دفاع الخنادق - 23 - الشتاء (الجزء الأول)
الفصل الثاني: الشتاء (الجزء الأول).
“جربي مناداتي بأبي.”
“سيادتك، هل أنت وبأي إحتمالية، قد جن جنونك؟”
أنا كنت أنظم وأجهز جيشي طوال فصل الشتاء.
مزاج الجنود كان عنيفا وعدائيا. إنهم لم يستطيعوا تحمل منظر فتاة لم تتجاوز عمر السادسة العاشرة وهي تتصرف وكأنها الجنرال. متى ما قمت أنا بالتحديق في جهتهم، إن الجنود كان ليتحركوا بسرعة وليطيعوا الأوامر، ولكن ذلك أمر لم يحدث إلا عندما أكون أنا أراقبهم. في أماكن لا يراقبهم فيها أي أحد، الجنود من جميع الرتب كانوا ينتقدون الآنسة فارنيس. بسبب المشعوذات التي قمن بنشر أتابعهن السحريين إلى جميع أرجاء المخيم، نحن كنا قادرين على الإستماع إلى الجنود وهم يتحدثون عنا خلف ظهورنا.
“إستمعي بشكل جيد.”
كوني قد سبق وسجلت كلماتهم على أداة لاعبة الذكريات السحرية، أنا قد قمت بتشغيلها ولأجعل الآنسة فارنيس تستمع إلى كل ما قالوه بشكل كامل. الجنود كانوا يشيرون إلى الآنسة فارنيس بلقب ‘العاهرة البشرية’.
-نحن شياطين، ولكن لما عاهرة بشرية تزحف إلى هنا وهي تقول بأنها سوف تقودنا؟ ما نوع الغائط الطازج هذا؟
-إنه غائط هرائي نقي بالكامل. هذا هو نوع الهراء الذي يحدث هنا.
-ولكن شكل تلك الفتاة لجيد بحق.
-ومن يخوض حربا فقط من أجل النظر إلى وجه شخص ما؟ نحن نقاتل لكي نقطع الأعنق التي توجد عليها تلك الأوجه. حتى ولو قامت تلك العاهرة البشرية بحفظ بضعة سطور من كتب الحرب، أنا أشك بأنه ولا حتى أضعف وأغبى القادة سيكونون خائفين منها بعد سماعهم بأنها قد قرأت فقط بضعة كتب.
-ومن يدري؟ ربما رؤوسنا سوف تنحني لو قامت بالجلوس علينا وهي تحرك فخذيها وبعد سماعنا صوت أنين إستمتاعها.
الجنود ذوي أدنى رتبة في الجيش، جنود الرتبة الثانية بدأوا الضحك بصوت عال.
نحن إستطعنا أيضا سماع صوت جندي أخر وهو يخبرهم من الجانب بأن محاولة مضاجعة مرأة، مرأة قد سبق وضاجعها ملك شياطين لأمر خطر. ولكن، نبرة الصوت التي إستخدمها ذلك الشخص لم تكن تبدوا وكأنه يوبخهم بحق بل بدت وكأنه يمزح مع الجنود الأخرين فقط. مستمعين حتى هذه النقطة، أنا قمت بإغلاق الأداة السحرية.
“وما الذي تعتقدينه بعد سماعك هذا؟”
“على ما يبدوا الجنود يقولون كل ما يريدون قوله بدون أي حذر وبدون معرفة أي شيء بشأن هذه الآنسة.”
فارنيس قامت بالتمتمة بوجه خال من المشاعر بشكل كامل.
“هذه الآنسة لم تتشارك سريرا مع سيادتك أبدا. يا لهم من مجموعة أناس مزعجين.”
“هاي.”
ذلك الجزء ليس بالمشكلة.
شيء أكبر من ذلك قليلا، كيف أقول هذا؟ أليس هنالك مشكلة مهمة وأكبر هنا؟ وإن كان يجب علي الإشارة إلى الأمر بتفاصيل أوضح فإنني سوف أقول بأنه هنالك حقيقة أن قيادتك العسكرية لا تتلقى ولا حتى ذرة إحترام واحدة. بالرغم من سماعها تعليقي، وجه الآنسة فارنيس ظل خاليا من أية مشاعر. إنها لم تقم بالإلتفات لتنظر في جهتي حتى، بل بدل ذلك، إنها واصلت قراءة كتاب التاريخ أمامها بصمت. بينما هي كانت تقرأ كتابها، فارنيس قامت بالتمتمة.
“إنه ليس من الممكن تدمير وإصلاح مشكلة في الجيش بسهولة. كونهم هم غير قادرين على تقبل قيادة شخص خارجي بسهولة، ذلك لأمر يعني بأنهم هم في الداخل متحدون مع بعضهم البعض بشكل جيد. بما أنهم متحدون في الداخل إنهم لن ينهاروا بسهولة عندما سيواجهون الأعداء. إنهم من النخبة.”
“وماذا بشأن ذلك؟”
“لو كانت هذه الآنسة لتقوم بقطع أعنق السنتوريون والديكاني، إذا فإن الجيش المجتمع المتحد والصلب سوف ينهار من الداخل وسوف يتحول إلى مجرد تجمع لحشد كبير من الناس. القادة الذين يشتمون هذه الآنسة سوف يتم قتلهم، ورتبهم سوف تملأ بعد ذلك بأشخاص لا يجيدون القيام بأي شيء سوى مدح هذه الآنسة. بدل قادة ذوي مقدرة حقيقية، القادة الذين يجيدون فقط تقبيل مؤخرات الأخرين سوف يحصلون على معاملة تفضيلية، وذلك لأمر غير مناسب. الجيش لهو بمثابة جسد من الناس والذين هم مرتبطون أساسا ببعضهم البعض. هذه الآنسة تخشى أن المحاولة المغفلة لإعادة بناء جدران الجيش الخارجية لن تنتج في أي شيء سوى إنهيار وتعفن الجدران الداخلية للجيش.”
( سنتوريون هي رتبة كانت تمنح خصوصا لقائد مئة رجل في الجيش الروماني والديكاني رتبة كانت تمنح لقادة عشرة رجال.)
أنا قمت بمراقبة تعابير فارنيس بشكل كامل.
بالرغم من سماعها الكلمات القذرة التي كان يتفوه بها جنود الرتبة الثانية، إلا أنه لم يظهر على وجهها أي علامات مقاومة أو إنزعاج تجاه ذلك. الشيء الوحيد الذي يظهر عليها هو منظر تفكيرها بشأن ما يجب عليها القيام به لكي تدير جنود الرتبة الثانية وهي لا تعاملهم كأناس، بل كمجرد أدوات.
لورا دي فارنيس لهي مريضة نفسها وإنها سيكوباتيه وبدون أي شك.
ولكن، وبالرغم من هذا، إلا أنها سيكوباتيه ذكية.
“هل سيكون من المناسب بحق ترك كامل القوة والسلطة العسكرية لك؟”
“ألم يقم سيادتك بإحضار هذه الآنسة من سوق العبيد إلى جانبك فقط من أجل جعلها تقود قواتك؟ لا داعي لقلق سيادتك. الشؤون العسكرية هي مهمة هذه الآنسة. بما أنها مشكلة تتعلق بهذه الأنسة، هذه الآنسة سوف تهتم بحلها بنفسها.”
أنا أعرف بأن قلقي لاداعي له.
ناويا إنهاء المحادثة بإختبار لها، أنا قمت بتوبيخها قليلا.
“وهل الشؤون العسكرية سوف يتم الإهتمام بها فقط لأن شخص مثلك قد قال بأنه سوف يهتم بها؟”
“كلمات سيادتك لهي بحق عدائية بعض الشيء. بدل إستخدام الكلمات لتدخل الخوف إلى قلب هذه الأنسة، إستخدم هدفا لتسطع به الضوء على الطريق أمامها.”
“أنا سوف أعطيك شهرا واحدا. في غضون 30 يوما، أنت يجب عليك أن تكوني مسيطرة بشكل كامل على الجيش. إن لم تكوني قادرة على تحقيق الكلام الكبير الذي تفوهت به منذ قليل، أنا سوف أجلدك بسبب جريمتك في فتح فمك بدون أي تفكير.”
“مفهوم.”
فارنيس لم تقم بإزالة عينيها من كتابها وإنها واصلت التحديق إليه فقط. بما أنني قد فتحت الطريق أمامها بقسوة، الأن قد حان وقت مساندتها بلطف من الخلف. أنا قمت بطرح سؤال عليها بصوت خافت.
“هل هنالك أي شيء يمكنني القيام به من أجل مساعدتك؟”
“رجاء إمنح هذه الآنسة سلطة على أتباع المشعوذات السحريين. هذه الآنسة سوف تستخدم الأتباع السحريين كأعينها وأذانها وإنها سوف تستخدمهم لكي تراقب الأشياء التي لا يمكن لهذه الآنسة لا أن تراها ولا أن تسمعها.”
“طلب سهل.”
“أه، وأيضا–.”
فارنيس واصلت التكلم بعد مدة من الصمت.
“لما قال سيادتك بأنه سوف يصبح والد هذه الأنسة؟”
“الجنود من جميع الرتب يتجاهلونك بسبب كونك طفلة وإبنة بشري. أنا إعتقدت بأن ذلك الإزدراء تجاهك سوف يقل قليلا لو قمت بتبنيك كإبنتي.”
فارنيس قامت برفع نظرها من على كتابها. إنها وأخيرا كانت تنظر في جهتي، ولكن، ولسبب ما، عينيها كانتا مليئتين بالشك. أنا كنت أوشك على الإحساس بأنها تنظر إلي وكأنها تنظر إلى بقايا طعام عفنة.
“ذلك لأمر غير لائق وبحق. تلك الكلمات لهي ربما ليست بكلمات خاطئة ولكن طريقة تفكير جلالتك لبحق تثير الشفقة. في كامل العالم، أي ملك أو نبيل سوف يحاول حل مسألة عسكرية عن طريق التبني؟ بالرغم من أن هذه الآنسة قد أحست بهذا الأمر سابقا، إلا أنت يا سيادتك، بكل حق لمجنون بعض الشيء. أنت على الأقل لست بطبيعي.”
ولما تهتمين أنت حتى!؟
أنت هي السيكوباتية هنا!
♦♦♦♦♦♦♦♦
فارنيس قامت بغمس نفسها بشكل كامل في الشؤون العسكرية. فارنيس قامت بنقل سريرها إلى جانب المنطقة التي يرتاح ويلعب فيها الجنود. الجنرال كانت تعيش هناك الان وهي ترتدي الملابس التي يرتديها جنود الرتبة الثانية وإنها كانت تنام على سرير مكون من حصيرة وغطاء واحد صغير وإنها كانت أيضا تأكل رفقتهم طبقا واحدا فقط من الطعام. إنها كانت تخطط للعيش رفقة الجنود.
القادة بعد ذلك قاموا بالركض متجهين إلي وقد تجمعوا حولي.
-نحن نشعر بعدم إرتياح شديد كون الجنرال قد دخل وبشكل مفاجئ إلى منطقتنا.
