63
الهروب من الزنزانة
الكتاب الأول
–
الفصل
63
لم يزعج
كلاود هوك
نفسه
لتخمين دوافع هيدرا
.
بعد أستخدام الصليب المقدس ، لم يكن لدى الملكة الملطخة بالدماء المزيد من الطاقة للقتال
.
لا يمكنها إلا الإعتماد على كلاود هوك وحده لفتح طريق هروبهم
!
، لم تكن هناك خيارات أفضل
.
كان عليهم تحمل هذه المخاطرة
.
ساعد كلاود هوك الملكة وأختفى الإثنان في ظلام المجاري المدمرة
.
لم يُعر هيدرا لهم أي أعتبار
.
تم تركيز إنتباهه على ليونين
.
استدار ليونين وركض نحو أنبوب آخر
.
لم يكن في جرينلاند منذ فترة طويلة ، لذلك لم يكن يعرف الكثير عن هيدرا
.
ومع ذلك كان عليه أن يفترض أنه إذا قاد هيدرا البؤرة الإستيطانية ، فسيصبح في وضع خطير إذا القتال
.
يحترم سكان الأراضي القاحلة القوة فقط
!
، لن يحكم هذا المكان إذا لم يكن الأقوى والأكثر مهارة
!.
أظهر هيدرا ما كان قادرًا عليه في نزاله ضد صائدي الشياطين
.
لم يكن ليونين بالتأكيد مقابلاً له
!
‘
اهرب
!
، اعثر على مساعدي الشيطان
!
، يمكنهم بالتأكيد التعامل مع هيدرا
!‘
زينت ابتسامة عريضة وجه هيدرا مثل قطة تشاهد فأرًا يكافح قبل لحظات من موته
.
ركض ليونين في الأنبوب الضيق لكن وقع أقدام درع المعدن رن مثل إعصار من الخلف
.
مشى هيدرا خلفه ببطئ وأمتلأ ليونين اليأس
.
في غضون لحظات انتقل هيدرا من سكونه إلى سرعة خمسين أو ستين كيلومترًا في الساعة
.
حتى في هذا المكان الضيق والملتوي لم يتباطأ على الإطلاق
.
أندفع مثل الثور الهائج
.
‘
منعطف
!‘
ألقى ليونين بنفسه فجأة في فتحة على يساره
.
كان هيدرا يركض بسرعة كبيرة ، ربما لن يكون قادرًا على الدوران في الوقت المناسب
.
ولكن بينما دفع ليونين نفسه بأسرع ما يمكن ، ظهر جسد هيدرا خلفه
.
تشبثت بالأنابيب القديمة وركض على الجدار بزاوية تسعين درجة على الأرض لأربع أو خمس خطوات
.
ت
ركت كل خطوة شقوق وكسور خلفه
.
قفز في الهواء وسحب سيفه
.
ملأ الصوت
المشئوم
للصلب
الممرات
وو
صلت شفرة هيدرا إلى ليونين
.
رفع ليونين صابره لصد الضربة وأضاء الشرر الظلام
.
لم ينتظر لمواصلة القتال ، غير الإتجاه مرة أخرى بعد صد هجوم هيدرا المميت
.
الآن كان يركض بشكل أعمى عبر مسار خالٍ تمامًا من الضوء
.
كان عدوه قوياً ، لكن إذا لم يتمكن من رؤية هدفه ، فلن يتمكن من استخدام هذه القوة
.
“
هيه هيه ، أنتِ ماكر ، أوقات رد فعلك جيدة
“
نظر هيدرا لأعلى وخلع الرقعة من على عينه اليمنى
.
لم تكن عينه عديمة الفائدة ، لكنها تحورت ، كانت عيونه مثل شق الأفعى أو السحلية يتوهج بالضوء الأحمر
“
لكنك لست أكثر من شخص يكافح على فراش الموت
“.
لم تتحور عينه فحسب ، بل تطورت أيضًا قدراتها
.
كانت العين حساسة للضوء ولا يمكن الإعتماد عليها خلال النهار ، لذلك أخفاها خلف الرقعة
.
لكن في الظلام ، رصدت عينه الحرارة
.
حتى في الظلام ، كان ليونين ضعيفًا جدًا وبطيئًا جدًا
.
كيف يمكنه الإبتعاد؟
.
