سبب رغبة الشرير في امتلكِ - 87
──────────────────────────
🌷 الفصل السابع والثمانون –
──────────────────────────
نادي اجتماعي لا يصل إليه إلا الأثرياء، وغرفة سرية لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق المرور من باب جانبي سري.
حتى بيورن شيرينجن، الذي زار هذا النادي مئات المرات، كان يدخل هذه الغرفة لأول مرة.
لقد كانت هذه مساحة سرية أنشأها هوغو بغرض التواصل السري مع الأشخاص خارج القصر الإمبراطوري.
حاول بيورن أن يُفكِّر في الأمر، لكنه لم يستطع التفكير في سبب منطقي يجعل ولي العهد يدعوه إلى مثل هذا المكان.
كم من الوقت بقي ينتظر؟
انفتح الباب الثقيل ببطء كان يلعب على أوتار قلب بيورن المتوتر ثم دخل لمقابلة هوغو أخيرًا.
وقف بيورن بتوتر هناك.
“إن العلاقة بين عائلة شيرينجن والعائلة الإمبراطورية غير عادية، ولكن أعتقد أنني كنتُ أهملكَ بعض الشيء حتى الآن. لقد أردتُ فقط أن أقابلكَ من أجل تكوين صداقة بيننا، لكنكَ تبدو خائفاً للغاية مني.”
“آه … لا. كيف يُمكن أن أخاف من جلالة ولي العهد؟”
نظرًا لأن عائلة شيرينجن والعائلة الإمبراطورية كانت لديهما علاقة تعاون طويلة الأمد، فقد كانت تتم بينهما في كثير من الأحيان اجتماعات سرية، لكن بيورن كان مقصيًّا منها.
لم يكن بيورن الابن الأكبر، ولم تكن لديه قدرات متميزة، وكذلك هو لم يشغل أي منصب مهم في الأسرة…
لذلك لم تكن هناك أي مناسبة له لعقد لقاء شخصي مع ولي العهد.
ولكن فجأة دعا هوغو بيورن إلى مكان اجتماعه مع الأشخاص المقربين له دون أي سبب منطقي لذلك.
لم يكن بيورن يعيش حياة الرفاهية بعد الآن، ناهيك عن أنه أصبح شبه مطرود من العائلة.
لقد كانت شركته على وشك الإفلاس، وتم منعه من الدخول إلى مقر إقامة آل شيرينجن.
وبما أنه كان يُعاني من جميع أنواع الأشياء السلبية في حياته، لم يستطع أن يُصَدِّق أن الأمير كان يتعامل معه لدوافع ودّية ونقية.
تصلّب بيورن في مكانه ولم يرتشف إلا قليلاً من المشروب الذي قدّمه له هوغو.
عندما تم تبادل بضع محادثات غير رسمية وهدأ توتر بيورن قليلاً، دخل هوغو إلى صلب الموضوع بهدوء.
“لقد شعرتُ بخيبة أمل كبيرة لأن علاقتي مع آل شيرينجن لم تعد هي نفسها كما كانت من قبل بعد تغيير رب الأسرة، ولكن من المفترض أننا نحن الاثنان على علاقة جيدة مع بعضنا البعض، أليس كذلك؟ إن الماركيزة آنيت شيرينجن لديها العديد من الآراء المتطرفة عني، لذلك سيكون من الصعب عليّ التحدث معها بمفردنا كما أفعل معكَ الآن دون أن ينشب بيننا جدال حاد.”
“إن ابنة أخي لا تزال غير ناضجة ولذلك هي كانت تُسيء إليكَ يا سمو ولي العهد.”
“في الواقع، نحن لم نكن نتفق على الإطلاق حتى قبل أن تتولى الماركيزة منصبها الجديد بعد وفاة الماركيز الراحل. لكنني سمعتُ بعض الشائعات منذ فترة، وقيل لي أن هناك مشكلة داخل أسرة شيرينجن بسببها. على وجه الخصوص، لقد قيل لي أن ربة الأسرة الجديدة قد تشاجرت معكَ أنتَ أيها اللورد بيورن …”
شدّ بيورن قبضته في غضب.
لقد أَضَرَّت الإهانة التي تعرض لها على يد ابنة أخيه الصغيرة بكبريائه أمام ولي العهد أكثر مما كان يعتقد.
كلما قلّ ما يملكه المرء، كلما أصبح أكثر حساسية تجاه كبريائه.
