دفاع الخنادق - 22 - أصوات بدون كلمات
الفصل الأول: أصوات بدون كلمات.
-لنحرق المزيد قليلا.
الكلمات التي قامت بارباتوس بتمتمتها بنبرة خافتة قد تسلقت سلسلة الجبال وقد أشعلت النيران في عدة قرى. منذ بداية فصل الخريف، نحن قد أمضينا وقتنا ونحن نحرق الأودية ونشعل النيران في سفح سلسلة الجبال. بالرغم من أن هذه النيران كانت تبدوا وكأنها تشتعل وتحترق بنفسها، إنها لم تكن مجرد مصادفة أن المناطق التي إشتعلت فيها النيران دائما ما كانت مناطق يتواجد فيها عدة قرى من قرى القطع والحرق. عدة أناس قد إنتهت حياتهم عن طريق الإحتراق حتى الموت.
نحن قمنا بطرح سؤال على بعضنا البعض بنبرة صوت غير مهتمة.
“كم هو عدد الناس الذين قمت بقتلهم اليوم؟”
“أنا أتساءل بشأن ذلك. أنا أظن بأنني قد أحرقت حوالي 30 شخصا.”
“هذا الطفل. أنت مازلت رطبا خلف أذنيك مثل طفل صغير، ألست كذلك؟ أنا قد قمت بحرق 70 شخصا اليوم وهذا أمر قد قمت به وحدي فقط.”
“بالتأكيد. جيد لك.”
تلك كانت طريقة تحيتنا بعضنا البعض.
في بادئ الأمر، النبلاء في مجتمع البشر لم يقوموا بأي شيء سواء مات سكان قرى القطع الحرق أم لا. ساكنة هذه القرى هم أناس من أدنى الرتب. فور مرور الخريف وإقتراب الشتاء، ومع وصول عدد قرى القطع والحرق التي قمنا بحرقها بشكل كامل إلى عدد الثلاثين، جيش البشر بدأ بالتحرك وأخيرا.
فرقة إستطلاع البشريين كانت بطيئة. نحن قمنا بإطلاق أتباع الساحرات وقد قمنا بإستخدامهم من أجل مراقبة قوات البشر. بشكل مفاجئ، القوات البشرية لم تكن تتحرك وهدفها هم إنقاذ العاميون. أي شيء حاول الهرب من النيران الحارقة عن طريق الهرب من الجبل، سواء كان بشريا أو عفريتا، الجيش البشري قام بقتلهم جميعا بدون أي تمييز.
لو قمنا بحرق جانب من سلسة الجبال، جنود الإمبراطورية يتم إرسالهم، ولو قمنا بحرق الجانب الأخر من سلسلة الجبال، الجنود من المملكة يتم إرسالهم. الجيوش بدأت بالتحرك من هنا وإلى هناك بشكل أكبر من العادة. الجنود كانوا يصنعون طريقهم ويمرون من وسط الدخان لكي يجدوا المذنب الذي قام بحرق الجبال وقرى القطع والحرق.
ولكن، الشيء الوحيد الذي كان متبقيا هو الدخان الأسود الذي رحب وبأذرع مفتوحة بفرق الإستطلاع. أنا أتساءل إن كان هذا لأمر يشعر بالوحدة. فرق الإستطلاع بدأت بقطع أنوف جثث القرويين والعفاريت قبل مغادرتهم. جثث مقطوعة الأنوف أصبحت الان تغطي كامل أرجاء الجبال.
“ما هذا بحق الجحيم؟”
بارباتوس إبتسمت إبتسامة ساخرة.
“ما الذي يحاول أولئك الأشخاص القيام به وتحقيقه بحق الجحيم؟”
“إنهم يحاولون إرجاع الأمور إلى ما كانت عليه وكأنه لم يحدث أي شيء.”
“إرجاع الأمور إلى ما كانت عليه؟ ما الذي يحاولون إرجاعه إلى ما كان عليه؟”
“إنهم يحاولون إرجاع شيء لا يمكن إرجاعه. إنه لا يمكنهم القيام بأي شيء بما أن حريق الغابة قد سبق وحدث وإنتشر، ولكن، لو قاموا بالتخلص من كامل شهود العيان الذين رأوا حدث إحتراق الغابة، إذا الامور في ذلك الوقت ستكون وكأن النيران لم تشتعل أصلا.”
“إن من بدأ بحرق هذا المكان لم يكن لا بالعاميين ولا بالعفاريت، لذلك لما هم يقومون بوضع المسؤولية عليهم؟”
“عن طريق وضع المسؤولية على أكتافهم، الجنود يتجنبون اللوم.”
“ولكن، ما الذي سوف يحدث لو أخبر العاميون الملك؟”
“وذلك هو السبب خلف قتلهم جميعا.”
…….في مجتمع البشر، العاميون لا يعتبرهم أي أحد على أنهم مواطنون حتى، ولذلك إنهم لا يملكون الحق بإتهام شخص ما أمام الملك بقيامه بجريمة ما……..هذا أمر أنا لم أقم بإخبارها بشأنه. نظام الرتب في المجتمع لقاس بشكل مماثل حتى في مجتمع الشياطين. أنا، الذي هو حاليا في علاقة مع منبوذة لهو شخص غريب بحق، وبارباتوس التي هي في علاقة مع ذلك الغريب أنا، لهي الأخرى غريبة بحق.
بارباتوس قامت بالتنهد قليلا.
“إنهم أناس لا يمكن فهمهم. وبما أنه لا يمكن فهمهم، إنه لا يمكن التفاهم ولا التواصل معهم. هل جميع البشريون هم مثل ذلك؟”
“معظمهم يولدون وهم كذلك.”
غيمة الدخان المتصاعدة من الرماد والنيران غطت على كامل سلسلة الجبال.
في يوم واحد، بارباتوس قامت بأمر مشعوذة من المشعوذات بأن تقوم بقتل واحد من المستطلعين.
المشعوذة، بعد قيامها بقتل الجندي، قامت بإحضار تقريره لنا. بارباتوس قامت بالعبوس قليلا. التقرير لم يكن مكتوبا بطريقة مشفرة، بل إنه كان مكتوب بشكل عادي للغاية.
-قرى القطع والحرق قد بدأوا بإشعال النيران وهم يقاتلون ضد العفاريت. القرويون يشعلون النيران في مساكن العفاريت، والعفاريت يقومون بنفس الشيء لقرى العاميون. هنالك الكثير من الدخان. إنه لمن الصعب التنفس هنا. سلسلة الجبال تحترق حاليا.
[أضعف ملك شياطين، ذي الرتبة 71، دانتاليان التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 12، اليوم 6، نيفلهيم، قصر الحاكم
تحركات الجيوش البشرية المستمرة من مكان إلى أخر بدأت تبدوا مثيرا للشك في أعين الشياطين. إشاعة قد إنتشرت في عالم الشياطين. إشاعة مختلطة بالشك.
-على ما يبدوا أولئك الأشخاص ينوون تجاوز الجبال ليقوموا بغزونا.
-إنهم يدعون بأننا نحن الشياطين هم من قاموا بنشر الموت الأسود، لذلك أنا قلق من حقيقة أنهم لربما سيستخدمون ذلك كسبب ليجمعوا وليجهزوا جيشا كبيرا.
في الشوارع، الناس لم يكن بإمكانهم التفريق بين الشك والتأكيد.
إشاعة عديمة الأساس على الإطلاق، والتي تقول بأن البشريون هم من قاموا بصنع الموت الأسود ونشره عن عمد، بنية قتلنا قد بدأت بالإنتشار. هنالك أناس إعترضوا على ذلك عن طريق قول ‘يا لها من كلمات مليئة بالهراء. نحن لسنا بألهة، لذلك كيف يمكن للناس أن يصنعوا وباءا؟’ وليقوموا بتجاهل الأمر على أنه مجرد إشاعة زائفة.
ولكن، وبالرغم من أن البشريون لربما لم يقوموا بصنع الموت الأسود، إنهم كانوا مصدقين للغاية بأننا نحن الشياطين قمنا بصنعه على أي حال. وبسبب هذا، كان هنالك بعض الحقيقة في كلمات أنه يجب علينا أن نكون حذرين من الأن فصاعدا. على أي حال، البشريون بحاجة إلى شيء ما ليوجهوا إنتقادهم في جهته. إنه بإمكانهم توبيخ الممالك المجاورة لهم، ولكن، ذلك لأمر سيكون عديم النفع. إنه بإمكانهم أن يحقدوا على الآلهة ولكن، ذلك لأمر لا أمل منه. البشريون قاموا بالعض على أسهل شيء يمكنهم إنتقاده، أسهل شيء ليلوموه، وأسهل شيء ليحقدوا عليه: الشياطين. بما أن أباطرتهم، ملوكهم، ونبلائهم لن يريدوا أن يتم مضغهم بشكل كامل، إنهم قاموا بتمرير كامل المسؤولية إلينا نحن الشياطين. وبالرغم من كل شيء، لا أحد كان بإمكانه الرد عندما يتم طرح سؤال ‘ومالذي سوف يقومون به بشأن هذا إذا’.
إن ذلك لشيء ملوك الشياطين هم من سيقرروه، وليس أناس دنؤوا المكانة والرتبة مثلنا……..هذا هو رأي العامة. في الساحة الفارغة والخالية كليا من أية أجوبة، الناس تجمعوا يوما تلو الأخر وهم يكررون نفس الكلمات التي كرروها البارحة. أنا قمت بإرسال جواسيس وقمت بالتحكم بتحركات الإشاعة.
فور إمتزاج الإشاعة عديمة الأساس بالإشاعة الزائفة، محتوى الكلمات لم يعد مهما بعد ذلك، الأمر الذي أصبح مهما الأن هو شدة قوة الصوت خلف هذه الإشاعة ودرجة علوه.
‘منذ مدة طويلة للغاية، البشريون دائما ما كانوا عرقا من البربريين الذين لا يمكن التفاهم معهم، ولذلك إنه يجب علينا نحن، الشياطين، أن نقوم بإبادتهم قبل أن يحاولوا العبث معنا’، هذه هي الكلمات التي كانت تعلوا فوق جميع الكلمات الأخرى بصوت مدوي.
الأصوات فاضت من منتصف الساحة إلى الشوارع وإلى الأسواق بعد ذلك، ومن الأسواق إلى الأزقة. حتى، وفي النهاية، الأصوات قد فاضت إلى قلاع ملوك الشياطين.
-أقتلوا كامل البشريين!
الصرخات قد وصلت حتى إلى غرفة الإجتماع.
ملوك الشياطين كانوا مجتمعين حاليا في قصر الحاكم في مدينة نيفلهيم وإن معظمهم لكانوا يصرخون حاليا. ملوك الشياطين ذي الرتب المنخفضة أصدروا أصوات مرتفعة وهم يصرخون بينما ملوك الشياطين ذي الرتب العالية ظلوا صامتين فقط. على ما يبدوا ملوك الشياطين ذي الرتب العالية يريدون الإنتظار إلى أن ترتفع الأصوات وإلى أن تصل إليهم من الأسفل بشكل طبيعي.
-إنه فصل الشتاء الأن، لذلك كيف تتوقعون منا أن نقوم بتجنيد جيش حاليا؟
-إنه لربما سيكون هذا أمرا صعبا علينا في الشتاء، ولكنه سيكون أمرا أصعب بالنسبة للبشريين الضعفاء. وبسبب هذا الشتاء هو أفضل وقت بالنسبة لنا لكي نغزوا فيه. والأفضل من هذا هو أنه في هذا الوقت، الأنهار ستكون قد سبق وتجمدت، ولذلك إنه لن يكون هنالك أي شيء ليعيق طريقنا وتقدمنا.
-جنودنا سوف يتجمدون جميعا حتى الموت قبل أن نستطيع تجاوز الجبال حتى.
-محاربونا لهم بشجعان أقوياء، ولهذا إنهم لن ينهاروا تحت شيء ضعيف مثل رياح الشتاء فقط!
-تلك لكلمات محقة للغاية!
-ولما لا تنظرون إلى هذا؟ على ما يبدوا، إنه لأمر معتاد للغاية بين أعضاء حزب السهول، ليتعلموا كيف ينبحون مثل الكلاب قبل أن يتعلموا كيف يفكرون أولا.
-أنا بحق لست متأكدا بشأن ذلك. ولكن، أنا أجيد وبحق طريقة ضرب إبن عاهرة قليل الأدب مثلك مثل الكلاب.
-أنتما هناك، صمتا.
إنه مازال لم يظهر هنالك أي منطق في الأصوات بعد. إن كنا لنبدأ بالحرب، فإذا أين ومتى سوف نقوم بذلك الأمر؟ وإن لم نكن لنقوم بخوض الحرب، إذا ما هو السبب خلف قيامنا بذلك؟ وما الذي سوف نقوم به بشأن المؤن؟ما الذي سوف نقوم به بشأن الموارد المالية العسكرية……..؟
الأصوات كانت مشوشة وكأنها كانت مدفونة تحت الدخان. فقط وبعد أن يتناقش ملوك الشياطين لمدة طويلة للغاية من الوقت، الأصوات سوف تبدأ بالتجمع قطعة تلو الأخرى إلى أن تشكل برجا عملاقا، متخذة شكل خمسة من ومتى واحدة، وبعد ذلك وأخيرا لتكون كلمات واضحة. قادة كل حزب من الأحزاب كانوا يبدون وكأنهم يريدون النقاش وهم واقفون على قمة تلك الأبراج، في القمة حيث الدخان لواضح من عليها.
(خمسة من، وواحد متى: هي أسئلة معروفة بالأسئلة الستة للخبر.)
-نحن إجتمعنا هنا من أجل التحدث أليس كذلك؟ أم هل نحن قد تجمعنا هنا فقط لنبقي أفواهنا مغلقة؟ فور نفاذهم من الأشياء التي يمكنهم التحدث بشأنها، إنهم في ذلك الوقت سيظلون صامتين حتى ولو أرادوا مواصلة التحدث.
-حتى ولو كان جنودنا قادرين على تحمل برودة الشتاء عن طريق الإعتماد على قوة إرادتهم، ما الذي سوف تقومون به بشأن الحصول على المؤن؟ حتى ولو حصلنا على المؤن عن طريق نهب النهب والسرقة، كيف تخططون للتعامل مع الوباء؟ أنتم لربما جميعكم شجعان، ولكن، نطقكم كلمات مبالغ فيها يجعلكم تبدون كمتهورين للغاية فقط.
-ما الذي تتحدث عنه؟ قل ما تريد قوله بطريقة أبسط لكي نستطيع الفهم.
-لو هنالك أشخاص يمكنهم فهم الكلمات الصعبة، فإنه وأيضا، هنالك أشخاص لا يمكنهم فهم ولا حتى أسهل الكلمات. ولهذا، هذه ليست بمشكلة من جهتي، بل إنها معضلة في ذكائك. وإن كنت لأتكلم بطريقة أبسط وأوضح، فإنني سوف أقول بأنه حتى شخصيتك لهي بمشكلة هي أيضا.
-الأن أنا قادر على الفهم قليلا.
-أنتما الإثنين هناك، رجاء أصمتوا قليلا.
