107
الصفقة
–
قدم هذا الفصل بدعم من تجسيد الخطيئة –
الكتاب الأول – الفصل 107
شاهد كلاود هوك الأكاديمي روست وهو يغادر
.
كانت نظراته المتعكرة والماكرة ملوثة بنور متعصب ، مثل نار مشتعلة
.
لم يستمر الأمر سوى لحظة ثم ذهب وكأن شيئًا لم يحدث
.
سعل واستند على عصاه للحصول على الدعم
.
رافقه حراسه الشخصيون إلى المختبر
.
بدا مختبر الرجل العجوز وكأنه مسلخ جزار
.
غُطي المكان بالدماء وقطع من اللحم ومجموعة صغيرة من العمال منشغلين في تنظيف المكان
.
كان الهواء مشبع برائحة الدماء ورُبط رجل أصلع سمين بكرسي
.
اقترب رجل وقال باحترام
”
هل أبدأ؟
“
سعل روست في وجهه ثم أجاب
“
ابدأ
“
كان الرجل المربوط هو نفسه الزعيم المرتزق ذو الرأس الأصلع الذي طارد كلاود هوك عبر المستنقع
.
بعد أن هاجمه الضبع لم يمت ، وبدلاً من ذلك تم نقله إلى مختبر القاعدة
.
كان الآن مستيقظًا وحدق في محيطه بعيون واسعة
.
بدأ يشعر بالخوف ، غير متأكد من المصير الذي ينتظره
.
تم إدخال أنبوب عبر بطنه وضخ مادة لا يمكن معرفة مصدرها من خلالها وجعلت الرجل الأصلع يشعر وكأن أحشائه تحترق
.
لم يكن يعرف ما الذي يفعله هؤلاء الملاعين ، لكنه يعلم أنه لا يمكن أن يكون شيئًا جيدًا
.
أحاط به عدد آخر من الباحثين وغرسوا أنابيب نقل الدم في أجزاء مختلفة من جسده
.
تم ضخ لترات من المواد المجهولة في جسده مما جعل المرتزق يرتعش
.
بالنسبة له كان الأمر كما لو أنهم يضخون جسده بسائل حامض أو نار أو مائة سكاكين حادة تقطع جسده
.
حطم الألم الذي لم يستطع التعبير عنه بالكلمات كل شبر من جسده
.
كانت أقسى عقوبة يمكن أن يتخيلها هشة مقارنة بهذا التعذيب
.
أراد أن يصرخ لكن لم يخرج صوت…
.
أراد أن يكافح لكن لم يستطع تحريك أصبع
.
تمزقت كل مسام جسده ، كل عضلة ، كُسرت كل عظام جسده
.
غُمر تجويف عينيه بالدماء لأن الشعيرات الدموية لم تستطع تحمل الضغط وانفجرت
.
تسرب الدم من مسامه وفي غضون ثوان تسرب الدم على من جسده
.
مع استمرار العذاب اللاإنساني ، طقطقت عظامه بصوت مسموع ، مرارًا وتكرارًا ، كما لو يعاد تشكيلها من الداخل إلى الخارج
.
إذا أتيحت له الفرصة ، لكان قد طلب الموت بكل سرور
!
“
قد تسبب لك هذه العملية بعض الألم
“
شاهد روست الرجل يعاني ولم يتغير وجهه
“
لا تخف ، خذ الأمور ببساطة ، نحن نبني لك حياة جديدة ، وعندما تولد مرة أخرى بالقوة التي سأمنحها لك ، فسيكون الأمر يستحق ذلك
“
تجاهل الأكاديمي وزملاؤه الجراحون محنة الرجل وركزوا فقط على البيانات
.
أشارت البيانات إلى أن فرصهم في النجاح تعدت ثلاثين بالمائة
.
كان هذا المرتزق الأصلع تجربة جيدة
.
شرد ذهن روست ولمس سلسلة من العظام حول رقبته
.
