دفاع الخنادق - 14 - أصدقاء جيدون بعض الشيء (الجزء الأول)
الفصل الأول: أصدقاء جيدون بعض الشيء (الجزء الأول).
[أضعف ملك شياطين، ذي الرتبة 71، دانتاليان، التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 9، اليوم 20 نيفيلهيم، ساحة هيرميس
“لقد سمعت بأنه قد وقع شجار كبير بينك وبين عشيقتك السوسكبوس أليس كذلك؟”
“الإشاعات تنتشر بسرعة بحق.”
“أنا فتاة حساسة تجاه ما يحدث في العالم.”
بارباتوس قد أتت لتزورني في مكان إقامتي.
لسبب ما ملكة الشياطين العظيمة هذه ذي الرتبة الثامنة قد أصبحت مهتمة في. هذا على الأرجح بسبب تلك الليلة التي حطمت فيها بايمون. أه، ولكن هذا ليس السبب الوحيد……….
“هيا وفضفض عن صدرك. ما الذي حدث؟”
“ألا ترينني وأنا أضع الثلج على خدي؟ إنه لم تمر سوى 20 دقيقة منذ أن صفعتني لابيس. بصراحة أنا لا أريد التحدث الآن.”
“أوه، هذا الذكر المسكين.”
بارباتوس إبتسمت بخبث.
إن هذا مزعج بعض الشيء.
“فكر بشأن الأمر بحذر. عشيقتك هي سوسكبوس هجينة. إنها منبوذة لتم عادة إعدامها فورا كونها قد لامست ملك شياطين. أن تقوم فتاة مثل ذلك بضربك يعني أنها تضع حياتها على المحك بشكل حرفي. فقط ما الذي قمت به لكي تجعلها تتخذ مخاطرة مثل تلك؟”
“إذا أنت تحاولين القول الأن بأن كل هذا الأمر هو غلطتي؟”
“نعم. أنا إكتشفت طوال حياتي أنه كلما حدثت مشكلة ما فإن الذكور عادة ما يملكون فرصة أكبر ليكونوا المسؤولين عن ذلك أكثر من الإناث.”
“أنت بالتأكيد لسعيدة للغاية كونك قد ولدت كأنثى.”
بارباتوس بدأت بالضحك.
عادة نحن لسنا في مكانة مماثلة لنتبادل كلمات غير محترمة إلى هذه الدرجة.
بارباتوس هي ملكة الشياطين ذي الرتبة الثامنة وإنها تملك جيشا جاهزا مكونا من 6 ألاف جندي قوي وعددا لا يحصى من الأتباع تحت إمرتها. والأكثر من هذا أنها تقود مجموعة سياسية عملاقة مسماة بحزب السهول.
ومن جهة أخرى أنا ذي الرتبة 71 فقط. أنا لا أملك أي أتباع وأنا أيضا لست عضوا في أي حزب قوي. أنا لربما أملك كمية هائلة من المال ولكن في النهاية هذا كل ما أملكه. مقارنة مع بارباتوس أنا أبدوا مثل حشرة صغيرة.
بالرغم من هذا فإن الأمور تبدوا وكأن بارباتوس تريدوني أن أصبح صديقها. ما الذي يجب عليه فعله عندما يريد الشخص أمامي أن أتكلم معه بدون إستخدام كلمات إحترام عديمة النفع؟ بالطبع أنا سوف أسايره.
“دانتاليان، نحن لربما لسنا بأصدقاء ولكنني أصدق بأننا وصلنا إلى شيء مماثل للأصدقاء.”
“ذلك لشرف لي بالطبع.”
“أنا أتحدث بجدية هنا.”
بارباتوس إبتسمت.
تعبيرها ذلك هو السبب الذي يجعلني لا أصدقها بالرغم من أنها تخبرني بأنها جدية فيما تقوله. أنا لا أشعر بأي صدق من تعابيرها تلك.
“معظم ملوك الشياطين لهم قطعة من القمامة فقط. ولا واحد منهم يظهر أية إمكانيات. ولكن أنت أول مبتدأ موهوب ليظهر في هذه الستين سنة الماضية. أنا فقط أريد معاملتك بلطف كالأرشد منك في هذه المهنة.”
الأرشد هاه……….
بارباتوس تقود مجموعة معروفة بإسم ‘حزب السهول’. هذا حزب قد حصل على إسمه بسبب عيش معظم ملوك الشياطين الذين انضموا إليه على السهول وبسبب عيشهم في منطقة مفتوحة فإن النزاعات مع البشر لأمر طبيعي.
لذلك وبشكل طبيعي بارباتوس قد أصبحت ملكة شياطين معادية للبشر. لو قام ملوك الشياطين ببدأ غزو ضد البشر فإن بارباتوس وبدون أي شك سوف تكون القائدة التي سوف تقودهم. إنها قد قامت بنشر شبكة معلومات هائلة في عالم البشر وهي دائما ما تراقب ما يحدث وهي تستعد لحرب طاحنة.
ومن جهة أخرى بايمون، ملكة الشياطين التي حطمتها لمعروفة بقيادتها ‘حزب الجبال’. وهذا الإسم قد حصلوا عليه بسبب عيش معظم ملوك الشياطين الذين انضموا إليه على الجبال وبسبب هذا فإنهم قليلا ما يلتقون بالبشر.
بالإضافة إلى هذا فإنه هنالك تنافس شديد بين حزب الجبال والسهول.
