.

لم يكن يريد له أن يصبح مثله.

الآن بعد أن أصبح ذهنه صافيًا، أراد التخلص من القبح.

“أ-أنت بحاجة لأن تتوقف.”

أجبر جوليان الكلمات على الخروج من شفتيه، وعيناه مثبتتان على الانعكاس أمامه. في تلك اللحظة، لم يكن يتحدث إلى الكيان الذي استولى على جسده.

لا، كان يتحدث إلى نفسه.

جوليان داكر إيفينوس الحقيقي.

“العالم وحيد.”

خطا جوليان خطوة إلى الأمام، ما دفع الانعكاس إلى التراجع.

“ل-لا.”

“أفهم ذلك. لقد كنا دائمًا وحيدين.”

ارتجفت شفتا جوليان، لكنها في الوقت نفسه انحنتت.

كان يبتسم الآن.

لأول مرة، استطاع أن يفكر دون الأصوات في رأسه. استطاع أن يفكر دون تأثير ظلامه الخاص.

كان الشعور…

بالحرية.

كان حرًا.

أمام اختفائه التدريجي، لم يشعر بالخوف، بل شعر بالحرية.

شعر بالتحرر.

وكأن عبئًا هائلًا قد أُزيل عنه.

في الوقت نفسه، رأى شخصًا يتحمل العبء الذي لطالما طارد عقله. ولكن على عكسه، لم يتمسك هذا الشخص بالاستياء فقط… كانت هناك أشياء أخرى تمسكه، خيوط أخرى تحافظ على توازنه.

أشياء… لم يكن قادرًا على الحصول عليها أبدًا.

لهذا السبب، رغم شعوره باختفاء وجوده تدريجيًا، اختار جوليان البقاء بينما كان يحدق في الشخصية المكافحة أمامه

“اقتل، اقتل، اقتل. اقتل. اقتل.”

كان منحنياً على الأرض، وعيناه تستهلكهما الجنون ببطء.

في تلك اللحظة، شعر جوليان أن الشكل يتحول إلى طفل.

إلى ذلك… شخصيته عندما كان صغيرًا، عندما كان يكافح بمفرده للسيطرة على الظلام. لسوء الحظ، لم يكن هناك من يساعده في السيطرة على ذلك الظلام.

لقد كان دائمًا وحيدًا.

نما الظلام نتيجة لذلك.

لو… فقط كان هناك من يبقى معه.

ليخبره أن العالم ليس بهذا الوحشية.

ليخبره أن كل شيء… على ما يرام.

“كل شيء على ما يرام.”

انحنى جوليان، ملفوفًا ذراعيه حول الشكل الصغير وساحبًا إياه إلى صدره.

ارتجفت شفتاه وهو يحتضن الطفل بإحكام.

وأثناء شعوره بدفئه.

لابد وأنه كان وحيدًا، أليس كذلك؟

العالم.

كل شيء…

لابد وأنه كان وحيدًا حقًا، أليس كذلك؟

“هـ-ها.”

ارتجف صدر جوليان، ونظره ينحرف نحو العالم الأبيض خلفه.

كان يشعر بأن وجوده بدأ يختفي.

الظلام الذي كان يستهلكه سابقًا قد اختفى تمامًا.

لأول مرة، شعر بالحرية الحقيقية.

و…

“…كل شيء على ما يرام.”

ضغط على الصبي الصغير، وطمأنه.

“سوف… يكون كل شيء على ما يرام.”

بعد لحظات، أصبح ذهن جوليان فارغًا.

في لحظاته الأخيرة، تلاشى الظلام تمامًا.

وفي مكانه، ظهر اللون الأخضر الزاهي. أخضر ساطع لدرجة أنه كاد يشعر وكأنه قادر على اختراق كل الظلام.

لأول وآخر مرة في حياته، شعر جوليان بذلك.

الفرح.

لمسه في لحظاته الأخيرة.

وصل إليه… في حريته.

————-

فصل يستحق علامة كاملة + اذا كان في خطاء في ترجمة اكتبوه في تعليقات

Prev
Novel Info

التعليقات على الفصل "783 - ظلام الاستياء (2)"

0 0 التصويتات
التقييم
Subscribe
نبّهني عن
guest
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات
البحث المتقدم

ربما يعجبك ايضاً

001
نظام أبعاد ناروتو
21/11/2021
DOADW
مذكرات ساحر ميت
03/10/2025
01
قبل أن أموت، قبلت البطلة قسراً
16/07/2023
Pursuit-of-the-Truth
السعي وراء الحقيقة
16/12/2023
  • قائمة الروايات
  • تواصل معنا
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوظة لأصحابها ArNovel ©2022

wpDiscuz