سبب رغبة الشرير في امتلكِ - 73
──────────────────────────
🌷 الفصل الثالث والسبعون –
──────────────────────────
التقطت كاسيليا الورقة التي عليها الختم الإمبراطوري.
أدار إرنست عينيه في حيرة، بينما لم تُفوّت كاسيليا الفرصة وبدأت في هجومها على الفور.
“هذه هي. إنها الدليل على أن شيرينجن أصبح عليهم أن يدفعوا غرامة غير مسبوقة بسبب استهتاركِ. حتى أنكِ قمتِ بإهانة شعار العائلة الإمبراطورية عبر الإضرار بالختم الإمبراطوري. هل لديكِ سبب آخر ليتم كرهكِ من طرف العائلة الإمبراطورية؟”
نقرت كاسيليا على لسانها وانتقدت آنيت.
حاولت آنيت الحفاظ على رباطة جأشها في مواجهة هذا الموقف الذي كانت تتعرض فيه للتوبيخ العلني.
“سوف أناقش الأمر مع الشخص المسؤول عن التمويل للتأكد من عدم وجود مشكلة في دفع التعويض.”
“التعويض ليس هو المشكلة. يجب أن تعرفي أن المشكلة الحقيقية هي تدمّر الثقة والسمعة التي بنتها عائلة شيرينجن مع العملاء حتى الآن. إذا لم تفكّر ربة الأسرة بمثل هذا المنطق البسيط، فبماذا سوف يفكر الأشخاص الوضيعون؟”
كان الزجاج هو رمز عائلة شيرينجن، لذلك إذا اهتز هذا الأساس، سيكون لذلك تأثير سيء على الأعمال التجارية الأخرى.
وكان هذا هو ما يهدف هوغو إليه.
لم يكن هذا التعويض طريقة لتدمير شيرينجن على الفور، لكنه كان تحذيراً من أن هوغو ينوي إلحاق الضرر بالعائلة في المستقبل.
“لقد أصبحت قراراتكِ غير الناضجة مشكلة كبيرة الآن. على وجه الخصوص، القرارات التي اتخذتِها خلال الفترة التي كنتِ بعيدة فيها عن العائلة بدأت تُدمّر أسس الأسرة الواحدة تلو الأخرى. ما مدى المتعة التي حظيتِ بها مع سمو الدوق الأكبر لدرجة أنكِ أهملتي شؤون الأسرة وراءكِ بهذا الشكل؟”
“لم يكن وقتًا ممتعًا للغاية. وبما أن لديكِ الكثير من المخاوف، فأنا كنتُ أفكر في زيارة جزيرة موراتا للتحقيق في الموضوع بنفسي.”
“تحقيق؟”
“يبدو أن جواسيسكِ يا عمتي لا يعرفون بعد الجدول الزمني المفصل الخاص بي.”
بشكل غير متوقع، أصبحت كاسيليا مضطربة.
لم تكن كاسيليا تتوقع أن تقطع آنيت كل هذا الطريق الطويل من العاصمة لايدر إلى جزيرة موراتا بنفسها.
الذهاب لتفتيش الجزيرة هو إعلان رسمي عن تغيير مالكها.
لقد كان شيئًا يدعو للتوتر، هذا لأن تظاهر كاسيليا بأنها مالكة الجزيرة سوف يذهب مهبّ الرياح.
نظرت آنيت إلى اضطراب كاسيليا، ثم التقطت الوثيقة الرسمية وألقتها في المدفأة.
“ألا يجب تصحيح أخطاء شيرينجن وإحراق الآثار دون ترك أي دليل؟ أنا، ربة الأسرة، سأفعل كل شيء يتطلبه الأمر لفعل ذلك، لذلك لا داعي للقلق وارحلي الآن بقلب مطمئن.”
عندما ابتسمت آنيت، عضت كاسيليا شفتها وغادرت الغرفة.
بعد أن غادر الضيف غير المدعو، جمع إرنست الوثائق المتناثرة بينما كان يراقب آنيت.
لقد بدت آنيت متعبة حقًا.
لم يكن يبدو تعبها كما لو أنه مجرد تعب بسيط بسبب عبء العمل، لذلك لم يستطع إرنست دفع نفسه لمواساتها.
بينما كان إرنست يبحث عن فرصة لمغادرة الغرفة، دخل كبير الخدم.
