دفاع الخنادق - 25 - السلسلة الجبلية تحترق (الجزء الأول)
الفصل الثالث : السلسلة الجبلية تحترق (الجزء الأول).
[ملك العاميين، ذي الرتبة 71، دانتاليان، التقويم الإمبراطوري: العام 1506، الشهر 2، اليوم 25 الجبال السوداء، بالقرب من القلعة السوداء
لعدة أيام، الضباب قد غطى على المنطقة بشكل كثيف. الجنود كانوا خائفين من فكرة التقدم من خلال مكان لا يمكن رؤية فيه أي شيء. الآلهة لا يسمحون لنا بالعبور من هنا……هذه الكلمات كان يتهامس بها الجنود بين بعضهم البعض. نحن قمنا بتجهيز معداتنا بالقرب من السلسلة الجبلية. لابيس قامت بفتح فمها لتتكلم.
“يا جلالتك. هذا المكان معروف بكونه معبدا ومكانا مقدسا في عالم الشياطين، ولذلك فإنه سيكون من المناسب تأدية طقوس عتيقة للآلهة هنا.”
“هل بحق من المناسب القيام بشيء مثل ذلك في وسط خوضنا هذه الحرب؟”
“إنه هنالك الكثير من الجنود الذين يعهدون بأنفسهم إلى الآلهة. واسي أجساد وعقول الجنود يا جلالتك.”
“عقولهم، هاه….؟”
أنا قد بدأت بحك جبهتي.
“هذا لأمر مزعج كونني أحس وكأن ذلك سيكون مجرد تظاهر لا نافع منه. تخطي المراسم وقوموا بتحضير الطعام فقط من أجل الطقوس العتيقة. لا تقوموا بجمع الجنود في مكان واحد ولتنظموهم بشكل غريب. بدل ذلك، كونوا مراعين وإسمحوا للجنود بتقديم صلواتهم متى ما أرادوا. أخبري الجنود بأنه بينما نيتي هي أن أظهر الإحترام للآلهة إلا فإنني لن أخضع لهم. إن إئتمنوا بعقولهم للآلهة إذا فإنه وفي الوقت الذي لن يستطيعوا فيه رؤية ألهتهم تلك، إذا فإن عقولهم سوف تنهار.”
“هذه سوف تمرر كلماتك إلى الآنسة فارنيس وإنها سوف تمر من هناك إلى القادة.”
لابيس قامت بالإهتمام بالمسألة بسرعة. على ما يبدوا إنها كانت قد سبق وإهتمت بالتجهيز للطقوس العتيقة قبل بدئنا مسيرتنا.
الجنود قد قاموا بطبخ فول الصويا البيضاء، وقاموا بطحنها وليقوموا بتحويلها بعد ذلك إلى حساء. وبعد ذلك إنهم قد قاموا بطبخ القمح وقاموا بتحويله إلى شعير وليضفوه إلى الحساء. إنهم قاموا بصنع حساء مكون من فول الصويا والقمح. الشياطون يصدقون بأنهم لو قاموا بأكل حساء فول الصويا والشعير المصنوع من القمح أثناء أدائهم مراسم وطقوس عتيقة دينية إذا فإن أرواحهم سوف تصبح نقية وما يوجد داخل أجسادهم سوف يتم تنظيفه. وكلما قلت درجة ملوحة مذاق الطعام كلما إزدادت جودته كطعام في الطقوس. الجنود قاموا بتناول الحساء وإنهم قاموا بتقديم صلواتهم للإلاهات..
وحتى الباعة المتجولون والعاهرات الذين يتبعوننا قاموا هم أيضا بصنع حسائهم الخاص. بعد تذوقي طبقا من الطعام أنا قد وجدت بأن طعم الحساء لجيد. خادم قد قام بقطع بعض الخيار وقد قام بوضعه على فوق الشعير في الطبق الذي قد قدمه إلي، وهذا أمر قد جعلني أتسائل بشأن من أين يمكنهم أن يكونوا قد حصلوا على هذا الخيار كوننا حاليا في فصل الشتاء. الخدم قد صدقوا بأن فعل حصولهم على الخيار وتقديمه إلي يعبر عن صدقهم وإحترامهم تجاهي، ولهذا فإنهم كانوا فخورين بعض الشيء بأنفسهم بسبب هذا. إنه لمن المريح أنهم قد حصول على الخيار…..هذا ما كان قد أخبرني به الخادم وهو يبتسم بشدة.
حساء فول الصويا المليء بشعير القمح كان بسيطا ونقيا. أنا أحسست كأن أمعائي وأعضائي الداخلية قد أصبحت صافية ونقية. أنا قد إختبرت ولأول مرة في حياتي شعور المشاركة في طقوس دينية والتي لم أجربها أبدا في عالمي السابق في هذا العالم الجديد هنا.
“وبهذا، هل نحن قد إنتهينا من المراسم؟”
لابيس ردت.
“إنه سيكون من الأفضل لو قمنا بالإمساك بحصان أبيض من سلالة جيدة ولنقوم بغلي دمائه ولنشربها بعد ذلك. ولكن، وبما أنه هنالك جنود من عرق السنتور الذين يشاركون في الحرب معنا هذه المرة، نحن لا يمكننا التضحية بحصان ما.”
“هممم.”
السنتور هو إسم عرق الشياطين الذين جزئهم العلوي هو جسد بشري وجزئهم السفلي هو جسد حصان. بالنسبة لعرق من الشياطين الذين يملكون أوجها وسيمة، أداتهم الموجودة في الجزء السفلي من جسدهم لهي أيضا بكبيرة مثل الأحصنة، لذلك، وبكل صراحة، إنهم عرق يغش بشدة كونهم يملكون الجزء الأفضل من عرقين مختلفين. لو كنا لنقوم بالإمساك والتضحية بحيوان يملك نفس القضيب مثلهم، إذا فإنه وبكل تأكيد السنتور لن يعجبهم هذا الأمر.
“أنا أرى بأن مراعاتك لعميقة يا لابيس.”
“إنه سيكون من المناسب أيضا غلي دماء كلب بدل حصان ما. يا جلالتك، هل لربما سيكون من المناسب ومن الأفضل لو قمنا بالإمساك ببضعة كلاب صيد؟”
“ذلك لأمر لا بأس به. بالرغم من أنه لربما الأمور كانت لتكون مختلفة لو كانت دماء البط، دماء الكلب المغلية على الأرجح لن يكون طعمها جيدا على الإطلاق. بدل ذلك، حساء فول الصويا هذا لجيد ومنعش. لنتناوله مجددا لاحقا.”
“لو قمنا بنهب قرى البشر إذا فإنه سيكون بإمكاننا الحصول على أي كمية نرغب فيها من فول الصويا، ولو كان يرغب جلالتك، إذا فإن هذه سوف تقوم بتحضير الطبق من أجل جلالتك خصيصا حتى ولو لم نكن نؤدي مراسم وطقوسا عتيقة.”
“قدرتك أنت في تحضير الطعام لهي سيئة للغاية لدرجة أنها تثير الخوف في نفوس الأناس، لذلك فإن ذلك النوع من الكلمات لهي…….”
“هل يمكن أن يكون طبخ هذه سيئا ومقززا بنفس درجة طبخ جلالتك؟”
“ماذا، كيف يمكنك القول عن طبخي بأنه مقزز؟”
بالرغم من أن تلك الكلمات ليست خاطئة بشكل كامل، إلا فإن تلك لمازالت كلمات مبالغا فيها بعض الشيء. على ما يبدوا لابيس هي الأخرى قد أدركت بان كلماتها كانت قاسية للغاية بعض الشيء وقد قامت بتصحيح كلماتها.
“تلك كانت زلة لسان من هذه. هذه تعتذر. الطعام المصنوع من قبل جلالتك ليس بمقزز، ولكن، وعلى عكس ذلك، إنه سيء.”
“إن كنت تقولين تلك الكلمات كنوع من المديح، إذا فإنه أنت أيضا للغز غامض.”
عشيقتي لهي بحق مرأة غريبة.
وبالمناسبة، حتى قدرة فارنيس على الطبخ لهي بمعدومة بشكل كامل.
نحن جميعنا قد كبرنا ونحن نتناول الطعام الذي قد قام الآخرون بتجهيزه أو طعام قد حصلنا عليه من مختلف الأماكن والذي، وفي بعض الحالات ليس من الممكن تسميته بطعام حتى، لذلك فإن السيد وأتباعه لهم جميعا بمثيرون للشفقة. كيف يمكن لأشخاص الذين لم يقوموا أبدا وطوال حياتهم بتجهيز وجبة واحدة مناسبة من أجل أنفسهم أن يخوضوا حربا لهو أيضا بلغز غامض. لو كانت هذه مسرحية ما، إذا فإنها وبالتأكيد مسرحية مضحكة.
بتجمع هؤلاء الأشخاص المساكين في مكان واحد، نقاشات بشأن العمليات العسكرية قد بدأت.
القادة بدأوا بالتناقش بشأن صعوبة الحصار.
-يا جلالتك. القلعة السوداء والبيضاء لهي بقلاع محصنة لم يتم إختراقها سوى 6 مرات فقط طوال الألف سنة الماضية. بالإضافة إلى ذلك، أليس الجنرال الذي يحمي القلعة هو ذلك البشري من عائلة روسينبورغ؟ تلك العائلة قد أنتجت قادة عظيمين طوال الأجيال.
-إنه أيضا كانت هنالك حالة في الماضي حيث القلعة لم يتم إختراقها بالرغم من أنه قد هاجمها جيش مكون من 40،000 جندي، ولكن، قوتنا العسكرية الحالية نحن لهي بمجرد 4،000 جندي.أدائنا حصارا ضدهم سيكون أمرا صعبا للغاية.
أنا قمت بسحب غليوني ولأقوم بعضه.
“هل أنتم جميعا تعتقدون بأنني قد أتيت إلى هنا وأنا غير مدرك لدرجة صعوبة هذا الطريق؟ هل أبواب القلعة سوف تنفتح أمامنا لو حضينا بدرس أخر في التاريخ حتى وبعد وصولنا إلى هنا؟ ضعوا إلى الجانب الأمور التي لا داعي لقولها. أنا أريد أن أسمع خططكم وإستراتيجياتكم. حتى ولو كنتم لتتفوهوا بكلمات مغفلة، أنا لن أعاقبكم تحت القانون العسكري، ولذلك فإنه ليس هنالك أي داعي للقلق. ولكن، فلتبقوا في عقولكم بأن أجركم لهي أعلى بكثير من ما تعتقدون. أنتم سيجب عليكم أن تكونوا أذكى بكثير في التخطيط من مجرد حطاب ما. ولو لم تكونوا، إذا، فحسنا…..الدماء سوف تسيل من عنقوكم.”
القادة قاموا بإبتلاع ريقهم.
-ذلك، حسنا إذا. بالرغم من أن قوات الأعداء تعتمد على تضاريس الجبل الصعبة، إلا فإنه سيكون من الصعب أن تصل إليهم المؤن بسبب تلك التضاريس نفسها. إنه سيكون من المناسب لو قامت قواتنا بالحفاظ على مكاننا هذا هنا بتجهيز مخيم في الحقول الواسعة ولنسترخي، وبذلك فإن جنود الأعداء سيجب عليهم أن يظلوا حذرين طوال الوقت وأن يظلوا يراقبوننا من القلعة، بالإضافة إلى ذلك، جدران القلعة لهي بعالية لذلك فإن الجو سيكون باردا للغاية هناك…….
أنا قمت بالبصق على الأرض.