كانت الزخرفة عبارة عن سلسلة من عظام الأصابع على شكل عقد
.
على الرغم من كونها مروعة ، لم تظهر العظام خاصة بأي شكل من الأشكال
.
**
سارت هيلفلاور إلى الأمام
.
تحركت بتوازن جميل وحدد معطف المختبر الأبيض جسدها المثير وخاصة مؤخرتها
.
كل أرجوحة
من وركيها مثل المخدر وراقب الرجال مؤخرتها وهي تتأرجح باهتمام شديد.
كانت تناقضاً
.
حديثة وكلاسيكية ، متواضعة وساحرة
.
كانت مذهولة بقدر روعتها
.
لم يعد كلاود هوك الطفل الصغير والساذج كما كان من قبل
.
بدأت جاذبية الجنس الآخر تتطفل على تفكيره ، لذلك لم يستطع منع عينيه من أخذ لمحة على مؤخرتها من حين لآخر
.
ومع ذلك بقدر ما كانت مؤخرتها جذابة للنظر ، كان أكثر فضولًا تجاه الباحثين وتأثيرهم في الأراضي القاحلة
“
ما الذي يجعلك مختلفة عن غيرك من القفار؟ لماذا اسم الباحثة؟
“
ظهر تعبير غريب على وجه هيلفلاور
“
نحن الذين نحمل لهب الأيام الخوالي ، كل باحث حقيقي مخلص لرسالتنا ، للبحث في الأنقاض عن الحقائق والأسرار التي خلفتها الحضارات القديمة ، معظم سكان القفار متوحشون ، ويعيشون على كل ما يمكنهم الحصول عليه ، في غضون ذلك أمضينا سنوات في البحث عن الأدوية والأسلحة والأدوات التي يُعتقد في السابق أنها ضاعت إلى الأبد ، كل ذلك من أجل تغيير المصير الرهيب للأراضي القاحلة ، إذا لم يكن الأمر بالنسبة لنا ، فسيكون العالم الخارجي أكثر بربرية عشر مرات مما هو عليه
“
حمل شعلة الأيام الخوالي
.
البحث في الأنقاض عن الحقائق والأسرار
.
هل هذا هو هدف الباحثين؟ هذا ما جعلهم مختلفين؟
لم يفهم كلاود هوك
“
لكن العالم بالفعل مُدمر ، ما الهدف من نبش أنقاض حضارة ماتت منذ زمن طويل؟
“
“
كل يوم يكون العالم أكثر تشوهًا ، وأكثر انحرافًا ، أصبحت الأراضي القاحلة أكثر فتكًا ، وليس أقل ، أما الأراضي الإليسية فهي مكان للخداع والنفاق ، هدفنا هو معرفة كل ما في وسعنا حول كيفية حدوث كل هذا ، كيف كان العالم قبل أن ينهار كل شيء؟ من أين أتت الآلهة والشياطين؟ من الواضح أن الإنسانية ضاعت في الطريق الخطأ ، هذا هو سبب الحاجة إلى الباحثين ، لإرشاد البشرية إلى الطريق الذي من المفترض أن نسير عليه ، أليس هذا ما يجب علينا فعله؟
“
كانت فكرة هيلفلاور المثالية بسيطة
.
أرادت أن ترى العالم كما كان
.
أصبح كلاود هوك مفتونًا
“
مثير للإعجاب ، عرفت رجلاً عجوزًا ذات مرة يحب جمع الأشياء من الحضارة القديمة ، حتى أنه علمني كيف أقرأ لغتهم
“
ذكر
هذا الأمر ببساطة ولم يفكر فيه كثيرًا.
لكن هيلفلاور توقفت عن الحركة فجأة مما جعل كلاود هوك يصطدم تقريبًا بمؤخرتها الجميلة
.
تغير وجهها قليلاً وقالت
“
يمكنك أن تقرأ اللغة القديمة؟
“
هل ذلك مميز؟
كتابة
الأراضي القاحلة ولغة الحضارة القديمة شيئين مختلفين.
