سبب رغبة الشرير في امتلكِ - 89
──────────────────────────
🌷 الفصل التاسع والثمانون –
──────────────────────────
لم يكن موقع الفيلا معروفًا إلا لعدد قليل جدًا من الموجودين في قصر فلوريس.
السبب الذي دفع آنيت إلى حزم أمتعة أكثر من اللازم هو أنها كانت تُريد خلق نوع من الارتباك لدى الآخرين عبر عدم تحديد وجهتها بالضبط.
كما أن ثيودور كان يقوم بإيلاء اهتمام كبير بالأمن، ولذلك تم نشر عدد كافٍ من الحراس حول المكان لتوفير الحماية اللازمة أثناء غيابه.
ومع ذلك، فإن حقيقة وقوع هجوم بداخل الفيلا كانت تعني شيئين لا ثالث لهما.
إما أن المعلومات قد تَسرّبت من داخل قصر شيرينجن أو قصر فلوريس مسبقًا، أو أن هذا الهجوم كان من تخطيط شخص قوي بما يكفي ليجعل كل جهود ثيودور بإخفاء موقع الفيلا تذهب سدى.
لقد كان من السهل معرفة من كان وراء هذا الهجوم، لكن آنيت لم تتمكن من معرفة ما إذا كان ينبغي عليها الابتعاد عن المكان الذي كانت تقف فيه أم لا.
لقد كانت خائفة جدًا من أن الدفء الذي تشعر به في جسدها قد يختفي في لحظة وتصبح جثة هامدة، لكنها لم تتمكن من المخاطرة بالكشف عن موقعها بلا مبالاة للأعداء.
حاولت آنيت التزام الهدوء وأطفأت المصباح الذي كانت تُنير به الطريق وسط ظلام الليل.
لقد كانت تسير في هذه الطرق كل يوم خلال فترة مكوثها في الفيلا عندما أتت إلى هنا في فصل الصيف، لذلك من المفترض أنها ستستطيع العثور على طريق العودة إلى المبنى الرئيسي حتى بدون إنارة.
كان حراس ثيودور الذين تم توكيلهم بحمايتها أفراداً أوفياء على أي حال من الأحوال، لذلك سوف يُقاتل الجميع بالتأكيد خلف الكواليس لحماية آنيت، لذا فكل ما كانت تحتاج القيام هو البقاء مختبئة في أمان حتى لا تُصبح عبئًا عليهم.
“ستكون الأمور على ما يرام. دعنا نتوجه ببطء إلى حيث توجد العربة. كل ما علينا فعله هو العثور على السائق والهرب من هنا بسرعة.”
طمأنت آنيت نفسها بينما كانت تتظاهر بمواساة سيلفر.
بينما كان سيلفر في حالة تأهب، توجهت آنيت معه إلى الإسطبل حيث كانت الخيول مربوطة.
عندما اقتربت آنيت من العربة ببطء وهدوء قدر الإمكان …
“اععع!”
أمسك شخص ما بها من الخلف.
وبما أن الرجل الذي هاجمها كان يستهدفها من الخلف، فإن وجهه كان غير مرئي وصوته كان غير معروف، مما جعل آنيت أكثر خوفاً منه.
لقد شعرت مجدداً بالخوف الذي شعرت به في ذلك اليوم في أرض الصيد.
لقد كانت خائفة جدًا لدرجة أنها لم تستطع حتى تحريك إصبعها.
“عاوعاوعاوعووووو!”
اندفع سيلفر بشراسة نحو الرجل.
غرس كلب الصيد المُدَرَّب بإتقان أسنانه الجامحة في جسد الرجل ومزّق لحمه عن عظمه بشراسة.
وبعد صرخة متألّمة، أطلق الرجل سراح آنيت.
حاولت آنيت استعادة رباطة جأشها عندما خرجت من براثن المهاجم.
هذه المرة، إذا أصبحت عاجزة بضعف كما السابق فسوف تكون هذه نهايتها.
ضربت آنيت رأس الرجل بقوة بواسطة المصباح الذي كانت تحمله.
تحطم الزجاج، الذي كان لا يزال ساخنًا، فوق رأس الرجل وسقط على الأرض بينما يتأوه من الألم.
داس سيلفر على جسد الرجل الفاقد للوعي ونبح في وجه آنيت.
