سبب رغبة الشرير في امتلكِ - 79
──────────────────────────
🌷 الفصل التاسع والسبعون –
──────────────────────────
قبل أن يعرفا ذلك، وصل الاثنان إلى الساحة التي تقع فيها نافورة جزيرة حورية البحر.
عندما وصل ثيودور إلى وجهتهما، بدأ في النظر حوله في حذر كما العادة.
لقد فعل ذلك لمعرفة ما إذا كان هناك أي شخص قد تَعَرَّف على هويتهما أو ما إذا كانت هناك مساحة قريبة يمكن أن يظهر فيها العدو ويهاجمهما بغتة.
ولحسن الحظ، كان الجو هادئًا وشبه مهجور في المدينة الباردة ليلاً، وبما أن كلاهما كانا يرتديان ملابس عادية، لم يتعرف عليهما أحد.
“في كل مرة أمرّ فيها من هذه المنطقة أثناء تواجدي في العربة، كنتُ أتمنى الجلوس على الدرجات المجاورة للنافورة وأنا وحدي في هذه الساحة، ولكنني أعتقد أنك لم تكن لتسمح لي بذلك لدواعي أمنية، صحيح؟”
“أنتِ تعرفين بالفعل أنكِ قد تكونين في خطر لكنكِ رغم ذلك قمتِ بالقفز من النافذة وأحضرتني إلى هنا؟”
“أنا أتواجد معكَ الآن يا صاحب السمو، لذلك فأنا بأمان. وأنتَ أيضًا تحمل مسدسًا في جيبكَ، لذلك لا داعي للقلق.”
يبدو أن آنيت قد لاحظت بأن ثيودور كان يسمح لها بمعانقة ذراعه اليسرى بينما كان يبقي يده اليمنى قريبة من مسدسه على خصره.
“أنتِ الوحيدة التي تُعاملني مثل كلب حراسة.”
“بل أنا أعاملكَ مثل حارسي الشخصي.”
“هل يجب أن أشكركِ على معاملتي كإنسان؟”
“بل ستكون محظوظاً إذا عاملتكَ مثل الكلاب فهي ظريفة.”
“ألم تقولي بأنكِ لا ترغبين في أن نتشاجر الليلة؟”
كان ثيودور على وشك أن يسألها عمّا أذا كانت تُعامله مثل الكلب الآن أم لا، لكن آنيت ركضت نحو النافورة غير آبهة بكلماته.
“بالمناسبة، هل تذكر تمثال حورية البحر الأصلي؟ لقد كسرته تاتيانا.”
“ماذا؟”
تساءل ثيودور عمّا إذا كانت آنيت تمزح، ولكن بدا كلامها وكأنه حقيقة.
عندما تم نقل تاتيانا إلى مصحة إليسيا، كان المرض الذي تم تشخيصها به هو العنف والهستيريا …
وكانت جريمتها هي التخريب.
“أعتقد أنه قد تم القبض عليها أثناء محاولة هروبها لأن والدها كان مديناً لشخص ما وحاول إجبارها على الزواج من رجل عجوز ذو بطن كبير كان قد باعاها له. لقد تَعَرَّضت للضرب والسجن في غرفتها حتى يوم الزفاف، لكنها شعرت فجأة بالظلم الشديد لدرجة أنها هربت من القصر وحطمت التمثال بعد شعورها برغبة في تحطيم شيء ما تعبيراً عن غضبها الشديد. إنها صديقة مرحة، أليس كذلك؟”
وبطبيعة الحال، لم يكن معروفاً للعامة أنها هي من ارتكبت ذلك.
وذلك لأن عائلة تاتيانا، خوفًا من اكتشاف الأمر، أرسلتها إلى مصحة إليسيا لإسكاتها.
لم يكن من الممكن أن تكون تاتيانا، المحبوسة ظلماً في غرفة بمستشفى للأمراض العقلية بهذه الطريقة، عاقلة أو هادئة.
لقد كانت تبكي كل ليلة وتصرخ ببراءتها بيأس، لكن لم يستمع لها أحد.
فقط آنيت هي التي استمعت إلى قصتها المحاصرة في صرخاتها.
“هل تعرف هذه المرأة تاتيانا من أنتِ حقاً؟”
“لا، هي تعرف فقط أنني كنتُ أقول الهراء لأسخر من الأطباء بما أنني كنتُ محبطة وأشعر بالملل. لم أستطع أن أخبر تاتيانا بأي شيء لأنها من النوع الذي سوف يُصدِّق كل ما أقوله لها بالحرف.”