على مدى مئات السنين منذ انهيار الحضارة ، ابتكر سكان الأراضي القاحلة لغتهم الخاصة ، والتي اختلفت في جميع المناطق المختلفة
.
عادة ما يكون قريبًا بدرجة كافية بحيث يتمكن المرء من إيصال وجهة نظره
.
ولد كلاود هوك بفضول فطري وعطش للمعرفة ، ومنذ أن قضى حيته كزبال شعر بالملل في كثير من الأحيان لذلك تعلم الكلمات القديمة
.
“
تعال معي
“
استدارت هيلفلاور وقادته إلى ممر آخر
.
بعد لحظات فُتح باب شقة واسعة
.
في الداخل غرفة معيشة وغرفة نوم وحمام والعديد من الغرف الإضافية مثل المعمل
.
غرفة المعيشة وحدها كبيرة جدًا ووضعت العديد من الطاولات معًا بداخلها
.
تم وضع العديد من قوارير الأدوية ، وبرطمانات العينات ، وأنابيب الاختبار وما إلى ذلك على الطاولات
.
ميزت حواس كلاود هوك الشديدة الروائح الغريبة في الهواء ، من بينها الأدوية الغريبة والمواد غير المعروفة
.
الشيء الوحيد الذي استطاع أن يميزه هو رائحة الكتب المتعفنة الممزوجة بعطر رقيق يتطابق مع العطر القادم من هيلفلاور
.
‘
هذه غرفتها؟‘
لم تقل هيلفلاور أي شيء في البداية
.
أحضرت كلاود هوك إلى غرفة ودخلت إلى مكتبها حيث ألتقطت كتاب قديم من رف الكتب
.
فقط عندما فتحته ، لاحظ كلاود هوك أنه لم يكن كتابًا ، بل مجموعة من الأوراق الملصقة معًا
.
“
هل تفهم ما هو مكتوب هنا؟
“
“
هناك الكثير الذي لم أره من قبل ، لكن أعتقد أنني أستطيع فهم المعنى العام
“
بدأ في ترجمة فقرة
.
صعب وأحيانًا غير متسق ، لكن لا يزال قادرًا على فهم الجوهر
.
فوجئت هيلفلاور بالنتائج
.
ومع ذلك لا تزال متشككة بعض الشئ
“
وأنت تخبرني أن الرجل الذي علمك هذا كان زبالًا عجوزاً؟
“
لم يكن لدى كلاود هوك أي سبب للاشتباه في أن الرجل العجوز لديه هوية أخرى
“
كيف يمكن أن يكون أي شيء آخر؟عشنا معًا لمدة سبع أو ثماني سنوات
“
تشدد وجهها وفكرت بعناية في شيء ما
“
لا ، لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا ، هذا يعني أن الرجل العجوز …
..
هل ما زال
حياً ، من أين أتيت؟ “
“
لقد مات منذ زمن طويل
“
“
ميت؟ يا للأسف
! ”
ظهر الحزن على وجه هيلفلاور
.
عندما راقبها كلاود هوك ، بدأت شكوكه في الظهور
.
هل هناك عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين يمكنهم فهم الكتابة القديمة؟ إذا لم يفهم هؤلاء الباحثون الذين يعرفون الكثير ، فكيف يمكن للرجل العجوز معرفة ذلك؟
استمرت هيلفلاور في الضغط على كلاود هوك قبل أن يتمكن من طرح أسئلته الخاصة
“
حدثيني عن نفسك ، تاريخك
“
لم يكن هناك الكثير من التفكير في إخفاء كلاود هوك ، لذلك قدم لها شرحًا موجزًا لما حدث له
.
السنوات الخمس عشرة الأولى من حياته هادئة ، وقضى معظم وقته في البحث بين الأنقاض والاختباء في الحفر
.
