دفاع الخنادق - 18 - نشيد وطني وحشي (الجزء الثاني)
الفصل الثالث: نشيد وطني وحشي (الجزء الثاني).
[حامي الشمال، مارغراف روسينبورغ، جيورج فون روسينبورغ، التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 9، اليوم 17 بالقرب من قلعة ملك الشياطين دانتاليان
“أيها المعاون الأول، أليس هنالك أي تقارير أخرى من فرقة الإستطلاع؟”
“ليس هنالك أي شيء. جنرال، الطريق أمامنا لخال كليا.”
ماعوني الأول قام بالرد علي بتعبير سعادة على وجهه.
السعادة لم تكن على وجه معاوني الأول فقط. الجنود حولي هم أيضا كانوا فرحين. بعد مدة قصيرة نحن قد وصلنا وبأمان إلى قلعة ملك الشياطين دانتاليان.
في بادئ الأمر نحن كنا نراقب محيطنا بحذر شديد.
هذا لأنه وبعد تجاوزنا المنطقة الهضبية غابة فسيحة قد ظهرت أمامنا.
بشكل معاكس للهضاب، الكمائن لممكنة أكثر في داخل غابة ما. أنت لا يمكنك التخلص من إحتمالية كمين من قبل الأعداء. ليرسلوا وحدة صغيرة ليتم هزيمتها عن عمد وليباغثونا عندما نرخي نحن حذرنا…..بكلمات أبسط، إنها تكتيك خداع عادية. بالرغم من أن فرص حدوث هذه لصغيرة لدرجة أنها معدومة تقريبا، أنا لم أكن لأتجاهل حتى أصغر إحتماليات كمين ما.
“بكل تأكيد، على ما يبدوا كامل قوات دانتاليان العسكرية قد هزمناها البارحة.”
“نعم، بالرغم من أنني كنت مرتابا في بادئ الأامر، إلا فإنه على ما يبدوا ذلك كان مجرد قلقا لا داعي له.”
بعد تجاوز الغابة جبل حجري كبير الحجم ظهر أمامنا.
ما كان أمام ناظرنا هو جبل حجري مكون فقط من الحجارة. الأعشاب لا تقدر على النمو على قلعة ملوك الشياطين وسبب هذا لراجع إلى الطاقة السحرية الصادرة من أجسادهم. لذلك فإن هذه قلعة ملك الشياطين دانتاليان بكل تأكيد.
“فرقة الإستطلاع قد وجدت المدخل إلى الكهف.”
“مم، تقدموا حسب الخطة.”
كما قد جهزنا مسبقا، وحدة منفصلة قامت بالدخول إلى الكهف. هذه عملية لتأكيد إن كان هنالك عشب أسود مخزن في القلعة بحق.
الأمور لا بأس بها حتى ولو لم يجدوا أية أعشاب. هذه ليست سوى مجرد أفعال لأظهر لرعيتي بأننا نحن لن نقف على الجانب فقط. لو كان هنالك عشب في الداخل فإن ذلك لحظنا الجيد، وإن لم يكن فإن تلك ليست بشكلة كبيرة. الأمور هي على هذا المستوى.
بعد ثلاثة ساعات، الوحدة المنفصلة قد أنهت بحثها ليعودوا. معاوني الأول قام تقديم التقرير بتعبير تحمس شديد على وجهه.
“جنرال، إنهم يقولون بأنهم قد إكتشفوا كمية عشب أسود كافية لملأ ستة عربات.”
“ماذا!؟”
هذه نتيجة مفاجئة.
من شدة الصدمة أنا نهضت من مجلسي لأتجه إلى الأمام، وكما قال، الوحدة المنفصلة كانوا ينقلون العشب الأسود وهم يحتفلون. كامل جنودي الألف وخمس مئة بدأوا بالهتاف بعد رؤية هذا. أنا أحسست وكأن مهرجانا قد بدأ.
حاليا، العشبة السوداء يتم بيعها مقابل 10 قطع ذهبية في الإمبراطورية. على الأقل 10 قطع ذهبية! وفي بعض الأماكن ثمن عشبة واحدة يصل حتى 20 قطعة ذهبية. بدون أن أدرك الأمر فمي قد سبق وإنفتح بشدة.
“يا إلهي العزيز……بحق هاديس…..”
كم ستساوي ستة عربات مملوءة بالعشبة السوداء من الذهب؟ بشكل إجمالي، هنالك حوالي 7،000 عشبة على الأرجح. 70،000 قطعة ذهبية……الميزانية التي تستخدمها العائلة الملكية في الإمبراطورية في عام واحد لهي 500،000 قطعة ذهبية. مما يعني بأنني قد حصلت على كمية من الأموال تقارب حوالي 1/7 من كمية الأموال الضرورية لإدارة الإمبراطورية بأكملها بشكل سنوي!
“إنها لأعظم نجاحاتك يا سيادتك!”
معاوني الأول قام بالصراخ بصوت عال.
“الأن منطقة روسينبورغ سوف تنجوا. لا، إنها ليست على مستوى النجاة الأن فقط! الناس سوف يمدحون سيادتك كقديس مبارك من قبل الآلهة!”
“أنت محق، بهذا نحن سوف يكون بإمكاننا إنقاذ رعيتي الذين يعانون من هذا المرض الغامض…..”
السعادة ملأت صدري.
كم عدد رعيتي اللذين يعانون من ألم شديد حاليا. كم عدد الناس اللذين أرسلوا صلواتهم إلى الإلهات، وكم عدد المرات التي ردت فيها عليهم الإلاهات بقسوة بالصمت فقط.
إثنين من أحفادي قد ماتا بسبب هذا المرض. واحد منهم كان طفلا لم يتجاوز عمره الستة سنوات……
الألم ملأ صدري بعد تذكري جثة حفيدي السوداء. في ذلك الوقت إبنتي أمسكت بجسد طفلها وهي تبكي من شدة الألم. لو قمت بهذا سابقا، لو غزوت هذا المكان في وقت سابق، في تلك الحالة إبنتي لربما ما كان ليجب عليها أن تعاني من ألم فقدان إبنها……
“يا سيادتك، ما الذي تعنيه بإنقاذ كامل المواطنين؟”
معاوني الأول قام بطرح سؤاله.
“بالتأكيد نحن يجب علينا بيع العشبة السوداء بثمن مناسب. فقط وضعنا مخزوننا هذا في السوق لفعل كاف لتلقي مديح هائل من كامل رعيتك.”
“لا. نحن سوف نقدم العلاج بشكل مجاني لكامل المرضى.”
أنا أعلنت هذا بعدما هدأت مشاعري قليلا.
بدئا من معاوني الأول، كامل قادتي الضباط قاموا بالنظر إلي بتعابير مصدومة على وجههم.
“ذلك لسخيف كليا!”
“حظ جيد قد نزل علي مرتين أثناء هذه الحملة. المرة الأولى هي تواجد منطقتي بالقرب من قلعة ملك الشياطين دانتاليان. المرة الاولى هي أننا إستطعنا هزيمة قوات الأعداء وهي منقسمة قبل أن تستطيع التجمع.”
حقيقة أننا اليوم إستطعنا الحصول على هذه الغنائم لهو فقط بسبب سماح الإلاهات لنا بذلك. أنتم يجب عليكم أن لا تنسوا ذلك.
“لو الإلاهات قد باركنني بثروتهن فإن دوري هو أن أبارك رعيتي هم الأخرين بهذه الثروة. المجد من الآلهة يجب أن يكون مجدا للجميع. ألست محقا يا أيها السادة المحترمون؟”
“…….”
معاوني الأول وقادتي الضباط قاموا بالنظر إلى بعضهم البعض.
وبعد عدة لحظات معاوني الأول قام بخفض نفسه إلى ركبة واحدي ليركع أمامي.
“هذا هنا قد أقسم ولائه لسيادتك.”
القادة الضباط قاموا بخفض رؤوسهم واحدا تلو الأخر. هذه ليست مجرد علامة آداب من جندي إلى قائدهم. بشكل غير متعلق بعلاقتنا تلك، هذه علامة إحترام بين المحاربين.