“سيدتي. لقد تلقيتُ رسالة من خيّاط الملابس.”
أصبح تعبير آنيت أكثر قتامة قليلاً عند سماع الكلمات التي قالها كبير الخدم.
* * *
سمع ثيودور كلمات غير متوقعة عندما عاد من نزهة.
“السيدة تنتظركَ في الغرفة.”
عند كلمات الخادم، ارتدى ثيودور السترة التي كان على وشك خلعها وقام بتصويب ياقة قميصه.
عندما فتح الباب ودخل، ابتسم ثيودور بمرارة على مشهد آنيت.
لم يكن لديه أدنى شك في أنها قد جاءت لتستسلم وتعترف بذنبها.
“ما الذي جاء بكِ إلى منزلي؟”
“لقد وصلتني رسالة من الخيّاط. لقد أخبرتُه سابقاً أن يخيط ملابس متناسقة لنرتديها في الحفلة التي سوف تُقام في عطلة نهاية الأسبوع، لكنه أخبرني أنه بغض النظر عن عدد المرات التي يأتي فيها لزيارتك، فإن سموك لا يُقابله أبداً.”
مرة أخرى، لقد كان هذا سوء فهم كبير من ثيودور.
لم تكن آنيت تعلم حتى بأنها مذنبة.
“… لكن أين الخيّاط الآن؟”
“لقد قررتُ أخذ قياساتك بنفسي وإعطاءهم للخيّاط الذي رفضتَ مقابلته. يجب أن نرتدي تلك الملابس غدًا، لذلك فهو مشغول للغاية الآن في التجهيزات. لقد أخبرني الخيّاط أنه سوف يعمل طوال الليل لصنع ملابسنا إذا قمتُ بإعطائه القياسات اليوم.”
رفعت آنيت شريط القياس الذي كانت تحمله وعرضته على ثيودور.
وبهذا أوضحت أن هناك هدفًا آخر لزيارتها اليوم غير رؤية ثيودور.
اقتربت آنيت من ثيودور على عجل، ووضعت شريط القياس بينهما.
لقد كان الأمر دائمًا على هذا النحو.
دائماً ما يوجد شيء يفصل بين الاثنين.
ظاهريًا، بدا أن ثيودور هادئ للغاية، لكن داخلياً كان قلبه يحترق برؤية آنيت أمامه الآن وكأن شيئاً لم يحدث بينهما على الإطلاق.
لقد كانت آنيت تضع مسافة بينها وبين ثيودور كلمّا أرادت ذلك حتى بدون شريط قياس.
وكان من الواضح أنها كانت تعرف كيف يشعر ثيودور الآن عند اقترابها منه.
“كم من الوقت سوف تستمرين بفعل هذا؟ ألم يحن الوقت لتستسلمي وتعودي إلى المنزل؟”
“إلى حين يتحقق هدفك.”
“هههه.”
انفجر ثيودور ضاحكاً.
“أنتِ حقًا تجيبين على كل كلمة بعشرة أمثالها. هل الاعتذار بهذه الصعوبة حقاً بالنسبة لكِ؟”
“هل هناك أي سبب لأعتذر؟”
“إذا كنتِ لا تريدين الاعتذار، فهل أنتِ هنا اليوم حقًا من أجل الملابس فقط؟ لم يكن لدي أي فكرة أن الماركيزة شيرينجن شخص مسترخٍ للغاية لدرجة أنها تملك الوقت للقلق بشأن ملابس الآخرين.”
سخر ثيودور من آنيت.
انهارت تعابير آنيت للحظة، لكنها كافحت لاستعادة رباطة جأشها.
“هناك الكثير من الأشياء التي يجب عليّ القيام بها. يجب عليّ أن أظهر وجهي قليلاً في قصر فلوريس لإنهاء اللوحة، كما أنني أحتاج إلى تصحيح الشائعات القائلة بأن علاقتنا ليست جيدة في العالم الاجتماعي هذه الأيام. كما أنني تلقيتُ رسالة رسمية من العائلة الإمبراطورية، وأردت مناقشتها معك.”
“ألستِ أنتِ هي السبب في نموّ الشائعات التي تفيد بأن علاقتنا متدهورة؟ إذا كنتُ أتذكر جيدًا، أعتقد أن أحدهم قد أخبرني فجأة بأنه سوف يرحل وغادر المنزل دون أن يلتفت إلى الوراء حتى.”
