سبب رغبة الشرير في امتلكِ - 93
──────────────────────────
🌷 الفصل الثالث والتسعون –
──────────────────────────
“آآآعع!”
سُمعت صرخة يائسة من منزل يقع في مكان بعيد.
لم يكن هذا صوتًا قد يصدر من منزل عادي، خاصة في وضح النهار.
فَقَد الرجل الذي كان يصرخ وعيه على الفور، لكن ثيودور لم يترك ياقته واستمر في ضربه على وجهه بقوة.
عندما استمر صوت القبضات الغاضبة في التردد في أنحاء المكان، قام فيلهلم، الذي لم يكن قادرًا على تمييز ملامح الرجل بعد الآن، بسد طريق ثيودور.
“أنتَ بحاجة إلى التوقف.”
“هذا هو الرجل الذي تجرأ على محاولة إيذاء الدوقة الكبرى. إنه يستحق الموت، لذا لا تفكر في إيقافي حتى.”
“إذا قتلته الآن، فلن يبقى هناك أي شخص ليكشف لنا من هو العقل المدبر.”
عندها فقط أرخى ثيودور قبضته المرفوعة في وجه الرجل وترك ياقته.
سقط الرجل الضخم الفاقد للوعي من قبضته واصطدم بالأرض دون مقاومة كدمية متحركة قُطِعَت أوتارها فجأة.
لقد كان هذا الشخص آخر من استطاع ثيودور تعقبهم في ليلة الهجوم.
إذا أراد ثيودور أن يعرف المعلومات منهم بأي شكل من الأشكال، فقد كان عليه تعذيبهم بأبشع الطرق.
لكن بطبيعة الحال، هم لم يفتحوا أفواههم بسهولة.
حتى أن البعض قد انتحر قبل أن يتم القبض عليه.
لقد حاولوا جميعاً إخفاء العقل المدبر حتى لو كان ذلك يعني التضحية بحياتهم، ولكن كلما انكشف ولاؤهم المفرط أكثر، كلما أصبح من الواضح أن الجاني هو هوغو.
لكن حتى لو كان هناك دليل واضح ضد هوغو، إلا أنه لم يكن بإمكان ثيودور اتهامه بهذه الجريمة بشكل تعسفي، وحتى إذا قام بذلك وتجاهل منصبه كولي للعهد، إلا أنه لم يكن يوجد أي دليل مادي بعد لفعل ذلك.
ولهذا صب ثيودور جامّ غضبه على شيء يعرفه أكثر، وهو هذا الرجل في هذا البيت المعزول.
أخذ فيلهلم ثيودور إلى الغرفة المجاورة لمنعه من لمس الرجل الفاقد للوعي مرة أخرى.
“ألا تعلم جيدًا أنه حتى لو قتلته، فإن عدوك الحقيقي لن يرمش بعينه حتى؟”
“هل هذا يعني أنه يجب عليّ أن أترك هؤلاء الأوغاد يعيشون حياة عادية بعد كل ما فعلوه؟”
“هذا يعني أنه يجب عليكَ أن تتحلى بالصبر كما كنتَ تفعل من قبل. لقد بدأت قوة الخصم في التصدع بالفعل، وانهيارها مجرد مسألة وقت. والدليل هو أنه بدأ في استخدام مثل هذه الأساليب المتطرفة ليحمي نفسه.”
“إذاً أنتَ تقول أنه يجب عليّ أن أكون سعيداً بينما كادت زوجتي أن تموت قبل أيام قليلة؟”
“أنتَ تعلم أن هذا ليس ما أقصده.”
هزّ فيلهلم رأسه بإحباط.
لقد مرّت عشر سنوات منذ أن قابل ثيودور لأول مرة بناءً على طلب الإمبراطور الراحل.
لقد كان فيلهيلم يعرف ثيودور قبل أن يُقرر الوقوف إلى جانبه حتى، لكن هذه كانت هي المرة الأولى التي يراه يتصرف فيها بطريقة غير عقلانية كما يفعل الآن.
كان ثيودور الذي يعرفه رجلاً يعيش مع نار مختبئة بداخله، لكنه كان يعرف أيضًا كيفية السيطرة على تلك النار والظهور بمظهر بارد من الخارج.
إن حقيقة أن مثل هذا الشخص قد فَقَد رباطة جأشه اليوم كانت دليلاً على مدى أهمية آنيت بالنسبة له.
“إن الفخ الذي تم نصبه حول ولي العهد بدأ يُغرقه في براثنه ببطء. لا يوجد أي شخص الآن في القصر الإمبراطوري لا يعرف أن العلاقة بين الإمبراطور وولي العهد سيئة وفي تدهور مستمر. إذا تحملتَ الوضع لفترة أطول قليلاً، فسوف تكون قادرًا على رؤية الانقسام الذي طال انتظاره بداخل العائلة الإمبراطورية، لكن يجب ألا تدع الأمور تسوء بسببكَ الآن.”