تناثر الدم الأحمر الطازج في
الممر
.
صرخ ليونين وسقط على الأرض ممسكًا بجرحه
.
قطع سيف هيدرا طبقتين من الملابس الواقية وترك وراءه جرحًا عميقاً
.
لم يتوقف هيدرا وهاجم مرة أخرى مثل البرق
.
كان نصله الرشيق مثل الناب المسموم لأفعى الكوبرا
.
أصبح عقل ليونين فارغًا بينما كان الموت يلوح في الأفق
.
ظهرت فكرة واحدة فقط في دماغه
–
ماذا سيحدث لهم إذا مت؟
.
”
ا
–
انتظر
!
، لا تقتلني
! “
ركع ليونين على الأرض
.
هل كان هذا المخضرم القاسي والمهيب يتذلل على ركبتيه؟ ، لم يرى هيدرا ليونين على هذا النحو
!.
عندما لم يشعر ليونين بنصل هيدرا ، تحدث مرة أخرى
“
ليس لدي أي اهتمام بالقتال ، ابنتي مريضة ، مريضة حقًا ، توجب علي فعل هذا
!
، إذا وعدت أن تعتني بإبنتي فإن حياتي لك ، سأكون كلبك ، أي شيء تطلبه ، قتلي لن يُكسبك شيئًا
! “.
‘
ابنة ليونين؟‘ لمسه نداء ليونين وإن كان قليلاً
.
كان ليونين جديدًا في البؤرة الإستيطانية ، لكن من الواضح أنه كان مفيدًا ورجلًا ماهرًا
.
سمع هيدرا حكاية قصة العبيد من قبل
.
من المعروف أن عائلته هي التي جلبته إلى جرينلاند في المقام الأول
.
لقد كان متشككًا في القصة ، فمن يهتم بأقارب مثل هذا في هذا اليوم وهذا العصر؟
.
كان ليونين قويًا
وذكياً
،
سجد أمام هيدرا وضغط
ب
رأسه على الأرض
“
سأفعل ما تطلبه ، فقط أنقذ إبنتي
!
، أنا أتوسل إليك ، لا أستطيع أن أموت الآن
! “.
”
مثير لل
إهتمام ”
أعاد هيدرا سيفه ببطء إلى غمده
.
كان مخفر جرينلاند قوي وأقوى من بؤرة بلاك فلاج
.
ومع ذلك على الرغم من أنه كان أقوى بكثير في المجموع ، إلا أن مخفر جرينلاند لديه ما يقرب من عشرة أشخاص فقط لديهم مهارات مماثلة لمهارات ليونين
.
مخفر بلاك فلاج ، على الرغم من صغر حجمه ، كان لديه خمسة أو نحو ذلك
.
كان سكان الأراضي القاحلة الذين عاشوا لفترة طويلة بما يكفي للحصول على هذه المهارة فخورين ويصعب السيطرة عليهم
.
ك
ان ليونين ماهراً بشكل خاص ومع ذلك كان لديه بقعة ناعمة واضحة
.
لقد كان على وجه التحديد نوع الشخص الذي يمكن أن يستخدمه هيدرا
.
“
حسنًا ، أنا أقبل حياتك
”
لمعت عينه اليمنى بضوء أحمر خطير مثل عين الشيطان
.
نظر إلى ليونين الراكع
أمامه
وقال
“
إذا خُنتني بأي شكل من الأشكال ، فسأجعلك تندم على حياتك ، أنت تعرف من أنا ، هنا في البؤرة لا يمكن لأحد أن يحميك مني
“.
لم يكن على ليونين أن يتخيل مدى تأثير هيدرا
.
كان خائفًا من أتباع الشياطين ، لكن هنا في البؤرة الإستيطانية ، إذا كان هناك شخص يريد منه هيدرا الموت ، فلا يوجد ما يمنعه
.
وَضع ليونين مصيره ومصير عائلته بين يدي هيدرا لا يختلف عن بيع روحه
.
ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة لمواصلة التنفس
.
***
ساعد كلاود هوك الملكة الملطخة بالدماء وسار في الطريق الذي أشار له هيدرا
.
كان الظلام شديدًا لدرجة أنهم لم يتمكنوا من رؤية بوصة واحدة أمام أنوفهم
.