بعد أن روت قصة تاتيانا، وضعت آنيت يظها على فوهة الماء المتدفق من النافورة وسمحت له بالتدفق إلى أعلى والدخول إلى فمها.
“أنتِ …!!!”
حاول ثيودور إيقاف آنيت، لكنها كانت قد بدأت تشرب الماء بالفعل.
كانت النافورة على شكل قارب في وسط جزيرة لحوريات البحر، وكان بها أربعة فتحات لمياه الشرب.
اعتمادًا على مكانة الشخص، من الأعلى مرتبة إلى الأدنى مرتبة، كانت هناك فوهات للشرب للعائلة المالكة والنبلاء ثم رجال الدين وفي الأخير العامة والحيوانات.
نظرًا لأن العائلة المالكة أو النبلاء لم يكونوا ليشربوا الماء في الشارع أبداً، فقد كان مسموحاً باستخدام الفوهتين في الغالب من طرف الجميع.
ومع ذلك، شربت آنيت الماء من فوهة الشرب التي كان يستخدمها عامة الناس والحيوانات.
“أنا أعرف أي نوع من فوهات الشرب هو هذا. أنا شربتُ هذا الماء عن قصد لأن هذا هو مكاني.”
“يجب عليكِ على الأقل أن تشربي من مكان النبلاء.”
هزت آنيت رأسها بحزم.
“إن التظاهر بأنني دوقة كبرى مزيفة لا يجعلني آنيت شيرينجن الحقيقية. في الحقيقة، أنا لستُ نبيلة ولا عضوة في العائلة المالكة، لذلك هذا هو مكاني. ربما يكون هناك حتى.”
أشارت آنيت إلى أدنى حفرة كانت تشرب منها الخيول والحيوانات المتشردة.
“هل سوف تستمرين في التكلم بهذه الكلمات المستفزة بينما تقولين أنكِ لا تريدين الشجار الليلة؟”
“ربما أريد أن نتفق مع بعضنا البعض الليلة فقط، ولكن ما الفائدة من خداع أنفسنا؟ سوف تُصبح الأمور صعبة فقط بالنسبة لنا عندما ننشئ ذكريات جميلة.”
“لماذا حتى تكون الأمور صعبة؟”
“لأنني لا أريد أن أشتاق إليكَ. لأننا مجبوران على أن نعيش في مكان حيث لا يمكننا حتى رؤية قبور بعضنا البعض.”
“لماذا بحق خالق السماء تُريدين العودة إلى عالمكِ بكل هذا اليأس؟ إذا كنتِ لا تحبين عالمكِ كثيرًا، فيمكنكِ التمسك بهذا العالم والعيش هنا.”
لم يستطع ثيودور أن يتحمل إضافة عبارة [بجانبي].
“لماذا حتى تعودين إلى عالم كنتِ تكرهينه بشدة لدرجة أنكِ أردتِ الموت؟”
حتى في الظلام، استطاع ثيودور أن يرى بأن جسد آنيت قد تجمد من الصدمة.
كما كانت عيناها تهتزان بقوة.
“كيف عرفتَ بهذا؟ كنتُ أتمنى أن لا تعرف أبداً.”
ابتسمت آنيت بمرارة لفترة وجيزة وغطت وجهها بكلتا يديها، كما لو كانت تشعر بالعجز.
“منذ متى وأنتَ تعلم أنني كنتُ أكره حياتي في عالمي وأنني كنتُ أريد الموت؟”
شعر ثيودور وكأن الهواء من حوله قد بدأ يبرد فجأة.
“هل أخبرتك آنيت شيرينجن بذلك أيضًا؟ أم أنك قابلتَ تلك الغجرية؟”
ابتلع صوت تدفق ماء النافورة خلفها صوتها الهادئ.
أصبحت عيناها الخضراء الفاتحة غائمة وملأتها ذكريات ماضيها المؤلمة.
انتشرت المعاناة التي أدّت بآنيت إلى التفكير في الموت في عالمها على وجهها.
“كيف عرفتَ؟ أخبرني.”
“هناك ثلاثة شروط لكي يدخل كائن من خارج الكتاب إلى عالم الكتاب. أخبرتني آنيت شيرينجن عن شرطين فقط. أما الشرط الثالث… فقد أخبرتني الغجرية أنه هو رغبتكِ بالموت.”