“أوهو؟ هل أنت تقول بأنه يجب علينا الإنتظار فقط حتى تنفذ مؤن الأعداء؟ تلك بحق إستراتيجية مذهلة وتكتيك عبقري. لكي أحظى بالفرصة لأرى قائدا عظيما مثلك أنت، أمعائي الداخلية لهي ترتجف حاليا. تعال إلى هنا.”
أنا قمت بالإشارة إليه لكي يقترب مني بإصبعي. متبعا تعليماتي، القائد قام بالنزول إلى الأرض وليركع أمامي. أنا قمت برفع قدمي وقمت بوضعها على فوق ظهر القائد ولأعلن.
“إلى أن يؤول وقت إنتهاء هذا الإجتماع، أنت سوف تكون كرسي قدمي الخاص.”
القائد القزم كان على وشك أن يبدأ بالبكاء.
-كرامة جلالتك الملكية لغير محدودة……..
بما أن قزما في منتصف عمره كان ينحب، إذا فإنه لم يكن هنالك أي صوت مثير للشفقة أكثر من هذا. القادة المتبقون لم يتجرأوا على الضحك، لذلك فإن حافات فمهم فقط قد إهتزت. أنا قمت بالتحديق بشدة في جهة القادة.
“إستمعوا إلي بحذر. بالرغم من أن قلاع العدو لهي لربما متواجدة على تضاريس جبلية صعبة، إلا فإن منطقتهم الخلفية لهي مفتوحة بشكل كامل. منطقتهم الخلفية تلك لهي متصلة بالقلعة البيضاء، والقلعة البيضاء متصلة بالإمبراطورية لذلك فإنه ليس هنالك أي فرصة لينقطع خط مؤنهم. أنا أتفهم حقيقية كونكم غير راغبين في خوض حصار، ولكن إستخدموا عقولكم بعض الشيء، إستخدموا أدمغتكم.”
القادة بدأوا بالنظر إلى بعضهم البعض.
-وماذا عن تحويل المشعوذات إلى وحدة منفصلة ولتقوم بمهاجمة خط مؤن الأعداء؟ إن هذا على الأرجح سيكون تكتيكا فعالا.
-بالرغم من أن عدد جنودنا المشاة وسلاح فرساننا لا يتجاوز 4،000، ولكن عدد المشعوذات الذي نملكه هو 50. عادة فقط جيش مكون من 30،000 جندي هو من يملك حوالي 50 مشعوذة، ولذلك وبالرغم من أن أعدادنا لربما هي بصغيرة، ولكن فإننا مازلنا بقوة قوية. رجاءا، فلتستخدم المشعوذات. لو قواتنا قامت بإعاقة البوابة الأمامية للقلعة ولتقوم المشعوذات بعد ذلك بإعاقة بوابتهم الخلفية، إذا فإن قوات الأعداء في داخل القلعة لن تكون قادرة على التحرك إلى أي مكان وإن معنوياتهم سوف تتحطم.
أنا كنت منذهلا بحق.
“إنه لمن الجميل بحق رؤية أشخاص، أشخاص يدعون بأنهم محاربون، يقومون بتمرير كامل واجباتهم إلى المشعوذات. أنا كان يجب علي إستخدام المال الذي إستخدمته في تعيينكم أنتم لأقوم بتعيين المزيد من المشعوذات فقط، لأنه فعلى ما يبدوا أنا قد إنتهى بي الأمر وأنا أقوم بأمر مغفل. إنه هنالك بعض المنطق في كلماتكم، ولكن، هل تعتقدون بأن قلعة معروفة بكونها الخط الأمامي الذي تحمي البشرية لن تملك أي مؤن مخزنة؟ مهما كانت كمية مؤنهم صغيرة إلا فإنها سوف تكون كافية لإطعامهم لمدة شهرين على الأقل، وما الذي يجب علينا نحن القيام به أثناء تلك المدة؟ لو بحق قد مرت مدة شهرين ونحن ننتظر هنا فقط، إذا فإن الأعداء سوف يكونون قادرين على تجهيز تعزيزات في الإمبراطورية وليرسلوها إلى هنا، ولكن، نحن لا نملك أي تعزيزات على الإطلاق، لذلك ما الذي يمكننا فعله؟ ومن نظري إلى حالة الأمور، إذا فإنه وعلى ما يبدوا، أنتم أيضا لا تملكون أي أدمغة على الإطلاق في عقولكم تلك، لذلك ما الذي يجب علينا أن نقوم به أيضا بشأن ذلك أيضا؟”
أنا قمت بالإشارة إليهم.
“تعالوا إلى هنا.”
القادة قد إقتربوا مني. القادئين الإثنين قد قاما بالإستلقاء على بعضهما البعض وكأنهما قطعة من لحم. ومستخدما هذين الغبيين ككرسي، أنا قمت بالجلوس على ظهرهما. القائدان قاما بالتأوه وهما يتحملان شعور مؤخرتي المثيرة الجميلة على ظهرهما.
“إن لم تكونوا تملكون أي خطط أفضل من هذا، إذا فلتقوموا بالركع أمامي بسرعة. أنا على الأقل سوف أحافظ على كرامة من يركعون بصدق.”
*توووووووك*
كامل القادة العسكريين في الخيمة قد قاموا بخفض أجسادهم إلى الأرض في أن واحد.
أليس هؤلاء بأشخاص مثيرين للشك؟
فقط فارنيس ظلت واقفة في مكانها. حتى أثناء اللقاء، فارنيس كانت تحمل كتابا مفتوحا أمامها. الأصابع الممسكة بغطاء الكتاب كانت تلامسها الرياح الباردة لذلك فإنها قد إحمرت.
“……..”
كل مرة قامت فيها بقلب صفحة من صفحات الكتاب بيديها الباردتين، صمت الخيمة قد حطمه صوت ورق الكتب وهي تحرك. القادة وأنا شاهدنا فارنيس وهي تواصل قلب صفحات الكتاب واحدة تلو الأخرى. فارنيس قد بدأت بالتكلم فجأة.
“فقط هاجموا بشكل مباشر وأمامي. إنه ليس هنالك أي قوات عدائية في القلعة السوداء.”
القادة بدأوا بالنظر إلى بعضهم البعض بأعين يملأها الشك. أنا قمت بطرح سؤال.
“ولما لن يكون هنالك أي جنود يحمون القلعة؟”
“المارغراف روسينبورغ لهو بجبان. كون الأمر تبدوا له وكأنه من المستحيل له حماية كلتي القلعتين، إنه سوف يحاول على الأقل الدفاع عن الجزء الأخر. ذلك هو قدر جنرال عجور. المارغراف على الأرجح لا يملك القوة العسكرية الكافية ليحمي كل من القلعة السوداء والبيضاء. وإنه سيريد حماية القلعة البيضاء أكثر وبأي ثمن مهما كان……..”
فارنيس قامت بالتثائب قليلا. كلماتها كانت خالية من أية مشاعر أو إهتمام ولذلك فإنها كانت مشابهة للطريقة التي تقلب بها صفحات كتابها، وبنفس الطريقة التي تقلب بها صفحات كتابها، صدى كلماتها مر بسرعة علينا. أنا بدأت بالتفكير بالطفلة التي لم تكن قادرة على تعلم كيفية التكلم من الأخرين ولذلك فإنها قد تعلمت من الكتب. أنا قمت بالتكلم.
“وما الذي يجعلك تقولين بأن القوة العسكرية التي أحضرها المارغراف إلى هنا لهي بصغيرة؟”
“هنالك أسباب عديدة ومختلفة. وتلك الأسباب العديدة تجتمع لتشكل سببا واحدا. المارغراف على الأرجح يريد أن يحقق إنتقامه ضد جلالتك عن طريق الإعتماد على قوته الخاصة فقط. إنه لرجل مغفل.”
فارنيس قامت بإطلاق نفس جاف من فمها. في المعركة السابقة، كامل جنود المارغراف قد تم ذبحهم بعدما قد تم خداعهم من قبلنا. فارنيس كانت تشير إلى الإنتقام الذي قد أعماه بسبب ذلك.
“وأيضا فإنه هنالك سبب سياسي. المارغراف هو نقطة بدأ هذه الحرب. عن طريق مهاجمته لك أنت، سيادتك، إنه قد قام بتقديم عذر وسبب صالح للشياطين لكي يبدأوا الحرب. البشريون الذين قد تم إبتلعتهم هذه المعركة المفاجئة على الأرجح سيحقدون على المارغراف………”
“التنظيف والتخلص من الفوضى التي قد تسبب بها بشكل شخصي.”
“المارغراف بنفسه على الأرجح يفكر من وجهة النظر هذه لذلك فإنه يحس بضغط شديد.”
أنا قمت بإيماء رأسي.
المارغراف روسينبورغ هو القائد العظيم للمنطقة الشمالية في الإمبراطورية.
وبالرغم من هذا، ما الذي يقوم به المارغراف حاليا؟ إنه قد أتى إلى هذا المكان لكي يوقفني ويعيق طريقي أنا، دانتاليان، أنا الذي يقود جيش بالكاد يصل عدد جنوده إلى 4،000. وبشكل معاكس، الأميرة الإمبراطورية إليزابيث قد إتجهت لتواجه بارباتوس ومارباس. الأدوار قد إنقلبت.
إنه هنالك إستنتاج واحد فقط. بالرغم من كون المارغراف روسينبورغ الجنرال السامي، منصبه لهو في خطر. النبلاء لا يتبعونه بسهولة كونهم يعاملونه بإستهزاء. إنه على الأرجح هنالك عدة شكاوى حول كيف أنه ليس معقولا أن يكون المذنب خلف بدأ هذه الحرب هو الجنرال السامي في قيادة الجيوش.
ذلك هو بالسبب. ذلك هو السبب خلف تواجد المارغراف هنا. ليحقق إنتقامه ضدي ولينظف سمعته التي قد تضررت. رجل مغفل…….الكلمات التي قد قامت فارنيس بتمتمتها لهي بحقيقة. جيورج فون روسينبورغ لهو بمغفل.
“لذلك، يا سيادتك، كن على إرتياح وهاجم فقط بشكل مباشر. المارغراف على الأرجح يريد أن يغرنا إلى أعمق مكان ممكن. المارغراف هدفه هو إستخدام تكتيك بائس عن طريق إعطائنا القلعة السوداء وإغرائنا إلى القلعة البيضاء.”
“وأنت تنوين مسايرته في تلك الخطة، يا أيتها الجنرال؟”
“أغبى أنواع السمك تعض الطعم وتعلق في الصنارة. سمكة أقل غباءا من ذلك تنظر إلى الطعم ولكنها تتجاهله وتواصل السباحة إلى البعيد. سمكة حكيمة تعض الطعم ولكنها تتجنب أن تعلق وتهرب بسهولة.”
*تووووووك*
فارنيس قامت بإلقاء الكتاب الذي كانت تقرأه وإنها قامت بالنظر إلي.
“ولكن، هذه الآنسة ليست بسمكة ما بل إنها لبقرش عملاق. أنا سوف أجر المارغراف رفقة طعمه وصنارة ضيده وكل شيء إلى البحر وسوف أمزقه إربا إرب. سيادتك، أترك حياتك لهذه الآنسة. وهذه الآنسة سوف تقدم حياة ألاف جنود الأعداء إلى سيادتك.”
أنا قمت بإيماء رأسي.
“قومي بما تريدين القيام به.”
“هذه الآنسة سوف تحقق المهمة فقط من أجل سيادتك.”
الحجر الأول قد تم وضعه على لوح الغوو.
[الحامي الشمالي، مارغراف روسينبورغ، جيورج فون روسينبورغ، التقويم الإمبراطوري: العام 1506، الشهر 2، اليوم 25، الجبال السوداء، القلعة البيضاء
“تقرير عاجل من القلعة السوداء! القلعة قد تم إقتحامها وقد سقطت في أيدي الأعداء.”