هل الإسمين الحزب العدائي والحزب المعتدل سيناسبهما أكثر؟
ولهذا فعندما نادتني بارباتوس ‘بمبتدأ’ ونادت نفسها ‘بالشخص الأرشد في ذه المهنة’ فإنها تحاول بشكل غير مباشر إغرائي إلى حزبها. هذه كلمات تحمل في داخلها خطة مخفية في عقلها.
أنا قمت بالإلتفات لأنظر إلى بارباتوس.
“ما هو قصدك.”
“لو أنت تحاول الإنفصال عن عشيقتك السوسكبوس تلك فإنه يمكنني مساعدتك. في بادئ الأمر إنه ليس منطقيا لتمارس هجينة منبوذة الجنس مع ملك شياطين. إنه لم يفت الأوان بعد لتطلب مساعدتي.”
“…….”
نحن قمنا بالتحديق إلى بعضنا البعض للحظة من الوقت.
“هل تحاولين القول بأنه يجب علي الإنفصال مع لابيس؟”
“لماذا؟ هل أنت محرج؟ لا تقلق بشأن الأمر. بالرغم من أن الناس هنا يتحمسون بسرعة إلا أنهم ينسون الأمور بنفس السرعة. فقط بعد مرور عام على الأكثر الجميع سيكونوا قد سبق ونسوا بأنك قد ضاجعت هجينة سابقا.”
بارباتوس قامت بالتكلم وكأن هذا أمر لا يهم.
أنا قمت بالعبوس قليلا.
“أنت لست من يقرر ما الذي سوف يحدث بيني وبين لابيس. أنا من يقرر. لا تتدخلي كثيرا في الحياة العاطفية الخاصة بشخص آخر.”
عادة أنا لا أتدخل إلى هذه الدرجة. ولكن أنت لست فتى عاديا. أنت المبتدأ الكبير الذي استطاع إيذاء بايمون. كملكة شياطين راشدة إنه واجبي أن أظهر بعض القلق من أجل سمعتك.”
بارباتوس قامت بوضع رجل من أرجلها فوق الأخر.
فخذين ناصعي البياض قد ظهرا أمام ناظري.
“بالطبع إنه لن يكون من السهل الإنفصال عن العشيقة التي أظهرت كامل ذلك العشق تجاهها. أنا أتفهم كليا. ولكن الناس يصبحون أقوى كل مرة خسروا فيها حبهم يا فتى.”
“……….”
“الشيء الوحيد الذي يؤدي إليه الحب هو الكشف عن نقاط ضعفك. الأشخاص لا يصبحون أقوى عن طريق إختبار الحب أو إعطائه بل إنهم يصبحون أقوى عن طريق التخلي عنه.”
“هوووووو….”
أنا قمت برفع حافتي فمي.
“هل الأمور بحق تعمل بتلك الطريقة؟”
“بالطبع. ثق بي. فبالرغم من مظهري إلا أنني قد عشت أكثر من 500 سنة وعدد العشاق الذي كنت في علاقة معهم حتى الآن يتجاوز الألف. لو إستمعت إلى نصائحي حول الحب فإن نساء خلابات الجمال سوف يجتمعن حولك ليمارسن الجنس معك بدون أن تقوم بأي شيء .”
بارباتوس ابتسمت مجددا.
إنها بسمة خبيثة مثل البسمة على وجه قطة تعيش في الأزقة.
“المهم، أخبرني ما الذي أدى إلى هذا الشجار. فضفض عن صدرك ودع عقلك يرتح قليلا. لو تكلمت عن الأمر فإنك بالتأكيد سوف تحس بإرتياح أكثر.”
أنا ظللت صامتا لمدة من الوقت.
ما الذي حدث ليجعل لابيس لازولي تصفعني.
الموقف خلف هذا لكبير للغاية. إنه موقف يحتوي على قصة معقدة للغاية لدرجة أنني لا أملك فكرة من أين يجب علي البدأ.
أنا قمت بفتح فمي ببطء.
“منذ نصف شهر سيدة عجوزة قد زارتني.”
“همممم…..”
“في بادئ الامر أنا إعتقدت بأنها مجرد متسولة كون مظهرها كان قذرا بحق. ولكنني قد إكتشفت قريبا بأنها ليست مجرد متسولة. تلك السيدة العجوزة هي……”
أنا أغلقت عيني قليلا.
أنا إستطعت تذكر الموقف بأكمله بوضوح شديد.
“تلك المرأة العجوزة هي أم لابيس لازولي.”
[أضعف ملك شياطين، ذي الرتبة 71،دانتاليان التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 9، اليوم 3 نيفلهيم، قصر الحاكم
“لقد فهمت. إذا أنت المرأة التي ولدت لالا. ما الذي جاء بك إلى هنا؟”
“نعم يا سيادتك العظيم. هذه المتواضعة قد سمعت بأخبار تتعلق بالإبنة التي كانت هذه تبحث عنها طوال هذه السنين. وبسبب هذا فإن هذه قد أتت إلى جلالتك هنا.”
سيدة عجوزة يملأ وجهها التجاعيد قامت بالتكلم.
أنا قمت بكب كأس من الشاي من أجل السيدة العجوزة. إنها أصرت على أن هذا لشرف كبير لها وحاولت الرفض ولكن وبالرغم من مظهري أنا شخص يهتم بإحترام العجائز والكبار. بالإضافة لو هذه المرأة هي بحق أم لابيس لازولي فألا يعني هذا بأنها صهرتي؟
“رجاء لا تجعلي كرمي يضيع هباء.”
“ش–شكرا جزيلا لك.”
السيدة العجوزة قامت بأخذ كأس الشاي وكأنها لم تملك أي خيار آخر. بالرغم من طريقة تصرفها إلا أنني لم أحس بأن الأمر لم يعجبها بحق.