-بما أن الجنرال تعيش بالقرب منا، حتى وعندما نكون نحن نتلقى فطورنا، نحن ينتهي بنا الامر ونحن نحدق في جهة الجنرال للحظة واحدة. وبينما نحن نكون ننظر إلى الجنرال، نحن ينتهي بنا الأمر ونحن نمضغ اللحم في حسائنا بشكل أقل. بما أننا دائما ما نركز على مراعاة الجنرال ونحرص على أن نكون حذرين دائما، نحن أيضا دئما ما ننسى الأن أن نمضغ طعامنا بشكل جيد، ولهذا وبسبب ذلك، نحن لا نملك أي طاقة حتى وبعد تناولنا الطعام وبشكل سهل للغاية نحن يصيبنا ألم في المعدة. إنهم يقولون بأنه يجب على الناس أن لا يزعجوا حتى كلاب القرى عندما يكونون هم يأكلون، ولكن كيف من المتوقع منا نحن أن نخوض حربا بشكل مناسب عندما الجنرال بنفسها هي تتدخل في وجبات الأتباع؟ رجاء تفهم.
-رجاء تفهم يا جلالتك.
أنا قمت بحك جبهتي قليلا.
على ما يبدوا، وبالنسبة لي، هؤلاء الأوغاد يتذمرون مثل الأطفال بسبب طعامهم. إنهم وبحق يدنسون إسمي. بما أنتم تحبون التصرف والمضغ مثل الماعز، أنا أيضا سوف أنزل إلى مستواكم وسوف أتصرف مثلكم. لنرى كيف أنتم يا أيها الأوغاد ستكونون قادرين على التعامل مع أدائي الغاضب.
أخذا نفسا عميقا، أنا بدأت بإطلاق كلماتي عليهم وكأنني مسدس يطلق الرصاص.
“هل أنتم جميعا تناقشون شؤون الجيش ومنازلكم وعدم إرتياحكم أمام الملك؟ إذا ليكن ذلك. أنا سوف أعلمكم جميعا بحالتكم. كامل الطعام الذي أنتم تملأون به أفواهكم في الصباح لهو صادر مني أنا. وكامل الطعام الذي تملأون به أمعائكم في العشاء وحتى الغائط الذي يخرج من أجسادكم، جميع كل تلك لأمور مصدرها هو أنا. عندما سوف تتحطم سيوفكم، من هو الذي سوف يقوم بإرسال طلب ليتم إصلاحها؟ من سوف يقوم بالبحث عن الحداد؟ من سوف يقوم بالحصول على الأحصنة والعربات ليتم ملأها بالأسلحة المحطمة وليتم إرسالها إلى الحداد، ومن سوف بتقديم الطعام لقادة الأحصنة الذين سوف ينقلون كل هذا؟ كل ذلك أنا هو من سيقوم به. أنا مدير هذا المكان وهذه المنازل والخيم. يا أيها الأوغاد عديمي الإمتنان. أنا أخبركم بأنني أنا هو ملككم. فقط لأنكم تحسون ببعض عدم الإرتياح من حقيقة أنه سيجب عليكم من الأن فصاعدا أن تكونوا حذرين أكثر قليلا وأنه سيجب عليكم أن تمضغوا طعامكم أقل قليلا، أنتم جميعا جئتم إلى منطقتي هنا لتثيروا هذه الفوضى؟”
أنا قمت بالإمساك بالمخدة الخشبية التي كنت أستخدمها من أجل قيلولتي ولأقوم برميها في جهة القادة. فور إصابة الوسادة الخشبية القادة وسقوطها إلى الأرض، ظهور القادة إهتزت قليلا. القادة قاموا بخفض رأسهم أكثر.
طريقة التكلم التي أستخدمها أنا عندما أتحدث مع ملوك الشياطين ونبرة الصوت التي أستخدمها عندما أتحدث مع قادة الجيش لهما مختلفتين وبشكل واضح. أنا لم أسمح لهم بالهرب بعيدا عن طريق التصرف وبدون أي داع بشكل متغطرس ومتعالي أمام القادة. بدل ذلك، أنا قمت بخفض نفسي إلى مستواهم وجعلتهم يخفضون رؤوسهم وهم غير قادرين على التحرك. هذه هي حيلي الخاصة.
“يا أيها المغفلون الجاهلون.”
-كلماتك لا قياس لها، يا جلالتك!
-يا سيادتك، اللوم علينا نحن وبحق!
-طريقة تفكيرنا كانت ضحلة وأفكارنا كانت صغيرة.
“جيد. بما أنني أرى أنكم قادرون على الإعتذار بسهولة، أنا لن أجعلكم تندمون بشدة. لورا دي فارنيس هي الجنرال وهي قد تم منحها السلطة العسكرية لتأخذ مكاني. متى ما كنت أنا غير متواجد، إنها هي ستكون ملككم. سبب عدم معاقبتي لكم أنتم الأن وفي هذه اللحظة فورا هو ليس لأنني قد قبلت بإعتذاركم، بل لأنني أريدكم جميعا أن تذهبوا إلى الجنرال ولتعتذروا لها هي. لو إرتكب جندي خطئا في الجيش، ذلك الخطأ يجب أن يتم الإعتذار عنه أمام الجنرال، والجنرال لهو الشخص الذي يجب عليه مسامحة ذلك الخطأ لو أراد.”
-ولكن،يا جلالتك.
-نحن نقاتل بالطاقة التي يمنحها لنا طعامنا. إن لم نكن قادرين على تناول وجباتنا بشكل جيد، إذا فإن….
-نحن لا نقصد ذلك، ولكن…
هؤلاء الأوغاد؟
أنا قمت بسحب سيف من جانبي.
“ربما إنه يجب علي أنا وبشكل شخصي أن أساعد في فتح حنجركم لكي يمر منها الطعام بسهولة أكثر؟”
وتلك هي كانت اللحظة التي وأخيرا قد هرب فيها القادة. بما أنني أحسست وكأن خطوات ركضهم لهي واهنة أكثر من ما هي نشطة، أنا قمت بمطاردتهم من الخلف.
القادة كانوا متفاجئين للغاية لدرجة أنهم قاموا بإطلاق صرخات من فمهم. أنا قمت بالإمساك بالوسادة الخشبية ولأقوم برميها مجددا، وبسبب كوني رامي موهوب، الوسادة الخشبية قد أصابت القادة في مؤخرة رأسهم وبشكل كامل. القادة قاموا بالهرب بسرعة. وبهذا أنا قد غطيت على فارنيس.
أنا أثق بلورا دي فارنيس التي هي لمن المقدر لها أن تصبح أعظم جنرال جيوش في القارة مثلما حدث في التاريخ الأصلي.
وبكل تأكيد، بعد مرور أربعة أيام، فارنيس قد إكتشفت المشكلة المتواجدة في داخل الجيش. بينما هي كانت مرتدية الزي العسكري الخاص بجنود الرتبة الثانية، فارنيس أتت لتعلمني.
“سيادتك، درجة اللاعقلانية في داخل القوات لهائلة وبحق.”
“وما نوع اللاعقلانية الذي تتحدثين عنه الأن؟”
“لو كان هنالك قائد فوج واحد، سينتوريون واحد، وديكانوس واحد، فإن ذلك كان ليكون بكاف وبأمر مناسب.ولكن، بالرغم من ذلك، قادة الفوج يمررون واجباتهم إلى السنتوريون ليقوموا بها، والسنتوريون يقومون بتمرير واجباتهم إلى الديكاني، والديكاني يقومون بعد ذلك بتمرير واجباتهم إلى جنود الرتبة الثانية. في النهاية، جنود الرتبة الثانية ينتهي بهم الأمر وهم يتكلفون بالقيام بكل شيء في الجيش. حتى جنود الرتبة الثانية، بعدما أصبحوا متعبين من هذا الأمر، قاموا بفرز بعضهم البعض إلى مجموعات بترتيب هرمي. أدنى جنود الرتبة الثانية رتبة يقومون بتجهيز الأسرة للجنود الثانويون الأعلى منهم رتبة وإنهم يقومون حتى بغسل ملابسهم.”
“مشكلة وأمر متواجد وبكثرة في أي قوة عسكرية.”
“جنود الرتبة الثانية يجب عليهم أن يقاتلوا كجنود رتبة ثانية، والسنتوريون يجب عليهم المقاتلة كسنتوريون، ولكن، وبالرغم من ذلك، لما يهم يأمرون بعضهم البعض فقط من أجل جعله حياتهم الخاصة أسهل؟ هذه الأنسة، والتي هي الجنرال، هي التي يجب عليها أن تكون تأمر جنود الرتبة الثانية، ولكن، وبما أنه هنالك عدد هائل من الأشخاص الذين يجعلون جنود الرتبة الثانية يقومون بأداء واجباتهم، الجيش قد أصبح وكانه يملك عدة جنرالات في أن واحد. إنه ليس هنالك أي فرصة لكي تنجح سلطة الجنرال العسكرية في التحكم بجيش مثل هذا وتحريكه بشكل مناسب ومتحد.”
أنا قمت بالبصق على الأرض. حلقي دائما ما كان جافا في هذه الفترة الماضية بسبب كوننا حاليا في فصل الشتاء.
“هل يمكنك حل ذلك الأمر؟”
“هذه الآنسة سوف تحطم هذه المشكلة وبسهولة.”
أنا أفضل ترك اللاعقلانية كما هي ولأقوم بالتلاعب بها كما هو مناسب لي، ولكن وعلى ما يبدوا لورا دي فارنيس هي من النوع الأخر المعاكس. تحمل اللاعقلانية أو تحملها هي وحدها، أنا بدأت بالتفكير بشأن أي خيارين من بين هذين الإثنين سيكون مناسبا أكثر وأقل إزعاجا من الخيار الأخر.
“حسنا إذا. قومي بما تريدين القيام به.”
“هذه الآنسة سوف تتصرف وتتحرك لكي تحقق أهداف سيادتك.”
فارنيس بدأت بالإهتمام بالإنضباط العسكري بصرامة أكبر من السابق.
من هذه النقطة فصاعدا، سواء كان المرء قائدا، شخصا مخضرما وقديما في الجيش، أو كان مجرد مبتدأ لم ينضم إلا منذ مدة قصيرة، مهما كانت رتبة أو خبرة شخص ما عالية، فارنيس قد أنشأت قاعدة تنص على أن الجميع يجب عليهم إدارة شؤونهم الخاصة وحياتهم ومعيشتهم بأنفسهم. إنها هي أيضا طبقت نفس القاعدة على نفسها.
فارنيس قامت بغسل زيها العسكري بنفسها وإنها هي أيضا قامت بتنظيف أحذيتها بنفسها. في يوم واحد، عندما أحضر جندي وجبة إليها، فارنيس قامت بتوبيخه بصوت عال للغاية.
“قم بوضع ذلك الشيء إلى الجانب. ألا أملك أنا ذراعين وفما لأقوم بهذا الأمر بنفسي؟”
فارنيس بعد ذلك لم تقم بالأكل طوال ذلك اليوم. الجنود لم يعرفوا ما يجب عليهم القيام به بعد رؤية ردة فعل الجنرال وطريقة تصرفها. ولذلك، ومنذ ذلك اليوم فصاعدا منظر تقديم جنود الرتبة الثانية وجبات للجنود الأكثر خبرة أو رتبة منهم قد إختفى.