-أنت أخبرتنا بأن نتحدث منذ قليل، ولكن الأن أنت تخبرنا بأن نصمت؟ أنا لا أفهم هذا. هذا الرجل لبحق يتحدث بشكل مغفل كما يريد.
-أنت محق في ذلك. أو، ولربما، إنه يأمرنا بأن نخرس لكي يستطيع هو التحدث لوحده؟ ياله من شخص سيء. هاي، بالرغم من كيف ما أبدوا، أنا مازلت ذي الرتبة 12 زيبار، وما هي رتبتك أنت؟ هل أنت أعلى مني؟
-هذا لخطئي أنا. أنت محق في كلماتك. أنا لست متأكدا بشأن الأخرين، ولكنه هنالك حاجة ضرورية لكي يصمت كل من سيتري وبيليث. لو كان ليبدأ كل من الرأس الحجري لحزب الجبال والرأس الحجري لحزب السهول بالتحدث معا في نفس الوقت، في ذلك الوقت الأمور سوف تصبح مزعجة وفوضوية فقط. على هذا المنوال، الجميع سوف يصابون بصداع مزعج فقط.
-هل ذلك الشخص هناك لربما قد قال بأنني لغبية؟
-إنه لمن المريح رؤية أنك قادرة على فهم ذلك كونني لم أكن أقصد أي شيء أخر من غير ذلك.
-هاي، ما الذي تتحدثون عنه حاليا؟
-ذلك ليس من شأنك.
الإجتماع قد تواصل طوال الليلة بأكملها.
بما أن الرأي العام نادرا ما تجمع معا، الكلمات إجتمعت قليلا مثل الدخان للحظة من الزمن، ولكن بعد ذلك إنها تفككت لتنهار مجددا. الدخان والضباب الذي قمنا أنا وبارباتوس بصنعه منذ بادئ الخريف قد تجاوز سلسلة الجبال، مزعجا أمن الحدود وليتجمع الأن في غرفة إجتماع ملوك الشياطين. أعينهم كانت مغطاة بالضباب. القمة لم يكن بإمكانهم رؤيتها. وإنه لم يكن هنالك أي علامات على أن كلماتهم سوف تخترق الضباب في أي وقت قريب. ملوك الشياطين ذي الرتب العالية ظلوا جالسين بصمت لمدة أطول من ستة ساعات.
“هذا ليكفي.”
قائدة حزب الجبال، ملكة الشياطين بايمون قامت بفتح فمها.
“رجاء، جميعا، فلتتوقفوا قليلا. جميعكم، ألا تحسون بالدوار وببعض التعب؟ هذه السيدة بكل تأكيد تحس بذلك. بما أنه لا أحد يولي أذانه لكي يستمع إلى كلمات الأخرين، المحادثات لا يمكن مشاركتها، وبما أن المحادثات لا يمكن مشاركتها، إننا لا نتجمع، وبما أننا لا نجتمع، نحن لا نقدر على التحرك، وبسبب هذا نحن نصبح عالقين. أين هذا المكان؟ إن لهذا أمر يخنق الأنفاس بحق.”
غرفة الإجتماع أصبحت هادئة ومتجمدة.
ملوك الشياطين الذين كانوا يتبادلون الشتائم حتى الأن، قد قاموا الأن بإغلاق أفواههم أمام ذي الرتبة التاسعة بايمون. بدل عدم إمتلاكهم أي كلمات ليردوا بها عليها، إنهم كانوا يبدون وكأنهم خائفون من الرد أكثر من أي شيء.
في وقت سابق، بايمون حاولت إتهامي بجريمة في هذا المكان نفسه وإنها قد تعرضت لهزيمة كارثية. وبالرغم من أن سمعة بايمون لربما قد سقطت بسبب تلك الحادثة، إنها مازالت تقود أكبر عدد من ملوك الشياطين. الناس يشيرون إلى بايمون ومجموعتها على أنهم حزب الجبال.
ملوك الشياطين الذين ينتمون لحزب الجبال قد قاموا ببناء قلاعهم في أعمق الأماكن في الجبال ليمنعوا البشر من الإقتراب منهم بسهولة. وهذا قد نتج في إسمهم ‘حزب الجبال’. مكان من الصعب للقوات البشرية بالإقتراب منه، وإنه أيضا مكان من الصعب لقوات الشياطين أن تغادر منه. إنه لمسالم للغاية. بشكل طبيعي، بما أنه من الصعب لا الدخول ولا الخروج، عدد الصراعات لصغير للغاية. ملوك الشياطين من حزب الجبال لمترددون في خوضهم حربا ضد جيوش البشر. بالنسبة لهم، جبنهم هو فقط مجرد تداول وتشاور بالنسبة لهم، وبسبب هذا حرب عملاقة لأمر يعارضون عليه فورا.
بالنسبة لبايمون ومجموعتها، إنهم يحمون سلام الشياطين بأفعالهم هذه.
ولكن، وإعتمادا على نظرية سقراط، الإسم حزب الجبال لإسم أصله هو شيء مختلف بشكل كامل. إنه قد تمت تسميتهم بحزب الجبال بسبب كون صدر بايمون عاليا وفخما مثل الجبال. بايمون، رفقة جبليها الضخمين، تحمي ملوك الشياطين، وملوك الشياطين يخضعون أمام غرائزها الأمومية. سقراط قد أشار إلى بايمون ومجموعتها على أنهم حزب الثديين الكبيرين.
بونجور جميعا—.
بايمون قامت بالتكلم.
“وأين هو، أين هو الدليل على أن جيوش البشريين سوف تغزوا أراضينا؟”
-…….
“لقد فهمت. ليس هنالك أي دليل. إن لم يكن هنالك أي دليل على أن جهتهم سوف تهاجم جهتنا، إذا وبأي سبب نحن سوف نقوم بمهاجمتهم من جهتنا أولا؟”
-………
“جميعا. أناسنا لمتعبون بسبب الوباء. بدل البحث عن تبريرات لغير موجودة، نحن يجب علينا تقوية شأوننا الداخلية وتنمية مدخولنا الناقص.”
“وااااو-. هاي، هاي، ولما لا تنظرون إلى هذه العاهرة معدومة الأفكار وهي تتكلم؟”
قائدة حزب السهول، بارباتوس قامت بالتكلم.
بارباتوس ومجموعتها من الأتباع يعيشون في قلاع ملوك شياطين مبنية على سهول مفتوحة. البشر والشياطين قد تقاتلوا بدون نهاية من أجل الأرض الخصبة. قبل أن يتعب الناس من المعركة الدائمة، جيل جديد يولد وإنه يرث المعركة من أسلافهم ولتتواصل المعركة. الحرب تتكرر. وبشكل مختلف عن الناس الذين يستطيعون تمرير معركتهم إلى أحفادهم، جيل جديد لتمرر إليه الأرض الحرب الانهائية التي تحدث عليها لغير موجود. الأرض ظلت في مكانها وإنها واصلت تلقي ندوب متواصلة من المعركة. لمئات السنين، الأرض قد كررت عملية تلقي الجروح والندوب لتعالج نفسها. وبعد مرور 300 سنة، الأرض ما عادت تملك الخصوبة لتمنوا عليها ولو حتى بذرة واحدة من القمح. الأرض قد إلتقت بقدرها ونهايتها، ولكن الحرب تواصلت.
بارباتوس وعصابتها الذين يواصلون هذه المعركة الغير منتهية تتم الإشارة إليهم بإسم حزب السهول.
ملوك الشياطين في حزب السهول يحاولون إيجاد شيء ما في أرض ما عادت تملك أي شيء لتقدمه لهم. مثل إدعاء المتسولين بأن الفقر لهو بصدق، والرهبان بأن الضعف لهو لطف، ملوك الشياطين قد غيروا ‘عدم إمتلاك أي سبب ليتقاتلوا’ إلى ‘عدم الإحتياج إلى سبب ما لكي يتقتالوا’. بالنسبة لهم، الحرب بنفسها لأمر مقدس.
بما أننا لا نملك أي شيء، نحن بحاجة إلى أن نملك شيء ما، هذا هو منطقهم. أليسوا مجموعة من الناس والذين يملكون عدة براغي مفكوكة في عقولهم؟
ولكن، وطبقا لفرضية كارل ماركس، الإسم حزب السهول لهو صادر من شيء لا علاقة له على الإطلاق بهذا. إنه قد تمت تسميتهم بإسم حزب السهول بسبب كون صدر بارباتوس مسطحا وفسيحا مثل السهول العظيمة. مثل حقل مفتوح، بارباتوس تقبلت كامل ملوك الشياطين، وملوك الشياطين قد تأثروا بشدة من درجة تقبلها. كارل ماركس قد أشار إلى بارباتوس وعصابتها بإسم حزب الصدر المسطح.
هذا لجيد، جيد للغاية وبحق– (يقولها بالفرنسية.)
“أوه، أنظروا إلى مجموعة القرويين هذه. هل أنتم جميعا تخططون لكي تشاهدوا بصمت هذه العاهرة وهي تتفوه بهراء مثل ذلك؟ برؤية أن وجها القذر لمزعج للغاية، ذلك يعني أنه ليس هنالك أي أفكار في كلماتها، وبرؤية أنه ليس هنالك أي أفكار في كلماتها، ذلك يعني أنه ليس هنالك أي دماغ في جمجمتها، وبرؤية أنه ليس هنالك أي عقل في جمجمتها، ذلك يحول هرائها العادي الذي تتفوه به إلى غائط هرائي من الدرجة السماوية. إن لم تقوموا بإيقاف تلك العاهرة الان وفورا، فإنها من نوع العاهرات التي سوف تصبح مغرورة للغاية بنفسها وبشأن السماء والأرض وليجن جنونها من جميع الجهات.”
“……..”
بايمون قامت بإطلاق تنهيدة عميقة.
إنها كانت تحمل تعبير على وجهها، تعبير يقول بأنها كانت تتوقع هذا.
مخفضة نظرتها التي كانت مركزة على السقف، بايمون قامت بالرد.
“يا لك من مسكينة بحق. لو كان وجه هذه السيدة بمزعج إذا فذلك لأمر يمثل قلة الذكاء في عقلك، وإن كانت كلمات هذه السيدة لعديمة الفكار، ألن يمثل ذلك إلى أي درجة حياتك لا تحمل أي معاني أو إجابات؟ بما أن عيش حياة بدون معنى أو إجابات لأمر مثير للشفقة، لما لا تقومين بقتل نفسك فورا وفي هذه اللحظة؟…..أوه، يا عزيزتي، هذه السيدة تعتذر. إن كنت لتقومي بالإنتحار فإن ذلك سيعني بأنك أدركت إلى أي درجة حياتك لا معنى لها وإلى أي درجة هي عديمة الإجابات، ولكن، إنه ليس هنالك أي ذكاء في عقلك يا بارباتوس، لذلك من المستحيل حدوث ذلك الامر، أليس كذلك؟ هذه السيدة نسيت بشأن ذلك للحظة من الوقت وأنا أعتذر.”
أنا أردت وبشدة أن أنهض من الكرسي الذي أجلس عليه أنا حاليا ولأبدأ بالتصفيق بشدة.
بحق وبدون أي شك، إنهما بايمون وبارباتوس.
هذا لأمر بحق كان يستحق تحملي ضجري لمدة ستة ساعات وأنا أعيد مشاهدة أفلام إباحية في عقلي.
أنا عشت ومازلت على قيد الحياة فقط من أجل رؤية هاتين الإثنتين وهما يتجادلان.
إنهما يجيدان طريقة الشتم بشكل جميل. بشكل مماثل لصدر بارباتوس المسطح، لغتها القذرة كانت منتشرة بشكل غير متوازن هنا وهناك، وطبقا لصدر بايمون المليء، شتائمها كانت محنية بشكل غير مباشر. كلا الطرفين لا يملكان ثديين طبيعيين. الأمور بحق هي هكذا. إنها ليست بصدور عادية………
………
ألست أنا محقا؟
أم ربما مقدرتهما هي الأمر الغير طبيعي، وليس صدريهما؟
أم، وهل ربما شيء مثل ذلك لا يهم؟
أنا أحسست وكأن كل شيء أمامي يدور قليلا. هذا لأمر غريب. لو قمت بإستثناء صباح اليوم، حيث أنا والآنسة فارنيس قمنا بإمضاء وقتنا في تناغم ونحن ندخن معا، أنا لم أقم بأي شيء أخر طوال اليوم. أه، هنالك شيء أخر إستمتعت به لمدة قصيرة للغاية من الوقت قبل مجيئ إلى غرفة الإجتماع هذه.
حسنا إذا، هنالك أيام مثل هذه من حين إلى أخر.
أديوس–.
ماديموزيل–.
“الحرب هذه المرة ليس بأمرا يمكننا النقاش أو التفاوض بشأنه.”
بايمون قامت بالتكلم.
“هذه ليست بحرب داخلية نتشاجر فيها نحن ضد بعضنا البعض ونقوم بعض أنفسنا، بل إنها حرب عملاقة ضد كامل عرق البشر. ألاف الناس سوف يفقدون حياتهم، والمئات من الألاف سوف يصابون. رجاء إوزنوا ثقل هذه الأعداد. هذه ليست أرواحا يمكن التعامل بها بدون أي مبرر مقنع.”
“هيييييه، إذا أنت تقولين بأنه لو كان لدينا مبرر، إذا فإن الحرب لممكنة؟”
“ذلك لشيء لنقرر بشأنه عندما يحين الوقت. هذه الآنسة تقول بأن تقدموا الدليل أولا. لو لم نهتم بشأن هذا الأمر أولا، النقاش بشأن خوض حرب الأن سيكون أمرا عديم النفع.”
بارباتوس قامت بالإبتسام.
“البشريون كانوا يتحضرون للحرب منذ بداية فصل الخريف.”
“والدليل؟”
“بدون إعارة أي إهتمام للحدود، البشريون كانوا يجولون الجبال السوداء. لو قاموا بالعبور من سلسلة الجبال، إنهم سوف يكونون في مناطقنا بشكل مباشر. البشريون يخططون لتنظيف الطريق بشكل كامل قبل أن يعبروا من أجل القيام بحملة غزو شاملة.”
“وما الذي تقصدينه ‘بتنظيف الطريق’……..؟’
“هنالك قرى يعيش فيها الأورك والعفاريت في سلسلة الجبال. فرسان البشر يحرقون كل واحدة من تلك القرى. وما الذي تظنين بأنه السبب خلف فعلة مثل هذا؟ إنهم على الأرجح يتخلصون من كامل العوائق المثيرة للإزعاج في الجبال التي ينوون العبور منها.”
بارباتوس قامت بالتكلم بثقة.
هذه لبكذبة.
المسؤولون عن إشعال النار في سلسلة الجبال لهم بارباتوس وأنا.
قوات البشر فقط يتبعوننا نحن وهم يحاولون المرور من غيمات الدخان التي قمنا بصنعها. إنهم فقط يقومون بالتخلص من مساكن الوحوش وهم يطاردون خلفنا. بين الخريف والشتاء، قرى بعيدة ومعزولة قد تم تدميرها ومساكن عدة وحوش قد تم تحطيمها. بينما نحن كنا نقطع طريقنا من بين داخل الدخان، نحن واصلنا لعب لعبة غميضة مع قوات البشر. ملوك الشياطين الأخرين لم يستطيعوا رؤية ما يوجد خلف غيمات الدخان المتصاعدة من سلسلة الجبال. وبكذبة متقنة، بارباتوس كانت تجر غيوم الدخان تلك، غيوم الدخان التي لم يستطع ملوك الشياطين إخترقها بأعينهم، إلى غرفة الإجتماع.
