سفاح خيالي في عالم حديث - 78 - واحداً تلو أخر
وجد فناني القتال التسعة أخيراً أثراً تركه جون والآخرون. في البداية، كانوا في حيرةٍ من أمرهم بشأن عدم تمكنهم من العثور على أي شيء، ولكن مع استمرارهم في البحث، وجدوا أخيراً بعض الآثار لهم. سرعان ما اتبعوا الطريق، لكن عندما توغلوا في الغابة وصلوا إلى طريق مسدود وفقدوا الطريق.
” يجب أن يكونوا مختبئين في مكان ما قريب. دعونا ننقسم إلى ثلاث مجموعات للبحث. ” اقترح أحدهم ووافق الآخرون. بعد تشكيل مجموعاتهم الثلاث انقسموا للبحث.
——
كان يوي هيروهيتو جزءاً من فناني القتال التسعة الذين أُمِروا بمرافقة ميلي إلى القاعدة الخارجية. كان يعتقد أنه يمكن التعامل مع مثل هذه المهمة البسيطة بسهولة، ولكن تتالت الأحداث حتى باتوا بهذا الوضع..
انطلق هيروهيتو إلى جانب رفاقه عبر الغابة. مع توغلهم في الغابة، قرر هيروهيتو التوقف.
” مهلاً، لا فائدة من هذا. فلما لا نتوقف عن مطاردتهم؟ حتى لو وجدناهم، إذا ماتت الفتاة فلا داعي لاستعادتها.. لماذا لا تجيبون يا رفاق؟ ”
أدار هيروهيتو رأسه ولاحظ أخيراً أن رفيقيه لم يعودا هناك. سرعان ما أخرج خنجريه واتخذ موقفاً دفاعياً. كان الخوف يتسلل إلى هيروهيتو. كان هو ورفاقه قريبين من حيث المهارة والقوة، بالإضافة إلى وجود اختلافات طفيفة فقط. لذلك، بما أن الخصم يمكنه الإطاحة بهم بهذه الطريقة دون إصدار صوت، أخافه.
نظراً لعدم حدوث هجوم، انتهز هيروهيتو هذه الفرصة وبدأ في الجري، وقرر الالتقاء مع المجموعات الأخرى. وبينما كان يتتبع خطواته لطريق العودة، وجد أخيراً أحد رفاقه، لكن رفيقه كان على الأرض لا يتحرك.
كان يتوقع هذا بالفعل إلى حد ما ولكن رؤيته مباشرةً كان مختلفاً. اقترب هيروهيتو من الجثة وفحصها. نظر حوله ولم ير أي جروح ظاهرة، واستناداً إلى المنطقة المحيطة التي يبدو أنها غير مضطربة، قُتل رفيقه دون أن يتمكن من المقاومة.
شعر هيروهيتو بقشعريرة في عموده الفقري، وسرعان ما عاد إلى الوراء ورفع أسلحته بالقرب من رأسه. لقد جمع طاقته الداخلية في انتظار أن يضرب الخصم الغير المرئي. كانت اللحظة التي يسدد فيها الخصم هي الفرصة الوحيدة التي كان عليه أن يتصدى لها. على الرغم من أنه لم يستطع رؤية العدو، كانت غرائزه تخبره أن العدو كان ينظر إليه.
أغمض عينيه، واستمع لما حوله، وبعدها سمع صوت صفير يقترب منه. انطلق بسرعة نحو الصوت وشعر بشيء يصطدم بشفراته. كان يعتقد أنه نجح في صد الهجوم، لكنه شعر بعد ذلك بشيء يخترق صدره. حاول يائساً استخدام طاقته الداخلية لتقوية تلك المنطقة، لكن بعد فوات الأوان، اخترق الجسم تماماً ضلوعه وضرب قلبه. ثم شعر بشيء ينفجر من الجسم المجهول ويدمره من الداخل. فتح عينيه ولم ير شيئاً في صدره. لم يستطع فهم السلاح الذي قتله.