“يبدو أن الماركيزة الجديدة أكثر قسوة مما تبدو عليه ظاهرياً. لقد كان من الممكن أن تجد العديد من الحلول السلمية للتعامل معكَ باعتباركَ عمها الوحيد، لكنني أعتقد أنها وقحة إلى حد ما مع البالغين في الأسرة. مثلما حدث في جزيرة موراتا منذ بضعة أيام، أنا أشعر بالقلق قليلاً من أنها قد تستمر في التعامل مع الأمور بشكل تعسفي في المستقبل دون الاهتمام برأي العائلة الإمبراطورية وقد تتسبب بخسارة فادحة لعائلة الماركيز شيرينجن.”
كان هوغو يُصارع لإخفاء ابتسامته تحت تعبير الأسف والتعاطف، لكن بيورن لم يستطع أن يرى ذلك لأنه كان يفكر في الإذلال الذي تعرض له بسبب آنيت.
“أنا آمل أن تستمر علاقتي مع آل شيرينجن بشكل جيد حتى بعدما أرث العرش في المستقبل.”
“ما الذي تقصده …؟”
“ألن يكون من الأفضل لشخص يفهم بشكل أفضل رغبات العائلة الإمبراطورية في أن يتولى منصب الماركيز شيرينجن بدلاً من فتاة غير ناضجة؟ على سبيل المثال، شخص يُفَرِّق بوضوح بين الرؤساء والمرؤوسين ولا ينسى أن يكون لطيفاً ومتواضعاً في التعامل من هم أعلى منه مكانة.”
ابتلع بيورن لعابه الجاف.
بغض النظر عن مدى غبائه، كان من المستحيل أن يصل إلى درجة أن لا يتمكن من فهم ما كان يقصده هوغو.
لقد كان هذا اقتراحًا للتخلص من آنيت ورفع بيورن المطيع إلى منصب الماركيز.
لقد كان هوغو يقول هذا الكلام لبيورن نفسه الذي لم يعترف به أحد إلى الآن.
لم يكن والد بيورن وأخوه الأكبر وأخته الكبرى هم الوحيدون الذين يتجاهلونه في تلك الأسرة، بل كان يتم تجاهله من طرف الخدم أيضاً.
شعر بيورن وكأنه قد بدأ يسمع صوت تكتكة في الغرفة رغم أنه لم تكن هناك أي ساعة في المكان، ولكن ما كان يسمعه في الحقيقة لم يكن سوى صوت خفقان قلبه المتحمس.
“ماذا تريد مني أن أفعل؟”
“كل ما أحتاجه هو القليل من المساعدة من طرفكَ. أنا أريد منكَ فقط مراقبة وضع شيرينجن الداخلي عن كثب وتقديم تقارير عن حياة الآنسة آنيت اليومية في ذلك القصر. ماذا تفعل وماذا تأكل ومتى تنام ومع من تتواصل، أشياء من هذا القبيل.”
“هذا … لكنني الآن … أنا أقصد أنني غير قادر الآن على الاقتراب من أفراد عائلتي حتى ناهيك عن الاقتراب من القصر لأن تلك الفتاة منعتني من ذلك.”
“حتى لو منعتكَ الماركيزة من ذلك، أنا متأكد من أنك تملك حليفاً واحداً على الأقل في ذلك القصر يستطيع أن يحصل لنا على المعلومات التي نحتاجها.”
“هـ – هذا …”
تذكر بيورن وجوه خدمه المخلصين.
لقد تم طرد معظمهم لأنهم سمحوا لبيورن بالدخول إلى قصر شيرينجن في يوم عودة آنيت.
كان من المفترض عادة أن يكون أمر هوغو بزراعة جاسوس في القصر والإبلاغ عن الشؤون الداخلية للعائلة أسهل مهمة يُمكن أن يتكلف بها بيورن، الذي كان في الأصل فرداً من عائلة شيرينجن، لكنها أصبحت الآن المهمة الأكثر صعوبة بما أنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان ما يزال هناك خدم مخلصون له في القصر أم لا.
وبينما كان بيورن يفكر في الأمر لفترة طويلة، فتح هوغو فمه مرة أخرى.
“لقد سمعتُ أنك في وضع سيئ هذه الأيام، لذلك كنتُ أتساءل عما إذا كان بإمكاني مُساعَدَتُكَ مقابل مُساعَدَتِكَ لي، ولكن يبدو أنكَ غير مهتم بعرضي هذا. أظنني ارتكبتُ خطأ بمقابلتك اليوم.”