“لا بأس، تعال معي يا سيلفر.”
حاولت آنيت معانقة سيلفر وجذبه نحوها ليهربا معاً، لكن الكلب قاومها بعنف.
لقد كانت تلك لفتة حازمة منه وكأنه كان يطلب منها أن تهرب من هنا بينما سوف يقوم هو بتأخير المهاجمين وخلق فرصة لها للابتعاد عن المكان.
عرف الكلب الذكي أن حياة آنيت كانت في خطر وأنها لن تكون قادرة على الهروب إلا إذا اشترى لها بعض الوقت، لذلك حاول طرد آنيت بعيدًا بزمجرته المُهَدِّدة.
“أ- أنا آسفة … أنا آسفة جداً لأنني سوف أترككَ خلفي يا سيلفر.”
اضطرت آنيت في النهاية إلى حبس دموعها وقمع مشاعرها الحزينة ثم أدارت ظهرها لسيلفر وهربت بعيداً تاركة إيّاه خلفها.
حاولت آنيت تجاهل الدموع الساخنة الذي تَجَمَّعَت في مقلة عينيها وجعلت رؤيتها ضبابية بينما استمرت في الركض بأقصى سرعة.
في اللحظة التي فتحت فيها باب الفيلا لتطلب المساعدة …
“اااعععع!”
سمعت صوت صراخ رهيب.
لقد كانت هذه صرخة إيما.
“غطّي عينيها حتى لا تتمكن من رؤية وجوهنا!”
كان الرجال الموجودون داخل الفيلا يُهدّدون إيما.
أيًا كان من خطّط لهذا، فقد كان يقوم حالياً بمداهمة الدوقة الكبرى لهذه الإمبراطورية ، ولذلك لم يكن من الممكن أن يترك أي شهود عيان وراءه ويُخاطر بانكشاف هويته.
كان من الواضح ما سيفعله أولئك الرجال بإيما، خاصة أنها كانت مجرد خادمة.
“أين هي الدوقة الكبرى!”
ما لم يكونوا يعرفونه هو أن إيما لا تستطيع السماع.
ونظرًا لأن عينيها كانتا مغمضتين، فلم تكن تستطيع حتى قراءة شفاه الشخص الذي يتكلم.
لسوء الحظ كانت الخادمة المسكينة تُعاني الآن دون أن تعرف حتى ما كان يحدث.
“إ … إيما …”
أرادت آنيت إنقاذ إيما على الفور، لكنها لم تتمكن من دفع نفسها إلى الدخول.
إذا دخلت آنيت الآن، فلن تكون هناك أي حاجة لاستجواب إيما، لذلك كانوا سوف يقتلونها بسرعة.
ولهذا السبب كان هروب آنيت من هذا المكان هو الطريقة الأكثر فعالية لإنقاذ حياتها وحياة إيما على حد سواء.
شعرت آنيت وكأنها سوف تنهار من الرعب، لكنها كافحت لتحريك ساقيها.
لقد كان لا بد لها من الهرب من هنا بينما لا يزال اهتمام المهاجمين يتركز في مكان آخر.
بدأت آنيت بالكاد في الركض عن طريق إجبار ساقيها المرتجفتين على التحرك.
لقد كان ذهنها مشتتاً بفعل الخوف، لكنها حاولت دفع نفسها إلى التفكير.
‘دعينا نفكر.’
منذ مجيئها إلى هنا، تغلبت آنيت في مرات عديدة على الأوقات التي كانت تُواجه فيها الموت.
لذلك من الواضح أنها سوف تكون قادرة على النجاة هذه المرة أيضًا، أليس كذلك؟
إذا اختبأت لبعض الوقت في مكان آمن … سوف يأتي ثيودور لإنقاذها.
حسبما كان مخططاً له، فمن المفترض أن ثيودور سوف يصل في وقت متأخر غداً صباحاً، لكن آنيت كانت تؤمن بأنه سوف يأتي الليلة لا محالة.
لقد شعرت وكأنها سوف تنهار تمامًا إذا لم يكن لديها أي شيء لتُؤمن به.
صكّت آنيت أسنانها ولم تتوقف عن محاولة التفكير في مكان آمن لتختبئ فيه.
‘مستودع النبيذ تحت الأرض!’
