دفاع الخنادق - 29 - كلمات بدون أصوات

الفصل الخامس للمجلد الثالث: كلمات بدون أصوات.

عذريتي لهي في خطر.

خطر محدق لو كان بإمكاني الإضافة.

هذه ليست بمزحة ما.

أنا إستطعت الإحساس بالمشعوذات واللعاب يسيل من أفواههن وهن يحدقن إلي.

بالرغم من أنه دائما ما لا يحدث أي شيء إلا فإن المشعوذات دائما ما يقمن بدعوتي إلى منطقة الدعارة المحاطة بالضوء الأحمر التي قمن هن بصنعها في هذا المكان بينما هن يقمن بالهمس في أذني، ‘سيدي، شيء مهم للغاية قد حدث. سيدي، شيء ليس بمهم قد حدث…..’.

وإن كنت لأقوم وبحق بمرافقتهن إلى تلك المنطقة، إذا فإنني سأجدهن جميعا وهن يدخن الأفيون وليبدأن بالتحديق إلي بأعين يملأها الإنحراف. إنهن جميعهن دائما ما يكن عاريات بشكل كامل. بحق، إنهن شبيهات بالوحوش. إذا هذا هو سبب عيش المشعوذات وهن تتم إساءة معاملتهن. أعيني غطى عليها الضباب بسبب محاولة الإغراء الضعيفة الفاشلة هذه.

“هل أنتن جميعا قد فقدتن صوابكن وأصبحتن مجنونات أكثر من السابق؟”

“أها، إذا هل أنت يا سيدنا تقول بأنك تريد مضاجعتنا نحن جميعا وفي أن واحد؟”

“لما دائما ما عندما أقوم أنا بقول شيء ما، فبدل دخول تلك الكلمات إلى أذانكن أنتن، إنها تدخل إلى مؤخراتكن؟”

“أرا أرا؟ هل هذا يعني بأنك أنت سيدنا، تريد إستخدم ثقبنا الخلفي؟”

“هل نحن بحق مازلنا نتحدث بإستخدام نفس اللغة حتى؟”

“فقط قم بإغلاق عينيك لمرة واحدة و…..أوش، ذلك يؤلم.”

أنا قمت بضرب المنطقة العلوية من رأس هومبابا بإستخدام مفاصل أصابع يدي.

“إستمعن جيدا، يا أيتها الفتيات عديمات الصدر. أنا لا أعتبر أشخاصا مثلكن كأشخاص من المحتمل أن أمارس الجنس معهم. لو كنتن مسطحات الصدر، إذا فإنه يجب عليكن التصرف كذلك وأن تعشن حياتكن بتواضع، ولكن، أنتن تحاولن مد أيديكن إلى المزيد. أنتن لستن في موقف لكي يقوم فيه العالم بتقبلكن وأخذكن، ولكن، وبدل ذلك، أنتن في موقف حيث يجب عليكن فيه فتح أذرعكن وتقبل العالم إلى داخلكن.”

“أهاهاها؟ إن هذه لبحق مشكلة لنا نحن المشوعوذات، عندما يقوم سيدنا، أنت، الذي قد سمح لنفسه أن يتم أكله وبشكل مطيع من قبل الآنسة بارباتوس بجذب مسألة الصدر المسطح كسبب لرفضنا، أليس كذلك؟”

“…………”

هؤلاء الأشخاص معدوموا الإتجاه في الحياة. إنهن بحق لا يملكن أي رحمة وإنهن سوف يقمن بإستخدام نقاط ضعف شخص ما وبدون أي حذر.

في كل مرة قامت فيها المشعوذات بالإتجاه إلى الخارج، إنهن دائما ما كن يقمن بتغطية أجسادهن بطبقة سميكة من الملابس. حتى وعندما كانت الفترة أخر فترة في فصل الشتاء، حيث رائحة المياه القذرة كانت تملأ الأرجاء، وحتى وأثناء الفترة الاولية من فصل الربيع، عندما كانت قد بدأت رائحة المياه القذرة بالتغلغل وحتى وفي الدخول إلى أمعاء المرء، المشعوذات لم يلاحظن أي تغير في الفصول بسبب ملابسهن الكثيفة.

هومبابا كانت قد أخبرتني أن ذلك لهو بسبب كون جسد عديم الروح شيئا ليتم لعنه، وإنه يجب عليهن الحرص على أن لا يرى أي شخص أجسادهن تلك، أجسادهن الخالية من أي روح. في كل مرة قامت فيها المشعوذات بخفض قبعاتهن الدائرية على رؤوسهن، أنا دائما ما كنت لأتذكر القفازات البيضاء التي دائما ما كانت لابيس ترتديهما. أساس إرتداء المشعوذات قبعاتهن وملابسهن السميكة وأساس إرتداء لابيس لقفازاتها البيضاء لهي بمتماثلة للغاية. الطيور المشابهة أشكالها لهي دائما ما تلعب مع بعضها البعض.

بعد رؤية كيف إنتهى بهن الأمر ومن بين جميع الأماكن بجانبي أنا، فإنه لمن الواضح بأنهن لم يتجمعن هنا عن عمد. هذا المكان هو وعلى أكثر ترجيح المكان الذي إجتمعن فيه فقط وبعد أن تمت مطاردتهن من قبل الأناس الأخرين. بالرغم من أن شعور عجز دائما ما يحيط بالحياة، إلا فإن مصير شخص ما يتجه إلى وجهة محددة دائما ما يكون بمنظر جميل وخلاب، ولكن، مصير شخص يتم إرساله إلى طريق نفي، بسبب إعتماد حياتهم على شيء لا يمكن تغييره، ذلك وبكل تأكيد ليس بمنظر جميل ولا بمنظر مذهل. في مكان النفي ذلك، أنا كنت مؤمنا بأنه يجب علي التخلص من كامل مكانات المجتمع ولأسمح للجميع بان يكونوا عاميين.

في غضون ليلة واحدة، أنا قمت برسم نمط محدد. العلامة التي قمت برسمها لهي بخطوط ثلاثة بيضاء اللون مرسومة على خلفية سوداء.

أنا قمت بالتكلم وأنا أري المشعوذات هذا النمط.

“من الان فصاعدا، هذه العلامة ستكون العلامة والرمز الخاص بملك الشياطين دانتاليان. كونكن أنتن لجميعا حراسي المليكون، إنه لفقط ومن الطبيعي أن تحملن علامتي على ملابسكن.”

بالنسبة للمشعوذات المنبوذات، الملابس لهي بمثابة سجن دائما ما يظل محيطا بأجسادهن. كأشخاص تم نفيهن لأنهن لا يملكن أي إنتماء ولا أي منزل، بالنسبة للمشعوذات، تلك الملابس لهي بمثابة مكان نفيهن. عن طريق وضع علامتي على عبائتهن وملابسهن، أنا كنت وبذلك أطلق من صراحهن من نفيهن. المشعوذات قد أدركن نيتي. في بادئ الأمر، إنهن لم يكن قادرات على فتح أفواههن، ولكن، وفي النهاية، إن أعينيهن أصبحت مليئة بالدموع.

“س……سيدنا…….”

“صمتا، إن لم تكن تردن إرتدائها، إذا فلا داعي للقيام بذلك إذا.”

“مهما حدث، نحن لن نقوم بالتعري إلا أمامك أنت، سيدنا!!”

بينما هن واصلن النحيب، المشعوذات بدأن بالإلتصاق بي. شييييييش. التنهد هو فقط كل ما كنت أقدر على القيام به. لو كان ممكنا، أنا كنت أريد أن أطلب منهن أن لا يقمن بالتعري أمامي، ولكن، فقط ما الذي يمكنني القيام به في موقف مثل هذا؟ أنا قمت بالتربيت على ظهر المشعوذات…….لقد فهمت، أنا يجب علي العيش مع هؤلاء الأشخاص. في النهاية، إنه لقدري لكي أعيش معهن حتى النهاية. هذا القدر الملعون.

“*نحيب*، إذا، متى سوف يقوم سيدنا بإزالة ملابسنا التحتية وليقوم بمضاجتعنا؟”

“…………”

فلتستيقظن من أحلامكن الخيالية، يا قطع العلكة الملتصقة.

بإستثناء المشعوذات، الأشخاص الوحيدين الذي يخول لهم حمل رمزي وعلامتي لهم فقط لابيس وفارنيس. بينما نحن كنا وضعنا عباءات سوداء على ظهرنا، نحن وبشكل متعدد قمنا بالمرور من مخيم قوات ملوك الشياطين المتحالفة. كونهم كانوا ينظرون إلينا من بعد، الجنود كانوا يهمسون إلى بعضهم البعض.

-ملك العاميين……..

-ملك العاهرات والعبيد……….

-لما رفقة نساء قذرات مثل تلك………

نحن عاملنا تهامس الجنود بنفس أهمية معاملة صوت صياح الديك في الفجر. بينما هن كن يصرخن بأصوات ‘كيااا-كياااا-‘ المشعوذات كن متعلقات بأكتافي.إنه وعلى ما يبدوا أكتافي قد أصبحت ملعبا بالنسبة لهن. حتى وعندما كنا نمشي، فارنيس كانت ممسكة بكتاب بيد واحد وبيدها الأخر إنها كانت ممسكة بحافة ملابسي. أه، أنا قمت بالصراخ على هؤلاء الأشخاص المزعجين ليطلقوا صراح ملابس وجسدي لو كان ممكنا. لابيس إتبعتنا نحن الذين كنا نصرخ بصمت.

بشكل مفاجئ، أنا أحسست وكأنه قد إنتهى بي الأمر مكونا عائلة في هذا المكان.

♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦

الأرض والتي كانت مغطاة بالجليد والثلج، قد تحررت من سجنها الجليدي.

الثلج والجليد ذابا بشكل كبير وفي قطع متعددة ومختلفة. أشعة الشمس عانقت وإحتضنت الأرض المحررة بشدة وبقرب أكبر. وكأنها كانت تحاول قبول أشعة الشمس بنسبة أكبر، السهول المغطاة بالثلج بدأت تكشف عن سطحها شيء فشيء. لمحات من الأرض البنية صار الأن من الممكن رؤيتها من خلال الفراغات تلك.

ثغرات الأرض المغطاة من كامل الجوانب بالثلج الناصع البياض كانت قد بدأت وتبدوا كخياشيم سمكة بيضاء. الأرض تنفست بقوة وبثقل، وتلك الخياشيم إهتزت ولتتقبل المزيد من أشعة الشمس وأخيرا الثلج والجليد المغطيان على الأراضي ذابا وليتحولا إلى مياه سارية متحولا إلى نهر صغير.

بالرغم من أن الأسماك، والحشرات وبقية الكائنات الحية كانت مازالت غير قادرة على العيش هناك بسبب كون المياه مازالت باردة، إلا فإن صوت المياه السارية بدأ بمناداة بقية الكائنات الحية. في يوم من الأيام، حيوان رنة ذي قرون كبيرة قام بالمجيء إلى النهر وليقوم بوضع حوافه في المياه. بعد ملاحظته لي أنا، الرنة قام بالقفز من داخل النهر وليقوم بالهرب وبسرعة. الربيع قد بدأ بالوصول إلى المكان الذي إختفى إليه الرنة.

بينما هم كانوا يتحملون الشتاء، قوات ملوك الشياطين المتحالفة واصلت الرفع من أعداد قواتها.

إشاعات أننا قد قمنا بحرق الجبال وقمنا بالحصول على رأس المارغراف روسينبورغ قد إنتشرت إلى كامل القارة الشيطانية. أناس عرق الشياطين كانوا يتهامسون فيما بينهم، على أنه لربما، ربما هذه المرة، نحن سيمكننا……هذه المرة، حيث مر فيها فصل الشتاء بسرعة، إنه سيكون بإمكاننا التخلص من البشر وإسترجاع أراضينا…….الشياطين قاموا برفع رماحهم. الجنود الموظفون بدأوا بالتجمع. الجنود المتطوعون قد بدأوا بالظهور. عدة ملوك شيطاين، والذين كانوا سابقون يشككون في شأن هذا الحرب قاموا وأخيرا برفع مؤخراتهم الثقيلة من على الأرض.

أثناء فصل الربيع حيث تولد فيه أرواح جديدة والحياة تنبعث من جديد، الشياطين كانوا يجهزون من أجل الحرب ومن أجل القضاء على أرواح و حياة أعدائهم. فصل الربيع هذه المرة، إنه سوف يكون فصلا دمويا.

طوال فصل الشتاء، البشر واصلوا التحرك وبإنشغال. فورما تم تأكيد أن المعركة القصيرة سوف تمتد لتصبح حربا مطولة، كل واحدة من الممالك التي يحكمها البشر قامت بإرسال أمر تجنيد إلى كافة أرجائها. الرجال يافعوا السن، والذي كانوا يجهزون لموسم الحراثة في قراهم الزراعية، إنهم جميعا قد تم إستدعائهم إلى ساحة المعركة الحربية. من حين إلى أخر، متى ما شائعات متعلقة بشأن جيوش البشر وصلت إلينا، إنها دائما ما تكون شائعات حول ملوك الشياطين، والذين كانوا يعيشون بالقرب من مناطق بشرية، وكيف أن مصيرهم كان مأساويا وإن فاجعة مدوية أصابتهم.

-جلالته، ذي الرتبة 49 كروكيل، قد فقد قلعة ملك الشياطين الخاصة به وإنه يبحث عن ملجأ في نيفلهيم……..

-إنهم يقولون بأن ذي الرتبة 70، ملك الشياطين سيري، توفي في المعركة. -أولئك البشريون الأوغاد العفنون.

أصوات الكلمات كانت مدوية. بينما قوات ملوك الشياطين المتحالفة كانت تلتقض أنفسها، وبينما تحالف البشر كان يبدأ بأخذ أنفاسه، القوات المتحالفة، والتحالف بدأوا بإيصال أصواتهم إلى بعضهم البعض مستخدمين العديد من المبعوثين.

ملك بشري معين أرسل تقريرا يدعي فيه أنه وبسبب كون الشياطين هم أول من قام بتجاوز الجبال السوداء وليقوموا بغزو أراضي العرق الأخر، إذا فإن هذا ليعتبر كهجمة غير مبررة وغزو فقط.

بسبب كون أول شخص ليهاجم قلعة ملك الشياطين دانتاليان وليدمرها لهو بالمارغراف روسينبورغ، وبسبب كون المارغراف بشري، إذا أنتم البشريون هم أول من قام بالمهاجمة والغزو. نحن لسنا بالغزاة، بل نحن الضحايا، هذا هو كان التقرير الذي قام ملوك الشياطين بإرساله كرد.

في بادئ الأمر، أنتم الشياطين هم من قام بنشر الموت الأسود في كامل أرجاء العالم، وبذلك فإن روسينبورغ هاجم تلك القلعة فقط وهو يحمل نية معالجة مرض مواطنيه من ذلك الوباء، أه، إن كنا لنبدأ بحق في التمييز في ترتيب الأفعال، إذا ألستم أنتم الشياطين، هم من يستحق الموت بحق؟ الملك البشري رد بتقرير قاس بعض الشيء.

بالنسبة للأشخاص الذين لا يملكون أي دليل، ولكن، وبالرغم من ذلك فإنهم يصرون على أننا نحن من قام بنشر الوباء، أنا مدركة تماما لحقيقة أنكم أنتم البشريون تحملون رؤوسا غبية ملعونة على أكتفاكم يا أبناء العاهرة، هذه كانت الإجابة التي قامت بارباتوس بكتابتها. ولكن، ملوك الشياطين الأخرين وعلى ما يبدوا قاموا بإيقافها وبشكل ملح من إرسال هذه الرسالة، وبدل ذلك فإنهم قاموا بإرسال رسالة كلماتها تحمل نفس معنى كلمات بارباتوس، ولكنها كانت مكتوبة بطريقة تحمل عددا أقل بكثير من كلمات الشتم واللعن.