غرفة الإجتماع قد تجمدت بسبب التقرير.
القادة بدأوا بالنظر إلى بعضهم البعض بأعين قلقة. فقط أنا كنت صامتا وأنا أنظر إلى لوح الغوو أمامي. بما أن حدث وقوع القلعة السوداء في أيدي الأعداء كان لأمر من المتوقع حدوثه وواضح، لذلك فإنه إنه ليس هنالك أي سبب لكي أهلع أنا هنا. أنا قد قمت بتوبيخهم بشكل ساخر وجدي بعض الشيء.
“أوي، إلى أين قد إختفى خصمي في الغوو؟”
“أه، حاضر، أنا هنا يا جنرال.”
القائد قد عاد مجددا إلى تحريك قطعه على لوح اللعب. ولكن، وبالرغم من ذلك، إنه لم يكن هنالك أي طعم للحركات هذه. أه، الشباب في هذا الجيل…..ألا يعرفون ولا حتى طريقة للمحافظة على جأشهم وهدوئهم؟
من البداية حتى النهاية، القائد قد تم جره من مكان إلى أخر من قبلي. الأحجار السوداء والأحجار البيضاء إختلطت مع بعضها البعض بشكل فوضوي. النتيجة كانت خسارته بفارق شاسع. بعد حصولي على نصري المحطم أنا قمت بالتكلم.
“ما أراه منك هو شخص قد خسر كونه قد هلع، وما أراه منك هو شخص منزعج كونه قد خسر.”
“نعم……..”
“لا داعي لأن تكونوا حائرين، يا أيها الرجال المحترمون. عدد الحراس الذين كانوا متواجدين في القلعة السوداء لا يتجاوز عددهم 200. أليس ذلك مجرد سقوط شيء كان ومن المقدر له أن يسقط؟ ألا يحصل المرء على نصره فقط عن طريق التضحية بالقطع التي من الضروري التضحية بها؟ لو حاولت حماية كل شيء إذا فإنه سوف ينتهي بك الأمر وأنت تخسر كل شيء فقط. هذه الكلمات تطبق على كل من لعبة الغوو وعلى الحرب. أبقوا هذا في عقولكم.”
“حاضر، يا جنرال.”
القادة قاموا بحني رؤوسهم. منظرهم وهم يخفضون رؤوسهم لهو بمنظر إطاعة شديد. هذا لأمر يثير القلق. هؤلاء الشباب لهم بعديمي الحيوية. أنا في شبابي كنت أقف وجها لوجه أمام القادة و…..لا، مهلا لحظة واحدة. هل لربما أنا قد سبق وأصبحت عجوزا للغاية؟ هل أصبحت أنا أيضا مجرد رجل عجوز يظهر قلقا وإنزعاجا تجاه كل شيء حوله؟ تلك لهي بإحتمالية بحق. مشاعر مختلطة بدأت تملأني. المرء يفقد صوابه كلما إزداد عمره، أليس كذلك؟ أنا يجب علي أن أمر إلى العالم الأخر بسرعة…….ولكن، ذلك لأمر لن أقوم به إلا بعد قتلي ملك الشياطين دانتاليان.
“يا أيها المرسل. ما هي أعداد قوات الأعداء؟ وما هي الطرق التي إستخدمها ملك الشياطين دانتاليان ليخترق القلعة السوداء؟ أخبرني بكل شيء تعرفه.”
“جنرال، الضباب كثيف للغاية لدرجة أنه ليس هنالك أي شيء واضح للغاية. بإستثناء حقيقة أن الضباب كثيف للغاية، إنه لا يمكن معرفة أي شيء أخر بشكل مؤكد. أنا أحسست وكأن قوات الأعداء لهي بحوالي 2،000 جندي، ولكنني أيضا أحسست بأنها لربما تقارب 4،000 جندي. ولكن، إنهم وبكل تأكيد لا يملكون مجرد 1،000 جندي ولا أكثر من 5،000 جندي. المهم، إنه لبحق من الصعب التأكد من ذلك بسبب الضباب. أنا قد سمعت صوت البارود من بعيد وبعد ذلك قوات الأعداء قد هاجمت. بالطبع، إنه ليس من المؤكد بأن قوات الأعداء قد هاجمت كونني أيضا لم أرى ذلك بشكل شخصي.”
بينما أنا كنت مصدوما للغاية، أنا قد قمت بالتمتمة.
“أنا لا أعرف من هو الشخص الذي قد قام بإختيارك لكي تكون مرسولا، ولكن أنت لبحق شيء لا يمكن وصفه بالكلمات.”
وكأنه قد أحس ببعض الإحراج والخجل، المرسول قد قام بخفض رأسه.
“شكرا جزيلا لك، هذه أول مرة أتلقى فيها ذلك النوع من المديح.”
“بكل صراحة، أنا كنت قد سبق وبدأت أحس بالشك بعد سماعي حقيقة أنك لم ترى أي شيء بشكل شخصي. أنا لست متأكدا من هذا، ولكن، أنت، هل أنت لربما قد قمت بالهرب فور بدأ المعركة؟ هل ذلك ما حدث؟”
“هذا المتواضع هنا لديه أم عجوزة تنتظره في الموطن، وأنا وحدي من يعتني بها، ولذلك فإنني أحسست وكأنه لا يجب علي أن أموت بدون أي تفكير……..”
“خذوه وأجلدوه بالسوط.”
الجنود قاموا بالإمساك بالمرسول وقد قاموا بالمغادرة. المرسول بالطبع قد قام بالصراخ، ‘جنرال، جنرال، أنا…..!’، ولكن، وبالطبع، أنا لم أعره أي إهتمام. وفي وسط الجولة الثانية في الغوو ضد قائد من القادة، مرسول أخر قد ركض إلى الغرفة وليركع أمامي.
“تقرير عاجل من القلعة السوداء، القلعة قد سقطت في أيدي الأعداء!”
“أنا أعرف ذلك مسبقا، يا أيها المرسول. ما أريد معرفته هو كم هو عدد قواتهم وما هي الطرق التي قد إستخدموها لإختراق القلعة، أخبرني كل ما تعرفه.”
وفور تلقيه أمري، المرسول بدأ بالتكلم ووصف ما حدث بشكل مبالغ للغاية.
“نعم. قوات الأعداء قد وصلت بشكل مرعب وكأن ما حدث هو يوم قد تم فيه إعادة إحياء شيطان قديم عتيق. الجيوش التي قد ظهرت من الضباب تتكون جميعا من العملاقة ومن شياطين من عرق الأوغر و الأورك، وهذا قد جعلنا نحس وكأننا محاصرون من جميع الجهات من قبل عمالقة لا يمكن التغلب عليهم. وبينما جنودنا كانوا مرعوبين لدرجة أنهم كانوا على وشك التبول في سراويلهم، تنين قد وصل إلى القلعة وقد بدأ بإطلاق النيران علينا. بالرغم من أن جنودنا قد قاتلوا وقاوموا بشراسة إلا أن قوتنا العسكرية كانت ضعيفة للغاية ولذلك فإنهم لم يكونوا قادرين على التحمل ولو للحظة واحدة وقد هزموا.”
بعد سماع كلمات المرسول، القادة بدأوا بالتهامس بين بعضهم البعض.
“لو كلماته تلك لحقيقة إذا فإنني أظن بأنه يجب علينا الإنسحاب نحن أيضا.”
“حتى ولو بدأنا بالإنسحاب، التنين سوف يستطيع ملاحقتنا ونحن سوف ينتهي بنا الأمر كلحم مشوي ولذلك فإنه يجب علينا البقاء هنا لنموت بشكل مشرف على الأقل.”
“إن ما حدث قد كان منظرا خياليا أكثر من ما هو منظر مرعب، وإنه قد كان منظرا مزيف أكثر من ما هو منظر خيالي.”
“……..”
أنا أحسست وكأن ألم صداعي يزداد كل مرة تلقيت فيها تقريرا من واحد من هؤلاء المرسولين.
“……يا أيها الوغد الغبي. تكلم بشكل صادق. هل أنت تتكلم بعد رؤيتك كل ما تكلمت عنه بعينيك بحق، أم هل أنت لربما فقط تتفوه بالهراء بعد رؤيتك وهما ما؟ التنانين قد إنقرضت منذ عدة قرون، وبأي طرق يمكن لملك الشياطين دانتاليان أن يحضر واحدا منها إلى هنا؟”
المرسول قام بالعبوس قليلا وليرفع حواجبه.
“بشكل صادق، وبكل صراحة، عندما تمت مهاجمة القلعة، هذا المتواضع هنا كان يأخذ قيلولة في الإصطبل لذلك حتى أنا لغير متأكد من ما إن كان ما قد رأيته لحقيقة أم مجرد وهم أو حلم ما.”
“هل أنت تقوم، وبشكل عاقل، بتقديم ما رأيته في حلمك وأنت نائم لنا هنا، على أنه تقرير صادق بشأن قوى الأعداء؟”
“كون المتواضع هنا يصدق بأن ما رأيته لهو بحقيقة إذا فإنني أظن بأن ذلك ليس بمجرد كذبة فقط. وبالمناسبة، ما يصدق وما يثق به المرء هو ما يكون عالم المرء، أليس كذلك؟ وكوني أنا أصدق بأنني قد رأيت تنينا، إذا فإن ذلك يعني بأنه ذلك التنين لحقيقي وموجود في الواقع.”
“هذا الرجل. إذا، ولو كنت أنا لأصدق بأنك قريبا سوف تموت، إذا فإن هذا يعني بأنك وبحق سوف تموت قريبا، أليس ذلك؟”
“أه…….”
المرسول قام بإمالة رأسه إلى الجانب.
“بالرغم من أن كلماتك تبدوا صحيحة من وجهة نظر منطقية، إلا فإنني أحس وكأنه هنالك خطئ ما.”
“الخطأ لموجود في عقلك أنت.”
أنا قمت برفع صوتي قليلا.
“شخص ما، أي شخص، فلتقوموا بجر هذا المغفل إلى الخارج ولتقوموا بمعاقبته.”
الجنود قد قاموا بجر المرسول الثاني هو الأخر إلى الخارج. صوت صرخات المرسول وهو يتم جلده بإستخدام السوط قد بدأت بالوصول إلى غرفة اللقاء هنا. بينما أنا كنت أركز على لوح الغوو وأقوم بوضع أحجاري عليه، مرسول ثالث قد دخل إلى الغرفة بسرعة. المرسول قد سقط إلى ركبتيه ليركع أمامي فور دخوله.
“جنرال!”
“……أنا لا أحمل أي توقعات تجاه ما سوف تقوله لذلك فلتتكلم كيفما تريد. ولكن، إنه لربما سيكون من الأفضل لك أن لا تقول أي شيء على الإطلاق لو كان ما تريد قوله مجرد هراء فارغ.”
“جنرال–!”
من النهاية حتى البداية، المرسول قد قام بتقديم تقريره بشكل صارخ.
“القلعة السوداء قد سقطت في أيدي الشياطين الأعداء الملاعين! قواتنا هناك قد قامت بالخفض من حذرهم كونهم قد إعتقدوا بأن العدو لن يهاجم بسبب الضباب، ولكن، إن الأعداء هدفهم كان قلة الحذر تلك! الأعداء قد قاموا بإرسال 20 مشعوذة إلى الأمام وإنهم قد قاموا بمهاجمة جدراننا بالإنفجارات، وبينما جنودنا كانوا يركضون من مكان إلى أخر بشكل حائر، قوات الأعداء بدأت بتسلق جدران القلعة. العديد من جنودنا قد قاوموا، ولكن، معظمهم قد قاموا بالهرب. بالإضافة إلى ذلك، من بين أولئك الذين هربوا، معظمهم لم يستطيعوا قطع مسافة كبيرة وإنه قد تم الإمساك بهم بشكل كامل. جنرال! وحدة الجنود المشاة الخاصة بالأعداء لمكونة بشكل بشكل كبير من الأقزام وأعدادهم تتراوح بين 3،000 و 4،000، ولكن، إنه يبدوا وكأن معنوياتهم عالية وإنهم مسلحون بمعدات جيدة!”
