سبب رغبة الشرير في امتلكِ - 60
──────────────────────────
🌷 الفصل ستون –
──────────────────────────
“هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لاَ أَنْسَاك.”
(م.م: إقتباس من الإنجيل الآية إش 49: 15 … تقصد لاسيسيا أن الإله يُحب حتى الأطفال الذين تخلت عنهم أمهاتهم واقتبست آية من الكتاب المقدس.)
لقد كانت هذه واحدة من أشهر المقاطع في الكتاب المقدس.
إنها الآية الأكثر استخدامًا عند الحديث عن محبة الإله للبشر، لكن الكلمات التي خرجت من فم لاسيسيا بعدها كانت ثقيلة نوعًا ما.
“على الرغم من أن والدة هؤلاء الأطفال قد تخلت عنهم، إلا أن الإله سيعتني بهم دون الحاجة إليّ.”
نما الفراغ في عيون لاسيسيا.
لم تُفوّت آنيت ملاحظة رد فعلها هذا.
لا بد أن تستغل هذه الثغرة للتقرب من الزوجين زيتليتس والوصول إلى هدفها.
ومع ذلك…
لم تستطع آنيت التركيز على المشاعر المخفية التي كانت مختبئة خلف عيون لاسيسيا بسبب سؤالها التالي.
“بالتفكير في الأمر، هناك الكثير من الناس الذين ينتظرون طفل الدوق الأكبر. هل لديكما أي خطط للإنجاب مستقبلاً؟”
“عفواً؟”
“يتمنى الجميع أن يُنجب كليكما فتاة جميلة سوف تدخل في تاريخ أودينتيا كأجمل فتاة في الإمبراطورية. خاصة الرسامين، إنهم متحمسون للغاية. إذا أنجبتما أنتما الاثنان طفلة ظريفة، فإن اللوحات التي سوف تُرسم لها ستكون بمثابة تحف فنية سوف تُسجل في التاريخ.”
لم تدرك آنيت، التي أصبحت مرتبكة بشكل غير عادي، أن لاسيسيا كانت تمزح فقط.
“ألم تعرفي عن هذا من قبل؟ إنها كلمات شهيرة يتبادلها الناس في شوارع لايدر بعد انتشار خبر زواجكما.”
“…هكذا إذن. لكننا ما زلنا لا نخطط لإنجاب الأطفال بعد.”
“كلاكما يبدو بصحة جيدة للغاية وقادرين على الإنجاب، لكن بالطبع، الأطفال هم شيء ناتج عن الانسجام بين الزوجين وليس العلاقة الجسدية بينهما فقط.”
لأول مرة على الإطلاق، أظهرت لاسيسيا ابتسامة صادقة ودافئة مثل أم تنصح ابنتها بحب.
“العلاقة بين صاحب السمو الدوق الأكبر والماركيزة شيرينجن حقيقية، لذا لن تكون هناك أي مشكلة في إنجاب الأطفال. رغم أن سموه لا يتحدث كثيرًا، إلا أنه بمجرد النظر إليه نستطيع أن نعرف كم أنه يحب ويهتم بزوجته. إلى جانب ذلك، رغم أن الدوق الأكبر يتمتع بصحة جيدة للغاية، إلا أنه لم يلتقي بأي سيدة مطلقًا ولم تكن له عشيقة قط. لذلك ابذلي قصارى جهدكِ من أجل أن لا يضيع زوجك من بين يدكِ.”
زادت سرعة رمش آنيت بعينيها بينما لم تفهم الموقف الذي كانت فيه الآن.
هي لم تكن تتخيل أن لاسيسيا قد تدلي يوماً ما بنصائح غريبة حول الزواج والأطفال وكأنها حماتها وتخبرها بأن تبذل جهدها من أجل الحفاظ على علاقتها مع ثيودور كزوج وزوجة.
(م.م: الحماة = أم الزوج)
“الأطفال شيء يجب على الزوج والزوجة العمل معًا من أجله. على بعد مبنيين من هنا يوجد متجر فساتين نوم للنساء يتردد عليه المتزوجون حديثًا، لذلك قد ترغبين في زيارته.”
“…… عفواً؟”
هل سمعتها آنيت خطأ؟
“إذن، أراكِ في الاجتماع القادم.”
بينما كانت آنيت تشك في ما سمعته أذنيها، صعدت لاسيسيا إلى عربتها بينما كانت تنظر إلى آنيت بنظرات ذات مغزى.
بقيت آنيت مصعوقة في مكانها ولم تدخل على الفور إلى العربة التي كانت تنتظر أمامها.
