سبب رغبة الشرير في امتلكِ - 81
──────────────────────────
🌷 الفصل الحادي والثمانون –
──────────────────────────
وفاة الكاردينال ديغريل.
لقد أراد ضحايا حادث كاتدرائية ريجينز أن يتولى أحد المسؤولية بعد وفاة ديغريل وأن يصرف لهم تعويضات مناسبة للأضرار التي نجمت عن تلك الحادثة، لكن الكاتدرائية تجاهلت طلباتهم ببساطة…
عندها توجهوا إلى شخص قوي مثل الكاتدرائية وقاموا بالاحتجاج أمام منزله، وكان ذلك الشخص هو آنيت.
ولذلك فإن إقامة الوقفة الاحتجاجية أمام قصر شيرينجن لم يكن احتجاجاً ضد آنيت ذات نفسها، بل كان أقرب إلى طلبهم منها محاربة الكنيسة نيابة عنهم أو تحمل مسؤوليتهم.
وكان زعيم المحتجين هو ابن الضحية المتوفى ويُدعى أدولف.
ربما كان من بين المتظاهرين بضع أقارب للضحايا، لكن معظمهم كانوا مجرد غرباء لا تربطهم أي علاقات بالحادث.
كان أدولف هو من قاد هذا الاحتجاج ظاهرياً، لكنه بالتأكيد لم يكن العقل المدبر.
وكان من الواضح أن هذه المطالبة بتحمل المسؤولية عن الحادث كانت مجرد ذريعة لإثارة المشاكل في العاصمة.
في مثل هذه الحالات، كان سبب التلاعب بالناس خلف الكواليس عادة لأغراض سياسية.
كان المتظاهرون في حالة من الفوضى، كما لو أنهم قد قاموا بهذا الاحتجاج بشكل متسرع دون تخطيط مسبق أو تدريب.
لم يعرفوا متى يجب أن يهتفوا بشعاراتهم، ولم تكن أصواتهم متناسقة، وكان أولئك الذين لا يعرفون القراءة يتكلمون بهراء لا علاقة له بالجمل المكتوبة على الاعتصامات التي كانوا يحملونها.
إذا كان هناك شخص ما لديه غرض سياسي وقد يستفيد من تحريض أشخاص يُمسكون بلافتات اعتصامية أمام قصر شيرينجن بينما لا يعرفون حتى كيف يكتبون كلمة “احتجاج” فسوف يكون هو …
“بعد كل شيء، لا بد من أن هوغو هو العقل المدبر.”
عضت آنيت شفتيها كما لو كانت ممتعضة من نطق اسم هوغو بفمها.
إذا أرادت عائلات الضحايا التحدث علناً بشكل فعال، كان ينبغي عليهم التوجه إلى ثيودور بدلاً من آنيت.
ومع ذلك، بما أنهم لم يمتلكوا الشجاعة للذهاب إلى قصر فلوريس، فقد استهدفوا آنيت التي اعتقدوا أنها هدف ضعيف وفريسة سهلة.
لقد كانت هذه حسابات غبية مفادها أن النبلاء يُعتبرون هدفاً أسهل من العائلة المالكة، وأنه يُمكن مهاجمة الماركيز بدلاً من الدوق الأكبر، وكذلك أن النساء هدف أسهل من الرجال.
نقرت آنيت على لسانها في امتعاض بسبب جُبنِهم، لكنها فَكّرت في أن الشخص الذي يستحق اللوم حقًا هو ولي العهد الذي كان يُراقب كل هذا من الخلف.
نظرت آنيت إلى سوار ميمينجن الذهبي الذي أرسله لها هوغو قبل بضعة أيام وألقته على المكتب.
ذلك السوار لم يكن الهدية الوحيدة التي أرسلها.
لقد كانت هذه الوقفة الاحتجاجية بمثابة تحذير من أنه سوف يقوم بتوجيه تهديدات فورية أخرى لها إذا لم تنضم إلى صفه قريباً وتُصبح عشيقته.
من الصعب أن يتخيل المرء أن ولي العهد كان هو العقل المدبر وراء المتظاهرين، لكن لولا ما حدث قبل بضعة أيام لما أدركت آنيت أن هذه الوقفة الاحتجاجية كانت بمثابة تحذير أيضًا.