فور بدأهم المجادلة بشأن من كان هو الشخص الذي إرتكب أول خطأ ضد الأخر، عدد لا يحصى من الإنتقادات عديمة الأساس بدأت بالظهور وبدون أي نهاية. الرسالات لم تكن تحمل أي دلائل، ولكن وبدل ذلك إن أساسها فقط كان النظريات والكلمات اللبقة. طوال الشتاء، بالرغم من أن قوات ملوك الشياطين وتحالف البشر واصلوا الجدال بشأن من كان هو الذي بدأ كل شيء، في الواقع وفي الحقيقة، الجميع كان مدركا وبشكل كامل لحقيقة أنه، وفي هذه المرحلة، إن ذلك ما عاد أمرا مهما على الإطلاق.

بالرغم من حقيقة أن الجميع كانوا قد سبق وأدركوا هذا، ولا أحد منهم أظهر أي علامة تدل على هذا الإدراك. طبقا وإعتمادا على الكلمات المحمولة من قبل المبعوثين، البشريون أصبحوا ضحايا والشياطين أصبحوا ضحايا، وبهذا فإن العالم وبأكامله أصبح مكونا وفقط من أطراف مجروحة. ولذلك، الجميع على الأرجح كانوا قد سبق وأدركوا حقيقة أنه في عالم حيث السماء والأرض أصبحت ضحية فيه، ذلك العالم ما عاد يمكن إحتسابه كعالم ينتمي إلى أولئك الذين تم الإخطاء في حقهم. إن هذه لحقيقة واضحة.

وإن كان ليقوم شخص ما ليعذب نفسه وليقوم بنطق هذه الحقيقة الواضحة بإستخدام فمه، إذا فإن الأناس سوف يقومون بملامسة، ومداعبة وحك تلك الحقيقة الواضحة، مغطيان إياها بالجلد الميت من على أيديهم، حتى وأخيرا، تلك الحقيقة الواضحة ينتهي بها الأمر وهي تصبح حقيقة قذرة مغطاة بالقذارة، ولذلك فإن الملوك لم يقوموا بالتفوه بهذه الكلمات. فأول من كان ليقوم بنطق هذه الكلمات هو أيضا كان ليكون الأول في الخسارة.

ولا أحد يريد الخسارة.

لا أحد.

♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦

أنا قمت بتعيين المزيد من الجنود المرتزقة ولأقوم بالرفع بذلك من حجم جيشي إلى حجم 7،000 جندي.

بعد سماعهم إشاعة صغيرة، إشاعة تقول بأن ‘ملك الشياطين دانتاليان يعطي أجورا جيدة’، قادة المرتزقة هم بدأوا بالمجيء إلي على أقدامهم. القادة راقبوا وجهي و تعابيري عندما كانوا أمامي.

“إشاعات وشوك حرب هائلة على البدأ، إنها أصبحت منتشرة للغاية……….”

“الإشاعات لهي بكلمات الحقيقة. هل أنتم أيضا سوف تقومون بإتباعي إلى الخطوط الأمامية؟”

“في تلك الحالة إذا، لو كنا لنقوم نحن المتواضعون بالإتجاه إلى الخطوط الأمامية، أما كان وفي تلك الحالة، أنت يا جلالتك ستبدوا دنيء المكانة وعديم الشرف………”

“هذه الحرب، إنها ليست بحرب تتبع هدفا نبيلا وعظيما. إنها معركة حيث سوف نهاجم فيها ونحن نستغل دمار الأعداء. كيف يمكن أن يكون هنالك أي شيء أقل شرفا ومكانة من ذلك؟”

“وأليس هزيمة البشر هدفا عظيما ونبيلا؟”

“حتى ولو كان ذلك هدفا نبيلا عظيم، هل ذلك سيكون هدفكم أنتم؟ حتى ولو كنا لنقوم بالتخلص من إمبراطورية البشر ولنقوم بإنشاء مملكتنا الخاصة، هل مكانكم سيكون في تلك المملكة؟”

“كلماتك لا حدود ولا قياس لها، جلالتك، رجاء فلترنا بصيرتك.”

“الراتب يتم دفعه كل 10 أيام في الجيش. الجنود المشاة سوف يحصلون على قطعة ذهبية واحدة، و الجنود راكبي الأحصنة سوف يحصلون على ثلاث قطع ذهبية. أما بالنسبة للطعام، إنه من الممكن التخلي عن نصف راتبك ونحن سوف نهتم بشأن ذلك، أو فإنه سيكون بإمكانك شراء الطعام من التجار الذين يتبعون وحدتنا من الخلف. بما أننا لا نقدم الأسلحة بشكل منفصل، فلتهتموا بشأن ذلك بأنفسكم. بما أن نظام العمل هو هكذا، إذا فلتفهموا الأمور هكذا. لا تقلقوا بشأن سبب نبيل، وإهتموا وفقط وبشأن الفائدة الشخصية التي يمكنكم الحصول عليها. أنا هو الشخص الذي سيكون متحملا مسؤولية ذلك الهدف النبيل العظيم.”

القادة قاموا بإيماء رأسهم. إنهم كانوا يملكون أعين تظهر بأنهم قد فهموا كلماتي.

“رجاء أخبرنا نحن المتواضعين يا جلالتك القوانين العسكرية التي يجب علينا إتباعها.”

“لا تميزوا ولا تسيؤوا المعاملة بناءا على عرق شخص ما أو بسبب مكان ولادته وإتبعوا وإحترموا فقط الرتبة العسكرية.”

القادة قاموا بالوقوف وليقوموا بحني رؤوسهم إلى الأرض.

“نحن قد تليقنا أوامر جلالتك بشكل واضح ومفهوم.”

أثناء الفترة الأخيرة من فصل الشتاء، فارنيس وببطء دربت الجنود الموظفين الجدد مرة أخرى. بما أنه هنالك ومسبقا عدد كبير من الجنود الذين هم أولياء لفارنيس، إن هذا لم يكن بنفس صعوبة التعامل مع وتدريب الجنود السابقين. جنديان قاما بضرب عاهرة إلى ان ماتت، جندي واحد قام بتهديد تاجر من التجار، وأربعة جنود مارسوا الربا، جميع هؤلاء الجنود تم الإمساك بهم وإنهم تم إرغامهم على تقطيع معدتهم وإزالة أحشائهم بانفسهم. فارنيس قامت وبشكل شخصي وبسحب أعضاء الجنود الداخلية ولتقوم بطبخها في حساء دموي. فارنيس بدأت بالتكلم بعدما قامت ببصق قطعة من الأحشاء الداخلية.

“حتى أحشاء هؤلاء المغفلون لهي بعفنة مثلهم ولذلك فإن طعم اللحم والأحشاء لهي أيضا بعفنة وقذرة. بحق، إنهم كانوا أشخاص لا أحد يجب عليه مصادقتهم. قوموا بإزالة رؤوسهم وفصلوها عن أجسادهم، وبعد ذلك قوموا بإطعامهم لكلاب الصيد.”

حتى ومع مرور وإنتهاء فصل الشتاء، حتى ومع وصول فصل الربيع، بالنسبة للجنود، فارنيس دائما ما سوف تظل في عقولهم على شكل فصل شتاء قارص قاسي، لذلك وفي كل مرة رأوا فيها وجه الجنرال، إنه دائما ما بدأت أكتافهم بالإرتجاف. بالرغم من أن الأراضي قد ذاب من عليها الثلج والجليد، إلا فإن تدريب وتنظيم الجنود ظل باردا ومنتظما.

الجنود لم يتأثروا بوصول الربيع، بل وبدل ذلك، إنهم هم واصلوا التدرب وبنشاط. بينهما هم كانوا يطلقون صرخات مدوية، الجنود واصلوا التدرب على تشكيلاتهم الحربية، وإنهم واصلوا التدرب على كيفية إستخدام رماحهم. عرق الجنود واصل بالتساقط إلى الأرض التي حررت من سجن الثلج والجليد.

الشهر الرابع، بعد وصول هذا الشهر، قوات ملوك الشياطين المتحالفة بدأت بالتحرك جنوبا، التحالف البشري بدأ بالتحرك شمالا، وبشكل يبدوا وكأنهم إتفقوا عليه مسبقا، كل من الجيشان قاما بصنع مخيمهما في الجهة المعاكسة من حقل متواجد في منتصف المنطقة الفاصلة بين أراضي البشر والشياطين.

[ملك العاميين، ذي الرتبة 71، دانتاليان. التقويم الإمبراطوري: العام 1506، الشهر 4، اليوم 2، بوليس، حقول برونو

قوات ملوك الشياطين المتحالفة وتحالف البشر قاموا بإرسال وتلقي إعلانات نهائية. إنه تم تقرير أنه سوف يتم إرسال مبعوث من كلا الجيشين، وإن ذلك المبعوثين سوف يقومان بمناقشة ما إن كان وبحق الجيشين سوف يبدأن في محاربة الحرب وبحق أو ما إن كنا سوف نبدأ في محادثات السلام. بالطبع، إحتمالية حدوث هدنة لهي معدومة وبشكل كامل.

عدد الأرواح المفقودة كان قد سبق ووصل إلى الألاف. مثلما دائما ما يصدر صوت الرعد بعد حدوث صاعقة برقية، إن الإتجاه إلى الحرب كان قد سبق وأصبح مصيرا طبيعيا لا يمكن تفاديه. حتى جميع ملوك الشياطين-بإستثناء بايمون- كانوا يجهزون أنفسهم من أجل هذا الحرب. ولكن، إنه كانت هنالك مشكلة واحدة فقط.

من سوف يتم إختياره ليملأ دور المبعوث.

“لما لا نقوم بإختيار دانتاليان؟”

بارباتوس قامت بالتقدم بهذا الإقتراح هذا و هنا.

“إنه صاحب أعلى عدد إنجازات في هذه الحرب أليس كذلك؟ قدرته على الحديث هي أيضا ليست بسيئة، وبسبب كونه صاحب أدنى رتبة إنه لمثالي لنستخدمه كخادم مبعوث. إننا نقوم بإرسال هذا المبعوث من أجل التظاهر فقط، أليس كذلك؟ إذا فإنه ليس هنالك أي داع لكي نفقد شرفنا بإرسالنا شخصا ذي رتبة عالية، أليس كذلك؟ لنستخدمه كخادمنا.”

بحق وبكل صدق، إن تلك كانت ملاحظة ثاقبة وجيدة.

في منتصف الأرض التي تفصل بين الجيشين، إنه تم رفع خيمة بيضاء هناك. ذلك كان ليكون المكان الذي سوف يلتقي فيه المبعوثين والمكان الذي سوف يقومان فيه بمناقشة الأمور.

بسبب مرور العديد من الأنهار الصغيرة من هذا الحقل، أصوت كلاب ضالة في موسم التزاوج كان يمكن سماعها وهي تؤدي مراسم تزاوجها الطبيعي. إنه لم يكن هنالك أي فارق في الأصل أو النسب بين الكلاب الضالة، ولذلك فإن كلبا ذكر أسود اللون كان قد وضع جسده السفلي على المنطقة السفلية الخاصة بكلبة أنثى بيضاء اللون. أنا أوقفت خطواتي وأنا متجه إلى الخيمة لأراقب الكلاب وهي تضاجع بعضها البعض قليلا.

“تلك الكائنات هناك تبدوا وكأنها تجيد القيام بذلك النوع من الامور أكثر مني أنا…………”

أنا قمت بالتمتمة تحت نفسي. طبقا لعادة قديمة، المبعوثان المسؤولان عن مناقشة الحرب لغير مسموح أن يرافقهما أي حارس ولا أي خادم.

بعد إلتفاتي ولأنظر إلى مكان بعيد خلفي أنا، أنا إستطعت رؤية الألاف من الرايات وهي ترفرف في السماء. ذلك المكان كان يبدوا وكأنه جزيرة مكونة من الشياطين. ملتفتا إلى الإتجاه المعاكس، ألاف الرايات كانت ترفرف هناك أيضا، وعشرات ألاف البشريين كانوا مجتمعين هناك، ذلك جعل ذلك المكان يبدوا وكأنه جزيرة مكونة من البشر. لأنني أحسست وكأنني أصبحت أملك هذا المحيط الشاسع الذي يفصل بين هاتين الجزيرتين، أنا أحسست بأن هذا لأمر كريم وسخي للغاية.

إنه وبالكاد كان هنالك أي شيء في داخل الخيمة. كرسيان خشبيان ذوي لون أبيض، وطاولة واحدة فقط، والتي هي أيضا وبشكل طبيعي تم طلائها بلون أبيض. فقط هذه الأشياء الثلاثة كانت متواجدة هنا وبشكل وحيد. أنا قمت بالجلوس على واحد من الكراسي ولأبدأ وبصمت إنتظار وصول المبعوث البشري.

مثل نسيم من الربيع المنعش، مبعوث البشر دخل إلى الخيمة.

“……….”

“……….”

أعيننا إلتقت. أنا قمت بتحريك رأسي لومأ أولا. الفتاة هي أيضا ردة بإيماء رأسها قليلا. الفتاة ذات الشعري الفضي قامت بالجلوس على الكرسي المتواجد على الجهة الأخرى من الطاولة. بنظرة واحدة، أنا دركت بأن هذه هي الأميرة الإمبراطورية. إليزابيث أتاناكسيا إيفاتريا فون هابسبورغ.

الأميرة الإمبراطورية كانت تحمل رفقتها حزمة. الشيء الذي قامت بجذبه من تلك الحزمة هو شيء لم أكن أتوقعه على الإطلاق. إنه كان لوح لعبة الغو. في هذا العالم، إنها لعبة لوحية يتم الإشارة إليها من حين إلى أخر بإسم الرايات السوداء والبيضاء. بعد سحبها لوح الغو وإناء يحتوي على القطع الحجرية، الأميرة الإمبراطورية قامت بوضعهم على فوق سطح الطاولة.

“………….”

أنا قمت بالتحديق بعيني في جهة الأميرة الإمبراطورية وبدون أي تعبير.

الأميرة الإمبراطورية قامت بأخذ حفنة من القطع البيضاء ولتقوم وبعد ذلك بإيماء رأسها. إنها أرادت أن تقرر أيضا من سوف يكون صاحب الخطوة الأولى ومن سيكون صاحب الخطوة الثانية بعد ذلك.

-ولما لا تنظر إلى هذا؟

أنا قمت بالضحك في داخل عقلي. النية خلف هذه الحركة المضحكة لهي بواضحة. الأميرة الإمبراطورية كانت تحاول الأن إختبار ذكائي. إن كنت لأقوم بإظهار مقدرة أقل من ما تتوقعه، إذا فإن الأميرة الإمبراطورية وعلى الأرجح سوف تتجاهل وجودي وإنها لن تعتبرني كشخص وفرد للتفاوض معه. حتى وإن كنت لأحاول التهديد عن طريق الصراخ ‘ما هي هذه التصرفات السخيفة؟’، إنني فقط سوف أحصل على نفس النتيجة.

كم لهذا أمر ممتع.

كم لهذا أمر ممتع للغاية.

أنا قمت بأخذ حجر أسود واحد ولأقوم بوضعه على فوق لوح الغو. إنه يمثل عددا فرديا. الأميرة الإمبراطورية قامت بإظهار عدد الأحجار المتواجدة في يدها لأرى بأنها كانت تحمل ثلاثة أحجار. بحق، إنه عدد فردي. كوني أنا إستطعت التخمين وبشكل صحيح ما إن كان عدد الأحجار الذي تحمله في يدها عددا فرديا أو زوجيا، إذا فإنني حصلت على فرصة البدأ أولا.

حقيقة أن الأحجار السوداء هي من تتحرك أولا، وحقيقة أن الأحجار البيضاء هي من تتحرك ثانيا لهي مازالت وظلت حقيقة حتى وفي هذا العالم. ولكن، وفي هذا العالم، إنه ليس هنالك أي معاقبة كومي. لذلك فأي من كان ليحصل على الأحجار السوداء وليكتسب المقدرة على التحرك أولا هو دائما ما سوف يحصل على أفضلية مطلقة.