ولكن، وفي هذه المرحلة، ما حدث هو أن المنظر فقط قد إختفى بشكل سطحي.
إختفاء شيء من الحدوث بشكل واضح وفي العلن يعني أنه وبكل تأكيد يحدث بخباء وفي الداخل.
أثناء وقت الليل، وقت يكون فيه ضوء الشمس قد سبق وإختفى، الجنود المخضرمون قاموا وبشكل سري بجمع جنود الرتبة الثانية وليقوموا بتعنيفهم وليسيؤوا معاملتهم. مستخدمين أتباع المشعوذات السحريين، نحن كنا قادرين على الإستماع لصوت العنف الصادر من ركن من أركان المخيم بشكل مباشر.
-هاي، أيها الأوغاد، فلتعودوا إلى رشدكم. هل تظنون وبحق أن تلك العاهرة البشرية سوف تعيش في مخيمنا للأبد؟ إنها من نوع العاهرات التي سوف يغادرن في غضون نصف شهر. فور قيامها بذلك، أنتم جميعا سوف تموتون تحت يدي.
-فكروا وبحذر بشأن من الذي وبحق يهتم ويعتني بكم. تلك العاهرة البشرية هي مثل جلالته وليست شخصا مثلنا نحن. أنا سوف أعطيكم نصيحة صادقة، تصرفوا بتأديب ولا تتخطوا حدودكم.
-حسنا، نحن لقد فهمنا!
سواء كان الأمر هنا أو هناك، ما كنا نسمعه لهي كلمات متشابهة–.
بينما أنا كنت أقرب أذني إلى الصوت ومحسسا بشعور شوق، فارنيس قامت بالهمس بجانبي.
“……..على ما يبدوا بالنسبة لي، إنهم يتحدونني أنا لكي يروا من سوف يفوز.”
أوه؟
بالرغم من أن هذا لربما هو مجرد أمر من محض مخيلتي، إلا أن تعابيرها كانت تبدوا غاضبة بعض الشيء. بما أنه لمن النادر أن تظهر فارنيس أي نوع من المشاعر، هذا كان لأمرا مثيرا للإهتمام.
ومنذ ذلك اليوم، فارنيس بدأت تقوم بأخذ دوريات ليلية حول المخيم.
إنها لم تقم بالتحرك بشكل واضح وعام بل إنها قامت بتغطية الأمر على أنه مجرد مصادفة قدر الإمكان. كمثل لذلك، بينما هي تتظاهر بإتجاهها إلى المرحاض في منتصف الليل، إنها كانت وعن طريق الصدفة لتدخل إلى مكان يحدث فيه عنف ضد جنود الرتبة الثانية، أو متظاهرة بأنها قد إستيقظت كونها قد أحست بشيء ما وهو يقترب منا ولتبدأ بمراقبة المنطقة الخلفية للمخيم. هذه لخدعة واضحة. وبالطبع، إنه ليس هنالك أي حيلة فعاليتها أكبر من حيلة واضحة. فكر بشأن الأمر. إن هذا لموقف حيث يظهر في جنرال الجيش من العدم وسط الظلمة. الجنود بتأكيد لكانوا مرعوبين.
“وما الذي تقومون به أنتم جميعا هناك؟”
الجنود المخضرمون الذين كانوا يعنفون جنود الرتبة الثانية لم يستطيعوا الرد.
وبوجه خال من المشاعر، فارنيس قامت بالإعلان.
“لقد فهمت. الأشخاص الذين لا يناموا عند يجب عليهم النوم بتأكيد لهم أشخاص يقاتلون بشكل جيد عندما يجب عليهم أن يقاتلوا. أنا مرتاحة كونكم تشكلون أنتم جيشا واحدا متحدا. جنود الرتبة الأولى هناك، إتبعوني.”
فارنيس قامت بإرغام جنود الرتبة الأولى على القيام بأعمال جسدية شاقة. إنها قامت بإعطائهم معول للحفر، وإنها قامت بأمرهم ليبدأوا بالحفر. بما أن الأرض قد أصبحت صلبة للغاية بسبب البرد، المعاول لم تستطع إختراق الأرض. بعد نظرهم إلى الأرض التي لا يمكن إختراقها، الجنود قاموا بإشعال نيران لكي يقوموا بإذابة الأرض. بعد إشعالهم النيران، إنهم قاموا بالحفر إلى أن تكونت هضبة صغيرة من التراب في المنطقة الخلفية للمخيم. فارنيس قامت بالنظر إلى الجنود وإنها قامت بإعطائهم أمرا أخر.
“أحسنتم عملا. والأن قوموا بإغلاق تلك الحفرة.”
جنود الرتبة الأولى قاموا بكب التراب، الذي قاموا بحفره بدون أي نفع، إلى داخل الحفرة التي قد قاموا بصنعها. إنه قد إستغرقهم الأمر 4 ساعات لكي يحفروا وليعيدوا إغلاق الحفرة. الأرض قد عادت الأن إلى شكلها السابق. تجاه جنود الرتبة الأولى الذين إعتقدوا بأن عملهم وأخيرا قد إنتهى وكانوا قد بدأوا بمسح العرق من على أوجههم، فارنيس قامت بالتكلم ببرودة.
“إحفروا مجددا.”
أوجه جنود الرتبة الأولى قد تحول لونها إلى أزرق للغاية. طوال مدة نصف يوم كامل، الجنود قاموا وبشكل متكرر بحفر حفر في الأرض ليعيدوا ملأها بعد ذلك. هذا كان عملا شاقا بدون أي سبب أو هدف. بما بأنه لم يكن هنالك أي هدف، إنهم لم يستطيعوا رؤية متى سوف تصل نهاية هذا الأمر، وبسبب عدم مقدرتهم على رؤية نهاية هذا الموقف، إنها لم يكونوا قادرين على تحمل الموقف الحالي. إنهم على الأرجح أرادوا أن يموتوا وبشدة. إنهم وبكل تأكيد كانوا يشعرون وكأنهم يحفرون قبورهم. مبقيا يدي خلف ظهري و واقفا في مكان بعيد عنهم، أنا واصلت مشاهدة فارنيس وهي تقوم بتعذيب الجنود المخضرمين بإبتهاج. متحدثا بكل صدق، هذا لمنظر ساحر وممتع.
-رجاء فتقتليني بدل هذا.
-نحن المتواضعون قد إرتكبوا خطئا، جنرال!
جنود الرتبة الأولى قاموا بخفض رأسهم إلى الأرض وليقوموا بالإنحناء. هذه على الأرجح لأول مرة ليشير فيها الجنود إلى فارنيس بلقب جنرال. فارنيس، بتعبير صاف مثل المياه، قامت بالنظر إلى الجنود.
“ولما أنا سوف أقوم بإنهاء حياتكم؟ لا أحد يهتم ويعتز بحياتكم بقدري أنا. أوقفوا ثرثرتكم وواصلوا الحفر.”
فارنيس قامت برفع حافت فمها. بما أنها مازالت لم تعتد على وضع تعابير على وجهها، فم فارنيس قد إرتفع ولكي تظهر بسمة غريبة للغاية على وجهها. هذا قد زاد فقط من شدة رعب وخوف الجنود.
“أو لربما بسبب كوني أنا مجرد ‘عاهرة بشرية’، هل يجب علي أنا أن أقوم بمنحكم الثقوب المتواجدة على جسدي؟ هل جميعكم أنتم تعتقدون بأنه سوف يكون بإمكانكم إرضائي بقضيبكم الصغيرة تلك؟”
الجنود صرخوا برعب.
بعد ذلك اليوم.
الآنسة قد إرتفعت مكانتها من كونها مجرد عاهرة عادية إلى كونها عاهرة شريرة وخبيثة.
في الماضي، صدى الأصوات التي كانت تقول ‘تلك العاهرة!’ بنبرة ساخرة كانت قد إرتفعت حتى السماء، ولكن، الأن، الأصوات التي تقوم بهمس ‘تلك العاهرة الشريرة الخبيثة………’ بنبرة صوت متعبة متكدرة قد إنخفضت إلى الأرض وصداها أصبح منخفضا. أصوات كانت تعلوا إلى السماء قد إختفت بسرعة بينما الأصوات المنخفضة قد بدأت بالإنتشار وبشكل كبير.
مناسبة مبهجة مفرحة هذه هي، بحق مناسبة مفرحة.
القادة قاموا بالمجيء إلي مجددا وهم يركضون. بشكل مختلف للغاية عن السابق، نبرة صوتهم كانت حادة ومتوترة. إنه يمكن الإحساس بعجلة حقيقية صادرة منهم. جميع القادة قد أشاروا الأن إلى فارنيس على أنها الآنسة الجنرال. هذه لربما مجرد كلمة واحدة، مجرد إضافة كلمة ‘أنسة’ إلى كلمة ‘جنرال’، ولكن إنه هنالك الكثير من المعاني في تلك الكلمة الواحدة. كمثال، معنى على مستوى ‘تلك العاهرة المجنونة’ لمتواجد هناك. أليس هذا بتحسن وتقدم ملحوظ ومثير للإعجاب؟
-بما أن الآنسة الجنرال تتدخل في حياة الجنود لا في غضون وقت الظهيرة فقط، بل الأن حتى في غضون الليل، الجنود يافعوا السن لغير قادرين على النوم بشكل مناسب. حتى ولو كنا لا نملك كمية كبيرة من الطاقة بسبب أكلنا وجبات طعامنا بشكل غير مناسب، نحن مازال بإمكاننا المقاومة ضد الأمر. ولكن، كيف وبأي طريقة سيجب على الناس القتال بدون النوم؟
-هذا ليس بأمر قادم من كتيب حروب ما، بل إنه قادم من الحياة بنفسها. الناس يجب عليهم قراءة الكتب المبنية على دروس الحياة، ولكن إن كان ليعيش شخص ما حياته طبقا لما هو مكتوب في الكتب، إذا فألن ينقلب العالم بأكمله رأسا على عقب؟ حتى ولو كان بحر معرفة الآنسة الجنرال وسيعا وعميقا للغاية وحتى ولو كانت قد قرأت كامل الكتب المتعلقة بالتكتيكات المتواجدة على القارة، الحياة لمسألة مختلفة كليا. أشخاص وضيعون مثلنا يعيشون في هذه الحياة ولا يملكون أي خيار سوى مواصلة العيش. رجاء تفهمنا!
أنا إستمعت للكمات الصادر من فم القادة بدون التحرك وبدون أي مشاعر على وجهي. بعد سماعي كل شيء، أنا قمت بالإتجاه إلى المستودع ولأحضر من هناك معولا. إنه كان نفس المعول الذي قام الجنود بتلويحه وهم يحفرون تلك الحفر إلى أن أغمي عليهم من شدة التعب. أنا قمت بالوقوف أمام القادة لأتكلم.