“لا … لا لا! هناك أشخاص أوفياء كانوا تحت خدمتي منذ أن كنتُ صغيراً، لذلك من المؤكد أنه ما يزال هناك شخص أو شخصان إلى جانبي في ذلك القصر. سوف أتأكد من أنهم سوف يقومون بإحضار المعلومات التي تحتاجها يا سمو ولي العهد في أقرب وقت ممكن.”
لوّح بيورن بيده على عجل محاولاً استدراك الأمر.
لم يكن بإمكانه تفويت فرصته الأولى والأخيرة ليُصبح صديقًا مقرّبًا لولي العهد.
كل الأموال التي فقدها والاستثمارات التي خسرها سوف تعود له بمجرد أن يُقيم صداقة مع الإمبراطور القادم لإمبراطورية أودينتيا.
علاوة على ذلك، لقد كانت هذه فرصة ممتازة للتخلص من ابنة أخيه المتكبرة والحصول على لقب الماركيز الذي كان يحلم به طوال حياته.
لقد كان هذا حلمًا لم يستطع حتى التحدث عنه أمام الآخرين، حيث أنه كان عالقًا بين أخيه الأكبر الذي يعتبر الوريث الشرعي وأخته الكبرى العبقرية والمتميزة، لكن جشعه الآن كبر بينما بدأ يعتقد أنه أصبح يستطيع أن يستولي بسهولة على منصب رب الأسرة إذا ما حصل على دعم شخص مرموق.
شخص مرموق مثل ولي عهد هذه الإمبراطورية.
بدت فرحة لا يُمكن إخفاؤها على وجه بيورن.
لقد كان يعتقد أن هذه هي نهايته، لكنه وجد فرصة ذهبية من حيث لا يحتسب وأعطته أملاً ليبدأ حياته من جديد.
لكن بيورن لم يكن يعلم أن ضحكة هوجو الداخلية كانت أكثر شراسة من ضحكته المليئة بالجشع.
* * *
كانت آنيت تلعب بفنجان الشاي الذي أصبح باردًا.
ربما لأن هذا كان هو اليوم السابق لمغادرتها إلى الفيلا، أصبح ذهنها أكثر انشغالاً بالأفكار المعقدة.
لقد كان لديها شعور متناقض بأنها ترغب في سماع ما يريد ثيودور قوله، ولكنها في الوقت ذاته لا ترغب في سماعه.
لقد كادت أن تُرسل له رسالة حتى تقول فيها أنها غيّرت رأيها ولن تذهب معه.
ومع ذلك، بعد الكثير من التردد، كان الاستنتاج الذي وصلت إليه آنيت هو العكس من ذلك تماماً.
لقد كان من الأفضل لها أن تُغادر إلى الفيلا على الفور.
وبفضل نزوة آنيت المفاجئة، بدأ الخدم يحزمون حقائبها على عجل بعد تلقي إشعار مفاجئ منها بأنها سوف تُغادر القصر اليوم.
على الرغم من أنهم أُمروا بحزم الحد الأدنى فقط من الأمتعة، إلا أنه كان من المستحيل على الخادمات المتحمسات الامتثال إلى هذا الأمر وقاموا بتكديس العديد من الحقائب التي يقولون أنها “ضرورية”.
بينما كانت آنيت تُراقب الأمتعة التي كانت تتراكم الواحدة فوق الأخرى بعيون مليئة بالملل، طرحت ليزا، التي كانت تحتسي الشاي معها، سؤالاً بحذر.
“ألن يكون من الأفضل أن أذهب معكِ؟”
“لا يمكننا مغادرة لايدر في نفس الوقت وترك مستشفى فافوريتين فارغاً. أنا أثق بأنكِ سوف تقومين بعمل ممتاز في الاعتناء بالمستشفى في غيابي، ولذلك أنا آسفة لأنني سوف أتركِ جميع المسؤوليات فوق ظهركِ يا ليزا.”
“لقد تلقيتُ معروفًا كبيراً منكِ يا صاحبة الجلالة. معروف لا أستطيع ردّه لكِ حتى لو خدمتكِ لبقية حياتي.”
لوّحت ليزا بيدها على وجه السرعة بينما كانت تبتسم ابتسامة لطيفة.
لقد كانت ليزا سعيدة دائمًا بقدرتها على العمل في المستشفى مرة أخرى.
