96

خطأ؟

الكتاب الأول – الفصل 96

هبت رمال الأراضي القاحلة مصحوبة بالرياح الحارة

.

تسببت الحرارة في تشوه الهواء ، مما أدى إلى التواء مظهر الدراجين القاحلين الذين ركضوا عبر الأفق

.

قادهم صبي صغير يبلغ من العمر حوالي خمسة عشر عامًا ، بدا صغيرا وضعيفًا

.

عباءة سوداء رمادية تحميه من الشمس ، وبندقية كبيرة متدلية من على كتفه، سلاح من هذا العيار رمز للمكانة في الأراضي القاحلة

.

تبع الشاب غير المزعج عشرة رجال أقوياء ، كل واحد منهم من الواضح أنه محارب متمرس

.

كان قائدهم رجلاً غريب المظهر ذو فك سفلي بارز وزوج من الذراعين ضعف حجم ذراع أي رجل عادي ، كانت يداه أضخم من ركبتيه

.

جذب

المجموعة الانتباه في كل مكان ذهبوا إليه.

لم يكن بإمكان كلاود هوك أن يصدق أنه قبل ثلاثة أشهر فقط كان دودة تزحف من تحت أنقاض الأراضي القاحلة بحثًا عن بقايا الطعام

.

الآن قاد مجموعة صغيرة من المقاتلين الأكفاء وذهب حيث يشاء

.

كل ما كان عليه أن يقلقه هو الوحوش

.

لم يعد قطاع الطرق أو الكناسسي شيئًا يخافه بعد الآن

.

لم يكن هناك العديد من النكسات لمنع طريقهم على مدى مئات الأميال ، وارتفعت ثقة كلاود هوك

.

إذا استمروا على هذه الوتيرة ، فسيصل إلى الأراضي الإليسية في حوالي عشرة أيام

.

الآخرون الذين ركبوا السحالي بجانبه كانوا نخب البؤر الإستيطانية ، كان اسمه الرجل الغريب ذو الأذرع الضخمة ديب ، رجل قوي البنية في الثلاثينيات من عمره

.

على الرغم من أن وجهه جعله يبدو شرسًا ، إلا أنه كان ذكياً

–

مقاتل ليس أقل قدرة من أمثال سالاماندر

.

تحدث أحد المحاربين في البؤرة الإستيطانية

“

في الأمام منطقة روتولف

“

ظهرت مجموعة صغيرة من الأنقاض في الأفق ، دُفنت جزئيًا في الصحراء وتناثرت الأعشاب الضارة حولها

.

كانت موطنًا لمجموعة من عشرين أو ثلاثين ذئبًا

.

قفز ألفا على جدار متداعي وتحداه بإظهار أنيابه ورفع الشعر الخشن على جسده كتحذير

–

وضع عادي للدفاع عن أرض المرء

.

إذا أراد الدراجون الاستمرار ، فسيتعين عليهم القتال

.

كشف كلاود هوك خريطته ونظر إليها

”

تظهر الخريطة أن هناك بؤرة استيطانية قريبة ، إذا تعاملنا مع الذئاب فسوف نقدم لهم خدمة ، يمكننا أن نسلخهم ونبيع جلودهم مقابل الطعام بينما نحن هنا

“

كان الجنود هنا ليتبعوه ، لذا فعلوا ما أمر به ، أطاعوا أمره لأن أقاربهم في البؤرة

.

حتى لو لم يكن الأمر كذلك ، فقد وُعدوا بمكافأة غنية مقابل إيصال الطفل إلى مكان محدد

.

بعد تسليمه وإعادته ، قيل لهم حتى إن لديهم مكانًا في القلعة

.

لقد كان عرضًا مؤقتًا لا يمكنهم رفضه

.

ووش

!

سحب ديب الوتر الضخم وضرب سهمًا دون بذل الكثير من الجهد

.

طار السهم في الهواء وأخترق دماغ ذئب ألفا

.

وقع الذئب على الأرض وأرتعش قليلاً لبعض الوقت

.

تركت بقية المجموعة سلسلة من العواء ثم جاء ما بين عشرين إلى ثلاثين منهم وأندفعوا نحوهم

.

ووش

!

ووش

!

أطلق ديب سهمين آخرين بسرعة

.

مات اثنان آخران من الذئاب

.

كان الرجل قادرًا على إصابة هدف من على بعد أكثر من ثلاثمائة قدم وكذلك أي قناص ، كل ذلك بفضل قوسه الطويل ذو الوتر السميك

.

بين السلاح المثير للإعجاب وقوة ديب المذهلة ، لم يكن لدى الذئاب فرصة للمراوغة قبل أن يقعوا على الأرض

.

سحب كلاود هوك بندقيته ووجه الفوهة القديمة نحو أحد الذئاب

.

عندما ضغط على الزناد ، شعر أن كل مكون من مكونات البندقية يتحرك حتى خرجت الرصاصة من صدع مع الغاز وصدى إطلاق النار

.