“لقد قلت بأنك كنت تجولين باحثة عن لالا، هل أنا محق؟”
“نعم يا جلالتك.”
“على حسب معرفتي لالا أصبحت يتيمة في سن يافع للغاية. بالوقت الذي أصبحت فيه واعية بما يحدث حولها فإن والديها قد سبق وإختفيا. بالرغم من أن ما سأقوله الأن سيبدوا فظا بعض الشيء إلا أنني قد إعتقدت بأنك قد تخليت عن لالا وهربتي وحدك……”
“أوه لا، بالطبع لا. أنا لم أتخلى عن إبنتي.”
الدموع بدأت بالنزول من عيني السيدة العجوزة.
“هذه المرأة المتواضعة قد تم طردها من قريتها فورما قامت بإنجاب تلك الطفلة. العمدة قام بطردي فورا. سوسكبوس قامت بإنجاب طفل من بشري لمن المستحيل أن يتم قبولها في القرية. ذلك كان قانون قريتنا.”
أنا واصلت الإستماع إلى قصة السيدة العجوزة بدون قول أي شيء.
“هذه قامت بإنجاب طفلتها في ليلة شتاء باردة. وعي هذه المتواضعة كان مازال مشتتا بسبب ألام الولادة ولكن العمدة قد أمر هذه أن تغادر فورا. هذه المتواضعة قامت بالترجي من أجل المزيد من الوقت…..لأسبوع إضافي ولكنهم رفضوا إعطائي ولو يوما واحد. هذه الوضيعة قد تم طردها من القرية بدون أن تقدر على إرضاع طفلتها ولو مرة واحدة…….”
السيدة العجوزة قامت بخفض كأس الشاي لتنزل إلى الأرض على ركبتيها.
إنها قامت بالزحف إلي ولتمسك بيدي اليسرى.
“أوه يا سيادتك العظيم. الشيء الوحيد الذي تركته هذه المتواضعة من أجل إبنتها هو إسمها ذاك. لابيس لازولي. والدها هو أيضا كان يملك عينين زرقاوتي اللون ولهذا فإنني سميتها بذلك الإسم. تلك الطفلة هي بدون أي شك إبنة هذه المتواضعة. أرجوك، أمنيتي الوحيدة هي رؤية إبنتي…فقط لأرى إن كانت بخير.”
ترجي هذه السيدة العجوزة بالتأكيد قد لامس قلبي.
سوسكبوس قد ولدت طفلة بسبب حبها تجاه بشري.
بشكل طبيعي الزواج بين بشري وشيطان لأمر محرم. هذه السيدة العجوزة قد تم نفيها بسبب كسرها هذا القانون المحرم وقد خسرت إبنتها. هذا بالتأكيد عقاب مبالغ فيه لما يمكن تسميته بليلة حب صيفية واحدة.
“لقد فهمت. أنا سوف أجهز لقاء لك مع لابيس.”
“حقا…هل حقا ما تقوله؟ شكرا لك. شكرا جزيلا يا جلالتك.”
“لقاء أم مع إبنتها لأمر طبيعي وبذلك فإنني فقط أقوم بأمر طبيعي لذلك ليس هنالك أي داع للشكر.”
أنا قمت بمناداة لابيس لازولي لتدخل إلى الغرفة.
بعد مدة قصيرة لابيس لازولي وصلت مرتدية نفس الزي الرسمي الذي كانت ترتديه دائما. لالا قامت بالنظر إلى السيدة العجوزة ولكن على ما يبدوا فإنها لم تستطع التعرف عليها.
“هل ناديت يا جلالتك هذه؟”
“لالا، عشيقتي وتابعتي الأبدية.”
“……….لما بدأت بالتكلم بتلك الطريقة يا جلالتك فجأة؟ هذه دائما ما يصيبها القلق كلما بدأت يا جلالتك بالتكلم بطريقة غريبة.”
“أنظري إلى هذه السيدة العجوزة هنا. هل تعرفين من هي؟”
لابيس لازولي قامت برفع حواجبها قليلا.
هذا تعبير يشير إلى أنها لا تعرف من هو الشخص أمامها.
“هذه متأسفة ولكن هذه السيدة أمامي لشخص غريب بالنسبة لهذه.”
وفي هذه اللحظة فإن السيدة العجوزة بدأت بالإقتراب من لابيس لازولي.
السيدة العجوزة قامت بعناق لالا وهي تبكي.
“أأأه……! طفلتي! هذه هي بالتأكيد طفلتي!”
بسبب الموقف المفاجئ لابيس لازولي تجمدت. بدل ظهورالحيرة على وجهها هي قد بدأت تبدوا لي وكأنها لم تستطع فهم ما يحدث هنا أصلا. بعد مدة لالا إلتفت إلي.
“يا جلالتك، رجاء إشرح ما يحدث.”
“كما سمعت الأن، هذه هي المرأة التي ولدتك. بالطبع هنالك الكثير من الأمور التي يجب تأكيدها أولا ولكنه بالطبع ليس هنالك أي شخص سوف يكذب في حضرة ملك شياطين يشأن شيء حيث يمكن كشف الحقيقة فيه بسهولة.”
أنا شعرت فخور بعض الشيء.
يتيمة قد إستطاعت الإجتماع بأمها. حتى أنا الذي دائما ما يكفر بتشاؤم قد تأثر قليلا بهذا التجمع.
أنا إنتظرت ببطء لتصدر كلمات ‘شكرا لك’ من فم لابيس لازولي.
ولكن.
“………”
لابيس لازولي لغريبة.
