دفاع الخنادق - 21 - المقدمة
الفصل المقدمة للمجلد الثالث من DD.
————————-
الخطاب لهو قوة.
————————
المقدمة.
مقولة أن الحياة لبمثابة مقامرة لهي مقولة فيها بعض الحقيقية.
المرء سيكون جيدا في الحرب فقط إن إستخدموا الناس وكأنهم يستخدمون الرهانات.
إذا لم تتم معاملة حياة الناس كمجرد رهانات، إذا حرب حيث مئات الألاف من الناس سيفقدون فيها حياتهم ستصبح جحيما لا يطاق. بارباتوس قد قالت بأن الناس لا يمكنهم تجاوز هذا الجحيم وهم رصيني العقل.
“فوق وغد مجتهد للغاية يوجد هنالك وغد عديم الأحاسيس، وفوق وغد معدوم الأحاسيس، إنه يوجد هنالك وغد مجنون. وبسبب هذا، لو أردت الفوز في حرب، أنت يجب عليك أولا أن تصبح وغدا مختل العقل.”
ممتزجا بكلمات بارباتوس، هنالك لبعض من الضحك في صوتها.
الضحكة والقسوة على وجهها لا يمكن تفريقهما. أنا لم يكن بإمكاني تحديد إن كانت تتصرف بهذه الطريقة لكي تظهر لي درجة إستمتاعها بما يحدث، أو إن كان هذا بسبب رغبتها في جعلي أرى إلى أي درجة هي وحشية. ولكن، وبالرغم من هذا، وبشكل شخصي، أنا أحسست وكأن هذه المزيج الذي لا يمكن تفريقه في تعابيرها لهو جنون بارباتوس الشخصي.
أنا مارست الجنس مع بارباتوس من حين إلى أخر. ولكن، وبالرغم من ذلك، نحن لم نقم بمشاركة مشاعرنا. أنا أفهمها بعمق، ولكنني غير قادر على رؤية قاعها.
بارباتوس لهي مجرد عاهرة مجتهدة للغاية، عاهرة عديمة الأحاسيس، وعاهرة مجنونة. وبالنسبة لبارباتوس، أنا مجرد وغد كسول، وغد متحمس، و وغد مختل عقليا. شهواتنا ورغباتنا في السرير قد تطابقت بشكل جيد. بما أن عاهرة مجنونة ووغد مختل قد إلتقيا، إنهما على الأرجح سيقدران على التعايش مع بعضهما البعض لمدة من الوقت.
-رجاء أعفوا علينا.
-على الأقل، ليس على هذا الوضيع، ولكن أعفوا على إبنة هذا.
-أنا سوف أعمل ككلب مطيع لك لبقية حياتي، لذلك رجاء سامحني.
وحتى تجاه مجموعة البشريين المتواجدين أمامنا والذين قمنا بالإمساك بهم، بارباتوس قامت بالإبتسام. إنها قد تجهزت للحرب منذ بداية فصل الخريف. بما أن الناس لهم مجرد رهانات في الحرب، بارباتوس تملك العديد من الأسباب لتكون قاسية. ولكن، المساجين الذين أمسكنا بهم لا يعرفون بشأن الحرب القادمة. بالنسبة لهم، بسمة بارباتوس ليست سوى مجرد علامة على عنف وصل إليهم بدون إي إستفزاز.
“قوموا بما تريدون أنتم القيام بهم. لما أنتم تسألونني أنا بشأن حياتكم وموتكم؟ إن كنتم سوف تعيشون فلتعيشوا، وإن كنتم سوف تموتون إذا فلتموتوا فقط.”
“ممم.”
أنا قمت بإيماء رأسي. اللغة التي يتكلمها البشريون واللغة التي تتكلمها بارباتوس لهما مختلفتان كليا، لذلك أنا كان يجب علي إتخاذ دور المترجم لأشرح لهم. الشخص الوحيد هنا ليكون متقنا لغة البشر وليكون ملك شياطين في نفس الوقت لهو أنا.
“إنها تقول أنه يجب عليكم الموت بإطاعة.”