-أوهو، بعد كل شيء، الجبال السوداء لهي نقطة إستراتيجية مهمة حتى ومقارنة مع جميع النقاط الإستراتيجية الأخرى.
-إنه لمن المقلق وبحق أن البشريين متواجدون حاليا في المدخل المؤدي للطريق إلى أراضينا.
-يا لكم من أشخاص غرباء. ما الذي يمكنهم كسبه من بدأ حرب ضدنا؟
-حقيقة أن البشريين لهم مجرد مغفلين أغبياء ليس بأمر جديد على الإطلاق. الأناس الذين كانوا مغفلين البارحة سوف يظلون أناسا مغفلين حتى بعد غد.
-ولكن، أنت مغفل معظم الوقت ومن حين إلى أخر أنت تكون ذكيا، أليس كذلك؟ أنا أحس بتناقض شديد بشأن حقيقة إن كنت غبيا أم لا. وبكل صراحة، فقط حقيقة أنني أفكر بشأن هذا الأمر على الإطلاق يجعلني أصدق في حقيقة أنك مجرد غبي أكثر فقط.
-ذلك لدليل على أنني في الواقع ذكي للغاية. فمثلا، نقطة سوداء على قطعة بيضاء من الورق تظل نقطة سوداء مهما حدث، لذلك لو شخص مغفل من حين إلى أخر يتصرف بذكاء من حين إلى أخر، ذلك فقط يعني بأنهم أذكياء. ولهذا وبسبب ذلك، أنا حكيم وذكي.
-فقط ما الذي تتحدثون عنه الأن؟
-ذلك ليس من شأنك.
ملوك الشياطين قاموا بالتحدث بتلعثم وكأنهم مجموعة من الناس الأعمياء.
“………”
بايمون قامت بالتحديق في جهة بارباتوس بنظرة شك وتدقيق. أعينها كانت حادة. إنها كانت تملك القوة لكي لا يصيبها الدوار من الأصوات الشبيهة بالدخان ولتحدق مباشرة في جهة الشخص أمامها. وبدل تلقي ذلك النوع من النظرات بشكل مباشر، بارباتوس قامت بتركها تمر من جانبها فقط.
“إنه لم تتم مهاجمة فقط القرى في الجبال. دانتاليان هنا بنفسه قد تمت مهاجمته من قبل الجنود الإمبراطوريون من إمبراطورية هابسبورغ وقد فقد قلعة ملك الشياطين الخاصة به.”
“دانتاليان قد حدث له ذلك……..؟”
بايمون قامت برفع حاجب من حواجبها.
إنها كانت تبدوا وكأنها قد سمعت إسما غير متوقع في موقف ومكان غير متوقعين على الإطلاق.
بايمون إلتفت لتنظر إلي. حتى ملوك الشياطين الذين كانوا يثيرون ضوضاء كبيرة منذ عدة لحظات، إلتفتوا جميعهم إلي الأن في أن واحد. أنا إستطعت الإحساس بعدة أعين علي صادرة من مختلف الأماكن في غرفة الإجتماع. إنها أعين وحوش. لو كنت لأخفق في إجابتي هنا والأن ولو قليلا، فإن تلك العيون سوف تتحول إلى أفواه سوف تمزقني إلى قطع صغيرة.
“دانتاليان، هل كلمات بارباتوس لحقيقية؟”
“نعم. إنها حقيقية وحقيقة لا يمكن إنكارها. جيش المارغراف فون روسينبورغ قد قام بتدمير وتحطيم قلعة ملك الشياطين الخاصة بي.”
“ومتى حدث هذا بالتحديد؟”
“هذا حدث فيما بين اليوم 16 من الشهر التاسع واليوم 17 من الشهر التاسع في هذا العام. وفي خلال ثلاث معارك متتالية، أنا قد خسرت في معركتين وبالكاد قد فزت مرة واحدة. جيش المارغراف قد إستخدم البارود لكي يدفن قلعتي. وبكل صراحة، بما أن قلعة ملك الشياطين الخاصة بي قد تم تدميرها، إن الفوز الأخير الذي حصلت عليه في النهاية لا يمكن إعتباره كفوز حتى في النهاية…….”
أنا قمت بوضع إبتسامة مرة على وجهي.
“وكم كانت أعدادهم؟”
“على الأقل 2000. وعلى أكبر تقدير 3000. إنهم لم يكونوا مجرد جنود تم تجنيدهم بشكل إرغامي. إنهم كانوا من النخبة. بعد إستجوابي واحدا من السجناء، إنهم إعترفوا بحقيقة أنهم جنود قد تم توظيفهم.”
“………….أليس هنالك أي أخطاء فيما تقوله؟”
“أنا قد إستخدمت الجنود المعينين هنا في نيفلهيم لأقاتل ضدههم وضد المارغراف. إنه على الأرجح يوجد بالقرب من هنا عدة جنود قد قاتلوا بجانبي في ذلك اليوم، ولهذا إنه يمكنك إستجوابهم بشكل شخصي لو أردت. الكلمات التي سوف يقولونها والكلمات التي أقولها أنا لن تكون بمختلفة.”
غرفة الإجتماع قد أصبحت وبشكل مفاجئ خناقة قليلا. جيش البشر قد سبق وتم إرسالهم مرة واحدة مسبقا. ملوك الشياطين قد أصابهم الذعر قليلا بسبب هذه الحقيقة.
“أنا قمت بإستجواب السجناء عن سبب غزوهم قلعتي وإنهم قد إعترفوا بكل شيء. أنه طبقا للمارغراف، الشياطين هم من قاموا بنشر الموت الأسود، وأن العلاج للوباء لمخزن بكميات هائلة في قلاع جميع ملوك الشياطين. وبسبب هذا، لو أراد البشر النجاة ومواصلة العيش، إنهم لا يملكون أي خيار سوى مهاجمة ملوك الشياطين…….”
“………”
“كامل ما أقوله الأن لهو بحقيقة كليا. في بادئ الأمر، أنا إعتقدت بأنني الوحيد الذي تمت مهاجمته. ولكن، وبشكل مفاجئ للغاية بالنسبة لي، ألم تكن جيوش البشر تجول بالقرب من سلسلة الجبال؟ متوترا وقلقا بسبب هذا، أنا أبقيت أعينا مراقبة على جيوش البشر منذ بداية الخريف. قوات إمبراطورية هابسبورغ الملكية، قوات من مملكة تيوتون، وجنود من مملكة ليتوانيا-البولندية……… القوات البشرية قامت بتجاهل الحدود وليقوموا بإشعال النيران في الجبال بشكل كامل. إنهم على الأرجح قد توصلوا إلى إتفاق ما بينهم بشكل سري. والأكثر من هذا، والأمر المقلق أكثر، هو حقيقة أنهم لربما قد سبق وكونوا تحالفا بين بعضهم البعض………..”
غرفة اللقاء قد تجمدت. رياح الشتاء من خارج القصر قد مرت من الجدران لتصل حتى هذه الغرفة. شخص من الحشد لم يقدر على تحمل الصمت، وبسبب هذا إنه قام بالبصق على الأرض. وبادئا بهذا، عدة ملوك شياطين بدأوا بالسعال من أجل تنظيف حلقهم. حلقهم كان قد سبق وإمتلأ باللعاب.
-هل البشريون يحاولون بدأ حرب أخرى؟
-أخر حرب عملاقة قد حدثت منذ 150 سنة، وبسبب هذا إنه قد حان الوقت لحرب جديدة أخرى.
-لو تتحدثون عن الدخان المرتفع من الجبال السوداء، أنا من حين إلى أخر رأيت ذلك الدخان أنا أيضا.
-ماذا؟ ولما أنت قررت الإنتظار حتى الان لتخبرنا بشأن هذا الأمر؟
-حرائق في الغابات تحدث بشكل كبير أثناء الخريف، لذلك إنني لم أضع الكثير من الأفكار في هذا الأمر.
-إذا فلتحاول من الأن فصاعدا العيش وأنت تفكر قليلا.
-أنا لربما أعيش بدون التفكير كثيرا، ولكن أنت تعيش بدون أي أم. بما أننا متشابهين في حقيقة أن كلينا نحن نعيش بدون شيء ما في حياتنا، فقط قم بغض النظر عن هذا الأمر.
-هذا الوغد الشبيه بالمعزاة!؟
هؤلاء الأشخاص، على ما يبدوا، موتهم تحت أيدي البشريون لأمر إستحقوه، هاه!
في خط الزمن الأصلي، كامل ملوك الشياطين سوف يتم القضاء عليهم جميعا في غضون الثلاثين سنة القادمة. أنا لم أكن قادرا على معرفة هذا عندما لعبة اللعبة من وجهة نظر البشر، ولكن وبعد رؤيتي ملوك الشياطين بشكل شخصي، أنا فهمت وأدركت الأمر. هؤلاء الناس لن ينفعوا على الإطلاق.
على الجهة الاخرى من الجبال، البشريون حاليا يطورون مجتمعهم عن طريق نظام الفيودالية وسلطة ملكية مطلقة، ولكن هؤلاء الأشخاص المسمون بملوك الشياطين يقومون بأمور شبيهة بتصرفات القبائل. بالرغم من أن ذي الرتبة 14 وذي الرتبة 9 يتجادلون وكأنهم على أحصنة عالية، إلا أنه ولو قمت بالنظر إلى الأمر من وجهة نظر واقعية، هذا لنظام مكون من 72 قبيلة مختلفة يقودها ملوك الشياطين من ذي الرتبة 1 حتى ذي الرتبة 72. ملوك الشياطين هم ملوك وملكات فقط في الإسم، ولكن، وفي الواقع إنهم أقرب لكونهم قادة قبائل.
30 سنة.
حد زمني بثلاثين سنة كأقصى حد.
العد التنازلي قد بدأ. قبل أن يتجاوز العد التنازلي نقطة معينة، إنه لمن الضروري تحطيم نفوذ البشر بشكل كامل. الرعد قد سبق وضرب الأرض ولكن هؤلاء الناس فقط مازالوا لم يسمعوا صوت البرق.
“جميعكم. بالطبع، أنا مجرد ملك شياطين يافع صغير ذي الرتبة 71. ولكن، وبالرغم من ذلك، حتى أنا قادر على رؤية بأعيني هذه أن موقفنا لجدي وحرج……نحن يجب علينا أن نتجهز للحرب. إن لم نقم بالتجهيز، فإنه على الأقل نحن يجب علينا أن نكون حذرين ويقظين. أليس هذا هو القرار المناسب؟”
والأن إذا، فلتقبلوا عرضي بإطاعة.
لو تم ترككم لوحدكم، أنتم جميعا سوف تموتون وسينتهي أمركم. لو إنهرتم أنتم، إذا فإن نفوذ الشياطين سوف تضعف وأنا أيضا سوف أقع في هاوية الخطر. نحن مجموعة تتشارك دربنا ونهايتنا.
حتى أنتم جميعا على الأرجح لن يعجبكم الأمر لو وصلت نهاية حياتكم بسرعة على يد سيف البطل. أنا سوف أجهز ساحة حرب مناسبة للأناس ذي مكانة ملك شياطين. لا تقلقوا ولا ترفضوا…….
“الأناس الذين هم مستعدون سوف ينتصرون، والأناس الذين هم حذرون لن تتم هزيمتهم. أنا خسرت قلعتي بسبب كوني غير مستعد ولأنني لم أكن حذرا. رجاء، جميعكم، أنا أطالب منكم أن لا ترتكبوا نفس الخطأ الذي إرتكبته أنا…….”
[عشيقة الملك، ذي الدماء المختلطة، لابيس لازولي، التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 12، اليوم 6، نيفلهيم، قصر الحاكم
الأناس الذين هم مستعدون سوف ينتصرون، والأناس الذين هم حذرون لن تتم هزيمتهم، لذلك رجاء لا ترتكبوا نفس الخطأ الذي إرتكبته أنا………
كلمات جلالته لمجهزة بطريقة جيدة للغاية.
بالرغم من أنه قام بالكشف عن منطق مهم في كلماته، إلا أنه لم يقم بإستخدام ذلك المنطق ليهاجم الأخرين. إنه قام بذكر تجربته السابقة وفشله، ولكنه لم يظل كثيرا هناك. كلماته لعدائية، ولكن، وبالرغم من هذا، نبرة صوته للطيفة. ولهذا السبب، إنها لجميلة بحق.
ملوك الشياطين الأخرين قاموا بإيماء رأسهم. حزب السهول قد وافقوا على فكرة التجهيز للحرب، بينما حزب الجبال قد إتفقوا على فكرة أنه يجب عليهم أن يكونوا حذرين.
إنها على الأرجح أحست بشعور خطر محدق كون الجو في الغرفة بدأ يتجه في ناحية الإتفاق على الحرب. المؤيدة والمناشدة بالسلام، بايمون، قامت بالتقدم إلى الأمام.
“دانتاليان. هذه السيدة، هي أيضا تحس بحزن وندم شديد بسبب تعرض قلعة ملك الشياطين الخاصة بك لهجوم.”
ملوك الشياطين قاموا بالإلتفات إلى بايمون وإنهم قاموا بالتركيز بشكل كامل عليها وعلى جلالته وعلى ما سيحدث بين هذين الإثنين. جلالته دانتاليان وبايمون قد سبق وإصطدما ببعضهما البعض مرة سابقة في الماضي. في ذلك الوقت، بايمون قد تعرضت لخسارة محطمة. كيف ستنتهي الأمور هذه المرة؟ هذا هو نوع جو الترقب الذي كان يملأ الغرفة حاليا.
“ولكن، إنه لمن الصعب لكي نجهز أنفسنا لكي نبدأ حربا شاملة ولكي نحول كامل العرق البشري إلى أعدائنا، فقط بسبب حقيقة أنه أنت لوحدك قد تمت مهاجمتك. هذه السيدة سوف تساعد في إعادة بناء قلعتك، لذلك…….”
جلالته قام بالإبتسام.
“أيتها الآنسة بايمون، شكرا جزيلا لك على عرضك، ولكن أنا سوف أرفض. أنا لا أشعر بأي ندم تجاه حقيقة أنني قد فقدت قلعتي الخاصة. وفي حالة الإحتمالية الصغيرة بأنني قد أحسست بالندم ولو قليلا بسبب تلك الحادثة، مناسبة إستعارتي أنا يديك أنت، الآنسة بايمون، في إعادة بناء قلعتي، لأمر لن يحدث أبدا.”
“وما الذي تقصده بكلماتك تلك؟”
“سبب مهاجمة المارغراف روسينبورغ قلعتي لبسيط للغاية. إنه قد وصلت إليه شائعة بأنني أملك كمية هائلة من العشبة السوداء مخزنة في قلعتي. على ما يبدوا، عائلة المارغراف كانت مصدقة وبشكل كامل حقيقة أنني أنا هو المذنب خلف نشر الموت الأسود…….أليس هذا بأمر يثير الإهتمام؟”
ملوك الشياطين بدأوا بالتحرك وهو يصدرون بعض الضوضاء.