مع القليل من الطاقة المتبقية لها ، أستدعت الملكة طائر الفينيق الضئيل
.
أضاء بريق الطائر طريقهم وسمح لهم بفحص محيطهم
.
كانت حالة الملكة تتحسن لكن المعركة من أجل حياتهم أضعفتها مرة أخرى
.
كانت إرادتها كالفولاذ ، لو
وضع
أي شخص آخر
في
المحن
التي عانت منها
كان سينهار على الفور
.
لكن
رغم ذلك
لا تزال تجد صعوبة في المضي قدمًا
.
كان القتال غير وارد
.
فجأة رنت أصوات صراخ عبر الكهف شديد السواد
.
كان القلق واضحًا في صوت كلاود هوك
“
أذهبي أولاً
!”.
كان الطريق إلى الحرية أشبه بالتجول في ضباب مظلم
.
أندفع
مخلوق أحمر
نحوه
!!.
قام كلاود هوك بأرجحة عصاه وضرب
المخلوق
وأرسله يصطدم بالحائط
.
رأى بعدها المخلوق بوضوح ، وحش مجنح طوله حوالي نصف متر مع مخالب حادة وعيون قرمزية
.
الخفافيش المتحولة
!.
عندما هاجمت موجة الوحوش الطافرة مخفر بلاك فلاج ، كان قد رأى ما يمكن أن يفعله سرب من هذه الوحوش
.
لم يكن يعتقد أنه سيقابلهم هنا تحت جرينلاند
.
كانت تلك الليلة الرهيبة ما زالت حية في ذهنه ، عندما جاء شياطين الأرض القاحلة بحثًا عن الدم
.
كانت هذه المخلوقات أصغر حجمًا ولكن كان هناك العشرات منهم وأكثر مما يستطيع كلاود هوك التعامل معهم بمفرده
.
سمع صوت الملكة الخشن أمامه
“
أرى مخرجًا
!”.
على بعد مائتي متر اخترق ضوء القمر الظلام
.
شعر كلاود هوك بموجة من الحيوية ، أخبرهم هيدرا الحقيقة
! .
“
هيا ، سأمنعهم
!”
أمسك العصا بإحكام في يده اليمنى ملوحًا بها لصد الخفافيش التي اقتربت كثيرًا
.
قام بتوجيه المسدس في يده اليسرى وأطلق النار بشكل عشوائي في الظلام وتمكن من إصابة العديد من الخفافيش
.
أستمروا في التقدم لكن رائحة الدم دفعت الخفافيش الأخرى إلى الجنون
.
في غمضة عين سقطوا على جثث الخفافيش الموتى ومزقوهم إلى أشلاء مثل مجموعة من الشياطين الجائعة
.
لقد كانوا شرسين متعطشين للدماء بشكل لا يمكن تصوره
!
، كان من المروع النظر
.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى نفد الرصاص من كلاود هوك ، على الرغم من أنه تمكن من قتل عدد قليل ، إلا أن أعداد الخفافيش أستمرت بالإزدياد
.
أتجه نحو
العديد
من الخفافيش
وتوجهوا يمينًا إلى الملكة لأنها كانت تنزف و
أثارت
الرائحة جوعهم الشديد
.
أخرجت
طائر فينيق النار على واحد و
أحرقته
، ولكن
تقدم
أربعة أو خمسة آخرين
.
وضع
كلاود هوك
ال
قوة
في
عباءته وفجأة توقف الهواء والجاذبية عن كبح
ه
.
قفز إلى الأمام بأقصى سرعة مثل هبوب رياح وضرب بعصاه عند وصوله إلى الملكة وضرب خفاشين آخرين
.
لم يتوقف عن التعامل مع البقية وبدلاً من ذلك جرها نحو المخرج
.
أخيرًا ، هربوا
!.
حلّ الليل وتساقطت الخفافيش من الكهف مثل سحابة قاتلة وحلقوا فوقهم بشكل مشؤوم
.
أذهل ظهورهم المفاجئ والعنيف أفراد جرينلاند وسُمع دوى عدة طلقات نارية
.
في غضون ذلك ضخ كلاود هوك قوته في العباءة مما جعله أسرع
.
لقد بحث بشكل محموم عن مكان آمن حيث يمكنهم الإختباء
.
”
وجدتهم
!”
ركض فريق كناسين يمشط منطقة عشوائية
.