أصاب هدفه بلا عيب من على بعد عدة مئات من الأمتار

.

ركضت بقية المجموعة نحو الذئاب ، أخرج المحاربون أسلحتهم وبدأوا في القتال

.

لم تكن مجموعة الذئاب كبيرة بشكل خاص وكانوا جميعاً من ذوي الخبرة في القفار ، لذلك قُتلت الذئاب على الفور

.

حث كلاود هوك سحليته على التقدم إلى الأمام ودخل الأنقاض ، تبعه ديب وعدد قليل من الآخرين ، قاموا بسحب خناجرهم وشرعوا في جمه الجلود القيمة

.

لم يكن للبشر أي استخدام للغدد السامة في جثث الذئاب ، لكن السحالي القاحلة وجدتها فاتحة للشهية ، لذا فإن السحالي الأحد عشر التي جلبوها معهم أكلت بسعادة

.

“

لدينا شبلين من الذئاب

!”

رفع أحد الجنود ذراعيه ممسكًا بذئب في كل يد ، تدلوا من يده مثل القطط أثناء امساكهم من مؤخرة رقابهم

.

كان فرائهم أسوداً لا يزالون أصغر من أن يفتحوا أعينهم

–

كانوا صغارًا

.

يمكنهم الحصول على سعر جيد في البؤرة الإستيطانية من بيعهم

.

بمجرد شبعت السحلية ، قاد كلاود هوك ديب والآخرين إلى أقرب بؤرة

.

كانت البؤرة الإستيطانية بالكاد هي الكلمة المناسبة لها ، حيث لا يمكن مقارنتها مع جرينلاند

.

لم تتطابق حتى مع بلاك فلاج ، من الواضح أنها أضعف

.

كانت هذه أول مستوطنة اقترب منها كلاود هوك منذ مغادرته الواحة ، حيث كان يأمل في تجديد إمدادات المياه

.

لكن عندما اقتربوا من مدخل البؤرة ، فوجئ الشاب بالمشهد ، بدا مخفر بليك فاير وكأنه بالكاد نجا من بعض الكوارث الأخيرة

.

جدران مدمرة و المدافعون الذين أطلوا من القممهم الصخرية مسلحين بالأقواس والسهام فقط

.

كان عدد قليل من السكان مشغولين بمحاولة إزالة بقع الدم من الحجارة

.

على الرغم من أن المعركة قد انتهت منذ بعض الوقت ، إلا أن رائحة الدماء ما زالت في الهواء

.

ساءت الأمور عندما تقدم كلاود هوك ومجموعته إلى مخفر بليك فاير

.

كان هناك ما لا يقل عن ألف جثة لم يتم التخلص منها بعد مكدسة في جبل من العظام المكسورة واللحم الفاسد ، أصبحت النفوس التعيسة وليمة لعدد لا يحصى من الحشرات ، كان المشهد كله مقززًا

.

معظ

م الجثث من البشر بالإضافة إلى عدد قليل من المسوخ.

الكثير من الجثث المتعفنة في الشمس القاحلة ستنتج بسرعة رائحة كريهة ، كان هناك خطر أنه يمكن أن ينشروا المرض ، وإذا لم يتم التعامل معهم ، فقد يؤدي التهديد إلى تدمير سكان البؤرة الإستيطانية بأكملها

.

“

أنا قائد مخفر بليك فاير

“

نظر إليه رجل عجوز بعصا بحذر

“

أنت

..…”

أجاب كلاود هوك

”

لقد جئت من مخفر جرينلاند ، لقد جئنا على أمل قضاء الليل ، ولكن غريب ، هل هاجمكم الكناسين؟

“

“

مخفر جرينلاند ؟

”

لمعت عيون الرجل العجوز ، رد الجنود من حوله أيضًا ، وقاموا بالنظر إلى الوافدين الجدد بعيون واسعة

.

حرك قائد مخفر بليك فاير العصا من يد إلى أخرى وقال بصوت منخفض وغريب

”

سمعنا أن خليفة الرمال مات في بؤرة جرينلاند

“

‘

خليفة الرمال؟‘

كاد

كلاود هوك أن ينسى –

كان هذا هو اسم الشيطان

.

بعد مهاجمتهم من قبل الكناسين ، كان على سكان هذه البؤرة أن يكرهوهم بكل ذرة من كياهم

.

كان الشيطان هو زعيم الكناسين ، لذا من المحتمل أن يكون سماع خبر وفاته بمثابة خبر سار لهم

!

أجاب كلاود هوك دون أن يفكر في الأمر كثيرًا

”

هذا صحيح ، الشيطان تم التعامل معه خارج مخفر جرينلاند

“.

“

الأوغاد اللعين

!”

صرخ أحد جنود مخفر بليك فاير عليهم وأحمرت عيناه من الغضب

“

لماذا بحق الجحيم قتلتوا الخليفة؟ هل لديكم أي فكرة عن مدى أهميته للأراضي القاحلة؟ الآن وقد مات ، كل شيء تدمر

! “

“

صحيح

!”