أنا قمت برفع كل واحد منهم بشكل شخصي ليقفي بشكل مناسب.
“أنقلوا هذا الخبر إلى بقية جنودنا. بأن كل جندي سوف يحصل على عشبة واحدة وأنه بعد عودتنا إلى ديارنا أنا سوف أدعوا الجميع إلى وليمة من اللحم والنبيذ.”
“مفهوم!”
لو نبيل مثلي أنا تلقى الإحترام فإنه في المقابل يجب أن أرد عليهم ليس بالكلمات بل بأشياء ملموسة. أي شخص يمكنه إظهار إمتنانه بإستخدام الكلمات.
الكلمات لهي مثل قلعة مبنية من الهواء. أصغر الإهتزازات سوف تسقطها إلى الأرض.
الولاء يأتي من المال. ليس هنالك أي سبب لأكون خجلا من الإعتراف بهذا.
“سيادتك، إذا نحن سوف نحرك براميل البارود.”
“مم، قوموا بذلك.”
“حاضر. إنقلوا البراميل!”
الجنود قاموا وبحذر بنقل براميل البارود من العربات.
بما أنه هنالك خطر إنفجار هذه لو تمت معاملتها بأقل درجة من الحذر، أربعة سحرة واصلوا البقاء بالقرب منها وإبقاء عين مراقبة عليها. هذا لأمر طبيعي. لو حدث إنفجار عرضي نحن جميعا سوف نموت. حتى أقل درجات الحذر بشان هذا الأمر لغير مقبولة.
السحرة قد أمضوا كامل هذه الحملة وهم يحرسون براميل البارود. نحن لكان بإمكاننا إستخدامهم كوحدة سحرة جويين ولكن ولحسن الحظ لم تكن هنالك أي معركة عنيفة بما يكفي لترغمنا على إستخدامهم.
سحرة. بمعنى أخر وحدة سحرة جوية لهي قوة عسكرية ثمينة للغاية. فقط هم يستطيعون السيطرة على السماء. إنه لمن حسن حظنا أننا لم نفقد ولا حتى ساحرا واحدا في هذه الحملة. بحق. هنالك الكثير من الرفاهيات التي يمكن إعتبارها بأننا محظوظون……
“سيادتك، لقد قمنا بوضع جميع براميل البارود في الكهف.”
“جيد. فجروهم بحذر. إحرصوا على أن تكون الأولوية هي سلامتكم.”
“حاضر! أشعلوا المتفجرات!”
السحرة قاموا بالإشارة إلى مدخل الكهف ليقوموا بإطلاق تعويذة سحرية نارية في أن واحد. المدى الأقصى لتعويذة سحرية هو 50 مترا. الكرة النارية قامت بالطيران مسافة طويلة بعض الشيء لتنفجر في داخل الكهف.
بوووووووووووم–
صوت إنفجار هائل صدر بشكل مدوي لدرجة أنه هز الجبل الحجري.
بارود مصنوع من الفحم ونترات البوتاسيوم. ورفقة ذلك الإثنين، البراميل كانت تحتوي على قطع من الحديد والأحجار أيضا. بالرغم من أنه لمن الصعب إستخدامها في معركة حقيقية إلا فإنها نافعة في تدمير قلعة الأعداء مثل الان.
قلعة ملك الشياطين دانتاليان إنهارت أمام عيني. إنه من المستحيل تدمير جبل كامل لذلك فإن فقط مدخل الكهف قد إنهار ولكن وبالرغم من هذا أنا مازلت راضيا بهذا.
معاوني الأول قام بالتكلم بصوت متأثر وهو يشاهد منظر إنهيار المنطقة السفلية من الجبل.
“ذلك لمذهل.”
هذا لبحق كذلك. إنها حملة كانت مثالية منذ البداية حتى النهاية.
وبهذا فإنه قد أصبح من المستحيل لملك الشياطين دانتاليان برد الهجوم. إنه لم يخسر فقط كامل قواته العسكرية إنه أيضا قد خسر قلعته وقاعدته. وبهذا فإنه تم إنهاء إجراءات السلامة الخاصة بالمارغراف روسينبورغ.
إنه لا يوجد هنالك أي شعور شبيه بالشفقة تجاهه داخلي. هذا لقانون الغابة. إنه من الواضح والطبيعي بأن البشر سيكونون عدائيين تجاه الشياطين. تقبل هزيمتك بإطاعة أوه يا ملك الشياطين الضعيف.
“جميع القوات! دعونا نعد إلى المنزل!”
بووووووووو
الأبواق تم نفخها بقوة كبيرة بسبب سعادة الجنود.
متلقين ضوء شمس الظهيرة المنعش، جنودي بدأوا التحرك بنشاط. بما أن الرياح أيضا كانت تهب ببرودة قليلا فإن الجو كان مثاليا.
“هل سبق ووصل. هل سبق وحل الخريف……”
أوراق الشجر أصبحت حمراء والمزارعون بدأوا بالنزول إلى الحقول. إنه الموسم حيث كامل الكائنات يحصدون فيها حياتهم.
بحق، حياتي متقدما في ساحات المعارك والحلبات لأكثر من 50 سنة لمماثلة.
أنا تمنيت أن أسقط في ساحة معركة.
أنا تمنيت أن أدخل راحتي الأخيرة رفقة المحاربين الأخرين.
ولكن…….
‘شكرا لك يا إلهي العزيز. أوه يا أيتها الآلهة العظماء. لتعطوا فرصة لهذا الرجل الغير جدير في ترك شيء ما خلفه من أجل رعيته. أنا بحق ممتن.’
أنا قمت بتقديم صلاة إلى الآلهة في عقلي.
لو ربما بعد إعطائي رعيتي العلاج، بعد إنقاذي الأراضي، لو في ذلك الوقت تم السماح لي بإغلاق عيني ببطء. لو ذلك كان هو قدري فإن ذلك ليس بسيء للغاية. بحق إنه ليس بسيء للغاية.
إن ذلك سيكون بمثابة ترك أمل للأجيال القادمة.
أليس هذا دورا مذهلا تم منحه لرجل عجوز؟
“جنرال! فرقة الإستطلاع قد عادت بتقرير عاجل!”
بينما أنا كنت أفكر بشأن كيف سوف أقسم الوراثة بين أباني وبناتي، معاوني الأول قام بتقديم تقرير عاجل. صوته كان لعال بعض الشيء. لسبب ما تعبير حيرة كان على وجهه. فرقة الإستطلاع؟ ولكنه لا يجب أن يكون هنالك أي شيء يستحق أن يتم الإبلاغ عنه بشكل عاجل في هذا الوقت.
“ما الأمر؟”
“قوات الاعداء قد ظهرت! جنود أعداء قد تمت ملاحظتهم أمامنا!”
رفقة صرخة معاوني الأول الجو قد أصبح باردا. أنا إستطعت الإحساس بالجنود حولنا وهم يصابون بالدهشة ليحدقوا إلى معاوني الأول.
أنا أيضا كنت مصدوما ولكنني حافظة على تعبيري الهادئ عن عمد. لو إهتز القائد بقلق فإن ذلك القلق سوف ينتقل بشكل فوري إلى كامل الجنود. بمعنى أخر، إنه مرض مرعب أكثر من الموت الأسود.
مم، على ما يبدوا تغيير صغير في المزاج لضروري هنا.
“إهدأ! هل سبق ونسيت مسبقا؟ حربنا لا تنتهي إلا بعد عودتنا إلى المنزل. طالما أن المعركة مازالت لم تنتهي الأعداء يمكنهم الظهور من أي مكان! هذا لأمر واضح. هل ذلك لسبب كاف للبدأ بكامل هذه الضوضاء؟!”
“أنا أ-أعتذر.”
معاوني الأول قام بخفض رأسه، بينما الجنود الذين كانوا غير مرتاحين قد عادوا إلى التنفس بشكل طبيعي. معاوني الأول قد تلقى التوبيخ بدل الجنود الأخرين. هذا أيضا لهو واجب رئيسي في عمل المعاون الأول.