(عقوبة الكومي في لعبة الغو هي نقاط يتم إضافتها إلى نتيجة الاعب الذي يستخدم الأحجار البيضاء بسبب حصوله على الدور الثاني في اللعب.)

وبسبب ذلك.

أنا لشخص نادرا ما قد خسر بعد حصوله على الأحجار السوداء.

*-تاك.*

أنا قمت بتنفيذ حركتي الأولى.

الحجر الأسود الذي قمت بوضعه على اللوح أصدر صوتا خافتا.

برؤية أن لوح الغو هذا كان ناعما للغاية، إنه لمن الواضح بأن هذا للوح الأميرة الإمبراطورية إستمتعت بإستخدامه. إنه وعلى الأرجح تم صنعه عن طريق إستخدام خشب فاخر. الصوت الذي أصدره كان مرضيا وبحق.

“……….”

الأميرة الإمبراطورية كانت تحدق وبصمت إلى لوح الغو.

حركتي الأولى كانت تتكون من وضعي الحجر في الركن الأيسر العلوي من اللوح.

عن طريق إستخدام الحركة الأولى من أجل وضع الحجر الأولى في الركن الأيسر العلوي من اللوح، إن هذا بمثابة مد الإصبع الأوسط للخصم. في لعبة الغو، لعبة يتم فيها وبشكل واضح وضع أهمية كبيرة على الآداب والإحترام، إن هذه لحركة تحملها صعب بحق. إنه ليس بمشكلة لو كنت لتسمي حركتي هذه بإعلاني الحرب. محركة الحجر بين أصابعها، الأميرة الإمبراطورية قامت بإتخاذ وتنفيذ حركتها.

*-توك-*

هذه المرة، إنه كان دوري أنا لأصبح صامتا.

المكان الذي قامت الأميرة الإمبراطورية بوضع حجرها فيه لهو وبشكل مباشر منتصف اللوح، بمعنى أخر إنها إستخدمت حركة الشيون وون.

إن كنت لأقوم بشرح المعنى، إذا فإنه سيكون من المناسب لو قمت بقول أنه ومن أجل الرد على الإصبع الأوسط الذي قمت بمده لها، الأميرة الإمبراطورية قامت بمد إصبعين إثنين علي.

“………”

عقلي أصبح باردا. بالرغم من أن المسألة كانت لتكون مختلفة لو كان قد تم إستخدام حجر أسود من أجل تنفيذ حركة الشيون وون. ولكن، إستخدام حجر أبيض من أجل تنفيذ الشيون وون؟ حتى ولو قام لاعب محترف باللعب ضد طفل لم يتجاوز عمره سبع سنوات، إنه ما كان ليستخدم حركة جاهلة مثل هذه. إنه لم يتم التقليل من إحترامي لهذه الدرجة أبدا. حتى والدي أنا لم يقم بشيء يقلل من إحترامي إلى هذه الدرجة.

حسنا إذا.

هذه سوف تصبح معركة كلاب فقط.

الحركة الاولى هي وضع الحجر الاول في الركن الأيسر العلوي، والحركة الثانية هي حركة الشيون وون. أليس هذا بأمر مبارك مذهل؟ شيء مثل الإحترام والآداب على لوح الغو يمكن حشوه في مؤخرة خنزير ما.

*-تاك.*

هذه المرة، أنا قمت وبشكل متعمد بوضع حجري على اللوح وبشكل صامت. أن يصبح عقلي أبرد كلما إرتفعت حدة غضبي، هذه هي عادتي الأولية. الأميرة الإمبراطورية لهي على الأرجح مشابهة لي من هذه الناحية، هذا لأنها وهي أيضا قامت بوضع الحجر على اللوح بصمت وفي مكان منطقي. السخرية الطفولية قد إنتهت. في غضون لحظة واحدة فقط، إننا أصبحنا منغمسين في المعركة الواقعة على لوح الغو.

*-توك.*

*-تاك.*

الحرب بدأت في الجزء الأيمن العلوي من اللوح ولتنتشر وببطء إلى المنتصف. أنا كنت في معظم الأحيان دائما ما أهاجم، بينما الأميرة الإمبراطورية ظلت تدافع. بينما أنا كنت أهاجم من أجل الإختراق والوصول إلى المنتصف، الأميرة الإمبراطورية قامت ببناء قلعة محصنة في المنتصف ولتقوم بالدفاع وحماية المنطقة حولها. أنا، أنا الذي كان يحاول بدأ معركة لم يقم بالتراجع، والأميرة الإمبراطورية، هي، هي التي كانت تتلقى تلك المحاولات، هي أيضا لم تتراجع. الشجار والعراك قد بدأ وبشكل طبيعي.

بينما أنا كنت أوصل القتال في المنطقة اليسرى العلوية من اللوح، من حين إلى أخر وبدون أي تحذير، أنا كنت لأقوم بالمهاجمة من مختلف الجهات الأخرى. وفي كل مرة قمت فيها أنا بهذا، الأميرة الإمبراطورية وبكل هدوء واجهة هجومي. من حين إلى أخر، وبعد إعتمادي على تقنية غو من العصر الحديث، الأميرة الإمبراطورية كانت لتقوم بإمالة رأسها إلى الجانب.

“……….”

في النهاية، وبعد كل عشرة أو عشرين دورا تقريبا، إن يدها كانت لتتوقف عن التحرك ولتتجه إلى ذقنها. كل مرة حدث فيها هذا، الأميرة الإمبراطورية كانت لتمضي مدة مرعبة ومطولة من الوقت وهي تحدق إلى اللوح أمامها. بسبب عدم إتفاقنا على أي حدود على مدة الوقت التي يجب التحرك قبل مرورها، الاميرة الإمبراطورية كان بإمكانها أن تواصل التفكير والتخمين كما يحلوا لها.

وأخيرا، وبعد مرور ما يقارب الخمسين دقيقة، الأميرة الإمبراطورية كانت لتتحرك ولترد على حركتي. بالرغم من أنني لم أكن متأكدا من ما إن كانت تلك الحركة جزءا من أساليب لعب الغو العتيقة، إلا فإنني كنت وعلى الأقل متأكدا أنها ليست من أساليب اللعب الحديثة. بالرغم من ذلك، إلا فإنها كانت حركة تبع المنطق، وإنها كانت تحمل مفهوما من الصعب فهمه وإدراكه.

الأميرة الإمبراطورية قامت بإعادة إحياء الأحجار التي كنت قد قمت بقتلها، قامت بحماية الأحجار التي كنت مركزا عليها، وإنها قامت بإستخدام الأحجار التي كنت قد قمت بالتخلي عنها. أنا قمت بسرقة الأحجار التي حاولت الأميرة الإمبراطورية حمايتها، قمت بغزو المناطق التي قامت الأميرة الإمبراطورية بالتخلي عنها، وقمت بنهب المناطق الخلفية التي قامت بصنعها. إننا لم نقم بالخضوع ولو قليلا. لا شيء تم التخلي عنه وإننا لم نقبل بأي حل وسيط.

من حين إلى أخر، وبعد قيام الأميرة الإمبراطورية بوضعها حجرها الأبيض على اللوح، إنها كانت لتنظر إلي ولتسألني بدون إستخدام صوتها عن حركتها.

-لو كنت لأقوم بهذا، إذا أليس هذا بكاف للتراجع؟

في تلك الأوقات، أنا كنت لأقوم بوضع حجر أسود بجانب حجر أخر بدون أي مشاعر على وجهي. في كل وقت قام الخصم فيه بتقديم طلب صغير من أجل خلق مسافة بيننا، أنا كنت لأقوم بالإندفاع وبشكل مباشر. حتى ولو كان ذلك سيكلفني القليل من الأحجار.

بالرغم من أن هذه لمسألة فوز وخسارة، إلا فإنها وفي نفس الوقت نوع من المحادثة.

أنا قمت الرد عليها.

-مستحيل.

بكل تأكيد، الاميرة الإمبراطورية كانت لهي أيضا لترد علي بوجه خال من المشاعر. إنها قامت بتكرير نفس الإقتراح مرتين وأنا لم أقم بالموافقة عليه. الدور الثاني، والدور بعد ذلك، ومع إستمرار المعركة، الأميرة الإمبراطورية وأنا قدمنا المعاني التي نحملها إلى بعضنا البعض بدون إستخدام أصواتنا.

-حسنا إذا، جانبك أنت سوف يكون في موقف سلبي بسبب ذلك………….

-ذلك ما تظنينه أنت. أنا أريد هذه المنطقة.

-الأناس العاديون عادة لا يمكنهم الحصول على كل شيء يريدونه. تخلى عن هذا.

-تلك لهي مجرد كلمات يواسي بها الأناس عديمي المقدرة بعضهم البعض.

-أنا يؤسفني أن أخبرك بهذا، ولكن، أنا لست بشخص عديم المقدرة.

-وأنا أيضا، أنا لست بشخص طبيعي وعادي. أنا أعتذر على ذلك.

المنتصف الثاني من المباراة.

يدي توقفت في منتصف الهواء وأنا أحمل حجرا أسود بين أصابعي.

“……….”

إلى الأن، أنا كنت أمتلك وأضع القليل من الضغط على الأميرة الإمبراطورية عن طريق إستخدامي لتقنيات الغو الحديثة. ولكن، الأميرة الإمبراطورية قامت بصنع حركات الرد بشكل فوري وإنها قامت بمواجهة حركاتي. وفي مرحلة ما، أنا وببطء كنت قد بدأت بفقدان الطرق التي يمكنني إتخاذها. معركة لم يتم رؤيتها أبدا ولا حتى في كتب الغو بدأت بالتشكل والظهور أمام عيني على هذا اللوح.

بدون أي شك أنا قد إستفدت أثناء المرحلة الأولى والوسطى من المعركة. أنا قد قاتلت وفزت. ولكن وبالرغم من ذلك، وبعد وصولنا إلى مرحلة المنتصف في المباراة، الأميرة الإمبراطورية كانت قد سبق وقامت بجر اللعبة إلى منطقة يغطي عليها الضباب. تلك المنطقة العميقة التي تم تجر المعركة إليها لم تكن خبرتها، بل وبدل ذلك، إنها كانت حدة عقلها، قوتها الإبداعية، وأكثر من أي شيء، إنها كانت غرائزها التي قامت بجر هذه المباراة إلى القاع. الأميرة الإمبراطورية التي لا تملك أدنى فكرة بشأن من هو غو سيجين، وهي التي كانت لا تملك أدنى فكرة بشأن من هو ليي شان هو، تلك الأميرة الإمبراطورية إستطعت جري أنا إلى القاع.

(غو سيجين وليي شانغ هو هي أسماء لاعبي غو معروفين في كوريا.)

بعد المرحلة الوسطى في المباراة، أنا بدأت شيئا فشيء أمضي المزيد من الوقت وأنا أفكر بشأن حركتي التالية. تنفسي بدأ يصبح غير منتظم بسبب شدة هذا العمق الذي وقعنا فيه. من أجل التحكم في تنفسي الغير منتظم، أنا قمت بالتوقف عن التنفس لمدة طويلة ولأقوم وبإطلاق صراح النفس الذي أخذته وبعد مدة طويلة فقط. أنا إحتجت إلى إستخدام مدة طويلة للغاية من أجل الرد على حركة الأميرة الإمبراطورية. على الأقل مدة من الوقت أطول بضعفين أو ثلاث على الأقل من مدة الوقت التي إحتاجت إليه هي من أجل الرد علي مسبقا.

-ما الخطب؟

بدون التردد ولو لمدة ثانية واحدة فقط، الأميرة الإمبراطورية قامت بإتخاذ حركتها التالية فور إنتهائي من وضعي حجري على اللوح. إنها كانت تضغط علي وبدون توقف. إنها كانت تستفزني وتسخر مني.

-على ما يبدوا، إن روحك قد ماتت وبشكل مفاجئ. أين هي كامل هجماتك التي كنت تنفذها وبكل تلك الثقة منذ قليل؟ إلى أين إختفت تلك الهجمات؟ هل إستنفذت كامل مخزونك من الحيل والخطط؟ كم هذا لمخيب للظن. أنت عبقري يملك عقلا سريعا فقط. إنه هنالك عدد لا يحصى من العباقرة مثل ذلك في كامل أرجاء العالم.

-…………………..

أنا لم أقم بالرد على إستفزازاتها.

أنا توقفت مرارا وتكرارا.

حتى ولو قامت الأميرة الإمبراطورية بإتخاذ حركتها في غضون ثوان قليلة، حتى ولو قامت وبالتدخل وبشكل متعمد في منطقتي، أنا لم أعر أي أهمية لهذا الأمر وإنني إهتممت وفقط بشأن صورة وحالة اللوح. على كل حال، إنه ليس هنالك أي تقييد بشأن مدة الوقت التي يمكن إستغراقها في إتخاذ حركة ما. إنها لعادة من عاداتي أن أستغل أي قانون أو قاعدة يمكن إستغلالها.

-كم هذا لأمر عديم الطعم والمتعة.

-……………….

-حاول أن تعطيني ولو على الأقل ردة فعل ممتعة. أليست هذه لعبة بدأت تصبح ممتعة لنا كلينا وبعد مدة طويلة من الزمن؟ أوه يا ملك الشياطين، هيا بك. روحك أنت وروحي أنا، دعنا نحدد من هي الأقوى من بيننا نحن الإثنين. ألا يمكن إعتبار ذلك كجزء أخر من الغو؟ كجزء ممتع أكثر بكثير؟

-………………

-أنظر إلى هنا.

أنا واصلت الدفاع والإلتواء في منطقتي فقط. أنا فقط واصلت القيام بهذا.

إنه لا بأس لو قمت بلعني، وإنه لا بأس أيضا لو قمتي بإخباري بأنني شخص ممل. إضحكي كما أردتي علي.

إنه ليس هنالك أي قبطان سيحاول مواجهة الأمواج العاتية. قبطان جيد سيرافق الأمواج العاتية وإنه سوف يحاول تخطي مرحلة الخطر الفوري فقط وإنه أبدا ما أن سيحاول موجهة الأمواج. السبب خلف ذلك لهو ببسيط للغاية. القوارب تمر إلى البحر من أجل الوصول إلى أرض اليابسة، وإنها لا تتجه إلى المياه العاتية من أجل القتال ضد المحيط وأمواجه. في النهاية، شخص ذي واجهة، شخص لديه وجهة في حياته، إنه لن يسمح بأن يتم جره إلى القاع عندما يواجه إستفزازات الأشخاص الأخرين. إنه فقط سيواصل المرور في طريقه.

في النهاية.

-…………………..

-…………………..

الكلمات إختفت من الأميرة الإمبراطورية ومني أنا أيضا.

الإستفزازات، السخرية، وحتى المواجهات المباشرة ما عادت تحدث بيننا نحن الإثنين. أنا تحملت الزمن وأنا واقف في مكاني، بينما الأميرة الإمبراطورية تحملت الوقت وهي منحنية في مكانها. إننا كلينا قد وصلنا إلى وقت وفترة متعبة. إنه ما عاد هنالك أي ذكاء أو غريزة في هذا المكان. إنه ما عاد هنالك أي خبرة أو منطق في هذا المكان. بما أن الوقت والكثير من الوقت هو كل ما ظل، إنه كان ما يجب علينا تحمله حتى النهاية ونحن كلينا تم جذبنا إلى هذا المكان هنا. إن الوقت هنا ليس بمجرد وقت يسري فقط، بل وإنه وقت يحاول جذبك وتحطيمك.

لما نحن مازلنا نواصل وضع الأحجار على اللوح.

إنه هنالك سبب واحد فقط.

فقط من أجل الفوز.

فور وصول القتال على اللوح، والذي كان وفي وقت مضى مسابقة لتحديد الفائز والذي كان أيضا نوعا من المحادثة بيننا إلى لحظاته الأخيرة، فقط المباراة من أجل تحديد الفائز ظلت. نحن كنا قد سبق وفقدنا المعاني خلف كامل المحادثات الصامتة التي تبادلناها فيما بيننا حتى الأن. لا، إننا ما كنا عدنا قادرين على تذكر تلك المحادثات حتى بشكل جيد الأن. فقط لوح الغو الموجود أمام ناظرنا ظل موجودا في عقولنا.