بينما كان يحتضر، ألقى أخيراً لمحةً على قاتله، كان هناك شخص يرتدي عباءةً سوداء وقناعاً أبيض يقف على غصن شجرة.
‘ فيد… ‘ كانت تلك أفكاره الأخيرة قبل أن يتحول كل شيءٍ إلى الظلام.
——
كان يوي لينغ يركض عبر الغابة والخوف ظاهرٌ على وجهه. قبل لحظات فقط كان قد شهد مقتل رفاقه. بعد تفرقهم، لاحظ اختفاء أحدهما فجأة.
ثم رصدوا رفيقهم ملقى على الأرض على بعد أمتار قليلة. اقتربوا من الجثة ورأوا أنه قد مات بالفعل. كان الأمر الأكثر غموضاً هو عدم وجود جروح على جسده. لم يفهموا كيف مات. في البداية، اعتقدوا أنه ربما كان سلاحاً بيولوجياً، ولكن لماذا هم لم يتأثروا؟ بناءً على بشرة رفيقهم أيضاً، لا يبدو أنه قد تعرض للتسمم.
شعروا بالخوف قليلاً، وعاد الاثنان إلى المكان الذي كانوا فيه قبل أن يتفرقوا. عند عودتهم رأوا أن الآخرين قد عادوا أيضاً. ومع ذلك، على عكس ما كان عليه الحال من قبل، خسروا عدداً من مجموعاتهم.
من بين المجموعات الثلاث التي انفصلت عادت مجموعتان فقط، ومن كل مجموعة اختفى عضو. لم يبق الآن سوى أربعة منهم. بعد كل ما حدث لم يعد يوي لينغ يستطيع أن يمسك غضبه.
” اللعنة، ماذا حدث؟! ”
لم يجب الآخرون وعبسوا ببساطة. ثم هدأ الأربعة منهم للحظة وهم يحاولون تهدئة أنفسهم. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يرون فيها رفاقهم يموتون، لكن الطريقة التي ماتوا بها كانت غريبةً للغاية. فحصوا أجسادهم ولم يفهموا كيف ماتوا، ناهيك عن أنهم لم يروا حتى الآن أي أثر للعدو.
” دعنا فقط نعود، أنا- ” لم يتمكن من إنهاء جملته لأنه سقط على الأرض. تراجع يوي لينغ والاثنان الآخران سريعاً، وحاولوا تغطية البقع العمياء. مات رفيقهم هكذا، لم يكن هناك دم، لا صوت، لا صراع، فقط موت فوري.
كان العدو يقضي عليهم بسهولة، ولم يتمكنوا من اكتشافه ولو مرةً واحدةً حتى. لم يتمكنوا حتى من اكتشاف الهجوم القادم، شعروا أنهم كانوا يقاتلون في الظلام.
——-
شعر يوي فانغ بالتوتر الشديد وهو يقف متقارباً مع رفاقه. كان تنفسه يزداد صعوبةً حيث كان الخوف يسيطر على قلبه بقوة. في تلك اللحظة شعر بشيء يلتف حول رقبته. أراد أن يصرخ في وجه رفاقه طلباً للمساعدة، ولكن قبل أن يتمكن من فعل ذلك، أصبح الشيء الذي حول رقبته أكثر إحكاماً. أراد شد كل ما كان يلف حول رقبته، ولكن بعد ذلك حتى يديه لم تكن قادرة على الحركة لأنهما ملفوفان بنفس الشيء. أنينه هو الأمر الذي نبه رفاقه في النهاية، نظروا إليه غير قادرين على فهم ما كان يحدث. بعد أن عززوا بصرهم باستخدام الطاقة الداخلية، رأوا أخيراً السلك الرفيع الذي تم لفه حول جسم يوي فانغ. كان يوي لينغ سيقطع السلك ولكن بعد ذلك تم لفه أيضاً بنفس الشيء وكان الآن يتعرض للخنق أيضاً.