“أعطيني التقرير بكامل التفاصيل. أخبرني أين تتواجد قوات الأعداء وعدد قوتهم العسكرية.”
“حاضر، جنرال! قوات العدو لمتواجدة على المنطقة الهضبية، والتي قد مرت منها قواتنا البارحة. أعدادهم تقارب 3،000 جندي!”
“……….!”
أنا بالكاد قد إستطعت منع عيني من الإنفتاح بشكل شديد وكبير للغاية.
شعور هرب الدماء من جسدي غطى علي. السبب الوحيد لكوني قادرا على المحافظة على رباطة جأشي هو فقط لأنني قد أمضيت معظم حياتي في ساحات المعركة وحلبات القتال. لو لم أملك تلك الخبرات فإنني على الأرجح لكنت قد سبق وبدأت أصرخ بشكل مشين.
“هل قلت الأن 3،000 جندي؟”
ولكن، أنا لم أستطع إخفاء العجلة في صوتي بشكل كامل. المزاج لسيء. أنا إستطعت الإحساس بالتوتر في الجنود حولي. أنا إستطعت رؤية حتى وجه قائد من القادة الضباط وهو يصبح شاحبا للغاية……….
“نعم، فرقة الإستطلاع قد أبلغت وبشكل واضح أنهم 3،000 تقريبا.”
كن هادئا. حافظ على رباطة جأشك.
دائما هنالك إحتمالية أن التقرير لخاطئ.
أنا قد مررت بشيء مماثل لهذا في الماضي. بعد إكتشافنا حقيقة أن قوات العدو التي كنا نواجهها بشكل عنيف طوال الليل تملك عدد جنود أصغر منا بثلاثة أضعاف، كامل التوتر في صدري قد إختفى. الحواس الخمسة الخاصة ببشري ما لا تكون دائما دقيقية.
إن الوقت مبكر للغاية لنقع في حالة هلع.
“مم، ذلك لمن الصعب تصديقه. للأن، أنا سوف أعطي أمرا لكامل القوات.”
أنا حرصت على أن أتظاهر بأنني متماسك قدر الإمكان. هؤلاء الجنود لا يملكون أي خيار سوى ليعيشوا حياتهم وهم يتطلعون إلي. بدون أمر مني إنهم سوف يصابون بالقلق. بمعنى أخر، إنه من الممكن مسح قلقهم بأمر واحد.
“نحن سوف نخرج من هذه الغابة في أسرع وقت ممكن. جميعا، تقدموا وأنت مدركون في عقولكم إحتمالية وقوع معركة.”
“حاضر جنرال! جميع الجنود! تقدموا بأكبر سرعة ممكنة. تقدموا إلى الأمام بسرعة-!”
قواتنا قامت بالمرور من الغابة بسرعة. بعد ساعتين قواتنا قد وصلت إلى المنطقة الهضبية لترى منظرا بحق لا يمكن تصديقه. على الجهة الأخرى من الهضبة، هنالك بحق 3،000 جندي عدو ينتظرون وصولنا.
“جنرال……”
معاوني الأول قام بالنظر إلي بوجه شاحب مثل الرخام. قوتنا العسكرية نحن تقارب 1،400. مقارنة مع الجهة الأخرى، نحن أصغر بضعفين. أي جهة سوف تفوز لحقيقة واضحة. إنها واضحة للقادة الضباط، وإنها واضحة للجنود أيضا…..
تماسك بنفسك يا جيورج. التظاهر بالجهل في موقف مثل هذا لهو واجب القائد. إنه يجب عليهم التصرف وكأنهم لا يعرفون الحقيقة التي يعرفها الآخرون بشكل واضح.
بالطبع، إنه دور يثير توتر شديد. ولكن تلك هي الطريقة الوحيدة لأتحمل بها المسؤولية.
“أيها المعاون الأول، لما تظن بأن قوات الأعداء قد ظهرت هناك؟”
“عفوا؟”
“لو كانوا يملكون قوة عسكرية مكونة من 3،000 جندي فإنه لكان من المناسب أن يظهروا في وقت سابق. إنهم كانوا يملكون الكثير من الفرص لكي يهزموننا. ولكن، قوات الأعداء قد وصلت بعد نهبنا وتدميرنا قاعدتهم. مهما نظرت إلى الأمر، هذه طريقة إستخدام غير طبيعية لقواتهم.”
“ذلك……..أنت محق، جنرال.”
“جميع القوات، فلتسمعوا كلماتي!”
أنا قمت بالصراخ وأنا أميل عنقي.
جميع الجنود إلتفتوا لينظروا إلي في أن واحد. هذه اللحظة لمهمة. هذه هي الفرصة الوحيدة التي أملكها لكي أمنع روحهم القتالية من التحطم. لنراهن الحركة الرابحة على هذه.
“أولئك الجنود هناك أمامنا قد وصلوا فقط الان إلى ساحة المعركة إنهم أرادوا إيقافنا ولكننا كنا متقدمين عليهم. نحن قد سبق ونجحنا في تدمير قاعدتهم.”
لا يهم إن كان هذا أمر حقيقي أم لا. هدفي الوحيد هو لأرجع الحيوية إلى جنودي…….
“نحن يجب علينا الرد عليهم بضحك عال. نحن قد نجحنا بينما هم قد فشلوا. والأهم من كل شيء، نحن قد إسترحنا لمدة من الوقت لذلك فإن مخزون طاقتنا لمليء. ولكنهم هم لمتعبون كونهم قد وصلوا فقط الأن إلى ساحة المعركة هذه! لو هاجمنا الأن فإن النصر سوف يكون بين يدينا! ”
الجنود قد غطت عليهم الضوضاء للحظة من الزمن قبل أن تصبح تعابيرهم جادة واحدا تلو الأخر. روحهم القتالية قد بدأت تعود إلى أعينهم. دعونا نذهب يا جنودي الشماليون. أناسنا ينتظرون عودتنا!
‘أركلوا أولئك الأوغاد الأقزام على مؤخراتهم! أركلوهم وإقتلوهم! طبقا للإشاعات الأقزام يصرخون مثل الخنازير أثناء التزاوج. ألا يجب علينا نحن البشر أن نعلم تلك الحيوانات معنى الرجال الحقيقين!؟”
الجنود ردوا بزئير مدو. بدل تبريرات مزيفة وعالية، إنه لمن المفيد أكثر فقط رمي كلمات سيئة تجاه الأعداء في هذا الوقت. نحن لن نهزم في معركة حيوية.
“أنفخوا أبواق فوليس!”
بوووووووو-
بوووووووو-
أصوات نفخ الأبواق صدرت في جميع أرجاء الهضاب الفسيحة. إنه الصوت الذي يمثل بدأ الحرب منذ 700 سنة. الأمور لهي هكذا. أناس أراضينا قد فازوا خلال 700 سنة طويلة من التاريخ ونحن لهنا حاليا. نحن لن نهزم بسهولة.
“جميع سلاح الفرسان، هجوم!”
[أضعف ملك شياطين، ذي الرتبة 71، دانتاليان، التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 9، اليوم 17 بالقرب من قلعة ملك الشياطين دانتاليان
5 دقائق قد مرت منذ بدأ المعركة.
بالرغم من أن هذا لأمر مؤقت إلا أنه في الوقت الحالي المعركة لهي معركة عنق مقابل عنق. روح جنود الأعداء القتالية لمثيرة للإعجاب. ولكن، هنالك شيء مثير للإعجاب أكثر من ذلك قليلا. إنها حالة لورا دي فارنيس الحالية.
“آنسة فارنيس، هل أنت بخير؟”
“أنا بخير. ليس هنالك أي مشكلة في هذه الآنسة.”
“ولكن أنت تتعرقين بشدة بعض الشيء………”
لورا دي فارنيس قد بدأت التعرق بشكل شديد منذ مدة. أنا كنت قلقا أنها لربما متوترة ولكن لحسن الحظ الأمور لا تبدوا وكأنها على ذلك الشكل. إعتمادا عليه، ‘هذا لأمر دائما ما يحدث عندما هذه الآنسة تتعب دماغها’، هذا ما قالته لي.
“المعنويات في سلاح فرسانهم تبدوا عالية بعض الشيء.”