قالت آنيت شيرينجن، التي زارت ثيودور في أرض الصيد، أنه من أجل أن يتم الاستحواذ على جسدها من طرف كائن من خارج هذا العالم، فإنها تحتاج إلى أن تجعل جسدها يقبل روحًا جديدة، وأن هذا هو الثمن الأول الذي سوف تدفعه هي.
ثم طلبت من ثيودور أن يدفع ثمناً آخر كشرط ثانٍ.
“إذن ماذا عن الشرك الثالث؟”
“إنه الثمن الذي سيدفعه الشخص الذي سوف يدخل هذا الجسد.”
لم تقل آنيت شيرينجن المزيد واكتفت عند هذا القدر.
لكن عندما التقى ثيودور بالغجرية، استطاع معرفة ماهية الشرط الثالث للتناسخ.
الشيء الثالث الذي كانوا بحاجة له هو وجود كائن خارج الكتاب يريد الدخول إلى عالم الكتاب.
مهما كان نوع رغبته، سواء كانت يأساً من الحياة أو شغفًا بعالم الكتاب، فلا بأس بذلك ما دامت تلك رغبته الخاصة، لذلك فإن الروح التي سوف تدخل جسد آنيت شيرينجن كانت روحاً تريد الذهاب إلى مكان آخر غير عالمها.
وكان هذا هو الشرط الأخير في استدعاء آنيت الحالية.
الشرط الأخير لتجسد آنيت كان هو إرادتها الخاصة في ذلك.
لكن هذه الإرادة لم تكن إرادة العيش بعالم فانتازي ساحر، بل إرادة الموت والتخلص من معاناة عالمها القاسي.
حتى لو كانت تلك الرغبة مجرد فكرة عشوائية خطرت ببالها في لحظة ضعف، إلا أن التجسد سوف يتم على أي حال بما أنه يُعتبر قرارها الخاص.
عندما سمع ثيودور تلك الكلمات من الغجرية، لم يُصدِّقها في بادئ الأمر.
لم يستطع ثيودور الاقتناع بأن آنيت التي يعرفها، والتي كانت مهووسة بالحياة أكثر من أي شخص آخر، كانت تريد الموت في عالمها.
ومع ذلك، عندما فكّر في الأمر، خطر بباله أنه ربما كانت آنيت تتعلق بالحياة أكثر من أي شيء آخر لأنها شعرت بالندم بعد أن تخلّت عن الحياة التي كانت تعيشها ذات مرة في الماضي.
“لقد حدث ذلك لمرة واحدة فقط في حياتي.”
عندما نظرت آنيت إلى الوراء، لم تكن فكرة الموت التي خطرت ببالها بتلك الجدية حتى.
لم تكن تعرف حتى لماذا كانت تفكر في الموت بسبب شيء سخيف كذلك الذي حدث معها.
ومع ذلك، فإن رغبة المرء بالموت لا تتطلب حافزًا كبيرًا كما اعتقدت، كل ما يتطلبه الأمر هو لحظة ضعف واحدة.
لقد كانت هذه حقيقة لم تكن تعرفها حتى جاءت تلك اللحظة …
“في ذلك اليوم المشؤوم الذي أتيتُ فيه إلى هذا العالم، كنتُ قد التقيت منذ فترة قصيرة ببعض أصدقائي القدامى … لقد كانت تلك هي المرة الأولى التي نلتقي فيها بعد سنوات طويلة منذ اعتزالي الباليه.”
تلقّت ‘آنيت’ دعوة زفاف من حبيبها السابق وبقيت تفكر فيما إذا كان يجب عليها أن تذهب أم لا حتى وصل التاريخ المكتوب على الدعوة.
“هل يجب عليّ أن أذهب حقاً؟”
وبينما كان جميع أصدقائها يُحققون نجاحاً باهراً في مجال الباليه، أصبحت ‘آنيت’ موظفة عادية في إحدى الشركات بعد التحاقها بجامعة أجنبية وحصولها على شهادة جامعية.
لقد كان ذلك لأنها لم تعد تستطيع الوقوف على المسرح بسبب إصابتها في ساقها.
في وقت ما، كانت ‘آنيت’ الموهوبة العبقرية الأكثر شهرة بين صفوف راقصي الباليه والجماهير على حد سواء.