عند رؤية ما كان يحدث لرفاقه، عرف يوي شاين أنه إذا بقي، فسوف يعاني أيضاً من نفس المصير. لذلك دون أي تردد، بدأ بالهرب، ولكن في اللحظة التي فعل ذلك شعر بشيء ملفوف حول جسده بالكامل. كان يعلم أنه تم القبض عليه، وأن الموت هو المصير الوحيد المتبقي له ولرفاقه.
حاول الثلاثة الذين فقدوا الأكسجين وهم يموتون ببطء، بذل أقصى جهدهم للهروب. في تلك اللحظة قرروا حرق إمكاناتهم من أجل تفجير الطاقة الداخلية. على الرغم من أن ذلك سيضعفهم كثيراً بعد ذلك مما يجعلهم عالقين إلى الأبد كفنانين قتاليين من الدرجة الأولى، فهم لا يرغبون في الموت. على الأقل إذا بقوا على قيد الحياة فلا يزال هناك أمل، لكن إن ماتوا لن يكون هناك شيء. (م.م: تفجير إمكانياتهم يقصد بيها أنه يضاعف قوته أضعاف مضاعفة)
كما لو كانوا قد خططوا لها طوال الوقت، أحرق الثلاثة إمكاناتهم في نفس الوقت بالضبط. انفجرت طاقتهم الداخلية، وشعروا بقوة كبيرة تتدفق من خلالها. ثم تمكن الثلاثة من تمزيق الأسلاك التي كانت تخنقهم بالقوة.
بدأ الثلاثة يسعلون، لكن لم يكن لديهم وقت للارتياح لأنهم أفلتوا من الأسلاك، لكنهم علموا أن العدو لا يزال هنا. كان الثلاثة حاسمين وبدأوا في الجري في اتجاهات مختلفة.
سمع يوي لينغ ويوي شاين فجأة صرخة يوي فانغ، لكنهما لم يستديروا واستمروا في الهروب. بعد لحظاتٍ قليلة، سمع يوي لينغ فجأةً صراخ يوي شاين أيضاً.
عندما سمع يوي لينغ صراخ رفاقه المحتضرين بدأ يركض أسرع من أي وقت مضى. لم يهتم إذا كانت ساقاه ستبدئان في الانكسار، حيث استخدم كل طاقته الداخلية وجمعهما في قدميه مما منحه سرعةً هائلة.
القوة التي أطلقها والتي كانت تفوق قدرة جسده على تحملها، جعلت ساقيه تصرخان من الألم، لكن يوي لينج لم يجرؤ على الإبطاء. نظراً لأنه تمكن أخيراً من رؤية جدران ملكية عشيرة يوي، فقد شعر بالارتياح، واعتقد أنه آمن، لكن القدر كان قاسياً.
شعر يوي لينغ فجأةً بموجةِ نية قتل بكنها لم تكن مثل غيرها. شعر وكأنه فريسة ينظر إليها أخطر حيوان مفترس. كان مثل كائن بدائي يحدق به. ولأن نية القتل كانت تخنقه، استسلمت رجليه أخيراً وسقط على الأرض غير قادرٍ على الحركة.
حاول يوي لينغ الزحف نحو عشيرة يوي، ولكن بعد ذلك قام شخص ما بسد طريقه. رأى أخيرًا الشخص الذي طارده ورفاقه. معطف أسود وقناع أبيض، برؤية ذلك عرف أن هذه كانت النهاية.
” لما؟ ” كان يعلم أن الموت قادم، لذلك أراد فقط معرفة سبب وجود القاتل هنا.
” أليس هذا واضحاً؟ ” كانت هذه هي الكلمات الأخيرة التي سمعها يوي لينغ عندما رأى يد فيد تتجه نحوه.
(م.م:شكراً على تعليقاتكم، أتمنى أنكم استمتعتم)
—