“قرار مغفل. إنه لكان من الأفضل لو حاولوا الهرب في اللحظة التي إكتشفوا فيها قواتنا. بالرغم من أنهم كانوا ليعانون عدة خسارات أثناء المطاردة، إلا أنه على الأقل 30 بالمئة من قواتهم كانت لتنجوا.”
الآنسة فارنيس إبتسمت.
إبتسامتها مازالت غريبة. حافة فمها كانت متجمدة وشفتيها كانتا ترتجفين. ولكن وبالرغم من ذلك، أنا أحسست وكأن تلك البسمة تعبر عن لورا دي فارنيس بشكل مناسب. على الأقل إنها تعجبني أنا.
“ولكن الأعداء لم يختاروا الهرب. إنهم بدأوا المعركة وكأن ذلك أكثر أمر طبيعي في العالم. سيادتك، هل تعرف السبب خلف هذا؟”
“على الأرجح بسبب العشبة السوداء.”
“أنت لمحق. إن إستطاعوا العودة بالعشبة السوداء، إنهم سوف يكونون قادرين على إنقاذ أراضيهم. إنه سيكون من الممكن حتى تلقي المديح من الناس. قوات الأعداء لمحتجزون للغاية في وهم أنهم غير قادرون على التخلي عن عرباتهم.”
أمام طعم مغري، السمكة يمكنها الهرب بمختلف الطرق في أي وقت، ولكنها تقوم بأكل الطعم مهما حدث.
أليست هذه قدرة مذهلة بحق؟
الآنسة فارنيس قد إستخدمت الخيال المعروف بالعشبة السوداء كطريقة لإرغام الأعداء على القتال. قوات الأعداء على الأرجح لم يدركوا حتى أنه قد تم خداعهم. إنهم وبشكل حرفي قد أصبحوا مجرد مجموعة من السمك المغفلين. خدعتنا قد نجحت بشكل كبير عليهم.
“الأن إذا، أيتها الآنسة فارنيس. بالرغم من الأمور حتى هنا تستحق الإعجاب، معنويات قوات الأعداء لا يمكن الإستهانة بها. كيف تخططين للتعامل مع هذا الموقف؟”
“بشكل بسيط. سبب كون معنوياتهم عالية إلى هذه الدرجة هو لأنهم هم اللذين يهاجمون بينما نحن ندافع فقط. ولكن هذه الآنسة لأنانية بعض الشيء. هذه الآنسة لا يمكنها السماح لهم بالحفاظ على الدور المنعش لمدة طويلة على المسرح.”
الآنسة فارنيس قامت بالإمساك بدمية حجرية في يدها.
“-أنا سوف أرغمهم إلى دور غير مريح ببطء.”
[حامي الشمال، مارغراف روسينبورغ، جيورج فون روسينبورغ التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 9، اليوم 17 بالقرب من قلعة ملك الشياطين دانتاليان
“جنرال! سلاح فرسان الأعداء قد بدأوا بالدوران في الأرجاء.”
“ماذا؟”
أنا قمت بالتحديق إلى الجناح الأخر من ساحة المعركة. معاوني الأول كان محقا. وحدة مكونة من سلاح فرسان الأعداء قد قامت بأخذ طريق متعرج حول الهضبة وهي تقترب منا حاليا. أنا قمت بوضع تعبير مر على وجهي.
“تكتيك مغفل أخر…….لو كانوا يملكون المزيد من سلاح الفرسان في قواتهم، إنه لكان من المناسب فقط جعلهم يشاركون في المعركة بشكل فوري. لما سوف يأمرون بأن يقوموا بشيء مثل هجوم جانبي؟”
ليس هنالك أي شك بأن قائد قوات الأعداء لمبتدأ في التكتيكات.
حاليا، معركة طاحنة تجري بين سلاح فرساننا وسلاح فرسان الأعداء. قواتنا القتالية لمتوازنة بعض الشيء.
لو قام الأعداء بإستخدام وحداتهم الإحتياطية في هذا الموقف، نحن بكل تأكيد سوف نخسر. سلاح فرساننا سوف يدمرون كليا وبعد ذلك جنودنا المشاة سوف يقتلون واحدا تلو الأخر. قواتنا سوف تهز بشكل كامل. ولكن، وبالرغم من كل هذا، قائدهم قد إختار وبشكل مغفل إستعمال وحداتهم الإحتياطية مثل وحدة منفصلة.
“ممم، ألا يملك قائدهم عينين لرؤية مجرى المعركة…..؟”
في منصبي، أنا ممتن للغاية تجاه هذه الحقيقة. لو قاموا بمهاجمتنا من الجانب كل ما يجب علينا القيام به هو جعل جنودنا المشاة يوقفوهم. فقط مد رماحنا لكافية لإبقاء سلاح فرسانهم في مكانها.
بالرغم من أنها سوف تكون معركة متوترة إلا أنه لا بأس بهذا. الفوز مازال في نطاقنا. نحن مازلنا نملك القدرة على الفوز.الإلاهات بالتأكيد مازلن لم يتخلين عنا!
“سرية المشاة على الجناح الأيمن. جهزوا رماحكم وأنشروا الحائط المضاد لسلاح الفرسان. أظهروا لأولئك الرجال المتهورين الجحيم و…..”
في تلك اللحظة، شيء قد ظهر أمام ناظري.
عربات النقل. العربات المملوءة كليا بالعشبة السوداء في جهتنا الخلفية…..بالتأكيد، هل هدفهم هو ذلك!؟ هل هم يائسون من أجل إسترجاع ممتلكاتهم أكثر من الفوز في المعركة فورا؟
قائد الأعداء لشخص جشع بالتأكيد. إنه لأمر سخيف أن يهوس المرء على ماله بدل نصره. ولكن ذلك الجشع هو ما قام بربطنا من الكاحل……
أنا قمت بعض شفتي بقوة لأقوم بإعطاء أمر.
“……..ركزوا قواتنا العسكرية على الجناح الأيمن.”
“جنرال، بتلك الطريقة قواتنا سوف تكون نحيفة في كلتا الجهتين!”
معاوني الأول كان مصدوما.
“قوات العدو لربما سوف تحاول الإختراق. أرجوك أعد التفكير”
“أيها المعاون الأول، إن هدفهم هو عرباتنا. نحن لا يمكننا السماح بأن يتم أخذ العشبة السوداء منا هنا.”
“……!”
تلك الأعشاب هي مستقبل أراضينا. حياة أطفالنا. الأمل لعلاج الآباء من بؤس فقدان أطفالهم في أية لحظة. وكأنني سوف أسمح بأن يأخذ شيء مثل ذلك مني بتلك السهولة!
“بسرعة الأن. لو تمت مهاجمة العربات فإن كل شيء سوف يكون قد إنتهى.”
“حاضر جنرال! كما تأمر!”
فور إرسال الإشارة جنودنا قاموا بتغيير تركيزهم إلى الجناح الأيمن. وبهذا فإن قائد الأعداء يجب أن يتخلى عن محاولة نهب عرباتنا. لا تركز عينيك على شيء مثل الغنائم وهاجمنا بعدل.
[أضعف ملك شياطين، ذي الرتبة 71، دانتاليان، التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 9، اليوم 17 بالقرب من قلعة ملك الشياطين دانتاليان
“-الحرب لبحق ممتعة، يا سيادتك.”
الآنسة فارنيس قالت ذلك وهي تهمهم.
حاليا، معنويات الأعداء قد نقصت بمستوى واحد. أسلوبهم العدائي قد تحول وببطء إلى أسلوب هادئ. الحدة التي أظهروها عند بدأ الحرب قد إختفت إلى مكان ما.
“من كان ليظن بأن التحكم بالأخرين بحرية سوف يعطي هذه الآنسة هذه الدرجة من المتعة. هذه الآنسة لا يمكنها كبح الأمر أكثر من هذا. بالرغم من أن الفوز لممكن عن طريق تدمير جناح الأعداء الأيسر ببساطة، ولكن……..ذلك سوف يكون أمرا لا طعم له.”