شعرت آنيت بالصدمة، لكنها قررت أولاً محاولة إيجاد طريقة لحل هذا الموقف أمام منزلها.
ولأنها كانت تظن أن شؤون الحادث في كاتدرائية ريجينز سوف تنتهي بوفاة ديغريل، فقد كان من المستحيل أن تكون مستعدة مسبقًا لمثل هذا الموقف ولذلك لم تعرف ماذا يجب عليها أن تفعل.
ولهذا السبب أولاً، عليها الذهاب إلى البوابة الرئيسية حيث يتجمع المتظاهرون وإلقاء نظرة فاحصة على الوضع.
كتبت آنيت رسالة عاجلة واستعدت للخروج.
وبينما كانت تقوم بإعداد ملابسها، دخل كبير الخدم الغرفة.
“آه، لقد أتيتَ في الوقت المناسب. أرسل هذه إلى عائلة زيتليتز. يجب عليّ أن أخرج على الفور.”
“حسنًا، هذا … إن جلالة الدوق الأكبر هنا الآن.”
توقفت حركات آنيت المتسارعة عند ظهور اسم ثيودور من العدم.
كان من الواضح أنهم اتفقوا على عدم رؤية بعضهم البعض إلى حين وصولهم إلى الفيلا، فلماذا أتى فجأة إلى القصر؟
مهما كان السبب، كان من غير المريح أن يلتقوا على الفور في ظل هذه الظروف.
“أولاً، استقبله في غرفة المعيشة، ثم أخبره أنني سوف أستغرق بعض الوقت لمقابلته لأنني سوف أذهب للتحقق من الوضع في الخارج.”
“هـ – هذا … لقد قال لي سموه بأن أخبركِ بأنه سوف يذهب إلى مكان تجمع المتظاهرين، وليس القصر.”
“ماذا؟ لماذا ذهب سموه إلى هناك؟”
“يبدو أن جلالة الدوق الأكبر يعتزم حل هذه الاحتجاجات بنفسه. لقد أخبرني أيضًا بأن أخبركِ بأن لا تخرجي وأن لا تسمحي لأحد من القصر بالخروج إلى حين يتفرق جميع المتظاهرين، حيث أن هناك خطراً من أن يُصبح الاحتجاج متطرفًا وقد يتأذى أحدهم إذا كان بالخارج.”
رفعت آنيت اليد التي كانت تُرتّب فستانها إلى رأسها ودَعَكَت جبينها في انزعاج.
لقد كان ظهور ثيودور أكثر إزعاجًا لها من المتظاهرين أمام القصر.
* * *
“هل هذا حقاً الدوق الأكبر؟”
“هل جاء أحد أفراد العائلة المالكة إلى هنا؟ لم أخطط للوصول إلى هذا الحد، فماذا يجب عليّ أن أفعل الآن؟”
تهامس المتظاهرون من الرعب والتوتر.
لقد خفضوا صوتهم بطريقتهم الخاصة، لكنهم لم يستطيعوا إخفاء تفاجئهم.
لقد صدموا كثيراً عندما ظهر ثيودور فجأة بدلاً من آنيت.
“لقد جئتُ إلى هنا لأنني سمعتُ أن هناك ضجة في الطريق.”
على عكس الأشخاص الذين كانوا يهتفون بأصوات مترددة ولا يعرفون ماذا يفعلون، كان ثيودور يسير بينهم بثقة وهدوء.
ودون أن يُضطر ثيودور، الذي كان معروفاً باسم الشيطان بينهم، لفعل أي شيء، ارتعب المتظاهرون من نظرته الثاقبة والهادئة وفتحوا له الطريق ليمر.
“والآن بعد أن وصلتُ إلى هنا، دعونا نعرف ما الذي جمعكم معاً أمام منزل زوجتي. هل لديكم ما تقولونه لي؟ مهما كان ما تريدون قوله للدوقة الكبرى، أخبروني به دون تردد.”
هؤلاء الأشخاص، الذين لم يسبق لهم رؤية شخص نبيل عن قرب، ناهيك عن فرد من العائلة المالكة، أصبحوا مرتبكين وغير قادرين على التعامل مع أسئلة ثيودور الحازمة.