“على ما يبدوا إن كلماتكم لعميقة وبحق ولذلك إنها يمكنها إختراق وصنع مبدأ رائع. لما لا تدعوني الان أختبر إلى أي درجة عمق يمكن أن ندفن فيها أجسادكم تحت الأرض.”
القادة قد هربوا من أمامي مجددا.
وفي غضون شهر، اللاعقلانية قد تم كبحها إلى أقصى درجة بين الجنود. عادة أخذ السنتوريون أجرة الديكاني، وأخذ الديكاني أجرة جنود الرتبة الثانية قد إختفت.
عادة إقراض الأموال التي قد قاموا بأخذها من الأخرين، والتآمر مع البائعة المتجولين الخارجيين ومع القوادين ليقوموا ببيع أدوات للجنود بأثمان باهظة للغاية هي الأخرى قد إختفت.
فارنيس لهي فتاة وحشية وقاسية. كلما إنتشرت هذه الحقيقية بين الجنود، بشكل معاكس، أصوات الجنود وهم يشيرون إليها وهم ينادونها بكلمات مثل عاهرة بشرية أو عاهرة خبيثة بدأت تصغر وتختفي. إلى أن وصل الوقت الذي بدل مناداتها بعاهرة شريرة خبيثة، أصوات الجنود وهم يمدحونها كجنرال يهتم ويفكر بشأن كامل جنوده، وخصوصا جنود الرتبة الثانية، قد بدأت بالإنتشار إلى جميع أرجاء الجيش والمخيم. هذا على الأرجح لهو أمر قد حدث في حوالي نفس الوقت الذي وصل فيه عدد الحفر التي تم حفرها في المنطقة الخلفية للمخيم إلى 11 حفرة.
القادة قد أصبحوا الأن يتصرفون بحذر وهم يعيرون أهمية لمزاج جنود الرتبة الثانية. مثل كيف أن البشريين يحسون بأقل الإهتزازات والتغيرات، القادة قد بدأوا يفهمون مزاج الجنود.
القادة كانوا يقومون بالتصرف بحذر وإنهم كانوا يطيعون الجنرال بشكل جيد. إنهم على الأرجح لكانوا خائفين من العواقب التي سوف تنتج عليهم لو قاموا بالمجيء إلى ليتذمروا، وهذا بسبب كون القادة قد بدأوا يجولون الأرجاء وهم يصرخون من تلقاء أنفسهم ‘فلتحيا الآنسة الجنرال فارنيس!’. قادة كانوا يتصرفون وكأنهم سوف يقومون بعلق حتى أحذية فارنيس قد بدأوا بملأ المكان. في الواقع، واحد من القادة قد حاول وبحق لعق حذاء فارنيس ولكن إنه قد تم ركله.
تسك تسك.
يا لهم من مجموعة لطيفة.
وأخيرا، فقط مجموعة الأشخاص ذي رتب الديكاني والجنود القدماء قد تبقوا.
هؤلاء الناس لم يكونوا قادرين على التخلي عن متعة إبتزاز الأموال من الأشخاص تحتهم. إن رتبتهم لأعلى من رتبة جنود الرتبة الثانية، ولكنهم أقل من القادة، ولهذا إنهم مجموعة مشابهة لمجموعة من اللصوص في الأزقة.
هؤلاء الناس لا يملكون القدرة السياسية ليتغيروا بشكل مناسب لحالة الأمور وبشكل مشابه لما قام به القادة. الجنود القدماء حاولوا حماية سلطتهم ومنطقتهم.
عندما قام الجنود القدماء بإساءة معاملة جنود الرتبة الثانية، إنهم قد تمادوا في الأمور كثيرا. إنهم قاموا بجر جنود الرتبة الثانية إلى واحد من أبعد المستودعات في المخيم. فأر صغير، والذي هو تابع مشعوذة سحري، قام بالإستماع إلى أصواتهم التي تصدر من بين الفراغات في الجدران.
-هاي، أيها الأوغاد. من هو الذي قام بإحضار مؤخرتك من القرية وقام بإدخالك إلى الجيش؟ أنا هو الشخص الأكبر سنا الذي عاش بجانبك. أنتم قد ولدتم أولا في القرية وليس في الجيش أليس كذلك؟ إذا فإنه يجب عليكم أنتم أن تعاملوا الأكبر سنا منكم من نفس القرية بالإحترام الذين يستحقونه!
-نحن لربما نعيش في الجيش وفي هذه الوحدة حاليا، ولكن، وعندما نموت، نحن سوف نقوم بذلك في المنزل. لو واصلتم أنتم تجاهل الأكبر سنا منكم، هل وبحق تعتقدون بأنه سوف يحضر ولو حتى شخص واحد إلى جنازتكم؟ هل تعتقدون بأن تلك العاهرة الشريرة الخبيثة سوف تقوم بإزعاج نفسها لتجهز جنازاتكم؟ إنها هي العاهرة التي سوف تقوم بأمركم وبإرسالكم إلى الموت، وليست بالعاهرة التي سوف تهتم بكم بعد موتكم.
-هاي، إياكم والتجرأ على محاولة تجاهلنا. نحن نقول كل هذا من أجل مصلحتكم أنتم. بالإضافة، مهما أنتم قمتم بالصراخ هنا، تلك العاهرة لن تأتي.
فارنيس قامت بركل الباب لتفتحه وهي تدخل.
“نعم. أنا هنا كونكم قد ناديتموني.”
الجنود قاموا بالصراخ وهم يسقطون إلى الأرض. أنا إستطعت سماع صوت سقوط عدة أشياء إلى الأرض. أنا لاحقا قمت بطرح سؤال بشأن هذا الأمر على فارنيس، ومما قالته هي، الجنود على ما يبدوا كانوا يحدقون إليها برعب شديد وكأنه قد ظهر شبح أمامهم.
“أيها السادة المحترمون، على ما يبدوا أنتم بحق مشتاقون للأمر. إذا لا داعي للتكاسل ولنبدأ اليوم بحفر الحفر مجددا.”
الجنود القدماء قد تم إرغامهم على حفر الأرض لمدة يومين متواصلين بدون ولو حتى لحظة واحدة من النوم.
وأخيرا، الإنضباط قد غطى على كامل الجيش. جميع الجنود قاموا بالإهتمام بأمورهم الخاصة بأنفسهم. إن لم يكونوا قد تلقوا أمرا رسميا، حتى الجنود ذي الرتبة الثانية ما كانوا ليطيعوا الأن أي شيء بدون تفكير.
وفي اليوم النهائي والأخير من الشهر الواحد الموعود، لورا دي فارنيس قد تخلت عن الزي العسكري المخصص لجنود الرتبة الثانية ولتقوم وأخيرا بإرتداء الزي العسكري المخصص للجنرال. بعد غسلها كامل جسدها، فارنيس أتت لتلتقي بي بجسد نقي نظيف.
بشرة فارنيس كان بياضها أنصع من الثلج الذي قد سقط على الأرض، وصوتها كان واضحا وصافيا مثل السماء التي قد سقط منها ذلك الثلج. أنا كنت قد سبق ولاحظت نيتها ورغبتها في أن تبدوا مثل الثلج والسماء النقية الصافية عندما تكون متواجدة أمامي. سواء هي كانت تعرف أو لا بأنني أفهم ومدرك لمشاعرها، الفتاة السيكوباتية القصيرة والمسببة للمشاكل قامت بفتح فمها لتتكلم.
“هذه الآنسة وهنا اليوم تقدم تقريرها، هذه الآنسة قد حققت هدف سيادتك.”
كمية هائلة من الفخر والرضى بالنفس ليمكن الإحساس بها صادرة فقط من كلماتها الصغيرة.
أنا أردت أن أمدح هذه الفتاة. أنا أردت أن أعترف بالعمل الصعب الذي قامت به وهي تظل مستيقظة ليلة تلو الأخرى وهي تطارد الجنود، وهي تواسي الجنود الجدد، وهي تقوم بغسل كامل ملابسها بيديها الصغيرتين. أنا قمت بالإشارة لفارنيس وإنها قامت بالإقتراب مني ولأبدأ أنا بمشط شعر فارنيس التي إقتربت مني بمشط مصنوع من العاج.
أنا قمت بالإبتسام قليلا.
“أنت قد أبليت حسنا. ما رأيك في مشاركة كأس من الشراب معي؟”
فارنيس لم تحاول الحصول على الإعجاب من قواتها وجنودها. فارنيس كانت ترغب في أن يكون كل جندي من الجنود في الجيش خائفين منها. بدل الشجاعة ليندفعوا بتهور إلى الأعداء، فارنيس لهي مهتمة أكثر في جعل الجنود خائفين للغاية منها لدرجة أنهم لن يتجرأوا على معارضة أو عدم إطاعة أوامرها. هذه وبحق لطريقة مختلفة في القيام بالأمور عني أنا. جاهلة بشأن الطرق التي يمكن أن تستخدمها لتحصل بها على الخوف، فارنيس أتت إلى لتسألني.
“ما الذي يجب على هذه الآنسة أن تقوم به لكي تجعل الجنود يخافون منها، سيادتك؟”
“حسنا إذا. أنت تملكين مظهرا خارجيا جميلا بعض الشيء، لذلك إنه لربما هذا سيكون أمرا صعبا بعض الشيء.”
“وهل سوف يكونون خائفين لو كانت هنالك ندبة بشعة وعملاقة على وجه هذه الأنسة؟”
“اللعنة على هذا، يا أيتها الطفلة الجاهلة. كيف يمكنك أن تفكري بالأمور بطريقة سطحية إلى هذه الدرجة؟ فكري بذكاء أكثر ولو قليلا.”
“فقط سيادتك أنت والآنسة لازولي لهما بالشخصين الوحيدين ليناديا هذه الآنسة بجاهلة………”
فارنيس قد أصبت متجهمة الوجه. منذ مدة ليست بطويلة، فارنيس قد بدأنا كل من نفسي أنا ولابيس بتعليمها. مقارنة معي، لابيس تعلمها بقساوة وصرامة أكبر بكثير.
إنه لمن الواضح أن هذه الفتاة القصيرة الصغيرة، والتي عاشت كامل حياتها وهي تعتقد بأنها عبقرية، سوف تكون محبطة لو تمت معاملتها بشكل سيء طوال الوقت.
محسا ببعض التعاطف، أنا قمت بمخاطبتها.
“ما رأيك لو علمتك خدعة جيدة؟”
في اليوم التالي.
فارنيس قامت بشراء 15 كلبا من كلاب الصيد. خصر الكلاب كان صغيرا ونحيفا للغاية لدرجة أنهم كانوا يبدون نحيفين للغاية، ولكن لون فروهم لمذهل بحق. إنهم من فصيلة عادة لا تقوم إلا العائلات الملكية أو الإمبراطورية بتربيتها، ولهذا إنهم باهضوا الثمن وبحق. الكلاب لم يتركوا جانب سيدتهم ولو للحظة واحدة.
-على ما يبدوا الأنسب الجنرال تحب الكلاب.
-تربية كلاب صيد لهي بهواية جيدة. إنهم يستطيعون شم رائحة الأعداء من بعد وإنه بإمكانهم مطاردتهم ولهذا إن هذا سيكون بأمر مناسب ومفيد لنا نحن أيضا.