السبب الذي كشف عنه جلالته يطابق وبشكل كامل ما حاولت بايمون إتهام جلالته به في ليلة والبورغيش السابقة. ملكة الشياطين بايمون والمارغراف روسينبورغ يتشاركان نفس النظرية……..هذا وعلى الأرجح من وجهة نظر ملوك الشياطين لأمر معقد لكي يعتبروه مجرد مصادفة صغيرة فقط.
ربما بايمون قامت بنشر تلك الإشاعة عن عمد؟
هذا النوع من الشك لممكن وبشكل كاف.
“أنا بحق قد أثير فضولي. من أين يمكن للمارغراف أن يكون قد حصل على هذا النوع من المعلومات؟ أه، بالطبع، أنا لا أشك فيك على الإطلاق أنت، الآنسة بايمون. فنحن وبعد كل شيء، لجميعنا أقرباء ومن نفس العرق. شخص مثل خائن سوف يقوم ببيع أقربائه وخيانتهم، شخص مثل ذلك لغير موجود في غرفة الإجتماع هذه، أليس كذلك؟”
“……..”
“المارغراف على الأرجح يملك شبكة معلومات مستقلة منتشرة في جميع أنحاء عالم الشياطين. المارغراف قد سمع بهذه الإشاعة الكاذبة عن طريق الصدفة. هذه هي فرضيتي. لا تقلقي. الآنسة بايمون، أنت لا تحملين أي مسؤولية مباشرة في هذا الموقف على كتفيك. نعم، مسؤولية مباشرة……..”
التعابير على وجه بايمون قد تجمدت.
هذا لتغيير للموضوع بشكل تكتيكي وذكي.
حتى ولو لم تقم بايمون بنشر الإشاعة في عالم البشريين، إنه لا يمكن إنكار حقيقة أنها هي من قامت بنشرها في عالم الشياطين.
لو بحق المارغراف قد حصل على تلك الإشاعة من الشياطين، إذا فإن اللوم سوف يعود حتى إلى بايمون التي قامت بخلق الإشاعة الكاذبة في بادئ الأمر. إنه يمكن رؤية بأن هذا الموقف لشبيه بمشاركة بايمون في عملية تدمير قلعة جلالته الخاصة.
متكلما بطريقة أبسط- لما يجب علي تلقي مساعدة من المذنب الذي ساهم في تدمير قلعتي، هذا هو المعنى المتشائم الذي يقصده جلالته بكلماته. بايمون لم تجد ما تقوله. وتجاه تلك البايمون، جلالته كان يحدق إليها بأعين شبيهة بالأفعى مغطاة بالسذاجة.
“لا بأس. الأمور بخير بحق. تلك الحادثة لم تكن سوى مجرد شيء ناتج عن جشع البشريين الخبثاء……..لكي نقلق بشأن الصحيح والخطأ بين بعضنا البعض لأمر غير مناسب لنقوم به هنا. لا، إنه لربما الأمور كانت لتكون مختلفة لو كنا في حالة عادية، ولكن موقفنا الحالي لخطير ومستعجل للغاية. نحن لا يمكننا البدأ بنزاع داخلي بين بعضنا البعض في هذا النوع من الحالات الطارئة حيث قوات البشر توشك على مهاجمتنا وغزونا في أي لحظة من الأن.”
“……..”
هذا وبحق لهو تلاعب ماهر بالكلمات.
بعدما قام جلالته بتحديد أن موقفنا الحالي لهو بحالة عاجلة، إنه قام بالتلميح إلى أنه لو كانت هذه حالة عادية، إنه لكان ليقوم بتوبيخ بايمون. ومن أجل تفادي اللوم، بايمون لا يمكنها القيام بأي شيء هنا سوف الإتفاق معه.
إنه محق. بما أن موقفنا الحالي لسيء بما فيه الكفاية، إنه ليس هنالك أي داعي لنبدأ بصراع داخلي عديم النفع. إنها على الأرجح تفكر من وجهة النظر هذه…….
هذا لبكش الملك.
إن أرادت أن ترفض الحرب، إنه سيجب عليها أن تثبت بأن الوضع الحالي لمجرد موقف طبيعي، ولكن، ولو أرادت أن تتفادى اللوم، إنه سيجب عليه أن تقبل حقيقة أن هذه حالة طوارئ عاجلة. بايمون لعالقة في مكانها وإنها لا تقدر على تجنب أمر من الأمرين.
بايمون قامت بعض شفتيها.
“……إنها تثلج في الخارج حاليا.”
“عفوا؟”
“هذا المكان لموحش للغاية. ألا تشعر عظامكم بالبرد؟”
ما هذا السؤال المفاجئ؟ أنا لا يمكنني فهم لا المعنى ولا النية خلف هذا السؤال.
جلالته دانتاليان قام بإمالة رأسه إلى الجانب وإنه قام بالرد عليها هو الأخر.
“هل لربما نحن يجب علينا أن نأمر الخادمات ليشعلن المزيد من الحطب لكي يدفأ هذا المكان؟”
“الوقت قد سبق وقارب منتصف الليل. هل مازالت هنالك خادمات مستيقظات حتى في هذا الوقت من الليل؟”
“ذلك لقلق لا داعي له. وهل سوف يلجأ الخدم إلى النوم بينما الأسياد مازالوا يقظين؟”
“لقد فهمت. الأمور هي مثل ذلك، أليس كذلك؟”
بايمون قامت بالتحديق في جهة جلالته.
“نحن لمحظوظين بسبب كوننا ملوكا. حتى ولو ظللنا يقظين طوال الليل، إنه هنالك العديد من الخدم ليقوموا بإشعال الحطب من أجل تدفئتنا. لو تم إرسال الجيوش الأن، إنه سيجب على جنودنا أن يمروا من الجبال الشتوية والأنهار بأجسادهم العارية فقط. بالرغم من أننا نحن نملك خدما متطوعين في الإهتمام بنا، من سوف يقوم بإشعال نيران المخيم من أجل جنودنا عندما يحسون بالبرد؟”
“………..”
“هذه السيدة قامت بتقدير الرياح أثناء طريق وصولها إلى هذا القصر هنا. الشتاء هذا العام لبارد بشكل أكبر مقارنة مع الأعوام السابقة. الأرض لمتجمدة بشكل كامل حتى القشرة الداخلية بسبب هذا الجو المتجمد وإنه من الصعب حفرها بإستخدام المجارف. إن فقط حفر الأرض ووضع الأعمدة في مكانها لكي نقوم بصنع مخيم مؤقت على الأرجح سوف يستغرق الجنود حوالي مدة نصف يوم. وبينما نحن سوف نكون نتقدم في سهول الشتاء، جنودنا سوف يتعبون وسوف ينهارون واحدا تلو الأخر. هذه السيدة لقلقة للغاية بشأن حقيقة أنه لربما أعين الجميع هنا يعيقها جدران القصر المتواجدة حولهم ولا يمكنهم الرؤية ما يوجد خلفها من برد قارص.”
“……أيتها الآنسة بايمون.”
بكل تأكيد.
هذا لرد مناسب وفيه بعض الحقيقة.
لكي لا تعارض الحرب بنفسها، ولكن لتعارض وقت الحرب. كلماتها أيضا قامت بإظهار قلقها بشأن الأتباع كملكة للشياطين، ولهذا إنها كانت تبدوا مكرمة أكثر من السابق.
“لو قمنا بتكوين جيش الأن، قواتنا سوف تقوم بتجاوز الجبال وسوف تعبر من خلال عدة غابات. الأشجار التي سيكون بإمكانهم إستخدامها كحطب للنيران ستكون منتشرة وبشكل كبير. وبسبب هذا، إنهيار قواتنا بسبب عدم مقدرتهم على إشعال نيران مخيمهم، لقلق لا داعي له.”
“دانتاليان. مهمة تجاوز الجبال وقطع الأشجار جميعها سوف يقوم بها جنودنا. ألن تكون قواتنا بائسة للغاية وبحق؟”
“إذا هل يجب علي أن أقوم أنا بقطع الأشجار ولأقدم الحطب للجنود؟”
جلالته قام بإطلاق ضحكة صغيرة من فمه.
“أنت تقلقين بشأن عدة أمور، يا أيتها الآنسة بايمون. بالرغم من أنني لست جاهلا بشأن المحبة والعاطفة التي تحملها جلالتك تجاه أتباعك، عندما يكون الأمر متعلقا بالتعامل مع شؤون عسكرية، المرء يتطلب منه الأمر أن يتعامل مع هذه الأمور ليس بالحنان والعاطفة بل بالصرامة. معاناة الملك سوف تنتقل إلى الجنرال تحته، وقلق الجنرال سوف ينتقل إلى الجنود. المملكة بأكملها سوف تتقدم بقلق وسوف تنسحب بقلق، ولهذا، حتى ولو نجح المرء في الفوز ولو مرة واحدة، ذلك لن يكون بنصر مناسب، ولو كان ليخسر المرء ولو مرة واحدة، إذا فإنه لن يكون بإمكان المملكة أن تتعافى بعد ذلك. ومنذ متى بدأنا نحن الشياطين بالقلق بشأن نيران المخيم قبل بدأنا حربا ما؟”
صرخات ‘إنه محق’ بدأت بالصدور من هنا وهناك.
بالرغم من أنني أنا، وبشكل شخصي، قد رأيت بأن كلمات بايمون لهي منطقية للغاية…….. إلا أن معظم ملوك الشياطين لا يتفقون معي في هذا الأمر. إنهم لا يولون أي أهمية للأمور والأشياء الصغيرة البسيطة. وهذا ليس بأمر يطبق على ملوك الشياطين فقط، ولكن حتى معظم الشياطين يصدقون في طريقة التفكير هذه.
جلالته دانتاليان لمختلف. جلالته دانتاليان يستخدم طريقة التفكير هذه. جلالته يستخدم كل شيء. إنه يتلاعب بالأشياء التي يستمتع بها الناس، وإنه يستغل الأشياء التي يكرها الناس. جلالته قد أخبرني في يوم سابق أن أسلوب التصرف هذا الذي يستخدم كل شيء تتم تسميته بالتصرف بواقعية. وفي ذلك اليوم، أنا قمت بطرح سؤال عليه. ‘إذا لو أنت محق في ما تقوله، في أي شيء تفيد طريقة التصرف بواقعية؟’. جلالته قام بالرد علي وبشكل فوري.
السلطة.
إمتلاك السلطة بنفسه لأمر جيد، وعدم إمتلاك السلطة لأمر سيء، ولهذا أنا لم أقم بطرح أي سؤال أخر عليه بشأن هذا الأمر. أنا قد أقنعتني كلمته الواحدة تلك. عقلي أنا وعقل جلالته لمتشابهين.
“طوال الخمس مئة سنة الماضية، نحن قمنا بتكوين جيش عملاق 7 مرات، ونحن قد إنسحبنا هاربين 8 مرات. وفي كل مرة تم فيها دفع قواتنا إلى الخلف، نحن قد خسرنا المزيد من مناطقنا. والأن، نحن قد تمت مطاردتنا إلى الجبال حتى. ولذلك، ولو تمت هزيمتنا هذه المرة أيضا، إذا فنحن سوف يجب علينا التخلي حتى على المناطق الداخلية للجبال. هذه السيدة لتتألم بشدة وهي تفكر في مستقبل عرقنا.”
“أنت محقة في كلماتك تلك. القلق الذي تحمله الآنسة بايمون، أنا أيضا أحمله في قلبي. ولكن، وبالرغم من ذلك، ألا يجب علينا نحن أن نستغل هذه الفرصة وهذا الموقف الحالي حيث قوة البشريون تضعف فيه يوما تلو الأخر بسبب معاناتهم من الوباء؟”
“المرض يؤثر على كل من البشريين والشياطين بدون أي تفريق، لذلك لماذا……..”
“أنا مازلت أملك كمية كبيرة من الأعشاب التي يمكنها علاج الوباء. أنا أريد أن أقوم بتقديم هذه الأعشاب بتخفيض 90 بالمئة كموارد عسكرية.”
“………”
“رجاء قوموا بنشر هذه المعلومة بشكل واسع بين الناس. أنه من أجل جميع الجنود والأشخاص الذين سوف يتطوعون للإنضمام إلى الخدمة العسكرية، سواء كانوا ذي مكانة عالية أو مكانة دنيئة، جميعهم سوف يتم منحهم العلاج. أنا سوف أقدم 10 ألاف عشبة سوداء للجيش. لذلك جميعا، رجاء إهتموا بالأعشاب وقوموا بتوزيعها بشكل مناسب.”
في الواقع، الإجتماع قد سبق وإنتهى في تلك اللحظة فور إعلان جلالته ذلك الأمر.
جلالته دانتاليان، ذي الرتبة 71 دانتاليان، قد قام بعرض كمية هائلة من العشب الأسود كموارد عسكرية. ملوك الشياطين ذي رتبة أعلى لم يكن بإمكانهم القيام بأي شيء سوى خفض رأسهم لكي يحافظوا على البعض من ماء وجههم.
بسمة إستمتاع صغيرة ظهرت على شفتي جلالته للحظة خاطفة من الوقت.
إنه على الأرجح قد تأكد الأن من نصره.
……..ذلك لأمر غير عادل بعض الشيء.
في كل مرة أرى فيها ذلك الجانب من شخصية جلالته، تلك الفكرة دائما ما تمر من عقلي. أنا تذكرت العلاقة التي تشاركناها، جلالته وأنا، قبل بدأ إجتماع اليوم.
♦♦♦♦♦
قبل بدأ الإجتماع بمدة قصيرة، جلالته كان يدخن الغايا.
الغايا لهي شبيهة بالسيجار ولكن وبسبب كون الغايا تصيب بالثملان بشكل أسرع وبسبب كونها لا تملك أي خاصيات مدمنة، إن ثمنها لمرتفع للغاية. ثمن شراء قطعة واحدة فقط لباهظ للغاية. جلالته يفضل تدخين أداة الرفاهية هذه.
جلالته لم يستمتع بالغايا لوحده، بل إنه قام بجر الآنسة لورا دي فارنيس معه وليقوما بإفساد حياتهما مع بعضهما البعض. اليوم هو يوم أخر مشابه للأيام السابقة، كون فور دخول إلى الغرفة أنا رأيت جلالته ولورا دي فارنيس وهما يزحفان على الأرض وكأنهما نوع من دود الأرض.
هذا لبحق منظر عظيم وبشدة.
أنا أحسست وكأن مجموعة من مدمني المخدرات في الأزقة سوف يتصرفون بإحترام وبرقاء أكبر من هذين الإثنين.
أنا إقتربت من جلالته وقمت بصفع خده.
“سيادتك دانتاليان. رجاء عد إلى رشدك.”
“ماديموزيل………..ماديم–؟”
“الإجتماع سوف يبدأ في غضون ساعتين. على الأقل 40 ملكا من ملوك الشياطين سوف يحضرون. إنها ليلة والبورغيش. هل جلالتك ينوي إحراج نفسه أثناء هذه الليلة أيضا؟”
“بونجور–؟”
هذا لأمر خاطئ من عدة جهات.