لقد كان هناك وقت تمكنت فيه ‘آنيت’ من الوقوف بشكل مستقيم على أصابع قدميها أفضل من أي راقص آخر في تاريخ الأكاديمية، ولكن بسبب إصابة واحدة فقط، حُرمت من الوقوف على المسرح مرة أخرى.
لقد نزلت من المسرح لأنه قيل لها بأنها سوف تُصاب بالشلل إذا ما استمرت في عنادها ذاك ولم تتخلى عن حلمها في أن تصبح راقصة باليه.
إلا أن ما خسرته عندما اعتزلت المسرح لم يكن الباليه ولا ساقيها، بل خسرت نفسها ورغبتها في الحياة …
لكنها رغم ذلك كانت أجبن من أن تُقدم على الانتحار، لذلك ثابرت وعاشت حياة طبيعية مثل باقي الناس.
اعتقدت ‘آنيت’ أنها قد أصبحت بخير وأنها قد تأقلمت مع نمط حياتها الجديد، ولذلك نست أو تناست موضوع الانتحار ومضت قدماً في حياتها الجديدة، لكنها في أحد الأيام سمعت أن حبيبها السابق الذي كان شريكها في الآداء على المسرح سوف يتزوج …
لذلك ذهبت ‘آنيت’ في ذلك اليوم إلى قاعة الاحتفال مبتسمة بقوة أكبر مما كانت عليه أثناء تدريبها الشاق على الوقوف على رؤوس أصابعها عندما كانت طفلة مبتدئة، لكن قوتها تلك بدأت بالتشقق عندما وجدت أن جميع الأشخاص الذين التقت بهم هناك كانوا أصدقاء قدامى ما يزالون في عالم الباليه عكسها، وأنها كانت الشخص الغريب والدخيل الوحيد هناك.
وعلى منصة الزفاف …
وقف حبيبها السابق الذي كان يُشاركها أدوار البطولة على المسرح.
ورغم أن ما كان بينهما كان مجرد انجذاب عابر لا يمكن حتى وصفه بالحب، إلا أنه كان ما يزال رجلاً أخبرها ذات يوم أنه يحبها أكثر من أي شيء في هذا العالم وأنه لن يتخلى عنها أبداً.
لكن رغم كل ما حدث بينهما في الماضي فقد كان يُمسك الآن بيد حبيبته والتي كانت صديقتها التي أصبحت تلعب دور الشخصية الرئيسية في العروض المسرحية بعد اعتزال ‘آنيت’ من منصبها كراقصة أساسية.
ربما كانت ‘آنيت’ سوف تُصبح أقل بؤسًا لو أن حبيبها السابق قد اختار فتاة أخرى غير صديقتها …
لو كان الأمر كذلك، فلربما اعتبرت أن ذلك يعني أنها كانت شخصاً ذا قيمة بالنسبة لأصدقائها، وأنها لم تكن مجرد شيء يُمكن أن يُرمى ويُستبدل ويُنسى بسهولة وكأنما لم يكن له وجود في هذا العالم من قبل.
لقد شعرت في تلك اللحظة أن مهنتها، حلمها، أصدقاءها، حبيبها وحتى حياتها قد سُرقت منها بسبب إصابة غبية في ساقها.
لكن بما أنهما كانا قد انفصلا بشكل ودّي وباتفاق متبادل بينهما بعد اعتزال ‘آنيت’، لم تكن هناك من طريقة لسؤاله عن سبب اختياره مواعدة صديقتها من بين جميع الفتيات في هذا العالم.
كما أنه عندما قامت ‘آنيت’ بالتفكير في السبب الذي جعل صديقتها تقبل مواعدة حبيبها السابق دون تحفظ، اعتقدت أنها ربما قد اختارته لأنه سيكون هو الشخص الذي يمكنه الوقوف معها على المسرح ودعم مسارها الفني وزيادة شهرتها وسط صفوف الجماهير.
ورغم أن التفسير كان معقولاً، إلا أن فكرة الموت خطرت على بال ‘آنيت’ فجأة بشكل غير معقول.
في اللحظة التي فكرت فيها في أنها تريد الموت والاختفاء من هذا المكان الذي استمر بالمضي قدماً وكأنها لم تكن توجد به يوماً أبداً والذهاب إلى عالم آخر – عالم رواية ما ربما مثل ذلك الذي كانت تقرأ عنه في الروايات والمانهوات – انتهى بها الأمر بالاستيقاظ في مكان مختلف حقًا بعد رمشة عين واحدة.