الجنود قد تجمعوا مكونين مجموعات صغيرة هنا وهناك وهم يمضغون اللحم المقدد.
إنهم قاموا برمي بعض القطع من اللحم في جهة الكلاب ولكن كلاب الصيد لم يقوموا ولا حتى بالإلتفات لينظروا في جهتهم.
فارنيس قامت بالحصول وبشكل شخصي على طعام الكلاب وإنها أيضا وبشكل شخصي قامت بإطعامهم. طعام الكلاب كان يبدوا على أنه أفضل بكثير من الطعام الذي كان يأكله الجنود. بعض جنود الرتبة الثانية بدأوا بالمزح قائلين بأن الآنسة الجنرال تتطعم الكلاب بشكل أفضل من ما تطعمهم هم وليضحكوا بعد ذلك قليلا. بعد رؤيتهم منظر فارنيس وهي تقدم وليمة فاخرة للكلاب، البعض منهم بدأوا بالقول بأنهم سعداء كونهم وأخيرا إستطاعوا رؤيتها وهي تتصرف كفتاة صغيرة عادية، بينما البعض الأخر منهم كانوا قلقين من أن تصرفات الجنرال الأنانية سوف تخل بنظام الجيش.
ولكن، جميع الجنود واصلوا النظر إلى طعام الكلاب الفاخر بحسرة وغيرة في أعينهم.
الوقت وأخيرا قد وصل ليبدأ جيشي مسيرته وليتجه إلى ساحة الحرب. الجنود الذين حظوا بنوم دافئ وقد أكلوا إلى أن أصبحت معداتهم مليئة، كانت أعينهم صافية بالرغم من فصل الشتاء. 3،500 جندي من نوع الجنود المشاة وهم من عرق الأقزام، 500 جندي من نوع سلاح الفرسان وهم من عرق السنتور (كائن جسده السفلي هو جسد حصان)، و50 مشعوذة قد تم تعينيهم من المدينة، جميعهم كانوا واقفين الأن فوق حقول الشتاء، منتظرين خطاب الجنرال قبل إنطلاق مسيرتنا. إنه أيضا كان هنالك حشد من الناس المجتمعين خارج حدود الحقل، ولكن، إنهم جميعا باعة متجولون، ونساء يبعون جسدهم مقابل المال، عاهرات بإختصار. هذا النوع من الناس يعيش حياة تنقل وهم يتبعون جميع الجيوش أينما ذهبت وليقدموا خدماتهم لأي جيش.
“……….”
بينما هي كانت ممسكة بسيف رسمي، فارنيس قامت بالصعود إلى فوق المنصة. إنه لم يكن هنالك أي تزيينات عليه لذلك فإن نصل السيف كان نحيفا وصغيرا. بما أن مظهر السلاح كان بصغير وخفيف، إنه ناسب شكل جسد الآنسة. كلاب الصيد إتبعوا سيدهم إلى فوق المنصة. الكلاب بعد ذلك أحاطوا بها بصمت.
فارنيس قامت بإخراج سفيها من غمده. سامعين صوت الحديد، كلاب الصيد إلتفت لتنظر خلفهم. نصل السيف الأزرق قام بالمرور من على عنق كلب من الكلاب. الدماء بدأت بالسيلان. الكلاب الأخرى لم تتحرك حتى من مكانها. فارنيس واصلت قطع رؤوس الكلاب واحدا تلو الاخر، قاتلة جميع الكلاب الخمسة عشر، وحتى النهاية، ولا واحد منهم قام بإطلاق ولا حتى صرخة نباح واحدة. الدماء بدأت بالسيلان وبصمت من على المنصة إلى الأرض.
-…………
الجنود جميعا قد علقت أنفاسهم في داخل صدورهم. إنهم لم يتجرأوا على النظر وبشكل مباشر في عيني الجنرال.
الناس سوف يخافون وسوف يخشون الجنرال التي قامت وبدون أي رحمة بقتل كلاب الصيد الذين قامت بتربيتهم برعاية وحرص شديد، إنهم سوف يخافون وسوف يخشون الجنرال الصامتة التي لم يظهر أي تعبير على وجهها أثناء كامل هذه المذبحة، وإنهم سوف يخافون وسوف يخشون حقيقة أن ذلك النوع من الجنرال لهو فتاة مازالت لم تتجاوز عمر 16 سنة. وإنهم وأكثر من أي شيء سوف يخافون وسوف يخشون النوايا والمعنى خلف قيام الجنرال بذبحها حيوانتها الأليفة التي عاملتها برعاية شديدة، في نفس اليوم الذي كان ليغادر فيه الجيش وليبدأ مسيرته.
بينما هم كانوا ينظرون إلى رؤوس الكلاب المقطوعة وهي تتدحرج على الأرض، القادة قد بدأوا بملامسة أعنقهم هم.
لورا دي فارنيس قامت بالتكلم.
“تقدموا.”
والجنود قد أطاعوا بشكل كامل.
فارنيس قامت بتحويل أجساد كلاب الصيد إلى لحم مقدد. إننا حاليا متواجدون على مسافة أسبوع واحد من المكان الذي قرر ملوك الشياطين أن يتجمعوا فيه بجيوشهم.
ولمدة أسبوع واحد، فارنيس واصلت أكل فقط اللحم المقدد المصنوع من أجساد كلاب الصيد التي قتلتها وهي تقود الجنود بنظرتها فقط.
في يوم من الأيام أثناء مسيرتنا نحن قد وصلنا إلى نهر كان مازال لم يتجمد بعد وبشكل كامل ولهذا إنه كان يجب علينا أن نقوم بتجهيز مخيم ولنرتاح بالقرب من مبنى خدمة قوارب العبور. إنه كان هنالك قرية صغيرة متواجدة بالقرب من هذا المكان. أنا قمت بإصدار أمر عسكري وقد حرمتهم من مهاجمة ونهب هذه القرية.
وفي حوالي وقت الظهيرة، ثلاثة جنود قد تم الإمساك بهم. إنهم مجرمون قد عصوا الأمر العكري وقد قاموا وبسرية بإقتحام منزل خاص وقد قاموا بسرقة وإغتصاب المرأة وأطفالها المتواجدين في ذلك المنزل. في الوقت الذي سمعت فيه أنا التقرير بشأن هذا الأمر، أنا كنت أستمتع بشرب الشاي في غرفة خلفية خاصة رفقة كل من فارنيس ولابيس.
الشاي قد أدفأني من الداخل. مخفضا كأس الشاي أنا قمت بالإلتفات إلى فارنيس.
“بما أنك أنت هي الجنرال، فلتقومي أنت بتحديد العقاب المناسب لهم.”
“أنا أريد أن أقوم بإعدامهم.”
“إعدام، هاه؟”
بعد أخذ نظرة خاطفة في جهة لابيس، أنا إلتفت ومجددا إلى فارنيس.
“أليس الإعدام عقابا متطرف بعض الشيء؟”
“إنهم أشخاص قد عصوا الأمر العسكري. بالإضافة إلى ذلك، إنهم أول الأشخاص ليعصوا أمرا. هذا العقاب سوف يحدد إلى أي درجة العواقب ستكون وخيمة في الجيش من الأن فصاعدا. هذه الانسة تريد أن تتعامل مع هذا الامر بصرامة وبشكل متطرف.”
لابيس قامت بالإنضمام إلى المحادثة ولتقوم بطرح سؤال على فارنيس بصوت خافت.
“وأي طريقة إعدام أنت سوف تقومين بإستخدامها؟”
“من أجل تأسيس نظام قوي وصارم في الجيش، رؤوسهم يجب أن يتم قطعها وليتم عرضها للجميع. هذه الآنسة سوف تقوم بقطع رؤوسهم.”
لابيس ومجددا قامت بطرح سؤال.
“كيف؟”
“…….”
“أنا قد سألتك بشأن كيف تريدين القيام بهذا الأمر، يا أيتها الآنسة.”
“ما الذي تقصدينه بكيف؟ ألن يكون الأمر قد إنتهى بعد قطعي رؤوسهم وعرضها أمام الجميع؟”
“مثير للشفقة.”
كتفي فارنيس بدئا بالإرتجاف بسبب كلمات لابيس الموبخة والمعاتبة. منذ اليوم الذي وعدت فيه لابيس بأنها سوف تصبح الأم، إنها بدأت بتوبيخ وإهانة فارنيس منذ ذلك اليوم. لابيس قد تصرفت وعن عمد بقسوة وبدون رحمة مثلما كان والد فارنيس البيولوجي، والذي قد قام بتدمير طفولتها، يتصرف. فارنيس واجهت صعوبة في التعامل مع لابيس التي كانت تتصرف بتلك الطريقة.
“الأناس لهم مثل الأعشاب الضارة. إنهم سوف ينهضون مجددا مهما كان عدد المرات التي تقوم فيها بالدوس عليهم. ومن بين جميع أنواع الأعشاب الضارة في العالم، الجنود المرتزقة الموظفون لهم الأكثر عنادا. الجنود لن يقوموا بخفض رؤوسهم فقط لأنه قد تم قطع رؤوس ثلاثة مغتصبين وإنهم سوف يواصلون النهوض. ولكن، ذلك لأمر سوف يحدث فقط وفي حالة لو لم تقومي فيها بإدخال الخوف إلى قلوبهم بشكل كامل.”
“إذا ما الذي يجب على هذه الآنسة…….”
“فكري بشأن ذلك بنفسك. هل لربما الشيء الملتصق بعنقك ليس برأس بل لربما إنه مجرد برميل فارغ؟ لما أنت غير قادرة على التفكير بحل ما بنفسك وأنت تأتين إلي من أجل الحصول على المساعدة؟”
“……..”
“لو أنت وبحق هي جنرال الجيش، إذا فإنه ليس هنالك أي داعي لكي تطالبي الحصول على المساعدة لا مني أنا ولا من جلالته. سابقا، أنت إعتمدت على جلالته لكي تقومي بشراء خوف الجنود، والأن أنت تحاولين شراء رعب الجنود عن طريق الحصول على مساعدة مني. أنت في يوم من الأيام سيجب عليك دفع ثمن الدين الذي أنت قمت بإستعارته من جلالته وأنا، وإسم ذلك الثمن لن يكون أي شيء أخر من غير قلة كفئك. لو كان ليقوم المرء بعد عدد المرات التي إستعرت فيها أيدي الأخرين من هنا وإلى هناك، إذا وبكل تأكيد قدرتك ودرجة كفئك ستكون ناقصة وبكل تأكيد. يا أيتها الأنسة، أنا لا أتمنى وبأي شكل من الأشكال أن ينتهي الأمر بالدين الذي تكون بسبب قلة قدرتك على كتفي جلالته وليجب عليه هو أن يدفع ثمنه بدلك أنت.”
فارنيس أصبحت صامتة.
أنا لم أقم بالتدخل بين هاتين الإثنتين. لو كنت لأقوم بالتدخل هنا، في ذلك الوقت لابيس سوف يتم إحراجها وفارنيس سوف تحس وكأنه قد تم إذلالها بشكل كبير. من أجل السماح لتابعي الإثنين بتبادل الكلمات مع بعضهما البعض، وبشكل خاص بهما، أنا ظللت صامتا.