فور إنهائه تقريره، المرسول قام بخفض رأسه. إن تحركاته بحق كانت تحركات مرسول خبير. القادة قاموا بخفض صوتهم وليبدأوا بالتهامس بين بعضهم البعض.
“……هذا لأمر غريب. ذلك المرسول قد قام بتقديم تقرير مناسب وإحترافي، ولكن، ولسبب ما، أنا لا أستطيع تصديقه.”
“هذا ما هو معروف بقانون راعي الغنم. لو أول شخصين ق قاما بالكذب، إذا فإنه ومهما كانت درجة صدق الثالث، إنه هو أيضا سوف يبدوا ككاذب فقط. وبسبب هذا، فبالرغم من أنه من المهم أن يكون المرء صادقا، إلا فإنه يجب عليه أن يكون أول أو ثاني شخص ليتكلم على الأقل. هذا لأمر مهم هو الأخر.”
“أنا لم أسمع أبدا بقانون بذلك الإسم. هل أنت متأكد من أن ذلك ليس مجرد قانون أنت قد إبتكرته الأن فقط؟”
“هاي، لا تقم بإتهام شخص بريء………”
هؤلاء الأشخاص، أنا قد أخبرتهم بأن لا يهلعوا وأن يريحوا مشاعرهم، ولكن، إنه يبدوا وكأنهم قد تخلوا عن توترهم بشكل كامل.
أنا قمت بإطلاق تنهيدة صغيرة لأتكلم.
“يا أيها السادة المحترمون، إستمعوا بشكل جيد. طبقا للتقرير من فرقة الإستطلاع، عدد قوات الأعداء تتراوح ما بين 3،000 جندي و 4،000 جندي. هذا المكان لهو وبكل تأكيد ليس المركز الرئيسي لقوات تحالف جيوش ملوك الشياطين. هدفهم هو أن يجذبوا إنتباهنا عن طريق إستخدام وحدة هجوم مستقلة. إياكم الهلع وإياكم إزاحة نظركم من الصورة الأكبر.”
“نعم، يا جنرال.”
القادة قاموا بخفض رؤوسهم بإحترام. أنا قمت بالمواصلة.
“يا أيها السادة المحترمون، قوموا بأداء دورات حرسية حول الجدران وقوموا وبشكل شخصي بتهدأت جنودنا. رجالنا لهم على الأرجح باردون بسبب الجو، ولذلك فإن أيديهم على الأرجح لهي باردة هي الأخرى. قوموا بتصغير مدة مناوبة كل جندي بشكل فردي وقوموا بتجهيز مياه ساخنة في غرفهم بشكل منتظم.”
القلعة السوداء قد وقعت في أيدي الأعداء، ولكن، وما في ذلك؟ إنه ليس هنالك أي مشكلة في الخطة التي قد قمت بتجهيزها. بل والأكثر من ذلك، إنه سيكون من المناسب حتى القول بأن كل شيء يحدث بسلاسة وبشكل جيد. أنا كنت أفكر بهذا الشكل وأنا أتجهز لكتابة تقرير.
ملك الشياطين دانتاليان سوف يمر الأن من القلعة السوداء وسوف يتجه بشكل مباشر إلى داخل الممر الجبلي. طريق مؤنهم سوف يزداد حجما بسبب ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، الغابات هي منتشرة بشكل كثيف على كلتا جهتي الطريق.
المكان المثالي ليختبئ فيه المرء وليجهز كمينا فيه. إن حاولوا مهاجمتنا بدون أي تفكير على الإطلاق، إذا وبدون أي شك، أولئك الذين سوف يموتون هم جنود ملك الشياطين.
هذا الممر الجبلي لهو شبيه بللوح الغوو. القلعة السوداء لهي بالجزء العلوي وبينما القلعة البيضاء لهي بالجزء السفلي، وكامل الممر الجبلي لهي بالمنطقة بينهما وهي وجه ساحة المعركة. مجرد قلعة إضافية في هذا المكان لهي بمجرد خط حماية إضافي فقط، ولكن، ساحة المعركة قد إنقسمت الأن إلى جزء علوي وجزء سفلي بسبب هذه القلعة. بكل تأكيد، الأسلاف الذين قد بنوا هذه الجدران في هذه الأماكن بكل تأكيد كانوا حكماء.
………ما أنا قلق بشأنه لهو ليس بالشيء الذي يوجد أمامنا. إنه ليس هنالك أي مشاكل أمامنا.
بل على العكس، التعقيدات لهي موجودة خلفنا. إن كانت الأميرة الإمبراطورية إليزابيث ستقوم بإرسال المؤن إلينا بشكل مناسب أم لا………
جلالته الإمبراطور قدد عينني كالجنرال السامي للجيوش الشمالية. ولكن، نبلاء الإمبراطورية قد أقسموا ولائهم للأميرة. إنه ليس هنالك أي كرامة أو قوة في المنصب الذي منحه لي جلالته. إن هذه لمأساة بحق.
الأميرة الإمبراطورية تعتبرني كإزعاج.
إنه هنالك إحتمالية كبيرة بأنه سوف يتم تأخير المؤن. أنا يجب علي أن أعيق ملك الشياطين المتواجد أمامي، وفي نفس الوقت، أنا يجب علي أن أبقي الأميرة الإمبراطورية خلفي في مكانها. فقط كيف إنتهى بي الأمر هكذا، لكي أجد نفسي في حرب حيث أنا محاصر فيها من كلتا الجهتين.
أنا قد قد تذكرت الكلمات التي قد وجهتها إلي الأميرة الإمبراطورية في ذلك اليوم.
-أوه، يا أيها السيد روسينبورغ، ألا تعتقد بأن أغلب المحادثات التي تشاركانها أنا وأنت ليمكن تلخيصها بشكل كبير ولتتحول إلى عبارات أبسط؟
-الهابسبورغ يمنحون إيمانهم وثقتهم مرة واحدة.
“……..”
تحركات الأميرة الإمبراطورية وهي تقوم بفصل الجلد عن جسد التمساح قد بدأت بملأ عقلي. عرق بارد بدأ بالنزول من على عنقي. أن أكون قليل الحذر ضد الأميرة الإمبراطورية ليس بخيار جيد على الإطلاق.
من الأن فصاعدا، الأميرة الإمبراطورية على الأرجح سوف تكتسب سيطرة وسلطة كاملة ومطلقة في الإمبراطورية. فكرة أن أخضع للأميرة الإمبراطورية من أجل مواصلة معيشتي وفكرة رفض الإنحناء للأميرة الإمبراطورية كون جسدي قد سبق وأقسم ولائه لسموه الإمبراطور، هذه الأفكار تعارضت مع بعضها البعض في عقلي بشكل كبير. الفكرة الأولى تشجع على المحافظة على حياة المرء، بينما الثانية تنصح بوقار بوضع الولاء قبل أي شيء أخر. أنا كنت قلقا بشأن ما يحدق إلينا من الخلف من موطننا أكثر من ما كنت قلقا عليه بشأن قوات الأعداء التي تقترب منا وبسرعة من الأمام.
أسلافنا العظماء قد بنوا جدارين عظيمين هنا وقد منحوا لنا نحن، البشريين، الحرية. ولكن، أنا أحسست وكأن كامل الحرية في هذا العالم لهي بحرية الأعداء وحرية الأميرة الإمبراطورية. الأمور لهي هكذا. هذا هو المكان الذي سوف أخلد فيه إلى الراحة الأبدية. عن طريق الخروج من هذا المكان بجسدي العاري، في ذلك الوقت أنا سوف أكون وأخيرا قادرا على النجاة بحياتي.
“ممم.”
أنا قمت بإبتلاع ريقي. وبشعور وكأنه هنالك شيء عالق في حلقي، أنا بدأت بكتابة التقرير.
-الشهر الثاني، اليوم الخامس والعشرون، قوات الأعداء قد إستطاعت السيطرة على القلعة السوداء. قوتهم العسكرية تقدر على أنها تقريبا 3،000 جندي قوي. قائدهم الأعلى هو ملك الشياطين دانتاليان. قواتنا مجتمعة في القلعة البيضاء ونحن أمنون بشكل كامل. المؤن متوفرة والأسلحة موجودة. الضباب كثيف.
وبعد هذا، بنية تحذير الأميرة الإمبراطورية، أنا قمت بإضافة جملة أخيرة.
-الجبال آمنة.
……جيد. حتى الأميرة الإمبراطورية يجب أن تكون قادرة على الفهم بهذا.
بعد تمرير التقرير إلى حامل الرسائل، أنا إتجهت إلى النافذة وبدأت بالتحديق إلى الخارج. ملك الشياطين سوف يعبر من الممر الجبلي المغطى بالثلج الأبيض الناصع.
تعال، تعال يا دانتاليان. تعال بسرعة. أنا سوف أقوم بقطع عنقك وسوف أشبع ضغينتي………
[ملك العاميين، ذي الرتبة 71، دانتاليان، التقويم الإمبراطوري: العام 1506، الشهر 2، اليوم 25، الجبال السوداء، القلعة السوداء
قواتنا قد إحتلت القلعة السوداء قبل مرور مدة وجبة واحدة. فارنيس كانت محقة. إنه كان هنالك عدد صغير للغاية من الجنود في القلعة.
إن عددهم وبالكاد كان يقارب 200. معظمهم قد تم الإمساك بهم كسجناء.مدعية بأن هذا لأمر غير ممتع على الإطلاق وأنه عديم الطعم، هومبابا بدأت بالتذمر.
“تسك-، أنا قد ظننت بأننا سوف نكون قادرات على رؤية بعض الدماء بعد مرور مدة طويلة، ولكن إنه لم يحدث أي شيء على الإطلاق. فقط لما إستسلم أولئك البشريون عديموا النفع بدون القتال ضدنا ولو قليلا حتى-؟”
“هل أنت ضجرة كوني لم تكوني قادرة على القتال؟”
“شعور يشعر وكأنه محبط-؟”
هومبابا قامت بنفخ خديها بشكل عابس. أنا قمت بالرد.
“إذا فلتقومي بحرقهم.”
“نعم-؟”
“ألا نملك نحن حاليا في حوزتنا أكثر من 100 سجين حي؟ أحضري المشعوذات الأخريات معك ولتقمن بأخذ 50 سجينا لتقمن بحرقهم كما تردن. المنظر الأكثر إمتاعا في العالم هو مشاهدة النيران وهي تشتعل، وبذلك فإن مستوى ضغطكن سوف ينخفض قليلا.”
هومبابا قامت بإمالة رأسها قليلا إلى الجانب.
“……..ولكن إنهم جنود أعداء لطيفون والذين قد إستسلموا بإطاعة-؟”
“بما أنهم قد إستسلموا بشكل مطيع، إذا فإنني أظن بأنهم سوف يموتون أيضا بشكل مطيع.”
“……..أنا بحق لا أعرف إن كان ذلك أمرا مناسب القيام به-؟”
“أنا أخطط للذهاب غدا إلى القلعة البيضاء من أجل الإلتقاء بالمارغراف.”
