1835 - سيد الزنزانة

الفصل 1835: سيد الزنزانة

———–

عالم ميثالور، قلعة سيد الزنزانة

كانت غرفة، ولكنها لم تكن مجرد حجرة بسيطة، بل معبدًا للقيادة. كل لبنة، كل بلاطة، كل ظل وكل وميض ضوء، كلها كانت مملوءة بجلال مشع بالسلطة التي لا تُرَد.

في قلب الغرفة، وُضعت لوحة فوق طاولة عظيمة، وإن كان وصفها بالعظيمة قد يكون ناقصًا. لم تُصنع من الخشب أو الرخام، ولا حتى من الكريستال أو الزجاج. بدلاً من ذلك، بدت وكأنها مصنوعة من قلب عالم بحد ذاته! كان سطحها يتلألأ بالخضرة العميقة والذهب المنصهر، وعروق الماغما متجمدة تحت السطح المصقول كما لو أن حركتها قد أُمسكت إلى الأبد في الزمن. الأرجل، أشياء صلبة وقوية، كانت مصنوعة من الصخور والمعادن المضغوطة، كما لو أنها صُممت لتحمل وزن العالم.

كانت الطاولة كما لو كانت تمثيلًا لوشاح عالم، وكان من المنطقي أن تكون كذلك، إذ وُضعت فوقها لوحة. مثل الطاولة نفسها، كانت اللوحة بعيدة كل البعد عن البساطة. كانت اللوحة تصور عالمًا شاسعًا، منحوتًا كما لو من حجر متغير وضوء حي، مع أنهار من الفضة وجبال عالية تغطيها. كانت المدن تنبض بنور خافت، كما لو أنها مملوءة بضوء ملايين الأرواح، وكانت الحدود ترتفع من الأرض، كما لو أنها النسيج ذاته للعالم. كانت المناطق الأحيائية، العديد منها طبيعية وغير طبيعية، تغطي اللوحة، وفي مناطق معينة، كان الأمر كما لو أنه عالم مختلف تمامًا.

أمام الطاولة، في كرسي عالٍ، جلس سيد الزنزانة، يراقب كل شيء باهتمام. بإحدى يديه العديدة، أدار سيد الزنزانة ثلاث نردات وبدأ يدوّن الأرقام على ورقة بقلم رصاص بسيط.

ظهرت شخصية خلف سيد الزنزانة وانحنت على الفور على الأرض.

“سيدي، لقد عدت من مزاد ولدي أخبار مثيرة للاهتمام”، تحدثت الشخصية بتواضع. لم يجرؤ الخالد السماوي في ذروته على إظهار أي تكبر في حضور سيد داو – خاصة واحد مشهور مثل سيد الزنزانة.

“أوه؟ أخبرني. كنت أبحث عن بعض الإلهام لحملتي القادمة”، قال سيد الزنزانة ببساطة.

شارك الخالد كل ما يعرفه عن نزل منتصف الليل، وبشكل أكثر تحديدًا، حانة منتصف الليل.

“حانة يمكنها السفر متى وكيفما شاءت، مليئة بالموظفين الأقوياء، ونزل يمكنه استدعاء الضيوف إليه… همم، نعم، هذا لديه بعض الإمكانيات. حسنًا، عندما تنتهي هذه الحملة، سأذهب إلى نزل منتصف الليل بنفسي، وأزور صاحب النزل هذا. لنرى إن كان بإمكاننا… الاستفادة من خدماته.”

أومأ الخالد فقط، ثم نُقل إلى اللوحة، عائدًا للعب الدور الذي أُسند إليه. بالطبع، لم يُنقل فعليًا إلى اللوحة. لا، لقد نُقل إلى عالم ميثالور. كانت اللوحة مجرد انعكاس لذلك.

*****

[المترجم: ساورون/sauron]

“بحق كل ما هو طيب ومقدس، توقف عن تحويل طعامي إلى ذهب!” صاح لونغبيرد وهو يحدق في غولديلوكس.

البطة، في المقابل، نظرت فقط إلى الجنوم، مائلة رأسها كما لو أنها لا تفهم سبب كل هذا العدوان.

