شارلوك د. مانت - 3 - خلف كل هذا
الفصل3: خلف كل هذا
نيران عظيمة تلتهم مبنى الأرشيف بوتيرة مروعة، وكأنها جحافل شرسة تهاجم كنزا ثقافيا لا يقدر بثمن. تتصاعد ألسنة اللهب المشتعلة في السماء كالأرواح المجنونة، تغطي بطابعها الدام هذا المكان التاريخي الضخم.
تلتهم ألسنة النيران مبنى الأرشيف الفدرالي الضخم، مخلفة وراءها حطاما ضخما من الدمار. اجتاح الحريق كل طابق وكل ركن من مبنى الأرشيف مشوها دفاتر التاريخ. المبنى الذي ضم كل وثائق الحكومة الفدرالية تتلاشى في ظل هذه الكارثة.
كان شارلوك يعاني من صدمة من الصعب تصورها، الخسارة الكبيرة التي تكبدها المجتمع بسبب هذه الكارثة، عشرات الألاف الوثائق المهمة التي كانت ستفيد تحقيقه اختفت تماما.
بالتأكيد كان يعرف ان هذا قد يحدث، لكنه لم يحصل على اذن المحكمة من اجل الاطلاع على الوثائق بعد.
كانت روحه تغلي كالحمم، روحه كانت تريد ان تمسك كل المتورطين وتنصب لهم الشانق في الساحات العمومية، بل أراد من كل مواطن ان يبصق عليهم، لا بل أراد من كل شخص ان يعذبهم حتى الموت وتكرار الامر مرارا وتكرارا.
اندفع الإطفاءين لإخماد حريق مبنى الأرشيف الذي يتصاعد كلحن فوق المدينة، مع تصاعد أول دخان أسود من المبنى تحول المكان إلى مشهد من الدمار والفوضى، حيث ترتفع سحابات تغطي المكان بالظلام.
تصاعد لهب النيران، ولاحظه الجمهور بقلق متزايد عبر نافذة المجتمع، في حضور هروب قوات الإطفاء إلى ساحة المأساة.
استجابة بطولية تبدأ تتشكل في قلوب الأفراد، حيث يتحدون الخطر ويتعاونون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الوثائق المهمة من المبنى.
تعاون رجال الإطفاء بشجاعة واستعداد تام، يتسلقون السلالم المتهالكة ويتحدون النيران الملتهبة، معرضين حياتهم للخطر من أجل إنقاذ ما يمكن انقاذه من الوثائق.
بوصفهم الأبطال غير المشهورين، تحطم رجال الإطفاء بكل جرأة معبرين عن اخلاصهم للوكن.
يتحدث صمت الليل عن فظاعة الحريق المُستعر وضوء اللهب المخضب يزداد قوة، لكن فارس خوذة “التفاؤل” يقود ركبان المغامرون هؤلاء نحو التحدي. كانت أكوام من الورق تداخل أجسادهم على حافة دمارٍ مُحق، ولكن استعادوا تركيزهم كأسراب خفية للأرواح.
في ظل هذا الوضع المروع، نبضت قلوب المحققين بخوف واشمئزاز، والشرايين تنتفخ على في رؤوسهم بغضب.
الشباب القوي حملوا الأنابيب والخراطيم، بينما قام الأشخاص الأكبر سنًا بتوجيه الجهود وتقديم الدعم.
تعاون الجميع بروح الفريق الواحد، متحدين الصعاب ومتجاوزين الخوف، لأنهم يدركون أن هذا المبنى ليس مجرد هيكل حجري، بل هو جزء من تاريخهم وضامن مستقبلهم.
تحلى الجميع بالشجاعة والإصرار، ويعملون بكل قوتهم لإنقاذ هذا العمل الفني الذي يحمل في طياته مستقبلهم وضامن عدالتهم وتاريخ الأمة.
اندلاع حريق في مبنى الأرشيف، لم يكن مجرد حادثة بسيطة يستدعي التحقيق الروتيني المعتاد.
كان ذلك فاجعة رهيبة تصحبها جلبة قاتمة في أروقة العدالة. صوت النيران وهي تلتهم الوثائق والأدلة الحاسمة اخترق أذن شارلوك الذي كان السخط في وجهه أشبه بالشيطان المكبوت.