لقد كان هذا هو المكان الذي كانت تذهب إليه آنيت لتبريد جسدها عندما كانت تعاني من الحمى في فصل الصيف الماضي.
كان هناك قلة قليلة من الناس الذين يعرفون موقع القبو، الذي لم يكن قبوًا كبيرًا ولكنه كان يحتوي على بضعة براميل نبيذ مصنوعة من خشب البلوط وبعض البقالة التي تفسد وتتعفن بسبب الحرارة.
التفتت آنيت حولها لتتأكد من عدم وجود أي مطاردين يتبعونها وسرعان ما بدأت في الجري إلى أن وصلت إلى مدخل الدرج المؤدي إلى الطابق السفلي.
لقد فقدت آنيت المصباح الذي كانت تحمله عندما ضربت رأس المُطارد الذي هاجمها وأفقدته الوعي، لكن الطابق السفلي في القبو كان مظلماً للغاية.
حبست آنيت أنفاسها وسيطر عليها الخوف من الظلام مرة أخرى.
لقد كان هذا مكانًا قد اعتادت آنيت على النزول إليه دائمًا مع سيلفر، لكن اليوم عندما أصبح عليها أن تنزل إليه بمفردها أصابها الرعب وتجمّدت في مكانها.
لقد كان من المخيف بالنسبة لها أن تتجول في قبو مظلم بمفردها ليلاً، لكن العودة من حيث أتت بينما تعرف أن ما يسعى إليه أولئك المطاردون هو حياتها كان أكثر رعباً من ذلك بكثير، لذلك كان عليها أن تتغلب على خوفها وتنزل الدرج.
أغلقت آنيت عينيها بإحكام وبدأت في نزول الدرج ببطء مُستَدِلَّة بالجدار الحجري من أجل أن لا تتعثر أو تقع.
لقد كان هذا مكاناً تأتي إليه مع سيلفر دائمًا، لذلك لم يكن من الصعب عليها تذكر تفاصيل القبو.
إذا تَقَدَّمَت خمس خطوات للأمام، فسوف تجد جدارًا حجريًا مُسَطّحًا يسهل الاتكاء عليه…
وإذا واصلت السير للأمام من هناك، فسوف تصل إلى مكان تتراكم فيه براميل خشب البلوط.
قادتها ذكرياتها، التي تَرَسَّبَت في ذهنها منذ الوقت الذي كانت تأتي فيه يومياً إلى هذا المكان الذي كان أكثر أمانًا من الآن، بدقة في الطريق المُظلم.
لكن …
“ارغغهه!”
داست آنيت بالخطأ على شيء ما وسقطت من الدرج.
ونتيجة لذلك، انهارت براميل خشب البلوط المكدسة فوق جسدها الضعيف عندما اصطدمت بها.
جُرِحَت ركبة آنيت من الاصطدام بالأرضية الحجرية القاسية أثناء تدحرجها فوق الدرج.
عندما لمست بشرتها العارية المليئة بالدماء، كان بإمكانها أن تشعر بأن الجرح على ركبتها كان كبيراً وغائراً للغاية دون ان تُضطَرّ الى تشغيل الضوء حتى.
عندما شعرت آنيت بالألم الطاحن في ركبتها، تغلب عليها الشعور بالحزن وشعرت بأن الدموع قد بدأت تجتمع في عينيها مرة أخرى.
لقد أرادت أن تبكي، لكنها كافحت لكتم صوت أنينها عبر تغطية فمها.
إذا كانت لا تريد أن تموت، فعليها أن تكون حذرة بشأن الأصوات التي تُصدرها.
فتحت آنيت أحد براميل خشب البلوط التي سقطت عليها وأدخلت رأسها فيه بنيّة أن تختبئ بداخله.
“اعع.”
لكن الرائحة النفاثة للنبيذ الذي كان منقوعاً في براميل خشب البلوط قبل أن ينسكب على الأرض إثر الاصطدام العنيف لسعت أنف آنيت وكأنها كانت رائحة دماء متخثرة ممّا أصابها بالغثيان.
لكنها لم تستطع البقاء مكشوفة للعيان، لذلك أقحمت جسدها بشكل أعمق في البرميل الخشبي الضيق.
