47
تدمير البؤرة الاستيطانية
الكتاب الأول – الفصل 47
أضاء غروب الشمس الأراضي القاحلة بضوءه الحارق والمتوهج
.
تم إغلاق بوابات مخفر بلاك فلاج بإحكام
.
حمل الرجال الأسلحة في أيديهم ، ووقفوا في صفوف مرتبة وأنتظروا صبر
.
مسحت آلاف العيون المحتقنة بالدماء البرية
.
لقد مر يومان وليلتان منذ أن نام أي منهم
.
على الجهة الأخرى جيش مكون من أكثر من ألف كناس مصطفين في تشكيل هائل
.
من أين أتى هؤلاء الكناسين؟ ، ماذا أرادوا؟ ، لا أحد يعلم
!.
منذ يومين ظهر الكناسين فجأة من العدم
.
لقد حاصروا البؤرة الاستيطانية لكنهم لم يهاجموا ، حدقوا فقط من بعيد
.
ظل محاربو مخفر بلاك فلاج في حالة توتر دائم
.
لم يجرؤوا على النوم ، وأصيبت أعصابهم بالتوتر
.
كانوا على وشك الإنهيار العقلي
.
كان الكناسون يقودهم قائدين
.
الأول كان شاباً بوجه منقار وله أجنحة تمكنه من الطيران في الهواء
.
والثاني رجل عضلي له قرنان منحنيان يشبهان الثور ويبدو أن جلده مصنوع من نوع من المعدن الأسود
.
بدا الشاب المجنح غير صبور إلى حد ما وكشط بشكل متهيج سيفاه التوأم ببعضهما البعض
.
“
لماذا يأخذ أخونا الكبير الكثير من الوقت للتعامل مع القليل من المرتزقة الضعيفين؟ ، مخفر بلاك فلاج ليس مشكلة كبيرة على أي حال ، كلانا أكثر من كافٍ لتدميره ، لنبدأ فقط
“.
“
هل نسيت كيف مات أخونا الصغير؟
”
جلس الرجل ذو القرون على صخرة وتحدث بصوت عميق وصبور مختلف تمامًا عن مظهره الوحشي
“
انتظر قليلاً ، لا تفقد صبرك
“.
لم يستطع الرجل المجنح أن يفهم ما كان يقلق أخيه
“
أنت لا تعتقد أن العاهرة أقوى من سيدنا؟
“.
“
لا يمكننا استبعاد تواجد بعض الفخاخ ، يجب أن يكون السيد يقظًا ، إنه يقاتل من الظل
”
نظر الرجل ذو القرون بعينيه نحو رفيقه
.
”
في صالح المخطط الكبير حياتنا لا تعني الهراء ، مهمتنا هي التأكد من القضاء على أصغر خطر يهدد السيد
“.
كان الرجل المجنح صامتًا ، وكان يعلم أن الأخ الثاني كان على حق
.
لم يكن هناك قوى في الأرض القاحلة تقارن بهم
.
كانت الأرض القاحلة بحاجة إلى سيد
.
عندها فقط كسرت صرخة الصمت النسبي
.
شق منطاد ممزق طريقه وتسبب في عاصفة من الرياح والرمال
.
كان طوله مائة متر وشق طريقه نحو مخفر بلاك فلاج
.
‘
هل عاد أخيرًا؟ ، هل يمكن أن نبدأ بالذبح ؟
!‘
لمعت الإثارة بشكل خطير في عيون الرجل المجنح
.
وقف رفيقه ذو قرون الثور على الفور
.
فجأة هبت ريح شديدة من حولهم
.
نشأت سحب مستمرة من الرمال كما لو حركتها أيدي عملاقة غير مرئية
.
دارت الرياح حولهم حتى أصبحت إعصارًا
.
صُدم المدافعون عن البؤرة الاستيطانية عندما شاهدوا الكارثة الخارقة للطبيعة تتشكل أمام أعينهم
.
“
اللعنة
!”
”
ما هذا الجحيم؟
!”
كما لو كان يتم التحكم بالإعصار ، تحرك إلى الأمام وألقى بكل شيء في طريقه عالياً في الهواء الخانق بالرمال
.