“

آمل أن يحترق مخفر جرينلاند اللعين

!”

“

ناه ، إنهم جميعاً يستحقون أن يتم تقطيعهم إلى أشلاء

!”

بدأ أفراد البؤرة الإستيطانية يتجمعون ، شاهد كلاود هوك ورفاقه الحشد يتجمع بقلق على وجوههم

.

أخذهم عداء هؤلاء الغرباء على حين غرة

–

على عكس ما كان متوقعًا تمامًا

!

تنهد زعيم البؤرة الإستيطانية بليك فاير

”

لو قُتل خليفة الرمال فيجب أن يكون ذلك على يد صائد الشياطين ، أنزلوا أسلحتكم

! “

لم يدع كلاود هوك موقفهم غير المرحب يزعجه

”

كان الشيطان وحشاً شريرًا ، لقد قائد عشرات الآلاف من الكناسين

–

كيف يكون موته أمرًا سيئًا؟

“

“

أيها الشاب ، ترى الأشياء ببساطة شديدة

“

تنهد الرجل العجوز مرة أخرى

“

سواء كان الخليفة حياً أم ميتاً ، سيبقى الكناسون ، إذا كان لا يزال على قيد الحياة ، فإن الكناسين سيحصلون على ما يحتاجون إليه من أماكن مثل جرينلاند ، لن يحتاجوا إلى مهجامة بؤرة استيطانية صغيرة مثل بؤرتنا ، مع وفاة خليفة الرمال ، لن يكون لهؤلاء الشياطين قائد ، إنهم جيش بلا أرض ، وهناك عشرات الآلاف منهم خارج نطاق السيطرة ، في النهاية الأشخاص الذين سيعانون هم القبائل الأصغر مثل قبيلتنا

! “

جعلت كلماته كلاود هوك يفكر

.

هل يمكن أن يكون وجود الشيطان مفيدًا للأراضي القاحلة بدلاً من لعنة؟ هل هذا المخلوق بطريقة ما يحافظ على استقرار المكان؟

كان الكنّاسون وجود أبدي في الأراضي القاحلة ، ولا يمكن محوهم تمامًا

.

تحت حكم الشيطان ، كانوا منظمين ومقيدين

.

لقد استخدموا ضراوتهم لإجبار أماكن مثل جرينلاند على دفع الجزية ، مما أدى في النهاية إلى إزالة الحاجة إلى مهاجمة أهداف أسهل مثل بليك فاير

.

مع الإطاحة المفاجئة بقائدهم ، تعرض الكناسون لضربة قوية ، وانقسم الجيش القوي وانتشر في الأراضي القاحلة مرة أخرى

.

خلال الأيام القليلة الماضية ، عانت العديد من البؤر الإستيطانية مثل هذا المكان

.

“

مات ابني على يد الكناسين

!

إذا كان الخليفة على قيد الحياة لكان قد أبقى على هذه الوحوش اللعينة تحت المراقبة ، وسيظل ابني على قيد الحياة

! “

صرخ رجل كبير ذو عيون حمراء منتفخة وملئ بالعداء

“

إذا رأيت ذلك الصياد اللعين ، فسوف أقتله ، حتى لو تمزق جسدي إلى أشلاء

!”

“

بدون شك

!”

“

لقد قتلوا أخي أيضًا

!”

“

وصديقي

!”

“

صياد الشياطين اللعين ، جميعهم ملعونون

!”

نظر كلاود هوك إلى الوجوه الغاضبة الملتوية وشعر بقشعريرة

.

بدا كل شيء سخيف جدا

!

كانت الشياطين لعنة ، أصل كل صراع في هذا العالم

.

ولكن تواجد نظام في حالة الفوضى

!

كان الشيطان عنصرًا مهمًا في الأرض القاحلة وحافظ على سلامة البؤر الإستيطانية

.

بدونه كانت قوة الكناسين بلا رادع ، وبالنسبة لأماكن مثل هذه كانت هذه الحقيقة كارثة

.

الآلاف ، بل عشرات الآلاف من سكان القفار سيعانون

!

والشخص الذي خلق كل هذه المعاناة لم يكن سوى كلاود هوك ، لكنه لم يكن يعلم أن ذلك سيحدث ، بالطبع لم يكن يأمل في ذلك

.

نظر إلى جبل الجثث وكانت وجوههم ملتوية من الألم واليأس ، تخيل أنهم ينظرون إليه بحقد

.

تقطر عرق بارد على ظهره ، لم يتمكنوا من البقاء هنا

.

كان على كلاود هوك أن يغادر في أسرع وقت ممكن

!

إذا وجدت أي أخطاء يرجى السماح لي بمعرفة ذلك من خلال التعليقات حتى اتمكن من تحسينه في أقرب وقت ممكن

.

ترجمة

: Sadegyptian