تاركت جلالته لوحده، أنا قمت بالإقتراب من الآنسة دي فارنيس. وفور إقترابي منها، الآنسة فارنيس قامت بالوقوف من على الأرض بشكل مفاجئ.وبعد ذلك، ألم تقم بمد يديها إلى أقصى درجة في جهة أفقية؟ أنا كنت حائرة لدرجة أنني لم أجد الكلمات المناسبة لأقولها للحظة من الوقت بسبب هذا التصرف الغريب.
“…….الآنسة. فقط، وبحق السماء، ما الذي تفعلينه حاليا؟”
“هذه الآنسة لهي بشجرة.”
“شجرة؟”
“بسبب كوني أنا مجرد شجرة، أنا لا يمكنني الإجابة على أسئلتك. الأشجار لا تتكلم.”
“……..”
إنها مجنونة بعض الشيء.
أنا بدأت بالتساؤل إن كان سيجب علي أنا، وبهذا الجسد العامي، تحمل شرف كوني أول شخص في كامل التاريخ ليتكلم مع نبتة. ولكن، وبالرغم من كل هذا، على ما يبدوا، عملية التحدث مع الآنسة لأسهل بكثير من التحدث مع جلالته. ليجب علي الإختيار من بين رجل قد عاد عقله إلى مرحلة الطفولة، وبين فتاة قد أصبحت شجرة بشرية. هذه لبحق خيارات صعبة ومتطرفة للغاية.
“فقط منذ متى وأنتما الإثنين قد أصبحتما مخدرين وثملين إلى هذه الدرجة؟”
“ولكن، هذه الآنسة ليست بمخدرة أو ثملة على الإطلاق؟”
بالتأكيد.
“إذا أنا سوف أغير السؤال. متى بدأت بالتدخين؟”
“ممم. ذلك لبحق سؤال ديني بعض الشيء.”
“هذه الآنسة هي الأخرى تريد طرح سؤال. هل سوف تجيبيني عليه؟”
“نعم، بالطبع، طالما أنه ليس بسؤال يتعلق بالأشجار.”
“لما الضوء ساطع للغاية إلى هذه الدرجة خارج النافذة؟ أنا متأكدة من أن الظلام كان يغطي على المنطقة خارج النافذة منذ بضع لحظات فقط. هذا لأمر غير معتاد على الإطلاق. على ما يبدوا الشمس قد جن جنونها.”
الشيء الذي قد جن جنونه ليس بالشمس على الإطلاق بل إنه أنت.
……..رأسي قد بدأ يؤلمني.
على ما يبدوا جلالته والآنسة كانا يدخنان الغايا طوال الليل.
عندما كان يعيش جلالته لوحده، أنا كنت قادرة على تنظيم حياة ومنزل جلالته، ولكن، وبعد إنضمام الآنسة دي فارنيس، كل شيء قد أصبح فوضويا وملتصقا ببعضه البعض. جلالته واصل تعليم الآنسة عادات سيئة، والآنسة واصلت تقبل كل شيء بأذرع مفتوحة. إنها كانت مثل طير صغير يمد منقاره إلى أمه لكي يتلقى الطعام. من عادات الشرب، إلى عادات النوم، وإلى عادات التدخين، الآنسة قد أصبحت نسخة مطابقة لجلالته.
إن هذا لأمر ممتع كونه شبيه بتربية أخت صغرى، هذه كانت مقولة جلالته بشأن هذا الأمر. أنا أعتبر العالم محظوظا للغاية كون جلالته دانتاليان لا يملك أي أقرباء. لو، وبأي إحتمالية مهما كانت صغيرة، ولد طفل لجلالته، إذا العالم سوف ينتهي في ذلك اليوم. هذه ليست بمزحة.
“أيتها الآنسة دي فارنيس. لو قرر جلالته القيام بشيء متهور، أنت لا يجب عليك مرافقته والمشاركة معه في القيام بنفس الأمور. بداية حرب طاحنة على وشك الوصول، والآنسة سوف يجب عليها تحمل مسؤولية القوة العسكرية وتهذيب جنود جلالته. من هم الجنود الذين سوف يثقون وسوف يتعبون جنرال يدخن ويقوم بتعاطي المخدرات من صغر عمره؟”
“أنت غريبة. هذه الآنسة لهي بمجرد شجرة، لذلك كيف سيمكنها التعامل أو التحكم بالجنود؟”
“……”
“ميي-ن، مي- مينمين-.”
إنها ليست بشجرة، الأن إنها بحشرة زيز على ما يبدوا.
جلالته والآنسة فارنيس قاما بتجاهلي بشكل كامل وإنهما بدأ بالتحدث مع بعضهما البعض.
“بونجور– بونشوووور–.”
“مينمينميي-ن…….ميين، ميي-يم.”
“مام……ماااما–؟”
“مينمين–.”
“شابا دابا دو؟”
“مييي-م، ميييييم…….”
وأخيرا، هذين الإثنين قد وصلا إلى مرحلة صنع لغتهما الخاصة. منظر ولادة لغة جديدة بشكل كامل لمتواجد الان أمام عيني. كم مذهل لهو هذا الأمر. إن هذا لشيء خرافي للغاية لدرجة أنني لم أستطع إخراج ولو كلمة واحدة من فمي. وخصوصا بسبب كون الآنسة ملتصقة حاليا بفخذي واللعاب يسيل من فمها، هذا لبحق لمنظر يفوق الخيال.
وجه الآنسة فارنيس يبدوا وعلى أنه بخير بشكل كامل، ولكن ما يجري في داخل عقلها لأمر غامض للغاية.
وجهها لخال من أية مشاعر وإنه ليس هنالك أي نبرة في صوتها. إنه لمن الصعب تخمين مزاجها. بالرغم من أنني أنا أيضا مشابهة لها في حقيقة أنه لا توجد أي مشاعر أو تعابير على وجهي، إلا أنه في حالتي أنا، أنا قمت برمي روحي وبذلك قد قمت برمي مشاعري، ولكن إنها هي لا تملك أي روح، وبذلك إنها لا تملك أي مشاعر.
رمي عقل المرء لأمر يقوم به الشخص بمحض إرادته، لذلك إنه وبالرغم كل شيء، القليل من القلب والمشاعر تظل في المرء. ولكن، مناقشة روح لم تكن موجودة في جسدها منذ بادئ الأمر لأمر مستحيل.
أنا قمت بالتحديق في أعين الأنسة، والتي هي خضراء ولونها يشابه الغابات الصيفية، لمدة طويلة للغاية من الوقت.
إنه لا يوجد هنالك أي شيء على الإطلاق في أعين الآنسة. لكي يفهم المرء الشخص أمامه، المرء يجب عليه إستخدام المشاعر الصغيرة والتي تلمع في أعين الشخص أمامهم لكي يمروا من هذا الجانب إلى جانبهم. ولكن، إنه ليس هنالك ولو حتى قطعة صغيرة من المشاعر والتي سيكون بإمكاني إستخدامها لأمر عليها إلى الجهة الأخرى في أعين الآنسة. أنا لم يكن بإمكاني رؤية الجهة المقابلة. أنا أحسست ببعد شديد وبشعور مشابه لشعور نظرك إلى مجموعة من الأوراق البيضاء عن قرب شديد. ما الذي إكتشفه جلالته دانتاليان في ذلك القاع الفارغ، وما الذي يخطط ليملأه به، وكيف يخطط ليلونها، حتى بالنسبة لي أنا، كعشيقته، لما زال أمرا غامضا للغاية ولم يكن بإمكاني ولا حتى تخيل نواياه.
“………..”
قليلا.
هل لربما يجب علي تجربة الأمر قليلا؟
أنا قمت بالإلتفات لأنظر إلى تحركات جسد جلالته. تنفسه كان هادئا ومتزنا. إنه على الأرجح لن يستيقظ في أي وقت قريب من الأن. ملتفتة من جهة جلالته مجددا، أنا قمت بالتكلم.
“أيتها الأنسة، أنا لدي سؤال أريد طرحه عليك. هل سوف تجيبيني عليه؟”
“حشرة زيز لا تسأل وإنها فقط ترد عن طريق صوتها طوال الصيف. حشرة زيز ترد فقط عندما ضوء أشعة الشمس الصيفية يلامسها وهو يطرح سؤال عليها، ولكن، هذه الآنسة ليست متأكدة من حقيقة إن كان الأن الصيف أم لا. ميي-ن، ميييم—-.”
“أمك، ما نوع الأشخاص كانت أمك؟”
“أمي كانت عبدة.”
لورا دي فارنيس قامت بالرد بشكل فوري.
“إنها قد عاشت طوالي حياتها كمجرد عبدة وإنها قد ولدت هذه الآنسة بعدما تم إغتصابها. في اليوم الذي ولدت فيه هذه الانسة، أمي قد تم قتلها. لقد كانت عملية قتل مخفية. إنه لم يتم إبقاء أي سجلات أو أغراض تتعلق بها، لذلك فإن هذه الآنسة لا تعرف أي شيء أكثر من هذا.”
الآنسة قامت بإمالة رأسها إلى الجانب.
“هل إجابتي قد جاوبت على سؤال الأخت الكبرى لابيس بشكل مناسب؟”
“نعم.”
هذه لبكذبة.
ردة الفعل التي أردت الحصول عليها هي ردة فعل أقوى من هذا قليلا.
من أجل إستخراج ولو كمية صغيرة من المياه من البئر الذي هو عقلها، أنا واصلت طرح الأسئلة عليها.
“هل أنت لربما قد تمت معاملتك بشكل شيء بسبب مكانة أمك الدنيئة؟”
“نعم، لقد تمت معاملتي بشكل سيء.”
“بالتأكيد أنت تعرضت للكثير من المضايقات صغيرة الحجم.”
“مم.”
“أنا فضولية بشأن كيف تمت مضايقتك. هل من المناسب طرح هذا السؤال؟”
“أأه، إنها لم تكن بشيء مهم. إنهم كانوا ليقدموا لي طعاما قد قاموا بالبصق عليه، أو كانوا ليقدموا لي مياه مليئة بالدود…….. بالرغم من ذلك، إنه نادرا ما كان هنالك أية أيام حيث كنت أعاني فيها لا من الجوع ولا العطش، لذلك أنا كنت محظوظة وبشدة.”
“وما هي المضايقة وسوء المعاملة التي تتذكرينها بشدة أكثر من جميع الأمور الأخرى؟”
“……..”
الفتاة قد توقفت عن التنفس للحظة من الوقت.
وفي ذلك المكان حيث توقفت فيه عن التنفس، أنا إكتشفت نقطة الفراغ التي يمكنني المرور منها.
ولكن، أنا لم أقم بالتسرع. مهما كان الأمر، أنا لا أملك عادة التصرف بسرعة وبتهور.
لو كان المرء يريد قطف زهرة من على جانب الطريق، إذا فإنه يجب عليك الإقتراب منها وأنت تمشي ببطء.
“إلى أين أنت كنت تهربين عندما كنت تريدين تجنب المضايقة وسوء المعاملة؟”
“المكتبة لهي بمبنى منفصل عن القصر الرئيسي……..”
“المكتبة، أليس كذلك؟ أنا لقد سمعت بأنك تحبين كتب التاريخ. الرائحة التي تصدر من أوراق الكتب لبحق هي رائحة زكية. أنا أيضا، أبقي بالقرب مني رائحة كتب لم يتم توسيخها من قبل أيدي الأخرين.”
“هذه الأنسة، هي الأخرى، أيضا تقدر رائحة كتاب مفتوح بصدق وبإهتمام.”
“بما أن المكتبة لهي بمبنى منفصل، عدد الناس هنالك لكان بالتأكيد صغيرا. الهرب إلى مكان نادرا ما يقترب منه الناس لقرار مناسب.”
“مم.”
“ولكن، إنهم قاموا بالمطاردة خلفك أليس كذلك؟”
“……….”
“بالتأكيد إنه كان هنالك عدة مرات حيث إنهم فقط قاموا بمسامحتك وتركك وشأنك بعد هربك، ولكن، وبالتأكيد كان هنالك أيضا عدة أيام لم يقوموا فيها بذلك. إن كانوا قد قاموا بإطلاق صراحك إذا فإن الأمور كانت لتكون بخير، ولكن إنهم قاموا بمطاردتك حتى النهاية. في بادئ الأمر إلى داخل الرواق فقط، ولكن وبعد ذلك إنهم واصلوا مطاردتك حتى إلى غرفة نومك…….ببطء، خطوة واحدة تلو الأخرى، إنهم قاموا بغزو منطقتك شيئا فشيء، قطعة صغيرة تلو الأخرى.”
كتفيها بدءا بالإهتزاز قليلا.
أنا قمت بالإمساك بها.
“وبعد ذلك، وأخيرا إلى المكتبة. إنهم بالتأكيد كانوا قد وعدوا أن لا يقموا بإزعاج والتطفل على ذلك المكان. كم هي درجة فظاعتهم. إذا المكتبة هي الأخرى قد تم غزوها؟”
“……..”
إنها قامت بإيماء رأسها.
بشكل بسيط، عقلية شخص ما تشابه قلعة محصنة. الناس يقومون ببناء منزل مطابق لأنفسهم وليقوموا بصنع بعد ذلك قلعة حوله ليحموه.
بطريقة هادئة ومرتبة ومنظمة.
بشكل مماثل لكيفية محاصرة ومهاجمة قلعة محصنة في ساحة حرب حقيقية.
قم بقطع طريق إنساحبهم، قم بمحاصرة جدرانهم، وركز الحراسة حول بوابات قلاعهم، وأخيرا، وبعد تدمير كامل القرى المعزولة حول القلعة، ذلك سيكون الوقت المناسب للدق فيه على أهم مكان ومنطقة في القلعة.
“كم كان عمرك عندما تم غزوك لأول مرة؟”
“عندما كنت في العاشرة……. لقد كان في الصيف…..”
“لقد فهمت. إذا فإنه كان الصيف، هاه؟ هل كان الجو دافئا؟”
“أنا لا أذكر.”
“وما هو الصوت الذي كان بإمكانك سماعه؟”
“صوت حشرات الزيز…..”
“صوت حشرات الزيز واصل الوصول إليك من خارج النافذة، لقد فهمت.”
“مثل ذلك. من خارج النافذة……”
“إذا أنت واصلت التحديق إلى ما يوجد خارج النافذة. لو كان المرء ليقوم بعزل نفسه في المكتبة وليقرأ الكتب، بشكل طبيعي أعينهم سوف يغطي الضباب عليها. أنت بالتأكيد قمت بالتحديق من حين إلى أخر إلى ما يوجد خارج النافذة لكي تطلقي العنان للأسطر التي تهتز في داخل عقلك. ما الذي كان بإمكانك رؤيته خارج النافذة؟”
“شجرة……”
“شجرة؟ وأي نوع من الأشجاٍر؟”
“أنا لا أدري.”
“رجاء حاولي التذكر. أنت لربما لا تعرفين ما نوع الشجرة تلك كانت في ذلك الوقت، ولكن، أنت واصلت التحديق إليها. أنت قمت ببذل قصار جهدك لكي لا تشيحي نظرك من هناك. لكي تتحملي الغزو الذي يحصل على جسدك، أنت واصلت التحديق في جهة الشجرة. من أجل نسيان ذلك، أنت قمت بتنويم نفسك بإستخدام صوت حشرات الزيز. أنت أعجبك صوت حشرة الزيز وصوت صراخها المدوي…..”