تلك كانت النهاية.

تلك كانت نهاية اللعبة بدون أي مجد أو إلهاءات غيرها.

إنها كانت حركة حاسمة كانت تتبع المعادلة والحركات السابقة التي وقعت قبلها بشكل طبيعي.

-تااااااك.

-تووووووك.

-تااااااك.

“………”

الأميرة الإمبراطورية أوقفت تحركات يدها.

الدور 252.

أصابعها النحيفة والتي كانت ممسكة بالحجر الأبيض ظلت تطفوا في الهواء. وكأن الوقت المحيط بأصابعها كان عالقا في شبكة ما وفي مكان ما، إنها ظلت جامدة في مكانها. مدة طويلة مضت. الأميرة الإمبراطورية قامت بإيماء رأسها وبعد ذلك إنها قمت بتحريك يدها في جهة إناء قطع الغو.

*كلااااااااك، كلاااك، كلااااك.*

الأميرة الإمبراطورية قامت بإيقاع ما يقارب ثلاثة أو أربعة أحجار على لوح الغو في أن واحد.

بولغي. (علامة إستسلام في لعبة الغو وإنها أيضا تستخدم لتهنئة الخصم على مباراة جيدة.)

إنها بمثابة إعلان إستسلام المرء.

“……..”

أنا قمت بأخذ قطعتين من إناء قطعي لأقوم بوضعها على اللوح.

“……..”

فور قيامي بهذا، الأميرة الإمبراطورية قامت هي أيضا بأخذ قطعتين من إنائها لتقوم بوضعها على اللوح. أنا كنت قد قمت بطرح سؤال عليها. سؤال ما إن كنت قد فزت أنا بنقطتين. الأميرة الإمبراطورية أكدت وبحركتها تلك بأنني وبحق فزت بفارق نقطتين إثنتين. أنا قمت بإيماء رأسي وبحذر. إذا فإنني وفي نهاية الأمر فزت وبفارق نقطتين، أليس كذلك؟

بعد وضعنا جميع الأحجار إلى الجانب، نحن الإثنين بدأنا بإعادة تمثيل الحرب التي قد وقعت فقط توا من البداية. نحن كنا نراجع الحركات التي قمنا بإتخاذها. بالرغم من أن هذا لأمر واضح، إلا فإنه أنا والأميرة الإمبراطورية، كلينا كنا نتذكر وبوضوح كل حركة قمنا بإتخاذها منذ البداية وحتى النهاية. إنه لم يكن هنالك أي عقبة في إعادة تمثيلنا الحرب.

“لما قمت بوضع حجر هنا بهذا الشكل؟”

“هذا لأنك أنت واصلت الإلتصاق بي، لذلك فإنني قمت بالإلتفات وتنفيذ هذه الحركة من أجل محاولة وضعك في حالة من الحيرة.”

“أأأه، إذا فأنت وبحق كنت تحاول القيام بذلك. أنا كنت قلقة ومشككة بشأن ذلك الامر كون تلك كانت حركة عشوائية للغاية. أنا كنت في حالة هلع صغيرة بسبب إعتقادي أنك ولربما كنت تحاول تنفيذ حركة حادة.”

“وماذا عنك أنت؟ لما قمت ببعثرة قطعك في هذا المكان بهذا الشكل؟ من ما يمكنني رؤيته، فأليس غزو المنطقة اليمنى السفلية خيارا أكثر حكمة…….؟”

“أليس ذلك بأمر واضح للغاية؟ إن كنت لأقوم بوضع قطعي في هذا المكان، إذا فإن المسير كان ليتغير وليصبح على هذا الشكل………”

“أأه، إذا أنت كنت قلقة من إحتمالية إختفاء كامل قطعك في المنطقة السفلية.”

“الأمور هي على ذلك الشكل. لو كان ممكنا، أنا أردت ترك تلك المنطقة بدون أي تغيير.”

“مهلا، لو كنت لأقوم بوضع قطعة هنا، إذا ما الذي كان سوف يحدث؟”

“مممم، أما كانت لتكون تلك حركة ذات نبض سيء؟”

“نبض سيء؟ مهلا لحظة واحدة. إن كنت لأقوم بقطع اللوح هنا مستخدما قطعة……..”

“أنا أخبرتك بان تلك لبحق كانت لتكون حركة سيئة. أنظر هنا، الأحجار كانت لتواجه صعوبة شديدة في محاولة النجاة في المنتصف…….”

في حوالي الوقت الذي إنتهينا فيه من مراجعة المباراة.

أنا قمت بالنظر إلى السماء بشكل عشوائي وإنني لاحظت بأن السماء كانت قد سبق وأصبحت مظلمة بشكل كامل. إن هذا لأمر غريب. ما حدث هو أننا كلينا لم نلاحظ وعلى الإطلاق الوقت الذي قد أغربت فيه الشمس. فور إدراكي لهذا الأمر، أنا أيضا أدركت بأنه ومنذ مدة مطولة نحن كنا نعتمد وفقط على ضوء القمر من أجل رؤية لوح الغو. أنا قمت برفع حواجبي ولأقوم بالنظر إلى الأميرة الإمبراطورية. كما هو متوقع، الأميرة الإمبراطورية هي أيضا كانت قد قامت برفع حواجبها. الشخص أمامي لهو بشخص غريب تماما عني، ولكن، وبالرغم من ذلك فإنني أحسست بشعور قرابة تجاهه. إنني أحسست وكأننا شخصين فارقا الحياة معا، ومعا إنها عادا ومجددا إلى الحياة.

“………”

“………”

كلينا قمنا بالنهوض من مجلسنا في أن واحد. ومثل ما ما قمنا به أثناء وصولنا إلى هنا، نحن غادرنا وبدون مشاركة أو نطق أي كلمة إلى بعضنا البعض. حقيقة أننا ناقشنا الكثير من الامور ونحن نراجع ما وقع في مباراتنا لأمر يمكن التشكيك فيه.

إنه كان هنالك الكثير من الضوضاء التي إندلعت في لحظة عودتي إلى مخيم قوات ملوك الشياطين المتحالفة. إنهم كانوا فضوليين بشأن ما نوع المفاوضات التي تطلبت مني أن أظل في الخيمة منذ مشرق الشمس إلى مغربها. أنا لم أكن قادرا على إعطائهم ولا أي إجابة بشأن أسئلتهم حول ما إن كان قد تم تحديد بدأ الحرب أو ما إن كان قد تم الإتفاق على هدنة ما. بارباتوس، بتعبير غريب وكأنها كانت تنظر إلى أغرب شخص في العالم على وجهها كانت تحدق إليها ولتقوم بطرح سؤال علي.

“ما الذي حدث؟ فقط ما نوع المحادثات التي تم تبادلها هناك في ذلك المكان؟”

“…….لا، ما زال لم يتم تقرير أي شيء. أنا سوف أعلمك فورما يتم تقرير الأمور بشكل حاسم.”

“إذا متى سوف يتم تقرير الأمور؟ غدا؟”

أنا قمت بإمالة رأسي.

“على الأرجح اليوم بعد غد؟ في حوالي ذلك الوقت.”

“إسمع، إنه لمن الجيد أنك وبحق تعامل هذه اللقاءات بجدية، ولكن لما أنت بحاجة إلى التفاوض لمدة ثلاث أيام متتابعة حول موقف ليس فيه أي خيار أخر سوى الحرب؟”

“أنا مازلت لست متأكدا لذلك فلا تسألي.”

ملوك الشياطين كانوا قلقين وإنهم كانوا راغبين في سماع الإجابة في أقرب وقت ممكن. ولكن، وبسبب كوني وبحق لا أدري، أنا لم أكن قادرا على إعطائهم إجابة مناسبة. في النهاية، إنه وبشكل رسمي تم إتخاذ قرار أن المفاوضات سوف تستمر حتى اليوم بعد غد.

أنا قمت بتجنب الأسئلة الأخرى من ملوك الشياطين ولأعود وبذلك إلى خيمتي الخاصة.

كما هو معتاد، لابيس كانت تعلم فارنيس في خيمتنا الخاصة. فارنيس كانت تدرس كيفية التكلم والمخاطبة وهي تقرأ كلمات مكتوبة على ورقة أمامها. إنها كانت تحمل وعلى كتفيها عقلا ذكيا وإنها كانت قادرة على حفظ الكلمات المكتوبة على الورقة أمامها بسهولة، ولكن، نبرة صوتها أثناء إلقاء الخطاب وعدة أمور متعلقة بذلك ما زالت لم تصل بعد إلى مستوى مثالي. أه، ولكن إنه على الأرجح لا شيء لمثالي بما فيه الكفاية من وجهة نظر لابيس. أنا قمت بإيقاف درسهن لمدة من الوقت لأخاطبهما.

“فارنيس، هل ربما أنت تجيدين لعب لعبة الرايات السوداء والبيضاء؟”

“هل تقصد بذلك لعبة الغو؟ بالرغم من أن هذه الانسة هنا لربما هي قرأت الكثير من التقارير المتعلقة بشأن مباريات الغو، إلا فإن هذه الآنسة هنا لم تختبر من قط مسبقا تجربة لعب اللعبة. في معظم الوقت، هذا الآنسة إستمعت بقراءة التقارير وحدها.”

“مم، وماذا عنك أنت يا لابيس؟”

“هذه هنا لهي أيضا لا تملك أي خبرة في اللعبة. هل هنالك خطب ما؟”

“لا، إنه ليس هنالك أي شيء. إنه بإمكانكما مواصلة الدرس والتدريب.”

أنا قمت بالإتجاه إلى ركن من أركان الغرفة ولأجلس هناك ولأبدأ بالتحديق بشكل مباشر إلى المنطقة الفارغة أمامي. المباراة التي قمت بلعبها صباح هذا اليوم واصلت الظهور في عقلي مرارا وتكرارا. إنه ما كان يظهر في عقلي لم يكن تحركات الأحجار أو موضعها. على اللوح ذلك، نوع محدد من المزاج، أو شيء مماثل للجو بشكل واضح تشكل هناك. ولكن، ومهما حاولت تذكر ذلك الشكل إنني ما كنت قادرا على تذكره وبشكل جيد وكامل.

من حين إلى أخر، أنا كان بإمكاني سماع صوت لابيس وهي توبخ فارنيس. أنا قمت بإغلاق عيني ولأحاول تذكر المزاج المحيط بلوح الغو بوضوح أكثر. ولكن، الشيء الوحيد الذي واصل الظهور في عقلي لهي الأصابع النحيفة الخاصة بالأميرة الإمبراطورية. بالرغم من إحساسي وكأنه هنالك حل ما في تلك الأصابع، إلا فإنه لكان من الصعب التصديق وبحق فكرة أن تلك الأصابع تحمل سرا ما…….بحق، إنه هنالك العديد من الامور والأحداث الغريبة في العالم. أنا قمت بالهمس لنفسي بشكل صامت.

غدا وعلى الأرجح الأميرة الإمبراطورية سوف تستطيع على الحصول على فرصة البدأ أولا بينما أنا سوف أكون صاحب الحركة الثانية.

أنا على الأرجح سوف أهزم غدا.

تلك كانت أخر فكرة لتمر من دماغي قبل ما أن أخلد إلى النوم.

[ملك العاميين، ذي الرتبة 71، دانتاليان. التقويم الإمبراطوري: العام 1506، الشهر 4، اليوم 2 بوليس، حقول برونو

فور وصول صوت صياح الديك الأول الذي يرافق مشرق الشمس إلى أذني، أنا قمت بالنهوض من سريري ولأتجه إلى الحقول.

في الخيمة، الأميرة الإمبراطورية كانت قد سبق ووصلت إلى هنا وإنها كانت جالسة على كرسي من الكراسي الإثنين المتواجدين هنا.

“………….”

نحن قمنا بتحية بعضنا البعض مرة أخرى عن طريق إيماء رأسنا، ولكن، وبشكل مختلف اليوم عن البارحة، تحيتنا اليوم لم تنتهي بعد إيماء رأسنا بشكل صغير فقط، بل إننا قمنا بحني رأسنا وبشكل مناسب هذه المرة لبضعنا البعض. نحن لم نقم بهذا بنية إظهار إحترامنا للشخص الأخر. كل ما في الأمر هو أننا أحسسنا وكأن هذه طريقة التصرف المناسبة والطبيعية. فور رفعي رأسي، الأميرة الإمبراطورية هي أيضا قامت برفع رأسها لتقوم بتجعيد حواجبها وكأنه هنالك أمر غريب ما.

“……………”

بشكل مفاجئ وغير متوقع، الأميرة الإمبراطورية قامت بالنهوض من مكانها ولتقوم بالإتجاه إلي ولتمسك بمعصمي. إنها قامت بالإمساك به ولتبدأ بالنظر إليه بقرب ومن مختلف الزوايا، ولكن، وكلما هي قامت بالنظر إلى معصمي من زاوية أخرى، كلما إزداد تعبير الحييرة على وجهها. أنا لم أقم بإيقاف الأميرة الإمبراطورية، هذا لأنه وبسبب أفعالها الغريبة، أنا أيضا كنت أملك الفرصة لأنظر إلى أصابعها وبشكل مقرب.

يدي الأميرة الإمبراطورية كانت خشنة. عقلي ظل هادئا بسبب تلك الخشونة. أنا كنت مدركا لحقيقة أن خشونة يد ما وهدوء ونعومة عقل ما لمرتبطين ببعضها البعض. إن هذه لحقيقة مفاجئة. بالرغم من أنني كنت مدركا وبشكل سابق لهذه الحقيقة، إلا فإنني أحسست وكأنني فقط قد تعلمت بشأنها اليوم. بينما يدينا اليمنى كان يتم إمساكها وملامستها من قبل شخص أخر، نحن قمنا بالتحديق إلى بعضنا البعض.

“……”

“……”

بحق إنه هنالك شيء غريب. بالرغم من أنني لا أعرف ما هو ذلك الشيء الغريب، إلا فإنه وبدون أي شك هنالك شيء غريب ما هنا.

بشكل مشابه للبارحة، لوح الغو تم وضعه على سطح الطاولة. بشكل طبيعي وواضح أنا قمت بأخذ القطع البيضاء بينما الأميرة الإمبراطورية حصلت على القطع السوداء.

النتيجة كانت هزيمتي أنا.

في الدور 232، أنا إعترفت بهزيمة بولغي الخاصة بي. مهما قمت بحساب الأمر، أنا كنت في موقف خسارة بفارق نقطة واحدة. أنا قمت بالتمتمة.

“هل هو فارق نقطة واحدة؟”

“إنه كذلك. فارق نقطة واحدة.”

“همممم.”

“هل تريد مراجعة المباراة؟”

“بالرغم من أنني متشوق للقيام بذلك……..”

أنا قمت بالنظر إلى السماء. بالرغم من أننا وبشكل واضح بدأنا عند مشرق الشمس، إلا فإنه وأثناء مبارتنا، الشمس كانت قد سبق وإختفت من السماء. مدة وقت أطول من البارحة تم إستغرقاها في مبراة اليوم مقارنة مع البارحة. سواء كانت الأميرة الإمبراطورية أو أنا، نحن كلينا لم نقم بالسخرية أو محاولة إستفزاز بعضنا البعض ولا مرة واحدة، بل وبدل ذلك إننا عاملنا أحجارنا بإحترام وجدية منذ البداية حتى النهاية.

إنها كانت حالة حيث فقط المهارات سوف تحدد الفائز في معركة عادلة. بالإضافة إلى ذلك وبسبب كون شخصية الأميرة الإمبراطورية عتيقة بالنسبة إلي، إذا فإنني كنت جاهلا وغير مألوف مع ذلك، وبسبب كون شخصيتي أنا غير مسبوقة بالنسبة للأميرة الإمبراطورية إذا فإنني أنا كنت غريبا بالنسبة لها. بسبب ذلك تحركاتي العادلة كانت تبدوا على شكل خدع بالنسبة لها، وحركاتها المثالية والجيدة للغاية كانت تبدوا على شكل حركات سيئة بالنسبة لي أنا. ولذلك وبشكل طبيعي إنه إنتهى بنا الأمر نمضي مدة طويلة من الوقت.