في ذلك الوقت، تَقدَّم أدولف خطوة إلى الأمام.
لقد كان أدولف رجلاً ذو مظهر عادي وواثق، لكن مع ذلك، فإن قبضة يده المضغوطة ومحاولة إخفائه لتوتره كانت ملحوظة قليلاً لأعين المتظاهرين.
“لقد فقدتُ والدي بسبب مشروع بناء كاتدرائية ريجينز. وهناك أشخاص هنا قد فقدوا أذرعهم أو أرجلهم أثناء ذلك. لكن رغم هذا، لا تقول الكاتدرائية سوى أنه بما أن الكاردينال ديغريل قد مات، فلا يوجد أحد يمكن إلقاء اللوم عليه أو يُمكنه تحمل مسؤوليتنا وتعويضنا عن الأضرار التي لحقت بنا. كيف يمكننا الآن التنفيس عن مشاعرنا البائسة أمام هذا الظلم الذي نتعرض له وكيف يُمكننا تجاوز الموت غير العادل لوالدي؟”
“هل أنتم هنا لمناشدة الدوقة الكبرى بمساعدتكم؟”
“نحن نود أن نقابل الماركيزة شيرينجن لأننا سمعنا أنها قد شاركت في بناء الكاتدرائية. إذا لم يكن هذا صحيحاً، يمكنها إنكار ذلك ببساطة وسوف نرحل على الفور. لكن إذا كان هذا صحيحًا وكانت من بين الأشخاص الذين شاركوا في تشييد تلك الكاتدرائية، ألا يجب أن تتحمل صاحبة الجلالة الدوقة الكبرى بعض المسؤولية وتصرف لنا تعويضات مناسبة؟”
“أنا سوف أتحمل كامل المسؤولية، لذا اتركوا الماركيزة خارج الموضوع. أنا أعرف ما الذي تشعر به جيداً حيث أنني قد فقدتُ والدي أيضًا وتجرعتُ مرارة الفقد والحرمان، لذلك سوف أقدم لك ولجميع الضحايا أي مساعدة ممكنة من طرفي. رغم أنني لستُ متأكدًا تماماً من أن هذا قد يُساعدكم على تجاوز ألم فقدان شخص عزيز، لكنني لن أتهاون وسأقوم بكل ما في جهدي لضمان راحتكم وتخفيف معاناتكم بعد تلك الحادثة.”
بالطبع، لم يشعر ثيودور بالحزن أبدًا عندما توفي والده، لكن هذا لم يكن مهمًا.
وقال أدولف أيضًا أن وفاة والده كانت غير عادلة، لكن في الواقع، كانت علاقتهما سيئة للغاية لدرجة أنه كان سعيدًا عندما سمع بوفاة والده.
لقد هرب والده من المنزل وترك الكثير من الديون خلفه وأصبح متشرداً في الشارع بلا مأوى.
لقد شعر أدولف بالارتياح من موت والده لأنه هكذا لن يزيد من ديونه أكثر.
وبما أن إحساس ثيودور بالخسارة والبؤس كان مجرد أكاذيب أيضًا، لم يُكلِّف أحد نفسه عناء التساؤل عما إذا كان حداد أي واحد منهما على والده حقيقيًا أم لا.
عندما قام أدولف بالمبادرة، اشتكى الناس المتجمعون في موقع الاحتجاج واحدًا تلو الآخر من الظلم الذي تعرضوا له.
كان هناك العديد من المحتجين الذين تعرضوا إلى الحوادث في ريجينز، لكن كان هناك بعض الأشخاص الذي شاركوا في الاحتجاج دون أن تكون لديهم علاقة بحادث الكاتدرائية، لذلك بدؤوا يروون قصصًا لا علاقة لها بالحادث.
إن شعورهم العظيم بأنهم كانوا يتحدثون إلى أحد أفراد العائلة المالكة جعلهم يفتحون فمهم دون توقف.
استمع ثيودور إلى قصصهم بأكملها بغض النظر عما إذا كانت متعلقة بالحادث أم لا.
لقد كان لديه موقف لا مبالٍ لا يمكن وصفه بالاستماع، لكنه رغم ذلك وقف هناك واستمع إلى جميع القصص العشوائية بوقفة واثقة ومتعجرفة.
