126
عنوان حرق للأحداث
الكتاب الأول
–
الفصل
126
غمر حزن لم يستطع كبح جماحه الضبع مثل الفيضان عندما شهد وفاة الأم الذئب لإنقاذه
.
جاء الغضب والألم من أعماق روحه
.
تعثر روست مرة أخرى على قدميه مع بعض الجهد ، مترنحًا من الضباب الحمضي
.
كان رأسه ومعظم صدره في حالة من الفوضى المتعفنة وذابت عينيه مما جعله أعمى
.
مع عيون محتقنة بالدم اندفع الضبع مرة أخرى ولم يستطع روست أن يرى ولكن سمع جيدًا ، لذلك عندما سمع صوت أقدام المتحول ، أرجح بسيفه بقوة
.
في هذه الأثناء فقد الضبع عقله بسبب الغضب وكان اهتمامه الوحيد هو تمزيق أطراف هذا الرجل
.
لم يحاول حتى المراوغة
.
في هذه اللحظة الحاسمة رفعت هيلفلور بندقيتها وأطلقت النار
.
أصابت الرصاصة روست في كتفه وأوقفت أرجحة السيف
.
ضربه الضبع أولاً بساقه اليمنى
.
رفعت الركلة روست في الهواء مما جعله يصطدم بجدار الممر القريب ، ثم سرعان ما أعقب الركلة موجات من اللكمات على رأسه
.
كان لكل ضربة قوة كافية لتحطيم صدر رجل طبيعي ، كان روست مثل كيس لكمات ، تحطمت عظام جسده وحتى الجدار الحديدي خلفه تدمر
.
هذه الإصابات كانت كافية لقتل رجل أقوى بعشر مرات
!
“
أيه
..
ا ال
.
أح
..
مق
“
رفض روست الموت
.
بدا الصوت الصادر من الحبال الصوتية المقطوعة بالكاد بشريًا
.
أمسك الأكاديمي بيد الضبع اليمنى في منتصف لكمة وضغط عليها بقوط
.
وسط صدى صوت كسر العظام أطلقت تجربته السابقة عويلًا حادًا
.
تحطمت ذراعه لكنه لا يزال لديه مخالب قوية دفعها إلى الصدر روست
.
اخترقوا جسد روست إلى قلبه
.
ركل روست صدر الضبع مما جعله يطير للخلف عشرات الأقدام قبل أن يضرب الأرض
.
كافح من أجل النهوض لكنه لم يستطع في النهاية
.
بهدف الحصول على فرصة أخرى ، ضغطت هيلفلاور على الزناد ، لكنها تراجعت عندما اكتشفت أنه لم يتبق لها أي رصاص
.
ألقت البندقية جانباً ومدّت يدها إلى سلاحها الأخير
.
لكن وضع روست بالفعل عينه عليها
.
رمى السيف تجاهها ومزقت حافته الحادة الهواء
.
كان كلاود هوك قريبًا بما يكفي هذه المرة لإيقاظ قوة بقاياه ومنع هجوم روست
.
التقى السلاحان مرة أخرى ، وهذه المرة تأثر كلاهما
.
انكسر سيف روست في المنتصف وطار النصف العلوي للخلف نحو عين روست
.
جهزت هيلفلاور بندقيتها ورفعتها
.
قفز روست وأمسك بالنصف الدوار لسيفه المكسور واندفع نحو كلاود هوك
.
مر به وضرب معدة هيلفلاور وهي تستعد لإطلاق النار
.
مر المعدن الخشن الملطخ بالدماء من خلال جسدها ثم استقر في الجدار خلفها حيث ارتجف جسدها
.
شُفي وجه روست في منتصف الطريق ولكنه بطريقة ما جعله يبدو أكثر فظاعة
.
مد يده وأمسك كلاود هوك من حلقه ، ورفعه عن الأرض
“
أثق في أنك تفهم الآن ما هو جيد لك
“
شعر كلاود هوك كأنه طائر صغير عاجز
.
مهما كافح لم يستطع التحرر
.
حفرت أظافر رسوت الخشنة لحم رقبته
.
كان يخنق ، والضغط قطع كل الهواء عن دماغه
.
احتاج روست فقط إلى الضغط قليلاً وستنكسر رقبة كلاود هوك
.