“ما الذي تقصدينه بعديم الطعم؟”
“بشكل طبيعي، أنا أتحدث عن مذاق الطبق. الأطباق المطبوخة بصدق هي التي تحمل قيمة. ألن يكون طبق تم تحضريه بإستعجال بدل الحذر لمجرد تقليل إحترام تجاه زوارنا؟”
الآنسة فارنيس قامت بالتكلم بصوت سعيد.
وجهها كان يلمع مثل طفل منغمس في لعبه.
“هذه الآنسة ترغب في التلاعب والتحكم لمدة أطول قليلا. لتستخدمها أكثر قليلا. لتستمع بها أكثر قليلا. ولهذا فإن هذه الآنسة لن تقوم بشيء عديم الطعم مثل هزيمة الأعداء في أن واحد.”
“…..”
بالتأكيد.
هل هذه هي ميول البشرية المسماة بفارنيس؟
لو كنت في مكانها، أنا ما كنت لأفكر مثلها. لو ظهرت الفرصة لأحطم الشخص أمامي فإنني أتأكد من أن أمزقهم بكل تأكيد وبدون أي فرصة لنجاتهم. هل يجب علي تسميتها ‘بالتحطيم عند البداية’؟ مهما كان الأمر، أنا أستمتع بالتخلص منهم بشكل فوري.
ومن جهة أخرى، الأنسة فارنيس لمن المجموعة التي تستمتع بالأشياء ببطء. عن طريق إعطاء الشخص أمامها الأمل متبوعا باليأس ومتبوعا بالأمل مجددا، إنها ترغب في الحصول على المتعة من ذلك لأطول مدة ممكنة.
أه، إن كان عليك إختصار الأمر فإنه سيمكنك القول بأنني أشعر بالسلطة عندما أرى نفسي أنا أسحق العدو أمامي، بينما في حالة لورا دي فارنيس أنت يمكنك القول بأنها تشعر بالسلطة عندما ترى العدو أمامها ييأس بسببها هي. فقط الإتجاهات لمختلفة ولكن الرغبة في السلطة لمتشابهة جميعا.
أنا قمت بإطلاق ضحكة صغيرة.
“أنت لست مختلفة عن طفل متحمس للغاية بسبب دميته الجديدة. ذلك، عندما تضجرين منها إلى درجة معينة، أنت سوف ينتهي بك الأمر وأنت تعاملين الأشياء بسرعة مثلي أنا. بما أن الأن هي الأوقات الأكثر إمتاعا، إلعبي قدر ما تريدين.”
“ممم، بما أنه مازال هنالك وقت طويل حتى تبدأ هذه الانسة بالتعب من هذا، لذلك فإن هذه الآنسة بخير حاليا.”
“أنا قد أعطيتك تحذيري بشكل واضح.”
أنا أعرف ذلك الشعور بشكل جيد للغاية، كونه قد كان هنالك وقت قد مررت فيه بشيء مماثل لما تجربه هذه الانسة الصغيرة حاليا.
حتى الان، ذكرى كيف جعلت تلميذين يغادران المدرسة بدون عودة بينما أنا كنت مدير المدرسة لما زالت ممتعة ومسعدة.
ولكن، القيام بشيء مثل ذلك مرارا وتكرارا فقط يجعل الامور باهتة.
بالرغم من أن البشر يصبحون متعبون من الأشخاص الأخرين بسرعة، إلا أنهم نادرا ما يتعبون من أنفسهم. وشكرا لهذا المبدأ أنا مازلت قادرا على مواصلة العيش حتى الأن……بعد مرور 7 أو 10 سنوات، الآنسة فارنيس هي الأخرى سوف تدرك هذا بشكل طبيعي. رجاء إستمتعي بأيامك الذهبية قدر الإمكان.
لورا دي فارنيس واصلت مشاهدة الخطوط الأمامية بأعين تلمع بالترقب.
“أه–لا تتراجعوا هناك. رجاء إنقلبوا ضد هذه الانسة أكثر من ذلك. ألستم أنتم يا سادة جنود إمبراطورية هابسبورغ الشجعان؟ أظهروا تلك الحيوية التي أظهرتموها سابقا وأرغموا هذه الآنسة إلى مزيد من الصعوبات- حاولوا أن تندفعوا إلى هذه الآنسة مثل كلاب مزريين وإعبثوا بهذه الأنسة-”
……هل هذه سادية أم هل هذه مازوخية؟
أنا كنت مرتاحا كوني قد إعتقدت بأنها سادية ولكنها لربما هي مازوخية بشكل غير متوقع.
هل هذا هو ذلك؟ عندما قمت أنا بالضغط على قمة رأس الآنسة فارنيس، الشيء الذي شعرت به ليس الإنزعاج والألم بل المتعة؟ هل حتى أنا، الشخص الذي يملك أفضل أعين في العالم، قد أخطئ في الحكم على شخصيتها؟ هذا لمرعب بحق. بالنسبة لسادي صحي مثلي أنا، المازوخيون ليسوا سوى مجرد عرق فضائي لا يمكنني فهمه. إنه لمن المتعب بحق أنه هنالك الكثير من المنحرفون المميزين في العالم.
[حامي الشمال، مارغراف روسينبورغ، جيورج فون روسينبورغ التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 9، اليوم 17 بالقرب من قلعة ملك الشياطين دانتاليان
……..الموقف ليس بجيد على الإطلاق. قواتنا يتم دفعها إلى الخلف ببطء.
بالرغم من أنني تمنيت القيام بكل ما هو ممكن من أجل قلب تيار المعركة، نحن لا نملك القدرة للقيام بذلك. أعدائنا يهاجموننا وهدفهم هي غنائمنا. قواتنا قد تم ربطها في مكانها بسبب هذا.
“نحن حاليا نبدوا وكأن أدوارنا قد إنقلبت……”
“نعم. إن الموقف الحالي هو وكأنهم هم المهاجمون ونحن المدافعون. على هذا المنوال، نحن لا يمكننا إتخاذ ولا حتى حركة واحدة.”
معاوني الأول قام بعض شفتيه. تعابيره كانت بائسة بعض الشيء. قواتنا لغير قادرة على القيام بأي شيء ونحن يتم جرنا في الأرجاء من قبل الأعداء.
ولكن، وبالرغم من ذلك، الشيء المقلق ليس بذلك. في الواقع، جنودنا يقدمون قتالا جيدا. هذه هي الحالة إن نظرت إلى الموقف على الأقل بشكل موضوعي. إنهم قد تغلبوا على فارق ضعفين في القوة العسكرية وإنهم يقاتلون بشكل متساوي مع الأعداء. هذا على الأرجح لإنجاز مذهل.
ولكن بعض الشيء.
فقط بعض الشيء، منظرنا ونحن يتم سحقنا واصل ملاحقة خيالي.
ذلك هو الشعور الذي يضغط علينا على سرير الأشواك هذا.
المرثاة خرجت من بين كلماتي.
“……..لو كانت قواتنا في وضع هجومي فإن عدة خيارات كانت لتكون متوفرة لنا. على الأقل لو كانت قواتنا في موقف سيء، نحن على الأقل لكان بإمكاننا الإنسحاب.”
“ولكنه من الصعب التقرير على أي شيء في الوضع الحالي يا جنرال.”
“كما قلت. هذا أمر معضل.”
سواء كان الأمر بخسارة أو فوز، نوع من النتائج يجب أن يكون واضحا لكي نرد نحن بشكل مناسب. ولكن، ما هذا الموقف الحالي؟ الأمور ليست على حالة فوز أو خسارة.
فقط تيار خسارتنا قوتنا العسكرية شيئا فشيء ببطء قد تواصل……..
أنا على الأرجح لا يجب علي أن أمر بالإنسحاب في موقفنا الحالي. رجالنا حاليا يواجهون الأعداء بكامل قوتهم. الشيء الوحيد الذي يدفع جنودنا هؤلاء من الخلف هو أملهم. المزيد بعد. لو بذلوا المزيد من الجهد، حتى ولو قليلا، إنهم لربما سوف يكونون قادرين على الفوز. هذا هو الأمل الذي يساندهم.