“……….بناءا على هذه النسبة، إنه وكما يبدوا، المفاوضات ستكون عديمة النتائج اليوم أيضا. هذا لأمر مزعج كون ملوك الشياطين الأخرين سوف يواصلون طرح الأسئلة علي بشأن ما الذي كنت أقوم به وما هو الأمر الذي يمكن أن يكون يستغرق هذه الكمية من الوقت.”

“إن الأمور لمماثلة لذلك على هذا الجانب. بالرغم من أنني أتيت إلى هنا قبل المشرق بنية التفاوض بهدوء وبطء بعد إنتهائها من مباراة واحدة، إلا فإنني لم أكن أتوقع بأننا سوف نستغرق كل هذا الوقت…………..”

“أه، أنا أعتذر. أنا متأكد مني قد وصلت في وقت متأخر بعض الشيء.”

“لا، إنه ليس هنالك أي داع للإعتذار. أنا قد وصلت إلى هنا فقط وقبل بضع لحظات من وصولك أنت. المدة التي أمضيتها في الإنتظار على الأرجح لا تتخطى العشرون دقيقة.”

“هممم.”

“مممم…..”

نحن قمنا بمواصلة النظر إلى لوح الغو وإلى وجه الشخص أمامنا. إننا لم نعبر عن الأمر عن طريق إستخدام الأصوات، ولكننا كنا نحمل نفس الفكرة في عقلنا. إنني أحسست أنه ومن المناسب أن أكون أنا الشخص الأول ليتكلم كوني أنا الذي هزمت اليوم هنا. لذلك فإنني أنا قمت بفتح فمي.

“أيتها الأميرة الإمبراطورية، أنت ليس لديك أي نية في عقد هدنة بين عرقينا، أليس كذلك؟”

“أه، ليس لدي نية على الإطلاق في القيام بذلك. ولا قليلا.”

إجابة فورية.

نحن كلينا قمنا بإيماء رأسنا في نفس الوقت.

“إذا فإنني أظن بأن هذا يعني أن المفاوضات قد تم تحديدها.”

“جيد، المفاوضات قد إنتهت.”

وبهذا، المفاوضات بين عرق الشياطين وعرق البشر إنتهت.

إنه لم يكن هنالك أي خيبة أمل لا في قلبي ولا في قلب الأميرة الإمبراطورية. مفاوضات هدنة إنتهت في غضون 5 ثوان بعد بدئها، ألربما هذا لهي أول مرة وفي كامل التاريخ ليقع فيه شيء مماثل لهذا؟ مهما كان، إن ذلك لأمر لا يهم. إنه هنالك شيء أكثر أهمية بكثير من ذلك بالنسبة لنا نحن الإثنين حاليا.

“لنراجع الأن المباراة.”

“لنقم بذلك إذا.”

نحن قمنا بمراجعة كامل التحركات والخطط في المباراة إلى أن وصل منتصف الليل. أثناء مراجعتنا للمباراة، إننا من حين إلى أخر كنا لنقوم ببدأ مباريات صغيرة سريعة كلما قمنا بطرح سؤال ‘ماذا كان ليحدث لو كنت لأقوم بإستخدام هذه الحركة بدل هذه الحركة؟’. إنا حاولنا إشباع كامل أسئلتنا وغريزتنا الفضولية.

اليوم أيضا، ملوك الشياطين كانوا ينتظرون وصولي وعودتي بأعين يقظة. تجاه الأسئلة المتعلقة بشأن ما حدث اليوم أثناء المفاوضات، أنا قمت بالرد عليهم.

“بعد أربعة ساعات من الأن، المبعوث البشري وأنا سوف نلتقي وكما هو مقرر فور مشرق الشمس. قبل إنتهاء اليوم غدا، وبدون أي شك، أنا أنوي تحديد ما إن كنا سوف نتوصل إلى حل ما.”

بالرغم من حقيقة أنني كنت أتفاوض ومنذ مشرق شمس اليوم، ملوك الشياطين الأخرين كانوا متفاجئين بسبب كلماتي التي أعلنت بأنني مازلت سوف أواصل التفاوض غدا. من بينهم، البعض من ملوك الشياطين بدأوا بمديحي بسبب كوني كنت أتصرف بشكل جدي وصادق وإنه لمن النادر رؤية شيء مثل هذا عادة.

بالطبع، المفاوضات كانت قد سبق وإنتهت. نحن كلينا لم نملك أدنى النوايا في إنهاء هذه الحرب. إنه هنالك حاجة ملحة لكي نقوم بخوض مبراتنا الأخيرة وهذا وبسبب كون نتيجتنا الحالية تعادل 1:1. مهما حدث، هذه لمباراة يجب أن تقع وبدون أي شك.

قلقا من أنني لربما سوف أخسر بسبب قلة النوم، أنا إتجهت إلى سريري بشكل فوري فور عودتي إلى خيمتي الخاصة. بالرغم من أن فارنيس كانت قد قامت بالإلتصاق بي ولتطالب مني القيام بشيء ما بشأن لابيس إلا فإنني تجاهلتها. تعاملي مع معلمتك بنفسك.

هذا السيد هنا غدا تنتظره أهم مباراة في حياته. يا فتاة، لا تزعجي هذا السيد هنا حاليا.

[ملك العاميين، ذي الرتبة 71، دانتاليان. التقويم الإمبراطوري: العام 1506، الشهر 4، اليوم 3 بوليس، حقول برونو

أنا إستطعت النوم لمدة ثلاثة ساعات فقط. كوني لم أملك أي سبب لأواصل الإنتظار لمدة ساعة كاملة وبدون أي سبب، أنا قمت بالإتجاه إلى الحقول. في مثل هذا اليوم، وقبل عام واحد، أنا كنت قد وقعت إلى هذا العالم هنا.

الحقول كانت مغطاة برائحة المياه القذرة. سواء ما إن كان ندى الصبح قد بدأ بالتجهيز لكي يتشكل، أو ما إن كان حمام مطري على وشك الهطول، إلا فإن الكسل فارق عيني وأنا أمر من هذه المنطقة التي هوائها مليئ بالمياه وأنا أحسست بشعور ممتع بسبب ذلك. بعد مرور 10 دقائق على دخولي إلى الخيمة، الأميرة الإمبراطورية وصلت هي أيضا إلى الخيمة.

“…..”

“…..”

نحن قمنا بتحية بعضنا البعض. نحن هذه المرة قمنا بحني رأسينا بزاوية أكبر من البارحة.

المباراة الاخيرة قد بدأت الأن. أنا قمت بأخذ الحركة الاولى مستخدما الأحجار السوداء بينما الأميرة الإمبراطورية قامت بإتخاذ الحركة الثانية مستخدمتا الأحجار البيضاء. مواصل من البارحة واليوم قبل البارحة، أعظم وأجمل معركة بدأت اليوم.

مثل المعركة الأولى، نحن قمنا بإستفزاز بضنا البعض وبدون أي تردد أو رحمة. ولكن، إننا لم نقم بالسخرية من بعضنا البعض. حتى ولو قامت هي بمهاجمتي بشكل مباشر، أحجاري لم تكن في أي خطر بسبب كون قاعدتي مازالت في أمان. في الأماكن التي كانت هي الأكثر خطورة، الأحجار البيضاء والسوداء كانت مختلطة بشكل متعادل بالرغم من كوني أنا في موقف خطر أكبر. بالرغم من أن معركة الأدوار كانت كثيفة وعنيفة لدرجة أنني أحسست وكأن عقلي فقد القدرة على التفكير، إلا ولأنه لم يكن هنالك أي حد زمني، أنا إستطعت إسترجاع هدوئي عن طريق إستخدامي عقلي…….أها، قتال بدون أي حد زمني عليه لهو بقتال مذهل إلى هذه الدرجة؟ جمال يمكن رؤيته والنظر إليه ليظهر أبسط أشكاله، جمال خلاب. لقد فهمت هذا بحق اليوم.

زخات المطر بدأت بالتساقط فور شروق الشمس.

المطر واصل التساقط إلى الأرض وهو يحمل معه رائحة الغيوم. الأناس يقولون بأنه لو أراد شخص ما أن تكون رائحته رائحة زكية، إذا فإنه يجب أن يتم تحطيمهم عدة مرات.

قطرات المطر حرصت على أن يتم تحطيمها ولتطلق رائحتها. بينما نحن غطى على أذنينا صوت الأمطار المتساقطة، وعلى أنوفنا الرائحة القذرة الصادرة من قطرات الأمطار، إنها غطت عليها، ومع وقوع كل هذا، نحن واصلنا مبراتنا. كون ملابسنا أصبحت عبءا علينا أكثر من المطر، نحن قمنا بإزالة البعض منها. ومثلما قد كان وأصبح جسدي مبللا، أنا الأن أحسست بشعور مريح أكثر بكثير من قبل.

العديد من قطرات المطر قامت بالتساقط على لوح الغو هو أيضا. القطرات التي وقعت على الأحجار إنتهى بها الأمر وهي تتحطم، بينما القطرات التي وقعت على الأحجار البيضاء إنتهى بها الامر وهي تمر وبسلاسة من عليها. المياه بدأت بالتجمع على فوق سطح اللوح. سواء كان ذلك حجرا أسود أو حجرا أبيض، إنها جميعا أصبحت مغطاة بالمياه ولو قليلا. بدل وضعنا نحن للأحجار في أماكنها تلك، إنها كانت تبدوا وكأنه قد إنتهى بها الأمر في ذلك المكان وبشكل عشوائي فقط. من حين إلى أخر، أنا قمت بوضع أحجاري على اللوح بدون التفكير ليبدوا الأمر وكأن المطر كان يفكر بدلي أنا، والأحجار كانت تبدوا وكأنها تختار مكانها بنفسها. لو كان ليقوم شخص ما بالنظر إليها مجددا، إذا فإنه كان ليجد بأن تلك كانت حركة ممتازة وأنها تحمل الكثير من التفكير في موضعها. ولكن، وإن كان ليقوم شخص ما بسؤالي عن ما إن كنت قد قمت بتنفيذ حركة ممتازة، أنا كنت لأقوم فقط بإمالة رأسي إلى الجانب. بالنسبة لي، أنا أحسست وكأنها كانت حركة عادلة فقط.

قطرات المطر وقعت إلى بقية مناطق الحقل أيضا. مع تساقط المطر إلى المنطقة حولنا، تلك المنطقة بذاتها أصبحت صامتة للغاية. من أجل منع الأمور عديمة النفع والأهمية من الإقتراب منا، صوت المطر غطى على تلك الأصوات التي لا أهمية لها. بالرغم من أنني كنت مبتلا، إلا فإنني صدقت وبحق أن المطر تجنبنا نحن وليقع إلى بقية الحقول فقط. أنا لم أعد أشعر وكأن جيوش الشياطين والبشر لهي بجزر واقفة وسط محيط عظيم، بل إنني بدأت أشعر وكأن هذه المنطقة التي توجد بيننا نحن الإثنين لهي بالجزيرة الحقيقية. لذلك فنحن الإثنين كنا محيطين بتلك الجزيرة كنا هادئين مثل المحيط.

 

قبل أن أدرك الأمر، أنا ما عدت أقاتل من أجل الفوز، بل إنني كنت أقاتل لكي لا أرتكب خطئا ما.

هذا اليوم أبدا ما يجب أن يلطخه أي خطأ على الإطلاق. بالرغم من أن المسألة ستكون مختلفة لو أنني إرتكبت خطئا ما لأنني لم أدرك خطة خصمي العبقرية، إلا فإنه لم يكن بإمكاني السامح لنفسي بإرتكاب خطأ ناتج عن كسلي أو قلة جدي. ذلك سيكون أمرا مخزيا ومخجلا القيام به.

لأنه كان أمامي الكثير من الوقت من أجل التفكير والتخمين، سرعة وضعي الأحجار على اللوح كانت ببطيئة للغاية. الأميرة الإمبراطورية هي أيضا كانت مثل ذلك. نحن كنا ثقيلين للغاية في التحرك. الأجساد بطيئة التحرك كانت مغطاة بقطرات المطر ولهذا فإنها كانت تحمل هائلة من الجمال. في اللحظة التي توقف فيها المطر عن التساقط من السماء، نحن الإثنين توقفنا عن التنفس لبضع من الثواني. المياه بدأت بالإختفاء من على اللوح. المباراة قد إنتهت.

“………….”

“………….”

313 دورا.

بولغي.

فارق نقطة واحدة.

فوز الأحجار السوداء.

الأميرة الإمبراطورية إليزابيث قامت بالتمتمة بصوت هامس.

“………على ما يبدوا، أنا وفي هذا اليوم وفي هذا المكان قد رأيت كامل الجمال الذي يمكنني رؤيته طوال حياتي.”

“بحق ما قلته.”

“أوه يا ملك الشياطين، ألا يمكنك أن تموت معي هنا، وفي هذا المكان؟”

أنا قمت بإيماء رأسي ببطء.

“أنا لا أمانع ذلك، ولكن، هل وبحق هنالك حاجة للموت هنا وفي هذا المكان؟”

“وما هو الهدف من مواصلة العيش إن كنت ما لأقدر على رؤية الضوء بعد اليوم؟ اليوم والأن، أنا لن أمانع الموت هنا وإنني سوف أغادر هذا العالم بسعادة رفقتك.”

“أنا أعدك بأن أحداثا وأمورا ممتعة ومذهلة أكثر من أحداث اليوم هذا سوف تحدث مجددا في المستقبل وبإزدياد فقط.”

“…………..”

إليزابيث قامت بوضع يدها على ذقنها ولتبدأ بالتفكير بتمعن في كلماتي.

“حسنا إذا. أوه يا ملك الشياطين، أنا سوف أصدق كلماتك تلك وأنا سوف أواصل العيش لمدة أطول. حتى وإن كان معنى كلمة الحياة هو تحطم الأحلام وخيانة الأمال، إلا فإنني أمل بأنك أنت، ملك الشياطين أنت، على الأقل لن تخون توقعاتي.”

“أنا سوف أبذل قصار جهدي…….أه، دعينا لا نراجع مباراة اليوم.”

“ممم، نعم، أنا أيضا أريد إنهاء الأمور على هذا الشكل.”

أنا قمت بحني رأسي بشكل كامل.

“إسمي أنا هو دانتاليان. من الأن فصاعدا أنا سوف أكون في رعايتك.”

“إسمي أنا هو إليزابيث. من الأن فصاعدا، أنا أيضا سوف أكون في رعايتك.”

الأميرة الإمبراطورية هي أيضا قامت بحني رأسها بشكل كامل.

نحن قمنا بتقديم أنفسنا لبعضنا البعض فقط وبعد مرور ثلاثة أيام على لقائنا الأول.

أنا قمت بالتكلم.

“يا أيها الأميرة الإمبراطورية، في موطني الذي كنت أعيش فيه مسبقا، إنه يتم إزالة حوال ستة أو سبع نقاط من مجموع نقاط الاعب ذي الأحجار السوداء. لو كنا في موطني، هذه كانت لتكون خسارتي أنا.”

“كيف يمكن للمرء أن يحكم على هذه المباراة طبقا لقوانين أرض غريبة؟ رجاء تراجع عن كلماتك. أنا أتمنى القبول بخسارتي كما هي، خسارة فقط.”

“وكيف يمكن لي أنا أن أتخلى عن موطني ولأخدع عقلي بينما قلبي دائما مازال يذكرني بشأن موطني بالرغم من تواجد جسدي هنا في هذا المكان؟ بالنسبة لي، هذه بمثابة خسارتي ضدك أنت، يا أيتها الأميرة الإمبراطورية. هذا لأمر لا يمكن تغيير قناعتي بشأنه.”

“إذا فإننا كلينا قد خسرنا.”

“إذا فإننا كلينا قد فزنا.”