“اعتقدتُ أنني كنتُ أكره حياتي كثيرًا، لكن هذا الشعور لم يدم طويلاً. عندما أصبحتُ في جسد مختلف عن جسدي، أدركتُ كم أن حياتي كانت ثمينة. عندما سُلِبتُ قسراً من جسدي وحياتي وخطفتُ إلى عالم ليس بعالمي وسط أشخاص لا أعني لهم أي شي، أصبحتُ أريد أن أعيش حياتي في العالم الذي أنتمي له بكل لحظة فيها حتى لو كانت صعبة وشاقة. لذلك يجب أن أعود إلى عالمي وأستمر في عيش حياتي حتى لو لم أكن راضية عنها. هي حياتي ‘أنا’ بعد كل شيء، حياة تخصني ‘أنا’ فقط ولا أحد غيري، لذلك لن أتخلى عنها مهما كان الثمن.”
بكت آنيت بصمت.
“منذ أن دخلتُ هذا المكان وأنا ألقي باللوم على الآخرين فقط، ولكن في النهاية، أنا من جلبتُ هذا الوضع على نفسي. لكن حسب ما قلتَه قبل قليل … إذا كان الشرط الأول هو الجسد والثالث هو الروح، فما هو الشرط الثاني الذي عليكَ أن تدفعه أنتَ؟”
“لا أريد أن أتحدث عن هذا الموضوع الآن. إذا كنتِ تريدين أن تسمعي جوابي، عودي إلى قصر فلوريس معي.”
هزت آنيت رأسها بضعف.
لقد كانت ما تزال عنيدة حتى النهاية.
“لقد أحضرتكَ معي إلى هنا لنستطيع إنهاء الأمور بيننا مرة واحدة وإلى الأبد.”
لقد كان يعرف هذا.
لقد كان لدى ثيودور حدس قوي أنها قد أحضرته إلى هنا لرسم خط قاطع بينهما.
نظرًا لأنها كانت تتصرف بودّ وأريحية معه، اعتقد ثيودور أنها كانت تُحاول استرضاءه فقط وإنهاء العلاقة بينهما بعدها.
“إذا كنتِ لا تحبين قصر فلوريس، تعالي معي إلى الفيلا. وحتى لو أردتِ إنهاء كل شيء بيننا، فلن أقبل بإنهائه إلا هناك. بالطبع، نحن ليس بيننا أي شيء في الأساس لذا لا أعرف ما الذي تريدين إنهاءه بالضبط، لكن دعينا نفكر في ذلك بعد أن نذهب إلى الفيلا معاً.”
“لا، أنا ….”
“ثلاثة أيام فقط. اِقضي معي ثلاثة أيام. دعينا نذهب إلى الفيلا وسوف أخبركِ هناك بكل ما أعرفه، وكل ما تريدين معرفته.”
“…….”
اهتزت عيون آنيت بقوة.
لقد كانت تُخطط لتوديع مثالي الليلة، لكن ثيودور عرض عليها شيئًا غير متوقع، لذا فوجئت بكلامه للغاية.
وكان ارتباكها وتفاجؤها واضحين لثيودور.
لذلك، كان على ثيودور محاولة إقناع آنيت أكثر.
كان لديه شعور قوي بأنه إذا لم يتمكن من التمسك بها هذه المرة، فسوف تُغادره إلى الأبد.
فتحت آنيت فمها مرة أخرى بعد صمت طويل.
“هل أنتَ متأكد من أنها ثلاثة أيام فقط؟”
“أجل.”
خطط ثيودور للذهاب إلى الفيلا وإخبار آنيت كل شيء عن مشاعره.
لا تتركيني خلفكِ، وأنا لن أترككِ بمفردكِ.
‘دعينا نصنع تلك الذكريات اللعينة معاً.’
إذا كانت الأمور سوف تُصبح صعبة بالنسبة لها ولذلك لم تكن تُريد أن أن تتذكره وتشتاق له بعد العودة إلى عالمها، فقد كان ثيودور يُخطط لجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لها.
“دعني أسألكَ شيئًا واحدًا فقط. هل هناك أي طريقة تسمح لي بالعودة إلى عالمي؟”
ارتجفت يدي آنيت قليلاً.
لكن عندما فتح ثيودور فمه للإجابة …
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────