ألتوى الضبع على الأرض مصاب بجروح لا يمكن معالجتها أو تسمح له بالوقوف ، بينما تم تعليق هيلفلاور على الحائط
.
لا يمكن لأي من الوحوش المتحولة أن تفعل أي شيء لإيذاء روست
.
بعد كل هذا الرعب والمجازر ، هل سيكون الأكاديمي هو الفائز في النهاية؟
لا
!
لم ينته الأمر
!
استغل كلاود هوك هذه الفرصة النادرة بالقرب من عدوه ، لفعل شيء لم يتوقعه أحد
.
لف يده حول حقنة يخفيها ، ورفعها عالياً ثم طعن عنق الأكاديمي روست
.
كان لحم رقبته لا يزال يتعافى وبالتالي لم يستطع أن يصد الإبرة
.
انزلقت إلى الداخل وضغط كلاود هوك على الحقنة بإبهامه ، مما دفع أي سائل بداخل جسم روست
.
“
ماذا فعلت
!”
انتزع روست كلاود هوك من عنقه
.
كان أعمى ولا يستطيع الرؤية ، لكنه يخشى ما فعله كلاود هوك
.
كان يعلم ، لكن لم يستطع تصديق ذلك
“
ماذا فعلت
!”
“
جسمك قوي روست ، لا يمكنني فعل أي شيء حيال ذلك
… “
كانت رقبة كلاود هوك حمراء حول أصابع روست المتقلصة ، لكنه ابتسم
“
كنت أشعر بالفضول فقط كيف ستتفاعل مع جرعة من أدوية غسيل الدماغ الخاصة بك
“
“
غسيل الدماغ
…
؟ لا لا لا لا
!”
تسرب الدم من زوايا فم هيلفلاور
.
فقدت الأمل عندما ظهر هذا التغير المفاجئ
.
حقنة غسيل المخ
!
نفس تلك التي خطط الشمبانزي لاستخدامها معها
.
قدرة جسد روست على التكيف تحميه من رصاصتها ، كيف يمكن لمثل هذه الإبرة الواهية أن تخترق جلده؟ لقد حان الوقت ، لأن كلاود هوك يعلم أنه بينما يتعافى لحم روست المشوه ، إلا أنه كان ضعيفًا
.
ضعيف بما يكفي لغرس إبرة صغيرة
.
صرخ روست بصوت عالٍ واستدار وركض بين بين حشود الوحوش هربًا من منطقة الاحتواء وكان كلاود هوك نصف الميت في قبضته
.
سارع الأكاديمي إلى مختبراته الخاصة حيث بدأ بشكل محموم في البحث بين أغراضه
.
شرب العديد من الأدوية أو حقنها بسرعة ولكن لا شيء سيساعد
.
أخترع روست هذا المصل ، وكان يعلم أكثر من أي شخص أن مصيره قد حُدد
.
كان مفعول المصل سريعاً
.
في غضون دقائق قليلة سيكون الضرر الذي يلحق بدماغه واسع الانتشار ولا رجعة فيه
.
بعد كل عمله الشاق ، تمكن روست من أخذ رصاصة في المخ والبقاء على قيد الحياة
.
ولكن لم يكن هناك شيء يمكن أن يفعله حتى جسده المثالي ضد الضرر الدائم من أدويته
.
يمكن أن يشعر بالفعل أن تركيزه يتضاءل
.
أصبح من الصعب التفكير ، كما لو كان يُجر إلى حفرة مظلمة
.
كان الوقت قد فات
!
تسلل الخدر من خلاله
.
وبأنفاس شديدة ، سقط على الأرض في وسط مختبره
.
حدق روست في كلاود هوك بغضب وهو يكافح من أجل الزحف بعيدًا
.
أبدا
…
لم يتخيل قط أن هذا الصبي سيتغلب عليه
.
استمر جسده في الشفاء ، حتى مع تدمير عقله
.
علم الأكاديمي أن وقته قصير وفي لحظاته الأخيرة ساد هدوء
.
بصوت ناعم ولطيف قال لـ كلاود هوك
“
لا بأس ، إذا أردت قتلك ، كنت ستموت منذ فترة طويلة
“.