الأطفال …
لقد كانت هذه مشكلة لم تفكر فيها آنيت من قبل.
بصراحة، لم يكن الأمر يستحق التفكير فيه في المقام الأول.
بادئ ذي بدء، بما أنها لم تكن تنوي ممارسة الجنس مع ثيودور، فلم يكن من المنطقي أن تفكر في الحمل.
لكن يبدو أنه كان يجب عليها أن تفكر فيه.
حتى الأزواج الذين يشتمون بعضهم البعض في المجتمع الأرستقراطي يتقاتلون بعد حل مشاكل الخلافة.
لذلك بالطبع، سيكون من الغريب عدم وجود أطفال بين الدوق الأكبر وزوجته اللذين يَدّعيان أنهما زوجان يعشقان بعضهما البعض.
‘حمل…؟’
حدقت آنيت دون وعي في بطنها المسطحة.
لقد كان بطنها نحيفًا جدًا بحيث لا يمكن لأي شيء آخر أن يدخل ويعيش فيه.
في الوقت ذاته، إذا أنجب كلاهما طفلًا …
… ماذا سيحدث للطفل بعد مغادرة آنيت؟
هل سوف تصبح أماً بلا قلب تتخلى عن طفلها؟
إذا غادرت آنيت هذا العالم وعادت آنيت الشريرة الى جسدها الأصلي، فهل ستتمكن من حب طفلها كما ينبغي؟
استمرت الأفكار الرهيبة بجذب الأفكار الاخرى.
من بينها، كان السؤال الأكثر رعباً وعنفًا هو…
‘هل سأفتقد هذا الطفل وأشتاق إليه؟’
في الواقع، لم تكن آنيت تشعر بالفضول حيال هذا من قبل.
هي لم يكن في ذهنها أن تنجب أطفالًا قط، ولم يرغب ثيودور في أن تحمل آنيت في الأصل.
في المقام الأول، نظرًا لأنه لا يرى آنيت كامرأة حتى، فلن يلمسها أو ينام معها حتى من باب الفضول.
كدليل على ذلك، لم يحدث شيء بين الاثنين حتى بعد مجيئهما إلى قصر فلوريس منذ مدة طويلة.
وفوق كل شيء…
لم تحيض آنيت منذ أن تجسدت في جسد آنيت الشريرة.
لذلك كان الحمل افتراضًا مستحيلًا منذ البداية.
لكن رغم ذلك، أزال هذا السؤال غير المنطقي الغبار عن سؤال جذري كان مختبئاً في مكان آخر.
‘ماذا لو وجدتُ شيئًا أحبه في هذا العالم؟’
ماذا لو تعلقت آنيت بالعالم الذي عليها أن تغادره يومًا ما سواء شاءت أم أبت؟
لقد تم تحديد نهاية هذه القصة بالفعل بعودتها إلى عالمها … لكن … إذا أصبحت آنيت لا تريد المغادرة … عندها …
إنجاب الأطفال يعني القيام بأشياء من ذلك القبيل مع ثيودور، أليس كذلك؟
“….”
لقد أوصلت دوامة الأفكار عقل آنيت إلى شيء لم تكن لتفكر فيه على الإطلاق، لذلك فتحت فمها من الدهشة بينما اعتلت وجهها تعابير غبية.
ثم أصبح خديها ذا لون أحمر من الخجل.
“صاحبة السمو الدوقة الكبرى.”
استيقظت آنيت فجأة من أفكارها عندما سمعت أحدهم ينادي عليها.
“أوه، سيد هانز؟ ما الذي تفعله هنا؟”
“لقد جئتُ لاصطحابكِ إلى القصر بعد أن سمعتُ أنكِ كنتِ تشعرين بأنكِ لستِ بخير. هل تشعرين بالمرض؟ ما الذي يؤلمكِ؟ تبدو بشرتك سيئة بالتأكيد، لذا من الأفضل أن نعود للقصر ونجعل الطبيب يفحصكِ.”
“أنا لستُ مريضة. لكن من الأفضل أن نعود إلى القصر بسرعة.”
هزت أنيت رأسها وحثت هانز على الإسراع في العودة إلى قصر فلوريس.
اضطررت آنيت إلى ركوب العربة بسرعة لتجنب رؤية هانز لوجهها المتورد.
تساءل هانز عن سبب تصرفاتها الغريبة وجلس مقابل آنيت.
قامت آنيت بالتلويح بيدها من أجل تبريد حرارة وجهها عدة مرات قبل أن تقوم بتغيير الموضوع إلى العمل.