شعور غريب ظهر في عينيها للحظة واحدة فقط. لو قمنا بحساب المدة فإن تلك المشاعر ظهرت في أعين لابيس لازولي لمدة أقل من ربع ثانية وبعد رمش لابيس لازولي عينيها مجددا فإن تلك المشاعر قد إختفت ليعود وجهها إلى حالتها السابقة.
بالرغم من أنني لا أعرف ما هي تلك المشاعر التي ظهرت في أعينها بالتحديد.
إلا أنني متأكد من أن تلك ليست تعابير شخص يلتقي بأمهم لأول مرة بعد عدة عقود.
أنا إتخذت قراري بسرعة.
“لابيس لازولي.”
“نعم يا جلالتك.”
“إركعي.”
بدون طرح أي سؤال لابيس لازولي قامت بالركع أمامي. أنا أتساءل إن كان هذا بسبب أمري المفاجئ الذي أعطيته ولكن السيدة العجوزة كانت تنظر بيني وبين لابيس والحيرة على وجهها.
أنا إقتربت من لازولي وقمت بتلويح يدي اليمنى. هذه لم تكن بمزحة. أنا قد ملأت يدي بالقوة لأقوم بصفعها. لابيس لازولي سقطت إلى الأرض بسبب عدم قدرتها على تحمل الضربة. وفور حدوث هذا فإن السيدة العجوزة قامت بالصراخ.
“م…..ما الذي——-ما الذي تفعله يا جلالتك!؟”
“أخرسي يا أيتها السوسكبوس المغفلة صغيرة الدماغ. لو سمعت كلمة إضافية منك فإنني سوف أقطع لسانك وسوف أطعنه في أذنك.”
أنا قمت بتجاهل بكاء السيدة العجوزة ولأقوم بالإمساك بلابيس لازولي من شعرها. أنا قمت برفع جسد لابيس من على الأرض بإستخدام شعرها. لابيس لازولي لم تصدر ولا حتى صوت تألم واحد وقامت بالنظر إلى فقط بأعينها معدومة المشاعر.
“إعترفي. هل تجرأت على إستخدام خدع قذرة؟”
“……..هذه قد إكتشفت ولأول مرة بأن جلالتك عنيف أكثر بكثير مما إعتقدته هذه سابقا.”
“أنت بحق جيدة لتحركي فخك بدون أي حياء بتلك الطريقة. هل أصبحت عمياء بعدما ذقتي لطفي الملكي؟ لقد سمحت لعامية لعينة مثلك بالوقوف بجانبي والأن أنت تريدينني أن أهتم بوالديك أيضا؟ تكلمي. هل أنا سيدك أم هل أنا مجرد كيس نقود؟”
أنا قمت بالإلتفات قليلا وبحذر إلى السيدة العجوزة لأرى بأن شفتيها ترتجفان.
على ما يبدوا فإنها لم تستطع فهم ما الذي يحدث أمامها.
“أمك لم تأتي باحثة عنك. أنت هي على الأرجح من وجد أمك أولا. أنت وأمك قد خططتما هذا العرض الغير مضحك لتسخرا مني أليس كذلك؟”
“ذلك ليس ممكنا……..يا سيادتك العظيم، هذا سوء فهم!”
السيدة العجوزة رفعت صوتها لدرجة أنها كانت توشك على الصراخ.
“هذه المتواضعة قد إلتقت بإبنتها اليوم فقط لأول مرة. إنه لم يحدث من قبل أن هذه قد تقابلت مع ابنتها لتخطط خطة ضد جلالتك. أرجوك صدق هذه!”
“أنا أعرف بشكل جيد إلى أي درجة إبنتك تجيد التخطيط. إنها دائما ما تحاول خداعي وطعني في الظهر متى ما سنحت لها الفرصة. إنه لم يكفي لها بأنها هي فقط كانت تعيش بثراء بل إنها حاولت ضم أمها أيضا. يا أيتها المرأة المشينة.”
أنا قمت بصفع خد لالا مجددا.
ضربة واحدة، إثنان، ثلاثة. أنا واصلت ضربها.
وكل مرة فإن السيدة العجوزة واصلت الصراخ مرارا وتكرارا. ولكن ذلك كل ما قامت به. فور سحبي خنجرا فإن السيدة العجوزة قامت بالركض هاربة إلى الخارج.
“………..”
الغرفة أصبحت صامتة.
لابيس لازولي قامت بالنهوض بصمت لتقوم بإزالة الغبار من على تنورتها.
وجه لالا مازال خاليا من أية مشاعر أو تعابير كليا وعلى ما يبدوا فإنها لم تشعر بأي ألم من خدها المحمر المنتفخ.
“……اللعنة.”
*توووك*
أنا قمت بطعن الخنجر في المائدة.
“تلك كانت كذبة. أمك قد سخرت منا بكذبها لالا! إنها لم تأتي باحثة عنك لأنها قلقة عليك.
إنها على الأرجح خططت أن تلتصق بك مثل طفيلي فقط من أجل مصلحتها والتغذي منك.”
“جلالتك محق على الأرجح.”
لابيس لازولي بدأت التكلم بهدوء.
“هذه قد تم القبول بها بشكل رسمي كعشيقة جلالتك دانتاليان. بالإضافة إلى ذلك، أنت يا جلالتك قد أصبحت واحدا من أغنى الأشخاص على وجه القارة. أم هذه على الأرجح قد إقتربت من جلالتك وهذه وهدفها هو ثروتنا.”
“لتهرب بوحدها بينما إبنتها يتم ضربها……!”
ذلك كان إختبار بسيط ولكن متطرف.
لأتأكد من ما هي نوايا السيدة العجوزة الحقيقية.