“كواك؟”

“أمهاتابها، يجب أن تتبرع بطعامك ولحمك لي، بدلاً من التهامه بنفسك”، قال الراهب، الذي انتفخ مثل بالون. بدا كوب الدب جاهزًا للإسبات لمئة شتاء، ناهيك عن واحد.

لم تعد تولي الجماعة اهتمامًا، وبدأت غولديلوكس بأكل الطعام الذهبي الآن كما لو أنه كان ملكه منذ البداية.

“هل… هل تظنون حقًا أن هذا هو الوقت المناسب للتركيز على مثل هذه الأشياء؟” سأل بوبلينغ 3 بنبرة مترددة في صوته. بجانبه، كان بوبلينغ 1 و2 يتدربان على خطابهم بأسلوب بوب.

لم ينتبه أحد في الغرفة إلى بوبلينغ 3، لذا نظر الزميل المسكين خارج النافذة الدائرية.

كان الجولي رانشر يسافر عبر بحر من الفضة الهائجة، وعاصفة ضخمة في الأعلى لم تكن تحسن الظروف. لتفاقم الأمر، كانت هناك عشرات السفن تطاردهم، تحاول إسقاطهم عبر المسافة. لحسن الحظ، كان تايني-سباركلز يطير حول السفينة، مستخدمًا جسم بيبلز لصد جميع القذائف القادمة.

لكن حتى مع ذلك، لم يبدُ الوضع جيدًا، فسرعان ما سيكونون محاصرين، ولن يكون هناك مكان للهروب.

“لا أفهم. مع بوب العظيم والرائع إلى جانبنا، لماذا نحن دائمًا في حالة هروب؟” سأل بوبلينغ 3، كما لو كان الشخص الوحيد العادي في الموقف. بالطبع، ما إذا كان شخصًا أم لا كان غير مؤكد تمامًا، لأن أجساد البوبلينغ لم تكن مرئية على الإطلاق.

كما لو ليجيب على سؤاله، تردد صوت بوب عبر البحر.

“مثير للشفقة، أقول! أن يطاردونا بمثل هذا العرض الضعيف للجهد هو إهانة، وصمة عار على هيبتنا ذاتها! على الأقل استدعوا بعض الوحوش غير المقدسة أو الشر اللا يوصف. فقط من خلال مثل هذا الحماس المتفاني في مطاردتنا ستنجحون بقدر ضئيل من النجاح! أجرؤ على القول-”

قُطعت كلمات بوب بواسطة أولي، الذي أسقط بوب في علبة من جيلو الخالد، مجمدًا جسمه في الحلوى اللذيذة. لكن كان قد فات الأوان.

ظهر رأس ضخم يشبه كلبًا جائعًا من المياه الفضية، قرن مشرشر بارز من جبهته الميتة. تحولت عيناه الجوفاء نحو الجولي رانشر، وما رأته أثار إعجابها بشكل كبير.

زأر، مشققًا نسيج العالم ذاته بصوته، قبل أن ينطلق نحوهم.

بدأ التمساح الكريستالي، الذي كان من المفترض أن يدير المدافع في الأصل ولكنه تولى عجلة القيادة بدلاً من ذلك، يتصبب عرقًا كريستاليًا وهو الوضع يخرج عن السيطرة.

عادةً ما كان القبطان ينقذهم في مثل هذه المواقف، لكنهم كانوا يفترض بهم أن يجذبوا انتباه الجميع حتى يتمكن القبطان من القيام ببعض الأمور المتسترة في قاعدة الأعداء. يبدو أنهم كانوا يقومون بعمل أفضل مما تصور أو تمنى أي منهم.

كان هذا بالفعل العالم الثالث الذي ذهبوا إليه في مهمتهم المجنونة، وكان من المفترض أن تكشف كلها عن مناظر جديدة. فلماذا إذن ينتهي بهم الأمر دائمًا بالمطاردة بغض النظر عن العالم الذي ذهبوا إليه؟

بينما جلس التمساح الكريستالي على عرش من كريستال الروح، وهو في الأصل عرش إلهي للإمبراطور تحول إلى كريستال بواسطته، كافح لفهم كيف ينتهي بهم الأمر دائمًا في المشاكل. ربما يومًا ما، سيصادفون بعض الأشخاص المعقولين. أما الآن، كان عليهم مواصلة الهروب.