بعد التفكير لمدة طويلة من الوقت، فارنيس بدأت بالتكلم.
“هذه الآنسة سوف تقوم بإستخدام السيف بشكل شخصي لتقطع المجرمين لذلك………”
صفع.
فارنيس قامت بخفض رأسها.
الخد الذي قد تم صفعها عليه قد أصبح أحمر اللون الأن.
لابيس قامت بفتح فمها لتتكلم.
“أجيبي مجددا.”
“………أنا لا أعرف. أيتها الآنسة لازولي. هذه الانسة لا تملك ولا حتى أدنى فكرة.”
لابيس قامت بصفع خد فارنيس الأخر بقوة أكبر من السابق. جسد فارنيس بدأ بالإهتزاز والإنكماش قليلا. إنها بدأت تبدوا مزرية وكأنها قطعة مهشمة من الألومنيوم.
“أنت لم تكوني تعرفين الإجابة منذ البداية. ولكن، وبالرغم من ذلك، أنت قمت بإصطناع إجابة عشوائية وقد تمنيت أن تكون وبشكل مصادف الإجابة الصحيحة. لو قمت بالإعتراف منذ البداية بأنك لا تعرفين، أنت ما كان ليتم ضربك، ولو كنت لتواصلي المحافظة على أسلوب التفكير بشأن الامر حتى النهاية، إذا فإن مناسبة ضربي أنا لك ما كانت لتحدث مجددا. قلة صدقك تمثل فخرك بنفسك المثير للشفقة، وقلة مجهودك تمثل إلى أي درجة قدراتك هي صغيرة وإلى أي درجة أنت غير كفوءة. وبأي وجه شخص مثير للشفقة وغير كفوء يتجرأ على مواصلة الجلوس هنا بإرتياح؟ غادري فورا.”
فارنيس قد تم طردها من الغرفة.
في الغرفة التي لم يتبقى فيها سوى لابيس وأنا، الجو قد أصبح صامتا.
“………”
“………”
نحن قمنا بكب الشاي لبعضنا البعض. نحن واصلنا التحديق في البخار الأبيض والنقي وهو يتصاعد من كأسي الشاي.
حتى ولو كان ليقوم المرء بكب المزيد من الشاي في الكأس، الشاي سيظل نقيا وشفافا. الشاي ذي لطخة صغيرة من اللون لأكثر شفافية ووضوحا من المياه العادية التي لا تملك أي لون على الإطلاق. الشفافية لأمر واضح في شيء قد كان دائما معدوم اللون، ولكن ليكون شيء ما شفافا لدرجة أنه يمكن القاع وذي لون في نفس الوقت، ذلك لأمر نقي وسماوي بحق. نحن نرغب في أن نقوم بتدريس وتعليم فارنيس مثل هذا الشاي.
لابيس وأنا لا نعتبر فعل تحويل فارنيس إلى مجرد مياه شفافة أو تركها كما هي على أن ذلك لعملية تعليم. نحن نعتبر عملية تقطيع، وطحن، وإعداد أوراق الشاي، وأخيرا لنقوم بكب الشاي ذي اللون والشفاف في نفس الوقت في كأس الشاي كعملية التعليم والتدريس. لو كنت لأقوم أنا بمنح إبنتنا اللون، ولو كانت لتقوم لابيس بإعدادها، إذا فإن فارنيس وبشكل طبيعي سوف تحمل رائحة خاصة بها ولتبدأ بإصدارها بشكل طبيعي.
إنها لطريقة إصطناعية والتي تحرك الطبيعية، وإنها أيضا لطريقة إصطناعية تكشف عن الطبيعة أيضا. نحن لم نقم بمعاملة شخص قد تم خصي تعطشه للسلطة وقد تم رميه إلى الجانب كشخص ناضج، ونحن لا نحترم طفلا لا يعرف كيف يتعامل مع سلطته. نحن لأشخاص باردون.
بعد رفعي الكأس المتواجد أمامي ووضعه على شفتي، الشاي في داخله كان قد سبق وأصبح باردا. بينما نحن كنا نشرب ذلك الشاي البارد، نحن الإثنين بدئنا بالتحدث مع بعضنا البعض بصوت خافت.
“كيف كان ليقوم جلالتك بالتعامل مع أولئك المغتصبون؟”
“مم، النقطة المهمة والرئيسية في هذه المسألة هي إدخال الخوف والرعب من العقاب إلى قلوب الجنود. كلما إزدادت درجة إختلاف وغرابة العقاب، كلما إزدادت قوة الخوف، وكلما إزدادت درجة غموضه، الرعب الذي سوف يخلقه هو الاخر سوف يصبح أقوى. إنه يجب أن يكون واضحا للغاية من جهة واحدة ومن جهة أخرى إنه يجب أن يكون يعطي إحساس غموض وغير تأكد. ذلك لهو أفضل حل.”
لابيس ردت.
“إجابة منطقية.”
“لو كنت أنا في مكانها، فإنني كنت لأقوم بقطع الأعضاء التناسلية الخاصة بالمجرمين بشكل كامل ولأقوم بعد ذلك بحفر ثقب في المكان الذي كانت توجد فيه أعضائهم التناسلية سابقا. وبعد ذلك، أنا كنت لأحضر وحشا من وحوش الأورك العملاقة الغير مروضة وسوف أقوم بجعلهم يغتصبون المجرمين عن طريق إستخدام ذلك الثقب الجديد الذي صنعته في جسدهم. وبهذا، إنه سيصبح ومن الواضح أن المغتصبين وبشكل معاكس سوف يتم إغتصابهم هم الأخرون، والجنود أيضا سوف يحسون بالخوف والرعب من مسألة صنع ثقب في المكان الذي كانت تتواجد فيه أعضائهم التناسلية ومن حقيقة أنه سوف يتم إغتصابهم من ذلك الثقب. وبهذا، الجنود سوف يحسون برعب من العقاب وعواقب الإغتصاب وهو يملأ جسدهم من أصابع أقادمهم حتى جمجمتهم بشكل كامل.”
لابيس قامت بإيماء رأسها مجددا.
“ذلك لبحق عقاب مذهل، ولكن، ألن يكون الأمر مذهلا أكثرا لو كنا لنقوم أيضا بإقتلاع أعينهم من داخل جمجمتهم ولنقوم بوضع خصيتيهم في تلك الفراغات في جمجمتهم. بتلك الطريقة، إنه سيكون من الممكن إضافة معنى مجازي للعقاب، وألا وهو تحذير بأن لا يرتكبوا جريمة والرغبة الجنسية تعميهم.”
“فكرة مذهلة بحق.”
هذه المرة، أنا هو من قام بإيماء رأسه.
“بما أن التعبير المجازي يحتوي على كل من الوضوح والغموض، العقوبة سوف تكون أكثر من واضحة. بالإضافة إلى ذلك، إنه لن يجب علينا التخلي عن الخصيتين التي سوف يتم قطعها، وبدل ذلك إنه كان ليتم إستخدامها من أجل شيء أخر، وهذا فقط يزيد من جمالية الأمر.”
إن هذا لبحق تفاهم واضح بيننا. نحن الإثنين لا نملك أي سبب لكي لا نحب بعضنا البعض. أنا قد أدركت وأخيرا أن مقولة ‘عشيقين مقدرين من السماء’ لم تكن مجرد مبالغة بعد إلتقائي وأخيرا بلابيس.
“من وجهة نظر جلالتك، كم تعتقد بأنه هو عدد النقاط التي سوف تحصل عليها الآنسة في حلها هذه المسألة؟”
“ومن يدري بحق. أنا أشعر وكأنها وبالكاد سوف تحقق 30 نقطة.”
“جلالتك لسخي للغاية. هذه تتوقع 20 نقطة كأعلى حد. هذه مازالت حتى الأن وبحق لم تستطع فهم لما جلالتك يحمل رأيا إيجابيا وجيدا بشأن الآنسة. إن كانت تملك الموهبة أم لا بحق، هذه مازالت لغير قادرة على تحديد ذلك.”
“إنها بحق تملك جانبا جاهلا لها……”
أنا إبتسمت إبتسامة مرة قليلا.
بالرغم من كل شيء، حكمنا يتعلق ومحدود فقط بنطاق السياسة. نطاق تكتيكات الحرب لأمر مختلف بشكل كامل. موهبتنا في فنون الحرب لهي إما معدومة بشكل كامل أو إما إنها صغيرة للغاية. حتى لابيس يجب أن تكون الأن قد أدركت قليلا بأن فارنيس لهي عبقرية حقيقية عندما يتعلق الأمر بتكتيكات الحرب.
“وحش مرعب بحق يعيش في الجهة الاخرى من الجبال وفي منطقة البشر. فارنيس لهي بالسيف الذي سوف أستخدمه لكي أهزم ذلك الوحش.”
“………الألغاز ليست بشيء تجيد حله هذه. وحش؟ فقط من هو ذلك الشخص وما نوع الأشخاص هو هذا ليشير إليه جلالتك أنت على أنه وحش؟”
“لا.”
أنا قمت بشرب بقية الشاي في كأسي.
“أنت مخطئة قليلا. إن ذلك الوحش ليس بهو، بل إنها هي.”
قائدة الحرب التي سوف تقوم بإبادة ملوك الشياطين في غضون ثلاثين سنة.
في هذا العالم توجد فتاة سوف تقوم بتوظيف مزارع سياف متواضع من قرية قطع وحرق، وإنها سوف تقوم بعد ذلك بإرسال ذلك القروي إلى خطوط الحرب الأمامية وهي تمنحه لقب ‘البطل’. في هذا العالم يوجد هنالك فتاة، فتاة سوف تحطم الأعداء العنيدين بشكل كامل، والتي سوف تقوم بالتخلص من الأعداء الذين إستسلموا، والتي سوف تقوم بجذب الأعداء الذين قاموا بالهرب إليها وسوف تتخلص منهم. لو هنالك شخص قاسي والذي لن تتغير تعابيره حتى وبعد قتله النبلاء وما كان ليشعر بالتعاطف حتى وهو يذبح أتباعه، إذا فإنه هنالك إمبراطورة واحدة والتي سوف تقوم بقتل كامل ملوك الشياطين وسوف تقوم بتأسيس إمبراطورية موحدة.
ولهذا.
-هل تعلم كيف ينتهي هذا العالم؟
كنتيجة لإختفاء كامل ملوك الشياطين، كامل الطاقة السحرية في العالم سوف تفقد توازنها وإن ذلك سوف يتسبب في فيضانها، وفي النهاية، هذا الأمر سوف ينتهي وهو يدمر العالم بشكل كامل. العقل المدبر والشخص خلف هذا ليكون أول شخص ليفتح الأبواب إلى قارة موحدة بينما يكون هو بنفسه أول شخص ليفتح بوابة دمار العالم في نفس الوقت، ذلك الشخص حاليا يعيش كأميرة إمبراطورية يافعة السن.
إليزابيث.
إليزابيث أ. ي. فون هابسبورغ.