حتى لو وُضعت آنيت على فراش الموت، إلا أنها لن تقول بأنها قد جاءت لرؤية ثيودور.
لذلك كانت تخبره بمجموعة من الأعذار التي أعدّتها من قبل.
“يبدو أنكَ مشغول، لذلك سأنهي أخذ القياسات بسرعة وأغادر. وبقليل من التعاون منكَ، سينتهي الأمر في لمح البصر.”
اقتربت آنيت وقامت بخلع سترة ثيودور.
ارتفعت حرارة المكان الذي لمسته آنيت عندما لامست يدها قميصه الرفيع.
جفل ثيودور وأبعد يد آنيت عنه على عجل.
“توقفي عن لعب دور الزوجة المهتمة. وتوقفي عن تقديم أعذار سخيفة مثل هذه وأخبريني غرضكِ الحقيقي من زيارتكِ اليوم.”
كل ما كان عليها أن تقوله هو أنها قد جاءت لرؤية ثيودور.
كانت هذه الكلمات الصغيرة كفيلة بأن تجعله ينسى كل أفعال آنيت المؤلمة خلال الأيام الماضية.
كان قصر فلوريس مكانًا يمكن لآنيت أن تأتي إليه في أي وقت دون الحاجة إلى عذر سخيف مثل أخذ القياسات من أجل الخيّاط.
لكن حتى اليوم، لم تُخبره هذه الفتاة بما كان يُريد أن يسمعه.
“ملابسكَ سوف تتناسب مع لون فستاني. إنه فستان مصنوع بعناية من أجلي، لذلك كنتُ آمل في أن نبدو كزوجين بشكل مثالي.”
أمسكت آنيت بشريط القياس ووقفت على أطراف أصابعها لتقترب من طول ثيودور، كما لو كانت تنوي حقًا أن تلعب دور الخيّاط.
أمسكت يدها الصغيرة بكتفه.
كان فرق الطول بينهما واضحًا، لذلك كان عليها الاقتراب منه بشكل طبيعي لتستطيع قياس عرض كتفيه.
عندها لامست أنفاس آنيت صدر ثيودور.
“لا تلمسيني.”
“لكن….”
“سوف أتصل بالخياط اللعين، فقط لا تعبثي معي!”
انتزع ثيودور شريط القياس من يد آنيت ورماه على الأرض.
التقطت آنيت شريط القياس الذي سقط على الأرض.
يبدو أنها كانت ما تزال مصرّة على أخذ قياسات ثيودور.
أمسك ثيودور بيد آنيت الممسكة بشريط القياس وسحبها في حضنه.
لأول مرة منذ دخوله الغرفة، تصلب جسد آنيت من التوتر.
لقد كانت هذه نتيجة مرضية.
يبدو أنه كان لدى ثيودور طريقة واحدة على الأقل لإحراج آنيت.
“ذلك الخياط كان يخيط ملابسي منذ سنوات. يجب أن يعرف بالفعل قياسات ملابسي، وحتى إذا اختلف القياس قليلاً، فسوف يقوم بتعديلها بنفسه عندما أجربها. لذلك سبب مجيئكِ اليوم ليس هو أخذ قياسات الملابس.”
“….”
لقد كان صوته واثقًا.
لم تستطع آنيت أن تُنكر كلام ثيودور بينما كان يتكلم بنبرة اليقين.
أخذ ثيودور الطرف الآخر من شريط القياس الذي كانت تمسكه آنيت وقام بجرّها نحوه.
تم جرّ آنيت بلا حول ولا قوة بسبب قوة ذراعه الطويلة.
مع اقتراب المسافة بينهما، لف ثيودور برفق شريط القياس حول معصم آنيت كما لو كان يربطها.
أغمضت آنيت عينيها بإحكام، وتوقفت عن التنفس دون أن تُدرك ذلك.
كان الإحساس بلمس إصبع ثيودور لبشرة يدها الهشة أكثر إثارة للتوتر من الشعور بلف الشريط حول معصمها وكأنه يربطها.
وفي مرحلة ما، أصبح وجه ثيودور أمامها مباشرة.
“إلى أي مدى ستبتعدين عني؟ هل أنتِ راضية عن العيش منفردة دون أن تسمحي لي برؤيتكِ؟”
أمسك ثيودور برفق بمعصم آنيت الذي كان ملفوفاً بشريط القياس.