أنا قمت بأخذ بعض الثلج المختلط بالطين من على الأرض وقمت برميه في فمي. أنا بدأت بالتحقق من طعم التراب المقرف ورائحة الثلج السمكية بلساني. بالرغم من إعتبار الكثير من الشياطين هذا المكان على أنه ضريح وجبل مقدس إلا أن طعم الثلج والتراب هنا ليس بمختلف على الإطلاق من الأماكن الأخرى. أنا قمت ببصق الطين.
“في الماضي، كون المارغراف قد سبق وأتى وغادر من كهفي الحجري، نحن قد سبق وأصبحنا قريبين من بعضنا البعض. والأن، كوني أنا قد وصلت إلى جدران المارغراف الحجرية، إنه لمن المناسب فقط أن أذهب وأقدم إليه تحياتي. ولكن، وبشكل مؤسف، أنا لا أملك شيئا جيدا لأقدمه له كهدية.”
“…………”
“أنا أشعر وكأن 40 رأسا مقطوعا لهي بكافية لتعبر عن صدق مشاعري تجاه المارغراف. ما رأيك أنت، يا هومبابا؟”
“-أهاهاهاهاها.”
هومبابا قامت بتحريك حافتي فمها. أهاها، أهاهاهاها……هومبابا قامت بوضع قبعتها المخروطية على رأسها وإنها بدأت بالضحك. القبعة قد غطت على وجه هومبابا بشكل كامل في الظلال.
“بحق، أه، وبكل حق، سيدنا يعرف أموره.”
“فلتقمن بحرقهم بشكل جيد.”
“أوه. نحن المشعوذات لأكبر خبيرات في مجال حرق الناس حتى الموت. شخص قد أكل الكثير من اللحم يعرف الكثير، وشخص قد تم حرق لحمه كثيرا لهو أيضا يمكنه حرق لحم الأخرين بشكل جيد. أنت سوف تكون منذهلا، يا سيدي. إنه لا بأس لو كنت متشوقا لذلك-.”
البشريون قد بدأنا بحرقهم وهم مازالوا على قيد الحياة.
بينما هم كانوا ينظرون إلى أجسادهم وهي تحترق بدئا من أقدامهم، البشريون بدأوا بالصراخ. إنها كانت صرخة شبيهة بصرخة شخص يتقيأ أمعائه الملتوية. نحن قمنا بتعليق الجثث الذي قد إحترقت بشكل كبير إلى درجة أنها قد تفحمت على جدران القلعة. بشكل مشابه لصرخاتهم الأخيرة، جثثهم كانت ملتوية بشكل غريب هي الأخرى.
المشعوذات قد قمن بإختراع لعبة جديدة. إنها لعبة حيث يقمن فيها برمي الأحجار محاولات إصابة الجثث المعلقة. نقطة واحدة لو إستطعت إصابة الجسد، نقطتين لو أصبت الرأس، وثلاث نقاط لو أصبت خصيتهم. اللاعبون الذين أصابوا الخصيات ثلاث مرات بشكل متتابع يتم منحهم 10 نقط إضافية. المشعوذات تحت قيادتي لهن بعبقريات بحق.
فارنيس وأنا شاهدنا منظر البشريين وهم يتم حرقهم وليتم اللعب بعد ذلك بجثثهم. صوت ضحك وقهقهة المشعوذات إنتشر إلى كامل أرجاء المنطقة. الدخان الصادر من النيران والضباب المحيط بهذه المنطقة إمتزجا مع بعضهما البعض وبذلك إنه قد تمت تغطية الجثث. على ذلك الجانب الأخر من الضباب، الجانب الذي يختفي إليه الدخان، أنا قد أحسست وبشكل مفاجئ وكأنها الجنة، الفردوس. فارنيس، بعدما قد توقف صوت ضحك المشعوذات من الوصول إلينا، قد فتحت فمها لتتكلم.
“سيادتك. هل لربما أنت تعرف من هو أسرع جيش في التاريخ ليستطيع الإستيلاء على القلعة السوداء؟”
“أنا لست مهتما بالتاريخ، ولذلك فإنني لا أعرف الإجابة على ذلك السؤال.”
“الإجابة هي الجيش الإنقلابي الخاص بإمبراطورية هابسبورغ. بعد بدأ الجيش إنقلابا في المنطقة الشمالية، إنه قام بمهاجمة القلعة السوداء من الخلف. إنهم قالوا بأنه قد إستغرقهم الأمر 15 يوما لكي يستطيعوا الإستيلاء على القلعة، وهذا كان رقما قياسيا لم يستطع أحدا تحطيمه طوال الثلاث مئة وثلاثة عشر سنة الماضية.”
“همممم.”
“عندما قام سيادتك بأخذ هذه الآنسة من سوق العبيد، أنت قد قمت بإخبارها بهذا: بأنك سوف تجعل إسم هذه الآنسة خالدا في التاريخ.”
أنا وبكل تأكيد قد قمت بتوجيه تلك الكلمات إليها.
-أنت سوف تلمعين وأنت تقودين الجيوش أكثر مما سوف تلمعين وأنت تقرأين الكتب. أنا سوف أجعل إسمك خالدا في التاريخ…..
أنا قد قمت بمد يد إغراء تجاه فارنيس التي كانت محتجزة في زنزانة حديدية والتي كانت تعتمد على ضوء القمر لتقرأ كتاب التاريخ في حوزتها.
في ذلك الوقت، فارنيس قد نظرت إلي بأعين يملأها الشك. إنها كانت طفلة لا تجيد حتى الإبتسام. والأن، وبعد مرور مدة نصف عام، تلك الفتاة قد أصبحت غازية.
“بالتأكيد، سيادتك أنت قد كان محقا. في هذا اليوم، نحن قد قمنا بالإستيلاء على القلعة السوداء، القلعة التي في وقت قد مضى قد تحملت هجوم جيش إنقلابي لمدة نصف شهر، وفي غضون نصف يوم فقط.”
فارنيس إبتسمت إبتسامة عريضة بشكل غريب.
“على ما يبدوا، هذه الآنسة قد سبق وتركت إسمها في التاريخ.”
بسمتها كانت باردة، باردة للغاية لدرجة أنها أبرد من ثلج الشتاء.
“…………”
“أأأأك، آهاه—!؟”
أنا بدأت بحك منطقة تاج رأس فارنيس بشكل عنيف. بالرغم من أن فارنيس لهي بفتاة تضع مشاعرها في أعمق نقطة في وعيها اللاباطني، إلا فإن رأسها لمنطقة حساسة للغاية. فارنيس بدأت بتلويح يديها في الأرجاء بسبب تلقيها لمستي الملاكية.
“لتحاولي التفاخر فقط بعد الإستيلاء على قلعة واحدة فقط.”
“س–سيااادتك. أنا قد أخبرتك بأنني أكره أن ألامس هناك…..هواااااه…..”
“إنه هنالك فارق حتى وبين الأشخاص العظماء الذين قد تركوا إسمهم في التاريخ. بما أنك أنت قد ولدت كبطلة، أنت يجب عليك أن يكون هدفك المنصب كثاني أعظم شخص في التاريخ، لذلك، فقط لما أنت راضية بقلعة واحدة فقط؟ كبادئ للأمر، تعلمي كيفية تقديم خطاب بشكل مناسب من لابيس، وبعد ذلك، أنا سوف أمنحك منصبا مناسبا.”
“أه، مفهوم. أنا قد فهمت، يا سيادتك، لذلك…رجاااء، هذا يكفي…….”
فارنيس قد إستسلمت بشكل كامل بسبب لمستي الملاكية.
بشكل تقليدي، الأناس يجب عليهم أن يتعلموا لكي يكونوا متواضعين.
♦♦♦♦
قبل تقدمنا إلى القلعة البيضاء، أنا قد قمت بأخذ نظرة حول مخيمنا العسكري رفقة لابيس.
بائعون متجلون من كامل الأنواع قد قاموا ببدأ سوق تحت جدران القلعة. من أجل تجنب رياح الشتاء، الأناس إلتصقوا بالجدران بأكبر درجة ممكنة. إنهم كانوا يبدون مثل المحار الذي يلتصق بالأحجار في عمق البحر، وأنا قد أحسست وكأن رائحة البحر لهي أيضا صادرة من ذلك المكان. أنا قمت بالتمتمة.
“لنذهب. أنا أريد أن أرى كيف يعيش أولئك الأناس حياتهم.”
“ولما سوف يذهب جلالتك إلى الأركان التي يكمن فيها الأناس الوضيعين……..؟”
لابيس قامت بحني رأسها.
“لأنني أريد أن أرى ذلك. ذلك هو السبب.”
“هذه لقلقة من أن كرامة جلالتك سوف تلطخ.”
“أوقفي تذمرك وأرشدني.”
أنا قد بدأت بأخذ جولة في السوق. الشياطين هنا كانوا يراقبونني من بعيد. عندما قمت بالنظر إليهم، كل واحد منهم كان يرتدي ملابس مقطعة والطين كان يغطي على أوجههم.
تحت الجدران، عفاريت أطفال قد تجمعوا وإنهم كانوا يرمون الأحجار في جهة جثث البشر. على ما يبدوا إنهم كانوا يقلدون اللعبة التي كانت المشعوذات يلعبنها منذ قليلا. عندما قمت بالإقتراب، آبائهم قد ظهروا من العدم، وبنفس السرعة التي قد ظهروا بها، إنهم قاموا بحمل أطفالهم والمغادرة بسرعة. عالمهم الخاص قد سبق وتشكل هنا.
“على ما يبدوا، إنهم قد سبقوا وأسسوا عالما خاصا بهم في هذا الركن البعيد عن الموطن في غضون يوم واحد. هؤلاء الأناس……”
“هل لربما يجب علينا تعقب أولئك الذين قد هربوا ولنقوم بإستجوابهم؟”
“لا، لا داعي لذلك. ألن يهربوا أكثر فقط لو قمنا بإستجوابهم؟ لو قاموا بالهرب، ألن تكوني غير قادرة على رؤية النهاية؟ أتركيهم كما هم على حالتهم.”
حيويتهم ونشاطهم في إنشاء عالم خاص بهم لشيء بغيض بعض الشيء بالنسبة لي.
جثث البشر المحترقة لهي معلقة من الجدران. وتحت تلك الجدران، الشياطين مجتمعون وهم يقومون بحك أجسادهم الرقيقة مع بعضهم البعض. اللحم المسود بعدما قد إحترق في النيران، والجلد المتساقط من أجساد الشياطين، هذين لشيئان يجب عليهما أن يكونا مفترقين ولو قليلا عن بعضهما البعض بكون واحد حي والأخر ميت، ولكن، أنا أحسست وكأنه ليس هنالك أي فارق بين ما هو حي أو ما هو ميت في عالمهم الخاص.
ولكن، وبكامل المعاني، أنا لست جاهلا لدرجة أنني لا أعرف بأن حقيقة أنه لا يمكن التفريق بين هذين الإثنين لهو أيضا بمجرد مظهر أخر من مظاهر الحياة والموت.
أبي قد مات في السجن. إنه قد عانى من أزمة قلبية.
إنه قد حاول كتابة عدة كلمات كوصيته، ولكن، إنه قد إنتهى أمره قبل أن ينجح في كتابة ولو حتى كلمة واحدة.
هذه كانت وصية والدي.
أنا قد قمت بجمع الورقة وقمت بوضعها في جيبي.
أمهاتي وإخوتي قد هرعوا إلي وقد سألوني إن كان والدي قد تركة وصية خلفه. أنا قمت بالرد عليهم ببساطة، ‘إنه لم يترك أي وصية.’. بدل ذلك، إنه قد ترك ورثا.
عشرات ملايير الوون في ملكيتهم. قبل بدأ معركة الموت التي سوف تحدث في الجنازة، إنهم كانوا يقفزون من شدة الفرح.
