سفاح خيالي في عالم حديث - 70 - حياتي كإجرة
كان جون متحمساً إلى حدٍ ما، لمقابلة فيد وتوجه إلى مكان الاجتماع في وقت مبكر. مكان الاجتماع المحدد في الخريطة كان في ضريح منسي في الجبل خارج المدينة. استغرق الأمر من جون نصف ساعة للوصول إلى مكان الاجتماع، لم يكن يتوقع أن يكونا لموقع في مثل هذا المكان لهذا لم يحضر مصباحاً يدوياً لذلك استخدم ضوء هاتفه بدلاً من ذلك.
عندما وصل ورأى الضريح القديم المنسي وجده مخيفاً بعض الشيء. نظر جون إلى الضريح ورأى أنه مزار لأحد الآلهة القديمة المنسية.
——–
في الأيام الخوالي، كان الأشخاص العاديين يصلون للآلهة الذين كانوا عادةً فنانين قتاليين تجاوزوا رتبة السيد الكبير. ادعى بعض المؤرخين أن الآلهة القديمة المنسية كانت كائنات مخلوقة نشأت بسبب الخوف الذي كان يشعر به الأشخاص العاديين في ذلك الوقت. بينما ادعى غالبية المؤرخين أن الآلهة القديمة المنسية كانوا فنانين قتاليين تجاوزوا رتبة السيد الكبير كانوا يحكمون ذات مرة كآلهة تساعد الناس أو تدمرهم. كان لديهم سيطرةٌ على الطقس ويمكنهم العيش لفترةٍ طويلة جداً، مما يجعلهم يبدون مثل الآلهة.
في الوقت الحاضر، لم يعد هناك رتبة بعد السيد الكبير، يقول البعض إن معظمهم غادروا الكوكب بحثاً عن قوةٍ أكبر. بينما يقول آخرون أنه لا يزال هناك بعض هؤلاء الذين يختبئون خلف الفنانين القتاليين من رتبة السيد الكبير، ويقومون بالتحكم بالعالم خلف الظلال. ومع ذلك، لم يعد معظم الناس يصلون لمثل هذه الكائنات كما زاد فهم الناس للعالم من حولهم، يظنون أنهم لم يعودوا بحاجة إلى مساعدة أي إله واعتقدوا أنهم يستطيعون الآن التحكم في مصيرهم.
——–
بالرغم من أن جون لا يؤمن بأي دين، إلا أنه لا يزال يرغب في إظهار الاحترام كفنان قتالي للشخص الذي وصل إلى قمة هذا الطريق. بينما كان ينتظر وصول لوكي، قام بتنظيف الضريح قليلاً وانحنى. بعد أن انتهى، سمع فجأةً صوتاً يأتي من خلفه.
” هل أنت شخصٌ متدين؟ ”
” لست كذلك، لكني كفنان قتالي يجب علي إبداء الاحترام للأقوى. ”
استدار جون ولم ير أحداً هناك. وما زاد دهشته، حتى حواسه كفنان قتالي من المرتبة الخامسة لم تستطع الشعور بأي حضور.
” …هل أنت فيد؟ ”
على الرغم من أن جون كان واثقاً تماماً من أن المتحدث هو القاتل، إلا أنه كان بحاجةٍ إلا التأكد. في الظلام مثل الظل، ظهر فيد فجأةً أمام جون. في ظلام الليل، كان الشيء الوحيد الذي يمكن أن يراه جون بوضوح من فيد هو قناعه الأبيض.
” أنا فيد، إذاً أخبرني من الذي تريده أن يقتل؟ ”
” أنا لا أريد ان أقتل أي شخص. أنا أريد فقط استعادة ابنتي. هل يستحيل عليك أن تنقذها دون أن تقتل أي أحد؟ ”
” …أنا قاتل.. على الرغم من أن لدي قواعد صارمة ألتزم بها وقد أكون مختلفاً قليلاً عن القتلة الآخرين، لكن في النهاية، أنا قاتل. أي عملٍ أقوم به يعني أن حياةَ أحدٍ ستسلب، إذا كنت تريد أن تنقذ طفلتك فقط، فلست الشخص الذي تحتاج إلى أن تستأجره. هناك آخرون أكثر قدرةً مني على هذا النوع من العمل. ” (م.م: الله على التواضع)
بعد قول هذه الكلمات، كان فيد يتراجع ببطءٍ عندها حاول جون الإمساك به. مد جون يده نحو فيد، لكن كل ما كان قادراً على التقاطه هو هواء. كان جون يائساً وهو يسجد ويضرب رأسه على الأرض.