كانت خدودها شاحبة بسبب عبء العمل وجدول أعمالها المزدحم، لكن عيناها كانتا أكثر إشراقاً من أي وقت مضى.
لقد اختفت الممرضة البائسة التي التقت بها آنيت لأول مرة في الفيلا وحلّ مكانها شخص مليء بالحماس ومختلف تماماً الآن.
عندما فكرت آنيت في الأمر قليلاً، أدركت أن علاقتها بليزا قد بدأت أيضًا في تلك الفيلا.
لقد كانت الفيلا مع أشجار الكرم خاصتها بداية لأشياء كثيرة في حياة آنيت في هذا العالم.
“أرجو منكِ أن ترتاحي جيدًا في طريقكِ إلى الفيلا.”
“سأحاول.”
أعطت آنيت إجابة غامضة.
على الرغم من أن هذه الرحلة قد تبدو ظاهرياً وكأنها إجازة للدوق الأكبر وزوجته، إلا أنها بالتأكيد لن تكون رحلة للاستجمام والراحة بالنسبة لآنيت.
تساءلت آنيت عما إذا كان بإمكانها أن ترتاح حقاً بينما لم تكن تعرف ما ينتظرها في نهاية الطريق.
“من فضلكِ أخبري إيما ما الذي تُحبّين تناوله، واطلبي منها طهي الكثير من الطعام اللذيذ لكِ. إذا كانت لا تعرف كيفية صنع الطبق الذي تريدينه، فتأكدي من أن تطلبي منها صنع يخنة لحم البقر لأنها تصنعها بشكل جيد للغاية. وحتى الحساء الذي تصنعه إيما لا تشوبه أي شائبة. واطلبي منها كذلك إحضار بعض الجبن من المزرعة مجاورة، لكن تناوليه دون كحول!!!”
أصبح تعبير ليزا، الذي كان مشرقاً عندما تذكرت مذاق طعام إيما اللذيذ، حازماً على الفور عندما تذكرت تمرد آنيت وعشقها لشرب النبيذ.
“لقد مرّ وقت طويل منذ آخر مرة رأيتُ فيها سيلفر، أتساءل ما إذا كان قد كبر في هذه الفترة.”
تظاهرت آنيت بعدم سماع كلمات ليزا الصارمة وغيّرت الموضوع على الفور.
لقد كانت ذاهبة إلى مزرعة عنب، فكيف تكون محرومة من شرب الكحول؟
لم تقل آنيت أبداً لـليزا بأنها لن تشرب الكحول هناك، وابتسمت بحماس عندما تذكرت براميل النبيذ المصنوعة من خشب البلوط والموجودة في القبو.
إذا لم تقل لها أنها لن تشرب، فلن تكون كذبة إذا شربت، أليس كذلك؟
“بالمناسبة، هل حدث أي شيء غير عادي في المستشفى هذه الأيام؟ ماذا عن جناح الأطفال؟”
“إن الأمور تسير بسلاسة كبيرة يا صاحبة الجلالة الدوقة الكبرى. لقد أحضرنا أسرّة جديدة للأطفال ورسمنا على الجدران صوراً جميلة سوف تنال إعجاب الصغار، كما أنه انخفض عدد الأطفال الذين يبكون بسبب خوفهم من غرفة المستشفى.”
“مجرد وجود أطفال من فئة عمرية متقاربة مجتمعين في غرفة واحدة يُعتبر أمرًا مريحًا بالنسبة لهم.”
عندما بدأت آنيت تتحدث عن جناح الأطفال في المستشفى لتشتيت انتباه ليزا عن الكحول، أشرقت تعابير ليزا بحماس.
“شكرًا لكِ على اهتمامكِ بهم يا ليزا، لكن يجب أن تحاولي الحصول على قسط من النوم أيضًا. أنا أعلم جيداً أنكِ تنتظرينني في الآونة الأخيرة حتى أنام ثم تعملين لساعات إضافية في المستشفى.”
“أعتقد أنني من يجب أن يقول هذا لكِ. لقد لاحظتُ في الآونة الأخيرة أنكِ لا تستطيعين النوم على الإطلاق دون تناول الحبوب المنومة.”
“حسنًا، هذا طبيعي لأنني أعاني من الأرق منذ بعض الوقت. لكن ماذا عنكِ يا ليزا؟ هل أنتِ سعيدة بالعمل في المستشفى؟ بما أنكِ تقولين أنه ليست هناك أي مشاكل في المستشفى، إذن لماذا تبدين قلقة دائماً وأشعر أنكِ غير سعيدة؟”
“في الحقيقة أنا ….”