من أجل مواجهتها، فارنيس لهي ضرورية. لو كانت الأميرة الإمبراطورية تملك السيف المسمى بالبطل، إذا فإنني أنا أملك النصل المسمى بفارنيس. أنا وببطء واصلت تذوق طعم الشاي في فمي.
فلتسرعي ولتنضجي يا فارنيس.
أوه يا فارنيس، فلتسرعي، فلتسرعي بحق.
نحن نعيش لكي لا نموت.
♦♦♦♦♦♦♦♦
بعد ساعة واحدة، الإعدام قد تم تنفيذه.
فارنيس قد قامت بصنع حفرة في الجليد الذي قد تكون على فوق النهر. المجرمون الثلاثة قد تم رميهم إلى داخل تلك الحفرة. ولكن، إنه لم يتم إغراقهم بشكل كامل، بل فقط إلى درجة أن كامل أجزاء جسدهم بإستثناء رأسهم قد كانت في داخل مياه النهر.
الآنسة قامت بأمر المشعوذات ليقمن بإعادة تجميد النهر. وبهذا، أجساد المجرمين قد أصبحت الأن عالقة وبشكل كامل في المياه الجليدية وفقط رؤوسهم يمكن الان رؤيتها خارج الجليد. فارنيس قامت بحني رأسها ولتنظر في أعينهم بشكل مباشر.
“إنهم يقولون بأن وحشا قديما يعيش في مياه هذا النهر. فلتبذلوا قصار جهدكم لتتحملوا.”
وجوه المذنبين قد أصبحت شاحبة للغاية.
الوحوش التي تعيش في المياه قامت بالإتجاه بسرعة إلى الرجال الثلاثة. ظلال الوحوش وهي تتحرك تحت الجليد في النهر ليمكن رؤيتها.
المذنبون بدأوا بالصراخ ومحاولة الخروج من الجليد، وفي نفس الوقت الذي بدأت فيه أجسادهم بالتحرك بشدة بسبب رعبهم، الوحوش هي الأخرى إتجهت بسرعة إليهم ولتبدأ الوحوش بتمزيق أجسادهم إلى قطع صغيرة.
-رجاء أعفوا علينا!
-نحن نعتذر، أوه يا أيتها الجنرال العظيمة! أنا أترجاك!
شيئا فشيء.
تحت مياه النهر المتجمد، الوحوش بدأت بأكل أجساد الرجال المتواجدة تحت المياه.
الوحوش قامت بتمزيق أقدام المجرمين بإستخدام أسنانهم، وإنهم قاموا بتمزيق اللحم المتواجد على خصرهم وإنهم قاموا بإقتلاع رئتيهم من داخل صدورهم. مع مرور الوقت، الصرخات قد أصبحت أضعف فأضعف. صمت قد غطى الأن على المحيط. ألاف الجنود كانوا يشاهدون الإعدام بصمت. فقط رؤوس المجرمون ظلت فوق النهر، بينما تحت الجليد، الدماء الحمراء بدأت بتغيير لون مياه النهر إلى لون أحمر.
فارنيس قامت بالنظر إلى منظر الدماء الذي ينتشر تحت قدميها.
إنها بعد ذلك قامت برفع رؤوس المذنبين. بما أن أجسادهم قد سبق وتم تمزيقها وفصلها بشكل كامل من على رؤوسهم، إنها إستطاعت إزالة رؤوسهم وبسهولة من الجليد. فارنيس قامت بالنظر إلى الوجوه التي قد تجمدت وتعبير ألم ورعب عليها ولتقوم بالتمتمة مثل حاكمة تقيم لوحة فنية من الدرجة الثالثة.
“هذه لغير جذابة على الإطلاق. شكل رأسهم لغير مرضي على الإطلاق.”
فارنيس قامت برمي الرؤوس إلى القادة.
“قوموا بتعليقهم.”
رؤوس المجرمون قد تم طعن عصا طويلة فيها وليتم وضعها فوق تلك العصي الطويلة في وسط القرية. الكلمة ‘مغتصبون’ قد تم نقشها على وجوههم بإستخدام سكين حاد. الدماء واصلت السيلان من الجرح الذي تركه النصل على وجههم. في وسط تلك الليلة، البرد قد أصبح قارسا للغاية لدرجة أنه حتى قطرات الدماء قد تجمدت.
في اليوم التالي، الجنود قد تركوا خلفهم رؤوس الجنود المقطوعة وليقموا بالمرور من على النهر المتجمد. بينما هم كانوا يمرون من على الجليد، الجنود كانوا من حين إلى أخر يقومون بالنظر إلى الجليد تحت أقدامهم. على ما يبدوا إنهم مازالوا يفكرون بشأن الرؤوس المقطوعة. بعد ذلك اليوم، إنه لم يقم ولا جندي أخر بعصيان الأوامر العسكرية.
وبينما كل هذا كان يحدث، لابيس وأنا كنا نقيم ما حدث.
“رأيت؟ 30 نقطة.”
“بالنسبة لهذه ذلك يبدوا كعشرين نقطة فقط.”
فارنيس قد إختارت خيارا واحدا فقط في عقوبة الخوف. إنه لم يكن هنالك أي تحديد في العقوبة وإنها كانت مليئة فقط بالرعب من الأمور الغامضة. بما أنه مليء فقط بالغموض، العقاب لم يملك أي شكل ملموس، وبدون أي شكل، إنه لغير قادر على أن يتواصل الوجود بنفسه.
عقاب فارنيس لم يستطع الوصول إلى مستوى إجراءات عقابية. الأن الجنود لن يخشوا العقاب بل إنهم سيخشون فقط فارنيس التي قامت بتنفيذ العقاب. مثل طفل يخاف من والديه، أو وإن كان والدا يحاول تغيير إبنه عن طريق الرعب، هذه أخطاء شائعة يرتكبها معظم الناس. إنه ليس من المفاجئ على الإطلاق أن والدا سيئا فضيعا لهو أيضا شخص سلطة فضيع وسيء. أنا أسخر من الأشخاص الذين يحاولون إدارة دولة بشكل جيد بينما هم لغير قادرين على إدارة شؤون منزلهم وعائلتهم حتى وبالرغم من إستخدامهم وإتباعهم طرق كونفوشيوس ومنسيوس.
( كونفوشيوس ومنسيوس كلاهما فيلسوفان صينيان.)
لابيس قامت بالتنهد قليلا.
“يا جلالتك، هذه لمحبطة الأن. على هذا المنوال، إنها لن تكون قادرة على تعلم ولا حتى شيء واحد وحتى ولو مرت خمسة سنوات.”
“ما الذي تقترحينه؟”
“هذه سوف تعيد بنائها من أصلها ومن نواتها. لو الآنسة لغير قادرة على فهم المنطق بنفسها، إذا ألا يجب علينا نحن أن نقوم بحقنه إلى داخلها فقط؟”
أعين لابيس كانت تلمع ببرودة.
-التعليم من النواة قد بدأ منذ هذه اللحظة.
لابيس بدأت تعلم الأن فارنيس بقساوة وقوة أكبر.
في المناطق المتواجدة خارج ما يمكن أن تصل إليه أعين الجنود، لابيس قامت بضرب وتدريب فارنيس. لابيس لم تملك عادة مدح شخص أخر. بدون أي مديح، فارنيس قد تعلمت كيف أن لا تقوم بخفض رأسها، كيف أن لا تتلعثم في كلماتها، كيف أن لا تدمر تعابير وجهها، كيف أن لا تقوم بحني ظهرها، وكيف أن لا تقوم بإفساد خطواتها.
لابيس كانت تتكلم بصوت خافت.
“أنظري إلى الأمام بشكل مستقيم. تكلمي بشكل مستقيم ومباشر. إمشي بشكل مستقيم.”
فارنيس تعلمت وهي يتم ضربها. بعدما تم ضربها لمدة أربعة أيام، إن فارنيس وأخيرا إستطاعت تجهيز خطاب واحد بنفسها. لابيس قامت أيضا بتعليمها كيف يجب عليها أن تحرك عينيها، إلى أين يجب عليها أن توجه خطواتها، وأي كلمات يجب عليها أن ترفع فيها صوتها أثناء قولها. وأخيرا، وأمام نظرات الجنود أجمعين، فارنيس قامت بإلقاء خطابها.
-يا أنتم، فلتحافظوا على شجاعتكم. لا تحاولوا أن تقوموا بالإندفاع إلى الأمام بشكل شجاع متى ما سنحت لكم الفرصة. حافظوا على رحمتكم. لا تحاولوا أن تقوموا بمنح رحمتكم متى ما أردتم. حافظوا على شهوتكم. لا تحاولوا أن تمسكوا بفتاة ما ولتغتصبوها متى ما أردتم. الشجاعة التي تحملونها عند قتالكم بجانب زملائكم ليست بشجاعة حقيقية. الرحمة التي تظهرونها على أعدائنا ليست بلطف ولا بعاطفة. والشهوة التي تطلقونها على شركائكم ليست برغبة. هذه الجنرال هنا تكره الجنود الذي يتصرفون بشجاعة عندما لا يجب عليهم القيام، الجنود الذين يظهرون رحمة عندما لا يجب عليهم القيام، والجنود الذين يغتصبون عندما لا يجب عليهم القيام بذلك.
-هذه الجنرال هنا ترغب في أن يتم إستخدام شجاعة السادة المحترمون أنتم هنا فقط من أجل قطع أعنق الأعداء، وليتم إستخدام رحمتكم فقط في مسامحة زملائكم، ولكي يتم إستخدام شهوتكم فقط من أجل إغتصاب عائلات الأعداء. حافظوا على شجاعتكم، حافظوا على رحمتكم، حافظوا على شهوتكم، ولتقوموا بتكريس كامل رعبكم إلى هذه الجنرال هنا. ومقابل ذلك، أنت سوف تتلقون الرعب والخوف من كامل أعدائنا في هذا العالم كجائزة.
الجنود قاموا بإطلاق صيحات هتاف.
الجنود فقط هم من قاموا بالهتاف.
بعد إنتهاء الخطاب، لابيس قامت بإعطاء نتيجتها.
“30 نقطة فقط. أبذلي المزيد من الجهد لكي تحسني من مستوى خطاباتك من الأن فصاعدا.”
“……….”
فارنيس إلتفت لتنظر إلي. وجهها كان مازال خاليا من المشاعر حتى الأن، ولكن، ولسبب ما، أنا إستطعت الإحساس برغبة في أن يتم إنقاذها ومدحها وهي تملأ عينيها.
“سيادتك……….”
أنا إبتسمت إبتسامة ساطعة.
“10 نقاط. ذلك كان خطابا مثيرا للشفقة. إذهبي ليتم ضربك أكثر.”
“حتى سياااااااادتك……..”
فارنيس سقطت إلى الأرض على ركبتيها فوق الثلج.
فارنيس على الأرجح لا تعرف بأنه في أماكن لا توجد فيها، لابيس وأنا واصلنا التناقش كل يوم وطوال الليل بشأن طرق تعليم مناسبة للآنسة.
نحن والدين متطرفين بعض الشيء، يا إبنتي.