لو بحق تلك المرأة العجوزة قد جالت الأراضي باحثة عن إبنتها لأربعين سنة فإنه من المستحيل انها كانت لتظل الأن واقفة فقط ولتسمح للعنف بالوقوع على إبنتها. إنها كانت لتحاول إيقافي حتى ولو كان يجب عليها المخاطرة بحياتها.
ولكن تلك العجوز الشمطاء قد هربت بسهولة للغاية. ما الذي يعنيه هذا؟ هذا يعني أن تلك المرأة العجوزة، كأم لا تحب ولا تهتم بشأن لابيس لازولي.
سبب زيارتها هو بالتأكيد من أجل المال. إنها على الأرجح قامت بالزحف إلى هنا لكي تتكأ على إبنتها ولتعيش حياة رفاهية. قلبي أصبح أسودا للغاية بالغضب.
“للمرأة التي مارست الجنس بدون أي مسؤولية مع رجل من البشر ولتصبح حاملة بدون مسؤولية ولتهرب من القرية لوحدها بدون تحمل أية مسؤولية لتحاول العودة الأن والتصرف كأم الأن! كيف يمكن لشخص أن لا يتحمل أي مسؤولية إلى هذه الدرجة وخصوصا بعد تخليهم على طفلهم لمدة 40 سنة.”
“يا جلالتك.”
“أنا سوف أقتلها!”
أنا قمت بالصراخ.
“أنا سوف أقطع لسانها، سوف أحطم أطرافها وسوف أرميها في حظيرة الخنازير. إنه لمناسب فقط أن يتلقى أوغاد مثل ذلك عقاب مثل هذا. لو الآلهة يهملون واجباتهم فإنه واجبي أن أخذ مكانهم ولأعاقبها بدلهم.”
“يا جلالتك.”
لابيس لازولي قامت بالنظر إلي مباشرة في عيني.
“تمالك نفسك. ليس هنالك أي سبب ليوسخ جلالتك يديه.”
“لا، هنالك عدة أسباب كافية يا لالا. أنت حبيبتي. بالرغم من أن هذا مجرد أمر زائف إلا أنك مازلت خطيبتي. السخرية التي تتلقينها بذلك تصبح سخرية وإذلال أتلقاه أنا. والإذلال والسخرية التي أتلقاها أنا هي أيضا سخرية وإذلال تتلقينهما أنت أيضا. كيف يمكن أن لا يكون هنالك أي سبب؟!”
“…….”
“لا تقلقي. كيف يمكنني أن أطلب منك أن تقتلي أمك. فقط إنتظري بصبر. أنا سوف أهتم بالأمر بسر. أنا سوف أحرص على أن لا أسمح لذلك النوع من القمامة بالتدخل في حياتك مجددا. أولا، لأرشي الحراس ثم……..”
*صفع*
أنا لم أستطع فهم ما الذي حدث لي للحظة واحدة.
هذا لأنه أمر لم أتوقع حدوثه أبدا.
أنا قمت بالنظر إلى لابيس لازولي بتعبير حائر وأنا مازلت غير قادر على تصديق ما حدث.
“يا جلالتك دانتاليان.”
“……”
“هذه قد أخبرتك أن تتمالك نفسك.”
المشاعر في صدري بدأت بالهدوء.
لالا قد قامت بصفعي.
هذا الأمر بنفسه ليس بمشكلة كبيرة. ألم أقم أنا أيضا بضربها عدة مرات على خديها منذ قليل؟ عين للعين وسن مقابل سن. إنها بشكل طبيعي تملك الحق لضربي هي الأخرى. ولكن، حقيقة أن ‘لازولي قد ضربتني’ هو ما صدمني.
“لالا……….”
“هل وأخيرا قد هدأ جلالتك؟”
“أنا أسف. أنا لم أضربك سابقا لأنني أردت القيام بذلك. أنا أعتذر لتلويحي يدي مثل مفتول عضلات عديم الدماغ. أنا بحق متأسف. ولكنه كان يجب علي التأكد إن كانت أمك صادقة أم لا.”
أنا واصلت التكلم بصوت خافت.
“إن لم أقم بالتأكد من ذلك الأمر بشكل كلي منذ البداية فأنت هي من كانت لتتأذى. أنا أردت ضمان أمنك مقابل ثمن أن أصبح الرجل الشرير. أنا أقسم على أنني لم أملك أي نوايا أخرى.”
“هذه تعرف وذلك الأمر ليس بمشكلة.”
لابيس لازولي قامت بهز رأسها.
“ليس هنالك أي داع لتعتذر فقط لأنك ضربت هذه. هذه مجرد عامية. فقط بسبب كوني بجانب جلالتك دانتاليان فإن هذه لقادرة على الإستفادة من حقوق لا تستحقها. المشكلة الحقيقية هي شيء أخر.”
“ما الذي تقصدينه بالمشكلة الحقيقية…….؟”
“ألا تعرف يا جلالتك؟”
هذا النوع من الأسئلة يجعلني على وشك أن أصبح مجنونا.
الشخص الأخر يملك الإجابة ولكن أنا لا أملكها. لو الأمور هكذا فإنني على الأقل أملك الحق لأعرف السؤال ولكن لسبب ما الشخص الأخر لا يخبرني لا بالسؤال ولا بالجواب. أليس هذا غير عادل للغاية؟
“لالا، أنا لا أريد خوض نقاش معك.”
“هذا ليس بنقاش.”
لابيس لازولي قامت بحني رأسها.
“إنه مجرد إختبار بسيط.”
وبعد ذلك لالا غادرت الغرفة.
بدون طلب إذني لتغادر.