نحن قمنا بإيماء رأسينا. لمدة طويلة من الوقت، نحن واصلنا التحديق إلى اللوح الذي تجمعت عليه قطرات المطر. بالرغم من أن المطر الذي كان يجب عليه التساقط سقط وبالفعل، إلا فإنه مازال أمامه البعض من الوقت ليختفي. البعض من قطرات المطر كونت نهرا صغير الحجم وليبدأ بالسريان. أنا قمت بفتح فمي بعد مدة من الصمت.

“إنه لمن المناسب التحدث الأن. رجاء فلتعتبري هذا لقاءا سريا بيننا نحن الإثنين يا أيتها الأميرة الإمبراطورية. لو لم يكن الأمر بمشكلة، هل من الممكن أن تؤكدي لي ما إن كنت تملكين شيئا مثل أداة لعبة الذاكرة؟ أنا لا أقصد أي إهانة بهذه الكلمات، كل ما في الأمر…………”

“أه، بالطبع.”

الأميرة الإمبراطورية قامت بالنهوض ولتقوم بإزالة كامل ملابسها قطعة تلو الأخرى. أنا قمت بالإمساك بقطع ملابسها تلك ولأقوم بتفقد جيوبها الخارجية والداخلية. إنني لم أجد أي شيء فيها. عدة قطرات من المطر تشكلت على جسد الأميرة الإمبراطورية العاري ذي البشرة ناصعة البياض. أنا قمت بإعادة كامل ملابسها إليها.

“شكرا لك.”

“هل من مانع لو قمت أنا أيضا التحقق…….؟”

“بالطبع ليس هنالك أي مانع.”

أنا قمت بإزالة كامل ملابسي ولأقدمها إلى الأميرة الإمبراطورية. كما كنت قد قمت به أنا، الأميرة الإمبراطورية قامت بتفقد كل قطعة من ملابسي هي الأخرى. إنها هي قامت بإيماء رأسها ولتقوم بإعادة ملابسي إلي.

“أنا أعتذر على الإزعاج.”

“لا داعي للإعتذار.”

نحن كلينا قمنا بإعادة إرتداء ملابسنا المبتلة. بينما نحن عدنا إلى الجلوس على مقاعدنا أمام بعضنا البعض، نحن وأخيرا كان بإمكاننا البدأ بالتحدث. أول من قام بفتح فمه كان الأميرة الإمبراطورية.

“إن عفوك على المارغراف روسينبورغ وإرساله إلي كان بخطأ كبير يا ملك الشياطين. بالرغم من أنه يبدوا وكأنك كنت تأمل بأن نقع أنا والمارغراف في صراع على السلطة العسكرية، إلا فإن المارغراف لهو قد سبق وأصبح عجوزا للغاية للقيام بشيء مثل ذلك.”

“أنا أيضا نادم على فعلتي تلك.”

إنها الحقيقة. أنا قد ظننت بأن المارغراف روسينبورغ سوف يقاوم ضد الأميرة الإمبراطورية ولو قليلا بعد. أنا لم أتوقع بأنه سوف يصبح وبشكل مطيع درعا بشري وليموت على ساحة الحرب. في التاريخ الأصلي لهذا العالم، إنه كان شخصا وضع الإمبراطورية في موقف حرج بسبب كونه كان على وشك بدأ حرب إنقلابية ضد الأميرة.

“كيف إستطعت خداع المارغراف لكي يقوم بما قام به؟”

“إنه أطاعني مثل طفل رضيع بعدما قمت بمعانقة جسده من الخلف مرة واحدة فقط. إنه كان رجلا عجوزا سخيفا.”

أنا قمت بالضحك قليلا. على ما يبدوا إنها فتاة تعرف كيفية الإستمتاع بالمزح.

“على ما يبدوا، الأميرة الإمبراطورية تجيد المزح بحق.”

“هل حقا ذلك؟……….تلك لمجاملة أسمعها لأول مرة في حياتي ومنذ ولادتي.”

الأميرة الإمبراطورية إبتسمت إبتسامة خفيفة. إنها إبتسامة لاقت بها بحق.

أنا قمت بإتكاء جسدي على الكرسي بشكل مريح.

“أنت تنتقدينني بسبب إرتكابي خطئا واحدا، ولكن يا أيتها الأميرة، نفس الشيء ينطبق عليك أنت أيضا. إنه وعلى ما يبدوا أنت قمت بإرسال أمير العرش رفقة المارغراف. يا له من أمر مؤسف بحق. لو كان هو قد مات أثناء المعركة، إذا أنت كنت لتصبحي الوريثة الوحيدة للعرش. بالرغم من أنكي كنت لتضعي مسؤولية وفات أمير العرش على عاتق المارغراف………….”

الأميرة الإمبراطورية قامت بالتنهد.

“هل تم الإمساك بأخي وهو على قيد الحياة؟”

“نعم، على قيد الحياة وبصحة جيدة. أمير العرش لهو حاليا سجيني الخاص.”

“…….أبدا ما كان قريبي بالدماء ذلك شخصا ذي منفعة بالنسبة لي. إنني حاولت تسميمه وإغتياله مسبقا، ولكن وبشكل غريب إنه سريع العقل وإنه إستطاع النجاة حتى وإلى هذا اليوم، أنا كنت منحته فرصة الموت بشرف، ولكن، وليتم الإمساك به وليصبح سيجينا هناك………..”

“أنا قد حظيت بشرف مشاركة محادثة خاصة مع أمير العرش. بسبب ذلك، فإنني إكتشفت الكثير من المعلومات بشان ماضييك أنت. إنه لبحق يرفع من الآمال.”

أنا قمت وبسلاسة برفع حافة فمي.

“على ما يبدوا، أنت قمت بقتل أختيك الإثنتين رفقة إثنين من أخويك.”

“……………”

تنهيدة الأميرة الإمبراطورية أصبحت أعلى صوتا.

“……..على ما يبدوا أخي قد قام بإخبارك بكل شيء. أوه يا ملك الشياطين، هل قام أخي بإخبارك بكامل الحقيقة خلف السبب الذي دفعني إلى قتل لحمي ودمي؟”

“نعم.”

عن طريق إغراء أمير العرش بمختلف الوعود، أنا إستطعت الحصول على أي شيء يمكن إستخدامه كنقطة ضعف ضد إليزابيث. تاريخ العائلة الذي يجمع بين أمير العرش والأمير الإمبراطورية لهو بمعقد لدرجة تصل إلى السخافة. من بين جميع المعلومات التي إستطعت جمعها، بالرغم من أن بعضها كانت معلومات كنت أعرفها وبشكل مسبق من اللعبة، إلا فإن كمية المعلومات التي ما كان لم يتم الكشف عنها في اللعبة أو تم التلميح إليها فقط لكانت بكمية هائلة بحق. أنا واصلت التكلم.

“في بادئ الأمر، عائلتك المرتبطة بالدماء كانت مكونة أختين فتاتين إثنتين وثلاث إخوة ذكور……بالرغم من أنه لم يكن هنالك أي نقص في الأعداد، أعداد كافية من أجل مواصلة سلالة العائلة الملكية، إلا فإنه وبعد عدة وفايات غامضة واحدة تلو الأخرى، فقط الأميرة الإمبراطورية وأمير العرش، فقط هذين الإثنين هما من ظلا على قيد الحياة.”

“…………..”

“الإشاعات المتعلقة بهذه الوافيات الغامضة كان عددها عالي وبحق. أمير العرش قام بقتلهم، لا، إنه كان هنالك صراع سري بينهم إنتهى في موتهم جميعا. إنه تم التضحية بهم بسبب خطة حبكها العديد من النبلاء………..”

ولكن جميعهم كانوا مخطئون.

كل واحد منهم كان مخطئا.

أنا قمت بالتحديق وبشكل مباشرة في جهة الأميرة الإمبراطورية.

“طبقا لما قام أمير العرش بإخباري به، إنه إدعى أنه وفي الحقيقة، أنت، الأميرة الإمبراطورية، هي من قامت بقتل كامل إخوتها. أليس تلك هي بالحقيقة؟”

الأميرة الإمبراطورية قامت بإيماء رأسها.

“تلك هي الحقيقة. أنا قمت بقتلهم جميعا.”

“بالرغم من أنه وبينهم كان أخاك الأصغر الذي لم يتجاوز عمر ستة سنوات…………”

“نعم، أنت محق في ذلك. وهل هنالك أي مشكلة في ذلك؟”

“………….”

أنا قمت بالسماح لضحكة مرة بالخروج من فمي.

“بالرغم من ذلك، الا تشعرين بأي حزن على الإطلاق يا أيتها الأميرة الإمبراطورية؟”

“بالطبع أنا أشعر بالحزن، ولكن، ما هي المشكلة في الشعور بالحزن؟ كما يجب على المرء الشعور بالحزن بسبب الأمور المحزنة، إنه أيضا يجب على المرء قتل وأخذ أرواح الذين يجب قتلهم. تلك هي الطريقة التي أعيش بها أنا. هل من الممكن أنك أنت يا ملك الشياطين تعيش بطريقة مختلفة؟”

بدون أي تغيير على الإطلاق، وجه الأميرة الإمبراطورية ظل باردا وحادا خاليا من أي مشاعر. تعابيرها مازالت نفسها منذ دخولها إلى الخيمة وحتى وأثناء لعبنا الغو إنها ما كانت تغيرت. أنا لم أشعر وكأنها تحاول إخفاء مشاعرها أو منع تعابيرها من التغير بأي شكل من الأشكال. الأميرة الإمبراطورية هي على الأرجح وبصدق تسألني ‘إن كان هنالك خطب في ما قمت به؟’. أنا قمت بحك رأسي قليلا لأرد عليها.

“لا. أنا أيضا أعيش بطريقة مشابهة لتلك نوعا ما.”

“لسبب ما، أنا كنت متأكدة من ذلك. أنت تعيش بطريقة مثيرة للشفقة بعض الشيء…………..”

“وهل ذلك شيء أنت يجب عليك قوله لي أنا……؟”

الرياح وأخيرا بدأت تهب وبعد مدة من الوقت. إنها كانت رياح تحمل الرطوبة. القماش الأبيض المتواجد في الخيمة تحرك وكأنه ستار وليقوم وبشكل مؤقت من إخفاء أوجهنا عن بعضنا البعض. فور هدوء الرياح، نحن عاد من الممكن لنا رؤية وجه الشخص أمامنا.

“أنا لا أدري إن كان أخي قد قام بإخبارك بهذا أم لا، ولكن أخي كان قد جعل من أختي الأولى والثانية عشيقات له بشكل سري. إنهم كانوا يمارسون سفاح القربى وإنهم كانوا يضاجعون بعضهم البعض.”

“أنا قد سمعت بشأن ذلك منه.”

“مضاجعتهم بعضهم البعض، ذلك لأمر أنا لا أهتم بشأنه على الإطلاق. ولكن، وبما أنني كنت سوف أواجه أخي من أجل الحصول على العرش في وقت لاحق، عند حدوث ذلك، إنه سيكون من المزعج بعض الشيء لو قامت أختي الأولى والثانية بمساندته. لذلك، وعندما كان أخي وأختي الأولى والثانية مرهقين بعد ليلة من المضاجعة، أنا إستخدمت تلك الفرصة من أجل قتلهن.”

“…………….”

“أخي ما كان يقدر على المعارضة بأي شكل من الأشكال. أختي الأولى والثانية تم قتلهما في سريره وهن عاريات الجسد. لو كانت لتنتشر أخبار هذه الحادثة إلى أي مكان أخر، إذا فإنه وبالتأكيد وبشكل فوري أخي سوف يصبح مشتبها فيه. هل كان يضاجع أختيه بالدماء؟ هل قام بقتلهما بعد مضاجعتهما………؟ وبسبب ذلك، أخي أنا كان يائسا وبذل قصار جهده من أجل إخفاء أجساد أختي الأولى و الثانية. أخي لهو بحق رجل مثير للشفقة.”

“ممممم. طريقة إغتيال نظيفة.”

“ذلك ما أظنه أنا أيضا.”

الأميرة الإمبراطورية قامت بالتنهد مرة أخرى.

“أنا قمت بالتعامل مع بقية إخوتي فورما الفرصة قدمت نفسها لي. ولكن، أنا حرصت على أن لا أترك أي دلائل تربطني بتلك الحوادث. فقط أخي وحده كان مصدقا بحقيقة أنني أنا من قام بذلك. بالرغم من ذلك، إنه رجل لا يملك ما يكفي من الجرأة ليكشف عن تلك الحقيقة التي يصدق بها لأي شخص أخر……..يا ملك الشياطين، أنت الشخص الوحيد الذي إستطاع إستخراج تلك المعلومات من أخي أنا.”

“أنا لست متأكدا من التفاصيل بالضبط، ولكن، كراهيته وحدقه تجاهك لهما بحق مذهلين. فورما أقسمت أنا على أنني سوف أصبح عدو الأميرة الإمبراطورية، فمه إنفتح من تلقاء نفسه. بسبب تلك الكراهية أنا إستطعت الحصول على الكثير من المعلومات وبدون الإحتياج إلى بذل أي مجهود كبير.”

“هل إستطعت الحصول على أي دليل؟”

أنا قمت بإرخاء كتفي قليلا.

ولا قطعة دليل واحدة.

كل ما كنت أملكه هي كلمات أمير العرش المدمن على النبيذ.

بعد نظرها إلى تعابير وجهي، الأميرة الإمبراطورية قامت بإغلاق عينيها.

“هذا لأمر يرفع ثقلا عن قلبي. إنه يمكنك القول بأنني وبحق كنت على الحافة. لو كنت أنت يا ملك الشياطين تملك دليلا ما، إذا فإنه لكان إنتهى أمري وبحق دون أن أقدر على القيام بأي شيء. بدون ذكر توحيد القارة، من كان ليظن بأنني كنت على وشك الإنهزام قبل وحتى أن أستطيع أن أصبح إمبراطورة…………”

“ولكن، أنا لدي إفادة أمير العرش. إنه سيكون من المزعج لو كان ليقوم أمير العرش بنشر معتقداته حول الجرائم التي إرتكبتها بشكل علني. سمعتك وشرفك سوف يتعرضان لضربة قوية…………”

“من سوف يصدق كلمات أمير عرش أصبح سجين للشياطين؟ على الأرجح، الأناس سوف يتجاهلونه وإنهم سوف يظنون أنه لربما قذ تم تهديده أو لربما فإنه قد تم التحكم بعقله من قبل ملوك الشياطين. بالإضافة إلى ذلك، ذلك الرجل لهو ربما بأخي أنا، ولكن، إنه لا يملك ولا أي ثقة من النبلاء. تلك ستكون محاولة فاشلة وبدون أي نافع يا دانتاليان.”

“هل بحق سوف تكون محاولة بدون أي نفع؟”

“…………….”

“هل تريدين تربة ذلك يا إيليزابيث؟”

الأميرة الإمبراطورية بدأت بالضغط على جبهتها بإصبعها. مهما كانت درجة عجز أمير العرش ومهما كان شخصا عديم النفع، إنه مازال أمير العرش. حتى وبدون أي أدلة، إنه مازال بإمكانه التسبب بتوتر في داخل مجتمع الإمبراطورية بسبب كلماته فقط.

كما قد أشارت إليه الاميرة الإمبراطورية، لربما هذا التوتر سوف ينتهي به الأمر بدون أن يتسبب في أي شيء أخر.

أو لربما، ذلك التوتر سوف ينتهي به الأمر وهو يتسبب في شيء غير متوقع على الإطلاق.

إنه ليس هنالك أي طريقة للقول وبكل تأكيد وبدون أي شك، أنه لربما سوف يحدث شيء ما، أو لربما إنه لم يحدث.

الأميرة الإمبراطورية بدأت بتحريك شفتيها ببطء.

“ما هي شروطك؟”

“قلعتي تم تدميرها من قبل المارغراف روسينبورغ. بالرغم من أنني لربما حاليا أعيش وأنا أنتقل من مكان إلى أخر، حتى ذلك كان قد بدأ يصبح أمرا مزعجا الأن. ساعديني في الحصول على منزل جديد.”