السجناء قاموا بخفض رؤوسهم إلى الأرض في أن واحد.
-بسبب كوننا نحن مجرد مغفلين، إنه من الصعب علينا الفهم.
-رجاء قرر ما يجب علينا فعله.
“أوي، لما لا تنظر إلى هذا؟”
بارباتوس بدأت الضحك بسخرية قليلا. الجنود الشيطانيون حولها هم أيضا، بدأوا بالضحك.
“دانتاليان، فقط ما هو الهراء الذي يتفوهون به حاليا؟”
“إنهم يقولون بأن كلماتك الملعونة لغامضة للغاية، وإنهم يريدونك أن تتحدثي بطريقة أبسط لكي يستطيعوا الفهم بسهولة.”
“إياااا، ما هذه المجموعة من الهراء والغائط. إن عاشوا فإن تلك لحياتهم، وإن إنقطعت رؤوسهم فإن ذلك سيكون موتهم. لما يجب علي أنا أن أهتم؟”
أنا قمت بإيماء رأسي.
وبعد ذلك أنا، وبشكل حرفي، قمت بترجمة كلماتها للسجناء.
“هذه الآنسة هنا تقول بأنكم أنتم لمليئون للغاية بالهراء والغائط.”
-أوه سيادتك، رجاء سامحنا!
-أرجوك أعفوا علينا من غضبك!
السجناء بدأوا بالبكاء والشياطين مرة أخرى، بدأوا بالضحك. صوت النحيب من البشر قد ظل على سطح الأرض وليهتز بشدة، بينما صوت الضحك من الشياطين إرتفع إلى السماء وإنتشر. صوت النحيب والضحك كانا مجتمعين مع بعضهما البعض، وهذا قد تسبب في جعل نطق الكلمات أمرا صعبا وحتى تلك الكلمات التي تم نطقها قد كانت صعبة وترتجف بشدة. الكلمات قد غطى عليها صوت الضحك، وصوت الضحك قد أكل الكلمات. بما أنه كان من الصعب التعامل مع الكلمات لوحدي، أنا قمت بما يمكنني القيام به وقد إرتجلت.
لو قامت بارباتوس بطرح سؤال.
“هل حالة المؤن والطعام في الإمبراطورية لجيدة؟”
أنا كنت أترجمها كما التالي.
“إنها تسألكم ما الذي كنتم أنتم تأكلونه طوال الفترة الماضية لتبدوا مؤخراتكم القذرة سمينة إلى تلك الدرجة.”
ولسؤال.
“لقد سمعت بأن في منطقتكم هذه، أمير العرش والأميرة الإمبراطورية الثالثة يخوضان قتالا كبيرا بشأن من هو الذي سيصبح الإمبراطور القادم. هل مواجهتهم النشطة هذه تتسبب بأي تأثيرات على حياتكم أنتم كمواطنين؟”
أنا كنت أترجمه كالتالي.
“إنهم يقولون بأن أمير العرش يحاول الأن، بعد حصوله على أخته الأولى والثانية ومضاجعتهما ليقتلهما بعد ذلك، أن يحصل على أخته الثالثة. ما رأيكم أنتم جميعا في هذا الأمر؟”
بالرغم من هذا، لم يكن هنالك أي مشاكل في التحدث والتفاهم.
هذه ليست بمزحة على الإطلاق.
منذ بادئ الأمر، بارباتوس كانت تخطط لكي تعدم السجناء على أي حال. إنها فقط تسخر منهم هنا وهناك فقط لكي تستمع قليلا وهي تمزح. إنه سيكون من الصادق أكثر إخبارهم بأن يتجهزوا لموتهم المحتم بدل إعطائهم أملا زائفا.
لو قمت بالتخلص من كامل صوت الضحك والنحيب المشابه لوسخ قذر ملتصق بالكلمات.
-مت.
-نحن نتمنى أن نعيش.
-سنموت على أي حال.
-نحن نتمنى أن نعيش على أي حال.
هذا ما سيتبقى بنقاء.
إنها لبسيطة للغاية.