لم يكن سرًا أن الإمبراطور قد تخلى عن هوغو.
لقد كانت تجمع بينهم علاقة أب و ابن لذلك كانوا يلتقون ببعضهم البعض كل يوم، كما كانت تجمعهم شؤون عامة نظراً لمناصبهم في هذه الإمبراطورية، لكنهما هذه الأيام لم يتناولا كوبًا من الشاي حتى معًا.
لذلك بدأ هوغو بالبحث عن الكحول أكثر من الشاي، كما زاد توبيخه لرجال حاشيته والتابعين له.
حتى أنه أصبحت هناك نكتة تدور بين خدم القصر مفادها أن ولي العهد أصبح يكسر فناجين شايه كثيرًا لدرجة أن الموارد المالية للإمبراطورية سوف تُصبح مدعاة للقلق.
“سوف يُعلن ولي العهد قريباً عن زواجه. إنه شخص يعرف بالضبط قيمة زواجه في هذه الإمبراطورية ومتى يجب عليه استخدامه، لذلك يُمكنكَ أن تتخيل الوضع البائس الذي وصل له بالفعل.”
“أنا لم آتي إلى هنا للاستماع إلى مثل هذه الشائعات التافهة.”
“صاحب السمو، لا تقلق. كل شيء سوف يُصبح بخير مع الوقت.”
عند سماع كلمات فيلهلم المُهَدِّئة، رمى ثيودور نفسه على الكرسي ممسكًا برأسه المضطرب.
في لمح البصر، تراكم تعب الأيام السابقة بداخله وأثقل جسده.
ذهب فيلهلم إلى النافذة بجوار الكرسي الذي كان يجلس فيه ثيودور ونظر إلى الخارج بعيون حزينة.
“أنا أفهمكَ جيداً. لقد كنتُ هكذا أيضًا في البداية بعد خسارة ابنتي پاولا. لقد كنتُ أرغب في سحب ذلك الوغد إلى القاع في أسرع وقت ممكن وكسر رقبته انتقاماً لابنتي. حتى في أحلامي، كان الأشخاص الذين سرقوا حياة ابنتي يظهرون ويتصرفون باستبداد نحوها، لذلك لم أكن أستطيع النوم أبداً.”
“لا. سيدي، أنتَ لا يمكنكَ أن تفهمني أبداً. عكسكَ، أنا لم أكن أملك أي شيء البتة في حياتي. لذلك لا أريد أن أخسر الشيء الوحيد الذي أصبحتُ أملكه الآن.”
“لقد تغيرتَ كثيرًا حقًا.”
كان لثيودور نظرة في عينيه تُظهر أنه رجل أصبح لديه شيء ليحميه.
في حفل زفافه الأول الفاشل، بدلاً من أن يقلق ثيودور على عروسته ويهرع للاطمئنان على حالها، بدأ في النظر إلى الضيوف محاولاً تحديد هوية الجاني.
ولأنه كان يعتقد أن الزواج مجرد أداة لتحقيق مصالحه الشخصية، فقد اتخذ موقفًا دفاعيًا لحماية نفسه فقط دون أن يكثرت بأن شخصاً ما قد مات بجواره.
ولكن عندما أصيبت آنيت، بحث ثيودور بنفسه عن أولئك الذين آذوا زوجته دون أن يكثرت إلى ما إذا كان قد يتعرض للأذى أم لا.
كان فيلهيلم في البداية يعتقد أن سبب اختيار ثيودور لآنيت شيرينجن هو نسب عائلتها، تمامًا كما اختار پاولا في السابق، لكنه كان مخطئًا.
إذا كان هذا النوع من العلاقات مقدرًا له أن يحدث على أي حال، فانفصال ثيودور عن پاولا كان مسألة وقت فقط حتى لو بقيت على قيد الحياة.
في تلك اللحظة، خطر في بال فيلهيلم فكرة لا معنى لها …
لو أن ثيودور كان يعتني بابنته مثلما يعتني بآنيت الآن، لما ماتت عبثًا.
لكن هذا لم يكن شيئًا يستطيع مناقشته الآن.
بالنسبة لفيلهلم، الذي فَقَد ابنته بالفعل، وبالنسبة لثيودور، الذي قد يفقد آنيت في أي لحظة، كان الشيء المهم الآن هو تدمير العائلة الإمبراطورية.
“أنا فقدتُ ابنتي الحبيبة بالفعل، لكن رغم ذلك ما أزال أتحكم في نفسي وفي غضبي، لكن أنتَ ما يزال لديكَ فرصة لحماية صاحبة السمو الدوقة الكبرى. ومن أجل هذا، عليكَ أن تكون أكثر تصميماً وتتحكم في نفسك أكثر. لن يتم حل أي شيء من خلال التصرف على عجل مثلما تفعل الآن.”