“……….هل أنت تحاول القول بأنك تريد مني أنا أن أقوم بمنحك منطقة المارغراف إليك؟”

“ممم. بما أن الشخص الذي قام بتدمير قلعتي لهو بالمارغراف، إذا فإنه ألن يكون ومن المناسب أيضا أن أقوم أنا أيضا بالحصول على منزل المارغراف؟”

“…………”

*تاااب، تااااب، تااااب.*

صوت النقر الصادر من ضغط أصابع الأميرة الإمبراطورية على جبهتها أصبح أقوى من قبل.

صوت الأحصنة يمكن سماعه من حافة الحقول. فورما بدأت الأحصنة على جانب واحد من الحقل بالصهيل، الأحصنة الأخرى في الجانب المعاكس من الحقل هي أيضا بدأت بالصهيل. صوت صهيل الأحصنة إنتقل من جانبي الحقل ليصل إلى المنطقة هنا، المنطقة التي نوجد فيها نحن الإثنين. إلى أن توقفت الأحصنة عن إصادر أصواتها، الأميرة الإمبراطورية وأنا مازلنا نحدق إلى بعضنا البعض.

“حسنا إذا، أنا أوافق على شرطك ذلك.”

“إذا فإنني سوف أعود وبشكل مؤقت إلى مخيمي.”

“وأنا أيضا سوف أقوم بنفس الشيء.”

نحن عدنا إلى الخيمة البيضاء بعد مرور حوالي ثلاثين دقيقة. أنا قمت بإحضار أمير العرش معي بينما الأميرة الإمبراطورية أحضرت رجلا متوسط السن وفتى صغير يافع السن وكلاهما كانا مربوطين مع بعضهما البعض. كليهما كانت أوجههما مغطاة بقطعة من القماش. إنها قامت بتغطية أوجههما على الأرجح من أجل جعلي غير قادر على معرفة من هما. أنا قمت بتسليم أمير العرش إلى الأميرة الإمبراطورية أولا.

“تفضلي. ها هو أخوك.”

إن لم شمل العائلة لبحق أمثر مؤثر على المشاعر.”

الأميرة الإمبراطورية كانت تتحدث عن مشاعرها ولكن نبرة صوتها وتعابيرها كانا خاليين وبشكل مطلق من تلك المشاعر. إنها قامت بإزالة قطعة القماش التي تغطي على وجه أمير العرش. وهو يتنفس بسرعة، أمير العرش بدأ بالنظر إلى محيطه.

“أ–أين أنا وما هو هذا المكان؟……إيليزابيث؟ ما الذي……..”

“أنا كنت قد قمت بإرسالك لكي تموت، ولكن وعلى ما يبدوا، أنت عدت حيا ترزق يا أخي.”

الأميرة الإمبراطورية قامت بإطلاق تنهيدة صغيرة.

“أنت قد تسبب بالكثير من المشاكل لي وإنك وبحق عكرة حياتي. هذا على الأرجح لهو أعظم إنجاز حققته في كامل حياتك يا أخي.”

“ماذا………..؟ يا أيتها العاهرة، كيف يمكن لشيطان إبليسي مثلك أن يعيش حياة…………….”

أمير العرش لم يكن قادرا على مواصلة كلماته. الأميره الإمبراطورية قامت بتلويح النصل في يدها ولتقوم وبشكل مباشر بقطع حنجرة أمير العرش. بينما هو كان يختنق بسبب دمائه، أمير العرش وقع إلى الأرض.

الأميرة الإمبراطورية قامت بالنزول إلى الأرض ولتبدأ بإزالة جلد وجه أخوها. قبل أن يقابل أمير العرش حتفه وبشكل كامل، وبينما هو مازال كان يتنفس، إنه تمت إزالة بشرة وجهه وليعاني بذلك ألما أكبر بكثير. الأميرة الإمبراطورية قامت بوضع جلد وجه أخوها في جيبها.

“شكرا لك يا ملك الشياطين. برؤية أن ملامحه لم تتغير وحتى وبعد موته، إذا فإنه وبكل تأكيد أخي وليس شخص مزيفا مشابها.”

“الوعود لهي بمهمة، أليس كذلك؟”

“ممم، الوعود بحق لهي بمهمة.”

الأميرة الإمبراطورية قامت بالإشارة إلى السجيينين البشريين اللذان قامت بإحضارهما معها.

“هذا الرجل المتقدم في السن هو إبن المارغراف الوحيد. بعدما قد بدأت أنا في التشكيك في إمكانية محاولة قيام المارغراف بشيء غير لبق، أنا قمت بالإمساك بهذا الرجل لكي يكون سجيني ورهينتي.”

“ومن هو الفتى الصغير؟”

“حفيد المارغراف. على ما يبدوا، إنه الإبن الغير شرعي لهذا الرجل، لذلك فإنه ليس بسليل مباشر. أنا قد كان علي بذل البعض من المجهود لكي أستطيع الإمساك به. هؤلاء الإثنين هما أخر شخص مازالا يحملان دماء المارغراف في هذا العالم.”

أنا قمت بإزالة قطعة القماش من على حول وجهي السجينين. إنهما كليهما كانت أفواههما تم إغلاقها بإستخدام قطعة إضافية من القماش. أه، أأأأأأه……..!!! السجينين الإثنين قاما بفتح عينيهما وليقوما بالنظر إلى محيطهما. بعد قرائتي التقرير الذي قدمته لابيس إلي بشكل كامل، وبعد نظري إلى ملامح هذين الإثنين فإنني إستطعت التحديد أنه وبحق هذين الإثنين هما إبن المارغراف وحفيده.

“على ما يبدوا إنهما بحق إبن المارغراف وحفيده.”

“هل تريدني أن أقوم بإزالة جلد أوجههم من أجلك يا ملك الشياطين؟”

“لا داعي لذلك. فبالرغم من أن هذه سوف تكون أول مرة لأزيل فيها جلد شخص ما، إلا فإنه دائما ما هنالك مرة أولى وتجربة أولى لكل شيء يجب علينا المرور به………”

“طريقة تفكير مذهلة وتستحق الإحترام.”

“إذا………..”

أنا بدأت بالتعامل مع إبن المارغراف وحفيده مستخدما نفس تحركات السكين التي رأيت الأميرة الإمبراطورية تستخدمها منذ قليل. الأميرة الإمبراطورية قامت بخفض رأسها هي أيضا لتبدأ بالإشارة إلى الأخطاء التي كنت أرتكبها وأنا أقوم بفصل الجلد عن اللحم.

“مهلا لحظة واحدة يا ملك الشياطين. أنت لا يجب عليك أن تترك الخنجر واقفا في مكان واحدا لمدة مطولة من الوقت.”

“ولكن، أليس وبهذه الطريقة منظره سيكون أكثر أناقة؟”

“لربما إنه يبدوا على ذلك الشكل في هذه اللحظة، ولكن وبعد نظرك إلى المنتوج النهائي لاحقا……..لا يمكن القيام بأي شيء تجاه ذلك. أأأه، انا لا يمكنني مواصلة المشاهدة فقط. قم بتمرير الخنجر إلي أنا.”

“تسك تسك، هذا لأيضا لمن مظاهر الهوس………..”

“كم أنت مزعج للغاية. إن كنت سوف تقوم بشيء ما، إذا فإنه ومن الأفضل القيام به بشكل عملي.”

“أيا كان، نحن في النهاية سوف نقوم بحرق كل شيء………..”

نحن الإثنين واصلنا المجادلة ونحن نمرر الخنجر إلى بعضنا البعض. نحن قد قمنا بإفساد الجثث إلى درجة أنه ما عاد من الممكن التعرف أو التحقق من هوية أصحابها.

بينما نحن قمنا بالإمساك بالدلو المليء بالزيت الذي قمنا بإحضاره معنا، نحن قمنا بكب محتواها على الجثث وعلى كامل الخيمة. وبعد ذلك نحن قمنا بالخروج من الخيمة ولنقوم بإشعال النيران فيها. إنها لعادة تقليدية أن يتم إشعال النيران في الخيمة في حينما فشلت المفاوضات. رفق إرتفاع الدخان الأسود، إن هذا أبلغ كلا الجيشين الإثنين بأن الحرب سوف تبدأ من الأن فصاعدا. الخيمة البيضاء إلتهمتها النيران الحمراء بشكل كامل. بينما أنا كنت أنظر إلى النيران، أنا قمت بالتكلم.

“إنه لمن المؤسف أنه حتى لوح الغو يجب أن يحترق………….”

“ولكن، وأليس من الجميل أنه يحترق؟ مبارياتنا لمازالت مسجلة في عقلنا، لذلك فإنه سيكون بإمكاننا النظر إليها متى ما أردنا.”

“مممم.”

أنا قمت بمصافحة يد الأميرة الإمبراطورية.

“بطريقة أو أخرى، تلك كانت مفاوضات جيدة، يا أيتها الأميرة الإمبراطورية.”

“أنا أيضا راضية. بالمناسبة، يا ملك الشياطين، أنا سوف أقوم بمنحك نصف العالم، لذلك لما لا تصبح تابعي؟ لو كنا لنقوم أنا وأنت بالتعاون معا، إذا فإن الفترة التي سوف نستغرقها في توحيد القارة ستكون أقل بعقد كامل على الأقل.”

“أنت لست مخطئة في كلماتك تلك.”

أنا قمت بالإمساك بيد الأميرة الإمبراطورية بقوة أكبر من قبل.

“ولكن، يا أيتها الأميرة، هل سمعتي أنت بهذه القصة من قبل؟ في وقت مضى، إنه كان هنالك غاز والذي يعتبر ثاني أعظم غاز في العالم. ذلك الغازي كان يملك كل شيء في العالم. يوما ما، الغاز قام بزيارة حكيم من الحكماء. هذا الحكيم كان رجلا متقدما في السن وإنه ما كان يملك ولا أي شيء على الإطلاق. الغاز قام بسؤاله، ‘أخبرني، ما الذي تريده. أنا سوف أقوم بإعطائك أي شيء تريده’. وفي تلك اللحظة، الحكيم قام بالإشارة إلى المنطقة خلف كتفي الغاز وليرد عليه، ‘تحرك من أمامي، أنت تمنع أشعة الشمس من الوصول إلي.’ الغاز كان في حالة من الصدمة لمدة طويلة من الوقت وبعد ذلك فإنه غادر ذلك المكان. طبقا لتلك القصة، الغاز قال هذه الكلمات التالية بعد لقاءه مع الحكيم، ‘إن ما كنت قد ولدت كغاز، إذا فإنني كنت لأتمنى أن أولد كذلك الحكيم’…………..”

الأميرة الإمبراطورية قامت بالرفع من حواجبها وكأنها قد أذهلت بشكل كامل.

“تلك لهي بقصة مثيرة للإهتمام……….لا، إنها وبحق قصة مثيرة للإهتمام. إنها قصة رائحتها تزداد كلما فكر فيها المرء بشكل أكثر. أنا متأثرة بحق.”

“أنا مسرور بأنها قد أثارت إعجابك يا أيتها الأميرة الإمبراطورية. ولكن، هل تريدين معرفة حكمة هذه القصة؟”

“وما هي تلك الحكمة؟”

أنا قمت بالإبتسام.

“إنها لبسيطة للغاية. فلتحصل على كل شيء أو أفلا تحصل على أي شيء على الإطلاق. إليزابيث، لكي تطلبي مني أنت أن أصبح أنا تحت إمرة شخص ما، تلك لبحق مزحة مبالغ فيها. أنت هي من يجب عليها أن يصبح تابعي وأنا سوف أقوم بمنح نصف العالم لك أنت.”

“……………….”

الأميرة الإمبراطورية بدأت التحديق إلى وجهي بأعين فارغة.

“………على ما يبدوا إنه ليس هنالك أي حل أوسط بينك أنت وأنا.”

“وللأسف أنا أظن ذلك أيضا. ولكن، أليست طريقتنا في العيش هي أن نأسف على الأشياء التي يجب علينا أن نأسف عيها، وأن نقوم بالأشياء التي يجب علينا القيام بها؟”

“تلك لهي بحق كلمات مناسبة يا دانتاليان. أنا بحق أنتظر وصول اليوم الذي سوف أجعلك فيه تخضع امامي بفارغ الصبر. أنا أتمنى أن يصل اليوم الذي سوف أجعلك تلعق فيه قدمي بسرعة.”

“أوه يا عزيزتي إيليزابيث. أنت يمكنك العيش بإرتياح وأنت تحملين في قلبك حقيقة أنني أنا لن أخسر. أنا هو دانتاليان، دانتاليان هو إسمي أنا. إن كنت أنت سوف تلمعين مثل الشمس في السماء، إذا فإنني أنا دائما ما سأكون مختبئا مخفيا خلف القمر المظلم. أنت في يوم ما، عاجلا أو أجلا، أنت سوف تستنزفين كامل عافيتك وكامل ضوءك المشع وسوف تنهارين إلى الأرض، ولكن، أنا أبدا ما سيحدث ذلك لي أنا. فأنا لن أكشف أبدا عن نفسي مهما حدث.”

“أنا وبكل سرور سوف أسمح لك في التواصل بغروروك ذلك. أنت لديك الحرية في أن تكون مغرورا. ولكن، وذلك سيدوم فقط طالما مازال لم يقم شخص ما بتحطيم تلك الحرية وسلبها منك. رجاء فلتستمع بتلك الحرية قدر ما إستطعت وطالما مازال بإمكانك القيام بذلك.”

“……………….”

“……………….”

نحن قمنا بإطلاق أيدي بعضنا البعض.

تاركين الخيمة المحترقة خلفنا، نحن بدئنا بالإتجاه إلى المكان الذي كان علينا العودة إليه بشكل منفصل. تلك الجزيرة البيضاء التي ظلت تطفوا على فوق المحيط لمدة ثلاث أيام، إنها على الأرجح لن تظهر مجددا في هذا بعدما أن وقعت إلى قاع المحيط الأن.

“أه، بالمناسبة يا دانتاليان.”

صوت ناداني من الخلف. في اللحظة التي إلتفت فيها إلى الوراء، أنا وجدت شيئا طائرا متجها إلي. أنا قمت بالإمساك بذلك الشياء مستخدما يدي الإثنتين بدون التفكير حتى. ما امسكت به أنا كان ساعة جيبية قديمة. محسا بالحيرة، أنا قمت بالنظر إلى الأميرة الإمبراطورية التي كانت قد سبق وإبتعدت عني ولأراها وهي تقوم بإرخاء كتفيها.

“أنا قد فكرت وبجدية في الأمر. مهما كان أخي شخصا عديم النفع والمقدرة، إنه كان ومازال أمير العرش. أمير عرش الإمبراطورية. إنه لن يكون هنالك أي شرف لو كنت لأقوم بالحصول عليه مقابل إبن وحفيد المارغراف فقط. لو أردت، إنه بإمكانك التفكير بهذا كعلامة ثقتي فيك. أو ولربما إنه من المناسب التفكير بها كجائزة فوزك في مبارياتنا.”

“ما الذين تتحدثين عنه؟”

“الهابسبورغ يمنحون إيمانهم وثقتهم مرة واحدة فقط.”

الأميرة الإمبراطورية قامت بالإبتسام.

“-وواحدة من الهابسبورغ منحتك الأن إيماثنها وثقتها الوحيدين.”

الأميرة الإمبراطورية إلتفت ولتواصل خطاها عائدة إلى الجهة الأخرى من الحقل. لمدة طويلة من الوقت، انا واصلت مراقبتها وهي تغادر. أنا قمت بوضع الساعة في معطفي ولأقوم بالعودة إلى مخيم قوات ملوك الشياطين المتحالفة.