لم يغضب ثيودور من ثرثرة الناس ولا من كلامهم الكثير، كما أنه لم يوقفهم في منتصف الحديث ولم يطلب منهم الاختصار أو الانصراف.
“سوف يتم علاج جميع المصابين مجانًا في مستشفى فافوريتين. حتى لو لم تكن إصابتهم قد وقعت في حادث كاتدرائية ريجينز، فقد أنشأت الدوقة الكبرى العديد من الطرق لتلقي العلاج المجاني، لذا أرجو منكم الذهاب إلى هناك والحصول على التوجيه.”
حتى أنه اقترح عليهم حلاً معقولاً.
ابتهج أولئك الذين أتيحت لهم الفرصة بشكل غير متوقع لتلقي علاج مجاني في المستشفى وشعروا بسعادة غامرة، لذلك أصبح الجو العام بين المتظاهرين في موقع الاحتجاج مختلفاً تماماً عما كان متوقعًا.
الأشخاص الذين تفرقوا لتجنب ثيودور في البداية تجمعوا معًا تدريجيًا وبدؤوا في الاقتراب منه، مما خلق جوًا صاخبًا بمعنى مختلف عما كان عليه أول الأمر.
أصبح أدولف، الذي كان يراقب فقط دون أن يفتح فمه، قلقًا للغاية.
لم يكن يعرف شيئًا عن الأشخاص الآخرين، لكنه كان يقود هذا الاحتجاج بناءً على أوامر هوغو.
بناءً على أوامر هوغو، أقام أدولف احتجاجاً لمضايقة آنيت شيرينجن، لكن المتظاهرين الذين كان من المفترض أن يُقاتلوا معه بدؤوا يستجيبون بشكل إيجابي لثيودور.
لم يكن لدى أدولف الذكاء الكافي للرد بمرونة على هذا الموقف الذي كان مختلفاً عن السيناريو الذي رسمه هوغو له.
علاوة على ذلك، فقد زاد صخب الجو بسبب العربة التي وصلت في ذلك الوقت تقريبًا.
ظهرت العربة التي أعدّها ثيودور وهي تحمل كمية هائلة من الطعام، بما في ذلك الخبز الطازج.
بالنسبة لأولئك الذين كانوا يتناولون فقط خبز الشعير الجاف طوال حياتهم، كانت رائحة الخبز الطازج والزبدة السائحة محفزة للغاية.
“أعتقد أنكم لم تتناولوا الطعام بشكل صحيح لأنكم كنتم في حداد على الضحية المتوفاة، لذلك فكرتُ في إعداد بعض الطعام لكم.”
“هل تُحاول إغرائنا بالطعام أو شيء من هذا القبيل؟ نحن لن نخطو خطوة واحدة للخلف إلى حين أن نسمع توضيحًا من صاحبة الجلالة الدوقة الكبرى.”
قام أدولف بسد الفجوة بين العربة والناس على وجه السرعة.
عندما رأى البعض موقفه العدائي، عادوا إلى رشدهم وتذكروا سبب اجتماعهم هنا.
هم لن يحصلوا على التعويض الذي يريدونه إلا إذا أصبحت الاحتجاجات أكثر حدة، لكن ما كان أمامهم الآن كان طعامًا ثمينًا وباهض الثمن للغاية بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في الشارع أو يعملون في مواقع البناء.
“حسنًا، أنا لا أعرف. المهم أنني جائع الآن.”
وبينما كانوا ينظرون إلى بعضهم البعض في حيرة، التقط أحدهم الخبز وكسره إلى نصفين.
ومع ظهور الزبدة السائحة وانتشار رائحتها في المكان عبر الخبز الطازج والساخن، توجه الجميع في النهاية إلى عربة الطعام.
في المقام الأول، كان هذا احتجاجًا تم فيه دفع أموال لأشخاص لا يقربون للضحايا بشيء من أجل ملء الحشد والظهور بأعداد كبيرة.
أغلبهم لم يكن لديه الإيمان أو الولاء الكافي للتخلي عن الطعام الذي يُعرض أمامه من أجل الاحتجاج.