أنا فجأة وجدت نفسي واقفا لوحدي في الغرفة محدقا إلى الهواء أمامي وفي هذه اللحظة خانة نصف شفافة ظهرت أمامي.
[تعلق لابيس لازولي العاطفي بك قد إنخفض ب1.]
أنا واصلت لمدة طويلة التحديق إلى الخانة الشفافة. أنا قمت بالهمس إلى الغرفة بضعف كونه لا يوجد أي أحد هنا.
“………..وما كانت المشكلة؟”
صوت زقزقة العصافير يمكن سماعه خارج النافذة.
[أضعف ملك شياطين، ذي الرتبة 71، دانتاليان، التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 9، اليوم 20 نيفيلهيم، ساحة هيرميس
“وما كانت المشكلة؟”
بارباتوس كانت تبدوا وكأنها لم تجد الكلمات المناسبة لتقولها.
إنها كانت تنظر إلي وكأنها تريد مني أن أقطع لساني لأنتحر.
“لقد حاولت قتل أم عشيقتك!”
همم.
“…….و؟”
“أوه يا إلاهتي بيرسيفون. يا آلهتي الأعزاء. لما مازلتم لم تأخذوا هذا المغفل الغبي لأمر لا أستطيع فهمه.”
بارباتوس قامت بتغطية جبهتها بيدها.
“دانتاليان، هل حقا تريد مني التكلم معك بصراحة. بصراحة بحق؟”
“إجابة صادقة لأفضل من إجابة منافقة كاذبة.”
“أنا قد نصحتك بصدق أن تنفصل مع عشيقتك السوسكبوس قبل سماع قصتك أليس كذلك؟ ولكن الأن الأمور حقا معقدة. يا أيها المعاق عقليا. إن كان سوف يتم صفعك من قبل هجينة منبوذة فإنك تستحق أن يتم صفعك مئات المرات.”
“أوي، وما الذي كنتي أنت لتقومي به إذا؟”
أنا قمت بخفض كيس الثلج.
الخد الذي تلقيت فيه صفعة لالا في الساحة مازال ساخنا.
“هنالك فتاة بحق تحبينها. ولكن هذه الفتاة قد ولدت في هذا العالم بسبب خطأ والديها بدون أن تستطيع القيام بأي شيء. وفور خروجها من رحم أمها فإنه قد تم بصمها ‘كمنبوذة هجينة’. وحتى الأن، أنت أيضا يا بارباتوس تتجاهلينها.”
بارباتوس قامت بالعبوس قليلا.
“أنا لا أتجاهل الأشخاص بناءا على مكانتهم الإجتماعية. أنا فقط أفرق بينهم.”
“وذلك هو تعريف العنصرية. المهم، لا بأس بذلك. بإختصار، المذنب الرئيسي لكون حياة لابيس لازولي جحيما لا يطاق هو بسبب تلك العجوز الشمطاء. وما الذي كان يجب علي فعله؟ ما الذي كنت أنت لتقومين بفعله؟”
الأشخاص الذي أكرههم أكثر من أي شيء هم الأشخاص الذين ينجبون أطفالا بدون تحمل أي مسؤولية. أبي قد قام بهذا، وحتى أمي يطبق عليها نفس الشيء.
الأشخاص العاديون لا يمكنهم تفهم إلى أي درجة الأمور كانت محبطة لطفل حياته قد دمرت في عمر العاشرة. ولكن مقارنة مع لالا فإن حياتي يمكن إعتبارها كمباركة. حياتها قد سبق وكانت فاسدة من قبل أن تولد حتى.
“أنا لا يمكنني مسامحة تلك المرأة العجوزة. مسامحتها لأمر خاطئ. اللعنة، أنا ما كان يجب علي القلق بشأن ما تفكر فيه لابيس بل كان يجب علي قتل تلك المرأة هناك وفي تلك اللحظة.”
“دانتاليان…….”
رفقة صوت خافت نافذة شفافة ظهرت أمامي.
[ملكة الشياطين بارباتوس قد خاب ظلنها فيك وتعلقها العاطفي قد إنخفض ب3.]
“دانتاليان، أنت شخص ملتوي نفسيا…..”
بارباتوس قامت بإعطائي نظرة شفقة.
“أنت تبدوا بخير تماما ولكن ما يوجد في داخل جمجمتك بالتأكيد مريض. أنت على الأرجح لا تدرك حتى بأنك تبدوا وكأنك مريض عقليا الأن أليس كذلك؟”
“أنا طبيعي كليا.”
“هناك فقط نوعين من الأشخاص الذين يدعون بأنهم طبيعيون كليا. الأول هو قاتل والثاني هم أشخاص على وشك أن يصبحوا قتلة.”
بارباتوس قامت بخفض ظهرها قليلا.
ولتحدق إلي بجدية للغاية.
“جميع الأشخاص يرتكبون أخطاء أثناء عيشهم حياتهم. وبالطبع فإنه يجب معاقبتهم إن إرتكبوا خطئا ما. الأمور جيدة حتى هنا. ولكن أن تقول بأن العقاب يجب أن يكون دائما الموت مهما كان الأمر. والأكثر من هذا هو أنه عقاب موجه إلى والدة عشيقتك.”
“لو هنالك أشخاص يستحقون الموت فكل ما في الأمر هو أنه يجب عليهم الموت.”
بارباتوس قامت بالتنهد.
“……..ألم تقل بأن إسم حبيبتك هو لابيس لازولي؟ اللعنة، إنها تستحق الإعجاب. كيف إستطاعت بحق الجحيم التعامل معك؟ لو كنت في مكانها فإنني كنت لقطعت خصيتيك ولأهرب بعد ذلك. أنتما بحق يجب عليكما الإنفصال فقط.”