أضرم نارًا لا هوادة فيها في قلب كل من كان على استعداد لإطفاء شرارات إجابات الألغاز المظلمة.
بالتضحية بذواتهم او بالخوف أو اليأس. بينما يتصاعد الدخان الكثيف ويتلاشى الأكسجين، يستمرون في محاول انقاذ ما يمكن إنقاذه من وثائق.
عملوا بجهد وتعاون متناغم، متجاوزين حدود الإنسانية ليصلوا إلى أقصى الطوابق المشتعلة. يتحدث صمت الليل عن بطولاتهم الصامتة، عن تضحياتهم الكبيرة التي لا تُقدر بثمن.
فهم الأبطال الحقيقيون الذين يضعون حياتهم في خطر من أجل إنقاذ عدالة هذا الوطن. قد لا يعرفهم العالم بأسمائهم، لكنهم يبقون الأبطال الحقيقيين في قلوب من انقدوا العدالة بالنسبة لهم.
وسط هذا الفوضى والتحطم، عاد شارلوك الى المكتب والغضب بادي على وجهه، كانت الشرايين المنتفخة على جبهته خير دليل.
كان إيدين ينظر إلى المحقق شارلوك بابتسامة طمأنينة ويقول له بصوت هادئ.
– أنت قمت بالكثير من الأعمال العظيمة، أنا فخور بك، لكن لا تحاول ان تحمل أكثر من استطاعتك.
كان شارلوك يشعر بعدم الارتياح يتزايد رويدا رويدا، كأن اعداد الايادي التي تتلاعب بالخيوط خلف الستائر تتزايد اكثر واكثر، لم يكن قادرا على السماح لهم بالمزيد من التلاعب.
– شكرا لك… لكن هذا عملي!
يتبادل الاثنان الكلمات القليلة. يعلم الجميع أنهم لن يستسلموا للظروف القاسية، بل سيستمرون في محاولة تطبيق العدالة.
كانا هم الأبطال الحقيقيون الذين يجسدون الأمل والتضحية في عالم مليء بالتحديات والمخاطر.
بعد أن أعلن المدعي العام عن استمرار العمل المشترك لتعزيز الأمان والاستقرار، بدأ شارلوك في التخطيط للمهام القادمة.
كانت هناك الكثير من الأعمال الشاقة التي يجب القيام بها، ولكنه كان واثقا من قدرته على إيجاد خيوط أدلة.
بدأ بتحليل البيانات وجمع المعلومات الضرورية للتحقيق في الحادثة. كان يعمل بجد وتفان، وكانت روح الرغبة في الانتقام تسيطر عليه.
كان يدرك أنه يحمل مسؤولية كبيرة في تحقيق العدالة. رغم انه كان يواجه تحديات عديدة ومخاطر متعددة، كان مصمما على النجاح وعلى تحقيق العدالة لذا ضل طيلة الليل في منزله يتفقد تسجيلات كاميرات المراقبة، وافادات الشهود.
بينما كان المحقق شارلوك يعود إلى مخفر الشرطة في اليوم التالي بعد استلام مستجدات ملفات تحقيقه في حادثة الحريق، لم يكن يجد الهدوء والاستقرار التي اعتاد عليها.
ففور دخوله إلى مكتبه، وجدها غارقة في الفوضى عشرات رجال الشرطة ينقلون الملفات يمينا وشمالا وعدة محققين من الشرطة الفدرالية.
وجه نظرات غاضبة إلى فريق الأمن والتحقيقات ليرى رجال الشرطة في محياه تساءلا عابسًا. ساد سكون المكان فور رؤيتهم لوجههم العابس.
في ذلك الوقت، شعر شارلوك بالغضب والاستياء تجاه تلك الفوضى التي وجد في مكتبه، لكنه كان يدرك ان من امامه محققون فدراليون.
كان يعلم أن كل هذا قد يكون مجرد تضليل غبي من البعض لأنه يحتفظ بالملفات الاصلية بعيدا.