“لاسيسيا، لا، أنا أعني السيدة زيتليتس. إنها مهتمة جدًا بدار الأيتام، أليس كذلك؟”
“هل ما زالت هكذا؟”
“ما زالت؟”
“هذا ….”
أوقف هانز ما كان على وشك قوله للحظة كما لو كان ما سوف يقوله شيئاً غير مريح، لذلك نما فضول آنيت أكثر وأكثر.
“أنتِ تعرفين أنني من دار أيتام، أليس كذلك؟”
أومأت آنيت برأسها.
مع العلم أن هانز كان مترددًا في الكشف عن ماضيه، أصبحت آنيت حذرة أيضًا.
“لقد كانت تأتي السيدة زيتليتس عدة مرات إلى دار الأيتام حيث كنتُ أعيش وكانت تُحضر معها بعض الوجبات الخفيفة كهدايا. عادة، لا يلتقي النبلاء إلا مع المدير ويعطونه المال، لكنني أتذكرها كشخص كان يعطي الأشياء للأطفال بنفسه.”
“هل تقصد أن الهدف من زيارتها كان رؤية الأطفال؟”
“أنا لا أعرف بالضبط. هل كانت تريد رعاية الأيتام أم كانت تبحث عن أحد ما بينهم …؟”
“…أو ربما من الممكن أن تكون قد عثرت على من تبحث عنه واستمرت في التجسس على كيف كان يعيش حياته.”
أنهت آنيت الكلام بدلاً من هانز.
“هل كان هناك طفل تهتم به بشكل خاص؟”
“بادئ ذي بدء، لا أستطيع أن أتذكر جيداً لأنها لم تكن على تواصل قريب معي … لقد كان تواصلنا بسيطًا على ما يبدو. لقد اعتادت أن تعطي المزيد من الاهتمام لأولئك الذين يحتاجون إلى الكثير من المساعدة.”
“على سبيل المثال؟”
“الأطفال حديثي الولادة أو أولئك الذين لديهم إعاقة ويحتاجون إلى شخص ما لمساعدتهم. في الواقع، أنا لا أتذكر الكثير لأنني كنتُ أهرب سراً في الأيام التي يزور فيها النبلاء دار الأيتام.”
حك هانز رأسه في حرج.
لقد كان يعاني من عقدة النقص لكونه يتيمًا منذ الطفولة.
بالنسبة له، كانت الأنشطة التطوعية الخاصة بالنبلاء دائمًا غير مريحة.
كانت نظرات الأرستقراطيين المتعاطفة والمستاءة ذكريات أراد محوها من عقله.
“أرجو منكَ التحقيق فيما إذا كانت السيدة قد فعلت الشيء نفسه في دور الأيتام الأخرى في ذلك الوقت أم لا.”
“حسناً، سأقوم بالتحقيق في الأمر.”
ربما قد يجدون دليلاً يساعدهم في التقرب منها.
“وشيء آخر … امم … لا، انسى الأمر.”
حدق هانز في آنيت بنظرات حائرة، لكن آنيت أبقت فمها مغلقًا.
في الأصل، كانت تنوي أن تعهد له بالتحقيق في أمر المرأة الغجرية التي هاجمتها فجأة، لكنها تخلت عن الفكرة.
بما أن تلك الغجرية كانت شخصاً قد ظهر في المنام، فقد كان من المستحيل أن تجدها بالطريقة المعتادة.
حتى أن آنيت لم تكن متأكدة مما إذا كانت تلك المرأة بشرية موجودة في هذا العالم الحقيقي أم كانت كائناً خارقاً للطبيعة.
كان الأمر محبطًا، لكن لم يكن لدى آنيت خيار سوى أن تأمل في أن تظهر تلك الغجرية مرة أخرى أمامها أولاً.
قررت آنيت التركيز على الواقع أولاً بدلاً من البحث عن الكائن الذي ظهر في أحلامها.
* * *
عندما استيقظت آنيت، وجدت نفسها نائمة على مكتبها في المكتب.
في يديها، كانت تحمل دعوات من النبلاء مبعثرة هنا وهناك.
يبدو أنها قد غفت أثناء تنظيم الدعوات قبل الخروج إلى نادي الكتاب.
لحسن الحظ، كانت آنيت ترتدي ملابس الشارع.
نهضت آنيت على عجل من مقعدها لكن…
“اررغ…”
شعرت آنيت بالدوار لأنها نهضت بسرعة.
استلقت آنيت على مكتبها لفترة من الوقت وأغمضت عينيها، لكن الدوخة لم تختفي.