مع دقات قلب آنيت الصاخبة، انتقلت النبضات إلى معصميها واستطاع ثيودور أيضًا الشعور بها.
لقد كان هذا شيئاً لا يمكن إخفاؤه.
كان على آنيت أن تخبره فقط بالإبتعاد عنها وكان سوف يبتعد، لكن…
“لقد أخبرتِني ألا أترككِ لوحدكِ، إذن لماذا تخلّيتي عني؟”
ضاعت الكلمات من لسان آنيت عندما سمعت ما قاله ثيودور.
لقد أصبحت عاجزة عن الكلام.
إذا كان ثيودور يشعر بنفس الطريقة التي شعرت بها آنيت عندما توسلت إليه بأن لا يتركها بمفردها عندما كانت يائسة …
فهي لن تستطيع أن تقول له أي شيء.
عندما لم يكن هناك رد، ترك ثيودور معصم آنيت ثم فك شريط القياس ورماه على الأرض.
حرّك ثيودور يده على طول معصمها وذراعها وصولاً إلى كتفها ثم رقبتها، ثم قال بعدها وهو يلمس عنقها بأطراف أصابعه الطويلة.
“هل قلتِ أنكِ ترغبين في التحدث عن العمل؟ افعلي ما يحلو لك. يمكنكِ فقط تجاهل التعويض أو يمكنكِ دفعه. سأتخلص من الشخص المسؤول عن الشؤون الداخلية لشيرينجن والذي كان سبباً في مثل هذه المشكلة، لذا إذا طلبتِ من الامبراطور التنازل عن مبلغ الغرامة، فلن تتمكن حتى العائلة الإمبراطورية من رفض طلبكِ. كما أنني سوف أرسل اللوحة والرسام إلى قصر شيرينجن. وقريباً سوف أقتل ديغريل وأجعل الأمر يبدو كما لو أنه قد شنق نفسه. كما قلتِ من قبل، يجب أن يموت.”
كانت آنيت غارقة وسط دقات قلبها الصاخبة، حيث شعرت كما لو أن قلبها كان ينبض أينما لمستها أطراف أصابع ثيودور.
“عندما سوف يموت ديغريل، ستكون عهود زفافنا على ما يرام. قد تكون علاقتنا مضطربة في الواقع، لكن على الورق، سنكون الزوجين المثاليين! كل ما تريدينه سوف أفعله، وكل ما تطلبينه مني سوف ا
أحققه، لذا يجب أن تعطيني شيئًا في المقابل، أليس كذلك؟”
“أنا … أنتَ … لقد قلتُ بأنني سوف أجعلك الإمبراطور. عندما يحدث ذلك، سوف يصبح بإمكان كلينا العودة إلى الوقت الذي لم نكن نعرف بعضنا البعض فيه. ماذا تريد أكثر من هذا؟”
تلاشى صوت آنيت بضعف.
أبعد ثيودور يده عن عنق آنيت وأمسك شريط القياس الذي سقط على الأرض.
عندما أمسكه ثيودور بكلتا يديه وسحبه ببعض القوة، تمزق شريط القياس إلى نصفين.
“إذن هل هذا ما تريدينه؟ أن ننفصل عن بعضنا البعض تمامًا؟”
في صوت ثيودور، ظهر مرة أخرى الغضب الذي كان بالكاد يقمعه.
هدوءه، الذي اكتسبه مرة أخرى عندما رأى آنيت قد عادت إلى قصر فلوريس، اختفى مجدداً عندما رآها تكافح رغباتها أمامه.
حاول ثيودور كبح غضبه بداخل قلبه المحترق، ثم استدار بعيداً عن آنيت.
جلس ثيودور على الكرسي وقال بينما يضع يده على جبينه.
“ارتدي أغلى ملابسكِ واذهبي إلى تلك الحفلة اللعينة أو لا أدري ماذا، فقط لا تأتي إلى منزلي بمثل هذه الأعذار السخيفة. سأعتني بكل شيء حتى أقمع الشائعات، لذا اختفي من أمام عيني الآن.”
حركت آنيت شفتيها لترى ما إذا كان لديها ما تقوله، لكن عندما لم تجد شيئاً لقوله غادرت الغرفة بصمت.
آنيت الحالية التي كانت مختلفة عن المعتاد جعلت ثيودور يشعر بالانزعاج فقط.
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────