– نظموا كل شيء والا سأخصم من رواتبكم! واتنم هنا ضيوف ولستم مسؤولين! أتمنى ان تفهموا هذا جيدا والا غادروا مكتبي!
وجه شارلوك كلماته القاسية لرجال الشرطة، وحاول ان يعرف المحققين الفدراليين بمكانتهم، فحتى وان كانوا اعلى منه رتبة فهم في ارضه ومساحته.
– لقد وجدنا المكتب هكذا في الصباح، وقد دخلوا دون استئذان منا.
رد إيدين الذي ضهر خلف شارلوك محاولا الايضاح له.
بدأ بتوجيه التعليمات الصارمة لفريق الأمن والتحقيقات، مطالبًا إياهم بترتيب المكان وتنظيفه بأسرع وقت ممكن.
كانت عينيه تنبعثان بالقوة والثقة، وكان يعلم أنه يجب أن يعيد السيطرة على الأمور.
بينما كان شارلوك ينظم ملفاته ويعيد ترتيب الأوراق، شعر بالرغبة الشديدة في طرد من كان وراء هذه الفوضى.
كان يعلم أن هناك شخصًا ما يحاول إثارة الفوضى والتخريب في مكتبه، وهذا لا يمكن أن يمر مرور الكرام.
وبينما كان شارلوك يستعرض الأدلة ويحلل الأحداث، وينضر بنضرات الذئب الغادر للمحققين الفدراليين. بدأت القطع الصغيرة تتجمع في مكان واحد.
لاحظ أن هناك نمطا محددا في توقيت وقوع الفوضى، وهذا أثار اهتمامه بشكل خاص. كل الهيئات الفدرالية كانت تتصرف بشكل مريب، كل المنشئات الفدرالية تم التخلص من الكثير من معلوماتها الحساسة.
بعد ليالٍ من الانتظار، تمكن شارلوك من رصد أشخاص غرباء يلتقون بالمحققين الفدراليين في غرف أحدى الفنادق.
بعد مغادراهم الفندق قرر أن يتبعهم بحذر، متأكدًا أنه قد وجد المفاتيح. بدأ يتبع الشخصين الغريبين بحذر، محاولاً عدم إثارة انتباههم.
كانت الشوارع حيوية والشوارع مزدحمة، ركب سيارته ولاحق سيارة الغريبين، كل لحظة شعر فيها بالتوتر والحماس.
توقفت سياراتهما امام مبنى فدرالي ودخل احدهما للمبنى قبل ان يغاده بعد أربعين دقيقة وهو يحمل في يده حقيبة ضخمة وضعها في صندوق السيارة.
كانت الأفكار تتداول في ذهنه بسرعة، وكان يحاول تجميع القطع المتناثرة. وفي لحظة ما، لاحظ شارلوك أن الشخص الغريب يتجه نحو منطقة المستودعات المهجورة خارج المدينة.
قرر أن يتقدم بحذر أكثر، متأكدًا أنه على وشك اكتشاف شيء مهم ومثير للاهتمام. أطفأ انوار سيارته وترك مسافة أكبر بينهم.
شارلوك استمر في متابعة الشخصين بحذر، وهو يتساءل عما إذا كانا للهيئات الفدرالية دور وراء الفوضى في المكتب.
كانت الشكوك تتسلل إلى عقله وتثير تساؤلاته، فهل يمكن أن يكونا هذان الشخصين جواسيس أو مرتبطين بعصابات الإستين، او ان الهيئات الفدرالية هي من وراء كل هذا.
قاطع كل تلك الأفكار تجاوز سيارتهم لمنطقة المستودعات ومغادرتهم لمنطقة الضواحي الشرقية الفاخرة ودخول سيارتهم الى فيلا فاخرة.
كانت الأفكار تتداعى في ذهنه وكان يحاول تجميع الأدلة والمؤشرات لكشف الحقيقة. غادر سيارته وارتدى معطفه شديد السواد، وطاقيته السوداء لمنع سقوط أي شعر، وكماما ونظارات سوداء لإخفاء وجهه، وقفازات لمنع أي بصمات.