منذ الفجر، كان جسدها يرتجف وعضلاتها تؤلمها، لذلك فكرت في أنها يجب أن تتناول بعض الأدوية قبل أن تخرج من أجل أن لا تسوء حالتها.
لذلك دعت آنيت الخادمة لجلب الماء لها.
بعد فترة، سمعت صوت أحدهم يقف عند الباب.
لم تكن لدى آنيت الطاقة لترفع رأسها وتنظر إلى الخادمة التي فتحت الباب ووقفت عند مدخل المكتب، لذلك تكلمت بينما كانت لا تزال تغمض عينيها.
“أيتها الخادمة، لماذا تقفين في مكانكِ دون حراك؟”
لكن ثيودور هو من كان واقفًا عند الباب وليس الخادمة.
“ما هذا الهراء الذي تتحدثين عنه؟”
نظرت آنيت إلى ثيودور العابس ونهضت من مقعدها.
“لا شيء مهم. إذا لم يكن ما تريد الحديث عنه معي عاجلاً، قم بتأجيل لقائنا إلى وقت لاحق. أنا في طريقي إلى نادي القراءة الآن.”
“لحظة.”
أمسك ثيودور بمعصم آنيت بسرعة عندما ابتعدت عنه ووضع يده الأخرى على جبينها.
“لديكِ حمى. أي نادي قراءة هذا الذي تتكلمين عنه؟ اذهبي إلى غرفتك واخلدي إلى النوم.”
“لقد فات الأوان لإلغاء الدعوة، علي الذهاب الآن وإلا سوف أتأخر.”
لم تستمع آنيت، كما هو متوقع، إلى كلام ثيودور وحاولت المغادرة.
لكن ثيودور لم يترك يدها أبداً.
حاولت آنيت إزالة يد ثيودور بالقوة لكنه لم يتزحزح.
هو لم يبذل الكثير من الجهد في إمساكها، لذلك عندما رأت آنيت معصمها ثابتًا بسببه، أصبحت غاضبة وكافحت بقوة أكبر.
“لماذا تتفاخر بجسمك القوي أمامي؟”
“إذا لم تذهبي، فلن تتأخري.”
“إنه اجتماع تحضره لاسيسيا، لذلك علي أن أحضره. من أجل إقناع آل زيتيلتس بالتعاون معنا، نحن بحاجة إلى الاقتراب من السيدة لاسيسيا في أقرب وقت ممكن و…”
لم تستطع آنيت إنهاء كلماتها…
هذا لأن ثيودور قد خطفها فجأة.
رفع ثيودور آنيت بين ذراعيه وقام بالتوجه نحو غرفتها.
“ما الذي تفعله!”
صرخت أنيت في وجهه من الخوف.
ومع ذلك، بدلاً من صوت غاضب عالي النبرة، تدفق صوت متزعزع من حلقها الذي بدأ بالفعل بالتأثر بالحمى التي كانت يُعاني منها جسدها الضعيف.
ظهرت الخادمة التي كانت قد استدعتها آنيت من قبل في اللحظة التي حمل فيها ثيودور آنيت، لذلك أصبحت محرجة من تصرفات الاثنين أمامها.
بينما كانت لا تعرف ماذا تفعل، قامت الخادمة بالتقاط أحذية آنيت التي أسقطتها أثناء رفع ثيودور لها.
“لا داعي لتقومي بالتقاطها. لن تحتاج الدوقة العى أي أحذية اليوم لأنها سوف تنام في غرفتها.”
احتضنت الخادمة حذاء آنيت ووقفت في مكانها دون أن تعرف ماذا تفعل.
“أنا لستُ بضاعة حتى ترفعني بهذه الطريقة، هذه ليست طريقة لأخذ سيدة إلى غرفتها.”
كافحت آنيت، التي كانت محاصرة بين ذراعي ثيودور، لرفع صوتها.
“حسنًا، هذا خطئي.”
هذه المرة، قام ثيودور برفع آنيت، التي كانت بين ذراعيه كالأميرة، ووضعها فوق كتفيه كالبضاعة.
لم تصدق آنيت أنه قام بتحريك جسدها مثل الورق في الهواء.
كان ثيودور هو الذي استخدم قوته، لكن آنيت هي التي فقدت قوتها ولم تستطع الكفاح بعد الآن.
“أنا لم أكن أقصد تغيير الوضعية الآن-!!”
تجاهل ثيودور شكاوى آنيت الصاخبة واستمر في طريقه نحو غرفتها.
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────