كانت سنوات طويلة مليئة بالعطش والجوع والكفاح على حدود الحياة والموت
.
لكن الأشهر القليلة الماضية مليئة بالأحداث أكثر من كل تلك السنوات السابقة مجتمعة
.
ذُهلت هيلفلاور من أن هذا الطفل الهزيل مر ب الكثير
.
كانت مهتمة أيضًا باكتشاف سبب رغبته بالذهاب إلى الأراضي الإليسية عندما أخذوه
.
عندما انتهت حكايته ، ومضت عيناها
“
لنعقد صفقة
“
“
صفقة؟
”
سأل كلاود هوك بفضول
.
“
أنت لست مستعدًا لشق طريقك إلى الأراضي الإليسية
“
تحدثت إليه ببطء لتتأكد من أنه يفهم
”
من ناحية أنت ضعيف للغاية ، ومن ناحية أخرى لا تعرف اللغة التي يتحدثون بها ، ما نوع الحياة التي تعتقد أنك يمكن أن تعيشها في ظل هذه الظروف حتى لو نجحت في الوصول إلى هناك؟
“
قام كلاود هوك بتجعيد حواجبه
“
إذا ماذا تقولين؟
“
“
هذا سهل ، سأعلمك لغة الأراضي الإليسية وأنت تعلمني النصوص القديمة ، سأستخدم أيضًا الموارد التي لدينا هنا لجعلك أقوى ، وتحسين كل من قدراتك وجسمك ، طالما أنك توافق على العمل معي واتباع كل أوامري ، أيا كان ما أقول لك أن تفعله سوف تفعله دون قيد أو شرط دون شكوى
“
لم يكن كلاود هوك مستعداً لعرضها
.
فهم ما قالته عن لغة الإليسيان ، لكن هل كانت على أستعداد لجعله أقوى؟
بتجاهل الأول ، فإن الموارد التي لدى الباحثون يمكن أن تفيده بشكل كبير بالتأكيد
.
بعد كل شيء تم إنتاج أي أدوية ومواد وجدت في الأراضي القاحلة من قبلهم
.
مع دعمهم ، يمكن أن يجني كلاود هوك فوائد كبيرة
.
ومع ذلك ظل هناك شيء خفي عن هذه المرأة جعل كلاود هوك لا يثق بها
.
في الواقع لم يعد يثق في قلة من الناس ، خاصةً امرأة ذكية مثلها
“
كيف أعرف أنكِ لا تحاولين خداعي؟
“
ابتسمت هيلفلاور
”
الأكاديمي مهتم جدًا بقدرات صائدي الشياطين ، سيريد بالتأكيد أن يجري تجارب عليك ، خلال هذه العملية لن يجرؤ أحد على إيذائك ، بمن فيهم أنا ، لا داعي للقلق بشأن صحتك
“.
تجاهلت
هيلفلاور ذكر أنه خلال هذه العملية لن يُسمح له بالمغادرة.
لم يكن لدى كلاود هوك أي سبب للثقة بها
.
ومع ذلك لا توجد خيارات أفضل الآن
.
كان كلاود هوك مهتمًا أيضًا بمعرفة المزيد عن الباحثين
.
إذا أمضى بعض الوقت هنا وتعلم معلوماتهم ، فربما يمكن أن يخدمه ذلك جيدًا في المستقبل
.
لم تنتظر رده ، تمكن عقلها المتحمّس والذكي من رؤية قراره على وجهه
.
تحدثت معه بهدوء
“
سوف أقوم بإعداد سرير لك هنا في المكتب ، في الوقت الحالي ستعيش معي ، وستكون وظيفتك الأساسية هي ترجمة البيانات
“
إذا وجدت أي أخطاء يرجى السماح لي بمعرفة ذلك من خلال التعليقات حتى اتمكن من تحسينه في أقرب وقت ممكن
.
ترجمة
: Sadegyptian
التعليقات على الفصل "107"
ربما يعجبك ايضاً