كل شيء قد أصبح جاهزا.
كل شيء قد واشك على الإنهيار بشكل كامل.
وأخيرا، أهم مكان ومنطقة في القلعة.
المنطقة التي أنت تكره بشدة لو تم أخذها منك، والمنطقة التي كنت أستهدفها أنا منذ البداية.
أنا سوف أحطمها الأن.
“من قام بالغزو؟”
“…………”
الإهتزازات في كتفيها قد إنتشرت إلى كامل أنحاء جسدها.
الآنسة قامت بخفض رأسها. إنها قامت بهز رأسها وكأنها كانت تحاول التخلص من الإهتزازات في جسدها. تلك كانت أخر طرق مقاومتها. بكل صراحة، هذا لأمر يثير الضحك.
“الأمور بخير، أيتها الآنسة. إنها حادثة قد تحملتها منذ مدة طويلة للغاية وأنت قد سبق وتغلبت عليها. من هو الشخص الذي قام بمطاردتك شيئا فشيء حتى وصولكم إلى داخل المكتبة؟”
“أبي، والدي هو من قام بذلك.”
“………”
“أنا أغلقت الباب……..أنا بكل تأكيد قد أغلقت الباب بإحكام، ولكن وبسبب أنني وبشكل خاطئ لم أغلق الباب بإستخدام المفتاح…..”
لقد فهمت.
أنا قمت بالتفكير في الحرارة الخانقة في يوم الصيف ذلك.
منظر ضغط الحرارة الخانقة على الصمت.
“ولما لم تقومي بإغلاق الباب بإستخدام المفتاح؟”
“بما أن الجميع كان ليغضب كثيرا لو قمت بإغلاقه. فقط ذلك……..”
“هل ألمك ذلك الأمر كثيرا؟”
“حشرات الزيز بكيت كثيرا.”
أنا قمت بالتوقف عن التكلم.
“إنها بحق بكية لمدة طويلة. لمدة طويلة للغاية…….وبشكل متواصل–”
الآنسة فارنيس قامت بتكرير نفس الكلمات مرارا وتكرارا. إنه لم يكن هنالك أي نبرة في صوتها ولهذا أنا أحسست وكأن الصدى الصادر من كلماتها لبعيد للغاية.
ربما.
هذه هي على الأرجح الفرصة.
سيادته دانتاليان يظهر عاطفة تجاه هذه الفتاة المتواجدة أمامي. بالرغم من أنه ليس هنالك أي رغبات جسدية واضحة في حبه هذا، إلا أنني ومنذ الأزل ما كنت دائما حذرت وبالخصوص تجاه حب بدون أي رغبات جنسية.
الرغبة الجنسية لواضحة. إنها تدخل في الثقب الذي يجب عليها أن تدخل فيه، وعندما ترحب بالطريق الذي يجب أن ترحب به، إنها تصل إلى ذروة رضاها. إنها رغبة ذات طريق محدد وواضح. الأنواع الأخرى من الحب تدور هنا وهناك بشكل فوضوي وهي تجرب الأمور هنا وهناك، وفور تعبه من التجربة، إنه يبدأ بإزعاج الشخص الذي يوجه إليه هذا الحب ليعلمهم الطريقة الصحيحة. في النهاية، إنهم لا يتعلمون كيف يجب عليهم التخفيف من، وإرضاء رغباتهم، ولكنهم يتعلمون كيف يجب عليهم إخفاء وتحمل رغباتهم، ونتيجة هذا تكون تعفنهم من الداخل إلى الخارج.
بدل ذلك، لو قام بمشاركة جلالته سريره مع الفتاة المتواجدة أمامي.
تلك الفكرة ظهرت بشكل مفاجئ في عقلي.
الآنسة على الأرجح سوف تتعلق بحب جلالته بكامل قوتها. ولكن، ما الذي سوف يحدث لو لم يكن هنالك أي رغبات جسدية فيه؟ إنها لن تملك أي طريقة لترد بها على عاطفة جلالته. غير قادرة على إزالة جلالته من عقلها، إن أفكارها سوف تواصل التزايد والتراكم فقط– وببطء ذلك سيملأ عقلها بشكل كامل.
حتى إلى أن تصل إلى تلك المرحلة، مرحلة حيث سيكون فيها جلالته الشيء الوحيد الذي يملأ عقلها. عدم المقدرة على الرد على عاطفته، إنها على الأرجح سوف تحاول الرد على ذلك بجسدها. مكرسة كل شيء لجلالته. أنا قلقة بشدة بشان هذا. فلو إبتعد جلالته ولو قليلا عن هذه الأنسة، إذا فألن تقوم هي في ذلك الوقت بجره إلى قاع قلبها لكي يغرقا معا؟
ولهذا السبب، الأن هو فرصة مناسبة لتحطيمها.
قبل أن ينقش جلالته في قلب الآنسة بشكل كامل.
قبل أن يخنقها عطف وحب جلالته.
أنا سوف أحطم عقلها بشكل كامل.
مهما كانت روح الآنسة شبيهة بورقة بيضاء كليا، أنت لا يمكنك كتابة لا الحب ولا أي نوع أخر من الكلمات على ورقة قد تم تقطيعها إلى مئات الألاف. لا بأس بهذا. طريقة تحطيمها وتقطيعها إلى أجزاء لبسيطة. الكلمات يمكنها أن تقطع قلب المرء بسهولة أكبر بكثير من أي نصل.
مثل هذا، كل ما يجب علي القيام به هو همس كلمات الحقيقة في أذن الآنسة فارنيس وقلبها سوف يبتلع النصل من تلقاء نفسه لتمزق بذلك نفسها من الداخل.
أنت مجرد عاهرة مثيرة للإشمئزاز وشبيهة بالقمامة والتي قام والدها بإغتصابها.
-بهذه الكلمات.
هل الآنسة فارنيس أصبحت متعبة بعد تكريرها نفس الكلمات مرارا وتكرارا؟ إنها قد سقطت على قدمي ولتغلق عينيها. ولكن، إنها مازلت لم تفقد الوعي بشكل كامل.
من أجل جعل اللعنة تغرق في داخلها بنسبة أكبر، أنا قمت بتحريك فمي ووضعه بجانب أذن الانسة. أنا سوف أرحب بكراهيتك وحقدك بأذرع مفتوحة، لورا دي فارنيس. ذلك لو كانت المقدرة على لوم شخص أخر مازالت موجودة في داخل عقلك.
“لابيس، ذلك يكفي.”
“……….”
“أنا لا أعرف ما الذي تخططين لقوله، ولكن فلتتركي الأمور هناك. ذلك يكفي.”
صوت جلالته قد جرني من الخلف.
أنا قمت بالإلتفات في جهة ذلك الصوت الذي لا يمكن رفضه. جلالته كان واقفا هناك وهو يبتسم إبتسامة مرة قليلا.
“……يا جلالتك.”
“إنها مازالت مجرد طفلة.”
“إنها في يوم من الأيام سوف تنموا لتصبح ناضجة.”
“أنت تتجاوزين حدودك.”
بتلك المحادثة الصغيرة، نحن إستطعنا قراءة نوايا بعضنا البعض. نحن في علاقة لم نخفي فيها أي شيء عن بعضنا البعض ونحن لا نخطط لنخفي أي شيء في المستقبل أيضا. أنا لم قم بإخفاء عدائيتي.
“هذا لشيء أقل وأصغر بكثير من تجاوز حدود ما. هل كنت تتنصت علينا يا جلالتك طوال الوقت؟ هذه قد إعتقدت بأن جلالتك كان قد سبق ونام.”
“أنا كنت أستمع بسبب كون قدرتك في التعامل والإهتمام بالناس لجيدة بحق. لا تقومي بجر قلب تلك الطفلة إلى الخارج بشكل إرغامي. أنا أريد أن أراقبها.”
“يا جلالتك. عقول الناس يتم الكشف عنها بشكل طبيعي، والشيء الذي يظهره الناس من حين إلى أخر بملأ رغبتهم، لهو أيضا، وبكل تأكيد، جزء من عقلهم أيضا. لو لم يتم الكشف عن أي شيء ولو لم يتم إظهار أي شيء، إذا فإنه لا يتبقى هنالك أي خيار سوى جره إلى الخارج بشكل إرغامي.”
“إذا؟ بما أنك الأن قد نجحت في جره إلى الخارج، ما رأيك؟ هل أنت راضية الأن؟”
“إنها لخطيرة للغاية.”
أنا قمت بالإعلان.
“عن طريق تدمير نفسها، إنها تملك القدرة على تدمير جلالتك أنت أيضا. بسبب قلبها الذي لا قاع له، أنا أحس وكأن أي شخص يقترب منها سوف يسقط. هذه لا تتمنى على الإطلاق سقوط جلالتك.”
أنا واثقة وبشكل كامل في قدرتي على الحكم وتمييز الأخرين.
حتى يومنا هذا، الشخص الواحد والوحيد الذي أخطأت في حكمي عليه هو جلالته دانتاليان.
بما أن جلالته كان كل من خطأي الأول وحبي الأول، إنه لبحق إستثناء مذهل وسط بحر من الإستثناءات.
“…….الآنسة فارنيس لغير قادرة على النوم عندما يصل الليل.”
“عفوا؟”
“هذا لمجرد فرضية من وجهة نظري، ولكن، إنها على الأرجح قد تعرضت لسوء معاملة شديد كل ليلة. وبسبب هذا إنها تظل يقظة طوال الليل وهي تقرأ. إنها تقوم بإنتظار مرور الليل عن طريق قراءة الكتب. إلى أن تصبح متعبة ومرهقة لدرجة أنه لا يعود بإمكانها قلب الصفحات، وفي ذلك الوقت وأخيرا إنها تفقد الوعي لتنام قليلا. في الليلة التي إلتقيت فيها بها لأول مرة، الآنسة فارنيس كانت تقرأ كتابا في داخل زنزانتها.”
جلالته قام بسحب غليونه وليقوم بإشعال النار فيه قليلا. رائحة التبغ المحترق بدأت بالإنتشار إلى كامل أرجاء الغرفة. جلالته قام بالتحديق في جهة غيموت الدخان التي تخرج من فمه.
“كيف تجدين هذا يا لابيس؟ أليست درجة يأس تلك الطفلة أمرا لطيفا للغاية؟”
“هاااا.”
تنهيدة قامت بالخروج من بين شفتي.
جلالته يملك عادة التعامل مع موضوع مهم وكأنه مجرد مزحة.
إن لهذه طريقة تصرف مزعجة بعض الشيء.
“إنه مازال لم يفت الأوان بعد ليتم التخلص منها.”
“لا. إنها طفلة لها العديد من المنافع ودور لتؤديه.”
“إذا هل يمكن لجلالتك أن يقوم برميها إلى الجانب بعدما تنتهي منفعتها ودورها؟”
جلالته لم يقم بالإجابة. بدل ذلك إنه واصل تدخين غليونه. إنه كان يبدوا وكأنه يأمل بأن الدخان الصادر من غليونه سيكون قادرا على التعبير عن الكلمات التي يريد قولها.
بعد مدة جيدة من الوقت، جلالته قام بفتح فمه.
“بما أنها طفلة قد قمت بأخذها إلى جانبي بنية التبني والإهتمام بها، أنا سوف أقوم بذلك.”
“……….”
كلمات جلالته بدت وكأنها بعيدة للغاية، وهذا بسبب كونها كلمات مستبدة.
بالرغم من أن هذا الهدف في جر المستقبل، الذي لا يمكن للناس التعامل معه، إلينا ولنقوم بقطع ذلك القدر إلى قطع صغيرة لنهتم بها واحدة تلو الأخرى، يناسب جلالته من حين إلى أخر، إلا أنني أقلق بأنه لربما جلالته كان يحاول دفن وإخفاء حقيقة أنه ليس هنالك أي نهاية للكمات التي قالها منذ قليل.
……….يا جلالتك. الكلمات لهي مشابهة للغاية للناس الذين يغرقون، كلاهما يملكان القدرة على إغراق الناس إلى موتهم. الكلمة المعروفة بالحب لهي الأقوى من بين جميع هذه، وبسبب هذا إنها سوف تغرقك إلى أكبرعمق. ولهذا نحن قمنا بتجهيز شبكة أمان بيننا عن طريق إخبار بعضنا البعض بأننا نحن السلطة أكثر من أي شيء أخر في الوقت الذي إعترف فيه جلالتك وهذه بحبهما لبعضهما البعض. قلقة على هذا السقوط، على هذا الإنهيار، وعلى هذا الدمار……..أنا أبقيت هذه الكلمات في داخل معدتي فقط.
هذا بسبب كون جلالته يعرف مبسقا وبكل تأكيد بشأن كل هذا سواء أخبرته أم لا، ولهذا أنا حذرت من نطق الكلمة المعروفة بالحب، بدون أي تفكير.
لو كانت الأمور على هذا الحال إذا.
“……إذا هذه سوف تنظم إليك هي الأخرى.”
أنا أتساءل إن كانت كلماتي مفاجئة للغاية، أعين جلالته إنفتحت كثيرا.
“ماذا؟ الإنضمام إلى ماذا؟”
“هذه هنا قد سمعت بشأن حقيقة أن أم الآنسة قد ماتت عندما كانت في عمر يافع للغاية، ولهذا الآنسة على الأرجح لن تحس بالغرابة كثيرا لو قامت هذه بملأ ذلك المكان الفارغ.”
“مهلا، وبإستخدام أي طريقة…….؟”
“رجاء أنظر إلى عقل الآنسة بشكل مناسب وعالجه، يا جلالتك. هذه سوف تعلم جسد الآنسة. كيف أن لا تقوم بحني رأسها، كيف أن لا تقوم بالتلعثم في كلماتها، كيف أن لا تقوم بتدمير التعابير على وجهها، وكيف أن لا تقوم بحني ظهرها، وكيف أن لا تقوم بإفساد خطواتها. هذه سوف تدرسها في هذه الأمور. بما أنها طفلة قد ولدت من دماء راقية، لو قامت بإتقان هذه الفنون إنها سوف تصبح مذهلة وخلابة.”
“ولكن، أنا كنت أخطط لكي أعلمها كل تلك الأمور بنفسي……….”
“بما أن جلالتك قد ولد بجسد يمكنه التحكم به بشكل كامل منذ البداية، تحركاتك جلالتك أنت لا تتطابق مع الأناس تحتك. هذه لعامية، ونصف الآنسة لعامية هي الأخرى. هذه الآنسة لهي ببشرية، ونصف هذه لبشري هي الأخرى. تحركات هذه على الأرجح سوف تناسب الآنسة فارنيس أكثر من تحركات جلالتك الجسدية. رجاء إجعل الآنسة تتعلم طرق وتصرفات التابع بدل أن تتعلم طرق الملك.”
“لابيس، ولكن، ألن يكون ذلك أمرا متعبا لك؟”
جلالته قام بطرح سؤال علي بشكل قلق. إهتمام وقلق نابع من القلب كانا على وجهه. طريقة تكلمه السابقة قد إختفت ونبرته قد أصبحت نبرة تكلم عادية. هذا هو التعبير، وهذه هي النبرة التي يظهرهما لي جلالته من حين إلى أخر بعد مشاركتنا ليلة من الحميمية على السرير معا.