…..أوه، يا سيدنا الصغير. شكرا جزيلا لك، يا سيدنا الصغير، أمهاتي كن يوجهن هذه الكلمات إلي وهن يخفضن رأسهن. أشقتي قد نادونني ‘بأخينا الأكبر’ وإنهم قاموا بالإنحناء بشدة في جهتي. الأشخاص الذين قد كانوا كانوا خلف حادثة إختطافي لهم متواجدون بينهم هم أيضا. كون هذه كانت العائلة التي قد حاولت قتل ‘سيدهم الأصغر’ و ‘أخيهم الأكبر’، إنه ليس هنالك أي خطئ لو قمت أنا بتجاهل تلك العائلة. أنا قمت بالقهقهة قليلا. حاولوا العيش كما يحلوا لكم. أنا سوف أراقب وسوف أرى كيف سوف تبلون جميعا……..
ومثل ذلك، أنا قد حاولت الإختباء من العالم، ولكن، عالم أخر قد إنتهى به الأمر وهو يظهر أمامي من تلقاء نفسه. الأن، أنا ما عدت قادرا على تحديد ما إن كان العالم مجنونا، ما إن كنت أنا مجنونا، أو إن كنا كلينا مجنونين. والأكثر من ذلك، إنه لعالم سوف يدمر ولو تركته وشأنه، وإنه لعالم حيث كل شيء فيه سوف يختفي، بما في ذلك الشياطين المتعلقين بالجدار، لابيس، وفارنيس، كل شيء سوف يختفي. نية خبيثة قد غطت على حقيقة أنه قد تم إعطاء عالم على وشك الموت إلى شخص مثلي أنا، شخص قد سبق ورمى العالم إلى الجانب.
هل هذه نية الإله؟ أنا قد سألت نفسي. هل هذه نية وهدف السماء…..؟ أكثر فرضية يمكنني تصديقها هي أن كل ما يحدث هنا لهو جزء من مزحة والدي ومحاولته في إفساد حياتي مرة أخرى. وبما أنه ليس هنالك أي إله، ولا نية سماء ولا حتى والدي في هذا العالم، هذا الأمر يعتمد على طريقة نظري إليه.
حسنا إذا. أنا سوف أتسبب بالفوضى والدمار. أنا سوف أقوم بإنقاذ عالم هؤلاء الناس، وبعدما قمت بإنقاذ العالم، في ذلك الوقت أنا سوف أفكر بشأن إن كنت أريد الإهتمام والإعتناء بهؤلاء الأناس، أو إن كنت أريد الحكم عليهم بشكل طاغي أو بشكل رحيم. ولكن، وللوقت الحالي، أليس إنقاذ العالم أهم أولوية؟ حتى ولو قتلت مئات ألاف الأناس في هذه الحرب، أليس ذلك أمرا أفضل بكثير من حقيقة أن العالم بأكمله سوف يدمر؟
“يا جلالتك. البرد قارص حاليا. رجاء إتجه إلى الداخل ولتحظى ببعض الراحة.”
أنا قمت بالإلتفات إلى جانبي. هنالك، واقفة بجانبي لهي الفتاة التي قد أصبحت واحدة من الأسباب التي يجب علي أن أنقذ هذا العالم من أجلها.
“هل أنت لباردة؟”
“هذه لبخير. هذه قد نامت في الخارج أثناء فصل الشتاء عدة مرات مسبقا.”
“أنا أيضا لبخير. ألن نفترق نحن الإثنين بعد بدأنا الحرب غدا؟ أنا أتمنى أن أظل معك لمدة أطول قليلا.”
“عندما يقوم جلالتك بالتفوه بذلك النوع من الكلمات، ألا يشعر جلالتك برغبة في التقيء من كون تلك الكلمات مثيرة للإشمئزاز؟”
لابيس قامت بالنظر إلي وكأنها تنظر إلى حشرة مقززة.
“هذه لمن حين إلى أخر تنذهل بسبب تصرفات جلالتك. رجاء فلتكن حذرا أكثر.”
“أه، ولكن، فقط وكيف سيمكنني العيش بدونك؟”
“بالنسبة لشخص كان يعيش بخير وبهناء بدون هذه سابقا، جلالتك لبحق يقلق………”
“ألست أنت خائفة من حقيقة أنني سوف أكون قادرا على مواصلة العيش حتى ولو إختفيت بشكل كامل؟”
“………..”
“لو كان الأمر ممكنا، لا تموتي. كوني حذرة ولتكوني حذرة أكثر. إعتزي بحياتك أكثر من حياتي أنا. أنت أخر قطعة عقل متبقية في أنا.”
لابيس قامت بإطلاق تنهيدة صغيرة.
“هذه هنا لدائما ما كانت جزءا من مجموعة الأشخاص الذين يهتمون فقط بشأن أنفسهم. ضع قلقك إلى الجانب، يا جلالتك. إنه لمن الصعب التعامل مع ذلك وإنه لمن المقلق سماع ذلك. رجاء أبقي في عقلك حكمة تقريب جسدينا من بعضهما البعض بينما نحن نبقي عقلينا بعيدين.”
“نعم. أنت محقة، أليس كذلك؟”
لابيس وأنا واصلنا جولتنا متقدمين إلى الأمام وجائلين حول الجدار.
الأن، وبعد تفكيري بالأمر، نحن لم نحظى أبدا بفرصة لنستمتع بموعد مع بعضنا البعض.
لو كنت أتذكر بشكل صحيح، إذا فإن هذا هو موعدنا الأول، ولكن، ومن جميع الأماكن في العالم، مكان موعدنا الأول هي جدران قلعة حربية، والأكثر من ذلك هي أنها جدران معلقة عليها جثث بشريين محروقة. ما نوع المواعد الفخمة هذه؟ سواء إن كان الأمر برومانسية أو أي شيء أخر، إنه ليس هنالك أي شيء على الإطلاق من ذلك النوع هنا.
سلسلة الجبال الممتدة بشكل فسيح- القلاع المتصلة ببعضها البعض بجدران عريضة- الحبال المعلقة عليها جثث البشريين- وحتى الوصية التي والدي لم يستطع إنهائها حتى، مثل طريق قد تم مسحه في الوسط، أنا أحسست وكأن هذا لمكان يمتد بدون نهاية وبشكل محبط وكأنه يقول بأن كل شخص سوف ينتهي به الأمر هكذا. بشكل غريب، أنا أحسست وكأن هذا لمكان مناسب لموعدنا الأول، وبسبب ذلك أنا بدأت بالضحك قليلا. لابيس قامت بالنظر إلى وكأنه هنالك خطب ما في عقلي.
في الطريق الذي قد تركناه خلفنا، العفاريت الصغراء قد تجمعوا مرة أخرى. أنا قد كان بإمكاني سماع صوت الأحجار وهي ترتطم بجدران القلعة مرة أخرى.
بعد الإستماع بشكل جيد، نتيجتهم النهائية كانت مجرد ثلاث نقاط فقط.
[الحامي الشمالي، المارغراف روسينبورغ، جيورج فون روسينبورغ، التقويم الإمبراطوري: العام 1506، الشهر 2، اليوم 25، الجبال السوداء، القلعة البيضاء
أنا قمت بالإتجاه إلى الجزء العلوي من أبواب القلعة وقمت بالنظر من هناك إلى الأرض تحتنا.
قوات الأعداء كانت تجهز مخيمها في مكان بعيد عن بوابة قلعتنا. علم أسود كان معلقا في وسط المخيم. ملك الشياطين دانتاليان يستخدم علما أسود ليمثل قواته كونه لا يملك علما خاصا به. ملك الشياطين ذي العلم الأسود قد وصل إلى الجبال السوداء وإنه قد قام بإحتلال القلعة السوداء…….بالنسبة لمصادفة عابرة، هذه لواحدة مضحكة بعض الشيء.
القادة بدأوا بالنظر إلى عدد قوات الأعداء بأعينهم.
“على ما يبدوا إن أعدادهم أقل من 3،000 بعض الشيء.”
“على ما يبدوا، إنه ليس هنالك فارق كبير بين حجم قواتنا. نحن سوف نحمي هذا المكان وبسهولة.”
“مممم.”
أنا قمت بإيماء رأسي. المشكلة تكمن في عدد السحرة المتواجدين في ذلك الجيش. في فصل الخريف الماضي، دانتاليان كان يملك 11 مشعوذة تحت إمرته. إنه على الأرجح قد أحضر معه عددا كبيرا منهم هذه المرة أيضا. إنه لمن الضروري أن نجهز أنفسنا لنواجه ذلك.
أنا قد قمت بإنفاق كمية كبير من المال، كمية لكان بإمكاني إستخدامها في تعيين المزيد من الجنود المشاة لكي أقوم بتعيين بضعة سحرة. قواتنا حاليا تملك 25 ساحرا تحت إمرتهم. إن هذا لعدد مدهش. هذا لأكثر من كاف من أجل الدفاع ضد دانتاليان.
“جنرال، أنظر إلى هناك.”
في المكان الذي كان قد أشار إليه قائد من القادة، أقزام الأعداء كانوا يبنون شيئا ما. إنهم كانوا يبنون منجنيقا صغير الحجم في ذلك المكان. معتقدين بأنهم ينوون محاصرتنا بقطعة القمامة تلك، القادة بدأوا بالضحك بشكل ساخر.
“هااه. وهل سيكونون قادرين على رمي حجر ما حتى إلى هنا؟”
“لكن، وبالرغم من ذلك، إنهم قد إستخدموا عقلهم قليلا. جر منجنيق كبير الحجيم إلى هذا الممر لفعل غير عملي على الإطلاق، لذلك فإنه من الأسهل تجميع واحد في المكان الذي يريدونه…….ولكن، وحتى ولو قاموا بذلك، إن جهودهم مازالت ستظل عديمة النفع، بالرغم من أنها تستحق بعض المديح.”
بعد لحظات قليلة، إنهم قد بدأوا برمي شيء ما بإستخدام المناجيق. أشياء تبدوا وكأنها أقل وزنا من الحجارة إما قد إصطدمت بجدران القلعة وفي بضعة الأحيان إنها قد وصلت إلى المنطقة الداخلية للجدران. قائد من القادة إتجه ليقوم بتفقد واحد من هذه الأشياء وإنه قد قام بإحضارها. القائد قام بتقديمها بشكل متردد إلي.
“جنرال، هذا…..”
رأس.
رأس جثة بشري محروق.
“……..”
التعبير على الرأس المحروق كان تعبيرا ملتويا بشكل مرعب.
إنه تعبير شخص قد عانى ألما شديد حتى أخر لحظة في حياته.
الأعداء قد قاموا بحرق السجناء وهم كانوا مازالوا على قيد الحياة.
يدي قد بدأت بالإرتجاف عندما بدأت أنا بالتفكير بالعذاب الذي السجناء التأكيد هم قد عانوا منه.
“أولئك…أولئك الشياطين عديموا الحياء………”
أنا كنت أعرف مسبقا.
أنا كنت أعرف مسبقا بأن دانتاليان هو شخص من هذا النوع.
ولكن، إنه ليس هنالك أي سبب يدفعه إلى حرقهم. إنه لكان بإمكانه قطع رأسهم فقط، حارصا بذلك على أنهم لن يعانوا سوى أقل قدر من الألم قبل موتهم. ولكن، وبالرغم من ذلك، إنه قد قام بإستخدام أكثر طرق الإعدام إيلاما. فقط من أجل إهانتي.
