سوف أقتل المؤلف - 241 - تلاشي
”لذاااا، هل هي طائر الفينيق الخاص بك؟ لقد كبرت كثيرًا منذ آخر مرة رأيتها فيها.”
“كرييك ~”
بينما كنا نسير، ربتت أميليا على سيرا بلطف وحركت ريشها الناعم تحت رقبتها.
“انتظري، كيف تعرفين أنها هي؟!” لم أستطع إلا أن أصرخ في مفاجأة.
استغرق الأمر مني أسابيع لأفهم أن سيرا كانت فتاة. كيف عرفت ذلك في لقاء واحد؟!
نظرت إليّ أميليا بنظرة قلقة، حيث كان القلق واضحًا في عينيها. ومع تعمق عبوسها، انتظرت بضع ثوان قبل أن تتحدث بتردد:
“لوكاس، هل ذاكرتك تزداد سوءًا أم أنه مجرد إرهاق؟”
” …..؟! ”
رفعت حاجبي، وقد ظهرت نظرة مضطربة على وجهي :
“ماذا تقصدين؟”
” لوكاس…، أنت من أخبرني عن جنسها، أتذكر؟” قالت أميليا وقد كانت نبرة صوتها مليئة بالقلق.
“أنا… فعلت؟”
أنا لا أتذكر…
المحادثات ليست شيئًا أنساه بسهولة. .ففي نهاية المطاف، من الضروري جدًا متابعة ما أقوله وما يقوله الآخرون لي.
فهو لا يمنحني نظرة ثاقبة على شخصيتهم فحسب، بل يساعدني أيضًا في قياس مقدار ما يمكنني الكشف عنه عن نفسي أمام شخص ما.
مهما كانت التفاصيل بسيطة، أتذكر تمامًا كل ما أكشفه للآخرين وما يكشفونه لي.
إذًا… كيف نسيت هذا؟
“هل أنت متأكد من أنك لا تخدعني مثلما تفعلين مع كينت؟” ضاقت عيني عليها، لكن أميليا لم تكن في مزاج يسمح لها بالتماشي مع دعابتي.
” لوكاس، أنت تعلم أنه سيتعين عليك الوصول إلى حقيقة هذا، أليس كذلك؟ ” قالت وهي تعطيني نظرة قلقة.
أعتقد أنها لن تتخلى عن هذا الموضوع، هاه..؟
الأمر هو أن الحديث عن ذاكرتي – أو ذكريات لوكاس في الواقع – يثير أعصابي قليلاً لسبب ما. وكان هذا هو الحال بشكل خاص بعد قراءة تلك المذكرات.
والآن، بعد الإطلاع على كل تلك النبوءات وما إلى ذلك، لست متأكدًا مما سأفعله مع لوكاس.
كان هناك بالتأكيد أكثر مما تراه العين…
كل شيء في حالة من الفوضى.
أعتقد أنني قلت هذا من قبل، ولكنني سأقوله مرة أخرى – أنا أكره الألغاز.-
أطلقت تنهيدة ناعمة، ونظرت إلى أميليا وقلت:
“أعتقد أنك على حق. لقد كنت أواجه صعوبة في تذكر الأشياء مؤخرًا.”
مازلت أنسى المهام الدنيوية مثل ما إذا كنت قد تناولت وجبة الإفطار، أو استحممت، أو أجبت على الرسائل النصية، وأشياء أخرى من هذا القبيل.
تذكر الأشياء المعقدة مثل ما قلته للناس، أو وجه الشخص الذي اصطدم بي سابقًا، أو حتى معادلة رياضية بسيطة أصبح تحديًا.
لا يزال بإمكاني تذكر الأحداث من ذكريات لوكاس، لكن يبدو أن الشقوق التي كانت موجودة من قبل تصبح أكبر وأكبر يومًا بعد يوم.
حتى ذكريات حياتي السابقة تتلاشى…
لقد أصبحت وجوه والديّ غير واضحة في رأسي، ولا أستطيع حتى أن أتذكر عدد إخوتي.
لم أرغب في الاعتراف بذلك حتى الآن، معتقدًا بحماقة أنني إذا لم أقل ذلك بصوت عالٍ، فلن يصبح حقيقيًا.
ولكن هذا هو الواقع بالفعل…
بدأت أعترف بأنفاس مرتجفة :
“أنا…الأمر يزداد سوءًا. إنني أنسى الأشياء باستمرار. وأخشى أن أنسى كل شيء قريبًا وأكون مجرد ظل-”
قبل أن أتمكن من الاستمرار، قاطعتني أميليا قائلة:
“لن يحدث ذلك. عد إلى وولف شاير بمجرد بدء عطلة الفصل الدراسي وتحقق من ذلك هناك. أنا متأكد من أنك ستجد بعض الأدلة.”
“هذه هي الخطة..” هززت كتفي وأجبت بتعبير حزين.
في الثانية التالية، تحدثت أميليا مرة أخرى :
“علاوة على ذلك، سأكون ملعونةً إذا حدث لك شيء قبل أن تقدم لي هدية اعتذار.”
“عفواً… ماذا؟!”
“همم؟”
“هل تريدين هدية اعتذار؟”
“نعم، على الأقل يجب أن تكون بقايا من الرتبة الأسطورية أو الإلهية كافية.”