“يجب أن تمدحني لمجرد عدم اقتحامي للقصر الإمبراطوري على الفور وخنق ذلك الوغد بيدي هذه. إذا كان هناك سبب يدفعني إلى التراجع، فهو أنني أريد جعل حياته أكثر بؤسًا من موته.”
“من الجيد أن تكون لديكَ مثل هذه الروح القتالية، لكن يجب ألا تسمح لها بالتحكم بك.”
“أنا أعرف! أعرف!! أنا أعرف أنه بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين سوف ألقي القبض عليهم وأضربهم، فإن اسم هوغو لن يخرج من أفواههم أبداً-! وحتى في هذه اللحظة، فأنا في نظر الجميع مجرد حقير مجنون يشعر بالغيرة ويتصرف بجنون ليُهين الأمير النبيل!”
كانت عيون ثيودور محتقنة بالدماء.
لقد انفجر استياؤه من عدم قدرته على الذهاب إلى القصر الإمبراطوري في عينيه.
كان غضبه موجهًا إلى هوغو، لكنه استاء من نفسه أيضًا.
لقد أصبح يكره نفسه لأنه عرّض آنيت للخطر بسببه.
وفي وسط هذا الشعور اليائس الذي كان يتخبط بين جدرانه، انفجرت مشاعر ثيودور القاسية في وجه الرجل الذي خسر ابنته في السابق.
عند هذه الفكرة، بالكاد هدأ ثيودور بعد أن انفجر من الغضب.
“أنا آسف. أنا أشعر بأنني أفقد عقلي هذه الأيام.”
“لا بأس. أنا أعلم أن غضب جلالتكَ هذا هو الذي سوف يُحقق انتقامي من العائلة الإمبراطورية يومًا ما عاجلاً أم آجلاً.”
“لا أستطيع أن أهاجم هوغو بشكل مباشر بعد، ولكنني سوف أحذره على الأقل بأنني أعرف كل ما يفعله وراء ظهري حتى وإن كنتُ لا أقوم بأي رد فعل تجاهه. أنا لا أعتقد بأنه سوف يكون غبياً بما فيه الكفاية للتدخل ومعارضة قتلي لذلك الحشرة الذي شارك في عملية اغتيال الدوقة الكبرى.”
كان ثيودور يقصد أنه سوف يتولّى أمر بيورن الذي سرّب المعلومات حول مغادرة آنيت قصر شيرينجن.
شعر فيلهيلم أن تصرف ثيودور هذا سيكون سابقًا لأوانه، لكنه لم يستطع إيقافه.
“سيكون من الأفضل أن تقتله بطريقة يبدو فيها الأمر وكأنه لا علاقة له بقضية اغتيال صاحبة السمو.”
لقد كان غضب فيلهيم القديم أكبر من أن يقوم بتهدئة غضب ثيودور الجديد.
* * *
بعد عودة آنيت، شعر جميع من كان في قصر فلوريس بأنها كانت وكأنها تمشي على بحيرة مغطاة بالجليد الرقيق الذي يمكن أن ينكسر في أي لحظة ويُغرق الجميع معه في المياه المتجمدة.
لقد كان الجو حول آنيت هادئًا ولكنه خطير، كما لو أنه كان هدوء ما قبل العاصفة.
ومع ذلك، فإن القصر، الذي كان هادئًا عندما غادر ثيودور في الصباح، كان صاخبًا جدًا عندما عاد.
عبس ثيودور، مستاءً من ضجة القصر التي قد تُزعج راحة آنيت.
كما أنه لم يجد كبير الخدم الذي كان من المفترض أن يأتي لمقابلته في أي مكان.
في تلك اللحظة، كانت خادمة آنيت الخاصة تجري نحو مكان ما لكنها توقفت بسرعة عندما رأت ثيودور.
“ما سبب هذه الضجة؟”
“حسنًا، هـ – هذا … إن سمو … سمو الدوقة الكبرى قد اختفت من غرفتها.”
الخادمة، التي كانت تتوقع سماع صرخة غاضبة من ثيودور، أغلقت عينيها بإحكام من الخوف وكشفت عن ملابسات اختفاء آنيت.
“لقد قال الحراس الذين كانوا يحرسون الباب أنهم لم يروا سموها تخرج من الغرفة أبداً، لكنها رغم ذلك اختفت من هناك بسرعة كبيرة لدرجة أنهم لم يستطيعوا أن …”
خافت الخادمة وأخفضت رأسها بينما كانت تنتظر توبيخ ثيودور القاسي لها …
لكن ثيودور لم يقل لها أي شيء.