سواء كان هذا بسبب أمر سيء أم جيد، فارنيس قد بدأت تنموا بسرعة مناسبة بمنصبها كجنرال جيش ملك الشياطين.
والجنود الذين كانوا يتبعون فارنيس هم أيضا قد بدأوا يصبحون جديرين بمكانتهم كجنود في جيش ملك شياطين.
الآنسة فارنيس تسيطر على الجيش كالجنرال، أنا إهتم بالجيش الكملك، ولابيس تقوم بمساندة المخيم العسكري كالناصحة والنائبة. الآنسة فارنيس تقوم بقيادة الجنود بالرعب والخوف في الامام، وأنا أجمع الجنود معا بالعطف في الوسط، ولابيس في الخلف تريح الجنود عن طريق التعامل مع الأمور بشكل كامل ومثالي. هذه كانت حالة شؤوننا. إنه لم يكن هنالك أي فراغات بيننا نحن الثلاثة. نحن إكتسبنا المنفعة من بعضنا البعض وكنا ملتصقين ببعضنا البعض مثل علامتي 凹凸. الإستراتيجية- إدارة الشؤون الخارجية، وإدارة الشؤون الداخلية جميعها والتي تعمل مع بعضها البعض وكأنها جسد واحد يتنفس.
من بين هذه، إن كنا لنتحدث عن لابيس، والتي تدير الشأون الداخلية، إنها في أغلب الوقت كانت تتبعنا وهي تدير الأمور من مؤخرة مخيمنا المتحرك. في المنطقة الخلفية لمخيمنا، إنه لم يكن هنالك فقط مجرد عربات مليئة بالمؤن، إنه هنالك أي باعة متجولون، قوادون، وعاهرات يملأون المكان. إنه واجب لابيس أن تراقب وتدير حقوق هؤلاء الناس.
إنها كانت عديمة الرحمة.
العشيقة التي هي باردة الدماء تجاهي، وقاسية وصارمة للغاية مع فارنيس، ذلك هو نوع الأشخاص التي هي لازولي. إنه لمن المستحيل أن تهتم لابيس بهؤلاء الباعة المتجولين بشكل رفاهي.
بحلول الوقت الذي قد أعدمت فيه فارنيس جندين، لابيس كانت قد سبق وأعدمت 20 بائعا متجولا. لابيس لم تقم بمسامحة الناس الذين يدمرون هدوء منطقة التجارة. إنها عاقبت وبشكل وحشي أي شخص تجرأ على إرتكاب جريمة خداع جندي من الجنود.
لابيس حددت شدة قسوة العقوبة بناءا على الجريمة التي إرتكبها المجرم، وإنها أيضا قامت بتنفيذ العقاب في نفس اليوم الذي تم تقرير العقاب فيه.
قرارات لابيس دائما ما كانت قليلة الكلمات.
“فلتقطع عنقك.”
“إقطع كامل أطراف جسدك.”
“إقطع معدتك ولتعرض علينا أعضائك الداخلية.”
“فلتدفن.”
القرارات كانت واضحة للغاية ومن السهل فهمها لدرجة أنه ليس هنالك أي إحتمالية لوقوع سوء فهم.
الحقيقة المرعبة هي أن العقاب دائما ما كان ينتهي بالإعدام.
الإعدام عن طريق قطع الرأس لهو من أرحم العقابات. إعدام عجلة التحطيم لهو ثاني أفضل خيار بعد الإعدام بقطع الرأس. على الأقل حتى هذه المرحلة، على الأقل كمية صغيرة من كرامة المرء سوف يتم الحفاظ عليها.
أنت سيكون بإمكانك النظر إلى الجثث لتقول ‘إذا ذلك الشخص هناك كان عفريتا قبل الموت’ أو، ‘إذا ذلك الشخص هناك كان أورك’، عن طريق تحديد شكل أجسادهم.
ولكن، سواء كان الأمر سلخ قواد قد قام بمعاملات عاهراته على أنهن عبدات وقد قام بسرقة أموالهن عن طريق تقطيع وفصل جلده من على جسده وهو على قيد الحياة، أو إقتلاع الأعضاء الداخلية من جسد تاجر متجول وإخراجها واحدة تلو الاخرى من فمه بسبب إكتسابه ربحا غير عادل عن طريق إستغلال الجنود، إنه لم يتبقى هنالك أي كرامة في جثثهم. كل ما تبقى هو مجرد بقايا حمراء.
لابيس كانت باردة الدماء بشكل كامل.
لو كان هنالك ولو خطأ واحد في دفتر السجلات، إذا فإن الشخص المسؤول، وبدون أي شك سوف يموت في ذلك اليوم. حتى ولو كانت الأرقام تتطابق مع السجلات، بسبب كونها شخصا عمله السابق كان تاجرة، إنها لاحظت هذا النوع من الخداعات بسهولة وإنها حرصت على أن تقتل أي شخص مسؤول. إنه لمن المستحيل خداع لابيس التي كانت عامية والتي إستطاعت أن تصبح مديرة في شركة كيونكوسكا عن طريق الإعتماد على قدرتها فقط.
بما أن الجنود في الأمام لكانوا خائفين من الجنرال فارنيس، وبسبب كون الجنود في الخلد مرعوبين من عقابات لابيس، كل من الجهة الأمامية والخلفية للمخيم لكانت هادئة للغاية.
أصوات الناس وهم يتجاهلون الآنسة فارنيس عن طريق الإدعاء بأنها عاهرة بشرية، جميع تلك قد إختفت. والكلمات التي وبشكل ساخر تقول بأن لابيس لهي مجرد هجينة عامية قد إختفت هي أيضا.
وكل ما كان علي أنا القيام به هو أن أظل في مكاني وأنا مرتاح.
حتى ولو قمت بالعبث من حين إلى أخر، سير الجيش قد تواصل وبدون اي مشكلة على الإطلاق.
عندما رحلتنا قد سبق ومر أسبوع على بدئها، القادة بدأوا بالتكلم وبتفاجئ شديد قائلين بأن هذه أول مرة في حياتهم ليختبروا فيها مسيرة سهلة إلى هذه الدرجة.
عادة، جيش ما سوف يفقد طاقته بشكل تدريجي كلما طالت مدة رحلته وكلما إبتعدت أعينهم من على هدفهم، ولكن جيش جلالته تزداد طاقته كلما إزدادت مدة تقدمه إلى الأمام وكلما أصبح هدفنا أكثر وضوحا، ولهذا فإنهم وأخيرا فهموا معنى كلمات الهالة والحضور الملكي، هذا ما قاله القادة.
أنا، والذي في الواقع كان يعيش حياة مرتاحة وأنا لا أقوم بأي شيء، قد قمت بإيماء رأسي كإجابة على كلماتهم. كل ما كان علي القيام به هو إعطائهم أجرهم في الوقت المحدد، ومعاقبة جندي واحد أو إثنين من حين إلى أخر والجنود كانوا ليقموا بالصراخ هاتفين ‘يحيا جلالته ملك الشياطين دانتاليان’ من تلقاء نفسهم. فارنيس ولابيس هما من يقومان بكامل العمل الصعب، ولكن أنا أحصل على كامل المديح والشكر.
بالمناسبة، هذه هي الطريقة التي يجب إستخدامها للفوز في الحياة.
بونجور–.
وعلى هذا المنوال، أسبوع أخر قد مر.
حقل عملاق للغاية ومفتوح قد ظهر أمامنا.
رفقة صوت ‘كلانغ، كلانغ’، صوت تحطم الأرض المجمدة قد واصل الصدور من جميع الجهات. الجنود كانوا ممسكين بعدة أدوات وهم يحطمون الجليد. خلف الجنود، عدد لا يمكن عده من الخيمات لمتواجدة هناك.
نهر كان يمر من مسافة بعيدة وإنه قد وصل حتى إلى هنا لتخفيه الخيم من ناظرنا.
تيار النهر واصل السيلان وهو في حالته المختبئة خلف الخيم وإنه كان ليظهر من بين خيمة هنا وهناك. وفي كل مكان يمكن رؤيته من النهر، إنه هنالك على الأقل 10 عفاريت وهم يقومون بتحطيم الجليد المغطي على الأرض. هذا لمنظر يمتد حتى الأفاق وما بعدها.
فارنيس قامت بالنظر إلى المنظر في الأفق بعينيها.
“جيش عملاق مكون من حولي 60 ألف…..”
لون جلد الأورك الأزرق، لون جلد العفاريت الأخضر، ولون جلد العملاقة الرمادي قد غطى على المخيم العسكري. إنه كان يزحف بمختلف الألوان. جميع الأشياء كانت مختلطة مع بعضها البعض وجميعها كانت تزحف وكأن ما يوجد أمامنا هوعش للنمل.
أولئك الأشخاص قد كونوا عالمهم الخاص في ذلك المكان.
إنه لعالم أنا وبحق لا أريد الدخول إليه. أنا أردت أن أرفض وبشكل مهذب. أنا مازلت يافع السن بعض الشيء لكي أقبل بأن شيئا مزدحما، يزحف على الأرض، وملتصق ببعضه على أنه بجميل.
“هل حقا عددهم هو 60 ألفا؟ العفاريت هنالك لا يرتدون أي ملابس ولذلك إنهم على الأرجح خدم وليسوا بجنود. هذا لمقلق……”
“سيادتك، وما الذي أنت قلق بشأنه؟”
“بما أنهم قد قاموا بخلط الجنود الذين يمكنهم القتال مع الخدم الذين يساعدونهم، إنه لمن المستحيل أن يكون ذلك جيشا منضبطا بشكل جيد. أنا أخشى أنه وبالرغم من كون أعداد الجنود تبدوا كبيرة، إلا أنه وفي الواقع قوتهم الحقيقية لا تتساوى مع أعدادهم.”
بينما نحن كنا واقفين أمام قوات ملوك الشياطين المتحالفة التي إجتمعت هنا لكي تقاتل ضد البشر، فارنيس قامت بفتح فمها لتتكلم. على ما يبدوا إنها قد إنذهلت بسبب عدد الخيمات التي تغطي على الحقل.
“ولكن، وبالرغم من كل ذلك، أليس هذا بمنظر فخم وبحق؟”
“إنه كذلك.”
أنا قمت بإيماء رأسي.
“هذا المنظر العظيم لهو وبكل حق منظر فخم ويصيب بالإذهال.”
في اليوم الثاني عشر من الشهر الثاني.
نحن قد وصلنا إلى الحقل الموعود.
****************
أووووووه، وأخيرا أنهيت ترجمة وتدقيق هذا الجزء.
بحق هذا الجزء قد أتبعني بسبب كونه مليئا بمصطلحات عسكرية وكلمات ومجازي غريبة.
(فلتتخيلوا شدة فرحتي كون الفصول القادمة هي فصول حرب ومليئة بمصطلحات عسكرية قديمة غامضة وطرق تكلم شخصيات جديدة مختلفة بشكل كامل:((( )
المهم، أتمنى أن يكون الجزء وترجمتي قد أعجبتكم ولو لاحظتم أي أخطاء إملائية فأشيروا إليها في التعليقات لأصححها وإلى اللقاء في الفصول القادمة.
ترجمة: Jaouad AZzouzi.