في نهاية هذا الصراع شعر كلاود هوك بحزن كبير
.
لم يكن هناك غضب أو عداوة داخل روست ، كما لو أن استنزتف كل مقاومة منه
.
حدق في كلاود هوك ببهدوء بعيونه الخضراء
.
لم يكن روست رجلاً قاسياً متقلباً
.
على الرغم من أن يديه مغطاة بدماء عدد لا يحصى من الضحايا ، إلا أن هناك سبب ودافع وراء كل شيء
.
هل قتل كلاود هوك سيعكس مصيره؟ لا
!
هذه هي الحياة
!
شهق كلاود هوك لاِلْتِقاط أنفاسه وأجاب بنبرة أجش
“
أنت جلبت هذا لنفسك
!”
“
يمكن
”
تمكن روست من التعبير عن استنكار الذات
“
أنت تعرف
…
عندما رأيتك لأول مرة ، ذكرتني بنفسي في عمرك ، نحن متشابهون كثيرًا ، أنت وأنا
“
“
أوه اللعنة
!
أنا لست مثلك
! “
“
لم تبلغ عمري بعد ، من السابق لأوانه قول ما ستصبح عليه
”
ضحك روست
.
كان يفقد السيطرة على جسده بسرعة ، ولم يستطع تحريك ساقيه
“
لقد وصلت إلى نهايتي تقريبًا ، رجل عجوز في لحظاته الأخيرة ، أود أن أعهد إليك ببعض الأشياء المهمة
“.
كان الأمر مضحكًا تقريبًا
.
اعتقد كلاود هوك أن الرجل العجوز قد فقد عقله حقًا
.
كان كلاود هوك حريصًا جدًا على تمزيق الرجل العجوز إلى أشلاء مما جعل مساعدته غير محتملة
.
“
أولاً بعد أن أموت أتلف جميع ملاحظاتي ، يجب ألا تدع هذه الملاحظات تقع في أيدي هيلفلاور ، أنت لا تفهم
…
هيلفلاور ، هي
…
إنها أكثر خطورة مني
!
عطشها للمعرفة وطموحها أكبر مني بعشرات المرات
“.
“
ثانيًا أقتل جميع المخلوقات الذكية التي نحتفظ بها هنا بأي وسيلة ضرورية ، السماح لهم بالرحيل يشبه فتح صندوق باندورا المأساوي ، بعد ألف عام سينظر إلينا التاريخ على أننا خطاة ووحوش ، هل تفهم؟
“
زفر كلاود هوك بإزدراء
.
حتى في لحظاته الأخيرة كان هذا الرجل العجوز متهورًا للغاية
.
“
أخيرًا على الرغم من أنني وصلت إلى نهايتي ، فإن القضية التي كافحت من أجلها ستستمر ، لا أريد أن ينتهي الأمر بهذه الطريقة ، على أن أسألك
– “
شعر كلاود هوك انه يريد الضحك
“
ماذا بحق الجحيم تريد أن تقول؟
“
فجأة امتدت رقبة روست مثل أفعى نحو رقبه كلاود هوك وعضه
.
صرخ الشاب وتراجع إلى الوراء وشعر وكأنه لُدغ من قبل أفعى سامة
.
عندما تراجعت رقبة روست إلى وضعها الطبيعي ، ألتوى كلاود هوك على وصرخ من الألم
.
أصابته اللدغة بشيء ما ، أنتشر نوع من السموم في جميع أنحاء جسده
.
مهما فعل هذا الغريب به ، لا يمكن أن يكون جيدًا
.
مع تحركه الأخير ذبل جسد روست
.
تسللت سنواته الطويلة وعاد جسده مرة أخرى إلى جسد الرجل العجوز الذي التقى به كلاود هوك لأول مرة
.
لكن ليس بالكامل
.
بقي جلده ذو اللون الأزرق الغريب ، وعيناه الخضراء الداكنة
.
سقط الرجل وألتوى وبدا أنه يبلغ من العمر مائتي عام
.
خرج صوت خشخشة من حلقه القذر وغير مريح للاستماع إليه
“
إليك بعض
…
النصائح ، عندما
…
أموت
…
ارحل ، كلما أسرعت
…
كان ذلك أفضل
! “
لقد تم
.