“هل أنت على جانبي الأن أم على جانب لالا؟”
“أنا لا أدري أيها الغبي.”
بارباتوس قامت بحك رأسها.
“أنا كنت أتمنى أن مبتدئا نافعا موهوبا قد ظهر بعد مدة طويلة ولكن أليس مجرد مريض عقليا بشكل كامل؟ *تنهد* قدري دائما ما هو هكذا…….. إنه يبدوا بخير نوعا ما باستثناء علاقاته العاطفية…..ولكن كيف يمكنني بحق الجحيم أن أجعل هذا المختل عقليا يتصرف كشخص طبيعي……”
“مرحبا؟ أنا يمكنني سماع كل شيء تقولينه.”
“بالطبع أنت سمعت كل شيء لأنني أردت ذلك. يا أيها السيد العاهر، أنا أفكر بشكل عال إن كان يجب علي أن أتوغل أكثر في هذا الأمر لأضع نفسي كمربيتك. هذا النوع من الامور لأمور عميقة للغاية.”
بارباتوس واصلت حك جبهتها وهي تفكر.
إنها تبدوا وكأنها تفكر إلى أي درجة يجب عليها التدخل في حياة شخص أخر.
لو أصبحت عالقا في المشاكل الشخصية لشخص أخر فإنك على الأرجح سوف تجد نفسك في مستنقع لا نهاية له. بارباتوس على الأرجح الأن تفكر بشأن ذلك الشعور الملتصق.
أنا أتساءل إن كانت وأخيرا قد إتخذت قرارها.
“…….حسنا. واصل التكلم.”
تعابير بارباتوس كانت تبدوا وكأنها قد إتخذت قرارها لتتوغل أكثر في هذا المستنقع.
“واصل التكلم؟ بشأن ماذا؟”
“أيها المغفل. أنا أقصد علاقاتك العاطفية. بناءا على ما أخبرتني به حتى الأن، المشكلة بينك وبين عشيقتك السوسكبوس لا تبدوا كبيرة إلى تلك الدرجة. أنتما لربما قد تشاجرتما ولكن ذلك ليس قتالا كافيا ليسبب إنفصالا. فقط ما نوع الهراء الذي قمت به طوال الشهر الماضي والذي جعل تلك الطفلة تصفعك في وسط ساحة هيرميس؟”
“أنا أرى بأنك تتكلمين بنبرة صوت وكأنك متأكدة من أنني المذنب في ما حدث.”
“نعم، أنا متأكدة. لو اعتقدت بأن هذا أمر غير عادل فأثبت براءتك. تسك…..”
بارباتوس قامت بالنظر إلى خارج النافذة.
الوقت مازال في منتصف الظهيرة لذلك فإن الشمس لساطعة حاليا.
بارباتوس قامت بإغلاق عينيها قليلا وكأنها تزن أشعة الشمس. أشعة الشمس لامست فخذيها وأرجلها نازلة إلى الأرض.
بصراحة هذا منظر ساحر.
حتى أشعة الشمس على الأرجح لسعيدة أنها قامت بتقبيل فخذي بارباتوس. ليس هنالك أي شك أنها على الأقل أسعد من سقوطها على رأسي. لولا جسدها الطفولي فإنني على الأرجح لكنت قد وقعت في حبها.
“…..أوي، ما الذي تنظر إليه؟”
بارباتوس قامت بالنظر إلي وكأنها تنظر إلى شيء عفن.
أنا قمت بالإجابة بصراحة.
“أنا كنت أنظر بتعجب إلى قدميك.”
“وذلك ليس بأمر مجاني لذلك إدفع لو أردت مواصلة النظر إليهما.”
“ما رأيك في أن تنظري أنت أيضا إلى قدمي بدل ذلك.”
“أنا سوف أفكر بذلك بعد حلقك كامل شعر قدميك.”
أنا قمت بإرخاء كتفي وهز رأسي قليلا.
“لقد حصلت على بعض المعلومات.”
بارباتوس قامت بإمالة رأسها.
“أية معلومات؟”
“رسالة صغيرة. لم يكن هنالك أي إسم ولا أي مرسل عليها. فقط جملتين إثنتان مكتوبة بإستخدام قلم حبر. محتواها لأمر من السهل تذكره.”
أنا قمت بسحب ورقة من جيبي لأمررها إليها.
أنت لديك عدو.
بعد 10 أيام من الأن، جيش من 2،000 جندي سوف يهاجمون قلعة ملك الشياطين الخاصة بك.
“همممم.”
بارباتوس قامت بإطلاق صوت من داخل أنفها.
“رسالة تهديد مباشرة هاه.”
“أنا أراها كرسالة تحذير أكثر من تهديد.”
“لماذا؟ إنها تبدوا كمجرد خدعة ومن نظرة واحدة.”
“أنظري إلى السطور بحذر يا بارباتوس. ما هو مكتوب هنالك لهو مجرد سطرين فقط ولكن هنالك عدة معاني مخفية فيها. أولا، ‘أنت لديك عدو’ لمكتوبة هنا. هذه كلمات تشير بخباء إلى ‘أنا لست عدوك’.”
هذه رسالة ضعيفة للغاية لأعتبرها رسالة تهديد.
ولهذا فعند وصول هذه الرسالة إلي منذ شهر واحد أنا ولالا قد فكرنا بشأن ما هو مكتوب فيها.
من يمكن أن يرسل رسالة مثل هذه وبأي نية.