هذا لأمر خبيث بعض الشيء.
فإن كنت لأسمع صوتا مثل ذلك، في ذلك الوقت، حتى أنا سوف تواجه صعوبة في الرفض.
ولهذا السبب، أنا قررت اللعب بخبث بعض الشيء أنا أيضا.
“نعم، إن لذلك سيكون أمرا متعبا ومزعجا للغاية.”
“يوووووك……!”
“ولو كان بإمكاني التكلم بصراحة، أنا سوف أقول بأن هذا لأمر سخيف بشكل كامل. هذه لمشغولة بما فيه الكفاية وهي تجهز خططا للحرب، ولكن ليجب علي الأن أن أقلق بشأن الإهتمام بطفلة هي الأخرى؟ كم هذا لأمر سخيف بشكل كامل. إن هذا لسؤال إن كان جلالتك يعيش بدون أي تفكير على الإطلاق.”
“أيووووه…..أووووه…..”
“ولهذا السبب، هل يمكن لجلالتك أن ينفذ معروفا لهذه هنا؟”
التعابير على وجه جلالته قد سبق وتغيرت لتصبح تعابير تظهر وكأنه على وشك البكاء.
هذا ما يعنيه أن يتحمل المرء وهو يعرف بأن المعاناة لقادمة.
“ل-لو كانت أمنية أنا قادر على تحقيقها.”
“لا تقم بالإهتمام فقط بقلب الأنسة، بل قم أيضا بإعطائها جسدك هو الأخر. قم بالتربيت على رأسها وإهتم بها من حين إلى أخر. لو القلب والعقل لغير قادران على التحرك بنفس السرعة والمواكبة على بعضهما البعض، إذا فإن هذه تقلق من وقوع موقف حيث يتعفن فيه عقل الآنسة في داخل جسدها، وتخلي عقلها عن جسدها بشكل كامل.”
جلالته قام بإطلاق تنهيدة طويلة للغاية.
“هل أنت ولربما تحاولين القول بأنه لو قامت الآنسة فارنيس بالمطالبة بجسدي، إذا فإنه سيجب علي أن أقدمه لها؟”
“ذلك ما أقصده تماما وبالتحديد.”
“لابيس، أنت بوحدك لكافية بالنسبة لي.”
“جلالتك، أنا أظن أنه وبعد تجربة جسدك، أنه لن يكون من المبالغة قول أن عدة أشخاص إضافيين لن يكونوا بأمر مبالغ فيه على الإطلاق.”
“أطفال ذي أجساد غير ناضجة مثل الآنسة لبحق ليسوا من نوعي المفضل على الإطلاق، وصدرها لصغير الحجم أيضا.”
“هذه تعتذر على قولها هذا، ولكن، لو الشخص الذي يقول هذه الكلمات حاليا هو جلالتك، أنت المهووس بجلالتها بارباتوس، إذا فإنه يجب علي القول بأن مصداقية كلماتك……..”
“أنا لست بمهووس بها على الإطلاق! كل ما حدث هو أن بارباتوس قامت بأكلي فقط! ميزان القوة في تلك العلاقة لمائل في جهتها بشكل كامل!”
“ذلك لربما كان يطبق على بداية الأمر، ولكن، ذلك لم يعد أمرا مهما بعد قيامكم بما قمتم به، أليس كذلك؟ رجاء قم بجمع كلماتك، يا جلالتك. إنه لمن المحرج وبحق سماع جلالتك وهو يحاول إختلاق مختلف الأعذار.”
“مهلا لحظة واحدة. بارباتوس هي أداة مهمة وضرورية للغاية في تنفيذنا خططنا ولها دور كبير فيها، أليس كذلك؟ لو الأمور هي هكذا، وبما أنها ذات فائدة كبيرة للغاية، الإهتمام بها وجعلي نفسي مناسبا لرغباتها لأمر……..”
“نعم. بما أن جلالتك قد ذكر سابقا بأن الآنسة لهي أيضا ذات دور مهم وهي أيضا ذات فائدة كبيرة، إذا فإنه لربما يمكن لجلالتك أن يقوم بنفس الشيء من أجلها.”
سيادته دانتاليان قام بوضع يده على جبهته. بشكل مثير للأسف، جلالته نادرا ما فاز في نقاش ضدي أنا. هذا بسبب كوني أقاتل فقط في المواقف التي أعرف أنه من المؤكد لي الفوز فيها.
وهذا أمر لا داعي لقوله، ولكن أنا أحب وكأنني أقاتل وأخوض حربا. سواء الأمر كان يعتلق بالعلاقات أو بالحرب، إنها لقاعدة ليقاتل المرء فقط وبعدما أن يصبحوا متأكدين من نصرهم. أنت كنت قد أرخيت حذرك يا سيادتك.
“……لو…لو أنا هو الأب، ولابيس هي الأم، إذا ألن يعني ذلك بأن الآنسة فارنيس هي طفلتنا. أليس هنالك أي قانون يحرم ممارسة علاقة بين إبنة ووالدها، إنه هنالك قانون مثل ذلك، أليس كذلك؟”
“ولما يهم ذلك، فإنها ليست بإبنتك الحقيقية على أي حال.”
“نعم…أنت محق….ذلك لا يهم…..”
جلالته قام بإرخاء كتفيه وحني رأسه قليلا. مقاومته الأخيرة قد تم تحطيمها بسهولة وعلم إستسلام أبيض قد تم رفعه من داخل قلعته. بعد رؤية وجهي وتعابيري التي أصبحت نشطة وساطعة بسبب حصولي على نصر مثالي، لسبب ما، حافة شفتي جلالته بدأت بالإهتزاز والإرتفاع قليلا.
“لابيس، إبنة قد تكونت بيننا بشكل مفاجئ، أليس كذلك؟”
“……أنت محق في ذلك.”
أنا قد أصبحت متوترة وقلقة الأن.
في كل مرة قد ظهر فيها ذلك التعبير على وجه جلالته، حدث سخيف دائما ما يحدث بعد ذلك.
“بما أنه لا يمكن صنع إبنة بدون ممارسة علاقة بين الوالدين، على ما يبدوا إنه من الضروري أن نتشارك نحن علاقة الأن فورا وفي هذه اللحظة.”
“………هذه تتعذر، ولكن فقط الأن، ألم تقم بقلب ترتيب الأمور قليلا؟”
“أنا لن أستمع لأي معارضات.”
جلالته قام بالإمساك بي وليرفعني من على الأرض بشكل مفاجئ، وبعد ذلك إنه قام بالجلوس على الكرسي.
وهو يقوم بإطلاق صرخة ‘يااااهو’ طفولية من فمه مثل طفل شقي، جلالته قام بمعانقة جسدي.
إنه ولبحق شخص غير معقول من جميع الجهات.
“يا جلالتك، الإجتماع سوف يبدأ في غضون ساعة واحدة.”
“لو ذلك الوقت ليس بكاف، إنه سوف يكون هنالك أيضا مسألة إنهاء الأمر بذلك المذاق، بذلك الشعور الناقص.”
“أليست الآنسة نائمة حاليا بجانبنا؟ هذه قلقة من حقيقة أن الأصوات والضوضاء لربما سوف تيقظها.”
“ممارسة علاقة وبذل المرء قصار جهده لكي لا يتم إكتشافه لأمر له جاذبيته الخاصة. أه، لا تقومي بإزالة جواربك. أنا وبشكل غريب أفضل القيام بالأمر وأنت ترتدين جواربك.”
هذا لأمر خاطئ من عدة جهات.
“هذه سوف تكرر كلماتها مجددا، ولكن ترتيب ونظام الأمور لخاطئ بشكل كامل. إبنة تصنع بعد التزاوج، لذلك لما سوف يقوم المرء بالتزاوج حتى وبعدما تم صنع الإبنة؟”
“أوهو، النظام والترتيب، أليس كذلك؟ لابيس، ألم تعرفي حتى الأن؟ هذه مملكة من دخان حيث كل شيء فيها لمعكوس. الناس يتكلمون بشكل معكوس، والكلمات يتم نطقها بشكل معكوس هي الأخرى، وبسبب هذا، العلاقات البشرية لهي الأخرى يتم قلبها رأسا على عقب.”
جلالته قام بوضع رأسه على صدري وليقوم بالإبتسام.
“كرري من بعدي. تنأ كب-حأ ا-نأ.”
“تنأ كب-حأ ا-نأ؟”
إنها لمجرد مجموعة من الحروف ولا معنى لها.
“وما الذي يعنيه هذا؟”
“الأن، قومي بتكرير هذه الحروف ولكن وبشكل معكوس، وبعد ذلك أنت سوف تعرفين الإجابة.”
“ا-نأ…..”
أنا حاولت قلب كل كلمة ونطقها بشكل معكوس في فمي. ولهذا فإن ‘تنأ كب-حأ ا-نأ.’ بالمقلوب هي…
أ-نا، أح-بك، أنت.
……ولهذا، وبشكل مجتمع.
أنا أحبك أنت.
……….
أنا كنت مصدومة.
من كان ليظن بأنه سوف يقوم بإستخدام مزحة طفولية مثل هذه.
على الأرجح حتى فتاة صغيرة بريئة ساذجة تبيع الأزهار لأول مرة في الأزقة سوف تسخر من الشخص الذي قام بقول هذه الكلمات.
متلقيا كامل نظرتي الباردة، جلالته قام بالهمس في أذني.
“نحن قريبا سوف نجلب على الجميع حربا. حرب حيث كل شيء فيها سيكون معكوسا ومقلوبا رأسا على عقب. الأفعال والأسباب سوف تكون مقلوبة، الأصوات سوف تكون ملتصقة، والأناس سوف يتم لويهم. النبلاء سوف يصبحون عاميون، والعاميون سوف يصبحون نبلاء. وفي ذلك العالم، لابيس، أنت وأنا معا سوف نتسلق إلى القمة.”
“………”
“ولكن، وبالرغم من كل ذلك، حبنا لن يتغير. حتى ولو كان نظام وترتيب حبنا ليصبح معكوسا، إنه سيظل حبا.”
هل من الممكن تصديق هذا؟
كامل هذا لهو مجرد عذر قد قام جلالته بتقديمه فقط لكي يستطيع النوم معي، عامية هجينة منبوذة لمرة واحدة فقط.
مذهل، يا جلالتك. كم هذا لأمر مذهل بحق.
شخص عظيم سوف يقلب كامل العالم فقط لكي يمارس علاقة جنسية مع سوسكبوس واحدة ذات دماء مختلطة وذات عقل ضحل، مهما كان تاريخ القارة طويلا للغاية، على الأرجح سيادته دانتاليان هو الشخص الوحيد في كامل التاريخ ليقوم بهذا.
وبالطبع، وبشكل مختلف عن ذلك، أنا لم أشعر بالإنبهار على الإطلاق.
“…….ألا يشعر جلالتك ولا ببعض الإحراج أو الخزي على الإطلاق عند قولك كلماتك مثل تلك بكل شجاعة؟”
“الإحراج؟ الخزي؟ أنا قمت برمي مشاعر مثل تلك في سلة المهملات منذ مدة طويلة للغاية.”
“رجاء فلذهب فورا إلى سلهة المهملات تلك ولتقم بالإسترجاع منها شخصية جلالتك حالا.”
“هاااااه، بالرغم من أنك في الواقع تحبين هذا الأمر في داخلك، لابيس. أنت فقط تحاولين إخفاء خجلك بهذه الطريقة.”
يا سيدي العزيز ويا أيتها الألهة.
أنا لمصدومة لدرجة أنني وبحق لم أجد الكلمات المناسبة لأرد بها عليه.
لو كان شخص عديم الحياء والخجل ذكيا للغاية، فإلى أي درجة مرعبة من النرجسية سوف يصل إليها ذلك الشخص، أنا يمكنني فهم هذا الامر عن طريق النظر إلى سيادته دانتاليان.
لكي يعود جلالته إلى رشده، إنه سيجب عليه الإلتقاء بشخص سخيف وغير معقول مثله.
ولكن، وهنا تكمن المشكلة الكبيرة. العالم يواجه ما يكفي من المشاكل وهو يحاول التعامل مع سيادته دانتاليان. فقط بتواجد سيادته دانتاليان هنا، إنه لم يعد هنالك أي مكان إضافي لشخص مثله في العالم. ليتواجد شخصين، مشابهين لجلالته دانتاليان في هذا العالم. فقط هذه الفرضية لبنفسها تعارض قوانين الطبيعة.
“هاااااا…….”
أنا قمت بالتنهد قليلا وأنا أتخلى عن مقاومتي وفي نفس الوقت أنا بدأت بالتفكير بسرعة فيما يجب علي القيام به لكي أعصر سيادته دانتاليان في أسرع مدة ممكنة من الوقت. ولهذا أنا قمت بتغطية عينيه بيدي. لو لم نكن نريد التأخر على الإجتماع، إنه سيجب علينا إذا أن نستعجل. ولكن ذلك ليكفي. فبالرغم من مظهري، نصف دمائي مازالت دماء سوكسبوس.
أنا لخبيرة.
♦♦♦♦♦
الإجتماع قد وصل إلى مرحلته الأخيرة.
بالرغم من أن بايمون واصلت محاولة شرح محرمات وخطورة الحرب، إلا أنه كان هنالك نقص واضح في شدة قوة صوتها. بايمون هي الأخرى على الأرجح قد سبق وأدركت ما هي النتيجة التي سوف ينتهي عليها هذا الإجتماع. جلالته دانتاليان هو الأخر لم يقم بمحاولة إيقاف صوت بايمون حتى. إنه فقط واصل النظر إلى بايمون بأعين فارغة تبدوا وكأنه يستمتع بالنظر في جهة قطعة فنية واحدة.
……..عقول الناس يتم الكشف عنها بشكل طبيعي، والشيء الذي يكشف عنه الناس من حين إلى أخر بملأ رغبتهم، لهو أيضا، وبكل تأكيد، جزء من عقلهم أيضا. ولكن، العقل الذي يظهر من جلالته من حين إلى أخر، والعقل الذي يقوم جلالته بالكشف عنه لمختلفين وغريبين للغاية لدرجة أنه من حين إلى أخر حتى أنا أواجه صعوبة في فهم معانيه.
النوم بكسل طوال النهار وتعاطي المخدرات طوال الليل لهو بجزء من جلالته. بدأ حرب بخبث لهو أيضا، وبكل تأكيد جزء من جلالته. خبث يحيط وبشكل خافت بالكسل، وكسل يعيش وبشكل واضح في الخبث. متى ما قمت بالنظر في جهة جلالته، عنكبوت واحد- أنا يتم تذكيري بعنكبوب سام وهو يضع جسده على شبكته وينام بكسل. العالم بأكمله لمثابة شبكة لجلالته، ولهذا، إرتياح جلالته بكسل وسلام يعني أنه في منتصف صيده.
“………؟”
جلالته فجأة إلتفت في جهتي أنا. بما أن الجميع يعتبرونني عامية ومنبوذة، أنا لغير قادرة على الإقتراب من منتصف قاعة الإجتماع. أنا لم يمكني القيام بأي شيء سوى مراقبة الإجتماع من مسافة بعيدة بعض الشيء. وتجاهي أنا، جلالته قام بتحريك شفتيه. إنه لم يقم بإصدار أي صوت على الإطلاق.