بعد رميهم أكثر من 30 رأسا، مناجيق الأعداء قد توقفت. وبعد ذلك، ستة من سلاح فرسان الأعداء قد بدأوا بالتقدم من مخيم الأعداء وإنهم قد توقفوا أمام بوابة القلعة. إنهم كانوا يحملون علما أبيض يمثل رغبة في ‘التفاوض’.
“……….إفتحوا البوابة. أنا سوف أذهب لأقابلهم بشكل شخصي.”
“ألن يكون ذلك موقفا خطرا، يا جنرال؟”
“لو حدث شيء ما لي، إذا فلتقوموا بإطلاق السهام على الأعداء بشكل فوري ولتقوموا بقتلهم. فلتأمروا الرماة ليتجهزوا لإطلاق النيران.”
حامي البوابة قد قام بفتح بوابة القلعة لي.
فور مروري من البوابة الحديدية، سلاح فرسان الأعداء كانوا واقفين أمامي بشكل مباشر. ومن بينهم، رجل يرتدي عباءة سوداء قام بإيماء رأسه في جهتي.
“لقد مرت مدة طويلة، يا أيها المارغراف العزيز. لا، هل لربما يجب أن أقول ‘أنا مسرور بلقائك’، كون هذا أول لقاء بيننا بشكل مباشر؟ أنا ملك الشياطين دانتاليان. إنه لشرف كبير لي كونك أنت لم تقم بتجاهل رغبتي في التفاوض والأكثر من ذلك هو حقيقة أنك قد قمت بالخروج لتلتقي بي هنا بشكل شخصي.”
“رجل عديم الآداب…….”
إذا هذا الرجل هو دانتاليان. أنا لا يمكنني رؤية هذا الرجل الضعيف الرقيق وعديم الجرأة على أنه حاكم هو الأخر مثلي. إن كنت لأقوم بسحب سيفي ولأقوم بالإندفاع إليه، إذا فإن قتله سيكون بأمر ممكن وبسيط. بعد تجهيز نفسي لكي أكون مستعدا لسحب سيفي في أية لحظة، أنا بدأت بالتكلم.
“أوه، يا ملك الشياطين. أنت بالتأكيد قد أتيت إلى هنا وأنت مستعد لكي تموت. ما هو دافعك المخفي الذي قد دفعك إلى مطالبة التفاوض فقط وبعدما ما أن إنتهيت من رمي رؤوس جنودي إلى قلعتي؟ أوه يا ملك الشياطين، أخبرني، فلتخبرني بسبب مقنع لكي لا أقوم بقطع عنقك في هذه اللحظة وفي هذا المكان.”
“أنت تتصرف بشكل عدائي للغاية وبدون أي داع على الإطلاق. تلك كانت مجرد هدية صغيرة كوننا نحن لسنا بأشخاص يبقون مسافة كبيرة بيننا وبين الأناس الأخرين، وبعد كل شيء…..”
دانتاليان بدأ بالضحك قليلا.
“أنت قد قمت بتدمير قلعة ملك الشياطين الخاصة بي، والأن، أنا قد وصلت إلى جدران قلعتك. إنه سيكون من المخجل لي لو أتيت إلى هنا بدون أن أقدم لك هدية ما. إذا، ما رأيك؟ هل أعجبتك هديتي؟”
“………..”
“أهااا. على ما يبدوا هديتي السابقة لم تكن كافية لإرضائك.”
دانتاليان قام بالنظر إلى الجدران وإلى ما يوجد فوقها. الرماة كانوا يصوبون أسلحتهم في جهة دانتاليان هنا. لو قمت بإرسال الأمر إليهم، إذا فإنهم سوف يقومون بإطلاق سهامهم وسوف يقومون بإختراق جسد دانتاليان بشكل فوري. إنه بالتأكيد قد أدرك هذا الأمر، ولكن، ولسبب ما، دانتاليان مازال يبتسم.
“لا بأس بذلك. أنا قد سبق وجهزت المزيد من الهدايا في حالة كون هديتي السابقة غير كافية لإرضائك. أنظر.”
دانتاليان قام بلوي جسده وإنه قام بالإشارة إلى مخيمه. في ذلك المكان، العفاريت كانوا يدقون في الأرض أعمدة خشبية.
وبشكل سريع بعد ذلك، أكثر من مئة عمود خشبي قد تم رفعهم إلى الأرض. أعيني قد إنفتحت بشكل كبير في اللحظة التي رأيت فيها ما كان مربوطا بتلك الأعمدة الخشبية. على كل عمود شخبي واحد، إنه كان معلقا عليه سجين واحد حي. العفاريت قد إقتربوا من الأعمدة الخشبية وهم يحملون شعلات نارية في أيديهم. إنهم كانوا يبدون وكأنهم ينوون إشعال النيران في الأعمدة بشكل فوري. السجناء بدأوا بالصراخ.
-أنقذنا! جنرال………
-رجاء، لا تتخلى عننا……….
أيدي قد بدأت بالإرتجاف. هل لتلك بفعلة رجل؟ ألم يتحدث الشياطين عن أنفسهم وعن كيف أنهم أناس هم الأخرون وكيف أنهم فخورين بذلك؟ بالرغم من ذلك، هل أنت تريد إخباري بأنه يمكنهم القيام بهذا النوع من الأفعال بدون أي تردد على الإطلاق؟
“يا أيها الوغد……..”
“رجاء، يا أيها المارغراف، فلتقم بأمر رماة السهام خاصتك، فلتقم بأمرهم ليخفضوا أسلحتهم. أنا رجل مثير للشفقة وأنا جبان بشكل كبير. متى ما قام شخص ما يتهديدي، فإنه في ذلك الوقت جسدي يصاب بالحكة ولحمي يبدأ بالإرتجاف وذلك يتسبب لي بصعوبة في التنفس.”
“هل الأمور هي على ذلك الشكل بحق؟ إذا فلتستمع بنفسك الأخير في هذه الحياة قدر الإمكان. بعد إنتهائي أنا من قطع عنقك، أنت لن تكون قادرا على أخذ نفس أخر كونك سوف تكون في الجحيم.”
“أووووه. مخيف. كم لأنت مخيف للغاية بحق. على ما يبدوا، المارغراف قد ولد وهو يملك موهبة طبيعية في تهديد الأخرين.”
دانتاليان قام برفع يده اليمنى إلى السماء.
“-ولكن، وللأسف، تلك لهي بموهبة أنا لم أستطع أبدا الحصول عليها مهما حاولت.”
في تلك اللحظة، واحد من الأعمدة الخشبية قد تم إشعال النيران فيه. العمود بكل تأكيد كان قد تم كب الزيت عليه مسبقا كون النيران قد بدأت بإلتهامه وما هو معلق عليه بشكل فوري. وهو ينظر إلى النيران التي تبدوا وكأنها فم وحش عملاق وهي تقترب منه، السجين بدأ بالصراخ.
-أأأأأأأك! أأأأأك، أأأأأأأأأه……..
في لحظة واحدة، النيران قد إبتلعت الجسد البشري. السجين قد قاوم بشكل يائس وهو يحترق. أنقذني، رجاء أنقذني، فور توقف هذه الصرخات، فقط الدخان ظل يرتفع من ذلك المكان. تجاهي أنا، أنا الذي كان غير قادرا على فتح فمه، دانتاليان بدأ بالتكلم.
“يا أيها المارغراف، لنكن صادقين هنا مع بعضنا البعض.”
“………”
كما رأيت أنت هنا بعينيك، أنا قطعة من الحثالة. قمامة لو أصررت. إنه لجزء من شخصيتي أن أعامل حياة البشريين وكأنها أقل قيمة من حياة ذبابة ما. ولكن، وماذا عنك أنت، أوه يا أيها الماغراف؟ ألست أنت بحاكم يتبع العدالة؟ ألا تعتز أنت بحياة أتباعك وكأنهم أطفالك؟ أنا لشخص من هذا النوع والمارغراف لهو شخص من ذلك النوع. إنه لبحق من المؤسف بعض الشيء لك أنت أم تواجه قطعة حثالة مثلي أنا.”
أنا قمت بملامسة مقبض سيفي بإستخدام حافة أصابعي.
“……..ما الذي تريد قوله؟”
“هدنة، أنا أريد أن نقوم بالإتفاق على هدنة بيننا.”
هدنة؟ كيف يمكنه أن بطالب بهدنة بيننا؟ بسبب كوني غير متأكد من نية الشخص أمامي، أنا بدأت بالتحديق بشكل شديد في جهة دانتاليان. دانتاليان بشكل أخر قد بدأ بالتكلم وهو يقوم بتنظيف أذنه بإستخدام إصبعه.
“بسبب حسن ضيافتك الرائعة يا أيها المارغراف، أنا إستطعت تحقيق نصر بدون أي خسائر وبدون سفك أي دماء. ولكن، متجاوزا القلعة السوداء، أنا لا أملك الثقة الكافية لأظن بأنني قادر على الحصول على القلعة البيضاء أيضا. إن الأمور ليست وكأنني أملك قوة عسكرية كبيرة…..حتى ولو كنت لأقوم بدفع نفسي إلى الحدود ولأحاول بدأ حصار ضدك، إنه لمن الواضح بأن قواتي هي التي سوف تتضرر فقط.”
“أنت تعرف مكانك بشكل جيد، يا أيها المبتدأ.”
“أنت أيضا يجب عليك أن تعرف مكانك كرجل عجوز، يا أيها المارغراف. ألا تشعر وكأن العظام العجوزة في ظهرك لهي باردة للغاية؟ فبعد كل شيء، أنت في موقف حيث آنسة يافعة السن توجه سيفها إلى ظهرك حاليا.”
“…….ماذا؟”
“يا أيها المارغراف، أوه يا أيها المارغرف، أنت، ألست أنت خائفا من الأميرة الإمبراطورية؟”
عقلي قد توقف عن العمل للحظة من الزمن.
فقط ما الذي يتحدث عنه؟ فقط ما الذي قد سمعته أنا بأذني هاتين؟ فقط ما الذي يعرفه هذا الرجل أمامي لكي يرمي علي سؤال مثل ذلك؟ دانتاليان بدأ بالقهقهة بشكل ساخر.
“إمبراطور إمبراطورية هابسبورغ قد سبق وفقد سلطته. أمير العرش لهو أيضا ليس بسوى مجرد شخص عديم النفع. كونك أنت أخر شخص ولي كفوء، إذا فإنها لشخص فقط مارغراف مثلك يمكن أن يكون خائفا منها. ألن ترغب الأميرة الإمبراطورية في التخلص منك لو سنحت لها الفرصة؟”
“……………”
“أنا لغير قادر على هزيمة قلعتك تلك. ولكن، وبالرغم من كون الأمور على ذلك الحال، إنه سيكون فعلا قرارا مغفلا لو قررت أنت مغادرة قلعتك لكي تقوم بمهاجمتي أنا، كون ذلك يعني بأنك سوف تقوم بخوض معركة خارجية خارج حماية جدرانك. بإختصار، كلينا، أنت وأنا، إنه ليس هنالك أي شيء يمكننا القيام به ما عدى الوقوف هنا وجها لوجه. هذه علاقة مقدرة وبحق بيننا نحن. قدرنا لربما.”
أنا أحسست وكأن صوت دانتاليان يتم همسه بشكل مباشر في أذني، وإنه قد قام بجذبي. أنا، وفي هذه اللحظة وفي هذا المكان قد فهمت ما يعنيه أن يغريك صوت شخص ما.
“عن طريق إحتلالي للقلعة السوداء، أنا قد حققت إنجازا كافيا لكي لا أشعر بالخجل أمام ملوك الشياطين الأخرين. أنت أيضا قد إستطعت حماية القلعة البيضاء، وذلك لأيضا بمثابة إنجاز لك ولأمر لتنقذ به ماء وجهك. كون يدا واحدة تغسل يدا أخرا، أمر جيد لهو بأمر جيد، ولهذا فإن هذا لأكثر من كاف لكي نقول بأنك أنت وأنا قد أصبحنا صديقين مقربين.”