كان صوته مثل مائة ألف أفعى يحركون ذيولهم
.
رنت صرخات جنود النخبة
.
“
أدعموا الحواجز
!”
بعد لحظة ضرب الإعصار الحواجز المؤقتة ودمرها إلى قطع صغيرة
.
سقط عشرة جنود من السماء ، حتى صرخاتهم ضاعت في الرمال القاتلة
.
تحولت المباني المجاورة ذات البناء الضعيف إلى أنقاض بفعل الرياح العاتية وحدها
.
عندما اخترقت العاصفة دفاعات البؤرة الاستيطانية ، سرعان ما بدأت في التشتت
.
ولكن لم يكن وقتاً للإحتفال ، أنتشرت أعمدة من الرمال في جميع الاتجاهات وأصابت المدافعين بالعمى
.
عندما تم تشيت رؤيتهم ، اندلعت الفوضى بين محاربي المخفر
.
ظهر أثر إثارة مشتعل في عيون الرجل ذو قرون الثور
“
السيد يباركنا ، دمروا هذا المكان
! “.
أطلق القائد المجنح عواء من الإثارة
.
حرك جناحيه بقوة وطار في الهواء وترك موجة غبار خلفه
.
رنت الصيحات والصرخات المتعطشة للدماء من الكناسين في السماء
.
تقدموا معًا بإتجاه جدران مخفر بلاك فلاج المتهدم
.
بدأت المعركة
!.
“
انهم قادمون
!”
“
الجميع ، استعدوا للقتال
!”
تجول المحاربون في الظلام غير الطبيعي واندفعوا لمحاولة الحفاظ على نوع من التشكيل الدفاعي
.
صعد أحد القفار فوق الحائط والتقى بالمدافعين بأرجحة من فأسه الثقيل
.
قطع رأس النكاس وأندفع نحو الأخر
.
تردد صدى صراخ مروع من خلال ظلام الليل
.
اشتبك الجانبان
.
كان هناك ثلاثة أضعاف عدد الكناسين هذه المرة مقارنة بالهجوم الأخير ، بينما تلقت دفاعات مخفر بلاك فلاج ضربة كبيرة
.
ما تبقى من فرقة النخبة استخدموا قدرتهم على البقاء ونظموا حشد من المدافعين وأستعدوا للمعركة المروعة
.
امتد ظل فوقهم
.
من خلال التحديق عبر الرمال ، يمكن لمقاتلي البؤرة الاستيطانية أن يروا شكلاً بيضاويًا يتأرجح عبر السماء فوقهم
.
كانت منطاد الرجل ذو الملابس السوداء
.
ولكن قبل أن يفكروا في أي شئ طار نحوهم وابل من النيران
.
“
آه
!
، ارغفه
!
، آغه
!! “
نزل عليهم وابل من الرصاص ومزق المدافعين وحولهم إلى ينابيع دماء
.
هل مخلوق من لحم ودم يمكن أن ينجو من وابل الرصاص؟
.
ثُبت مدفع صغير بسطح المنطاد ، كان هذا كنزاً نادراً من الأراضي القاحلة
.
كان من الواضح بالفعل أي جانب في هذه المعركة يمتلك الأفضلية
.
لقد حلت كارثة على مخفر بلاك فلاج
.
في أي مكان مر به منطاد العدو ، ترك وراءه أكوامًا من الجثث وأنهارًا من الدم
.
اقتحم الكناسين الجدران بأعداد كبيرة وبدأو في البحث عن الضحايا
.
رجال ونساء وأطفال ، لا يهم
.
هل يمكن أن حتى تسمية هذه معركة؟ ، كانت إبادة جماعية
!.
سقط مخفر بلاك فلاج
.
لم يعد هذا المخفر مجتمعاً للقفار
.
سارت الملكة الملطخة بالدماء خلال المذبحة ، وأرجحت يدها قليلاً مع كل خطوة
.
كل هؤلاء ماتوا بسببها
.
على الرغم من أنها كانت طفلة من الآلهة ، وهي صائدة شياطين نبيلة كرهت هؤلاء الوثنيين ، إلا أن مشاهدتهم يُذبحون لم يكن شيئًا يمكنها ببساطة أن تخرجه من ذهنها
.