كانت بداية جديدة
.
هكذا كان العالم ، دورة لا نهاية لها ، شرارة ومرت
.
سحب روست بيد مرتجفة قلادة عظم الإصابع من جيبه وأمسكها بحنان
.
داعبت أصابعه المشابهة للأغصان الميتة كل واحدة بينما يتذكر الماضي
.
فكر في معلمه العجوز ، وندم على عدم أخذ تلميذ لنفسه
.
في الأرض القاحلة الشاسعة ، لم يجد أبدًا أي شخص يستحق أن يرث معرفته
.
***
بعد عشر دقائق
.
جاءت هيلفلاور مع ضغط يدها على الجرح في بطنها
.
ارتعش كلاود هوك واندفع من الألم على الأرض
.
تطاريت القوارير المكسورة والجرعات في كل مكان
.
جلس روست بهدوء على الأرض وعقده في يديه ، لكن جلس يغمغم لنفسه
.
لقد فقد عقله
.
وقفت هيلفلاور عند المدخل ونظرت إلى كلاود هوك الذي يتدحرج ويلعن على الأرض بينما يتمتم روست بكلمات غير مفهومة
.
لم يتم غسل الدماغ بجرعة واحدة من الدواء ، فالحقنة التي أعطيت لروست كانت مجرد خطوة أولى
.
هناك عدة عمليات أخرى مطلوبة ، وبالنظر إلى القدرات الخاصة بجسم روست ، أثر الدواء عليه بشكل مختلف عن الآخرين
.
لم يكن من المستغرب أن يكون قد دفعه إلى الجنون
.
“
كيف حالك؟
“
”
بن العاهرة
!
عضني
!
أعتقد أنني تسممت
! “
توقفت هيلفلاور مؤقتًا ونظرت حولها
.
مع كل الأدوية المتناثرة حولها كان من المحتمل على الأقل أن بعضها عبارة عن سموم حيوية
.
سيكون من المنطقي بالنسبة له أن يعاقب كلاود هوك في لحظاته الأخيرة
.
ومع ذلك لا يبدو أن كلاود هوك في خطر الموت
.
ظل روست راكعًا على الأرض يداعب عقد الأصابع
.
استمر في التمتمة لنفسه بكلمات لا يفهمها أحد
.
لم يكن هيلفلاور تريد حتى أن تضايقه
.
ضغطت فوهة بندقيتها على مؤخرة رأس الرجل العجوز
.
بوووم
!
انفجر رأس روست ، مما أدى إلى تسرب مادة الدماغ على الأرض حيث انهار جسده البالغ من العمر ثمانين عامًا
.
عندما اصطدم عقده بالأرض ، قُطع الحبل وتناثرت العظام البيضاء في كل اتجاه ملطخة بدماء الأكاديمي
.
صرخ كلاود هوك عليها
“
قتلته ، هكذا فقط؟
“
“
عاش روست حياته يسير في الطريق الخطأ ، إذا أردنا إنقاذ البشرية فإن طريقه ليس هو الطريق الصحيح
”
ألقت هيلفلاور بندقيتها جانبًا
“
لقد عاش مهووسًا طوال حياته ، كان هذا تحريرًا
“
صمت كلاود هوك
.
الآن تخلص العالم من مجنون واحد ، وحش واحد وعبقري
.
[
المترجم
:
جود باي روست ،
RIP
، أكتر الشخصيات اللي أتأثرت بأسبابه في الرواية رغم جنونه وهوسه وتعطشه للمعرفة حتى لو على حساب قتل أي شخص ، لكن هدفه وهديته لكلاود هوك حاجة تانية
+
جود باي الشمبانزي ، رغم تصرفاتك وأفعالك ، لكن أفضل باحث ومساعد مخلص لمعلمه ممكن تشوفوه طول الرواية
+
جود باي الأم الذئب ، لحظات ظهورك قلية لكن موتك مؤثر ، وحش مستعد يضحي عشان يحمي بني جنسه أفضل بكتير من أي بشري خاين
].
إذا وجدت أي أخطاء يرجى السماح لي بمعرفة ذلك من خلال التعليقات حتى اتمكن من تحسينه في أقرب وقت ممكن
.
ترجمة
: Sadegyptian