دفاع الخنادق - 11 - أعظم عرض سيرك في العالم (الجزء الثاني)
الفصل الخامس: أعظم عرض سيرك في العالم (الجزء الثاني).
[أضعف ملك شياطين، ذي الرتبة 71، دانتاليان، التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 8، اليوم 20 نيفيلهيم، قاعة القصر
وسط أصوات الهمس والحديث في القاعة.
“…..الشخص الأعلى رتبة بيننا هنا هو أنا. إنه سيكون من المناسب لملك شياطين آخر أن يكون القاضي في النزاع بين ملكي شياطين.”
ذي الرتبة الخامسة مارباس وأخيرا تقدم إلى وسط القاعة. أنا أتساءل إن قرر بأنه لم يعد بإمكانه مواصلة التصرف كمجرد متفرج فقط.
“أيفار لودبروك، أنا سوف أتخذ منصب المضيف بشكل مؤقت. أنا أسف ولكن وزن هذه المحاكمة لأثقل مما أستطيع تركه بين يديك.”
“كما تأمر يا جلالتك.”
مصاص الدماء العجوز قام بالتراجع إلى الوراء بإطاعة.
“همم.”
مارباس قام بالوقوف في وسط القاعة.
طريقة وقوفه هناك تجعله يبدوا وكأنه شجرة عملاقة. توازنه لحقا يستحق الإعجاب. هذا الرجل الأصلع ذي الحجم الكبير لحاليا هنالك تعبير إنزعاج على وجهه وكأنه ليس معجبا بالموقف الحالي على الإطلاق.
“أنا ذي الرتبة الخامسة وكملك الشياطين المسؤول عن النبل أنا سوف أقبل طلب بايمون بشكل رسمي. المتهم هو ذي الرتبة 71، معدوم الإسم، ملك الشياطين دانتاليان.”
كلمات مارباس غطت القاعة بجو خانق.
صوته لم يسمح بأي معارضة. ملوك الشياطين قاموا بخفض رؤوسهم بينما الجنيات تراجعن إلى الخارج بسرعة.
“إنه من المحرم كليا التدخل في المحاكمة من قبل أي شخص بإستثناء الأشخاص المرتبطين بالأمر فقط. الذي يتم إتهامه اليوم في ليلة والبورغيس، تقدم وواجه متهمك.”
إنه سيكون من المناسب فقط إطاعة المضيف.
أنا قمت بالإتجاه إلى وسط القاعة وبعد بضع خطوات فإنني قد وصلت.
“………..”
“………..”
بايمون وأنا بدأنا التحديق إلى بعضنا البعض بدون ترك أي فراغ بيننا.
مثلما كانت تبدأ المبارزات في العصور القديمة.
“عند إنتهاء الطرفين من تقديم وجهة نظرهما فإننا سوف نقرر نتيجة المحاكمة عن طريق التصويت والمصوتون سيكونون ملوك الشياطين المتواجدين هنا. أولا، أنا سوف أقدم حق إستجواب المتهم إلى بايمون.”
“نعم.”
بايمون قامت بالإمساك بتنورة ردائها ولتنحني قليلا.
الزمن بدى وكأنه قد توقف على حافة تنورتها.
“شكرا لقبولك هذه الجلسة.”
بايمون إلتفتت لتحدق إلي مجددا.
“دانتاليان، لما لا نؤكد بعض الحقائق أولا؟”
“كما تريدين يا جلالتك.”
أنا قمت بإيماء رأسي موافقا.
في الواقع، هذه أول مرة نلتقي فيها ولكنه هنالك كمية هائلة من المشاعر العدائية بيننا أكثر من أي مشاعر أخرى.
“أنت، في اليوم 16 من الشهر8، في الساعة 4 صباحا قمت بقتل ملك الشياطين أندروماليوس في ساحة هيرميس المتواجدة هنا في مدينة نيفيلهيم. هل هذه السيدة محقة؟”
“أنت محقة. أنا أعترف بحدوث ذلك.”
“وأنت، دانتاليان قد قمت بقتل أندروماليوس بالرغم من معرفتك كليا بأنه ملك شياطين. هل هذه السيدة محقة؟”
“أنت محقة مرة أخرى. أه، ولكن إن كنت سأجيب بدقة أكبر..”
أنا قمت برفع كتفي قليلا.
“أنا لم أعرف في بادئ الأمر بأنه ملك شياطين. بينما أنا كنت أشرب بعض النبيذ في الساحة مبتدأ قد ظهر وهو يتنمر ويضرب العجائز. لقد تساءلت من هو ذلك الوغد ولقد إتضح بأنه ملك شياطين. أنا حقا كنت مفاجئا.”
“……..بمعنى أخر، أنت لم تقتل ملك الشياطين أندروماليوس بشكل عرضي، بل لقد قتلته بنية القتل.”