ولكن، في الواقع، ذلك ‘المزيد قليلا’ لم يقل أبدا تحت نقطة معينة. اليد العلي يملكها قوات العدو ونحن يتم جرنا معهم ببساطة. قدرة تحمل جنودنا قد بدأت وببطء تصل إلى حدها……..
لو قمت بأمر إنسحاب الأن، فإن تلك هي اللحظة التي سوف يسقط فيها جنودنا إلى اليأس بحق. روحهم القتالية سوف تختفي في غمضة عين. تلك سوف تكون النهاية.
بدون أن نقدر على الإنسحاب بشكل مناسب، وبدون أن نقدر على الحصول على النصر بشكل مناسب، قواتنا سوف تنهار بشكل مشين على نفسها.
دروسيرا.
أنا أحسست وكأننا عالقون على نبتة أكلة للحم ذات صبر كبير للغاية. شعور لزج كريه قد مر من عمودي الفقري. فمي أصبح جافا. شعور عدم مقدرتنا على القيام بأي شيء، ونحن يتم جرنا إلى هلاكنا خطوة تلو الأخرى……هذا الشعور المؤلم بشدة.
هل قائد الأعداء لبحق مجرد مبتدأ؟ هل نحن لربما قد وقعنا في كمين؟ هذه فكرة مغفلة ولكنني لم أستطع التخلص من شكوكي.
منذ بادئ الأمر، هذا النوع من المعارك لهي عكس ما أفضله. دمر ما يوجد أمامك مثل عاصفة وإقضي عليهم كليا. ذلك هو نوع المعارك التي أفضلها. كيف أصبحت الأمور هكذا……..
“جنرال، ربما كل هذا كان خطة الأعداء؟”
“خطة الأعداء؟”
معاوني الأول قام بالنظر إلى هذه الجهة بتعبير قلق على وجهه.
“أنا أتحدث عن الوحدتين التي هزمتها قواتنا البارحة. إنهم لربما قاموا بالتخلي عن تلك الوحدتين عن عمد من أجل إغرائنا إلى أن نتصرف بقلة حذر.”
“لا، ذلك مستحيل.”
أنا قمت بهز رأسي بقوة.
“لو قمت بإحتساب تلك الوحدتين فإن عدد الجنود فيها هو 300. لو جمعت أولئك الجنود مع قوات الأعداء التي نواجها حاليا، فإنه لكان بإمكانهم التخلص منا بسهولة للغاية. لما سوف يتخلون عن عمد عن فرصتهم في الحصول على نصر سهل؟”
“أنت..محق……”
“بالإضافة إلى ذلك فإننا قد دمرنا قلعة ملك الشياطين الخاصة بهم. لو ربما موقفنا الحالي هو بحق كمين فإن ذلك لبمثابة قول أنهم قد سمحوا لنا بتدمير قاعدتهم. الأعداء لن يكتسبوا أي شيء على الإطلاق لو هذا أمر حقيقي.”
ليس هنالك أي خطئ. إنهم فقط سيعانون الخسائر من ذلك بدون كسب أي شيء.
عشبهم الأسود قد تم نهبه وقلعة ملك شياطينهم قد تم تدميرها. على مستوى إستراتيجي، قوات الأعداء قد سبق وخسرت. حتى ولو قاموا بالقضاء علينا جميعا هنا، إنهم لن يكونوا قادرين على الإحتفال بنصرهم. إنهم قد فازوا في المعركة ولكنه قد تمت هزيمتهم كليا بشكل إستراتيجي. تلك سوف يكون نتيجة هذه المعركة.
“……على ما أظن نحن لا نملك أي خيار أخر. لنستخدم السحرة.”
“نعم. أنا أيضا أعتقد بأنه ليس هنالك أي طريقة أخرى. لو قامت وحدة السحرة الجوية بمهاجمة الأعداء من السماء بإستخدام البارود فإن موقفنا لربما سيتحسن ولو حتى بنسبة صغيرة.”
عدد السحرة الذي تملكه قواتنا حاليا هو 4. هذا عدد صغير للغاية ولكنه مازال كافيا لتسبب بصدمة لقوات الأعداء. دعنا نضع ثقتنا في ورقتنا الأخيرة هذه.
“جنرال. وحدة السحرة الجوية قد تجهزت.”
معاوني الأول قام بإخباري. عندما نظري إلى السماء فوق، مجموعة من السحرة قاموا بالطيران منطلقين إلى السماء محافظين على مسافة 150 مترا من على الأرض.
العرق بدأ بالتشكل على كفي يدي…….فقط 4 سحرة، ولكن، حياة 1،500 جندي لهي على أكتافهم الأن. لا، بإحتساب الأعشاب في العربة، فإن حياة 7،000 شخص في أراضينا لهي على أكتافهم.
أنا أترجاكم. أنزلوا الفوضى على قوات الأعداء.
أنتم لا يجب عليكم قتل الكثيرين منهم. إنه سيكون من الكاف فقط زرع خوف أن ‘البارود والنيران تسقط من السماء’ في قلوبهم. إضطراب صغير فقط. ذلك سيكون كافيا لوحده لكي يخلق أساس قلبنا تيار المعركة. السحرة بدأوا بالإندفاع في السماء متجهين إلى الخطوط الأمامية. إلى الأمام، إلى الأمام أكثر قليلا فقط…….!
“جنرال! أنظر إلى هناك.”
في تلك اللحظة، معاوني الأول قام بمخاطبتي. بصوت مليء ومغطى كليا باليأس.
“إنها وحدة سحرة جوية. قوات الأعداء قاموا بإرسال وحدة سحرة جوية هم الآخرون.”
“ماذا. ذلك ليس…….”
ممكنا. عندما كنت أوشك على إنهاء جملتي، شيء قد ظهر في نطاق نظري. على الجهة الأخرى، مجموعة معادية من السحرة كانت تقترب من السماء وهم راكبون على مكانس سحرية. إنهم سحرة يرتدون قبعات مخروطية على رؤوسهم.
“لا تقل لي…مشعوذات……؟”
جسدي بأكمله سقط في حالة صدمة.
المشعوذات التي يكتسبن شبابا أبديا عن طريق تكريس أرواحهن لملوك الشياطين ويملكن أعلى درجات المهارة في السحر. بالإضافة إلى ذلك عددهن لكبير للغاية. مقارنة مع سحرتنا إنهم يتفوقون علينا من ناحية الأعداد.
“عشرة، لا، هنالك إحدا عشر مشعوذة. جنرال! الأعداء يملكون كمية هائلة من السحرة!”
“ذلك ليس ممكنا. لما يوجد هناك مشعوذات!؟”
في وسط السماء سحرتنا قد إصطدموا بقوات الأعداء. وفي غمضة عين سحرتنا قد تم صيدهم. وكأنهن يلعبن بلعب صغيرة، المشعوذات قمن بقتل سحرتنا واحد تلو الأخر بشكل فردي. تلك ليست بمعركة. تلك لمجرد مذبحة……
ساحرنا المتبقي قام بمحاولة الهرب بسرعة ولكنه قد تمت إصابته. إنه قام بالصراخ بألم شديد بينما أطرافه قد تم تقطيعها واحدة تلو الأخرى. قطع اللحم التي تم تحطيمها إلى قطع صغيرة سقطت من السماء إلى الأرض. وبعد ذلك المشعوذات إحتفلن بمذبحتهن عن طريق الدوران في السماء. معاوني الأول وأنا قد أصبحنا مصدومين لدرجة فقدان القدرة على التكلم بسبب المنظر المرعب الذي شهدناه.
المشعوذات قمن بالعودة إلى مخيم الأعداء وكأنهن يعشن حرات من أي إهتمامات دنيوية. أنا شعرت وكأنهن قد خرجن لأخذ نزهة صغيرة والأن فإنهن لعائدات إلى المنزل.
معاوني الأول قام بالنظر إلي بوجه شاحب أكثر من جثة عفنة.
“ج-جنرال……”
“…….”
فكر. لا تهلع وركز يا جيورج!