من حين إلى أخر، بينما أنا أتظاهر بالترجمة، أنا أقوم برمي أسألت عشوائية في جهة السجناء.
“ما هو إسمك؟”
“هل تملك أي كلمات أخيرة تريد أن تتركها خلفك؟”
“رجاء جهزوا أنفسكم للموت.”
وبعد ذلك، العاميون، اللذين وأخيرا قد أدركوا هلاكهم الحتمي، بدأوا بالنحيب مجددا.
بعد مدة قصيرة، بارباتوس قد ضجرت وإنها قامت بقطع رؤوس السجناء. الرؤوس المقطوعة سقطت إلى الأرض وإنها تدحرجت في جهات مختلفة. جميع الرؤوس كان فمها مفتوح وكلمة ما كانت مازالت ملتصقة بشفتيهم.
-……….
-……….
-……….
أنا قمت بالتحديق في جهة الأفواه المفتوحة بشكل كبير. كل ما كان هنالك هو الظلمة فقط. أنا لم أكن قادرا على رؤية ما يوجد خلف الحلق.
خلف اللسان، ما يوجد هنالك ليس سوى مجرد طريق إلى الجحيم………هذه هي الفكرة التي مرت من عقلي.
بارباتوس قالت أنه من أجل خوض الحرب وفي نفس الوقت، لكي يتجنب المرء الطريق إلى الجحيم أثناء ذلك، إنه يجب عليه معاملة حياة الأخرين وكأنها مجرد مراهنة فقط. ولكن، سواء كانوا ملوك شياطين، أباطرة، شياطين، أو بشريون، الجميع يعيشون وهم قد إبتلعوا الجحيم إلى ما يوجد خلف ألسنتهم. المسألة المهمة لم تكن تجنب الجحيم أم ألا……هذه فكرة أخرى قد مرت من عقلي. الشيء الوحيد الذي يهم هو ذلك، هو إن كان هنالك أناس يتقيأون الجحيم من أفواههم، فإنه هنالك أناس يبقون الجحيم في داخل معداتهم ويتحملونها.
“دانتاليان. هل عدد البشريين الذين قمنا بقتلهم قد تجاوز الألف الأن؟”
“ومن يدري. بما أن هذه هي القرية الثانية والعشرين من قرى القطع والحرق (القطع والحرق: أسلوب زراعة) لنقوم بحرقها، العدد يجب أن يكون قد وصل إلى حوالي هناك تقريبا.”
بارباتوس قامت بالنظر إلى الفضاء الفارغ أمامها.
وإنها قامت بالتمتمة.
“إذا فإننا مازلنا بالحاجة إلى المزيد……لنحرق المزيد قليلا. لو قمنا بالتساهل في مذبحتنا هنا، العديد منا سوف يموتون في مكان هؤلاء البشريين.”
**************
وهذا هو الفصل المقدمة للمجلد الثالث.
وبالنسبة لمن يتساءل بشأن حجم هذا الفصل والفصل السابق، فالإجابة على ذلك السؤال هو أنه دائما في هذه الرواية حجم الفصل الجانبي والمقدمة ما يكون حجمهما صغير مقارنة مع الفصول الأخرى، والفصل الأول القادم لحجمه هائل وفيه تقريبا 14 ألف كلمة (ما يعادل 8 فصول تقريبا من رواية أخرى) وبسبب حجم الفصل الهائل وبسبب حقيقة أن الكاتب قد غير من أسلوب كتابته بشكل كامل (على الأقل عندما يكتب من وجهة دانتاليان، كعلامة على وقوعه في هاوية الجنون أكثر (وكأنه لم يكن مجنونا بما فيه الكفاية) الفصل سيأخذ مني مدة من الوقت لكي أترجمه بشكل جيد، لذلك ترقبوه على الأرجح في مساء يوم الثلاثاء أو صباح يوم الأربعاء.
المهم، أسف على التطويل وأتمنى أن يكون الفصل قد أعجبكم وإلى اللقاء في الفصول القادمة.
ترجمة: Jaouad AZzouzi.