وفيما يتقدم في الشارع المظلم محاولا التخفي بين الأشجار عن انضار الكاميرات، بدأت الأمور تتعقد أكثر. شعر شارلوك بغضبه يتصاعد وقرر الاقتراب بحذر أكثر والتأكد من المكان، لقد كان منزله في الماضي، منزل والده دانيس د مانت، احد كبار تجار السلاح.
شارلوك كان يشعر بالهدوء السلام المتزايد وهو يتابع الغريبين، لكن فور ان رأى وجوههم بإمعان خلف السور المعدني اندفعت ذكريات عنيفة الى عقله، بدأ يتحسس مسدسه ويفك الأمان، كان يرغب بقتلهم لكنه كبح رغبته بسبب الحراس.
كان يتساءل إذا ما كانا يعلمان بأنه يتم مراقبتهم، وهل كانا يحاولان الهروب منه، أم أنها كان يخططان لشيء ما. كانت الأفكار تتداخل في عقله وكان يحاول تحليل كل حركة يقومان بها.
وفجأة، لاحظ شارلوك أنهمت يتجهان نحو المبنى الرئيسي ويدخلان من الباب الزجاجي.
كان شارلوك يشعر بهدوء داخلي غريب وهو يستعد للتسلل إلى الفيلا. كان يتساءل عن طبيعة السر الذي يخفيه كل هذا.
كانت الأفكار تتداخل في عقله وهو يحاول تجميع كل الأدلة والمعلومات التي جمعها حتى الآن. كان يدرك أنه يجب أن يكون حذرًا ويخطط لكل خطوة يقوم بها، فقد كان يعلم أن أي خطأ قد يكون مميتًا.
وبينما كان يتقدم بحذر نحو الفيلا، كان يشعر بهدوء متزايد في اعماقه كأن الأدرينالين تحول الى مهدئات عصبية. ومع ذلك، كانت الرغبة في معرفة الحقيقة وإنهاء هذه القضية تدفعه إلى المضي قدمًا ومواجهة ما ينتظره في داخل المبنى المظلم.
وبينما يقترب شارلوك من الباب الرئيسي للمبنى، يشعر بنبضات قلبه تباطئ وهو يتخيل ما يمكن أن يكون هناك.
لاحت الأحداث الغامضة التي حدثت في الأيام القليلة الماضية والتي أدت به الى ما هو عليه الان.
كان ايمان شارلوك بالعدالة راسخا لذا لم يمكنه الاستسلام والتراجع الآن. أجبر اقدامه على المضي واكشف الحقيقة حول كل هذا.
تنفس عميقا وحاول إيجاد ثغرة للعبور ببطء من جانب المبنى، مستعدًا لما سيواجه في الداخل.
باب جانبي لرمي القمامة، كان هدف شارلوك، حشر قطعة معدنية في القفل وحاول فتحه.
فتح شارلوك قفل الباب الجانبي بعد لحظات من المحاولات بصمت وتسلل للداخل كالهر محاولا تجنب أي كاميرات.
وبمجرد أن دخل شارلوك إلى الداخل، غمره لون ارجواني خافت وبرودة غريبة رفقة موسيقى جاز هادئة. تحسس حوله بحذر، ودخل للمبنى من مطبخ الشواء الفارغ محاولا التسلل للمبنى.
أستمر في التقدم بحذر شديد، تجنب الأثاث الفاخر والأبواب المغلقة بإحكام. في كل لحظة كان يشعر بهدوء غريب يتصاعد داخله، لكنه تماسك واستمر في البحث عن الحقيقة المخفية في هذا المكان.
لاحظ لوحات فنية غامضة على الجدران جعلته يشعر ب Déjà vu كأنه كان في هذا المكان من قبل.
– صغيري شارلوك لا تأكل التونة الخاصة بالقطط!!
وجه امرأة لطيفة لاح في ذكرياته، امرأة لطيفة حاولت منعه من اكل تونة القطط، لكن استعاد وعيه فور سماع أصوات غريبة.
استمر في التجول ببطء في الغرف الفاخرة التي تزين جدرانها باللوحات الفنية وأرضياتها مترسه بأكوام الأموال وبعضها كان بها بعض العاهرات.
– ان السيد دانيس يريد الويسكي المعتق.
– حسنا سأحضرها يا سيدي.