بعد أن حدقت بها بصراحة لبضع ثوان وهي تطرح طلبها المخزي، انفجرت :
“أنت تعلمين أن هناك احتمالًا بأنّ عقلي كان مُسيطرًا عليه ، أليس كذلك؟!” أنا أجبت.
“فلماذا أقدم هدية اعتذار عندما كنت أنا أيضًا ضحية ؟”
“هاااااه!”
شهقت أميليا بشكل دراميّ، كما لو أنني طلبت منها كليتيها، ووسعت عينيها.
ثم شرعت في مسح الدموع غير الموجودة على وجهها وقالت:
“واو، أنت لم تؤذني فقط، ولكنك ترفض التعويض عن إيذاء مشاعري؟ هل يُعلّمون هذه الأخلاقيات في أسرة مورنينغستار؟”
“…”
لقد زيفت نظرة تكبر و شخره مستنكرة ، وقدمت عرضًا من شأنه أن يُخجل حتى أعظم الممثلين.
ولكن قبل أن أتمكن من التحدث، ومضت الأضواء الساطعة علينا فجأة.
أغمضت عينيّ ونظرت حولي ورأيت حشودًا من مراسلي وسائل الإعلام يتدفقون نحونا.
آه، اللعنة…
كانت مباراة اليوم حدثًا مهمًا، حيث لم تجتذب طلاب الأكاديمية فحسب، بل أيضًا العديد من الأشخاص الذين سُمح لهم بحضور هذا الحدث من خارج المدينة.
وكان من بين الحضور كبار الإعلاميين، بما في ذلك المؤثرون والمراسلون من جميع أنحاء العالم.
وقد تم منحهم حق الوصول الكامل للتجول بحرية داخل أراضي الأكاديمية، نظرًا لحجم حدث اليوم.
وبينما واصلنا الدردشة والمشي، لم نلاحظ أن بعض المراسلين بدأوا في متابعتنا.
ومما زاد الطين بلة أن أميليا كانت تبكي، ولو كان تمثيلاً فقط.
علاوة على ذلك، طُلب من الطلاب صراحةً تجنب أي خلافات…
لن يتطلب الأمر عبقرية لمعرفة أننا أخطأنا، أليس كذلك؟
نظرًا لتاريخنا، لا ينبغي أن نُشَاهد حتى مسافة متر واحد من بعضنا البعض!
عندما ألقيت نظرة جانبية على الفتاة التي كانت تسير بجانبي، أعادت النظرة وتمتمت :
“حسنًا…، اللعنة.”
……
…
بعد أن اخترنا التزام الصمت في مواجهة سيل الأسئلة الموجه إلينا وعدم تصعيد أي خلافات قد تتسبب لنا المزيد، قررنا أن نفترق سريعًا عن بعضنا البعض.
ومع ذلك، لم أستطع التخلص من الشعور بأنني سأتلقى قريبًا توبيخًا من شخص معين مرة أخرى.
هاااا…..
على أي حال، الآن كنت أتجول بشكل عرضي في الأكاديمية، وأستمتع بالديكورات الاحتفالية في الملعب كما لو كان يوم مهرجان كبير.
زُيّن الملعب بالأعلام المرفرفة واللافتات الملونة.
رفرفت أعلام البيوت الحاكمة الأربعة بفعل النسيم، وكان الهواء مليئاً بضجيج الثرثرة والضحك.
يمكنني حتى رؤية علم عائلة مورنينغستار..
كان عليها شعار ذئب يعوي مع شروق الشمس عند الفجر.
وتم تزيين المنصة الموجودة في الطرف البعيد بالأضواء المبهرة، مما يجعلها نقطة جذب للاهتمام.
في هذه الأثناء، كانت الأضواء الكاشفة مرتفعة حول الأرض الدائرية الخرسانية في وسط الملعب، حيث ستقام مبارياتنا.
كان المراسلون حاضرين بالفعل، منشغلين بالتقاط اللحظة، بينما كان المؤثرون يلتقطون صورًا ذاتية أو يصورون مقاطع فيديو، وأصبح صبر الجمهور في المدرجات ينفد بشكل متزايد.
لقد أرادوا بدء المباراة في أقرب وقت ممكن…
وبينما كنت أسير بشكل عرضي وسط حشد من الطلاب الذين هرعوا إلى مبنى الجناح الذي كنت أتوجه إليه بنفسي، استقر شعور غريب في قلبي.
ذكرني بنفس الإحساس الذي شعرت به في سيلفسيرين.
هؤلاء الناس… سوف يموتون…
شعرت وكأنني في مقبرة، محاطًا بقبور الأشخاص الذين يسيرون بجانبي.
ستُزهق أرواح كثيرة اليوم وستُراق الكثير من الدماء، على الرغم من الجهود التي سأبذلها لمنع ذلك.
اللعنة…، لوكاس، ركّز!
صفعت خدي، هززت رأسي وطردت مثل هذه الأفكار المظلمة… لقد فعلت بالفعل ما بوسعي.
رأيت بطرف عيني شخصًا تعرفت عليه على الفور دون أن أدير رأسي.
كان نيرو ديكروف…
نعم، مهما حدث اليوم، فهو المسؤول عن كل ذلك.
اليوم هو اليوم الذي سيدرك فيه أنه ليس من الصعب إيقافه كما يعتقد… سوف أتأكد من ذلك.
——
—
**لوكاس صار ينخاف عليه💔