إذا اكتشف أحد ما غرفة التخزين هذه تحت الأرض، فلن تتمكن آنيت من الهروب منه حتى بما أنها قد حشرت نفسها في البرميل بهذه الطريقة، ولكنها شعرت أن عليها أن تختبئ هنا لفترة أطول قليلاً على الأقل.
حتى لو كان هذا تصرفاً غبياً لا فائدة منه إذا اكتشف أحدهم مخبئها، لكنه كان كل ما يمكنها فعله الآن.
عانقت آنيت جسدها وتكوّرت على نفسها مثل الجنين في رحم أمه.
لقد أرادت أن تختفي حتى لا يراها أحد.
شعرت آنيت أنها تستطيع سماع صرخات إيما من مكان ما.
ماذا سوف يحدث للخادمة المسكينة التي رَحّبَت بها قبل ساعات قليلة فقط وكانت تتناول الطعام معها؟
كل ما أمكن آنيت فعله في تلك اللحظة هو أن تتمنى أنها لم تمت.
‘أنا أتوسل إليك.’
بدلاً من الصراخ، انهمرت الدموع التي لم تستطع التحكم فيها على وجهها وكأنها سيل.
لم يكن كافياً أنها اضطرت للركض من أجل النجاة، ولم يكن كافياً شعورها بالخوف حد الممات، بل بدأت تشعر الآن بالذنب تجاه إيما أيضًا.
إذا وجد شخص ما آنيت وطعنها حتى الموت هنا، فإن برميل خشب البلوط هذا سوف يمتلئ بدمائها وليس النبيذ الأحمر المعتّق.
بغض النظر عما حاولت آنيت التفكير به وهي مُتكَوّرة على نفسها في برميل خشب البلوط الذي كان مملوءاً بالنبيذ الأحمر، كانت النتيجة التي تصل إليها دائماً هي الخوف.
لقد كانت خائفة وأرادت أن تعض شفتها لتهدئة نفسها، ولكنها اعتقدت أنها إذا عضت شفتيها فسوف ترغب في أن تعض لسانها بعدها لتنتحر، لذلك منعت نفسها من فعل ذلك.
هذا لأنها كانت تريد أن تعيش.
‘أنا حقًا لا أريد أن أموت هنا.’
عندما كان الموت أقرب إليها مما كانت تعتقد، أصبح الوضع مخيفاً بالنسبة لها أكثر من السابق.
من فضلكم فليُنقذني شخص ما.
أنا أتوسل إليكم …
فليُنقذني أحد ما قبل أن أشعر بالخوف الشديد إلى الدرجة التي سوف أرغب فيها بأن أموت.
* * *
بمجرد أن سمع ثيودور أن آنيت قد غادرت أولاً، قام بتشغيل السيارة وبدأ في التوجه نحو الفيلا.
شعر ثيودور أن صوت المحرك العالي كان يُمثل عقله الغاضب.
طوال فترة قيادته على الطريق، شعر بعدم الارتياح بشكل غريب.
لم يكن الأمر متعلقاً ببساطة بغضبه لأن آنيت غادرت أولاً دون أن تُخبره …
لكنه رغم ذلك تجاهل هذا الشعور الغريب واستمر بالقيادة.
لقد كان ثيودور يشعر دائمًا بشعور ثقيل في قلبه عندما يلتقي بآنيت عادة، لذلك عبس عدة مرات وحاول أن ينسى هذا الشعور غير المريح.
ربما كان يشعر هكذا لأنه أدرك بعد فوات الأوان أنه لم يشتري ولا حتى خاتماً واحداً من بين جميع الجواهر التي كانت تملأ مقعد آنيت المجاور له بدلاً.
لقد شعر ثيودور أنه من الغباء أنه كان يفكر فقط في شراء سوار أفضل من سوار هوغو الذهبي، بينما لم يفكر في شراء خاتم لها حتى.
تمنى ثيودور لو أنه قد اشتري خاتماً جديداً لآنيت بدلاً من خاتم والدته الذي أعطاه لها في السابق.
استمر ثيودور بالقيادة لساعات بمفرده دون توقف، بعدها دخلت السيارة الجديدة مزرعة الكرم وأصبحت مغطاة بالغبار.
ثم …
أصبح الشعور غير المريح الذي كان يخز قلب ثيودور أقوى وأقوى.