بدا أنه كان لدى ليزا ما تقوله، لكنها أغلقت فمها على الفور.
لقد كان من طبيعتها عدم الكشف عن الأمور التي تُقلقها، ولكن كان من الواضح أنها كانت تعاني من شيء ما.
تفاجأت آنيت قليلاً بردّ ليزا الغريب على سؤالها العادي.
عندما قرأت ليزا ارتباك آنيت على وجهها بسبب إجابتها الغريبة، ابتسمت بلطف.
“أنا بخير. إنها ليست مشكلة متعلقة بالعمل على أي حال، إنها مسألة خاصة قليلاً.”
“إذا كان لديكِ أي مخاوف تُريدين مشاركتها مع أحدهم، من فضلكِ أخبريني بها يا ليزا. أنا أريد أن أقلق بشأن مشاكل الآخرين بدلاً من مشاكلي. أنا جادة.”
تحدثت آنيت بجدية صادقة.
في البداية، فكرت آنيت في تجاهل الأمر لأن رأسها كان معقدًا بالأفكار بالفعل، لكنها اعتقدت أنه سيكون من الأفضل لها أن يؤلمها رأسها بسبب مشاكل شخص آخر على أن يؤلمها بسبب مشاكلها.
مهما كانت مخاوف ليزا، شعرت آنيت أنها تستطيع العثور على حلّ أوضح لها من مشاكلها مع ثيودور.
“أنا بخير حقاً. أنا سعيدة جدًا لأنني عدتُ للعمل كممرضة في المستشفى مرة أخرى.”
“أنا لا أستطيع مساعدتكِ بما أنكِ ترفضين إخباري بما يحدث، لكن من فضلكِ تذكري شيئًا واحدًا …”
وضعت آنيت فنجان الشاي الذي كانت تلعب به على الطاولة وأمسكت يدي ليزا بلطف وتحدثت بجدية.
“أنتِ تذكرين أنني قد طلبتُ منكِ منذ فترة مراقبة ما يحدث داخل مستشفى فافوريتين وجمع المعلومات السياسية هناك، أليس كذلك؟ … انسي ذلك الأمر. ففي نهاية المطاف، سيكون من الأفضل للمؤسسات الطبية أن تحتفظ بطابعها النبيل بعيداً عن الصراعات السياسية. لذلك، لا بأس أن تعيشي كفرد من الطاقم الطبي دون القلق بشأن أي شيء آخر. لا يتوجب عليكِ سوى التفكير في المرضى فقط.”
“يا صاحبة السمو، أنا حقاً لا أعرف كيف أستطيع أن أشكركِ.”
اغرورقت عيون ليزا بالدموع.
لقد كان عيونها الحالية مختلفة تمامًا عن عيونها الخائفة والفضولية التي كانت تنظر بها إلى آنيت عندما التقت بها لأول مرة في الفيلا.
فجأة، عندما رأت آنيت موقف ليزا المُخالف للماضي، تبادر إلى ذهنها منظر أشجار الكرم التي قد تكون تغيًرت بدورها أيضًا مع توالي الفصول.
وقفت آنيت، التي حاولت أن تتخلص من المشهد الواضح الذي خطر على ذهنها فجأة لمزرعة الكرم، ورتّبت فستانها.
“إذن سوف أمضي في طريقي الآن.”
“لكنني أعتقد أن الخدم ما يزالون مشغولين بالاستعدادات للسفر؟”
“ليست هناك أي حاجة لمزيد من الاستعدادات. أريد منهم فقط أن يُخبروا الدوق الأكبر أنني قد غادرتُ إلى الفيلا أولاً.”
خرجت آنيت دون تردد ودخلت العربة غير المُجَهّزة.
تفاجأ السائق، الذي كان مشتتًا للحظة، عند ركوب آنيت المفاجئ ثم بدأ يستعد للمغادرة.
بغض النظر عن الأشياء التي سوف يُحاول ثيودور قولها أو الحقيقة التي سوف يُحاول الكشف عنها، فإن الجلوس بهدوء والانتظار في قصر شيرينجن كفتاة مطيعة لم يكن تصرفاً يُناسب مزاج آنيت أو شخصيتها المتمردة.
لم تكن آنيت تُريد أن تفقد زمام المبادرة في موقف كان كل ما تملكه فيه هو الضعف.
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────