عاشوا حياة الجهل والشر
–
لكن مع ذلك كانوا أرواح
!.
لا شك في من سيفوز في هذا الصراع
.
أثبتت الأعداد الهائلة للكناسين ومزاياهم أنهم أفضل وأقوى من البؤرة الاستيطانية
.
حتى لو كانت أقوى ، لم تستطع الملكة الملطخة بالدماء تغيير هذا الوضع السيئ
.
كان من المقرر أن يتم تدمير مخفر بلاك فلاج اليوم
.
تم تكليف سكانه إما بالتعفن كجثث ، أو الفرار في أي اتجاه تأخذهم أرجلهم
.
طوال الوقت كان هناك صراخ ودماء وقتل ووحشية ، كيف لا يرعب هذا الكابوس أي شخص؟
!.
عثرت مجموعة من أربعة أو خمسة من الكناسين على الملكة الملطخة بالدماء
.
لوحوا على الفور بفؤوسهم وألقوا بأنفسهم نحوها
.
ركلت الملكة بقدمها وضربت سيفًا حديديًا لأعلى
.
أمسكت به في الجو ، وقبل أن يقترب الكناس ، قوبلوا بشرائط من الضوء البارد
.
دقيقة ، قاتلة ، شرسة
.
واحدًا تلو الآخر ، سقط الكناسون على الأرض وتدفقت الدماء من حناجرهم المقطوعة
.
كان صائدو الشياطين أقوى المحاربين في الأراضي الإليسية
.
حتى لو لم يستعملوا آثارهم الإلهية ، فلا يوجد عدو عادي يمكن أن يقف ضدهم
.
انطلقت مجموعة من المجسات ذات الرؤوس الحادة من الرمال التي تحملها الرياح
.
قطعوا الهواء مثل مفرمة اللحم بسرعة وقسوة
.
كان الهجوم المفاجئ والمميت عملياً مستحيل الدفاع ضده
.
قعقعة ، بووم
!
بدا أن السيف الحديدي الخام في يد الملكة له حياة خاصة به
.
مثل أفعى تضرب بذيلها ، صدت كل واحدة
.
لم تستطع التجسات الإنزلاق عبر دفاعاها
.
انطلقت صرخة شديدة من فوق
.
لمع ضوء من زوج من المناجل وأنطلقت بهجوم مميت
.
كانوا يستهدفون رقبتها الأبيض وعلى استعداد لفصل رأسها عن جسدها
.
ترنحت الملكة الملطخة بالدماء للوراء في الوقت المناسب
.
لم تستطع رؤية لمعان المناجل إلا وهم يقتربون منها وقطعوا عدة خصلات من شعرها
.
بعد لحظة ظهر شخص خلفها يحمل منجلين
.
ضرب الظل مرة أخرى بسرعة البرق
!.
أرجحت سيفها للخلف بسرعة
!.
قعقعة
!.
أصطدم السيف الحديدي بالمناجل
!.
بعد ذلك اهتزت الأرض تحت قدميها ، تبعها هدير مدوي وصوت تشقق الحجارة
.
من زاوية عينيها رأت شخصية ضخمة سوداء اللون تركض نحوها من خلال المباني على يسارها
.
لا يبدو أن الجدارن تبطئ هذا الوحش على اللإطلاق ، أندفع نحو الملكة مثل وحيد القرن المتعطش للدماء
.
مرة أخرى قامت بأرجحة سيفها لمواجهة هذا التهديد الجديد
.
ما تبع ذلك كان صوت صرير لكسر الفولاذ
.
ترنحت الملكة الملطخة بالدماء إلى الوراء مع أختفاء السيف في يدها
.
لقد حولت القوة الهائلة للهجوم سلاحها إلى غبار
.
بغض النظر عن هذا العدو ، كان لديهم القوة لتجاوز كل من جريزلي و ماد دوج
.
“
تحمين نفسك من هجوم مشترك بسيف مهترئ
“
خرج رجل من العاصفة الرملية
.
على يساره كان الرجل ذو قرون الثور الذي كاد أن يقتلها
.
على يمينه كان محاربًا أصغر سناً بزوج من الأجنحة
.