“نظرا إلى طريقة الكتابة، الشخص الذي كتب هذه الرسالة لهو على الأرجح شخص من الطبقة العالية وقد تلقى تدريسا خصوصيا إحترافيا. بالإضافة، بناءا على طريقة ميلان الحروف هناك فإنه يمكن رؤية أن الكاتب لهو شخص إما يستخدم يده اليمنى أكثر من يده اليسرى أو يجيد إستخدام كلتي يديه بنفس المهارة.”
“……….أنت يمكنك إكتشاف كل ذلك فقط من طريقة الكتابة؟”
“هذه ليست سوى بضعة فرضيات.”
أنا قمت بالإتكاء على كرسي لأواصل التكلم في وضع جلوس مريح.
“هنالك أيضا إحتمالية أن الكاتب هو شخص يعمل في أعمال على قمة المجتمع.”
بارباتوس قامت بالعبوس.
“هااا؟ ولما القمة؟”
“قومي بالنظر إلى الأرقام لو كنتي تملكين عينين تعملان.”
بعد 10 أيام من الأن، جيش من 2،000 جندي سوف يهاجمون قلعة ملك الشياطين الخاصة بك.
“هنالك فاصلة بين الإثنين والأصفار. ولهذا فإنه هنالك إحتمالية كبيرة أن الكاتب يعمل في منصب عالي.”
“……….”
تعابير بارباتوس مازالت لحائرة.
على ما يبدوا فإن ملكة الشياطين العنيفة هذه ذات الجسد الطفولي ليست جيدة في تحريك دماغها في مثل هذه المواقف. أنا قمت بالتنهد لأشرح الأمور بلطف لها.
“الأشخاص العاديون عادة لا يستخدمون الفواصل عند كتابتهم أرقام لا يتجاوز حدها الألاف. إنهم عادة يكتبون 2000 فقط بدون أية إضافات. ولكن الشخص الذي كتب هذه الرسالة قد أضاف الفاصلة كونها عادته.”
مما يعني أن هذا شخص يتعامل عادة مع كمية هائلة من الأموال.
شخص دائما ما يضع الفواصل أثناء كتابته ثلاثة أصفار رفقة رقم ما.
شخص يتعامل بشكل يومي مع مبالغ هائلة مثل 1،000،000 قطعة ذهبية بشكل يومي.
“لذلك فإنه ليس هنالك أي مجال للشك بأن هذا الشخص يتعامل إما مع الحسابات أو إما هو محاسب لمنطقة عملاقة من الأراضي أو ربما هو تاجر يعمل في منصب عال للغاية.”
“حقا……..”
بارباتوس إبتسمت إبتسامة مرة وهي تنظر إلى الرسالة.
“دماغك لبحق ليس موجودا في داخل جمجمتك بدون أي نفع.”
“لا تتأثري بهذه السرعة. مازالت هنالك خمسة حقائق مخفية في هذه الرسالة. ولكنني سوف أتخطاهن لأنني لو قمت بشرح كل واحدة منها لك أنا سوف أموت من الضجر والملل.”
منذ العصور القديمة، الأسرار كانت ومازالت مشابهة للجنس.
عندما تزيل ملابس شريكك فإنه يجب عليك إزالة واحدة تلو الأخرى بحذر. أين هي المتعة لو قمت بتمزيق ملابسهم في أن واحد فقط؟
كل شيء يصل إلى ذروة جماله وهو نصف عار. مثل كون إمرأة نصف عارية أكثر جاذبية من إمرأة عارية كليا، الأسرار دائما ما يكون طعمها ألذ عندما يتم الكشف عنها هنا وهناك قليلا فقط وليتم بعد ذلك طبخها.
أه، هذا بحق لجيد ولذيذ. (دانتاليان يقولها بالفرنسية.)
“….على ما يبدوا أنت وغد منحرف كليا أيضا أليس كذلك؟”
الإشمئزاز ملأ وجه بارباتوس بعد إستماعها إلى كلماتي حول الجمال.
“المهم، أنت تقول بأنه هنالك إحتمالية عالية بأن المذنب لهو تاجر ذي منصب عال أليس كذلك؟”
“همم، على الأقل من الخارج.”
أنا قمت بحك جبهتي.
“بشكل جيد، أنا أملك صداقة عميقة مع التجار. لو ربما الشخص الذي أرسل هذه الرسالة لهو بحق تاجر وكان يحاول فقط خداعي فإن الإمساك به لكان سهل للغاية.”
“همم؟ كيف؟”
أنا إبتسمت قليلا.
“لقد أخبرتك، التجار هم أصدقائي.”
**********
وهذا هو الجزء الأول من الفصل الأول.
أنا أسف على الإختفاء مجددا (تبا، بديت أحس أن الإختفاء فجأة بدأ يصير عادة لي).
المهم، انا كنت مشغول في العمل حيث أنا عدت للعمل مجددا فعلى ما يبدوا العيش ستة أشهر بدون أي عمل يستنزف حسابك البنكي لذلك فإنني لم أملك أي وقت للترجمة وأنا لم أفتح الحاسوب حتى لأخبركم وأنا أسف على هذا.
أنا حاليا قد تعودت على عملي الجديد لذلك فإنني أملك كمية كبيرة من وقت الفراغ لذلك توقعوا المزيد من الفصول قريبا.
المهم أتمنى أن يكون هذا الجزء قد أعجبكم وترقبوا الجزء الثاني والأخير من هذا الفصل بعد ساعتين من الأن تقريبا كوني قد سبق وأنهيت ترجمته وكل ما علي القيام به الأن هو تدقيقه والتحقق من جودة الترجمة وغيرها من الأمور.
ترجمة: Jaouad AZzouzi.