أنا قمت بهز رأسي قليلا.
“أنا أعتذر يا جلالتك بايمون ولكن هنالك سوء فهم صغير.”
“سوء فهم؟”
بايمون قامت بالعبوس قليلا.
“وما نوع سوء الفهم الذي يمكن أن يكون متواجدا في حقيقة بسيطة مثل هذه؟”
“أنا أتحدث عن أندروماليوس. أنا أقسم هنا للآلهة بأنني كنت لأقتل ذلك الوغد الطفيلي سوءا كان ملك شياطين أو لا.”
ضوضاء صغيرة بدأت بالإنتشار في القاعة.
بايمون عبست أكثر لتقوم بتحذيري.
“……دانتاليان، اليوم هي ليلة والبورغيس وأنت حاليا يتم إتهامك بجريمة قتل. ما رأيك في التحدث بطريقة أكثر تهذيبا؟”
“أووه، المعذرة، ولكنه لا يمكنني القيام بذلك. يا جلالتك، أنا سوف أواصل مناداة ذلك الوغد بوغد طفيلي وضميري سيظل مرتاحا. صدقيني ذلك الوغد كان يستحق الموت كليا.”
“أنت……!”
“بصراحة أنا نادم على الأمر قليلا. لقد كان يجب علي إهداء موت أكثر إيلاما لذلك الوغد. ولكن للأسف فإنني أنهيت الأمر عن طريق طعنه في العنق مرة واحدة فقط. لقد حقا كان مثل قطعة قمامة قذرة وهو يجول الأزقة. إنه لمن الواضح إلى أي درجة كان ضعيفا.”
الضوضاء في القاعة إزدادت.
أنا كنت أبالغ في كلماتي وأجعلها مهينة قدر الإمكان عن عمد.
مارباس قد قال بأن نتيجة المحاكمة سوف يتم تحديدها عن طريق التصويت.
وبسبب كون بايمون ملكة الشياطين ذي الرتبة التاسعة فإنها تمتلك عددا هائلا من الحلفاء بين ملوك الشياطين. لذلك لو حدثت مباراة تصويت عادية فقط هكذا؟ أنا بالتأكيد سوف أواجه هزيمة مدمرة كوني لا أملك ولا حتى حليفا واحدا بين ملوك الشياطين.
لذلك يجب علي الحصول على حليف الأن.
ملكة شياطين تكره بايمون بشدة.
ملكة الشياطين التي تفضل الكلمات القذرة والشتائم أكثر من أي شيء.
وأكثر شيء مهم، ملكة الشياطين ذي الرتبة العالية التي تمتلك عدد حلفاء مماثلا لبايمون.
‘بارباتوس.’
نعم، أنا لا أرد حاليا على بايمون، بل إنني أخاطب بارباتوس. والأن، شاهديني بحذر. هنا مبتدأ بالتأكيد يناسب ذوقك.
أنت تريدين الإنتقام من بايمون أليس كذلك؟ أنت بالتأكيد مازلتي تمتلكين بعض الغضب في داخلك جراء خسارة ذلك الجدال سابقا. أنا سوف أحقق تلك الرغبة بدلك يا بارباتوس. كل ما عليك فعله هو إختيار التصويت في صالحي فقط.
هذا سوف يكون تحالفا مذهلا، بالرغم من أنه سوف يكون مؤقتا فقط…….
“إحذر من كلماتك، دانتاليان!”
بايمون قامت بالصراخ.
“أندروماليوس كان قريبنا.”
“أنا يمكنني الموافقة فقط على نصف كلماتك يا جلالتك. أندروماليوس لم يكن واحدا من عرقنا فقط وقريبنا، بل كان عضوا مشينا من عرقنا. أه، جميعا، رجاءا. لنكن أكثر صراحة هنا.”
أنا قمت بالإلتفات لأنظر حولي بسرعة.
“فقط لأن ذلك الوغد الطفيلي لم يرد دفع ثمن شرابه فإنه قام بالتهجم على مالك الحانة. المالك كان قزما عجوزا يشارف على الموت ذي ظهر منقسم من شدة العمل. ولكن هذا ليس كل شيء. لقد أجريت بعض البحوث لاحقا وقد إكتشفت بأن عدد المواطنين الذين قد قتلهم في نيفيلهيم فقط هو 54 شخصا.”