“………”
“يا أيها المارغراف، أنا شخص متحرر وتقدمي للغاية.”
دانتاليان إبتسم بشكل سلس.
تلك السلالة قد تسببت في تجمد دمائي. حقيقة أن شخصا خبيثا مثل هذا لهو بقادر على الإبتسام بهذه السلاسة، أنا قد أحسست وكأن هذه إهانة للآلهة وأنه عار على هذا العالم. هذا الرجل كان يتفاخر وكأنه قد سبق وسرق شيء لا يجب أبدا أن تتم سرقته. ما هذا؟ فقط ما الذي تريد أن تخبرني بأنه هو هذا؟
“إن إتفقت على هدنة معنا، إذا فإنني وبكل سرور سوف أقوم بإطلاق صراح السجناء. سجين واحد كل يوم. بشكل محترم. وما سوف أقوم بإطلاق سراحه لن يكون رؤوس جثث محروقة، بل بشريون في حالة وصحة كاملة. أنا سوف أرسلهم إليك على هذه الحالة.”
أنا بدأت بحك أسناني مع بعضها البعض.
أنا قد فهمت الأن. هذا الرجل أمامي لهو بالشيطان الإبليسي.
في ذلك اليوم، اليوم الذي تم ذبح فيه أتباعي على تلك الهضبة، الشيء الذي قد رأيته واقفا خلف تلك الآنسة لم يكن مجرد وهم. ذلك الشيطان الإبليسي الذي قد ظهر على تلك الهضبة في ذلك اليوم كان يمثل دانتاليان. أنا قمت بفتح فمي لأتكلم بصوت خافت.
“………ماذا لو حدث هذا يا أيها المبتدأ.”
“مم؟”
“لو كنت لأقوم أنا بقطع رأسك هنا، في هذا المكان وفي هذه اللحظة.”
أنا قمت بالإمساك بمقبض سيفي بقوة.
دانتاليان واصل التحديق إلي.
“في ذلك الوقت، فقط ما هو التعبير الذي سيكون متواجدا على وجهك؟”
“………”
وكأنه قد تفاجئ بشكل كبير بسبب كلماتي، دانتاليان قد قام بفتح عينيه. وبعد ذلك إنه قد قام برفع رأسه وإنه قد إنفجر ضاحكا. صوت ضحكة ملك الشياطين المجنونة إمتدت من هنا وإلى سماء الشتاء الجافة.
“أنت محق، أليس كذلك؟ أأأه، بالطبع، بالطبع، أنا لست كلي العلم، وأنا أيضا لست قادرا على القيام بكل شيء. إنه هنالك إحتمالية بأنني قد أخطأت في حكمي على شخص ما. إنه هنالك إحتمالية بأنك أنت، المارغراف، لقادر على تجاهل منظر أتباعك وهم يتم حرقهم ولتقوم بقطع عنقي هنا. نعم، ذلك لأمر أكثر من ممكن…….”
دانتاليان قام بمد رأسه في جهتي. أنا أحسست وكأن عنقه شبيه بعنق أفعى سامة وهو يقوم بوضعه أمامي.
“في تلك الحالة، إذا فلتقم بقتلي هنا وفورا.”
“……………..”
“يا أيها المارغراف، لتقم بقتلي ولنقم أنت وأنا بالسقوط إلى الجحيم معا.”
إنه لجاد.
هذا الرجل، إنه يقول تلك الكلمات بشكل صادق وجدي بشكل كامل.
“الأناس دائما ما يقولون بأن الجحيم لهو مكان لا تنخمد فيه النيران وأنه دائما ما يحترق. ولكن، إنهم مخطئون في ذلك. لو حقا الجحيم لمكان حقيقي، إذا فإنه سوف يكون مكانا حيث الشتاء يغطي عليه بشكل أبدي وكل شيء فيه مجمد. أنا لا أملك أي شك بشأن هذا. مكان حيث الشتاء يتواصل فيه بدون توقف حتى تنسى بأن الشتاء مازال متواصلا، حتى تنسى بأنك أنت نفسك لمتجمد حاليا، وحتى وأخيرا، أنت سوف تنسى هويتك بشكل كامل. الفراغ المطلق سوف يغطي علينا. ولكن، ألن يكون من الموحش السقوط إلى مكان مثل ذلك وحدك؟ إذا، وبسبب ذلك، لنذهب معا، يا أيها المارغراف. لنختفي من هذا العالم بشكل أبدي……………”
أنا وبالكاد إستطعت منع نفسي من التراجع قليلا إلى الوراء.
أعين هذا الشخص أمامي ليست بعادية. أنا قد إعتقدت بأن لون أعينه كان مجرد لون أسود عادي، ولكن، وفي داخل تلك الأعين السوداء، لون أحمر قرمزي دموي كان يطفوا. رائحة دماء طاغية كانت تفوح من عينيه.
ملك الشياطين.
هل هذه هي حقيقة ملك شياطين؟
في مكان أخر، وفي وقت سابق، أنا قد رأيت أعينا مشابهة لهذه الأعين، ولكن، أنا لم أستطع تذكر إلى من كانت تنتمي تلك الأعين بسهولة. أنا لم أستطع الإمساك بذكرى أين رأيت أعين مثل هذه بشكل جيد.
“همممم………..”
دانتاليان قام بتضييق عينيه قليلا. وفي لحظة واحدة، لون الدماء الذي كان يملأ عينيه، ورائحة الدماء التي كانت تفوح منهما قد إختفت. الشيء الوحيد الذي قد ظل على وجهه، وجهه الذي ومنذ لحظة واحدة فقط كان وجه رجل مجنون بشكل كامل، وجه كانت تغطي عليه بسمة مجنونة، كل ما ظل عليه لهي ببسمة صغيرة عادية.
“تلك كانت مجرد مزحة صغيرة. فلتضحك قليلا، يا أيها المارغراف.”
“……..”
“من أجل إظهار الإحترام لشخصيتك، أنا سوف أقوم بإطلاق صراح سجينين كل يوم بدل إطلاق صراح سجين واحد فقط. كوني أنا أملك في حوزتي 98 سجينا، إذا فإنني أظن بأن الهدنة سوف تستمر لمدة 46 يوم. إنهم يقولون بأن الأناس يرتبطون ببعضهم فقط وبعد إصطدامهم ببعضهم البعض بشكل عرضي، ولكن، العقدة التي تربطك أنت وأنا لهي بشيء مذهل بحق.”
بعد صراخه ‘هياااه’، دانتاليان بدأ بالإتجاه إلى حصانه. قبل مغادرته، دانتاليان إلتفت لينظر إلي وإنه قد قام بالتكلم.
“أوه، نعم. كون سجينا واحدا قد سبق ومات، أنا أملك حاليا 97 سجينا بدل 98. أنا أعتذر، أنا دائما ما كنت ضعيفا عندما يتعلق الأمر بالرياضيات. إنها نقطة ضعفي. في الواقع، إنها نقطة ضعفي الوحيدة.”
وهو يضحك، دانتاليان قد قام بجمع مجموعته وإنه قام بالمغادرة. سلاح الفرسان المكون من السنتور قد قاموا بإتباع ملك الشياطين من الخلف. بين وحدة سلاح الفرسان تلك، إنه كان بينهم هناك شيطانة ذات شعري زهري. تلك المرأة لهي على الأرجح السوسكبوس الهجينة التي تشير إليها الإشاعات على كونها ‘عشيقة الملك’.
……….هاجموهم. هاجموهم بأسهمكم بدون أي تردد.
أنا كنت لغير قادر على إعطاء هذا الأمر للرماة المتواجدون على جدران القلعة.
بالرغم من أن فمي كان مفتوحا، إلا أن الكلمات لم تستطع الخروج من هناك.
أتباعي الذين كانوا مربوطين على أعمدة خشبية، جميعهم كانوا متواجدين أمام ناظري عيني. أنا لم أكن أملك الجرأة على إعطاء الأمر كون صرخاتهم مازالت ترن في أذني.
وفي تلك اللحظة، أنا قد أدركت.
أي شخص يملك أعينا مشابهة لأعين ملك الشياطين.
-إنه لا يمكنك شراء إحترامي بالولاء. إن كنت تتمنى أن أحترمك أنا أنت، إذا فإنه وفوق كل شيء، أنت يجب عليك أن تحقق النصر.
-ولو بإحتمالية مهما كانت صغيرة، أنت كنت لترتكب خطئا ما……….حسنا إذا، في ذلك الوقت، أنا وعلى الأرجح سأكون خائبة الظن.
أأأأه.
الأميرة الإمبراطورية. إنها كانت الأميرة الإمبراطورية إليزابيث.
شخص يملك عينين مثل عينيها لمتواجد بين جيوش ملوك الشياطين.
فقط ولأي سبب أنا محاط بأشخاص يحملون روح شيطان إبليسي من كامل الجهات؟ هل الآلهة يحاولون إختباري؟ ملك الشياطين يواجهني من الأمام كجزء واحد،
والأميرة الإمبراطورية تدفعني من الخلف كجزء أخر. وفي وسط كل هذا، أنا كنت غير قادر على الإختيار بين الحياة أو الولاء.
إن كنت لأقوم أنا جمع قواتي ولأقوم وبعد ذلك بتمزيق قوات ملك الشياطين أمامي ولأتجاوز الجبال السوداء بعد ذلك لأقوم بغزو أراضي الشياطين، ذلك فإنه سيكون طريق الولاء الذي يظهر كرامة جلالتها الأميرة الإمبراطورية. ولكن، أنا لغير متأكد من حقيقة إن كان ذلك الأمر ممكنا حتى.
هذا لأمر صعب. بالرغم من شدة سهولة تخلي المرء عن حياته من أجل الولاء، إلا فإنه لأسهل بكثير من ذلك التخلي عن الولاء من أجل حياة المرء، ولكن، فقط ولما طريق المحافظة على كل من ولاء وحياة المرء طريق صعب للغاية عبوره…….
**************
وأخيرا لقد عدت.
أولا، أنا أود الإعتذار على غيابي وإختفائي المفاجئ والمطول.
لمن يتسائل، السبب خلف غيابي هذه المرة هو أنني لم أكن بخير. لا نفسا ولا جسديا، أنا لم أكن في حالة جيدة على الإطلاق ولذلك فإنني لم أملك لا الوقت ولا الرغبة في القيام بأي شيء سوى محاولة علاج نفسي والإهتمام بصحتي.
المهم، أنا بخير بعض الشيء الأن وبإذن الله أنا أتحسن مع مرور الوقت. ولهذا السبب فإنني قد قررت العودة إلى الترجمة لكي أجد شيئا لأشغل نفسي به ولأمرر به الوقت.
المهم، يكفي من كلام عني، ولنتحدث عن الرواية.
هذا هو الفصل الجزء الاول للفصل الثالث من الجلد الثالث للرواية وهذا جزء كنت قد أنهيت ترجمته منذ أسبوعن تقريبا ولكنني لم أرد نشره إلى أن أكون متأكدا من أنني أريد العودة إلى الترجمة بشكل كامل.
المهم، أتمنى أن يكون هذا الجزء قد أعجبكم وإلى اللقاء في الجزء الثاني من هذا الفصل والذي على الأرجح سوف أنشره يوم الثلاثاء بإذن الله.
ولو لاحظتم أية أخطاء إملائية فأتمنى أن تشيروا لي إليها في التعليقات وأنا سوف أعمل على تصحيحها.
ترجمة: Jaouad AZzouzi.