لما أرسلوا مشعوذاتهم الأن؟ لو قاموا بإرسال تلك المشعوذات منذ بداية المعركة فإنهم لإستطاعوا القضاء علينا بسهولة هائلة للغاية. لما سحبوا ورقتهم الرابحة الأن من جميع الأوقات؟ أهدفهم ليس أن يقضوا علينا جميعا؟ ما المعنى الذي يمكن أن يكون خلف هذا……مهلا، وماذا لو لم يكن هنالك أي معنى؟ ماذا لو كان عدم إمتلاك هذا الأمر أي أهمية بالنسبة لهم لهي نواياهم الحقيقية…..؟
أنا قمت بفتح فمي ببطء.
“…..إرفعوا الراية البيضاء. نحن سوف نستسلم.”
“عفوا؟”
“قوات الأعداء لا ينوون مواجهتنا بشكل جدي. إنهم يلعبون ببطء بجنودنا. إنهم يعاملوننا وكأننا مجرد دمى للعب.”
فكي إهتز بسبب هذا الشعور البائس.
“إنه بإمكانهم تدميرنا متى ما أرادوا، ولكنهم لا يقومون بذلك. هذا لأنهم كانوا ينوون السخرية منا منذ البداية.”
“ذلك ليس ممكنا……”
الألم غطى على تعابير معاوني الأول. أنا لم أملك الطاقة لأوبخ معاوني الأول لوضعه هذا النوع من التعابير على وجهه. طعم الهزيمة كان يطعن أمعائي.
“لو كنا لنواصل المعركة هكذا، الشيء الوحيد الذي سينتظرنا سوف يكون الدمار الكامل. الفرق الوحيد هو إن كنا نرغب في أن ندمر عاجلا أم أجلا. أيها المعاون الأول، إرفع الراية البيضاء…..نحن يمكننا فقط التمني أنهم سوف يظهرون ذرة كرامة تجاهنا…..”
نحن قمنا بإرسال مرسول إلى مخيم الأعداء مخبرين إياهم بإستلامنا.
الأمور مازالت لم تنتهي. هنالك إحتمالية أن العدو لن يسمح لنا بالإستسلام. بأنهم سوف يواصلون مشاهدتنا ونحن نموت واحدا تلو الأخر بينما نرتجف بألم.
في ذلك الوقت كل من الإنسحاب والإستسلام سوف يصبحان أمرا مستحيل القيام به.
في تلك النقطة، كل ما سيستطيع جنودنا القيام به هو تجهيز أنفسهم لموت موتت كلب والقتال حتى النهاية. وكما يأمل قائد الأعداء نحن كنا لنصرخ بألم ونحن نسقط إلى جحيم على الأرض حتى نموت وأخيرا في المعركة. شعور عقم لدرجة لا توصف قد أثقل كتفي بشدة………
بعد مدة قصيرة، مرسولنا قد عاد.
لحسن الحظ قوات الأعداء قد قبلوا إستسلامنا. بالرغم من أن لديهم عدة شروط.
لأن نترك خلفنا العشب الأسود المسروق من قلعة ملك الشياطين، لأن نترك أسلحتنا خلفنا، ولأن نترك خلفنا راياتنا العسكرية.
“هل يقولون لنا أن نتخلى عن غنائمنا، أسلحتنا، وشرفنا؟”
هذه ليست شروط يمكن القبول بها بسهولة. بل على العكس، هذا واحد من أكثر أنواع الإستسلام إذلالا.
صوت معاوني الأول كان يرتجف.
“جنرال. تلك الشروط لقاسية للغاية. نحن يجب علينا أن نقاتل حتى النهاية بدل ذلك.”
“وما الذي سوف يتبقى بعد ذلك؟ نحن جميعا سوف نموت، والفوضى ستعم على أناس روسينبورغ. نحن يمكننا فقط تحمل إذلالنا هنا.”
“ولكن.”
“أنا لن أقبل بأي نقاش.”
القادة الضباط قاموا بخفض رأسهم. الجو كان ثقيلا للغاية. إنه جو أشخاص قد خسروا بشكل غير مبرر. إنه لكان من المستحيل تخيل أننا سوف نصل إلى هذا النوع من المواقف. بالنسبة لهم، وحتى بالنسبة لي أنا…….
“أعلمهم بأننا سوف نقبل بكامل شروطهم.”
“……حاضر.”
“إرفعوا رؤوسكم. أنتم جميعا قد بذلتم قصار جهدكم في إتباعي بولاء. أنا الوحيد الذي يجب لومه على هذه الخسارة. أنتم لم تقوموا بأي شيء خاطئ.”
أنا قمت بالتربيت على كتفي معاوني الأول.
صوت لطيف لدرجة أنه قد فاجئني حتى أنا قد خرج من شفتي.
“جنرال.”
“لا تنسوا إذلال اليوم. بالإضافة، اليوم لن يكون أسوء يوم في حياتكم. أنتم سوف تكونون قادرين على العودة إلى الديار وأنتم على قيد الحياة وأنتم تملكون كامل أطرافكم. ليس هنالك أي شيء أهم من هذا بالنسبة لجندي.”
القادة الضباط قاموا بإيماء رأسهم بصعوبة.
هؤلاء الرجال قد أظهروا ولاء أكثر من كاف تجاه سيدهم. إنه من الصعب إيجاد جنود صادقين مثلهم حتى ولو بحثت في كامل الإمبراطورية. فقط حقيقة أنني أقدر على إعادة هؤلاء الجنود إلى الديار على قيد الحياة لكافية بالنسبة لي.
“حسنا إذا، لنذهب الأن. هذا الرجل العجوز سوف يتولى القيادة.”
“حاضر يا جنرال.”
المعركة قد إنتهت.
قواتنا كانت تتقدم إلى الأمام في تشكيلة عمودية. نحن قد تركنا أسلحتنا خلفنا.
معظم جنودنا قد رفضوا التخلي عن أسلحة صغيرة مثل الخناجر ولكنه لم يعارض أي شخص على هذا. نحن قد تركنا كامل رماحنا وأقواسنا خلفنا.
خطواتنا كان يجب أن تكون خفيفة بسبب تخلينا عن عدة أسلحة ثقيلة ولكن الجو حول قواتنا كان ثقيلا بدون حدود. الجميع كانوا صامتين.
قوات الأعداء كانت موزعة على كلتي جهتي الهضبة. أنا أحسست وكأننا أمام بحر تم قسمه على إثنين. إنهم على الأرجح يخبروننا أن نمر من هنا بإطاعة. أنا بدأت أحك أسناني بغضب أمام هذا الطريق الذي أحسست وكأنهم قاموا بصنعه فقط من أجل السخرية منا أكثر.
‘يوما ما أنا سوف أحصل على إنتقامي.’
ولذلك فإنني سوف أتخلى عن حياة الموت بإطاعة على سريري.
ملك الشياطين دانتاليان. أثناء حياتي هذه، مقسما على إسمي، جيورج فون روسينبورغ، أنا بكل تأكيد سوف أحصل على الإنتقام لهزيمة هذا اليوم. عشرة أضعاف، لا، أنا سوف أرد عليك بعشرين ضعفا وأنا سوف أشاهدك وأنت تترجى المسامحة وأنت على الأرض!
لو كنت مصمما فإنه سيكون بإمكاني جمع عشرة ألاف جندي. إنه ليس من المستحيل أيضا طلب المساعدة من المارغرفات الأخرين في المنطقة وتجهيز جيش مكون من عشرين ألف جندي. تدمير شيء مثل ملك الشياطين ذي الرتبة 71 لمهمة هينة للغاية.
يوما ما، عندما يهدأ الموت الأسود وعندما تعود أرضي إلى حالة من الإستقرار، أنا سوف أعود.
وفي تلك اللحظة، عندما كنت أنا أتقدم ببطء إلى الأمام رفقة بقية قواتي.
“……..؟”
شيء ما قد جذب إهتمامي. فوق الهضبة. أنا قمت بالعبوس لأصبح مصدوما وأنا أفكر وكأنني قد رأيت الأمور بشكل خاطئ.
ملاك لواقف على قمة الهضبة.