كان هناك أكثر من عشرة منهم مسلحين بالفؤوس والأقواس
.
مثل سرب من النحل أندفعوا نحو صائدي الشياطين
.
حدق كلاود هوك وفكر في الوضع الذي يواجهونه
“
اللعنة
!
، هولاء المسوخ موجودين في كل مكان
! “.
حاصرهم قتلة ذوو خبرة بأسلحة قريبة وطويلة المدى مما جعل كلاود هوك لا يستطيع الهروب أو القتال
.
كان خيارهم الوحيد هو العثور على غطاء
.
لمعت أسلحة الكناسين الداكنة تحت ضوء القمر وأحاطوا بفريستهم ثم بدأوا في الإقتراب
.
ومع ذلك فقد كانوا يركزون على فريستهم لدرجة أنهم لم يتكتشفوا الظل الذي يقف وراءهم
.
أقترب الظل مثل شبح الموت من دون صوت ولمع الخنجر في يده
.
بدون الكثير من الهمس ، دفن الظل خنجره في العمود الفقري للكناس
.
سقط الصياد على الأرض ، بعد أن فقد كل القدرة على الحركة
.
قبل أن يتمكن من الصراخ ، أغلقت يد خشنة فمه وفُتح حلقه بواسطة الفولاذ البارد
.
قاسٍ وسريع وفعال
.
انزلق الظل بعناية
.
ثانيًا ثم ثالثًا تم قتلهم بواسطة الظل الذي يحمل خنجرًا بدون صوت
.
أيا كان الظل القاتل ، ظهر واختفى خلال الليل ، كل جثة تُركت وراءه قُتلت بطريقة مختلفة
.
في النهاية أدرك الكناسين أن هناك شيئًا ما خطأ عندما سمعوا صدى خطوات أقل
.
نظر من في المقدمة إلى الخلف ورأوا خمسة من إخوانهم ميتين وأعناقهم مقطوعة مغمورة بالدماء
.
حدقوا بصدمة ورعب
.
لم يكن هناك سوى جثث
!.
من كان الجاني؟ ، خمسة من رفاقهم لقوا حتفهم دون سابق إنذار وفي ثوان
!.
تعثر أحد الكناسين للوراء بضع خطوات
“
انتبهوا ، خذوا حذركم
!”.
قطعت لدغة خنجر عموده الفقري ولم ينطق المزيد من الكلمات
.
“
هنا
!”
اكتشف الكناسون القاتل وأطلقوا أسلحتهم تقريبًا بالفطرة
.
أستخدم القاتل جثة رفيقه الميت كدرع من اللحم لإمتصاص الرصاص والسهام تاركًا الظل الغامض سالماً
.
رن صفير زوج من الخناجر في الليل
.
“
آآاه
!”
“
آااه
!”
رنت صرختان وأنهار كناسان اخرآن
.
ما تبقى من فريق الكناسين هرعوا إلى الأمام وعلت الدهشة والخوف والغضب وجوههم
.
لكن بحلول الوقت الذي وصلوا فيه إلى الجثة التي استخدمها القاتل للتستر ، اختفوا
.
سسسس
!
سقط آخر وهو يمسك حلقه وآخر بخنجر في رقبتها
.
نزل الخوف على الكناسين وملأهم الرعب
.
ك
ان المهاجم مثل إله الموت المتجسد يأتي ليأخذ أرواحهم في الليل
.
ركضوا بخوف للبحث عن المساعدة
.
أختبئ كلاود هوك خلف صخرة ورأى المشهد كله
.
ظهرت صورة ظلية من الظلام ، ليست كبيرة أو مهيبة بشكل خاص ووقفت أمامه
.
كان آسيويًا يرتدي ثيابًا ممزقة ووجه شاحب
.
كان تعبيره قناعًا من اللامبالاة رغم أن رائحة الموت خيمت المكان مثل السحابة
.
لمع ضوء القمر على خنجره
.
نظر كلاود هوك إلى الوراء وعيناه متسعتان من الصدمة
“
مانتيس
!
، ما الذي تفعله هنا؟
!”.
إذا وجدت أي أخطاء يرجى السماح لي بمعرفة ذلك من خلال التعليقات حتى اتمكن من تحسينه في أقرب وقت ممكن
.
ترجمة
: Sadegyptian