استرقت الخادمة النظر سراً إلى وجه سيدها ثم فتحت عينيها على مصراعيهما من الصدمة …
لقد كان الخوف الحقيقي هو الموجود على وجه ثيودور، وليس على وجهها.
بينما كان ثيودور متجمدًا في مكانه، جاء كبير الخدم، الذي سمع نبأ عودة سيده، راكضًا نحوه.
أمر ثيودور كبير الخدم بأن يفعل كل ما في وسعه للبحث عن الدوقة الكبرى ثم ذهب إلى غرفة آنيت.
لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها غرفة آنيت منذ ذلك اليوم الذي أحضرها فيه إلى القصر.
في أحد جوانب الغرفة، تم رمي صناديق الأساور التي اشتراها ثيودور لآنيت بشكل عشوائي.
على المنضدة، كان هناك رداء نوم فَقَد دفئه تمامًا.
ومع ذلك، فإن الجواهر المكسورة في أرجاء الغرفة لم تكن مكسورة أكثر من قلب ثيودور، ولم يكن رداء آنيت الخفيف باردًا مثل برودة يديه وقدميه من الخوف.
جلس ثيودور على سرير آنيت ودفن وجهه بين يديه.
لقد شعر أن اليدين اللتان كانتا تمسكان وجهه كانتا ترتعشان قليلاً.
لقد اختفت آنيت.
بمجرد أن عاد ثيودور إلى القصر، شعر وكأن عقله سوف ينفجر من الأخبار التي سمعها.
لكن لم يكن بوسعه فعل أي شيء سوى رفع صوته على الخدم وأمرهم بإيجاد آنيت في أسرع وقت ممكن.
لقد سئم بالفعل من عجزه هذا.
تردد صدى صوت آنيت الخافت في أذنه بينما كانت تطلب منه إعادتها إلى عالمها حيث كانت تنتمي، وومضت مشاهد تلك الليلة التي تعرضت فيها آنيت للهجوم في الفيلا قبل بضعة أيام أمام عينيه.
أنزل ثيودور يده مرة أخرى ولمس بلطف السرير الذي كانت آنيت مستلقية عليه.
بعدما غادرت آنيت، لم يسع ثيودور سوى محاولة اِلتماس رائحتها في تفاصيل المكان الذي كان مليئاً بآثارها، بما في ذلك ملاءات السرير الشعثاء مروراً بنقش الطاووس على دعامة السرير.
لقد كان هذا النقش يُشبه النقش على سرير ثيودور في غرفته، مثلما كانت هذه الغرفة تمتلك نفس هيكل غرفته أيضاً.
عندما وضع ثيودور يده على رأس الطاووس الذي أراه لآنيت ذات يوم …
“يوجد خلف السرير جدار زائف، ويوجد ممر وراءه يؤدي إلى الأرضية تحت السرير. بالطبع، يوجد ممر كهذا في غرفة الدوقة الكبرى أيضًا. لا أعرف ما إذا كان سوف يُفتح لكِ بقبضتكِ الضعيفة هذه، ولكن إذا بذلتِ قصارى جهدكِ، فسوف تتمكنين من فتح الباب السريّ بما يكفي حيث تستطيعين الهروب من خلاله والاختباء تحت الأرض إلى أن تصل المساعدة.”
“ألا بأس بأن تخبرني بكل هذا؟”
“إذا كان لديكِ نفس الممر في غرفتكِ، فهذا يعني أنكِ في نفس الخطر الذي أواجهه. نحن معاً في هذا الموضوع لذا من حقكِ أن تعرفي.”
تذكر ثيودور المحادثة التي أجراها مع آنيت في اليوم الذي أصيب فيه بسكين النشال.
“هل هذا يعني أنني قد أضطر إلى الزحف تحت السرير أيضًا للنجاة بحياتي؟”
“لقد فهمتِ كلامي جيداً.”
“أرجوك تأكد من أنني سوف أنام فوق السرير وليس تحته.”
نظر ثيودور على عجل تحت السرير عندما تبادرت هذه الكلمات إلى ذهنه فجأة.
كان الجدار المؤقت المؤدي إلى الممر السري الذي أخبرها عنه منحرفًا بعض الشيء.
بمجرد أن اكتشف أنه لم يكن في مكانه، فتحه ثيودور دون تردد.
عندما عبر ثيودور الغرفة عبر الممر السري، وجد آنيت في المنطقة المؤدية إلى أسفل سريره.
لقد كانت نائمة وهي تحمل المسدس الذي كان مخبئاً تحت سريره.
آنيت لم تهرب.
لقد كانت تختبئ فقط لحماية نفسها من الخطر الذي قد يكون كامنًا حولها في مكان ما.
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────