فتاة خلابة الجمال لواقفة هناك. إنها كانت ساحرة للغاية لدرجة أنها جعلت حتى أنا، رجل عجوز في عمر يجب أن يجهز لموته يفكر بأنها بحق فاتنة. أنا قمت بالتحديق إليها بدون أن أقدر على التركيز لمدة من الوقت قبل أن أقوم بهز رأسي.
إهدأ. ليس هنالك أي سبب ليظهر ملاك أمام عيني أليس كذلك؟
أنا ملطخ للغاية بالواقع لكي أصدق بأن شيء مثل ملاك ما قد نزل فجأة على الأرض.
لنفكر وكأننا قد رأينا فتاة أنيقة للغاية فقط.
“………”
في تلك اللحظة، الفتاة أرسلت تحية متواضعة إلى هذه الجهة. إنها قامت برفع حافة معطفها قليلا ولتقوم بحني خصرها. إنه أسلوب تحية نبيل بشكل مثالي.
‘بالتأكيد، تلك ليست تحية تجاهي؟’
من أجل ملاحظة الفتاة بشكل أقرب، أنا قمت برمش عيني عدة مرات.
وفي اللحظة التي قمت فيها بالنظر مجددا إلى الهضبة البعيدة.
-أنا رأيت.
“……….”
شيء خلف تلك الفتاة.
شيطان إبليسي كان يبتسم خلف تلك الفتاة.
بالرغم من أنني لم أرى من قبل طوال حياتي الكائن المعروف ‘بشيطان إبليسي’، ‘ما الذي’ يشير إليه الناس بالتحديد عندما ينادون شيئا ما بشيطان إبليسي، أنا قد فهمت ذلك في هذه اللحظة.
“جميع…….”
كامل الخلايا في جسدي كانت ترسل إشارات تحذير إلى دماغي.
ذلك ليس مسموحا. ذلك ليس بشيء من المسموح له التواجد فوق هذه الأرض وفي هذا العالم.
بالطبع، هذه كانت مجرد هلوسة. عندما قمت برمش عيني مجددا لأنظر إلى الهضبة الشيطان الإبليسي قد إختفى والفتاة الملاكية قد عادت.
“جميع القوات…….”
ولكن، غرائزي مازالت تصرخ. الغرائز التي دربتها طوال 50 سنة كانت تصرخ بكامل قوتها. ذلك لخطير، بأن البقاء هنا ولو حتى ثانية إضافية لأمر خطير للغاية. متبعا غرازئي التي قد أنقذت حياتي عددا لا يحصى من المرات أنا قمت بفتح فمي.
“جميع القوات…..إنسحبوا! هذا لفخ!”
وفي نفس الوقت.
ألاف السهام بدأت بالسقوط علينا من فوق الهضبة.
صوت صرخات صدر من جميع الأرجاء. الدماء بدأت بالتدفق. مشية المغادرة سابقا قد تحولت الان إلى جحيم على الأرض. على يميننا ويسارنا، قوات العدو قد حاصرتنا وواصلوا إطلاق أقواسهم النشابة بدون أي توقف. قواتنا الذين قد تركوا خلفهم أسلحتهم لم يملكوا حتى إمكانية المقاومة ولو حتى قليلا ليتم ذبحهم مثل الماشية.
“أهربوا! جميع القوات، لا تسقطوا إلى ركابكم. قوموا بكل ما يمكنكم للهرب!”
بالرغم من صراخي وكأنني أتقيأ الدماء جنودي لم يردوا. إنهم فقط قد غطى عليهم الهلع ليبدأوا بالركض في الأرجاء بحيرة. هنالك حتى بضعة جنود قد قاموا بخفض رأسهم إلى الأرض ليبدأوا بالإرتجاف.
“يا سيادتك، أنت يجب عليك الهرب!”
معاوني الأول قام بالصراخ.
“هذا المكان خطير! رجاء فكر في المستقبل!”
“ولكن الجنود-”
“نحن لا نعتبر الرجال الذين لا يقدرون على الإهتمام بحياتهم كجزء منا. هاي! خذ سيادته المارغراف وتراجع بسرعة! لو تعرض سيدنا ولو حتى لخدش واحد، أنا سوف أقوم بحشر مسمار في مؤخرتك!”
سلاح الفرسان قد وصلوا إلى جانبي ولكنني لم أتحرك. أنا هو القائد. أنا لا مكنني الهرب تاركا جنودي خلفي. حتى ولو لم يكونوا جنودا مدنيين، حتى ولو كانوا مجرد جنود مرتزقة.
“سامح فظاظتي هذه.”
معاوني الأول قام بمد رجل. إنه قام بطعن كعب حذائه في فخذ حصاني-الحربي.
حصاني-الحربي قام بالصهيل بصوت عال للغاية ليبدأ بالركض بكامل سرعته بعد هذا.
“أيها المعاون الأول”
“الإلاهات سوف يحمين روسينبورغ!”
في غضون بضعة لحظات فقط، أنا قد سبق وتجاوزت الهضاب وقد هربت من ساحة المعركة. أنا إلتفت لأخر مرة لأرى معاوني الأول وهو يبذل قصار جهده لينظم الجنود.
سهم جاء طائرا من مكان ما مخترقا رأس معاوني الأول. إنه سقط من حصانه. تعابير معاوني الأول، ومنظر سقوطه إلى الأرض، أنا لم أستطع رؤية أي واحدة من هذه.
الجنود المشاة كانوا يغطون المنطقة حوله بشكل كامل. جثة معاوني الأول سقطة في وسط بقايا الجنود……وكأن البحر قد إبتلعه…..
“–كوووووووه!”
طعم الدماء قد ملأ فمي. قبل أن أدرك الأمر أنا قد سبق وقمت بعض لساني قليلا. الغضب إنتقل من عروقي ليملأ كامل جسدي. المنطقة الداخلية في عقلي قد أصبحت ساخنة لدرجة أنني أحسست وكأن جمجمتي على وشك أن تشتعل فيها النيران. أنا قمت بالتحديق بحقد وغضب هائل إلى تلك الهضبة.
“أنا سوف أقتلك……!”
إنه لمن المؤكد أن تلك الفتاة هي قائدة قوات الأعداء. تلك التحية، تلك التحية التي بدت وكأنها متواضعة للغاية لم تكن سوى مجرد علامة لبدأ إطلاق النيران. تلك الفتاة هي بيدق ملك الشياطين دانتاليان. المذنب الرئيسي عن منحي ذلك الإذلال والإهانة. لي ولجيشي، أنا، روسينبورغ!
“أنا لن أسامحك! مقسما على نهر الستايكس! أنا لن أسامحك حتى اليوم الذي تموتين فيه! واضعا إسم وشرف روسينبورغ على المحك، واضعا دمائي وعظامي على المحك، أنا سوف أقتلك بكل تأكيد!”
إسخروا من هذه الكلمات على أنها صرخة من وغد مهزوم. لا بأس بذلك.
كوعد تعهدي، أنا قمت بنطق القسم الذي تم تمريره من جيل إلى أخر في عائلتي.
“الشمال لن تنسى تحقيق إنتقامها هذا!”
أنا سوف أكرس بقية حياتي الصغيرة لأحصل على إنتقامي على تلك الفتاة. ملك الشياطين دانتاليان. أنت أيضا سوف أقطع رأسك وسوف أضعه على مذبح الآلهة. وبعد ذلك، بعد تحقيقي كامل إنتقاماتي، أنا وأخيرا سوف أغلق عيني…….
********
هل تذكرون عندما قلت توقعوا هذا الجزء بعد يومين؟ على ما يبدوا أنا لم أحتج سوى إلى يوم واحد لإنهائه لذلك تفضلوا الجزء الثاني والأخير من الفصل الثالث.
أتمنى أن يكون قد أعجبكم هذا الجزء وإلى اللقاء في الفصل الرابع والأخير من هذا المجلد حيث نختم كامل أحداث هذه المجلد.
لو لاحظتم أي أخطاء إملائية في النص، أتمنى أن تشيروا لي لها في التعليقات وإلى اللقاء غدا أو بعد غد في الفصل الرابع.
ترجمة: Jaouad AZzouzi