فقط أدولف وعدد قليل من المتظاهرين نظروا حولهم في حالة من اليأس بينما امتنعوا عن التوجه إلى عربة الطعام.
“لا يمكنكَ فعل هذا بنا يا جلالة الدوق الأكبر! إذا كنتَ تعرف ما هو شعور فقدان أحد الوالدين، فلا يمكنك رشوة شخص ما بقطعة من الخبز.”
“لكنني لا أرشوكم. بل العكس من ذلك، أنا أريد أن أنضم إلى احتجاجكم.”
“هل تريد أن تنضم إلى الاحتجاج؟”
“نعم، أنتم سوف تفعلون ما بوسعكم حتى يُرفع الظلم وتحصلوا على حقوقكم. في هذه الأثناء، سأتأكد من أنكم لن تشعروا بالجوع أمام منزل زوجتي.”
بالطبع كان الجميع يعتقد أن ثيودور سوف يأمرهم بإيقاف الاحتجاج، لكنه قال العكس من ذلك تماماً.
من بين عامة الناس في موقع الاحتجاج، لم يكن هناك أحد يستطيع قراءة المعنى الحقيقي وراء الكلمات التي خرجت من فم ثيودور.
وكان الأمر نفسه بالنسبة لأدولف.
لم يكن يعرف كيف كانت تسير الأمور بالضبط، لكن قبل كل شيء، تذكر أدولف المبدأ التوجيهي الذي ينص على البكاء والدخول في نوبة غضب عندما لا تسير الأمور على ما يرام.
عصر أدولف عينيه على وجه السرعة ليخرج الدموع.
لكن الدموع خانته وتجمعت في عينيه فقط دون أن تتدفق على خديه.
عندما رفع يده ليمسح دموعه التي جعلت رؤيته ضبابية، قام شخص ما بتقديم منديل أنيق لـأدولف.
“اِمسح دموعك. إذا كان لديك أي شيء تريد قوله، فسوف أستمع إليك.”
استطاع أدولف رؤية يد رقيقة وناعمة أولاً بدلاً من المنديل الأنيق.
عندما سمع الصوت الأنثوي الحنون والواضح، تجمعت دموع صادقة في عينيه دون أن يضطر حتى إلى ضغط عينيه بالمنديل.
لقد كانت آنيت تبتسم بلطف.
أخذ أدولف المنديل كما لو كان ممسوسًا ووضعه على صدره، لكنه عاد بعد ذلك إلى رشده عندما أدرك أنها كانت الدوقة الكبرى.
“لقد خرجتُ متأخرة لأنني اضطررتُ إلى إعداد وجبات خفيفة لكم، لكنني سعيدة لأنكم قد تناولتم طعامًا جيدًا بالفعل. لكنكم ما زلتم بحاجة إلى شيء للشرب، أليس كذلك؟”
جلب الخدم الذين جاءوا مع آنيت الماء والحليب والعصير والبيرة والنبيذ.
كما أمرت آنيت، تم وضع النبيذ في دلو وتُركت الرائحة لتنتشر.
لذلك، أولئك الذين لم يتأثروا برائحة الزبدة والخبز اشتموا رائحة العنب المُعَتَّق ولمعت عيونهم.
كان النبيذ، عكس البيرة، عنصرًا فاخرًا لا يستطيع عامة الناس حتى لمحه من بعيد ناهيك عن رؤيته وجهاً لوجه.
“هذا هو النبيذ الذي شرب منه صاحب السمو الملكي ولي العهد في الحفل الخيري.”
عندما سمع الناس كلمة “ولي العهد”، تحركت يدهم دون تردد نحو الطعام.
لقد عرضت آنيت على الأشخاص الذين يسرقون بقايا الطعام من حفلات النبلاء، والتي تُرمى في النفايات، الآن شرب النبيذ الذي شرب منه ولي العهد.
لقد كان هذا إغراءً لم يستطيعوا مقاومته.
“أنا سعيدة لأن المشروبات ناسبت أذواقكم. لدي شيء لأقوله لزوجي للحظة، لذا أرجوا من الجميع أن لا يترددوا في روي عطشهم وأخذ كل ما يرغبون فيه من المشروبات المعروضة.”
ابتسمت آنيت بشكل مشرق ثم نظرت الى ثيودور.
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────