على الرغم من أن الفيلا كانت وسط مزرعة عنب شتوية لا يسعها إلا أن تكون هادئة خلال الليل، إلا أن الجو الهادئ الحالي لم يكن ناتجاً ببساطة عن صمت عادي بسبب غياب الناس أو سكون المخلوقات في جحورها.
لقد شعر ثيودو وكأن شيئًا ما كان كامنًا في الظلام، يحبس أنفاسه بهدوء في انتظار اللحظة المناسبة للانقضاض على فريسته.
لقد عرف ثيودور هذا الشعور جيدًا.
لقد كان شعوراً مألوفاً بالخطر.
نبض_ نبض_
لم يكن الشعور بالوخز في صدره والاختناق في حلقه مجرد شعور عادي بعدم الارتياح لعدم قدرته على شراء خاتم …
“تباً.”
شرع ثيودور في البحث عن آنيت دون أن يكون لديه الوقت حتى للتفكير في الشتائم التي خرجت من فمه بحرية.
على الرغم من أنها لم تكن من النوع الذي قد يستقبله عند الباب، إلا أنه لم يستطع العثور على آنيت التي كان من المفترض أن تُحدّق به بوجه عابس وغير راضٍ، في أي مكان.
آنيت لم تمت.
لقد كان ثيودور متأكداً من هذا.
حتى لو لم يكن يعرف أي شيء آخر عنها الآن، إلا أنه كان يعلم علم اليقين بأنها ما تزال حية.
لكن أين هي؟
لقد كانت الخيول مقتولة وكان السائق مذبوحاً لضمان سد طريق الهروب.
حتى لو تمكنت آنيت من البقاء على قيد الحياة إلى حد الآن، إلا أنه قد تم قطع جميع سبل هروبها وكان موتها مسألة وقت فقط.
لم يكن هذا الوضع الآن مجرد تهديد بسيط، بل كان محاولة اغتيال جادة تماماً بنية قتل حقيقية.
فتح ثيودور باب الفيلا الذي كان مكسوراً وهو يأمل في أن يجد آنيت هناك بخير وسلامة بينما يكون الحراس قد تخلصوا من المهاجمين بالفعل.
لقد كان يتمنى أنها لم تشعر بالخوف كثيراً أثناء غيابه …
لكن قلبه توقف عن النبض للحظة بينما غرقت روحه في الرعب والقلق عندما رأى تنورة ممزقة على الأرض وبقع دم تملأ المكان.
التقط ثيودور قطعة التنورة بسرعة وفركها بأصابعه.
لم يكن ملمسها الخشن يُشبه ملمس القماش الفاخر الذي كانت ترتديه آنيت عادة.
من المحتمل أن هذه كانت ملابس الخادمة، وليست ملابس آنيت.
شعر ثيودور بالارتياح لهذه الحقيقة، لكن لم يكن من الممكن له أن يشعر بالارتياح تماماً بما أنه كان ما يزال لا يعرف مكان آنيت ولا مكان الشخص الذي يُهدّد حياتها.
عندها انفجر ثيودور على الفور في ضحكة ساخرة وغاضبة.
أي نوع من الرجال هذا الذي تجرأ على ارتكاب مثل هذه الفظائع لإيذاء الدوقة الكبرى؟
لقد كان هناك عدد لا يحصى من الأعداء المحتملين، ولكن كان هناك رجل واحد فقط يملك الشجاعة الكافية للقيام بشيء كهذا.
استمرت الأفكار في التسارع في رأس ثيودور، ولكن الآن لم يكن الوقت المناسب للتفكير في مثل هذه الأشياء.
استمر ثيودور في محاولة التفكير في المكان المحتمل لوجود آنيت.
تلك المرأة لم تكن من النوع الذي قد يموت بسهولة.
كان ثيودور متأكداً من أنها تختبئ الآن في مكان ما بينما تنتظر قدومه لإنقاذها.
مكان آمن بالنسبة لها …
مكان سري مُخَبَّأ في الفيلا ولا يعلم هؤلاء المهاجمون الغرباء عن وجوده.
في اللحظة التي تذكّر فيها ثيودور وأخيرًا منظر آنيت عندما كانت تأخذ قيلولة مع كلبها خلال أيام الصيف الحارّة، بدأ بالركض دون تردد نحو القبو.
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────