ما نوع المزح هذه؟
هذا لفعل مهين للغاية تجاه ليلة والبورغيش المقدسة. إن هذا لأمر لا يمكن عذره.
صداع صغير بدأ ومجددا بإصابة رأسي.
عن طريقة قراءة الشفتين، أنا قمت بقراءة كل من الكلمات التي تتحرك على شفتي جلالته بدون أن يقوم بنطقها.
ادد-جم ا-نأ يب-ح يف يتع-قو ل-ه……..لاه-ذم ا-نأ تس-لأو؟
إنها لا تشكل جملة مفهومة على الإطلاق.
وإنها أيضا ليست بلغة هابسبورغ ولا بلغة فرانكونيا. من أي لغة تلك الجملة هي، أنا لم يكن بإمكاني…….لا، مهلا لحظة واحدة. جلالته هو من نوع الأشخاص الذين يستخدمون نفس المزحة بشكل متكرر في نفس اليوم. لو كنت لأقوم بقرائتها بشكل معكوس مثلما قمت به سابقا، إنها لربما ستصبح جملة مفهومة الأن. ‘ادد-جم ا-نأ يب-ح يف يتع-قو ل-ه؟ لاه-ذم ا-نأ تس-لأو’، إن كنت لأقوم بإعادة نطقها بشكل مقلوب، فإنها سوف تصبح—.
وألست أنا مذهلا؟ هل وقعتي في حبي أنا مجددا؟
………..
بينما أنا كنت أختبر إحساس تحول عيني إلى أعين شبيهة بأعين سمكية ميتة بشكل واقعي، أنا قمت بتحريك شفتي.
-رجاء فلتقتل نفسك في هذه اللحظة وفورا.
المزحات قد تواصلت حتى شروق شمس اليوم التالي. الساعة كانت الرابعة صباحا عندما بدأ ملوك الشياطين وأخيرا بالتصويت بشأن إن كانوا سوف يخوضون الحرب أم لا. وهذه كانت النتيجة الواضحة.
إجمالي عدد المشاركين في الإجتماع، 63 شخصا.
المصوتين بنعم للحرب، 38 صوتا.
المصوتين بلا للحرب، 21 صوتا.
والذين إمتنعوا عن التصويت هم 4 أشخاص.
بما أن عدد الأصوات الموافقة يفوق نصف عدد المشاركين في الإجتماع، الحرب قد تم تقريرها. كل شيء يتجه في الجهة التي يريدها سيادته دانتاليان. ذي الرتبة الاولى، ملك الشياطين بااال، وذي الرتبة الثانية، ملك الشياطين أغاريس، وذي الرتبة الثالثة، ملك الشياطين فاساغو لم يشاركوا في هذا الإجتماع، ولذلك فإن قرار الحرب هذا يمكن إعتباره على أنه تم إتخاذه بتعجل أكثر من حذر، ولكن—
أين المشكلة في ذلك؟
إنه ليس هنالك أي خطأ طبقا لقوانينهم.
نحن الأن يمكننا خوض الحرب بشكل قانوني. إن كنا لنقول بأن الهدف والفائدة من الحرب هي قتل البشريين، إذا فقط الأن، عن طريق الإجتماع الذي حدث، نحن قد تم تقديم حق قتل البشريين بشكل قانوني لنا. الحدود القانونية والغير قانونية المبنية على الموت، قد تم صنعها بسبب كون الناس غير راضيين بعد عدم مقدرتهم على إهتماممهم بالأمور القانونية والغير القانونية المتعلقة بالحياة، هذا لأمر يثير الضحك وبحق. هذه وبكل تأكيد لأفضل نكتة قد سمعتها طوال هذا العام. بكل تأكيد جلالته دانتاليان ينفجر ضاحكا في داخل نفسه هو أيضا.
-ومتى يجب علينا أن نبدأ بتلقين البشريين درسا؟
-إنه سيكون من المناسب بدأ التحرك عندما تقل البرودة قليلا في حوالي الشهر الثالث.
-فور نهبنا البشريين بعض الشيء، البشريون سوف يكونون مصدومين وسوف يقومون بخفض أجسادهم من تلقاء أنفسهم. أنا سوف بعقد تجمع عرقي وسوف أخبر الشباب يافعوا السن.
-لقد مرت مدة طويلة منذ أخر مرة إستطعت تحمية جسدي فيها.
تعابير ملوك الشياطين كانت خفيفة للغاية.
إن هذا لأمر واضح للغاية. ولا شخص واحد هنا ينظر إلى هذه الحرب ويرى بأنها سوف تكون حربا شاملة. إنهم فقط ينظرون إلى هذه الحرب وإنهم يظنون بأنها سوف تكون مجرد حرب بسيطة للنهب. وهذه هي طريقة تفكير حزب السهول المشهور بعدائيتهم. أما حزب الجبال فإنهم يعتبرون هذا الحرب كمجرد نزاع صغير وسط شأون ديبلوماسية. إنهم كانوا وبحق يناقشون موضوع إرسال مرسول إلى كل من الإمبراطورية والمملكة لكي يقوموا بتوبيخ البشريين على شرهم. إنه هذه لبحق مسرحية من الدرجة الأولى.
إلى أي درجة هم يجيدون بصق الكلمات من أفواههم.
إلى أي درجة الأمر فتاك، لكي يتخذ شخص ما قرارا بشأن الحرب، حرب حيث يقتل فيها الناس أناس أخرون، وحرب سوف يتم قتلهم فيها من قبل أناس أخرون، فقط بإستخدام الكلمات.
هؤلاء الناس سوف يجب عليهم حمل تلك المسؤولية على أكتافهم لوحدهم.
ومن بين جميع ملوك الشياطين، بايمون هي الوحيدة التي ظلت تعابيرها سيئة ومسودة حتى النهاية. بعد رؤية نتيجة التصويت، بايمون تنهدت وهي تنظر برثى إلى هذا الموقف لمدة طويلة من الوقت. إنها قامت بالسعال قليلا لتنظف حنجرتها. التحذير الذي قامت بتركه خلفها ظل صوت صداه في غرفة الإجتماع.
-متى بدأت هذه الحرب أو من أين أتت، نحن لا نعرف بشأن هذا. بما أننا لا نعرف متى بدأت هذه الحرب، نحن لن نعرف متى سوف تنتهي. بما أننا لا نعرف من أين أتت هذه الحرب، نحن لن نعرف إلى أين يجب علينا الذهاب لكي ننهيها. جميعا، ألا تحسون بالدوار قليلا؟ هذه السيدة بكل تأكيد تحس بذلك. إنه لا يجب أن يكون من الممكن تحمل وزن الحيواة بخفة وزن الكلمات، ولكن، وبالرغم من ذلك، هذه السيدة تقلق لأمر واحد. أن جنودنا سيجب عليهم تحمل ذلك الوزن الثقيل بسبب عبثيتنا………
بعد التوصل إلى قرار أن الجميع سوف يتجمعون في سهول جاتفينجيانس بجيوشهم في اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني ليتقدموا معا، الإجتماع قد إنتهى وبشكل رسمي.
[أضعف ملك شياطين، ذي الرتبة 71، دانتاليان، التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 12، اليوم 7 نيفلهيم، قصر الحاكم
الإجتماع قد إنتهى بشكل رسمي ونهائي.
أنا إنتظرت إلى أن غادر الجميع هذا المكان.
بينما أنا كنت أحدق في السقف المظلم، أنا كنت أفكر في الكلمات التي تركتها بايمون خلفها. كلمات بايمون المتعلقة بعدم معرفة من أين أتت الحرب وعدم معرفة أين يجب عليهم الذهاب من أجل إنهائها، لبكل صراحة هي كلمة مذهلة وعظيمة. بينما ملوك الشياطين الأخرين كانوا يحاولون العبور من غيوم الدخان التي قمنا أنا وبارباتوس بنشرها، بايمون كانت مركزة على محاولة معرفة من أين أتت غيوم الدخان تلك. فقط هي من قامت بهذا. إنها الشخص الوحيد ليحاول النظر إلى ما يوجد خلف الدخان.
غرفة اللقاء كانت فارغة. الخدم قاموا بإطفاء الشموع. أنا أحسست وكأنني متواجد حاليا خلف ستارة مسرحية ما، مكان قد سبق وغادر منه جميع الممثلين، وحتى الجمهور قد سبق وغادر المسرح.
-أنا أسفة……….أنا أسفة……..
بما أنني أفكر بشأن هذا الأمر.
حتى في ذلك الوقت الذي إنهارت فيه بعد ردي الهجوم عليها في هذه الغرفة، بايمون قامت بالإعتذار بشكل صادق للغاية. المرأة ذي الرتبة التاسعة قد إعتذرت والدموع تملأ عيونها لذي الرتبة 71 أنا، إنها إعتذرت لأنا معدوم الإسم. أنا وبشكل مفاجئ بدأت أخشى شدة وضوح عقلها الذي يمكنها من أن تعتذر بصدق ولتحاول النظر إلى ما يوجد خلف الدخان بصدق. بايمون على الأرجح لن ترتكب نفس الخطأ مرتين.
عابرة غرفة الإجتماع الفارغة، لابيس لازولي وصلت إلى جانبي. إنها قامت بطرح سؤال علي.
“ما الذي تفعله يا جلالتك حاليا؟”
“أنا أقلق بشأن حقيقة إن كان سيجب علي إغتيال شخص محدد.”
“ذلك لن يكون بأمر سهل.”
لابيس لازولي قامت بالرد علي بهدوء. إنه لم يكن هنالك أي علامات تفاجئ في نبرة صوتها. إنها لم تسأل حتى بشأن من هو الشخص الذي أريد إغتياله. أنا أعرف بأن لابيس تفكر في نفس الشيء الذي أفكر فيه أنا في عقلها.
“سيتري هي دائما بجانب ذلك الشخص.”
“سيتري؟”
“ذي الرتبة الثانية عشر. لو كان ليرتب المرء ملوك الشياطين طبقا لقوتهم الشخصية، إذا فإن ذي الرتبة الثانية أغاريس سوف يكون ذي الرتبة الأولى، ذي الرتبة الثامنة بارباتوس في الرتبة الثانية، وبعد ذلك، وفي المرتبة الثالثة هنالك ملكة الشياطين سيتري. بما أنها تتبع ذلك الشخص من مكان إلى أخر كأخت أكبر لها ولا تغادر جانبها ولو حتى للحظة واحدة، إنه سيكون من الصعب لينجح مغتال في إغتيالها.”
“أأأه.”
أنا قمت بتذكر الأحداث من الماضي. في الوقت الذي إنهارت فيه بايمون بعد ردي الهجوم عليها، إنه كان هنالك ملكة شياطين قد ساعدتها على النهوض لتغادر رفقتها.
أنا لم يكن بإمكاني رؤية وجهها في ذلك الوقت ولكن، على الأرجح ملكة الشياطين تلك كانت هذه السيتري.
أنا بعد ذلك تذكرت تروكيل. العفريت العجوز تروكيل. بعد تفكيري بشأن الأمر قليلا، ألم يقم ذلك التاجر بقتل نفسه فقط من أجل حماية بايمون هو الأخر؟ أنا قمت بإطلاق تنهيدة مرفقة بصوت أنين مليء بالإنزعاج.
“هل الأمور هي هكذا. بايمون لمباركة بالناس، لقد فهمت. أتباعها الأولياء يحمونها عن طريق تكوين جدران قلعة حولها، ولهذا إنه سيكون من الصعب إختراق هذه الجدران من الخارج. بما أنها شخص يقلق حتى بشأن نيران مخيم جنود الدرجة الثانية، الجنود ذي أدنى رتبة، هذا سيكون لموقفا معقدا ولزجا للغاية.”
“هل سوف تترك الأمور على حالتها الحالية إذا؟”
“أنا لا يمكنني رؤية الطريق المناسبة بعد. الولاء لا يتشكل من تلقاء نفسه. إنهم أولياء تجاه بايمون بسبب كونها قادرة على ملأ ما لا يقدرون هم على ملأه. أنا يجب علي أولا إكتشاف ما تقدمه بايمون لهم وما تملأهم به……”
لابيس قامت بخفض نفسها إلى ركبة واحدة. إنها قامت بوضع، وبلطف رأسها على فخذي. في منتصف غرفة الإجتماع الفارغة، نحن أحسسنا بصمت بعضنا البعض.
أنا وبشكل مفاجئ أحسست برغبة للتلامس، ولهذا أنا قمت بحني رأسي ولأقوم بوضع شفتي على شفتي لابيس. مهما نظرت إلى الأمر ومهما كانت وجهة النظر التي تنظر منها، ساعة واحدة فقط لغير كافية على الإطلاق. أنا أردت أن أملأ ذلك الشعور الناقص الذي تم تركه منذ قبل بدأ الإجتماع بما أن الإجتماع الأن قد إنتهى. لابيس قامت بإطلاق نفس من فمها.
“يا جلالتك. هذا لمكان مقدس……”
“ولكن، ألا يرفع ذلك فقط من شدة متعة الأمر؟”
هذا لمكان مقدس وملوك الشياطين لهم الأشخاص الوحيدون الذين يملكون الحق ليتواجدوا في هذا المكان، وفي نفس الوقت لابيس لازولي لهي بعامية. بعد سماع مزحتي القاسية والتي تلمح إلى أنه يجب علينا تدنيس أكثر الأماكن تقديسا في عالم الشياطين معا، لابيس لازولي قامت بإغلاق فمها. نحن لشريكين مذنبان معا. العشاق الذين قد جرحهم العالم يجتمعون معا من أجل مشاركة ندوبهم مع بعضهم البعض، ولكن، إنه ليس هنالك أي داعي للقيام بذلك لعيشقين يحاولان تدمير وجرح العالم. من بين الفراغات المتواجدة بين جسدينا الملتصقين ببعضهما البعض، صوت التنفس قد صدر إلى جميع الأرجاء.
-……..
-……..
نحن قمنا بفرك جلدنا مع بعضنا البعض لأطول مدة ممكنة، ونحن قمنا بمشاركة لحم بعضنا البعض لأكبر درجة ممكنة. نحن كان يجب علينا أن نمنع أصواتنا من الصدور قدر الإمكان. وعندما يصدر إما صوتها أو صوتي أنا من بين الفراغات بين شفتينا، الصوت يصل إلى حتى علو السقف. طوال الليلة عاصفة جليدية قد واصلت الهبوب خارج النافذة. أنا أحسست وكأن الثلج يغطي وخصوصا السهول التي قد سبق وفقدت خصوبتها. جروح الأرض سوف يتم دفنها تحت الثلج.
وبحلول موعد شروق الشمس، صوت الثلج قد إختفى من العالم.
*************
وأخيرا لقد أنهيت ترجمة هذا الفصل.
إذا، هذا هو الفصل الأول للمجلد الثالث وبداية الحرب تقترب شيئا فشيء ولتظهر شخصيات جدد.
المهم، أتمنى أن يكون الفصل قد أعجبكم وأتمنى أن تكون ترجمتي مفهومة وفي حسن ظنكم وإن لاحظتم أي أخطاء إملائية في الفصل فأشيروا إليها في التعليقات.
ترجمة: Jaouad AZzouzi.