ملوك الشياطين كانوا مجتمعين حول بوابة المخيم العسكري وإنهم كانوا ينتظرون عودتي. إنهم كانوا قد سبق ورأوا الدخان المرتفع من الخيمة المحترقة. منذ نقطة البداية في فصل الخريف السابق وفي قرى البشر الجبلية، دخان النيران وأخيرا وصل إلى هذه المنطقة. بمعنى أخر، تلك كانت أخر النيران لنقوم بإشعالها قبل بدأ الحرب.

الدخان كان قد بدأ ومن السلاسل الجبلية، وليمر من بوابات القلاع البيضاء والسوداء، وليصل وبشكل أخير ونهائي إلى هنا، إلى حقول برونو. إن الأمور هي كما هي. إنها الحرب بحق. أي شخص يعرف بأن الحرب قد تم إعلانها. بالرغم من ذلك، أنا، وبعد نظري إلى ملوك الشياطين، قمت بالصراخ بأعلى صوت ممكن لي وكأن صاعقة رعدية صدرت في السماء.

“المفاوضات فشلت، إنها الحرب!!!!!!!”

ملوك الشياطين قاموا برفع أيديهم إلى السماء وإنهم جميعا قاموا بالصراخ بصوت موحد.

-الحرب!!!!!!!!!!!!!!

في هذه اللحظة، إنه لم يكن هنالك أي معارض للحرب، وإنه لم يكن هنالك أي شخص يدعوا إلى السلام. كل ما ظل هنا هي الحيوانات التي سوف تقفز إلى ساحة المعركة. الحرب! الحرب! الحرب…..!! من ملوك الشياطين إلى القادة، من القادة إلى الجنود، صوت صرخات الوحوش إمتدت إلى الجميع. صرخت جيش مئة ألف جندي هزت الأرض وإرتفعت لتصل إلى السماء. بما أن السماء قد توقفت عن الإمطار، إنه قد حان الوقت أن تسيل الدماء على الأرض.

تعال، أوه تعال إلي يا حربي العزيز.

لا أحد سوف يقوم برفضك.

[ملك العاميين، ذي الرتبة 71، دانتاليان. التقويم الإمبراطوري: العام 1506، الشهر 4، اليوم 3 بوليس، حقول برونو

إنه هنالك نوع من التقاليد والمراسم في الحرب حيث يواجه فيه عشرات ألاف الأوجه بعضها البعض. إنه تقليد إعلان الحرب. في هذا العالم، العالم الذي يعتبر فيه ساكنته الكلمات الملفوظة كشيء مقدس وأكثر بكثير من الكلمات الكتوبة، إذا فإن إعلان الحرب يجب أن يخرج من لسان شخص ما، وبالخصوص في حرب مثل هذه، حرب سوف تكون أعظم الحروب وأكبرها.

في اللحظة التي سوف ينتهي فيها المخطاب الشيطاني من إلقاء خطابه أمام ألاف المستعمين، قوات ملوك الشياطين المتحالفة لن تظل مجرد تحالف جيوش مختلفة ذات أسماء مختلفة، بل إنها جميعا سوف تصبح تحالف قوات الهلال. الشياطين يعبدون القمر والليل. ومستخدمين إسم الشيء الذين يحترمونه ويعظمونه أكثر من أي شيء إذا فإنه قاموا بتكوين تحالف حوله.

في اللحظة التي سوف ينتهي فيها المخاطب البشري من إلقاء خطابه، أمام ألاف المستمعين، البشر لن يظلوا شيئا مسمى بالتحالف البشري فقط، بل وبدل ذلك، إسمهم سوف يصبح جنود الصليب. الصليب هو علامة تمثل ضوء الشمس. البشر يحترمون ويعبدون الشمس، وحتى وإن كانت ليغطي الليل الأن على هذا المكان، بالنسبة لهم ذلك فقط لدليل على أن الشمس سوف تشرق مرة أخرى، ومرة أخرى ضوءها سوف يعود.

الحرب بين تحالف الهلال وجنود الصليب لم يعد الأن مجرد معركة تافهة حول الأراضي. بل إنها أصبحت أمرا أمرت به السماء والأرض. إنه لتاريخ الألهة. 1،500 سنة منذ أن إنفتحت هذه القارة ومنذ أن تم تأسيس الحضارة، الألهة قد سمحت بأن تسيل دماء المذبحة والصراخ 7 مرات تحت أسمائهم المقدسة.

التقويم الإمبراطوري، العام 1506، الشهر 4، اليوم 3 . مرة أخرى، الألهة قد قررت تنظيم الفصل الثامن من كتب التاريخ والذي سوف يسجل بالدماء الحمراء.

كالمبعوث الذي قام باداء واجب المفاوضات النهائية، أنا قد تم ترشيحي وبشكل طبيعي لكي أكون مقدم الشياطين ومخاطبهم. إن هذا لشرف عظيم. أو على الأقل، إنه وعلى ما يبدوا، ملوك الشياطين الأخرين إعتقدوا وظنوا بأنني سوف أعتقد بأن هذا لشرف عظيم بحق. أنا لم أكن جاهلا تجاه حقيقة أنهم قاموا بوضع كل شيء على عاتقي وهذا لأنهم لم يريدوا أن يتم وضع اللوم عليهم في حالة ما إن وقع شيء سيء، ولذلك فإنه لم يرغب أي أحد أخر في أخذ هذا الدور ذي الشرف العظيم.

سواء كان الأمر التاريخ أو الألهة أو شيئا أخر، التظاهر والتفاخر دائما ما يظلان بالتظاهر والتفاخر فقط، ولذلك فإننا نحن الأناس البسطاء على الأرض لم يمكن بإمكاننا القيام بأي شيء سوى العيش ونحن نأكل الملح.

أوه، يا أيتها الألهة، أنتم بحق أقوياء بلا حدود. من بإمكانه رفض تقديم كلمات المذبحة المقدسة؟ بالإضافة إلى ذلك، بسبب كون الألهة التي يعبدها أناس الهلال والصليب نفسها، أفليست هذه مجرد مشاجرة عائلة داخلية؟ أنا سوف أقبل وبشرف مهمة بدأ المشاجرة المنزلية………

إنه لا بأس لو أردت قول أنني شخص كافر. فأنا وبكل حق شخص كافر.

إنه لا بأس لو أردت قول أنني شخص فظيع. فأنا وبكل حق شخص فضيع.

أنا أرغب في أن يصبح العالم أكثر كفرا، وأن يصبح الأناس أكثر فظاعة. فأنا أنوي الحصول على أمنياتي من الطين الذي سوف يقوم فيه الأناس الكافرون والاناس الفظيعون بسفك دماء بعضهم البعض.

بشكل بسيط وسهل الفهم، هدفي أنا هو إنقاذ هذا العالم الذي سوف يتم تدميره. أنا كنت على وشك أن أتجمد وأن أفقد عقلي بسبب هذا التناقض. حتى الأن، أنا وبالكاد فقط إستطعت تحمل شعور الدهشة الذي أحسست به وبسبب هذا الهدف المنتاقض.

من يمكنه أي ينكر هذا الهدف؟

إن كانت المذابح التي تسببت فيها، والنيران التي قمت بإفتعالها، والمئاسي التي كنت مصدرها، إن كانت جميع هذه لها دور في إنقاذ العالم في النهاية، إذا فأخبرني وبحق الألهة، من يمكنه رفضي؟

إلى أي درجة يائسة تلك الأصوات التي تنكرني سوف تكون، إلى إي درجة مثيرة للشفقة سوف تكون؟ تلك الأصوات وبدون أي شك جميعها سوف تبدأ بكلمات

‘ولكن……وبالرغم من ذلك…..مهما كان……………’

حقيقة أنه سيجب عليهم بدأ كلماتهم بكلمات مخالفة معارضة. ذلك لهو بحق سوء حظهم. إنهم سيجب عليهم أن يلو ويحنوا أنفسهم ليكونوا كلماتهم. ومن جهة أخرى، أنا أعلنت كلماتي كشخص ذي قوة وسلطة.

‘إنقاذ العالم لهو بالشيء الصحيح والذي يجب القيام به.’

إلى أي درجة مباشرة وصادقة هي هذه الكلمات؟

أنا أتمنى أن أعيش مرة واحدة هكذا.

بينما أنا ألوح بسلطتي لأقوم بكامل ما أريد القيام به، وممسكا وفي نفس الوقت بكأس من النبيذ في يدي، أنا أردت محاولة قول، ‘إهدأوا، إهدأوا جميعا يا أصدقائي. أنا فقط وببساطة أحاول إنقاذ العالم’. أنا أردت الإستمتاع بطعم سلطتي وبدون أي حدود. أمنيتي هذه لجاري تحقيقها.

بينما أتباعي كانوا خلفي، أنا قمت بقيادتهم إلى قمة تلة صخرية. ملوك الشياطبين الأخرين كانوا واقفين في طريقي المتجه إلى قمة التلة. ملوك الشياطين قاموا بالتنحي إلى الجانب لكي أمر أنا. إبتداءا ومن هذه المرحلة، أنا هو المرسول الذي إستلم كلمات الألهة. ما عاد يمكنه لأي أحد التكلم إلي بتهور. حتى ملوك الشياطين، الملوك الذين هم بجنرالات الجيوش، بارباتوس، بايمون، وحتى مارباس، جميعهم كانوا صامتين.

وأخيرا، أنا وأتباعي وصلنا إلى قمة التلة.

ذلك المكان أمامنا لهو بالحقول التي كنا عليها مسبقا.

حقل حدوده ليست واضحت كان متواجدا أمامنا. أنا أتسائل إن كان هذا بسبب تساقط المطر أثناء شروق الشمس، فإن ضبابا رطبا غطى على الحقول بكاملها. خلف ذلك الضباب الرطب، إنه كان من الممكن رؤية العديد من الرايات. في كل مرة هبت فيها الرياح، ألاف الرايات المحلقة في السماء إهتزت في أن واحد.

“………………”

أنا أحسست وكأنه وما عاد كان من الممكن سماع أي صوت.

صمت مثالي.

كون هذا المكان كان عالما مغطى بالضباب، إنه أصبح عالما ما عاد فيه ولا نبلاء فاسدون، ولا مشعوذات يتلقين السخرية وسوء المعاملة، ما عاد فيه ولا جنود يسفكون الدماء، ولا مواطنين يتم سفك دمائهم، بل وبدل ذلك، إنه ما عاد هنالك أي شيء هنا، وكل شيء تم دفنه في الضباب.

المشعوذات كن يحدق في جهتي أنا. إنهن كن يعلمنني بنظراتهن بأن التجهيزات من أجل إعلان الحرب قد إنتهت. الأن وبسبب تعويذة تقوية الصوت، صوت المخاطب سوف ينتشر إلى كامل أرجاء المنطقة.

هومبابا بدأت عدا تنازليا بإستخدام كلا يديها. بما أنه كان قد تم قطع إصبع الخاتم من يدها اليسرى، هومبابا لم تبدأ العد التنازلي من 10، بل إنها بدأت من 9. العد التنازلي بدأ وأخيرا.

7،8،9……

الشخص الذي سوف يقوم بتقديم الخطاب هنا سوف يصبح العدو الرسمي العلني للقارة.

الجنود البشريون سوف يلعنون ذلك الشخص وهم يموتون بينما الجنود الشيطانيون سوف يلومنه وهم يقعون إلى الأرض وإلى حتفهم. ذلك هو الشخص عديم النظر المسؤول عن كل شيء. السبب الذي تم منحي أنا، ملك الشياطين ذي أدنى مكانة، سلطة تقديم هذا الخطاب المقدس والشريف، لهو بسبب عدم رغبة أي شخص منهم في تحمل مسؤولية الحرب. بايمون، بالطبع، وحتى بارباتوس، هن أيضا لم يردن تحمل هذه المسؤولية.

4،5،6…………

بالإضافة إلى ذلك، أنا لأيضا لمثلهم جميعا.

أنا أيضا لا أريد تحمل دور مسؤولية كبيرة وبدون أي هدف. أليس ذلك بالدور المثالي ليتم إستخدام المرء فيه إلى أن تنتهي منفعته وليتم التخلي عنه؟ بشكل إضافي، رجل نبيل يجب عليه ومن تلقاء نفسه تجنب المواقف والأماكن الخطرة.

ولذلك.

“فارنيس.”

“أأأأه.”

أنا وبكل سرور سوف أقوم بالتخلي عن سلطتي الإلهية لتابعتي.

للفتاة التي أمنيتها الوحيدة هي أن تحفر إسمها في كتب التاريخ.

أن وبكل سرور قمت بتمرير شرف أن تصبح شخصية ذات شهرة غير مسبوقة، وشخصية تتسبب في فوضاء غير مسبوقة إليها هي.

“أتمنى لك رحلة أمنة.”

فارنيس قامت بإيماء رأسها ولتبدأ بالتقدم إلى الامام. بالرغم من أنه كان بإمكاني سماع أصوات صدمة صادرة من ملوك الشياطين الذين كان يراقبونني من الخلف إلا فإنني قمت بتجاهلهم جميعا. تعويذة تقوية الصوت كان قد سبق وتم تفعيلها. إنه ما عاد بإمكانهم القيام بأي شيء من أجل إيقاف هذا الخطاب الذي كان قد سبق وبدأ.

هومبابا وبشكل خبيث قامت وبشكل فوري بتخطي أرقام العد التنازلي الثالثة الأخيرة ولتقوم بتفعيل التعويذة السحرية بشكل فوري. المشعوذات وأنا قمنا بالتراجع إلى الوراء ونحن نبستم. أأأأه، نحن وبحق كنا نبتسم وبسعادة.

كامل الدروس المتعلقة بشأن كيفية إلقاء الخطابات التي أمضت لابيس الفترة الماضية وهي تحفرها في عقل فارنيس، جميعها كان من أجل هذه اللحظة. الأن، قطعة السلطة المقدسة أكثر من أي شيء لن يتم تلطيخها من قبل لا ملك شياطين ولا شيطان عادي حتى، بل فتاة بشرية هي من ستقوم بذلك. مكان السلطة الأكثر تقديسا سوف يتم تدنيسه من قبل فتاة غير شرعية دنيئة. مثلما قامت به لابيس في قصر الحاكم في مدينة نيفلهيم، إنه الأن لدور فارنيس لتندس قطعة مقدسة أخرى.

والأن إذا يا إبنتي العزيزة، إنه قد حان الوقت.

فلتنشري السم إلى كافة أرجاء العالم.

-أوه، يا جنس البشر، إستمعوا.

كامل التاريخ وحتى الأن كان ومازال تاريخ صراع مكانة.

——————————

نعم، نعم، الخبر الذي تم نشره منذ بضعة أيام لهو بخبر صحيح كليا. أنا وبحق عدت.

والأن، لربما من يعرفني منكم يتسائل أين كنت؟ الإجابة بسيطة للغاية. أنا وللأسف كنت منشغلا للغاية بالحياة لدرجة أنني لم أكن أملك ما يكفي من الوقت لقراءة الروايات فما أدراك ترجمتها.

أنا أود الإعتذار على الإختفاء المفاجئ والغياب المطول ولكن، والأن أنا قد عدت والأن فإنني أملك وقت فراغ كبير للغاية وبإذن الله وقت الفراغ هذا سوف يظل متوفرا لي لعدة شهور قادمة، ولذلك فإنني أنوي إستغلال هذه الشهور القادمة في للحاق بالترجمة الإنجليزية لرواية دفاع الخنادق ولأبدأ بترجمة رواية منتهية أخرى بعد ذلك لأحاول إنهاء ترجمتها بينما ننتظر صدور مجلد جديد من هذه الرواية.

المهم، ترقبوا الفصل السادس وفصل الخاتمة لهذا المجلد يوم غد أو اليوم بعده على أقصى ترجيح.

واتمنى أن تكون الترجمة مفهومة وقد أعجبتكم فإنه قد سبق ومرت مدة طويلة من أخر مرة ترجمة فيها شيئا ما.

وكما هو المعتاد، لو لاحظتم أي خطأ إملائي في الفصل أشيروا لي إليها في التعليقات وسوف أقوم بتصحيحه فورا.

وبهذا إلى اللقاء حتى الفصول القادمة.

ترجمة: Jaouad AZzouzi.