أختبئ شارلوك فور سماعه لصوت بعض الحراس وإحدى الخادمات، الذين يتجولون هنا وهناك.
لم يكترث شارلوك لك هذا، فتح الأدراج المغلقة ويفحص المحتويات. شعر بالإثارة والتحدي وهو حاول يكشف الألغاز القديمة ويكتشف الحقائق المخفية قرب خطوط العدو.
استمر في استكشاف المكان، وكلما فحص اكثر، يزداد تعمقه في أسراره. يجد أدلة مبعثرة هنا وهناك، تشير إلى وجود جريمة مروعة قد وقعت في هذا المكان.
تساءل عن كل هذا ودوافعه، ويحاول تجميع القطع المتناثرة لحل القضية. كان الحماس يغزو كل بوصة من جسده وهو يتابع الأدلة ويحاول فهم الأدلة الغامضة ويأخذ بعض المفاتيح الرقمية من هنا وهناك.
ومع كل خطوة يخطوها شارلوك في هذا المكان، زاد اندفاعه لمعرفة الحقيقة وراء الألغاز الغامضة.
استمر في استكشاف المكان بكل هدوء رغم امتلاء المكان بالحراس لكن هدوئه كان مرعبا. يتحدى الظروف الصعبة والألغاز الغامضة التي تواجهه، متأكدًا من أن الحقيقة النهائية ستكون مثيرة له أكثر من عاهرة الأربعة ألاف دولار وهي تستلقي على السرير.
يتساءل عن الأسرار التي تختبئ خزانات داخل جدران المكاتب، يبحث عن أي دليل يمكن أن يقوده إلى الحقيقة المطلقة.
تحسس مسدسه ذو كاتم الصوت كلما اقترب منه شخص ما، ولكنه لم يتراجع أبدًا. يعلم أنه يجب عليه أن يواجه المخاطر ويتحمل العواقب لكشف الحقيقة.
استخدم شارلوك ومهاراته وضبط النفس للتغول أكثر وتجميع القطع المتناثرة، متأكدًا من أنه سيصل إلى الحقيقة في النهاية وسيكشف عن الجاني الحقيقي.
ومع كل خطوة يخطوها شارلوك في هذا المكان، يزداد تفكيره وتركيزه. يحلل كل تفصيل صغير ويبحث عن أي مؤشر. يعمل بجد لكشف الأسرار التي تكمن في هذه القاعات.
لكل ما لديه من قوة وذكاء للوصول إلى النهاية المرجوة. يدرك شارلوك أنه لا يمكنه الاعتماد على الحظ أو الصدفة في هذا. يعتمد على تحليله العميق وقدرته على ربط الأحداث والأدلة ببعضها البعض.
قبل ان يصل للزاوية المطلة على الصالة الرئيسية التي كان يأتي منها الضجيج وصوت الحديث المرتفع كان صوت اقدام متجه نحوه.
كان مستعدا للأسوء، لكنه كان يريد حل القضية لا الدخول في اشتباك ناري. فتح باب الحمام وقفز من النافذة الى الحديقة الجانبية المظلمة.
لحسن الحض لم يكن هناك كلاب في المكان فوالده كان يكرهها. زحف الى الامام حتى اقترب للصالة الرئيسية. كان يستطيع رؤية كل من الصالة من الواجهة الزجاجية.
كان هناك رجل عجوز ضخم البنية، كان والده، مع الرجلين الغريبين امامه، مع بعض النساء شبه العاريات في احضانهم وزجاجات الكحوليات.
رغم ان شارلوك كان بعيدا نوعا ما إلا انه كان قادرا على سماع المحادثات نوعا ما.
– في الأغلب لن يعرفوا شيئا مهما حققوا، فكل المعلومات تم إتلافها، ونحن متأكدين أشد التأكد انهم سييأسون ويتخلون عن كل هذا الغباء… لكن الشيء المزعج الوحيد هو ذلك المدعو شارلوك، فهو لم ولن يتنازل عن أي شيء أو شخص كان له علاقة بالإستين، حتى وان كان زوج ابن خالة عمتك من كان يبيع الإستين فستكون ضمن قوائمه!