حدقوا بشهوة في الملكة لبعض الوقت قبل أن يتكلم الرجل ذو الرداء الأسود مرة أخرى بصوته المنخفض والخشن
.
“
الملكة الملطخة بالدماء لقب مستحق بجدارة
“.
وبينما كان يتحدث بدأت ظلال تقترب منها ، كانت الصور الظلية بالكاد مرئية عبر الرمال
.
بعد أن كشفوا عن أنفسهم ، أتضح أنهم عشرين كناس من النخبة محملين بأقواسهم المجهزة بالسهام
.
كانت جميعها أسلحة هائلة أفضل بكثير من سيف الملكة المدمر
.
أخفى القناع الشيطاني وجهها ولم يعرف أي من مهاجمي الملكة ما تفكر فيه
.
ألقت بمقبض سلاحها المدمر جانباً
.
وسرعان ما امتلأت يداها العاريتان بطاقة قوية
.
لم يكن هؤلاء المتحولين الثلاثة خصوماً عاديين
!.
عرفت أن الرجل الأسود يمكن أن يتجدد بسرعة
.
فقط هجوم واحد حاسم يمكن أن يقتله ، وإلا كان من المستحيل عملياً قتله
.
كان الوحش ذو قرون الثور يركز على القوة ، وضربة واحدة منه ستشلها أو تقتلها تمامًا
.
كان الشاب المجنح يمتلك خفة حركة عالية ، مع سرعة كبيرة ووقت رد فعل قوي
.
ضده ، يمكن تحديد الحياة أو الموت في غمضة عين
.
حتى صائد الشياطين يجب عليه الحذر عند التعامل مع الثلاثة منهم في وقت واحد
.
كانت بحاجة إلى استخدام الآثار
!.
الملكة الملطخة بالدماء ، كانت قوية ولكن قوتها محدودة
.
في القتال ضد هؤلاء المتحولين الثلاثة ، كيف يمكنها حماية نفسها من مجموعة الكناسين التي أحاطت بها؟
.
والأكثر من ذلك أنها لم تتعاف تمامًا من جروحها ، ولن يكون قتل مهاجميها الثلاثة الأكثر إزعاجًا بسرعة ، مهمة سهلة
.
رن صوت الرجل ذو الرداء الأسود ببرود
“
أقتلوها
!”
ملأ صوت ترك السهام للقوس الهواء
.
أندفعت الملكة خلف جدار منهار مما تسبب في دفن البراغي القاتلة في الجدار
.
مع صرخة مرعبة ، أنطلق المتحول المجنح للسماء ونزل نحوها مثل النيزك
.
تسابق الرجل ذو الرداء الأسود والمحارب ذو القرون نحوها على الأرض
.
تقاربا منها في
لحظة
.
كان هناك عشرة من الكناسين يحيطون بها
.
حتى لو كانت أقوى بمرتين ، ما زالوا يفوقون مقدرة الملكة على التعامل معهم
.
لم يكن عليها فقط تفادي السهام المطلقة من الظلام ، بل كان عليها أيضًا أن تحمي نفسها من المتحولين الثلاثة ومجموعة الكناسين
.
بو
!
شعرت الملكة بشيء أخترق كتفها وخرج رذاذ من الدم
.
قناص
!.
هاجم الرجل المجنح بالمناجل في الوقت المثالي
.
هاجم الرجل ذو الرداء الأسود بمخالبه التي تشبه السوط
.
تقدم الرجل ذو القرنين إلى الأمام بغض النظر عن العوائق وضرب بقبضته السوداء
.
نشأ الغضب والسخط ونوايا القتل في عيون الملكة الملطخة بالدماء
.
ضغطت بقبضتها اليمنى واشتعلت النيران في قفازها
.
وقفت واندلع عمود من النار مثل هجوم الإله أو نيران التنين
.
على الرغم من بنيته وعضلاته ، طار المتحول ذو القرون لعدة أمتار للخلف
.
إذا وجدت أي أخطاء يرجى السماح لي بمعرفة ذلك من خلال التعليقات حتى اتمكن من تحسينه في أقرب وقت ممكن
.
ترجمة
: Sadegyptian