” أرجوك أنت أملي الوحيد! لن يصدقني أحد ولن يساعدني أحد! أنت فرصتي الأخيرة، أملي الوحيد في إنقاذ ابنتي! ”
” كما قلت، أنا قاتل، ولست شخصاً يقوم بوظائف عشوائية كهذه.. صحيح أنني أنقذ الناس، لكن طريقتي في إنقاذهم هي قتل أعدائهم. إذا كان كل ما تريده هو إنقاذ ابنتك دون قتل أي شخص، يمكنني أن أخبرك عن محقق جيد جداً وأنا متأكد من أنه سيساعدك.. لكن إذا قررت أنك تريد القضاء على الأشخاص الذين أخذوا ابنتك منك، الذين سرقوا حياة زوجتك، فأنا الشخص المناسب للوظيفة. ”
“…” لم يجب جون واستمر بالسجود. رؤيته يتصرف على هذا النحو جعل فيد يتنهد. كان سيقبل الوظيفة إذا قال جون ببساطة إن فيد بحاجة إلى القضاء على الأشقاء الذين يشتبه في أنهم قتلوا زوجته واختطفوا ابنته.
——–
في الحقيقة بعد البحث السريع الذي قام به هارولد، تعلم لوكي الكثير عن جانب عشيرة يوي الذي لم يعرفه جون أبداً. كانت عشيرة يوي واحدة من عشائر الطبقة المتوسطة التي أرادت الارتفاع فوق موقعها الحالي. كانت هناك شائعات بأن الرئيس السابق للعشيرة أراد نقل منصب رئيس العشيرة إلى زوجة جون. في تلك الفترة التي بدأت فيها الشائعات في الانتشار، خرجت هي وإخوتها للقيام بمهمة غير معروفة للبلد. كانت نتائج تلك المهمة غير معروفة لكن الأشقاء أصيبوا بجروحٍ خطيرة وتوفيت زوجة جون.
حتى لو لم يقتل الأشقاء زوجة جون حقاً، لم يكن بينهم أي شخص جيد. ارتكب كل من الأشقاء باستثناء زوجة جون جرائم مختلفة زعموا أنها كانت من أجل العشيرة. نظراً لكون عشيرة يوي مؤثرةً إلى حد ما، تم التغافل عن جرائمهم بسبب الائتمان الذي اكتسبوه من أجل القيام بوظائف غريبة للبلد، لم يسبق أن عوقبوا حقاً.
——–
” أنت لست عضواً حقيقياً في عشيرة يوي، وأنا متأكد من أنهم لم يعاملوك بلطف بعد وفاة زوجتك، لماذا تحمي أولئك الذين تخلوا عنك بالفعل؟ ” عندما سمع سؤال فيد
” ..لا يهم ما قاموا به، لا أستطيع أن أحكم عليهم بالإعدام. بعد كل شيء، هم أشقاء زوجتي الذين كانت تحبهم. حتى عندما كانت على قيد الحياة، بغض النظر عما فعلوه لها، كانت تسامحهم دائماً بابتسامةٍ على وجهها. أنا متأكدٌ من أنها إذا كانت لا تزال هنا معي، فسوف تطلب مني أن أسامحهم أيضاً… أنا حقاً لا أرغب في الانتقام، أريد فقط أن تعود ابنتي. سأقدم لك أي شيء لدي، إذا كنت حقاً بحاجةٍ إلى إنهاء حياة حتى تتمكن من إنقاذ ابنتي، فلما لا تأخذ روحي. سوف أعطيك حياتي بكل سرور، لكن ليس الآن. هل يمكنك الانتظار حتى تكبر ابنتي قليلاً؟ بمجرد أن تبلغ من العمر ما يكفي، يمكنك أن تأخذ حياتي كإجرة. ”
(م.م: أتمنى أنكم استمتعتم، شكراً على دعمكم المعنوي)
—