“ذلك……”
“والأكثر من هذا هو أنه هنالك 12 طفلا من بين أولئك الموتى. هل تعرفون كامل هذا؟ ذلك الرجل قام بضرب أولئك الأطفال حتى الموت فقط كونهم لم يخفضوا رأسهم له. ولو إحتسبت عدد المصابين بسببه فإن عدد الضحايا يزداد حتى 327. وتذكروا بأن هذا هو عدد الضحايا المعروف بشكل عام فقط. جميعا، أنا لن أكون مفاجئا لو أخبرني شخص ما بأن ذلك الوغد الطفيلي قد إغتصب فتاة صغيرة وليرمي بعد ذلك جثتها في مجاري الصرف الصحي! أوه أيتها الآلهة! أرجوكم ألقوا بذلك الشياطين أندروماليوس إلى الجحيم ليلقى عذابا أبديا.”
“أنت، حقا……..!”
بايمون قامت بفتح فمها.
“يالجرأتك، أمام هذه السيدة……… دانتاليان، هذه السيدة يمكنها اتهامك بالاستهزاء بالمحاكمة. أصلح نبرة صوتك فورا!”
حافة فمي إهتزت قليلا.
لنأخذ خطوة إلى الوراء للأن.
“……..أنا أعتذر يا جلالتك بايمون. أنا أود الإعتذار لجميع الحاضرين هنا على ما حدث اليوم. أنا لم أنوي إهانة الحاضرين أو المحاكمة.”
أنا قمت بوضع كفي على جبهتي وكأنني نادم بشدة على ما قمت به منذ قليل.
الصدق والصدق المبالغ فيه هما شيئين مختلفين قليلا. الصدق المبالغ هو المبالغة في أفعالك لدرجة أنك تزعج من حولك. ومن جهة أخرى الصدق بتوازن هو أن تقوم بطبخ نفسك لتبدوا لذيذا ولتقدم نفسك بعد ذلك إلى الأخرين على طبق فضي. وكأنك تخبرهم ‘أرجوكم إستمتعوا بي.’
الجميع يحبون الأشخاص الصادقين والمتواضعين بدون مبالغة. لو تصرفت بشكل مهذب من حين إلى أخر فإن الأشخاص الأخرين لن يرونني كمصدر إزعاج إلى تلك الدرجة. أنا قمت بالنظر مرة أخرى إلى الحشد حولي بأعين جرو حزين.
“جميعا، كما يمكنكم الرؤية، أنا لست سوى مجرد مغفل لا يمكنه إبقاء ولا شيء ثمين واحد عزيز على قلبه بالقرب منه. ذي الرتبة 71، أنا لا أملك إسما خاصا بي ولا أملك أي إنجازات تستحق الفخر أو لقبا….. هذه هي حقيقتي.”
“………”
“ولكن، وبالرغم من ذلك، أنا لم أقم بضرب العجائز فقط لأنني لا أريد دفع فاتورتي. أنا لم أقم بمهاجمة 327 مواطنا بريئا وأنا لم أقتل 54 شخصا من بينهم.”
أنا قمت بخفض نبرة صوتي قليلا.
قبل أن أدرك الأمر فإن الصمت قد غطى على القاعة.
“……ذلك قد حدث في اليوم 16 من الشهر 8. بالتحديد منذ أربعة أيام. لقد سمعت صوت بكاء رجل عجوز وعندما نظرت إلى هناك فإن أعيني إلتقت بأعين أندروماليوس. يا جلالتك يايمون، هل لربما تعرفين ما الذي قاله ذلك الرجل عند رؤيته لي؟”
“……أنت تخفض أعينك….ذلك ما سمعته من شاهد….”
“بالتحديد لقد قال: ‘ ومن أنت؟ ألن تقوم بخفض أعينك؟’.”
عدة أشخاص حولي قاموا بطقطقة لسانهم.
أنا قمت بوضع إبتسامة مرة قليلا على وجهي.
“ما حدث بعد ذلك هو أمر حقا يستحق رؤيته أكثر من أي شيء أخر. أندروماليوس أتى إلى أين كنت جالسا وقام بمهاجمة الأشخاص الذين قمت بتعيينهم ليكونوا المرافقين الخاصين بي. لقد حذرته بإحترام أن يتوقف عن ذلك. ولكن وبالرغم من ذلك فإن أندروماليوس لم يستمع ليواصل بعد ذلك مد يده على حبيبتي والتي هي تابعتي بقوة لدرجة أنها قد سقطت إلى الأرض.”
أنا واصلت التكلم فور التوقف قليلا.
“يا جلالتك بايمون، ما كان يجب علي فعله في موقف مثل ذلك؟ هل كان يجب علي السماح للمرافقين الذين قمت بتوظيفهم بالمغادرة لأتعرض أنا للأذى؟ أو هل كان من الأفضل لو واصلت المشاهدة فقط بينما يتم مهاجمة حبيبتي لدرجة أن التراب قد غطاها؟”
“……….”
بايمون لم تجب.
بايمون المثقفة والمحترمة لا يمكنها التصرف هنا بدون التفكير في العواقب. بايمون قد حاصرت نفسها هنا بسبب حسها بالعدالة.
الأن.
وقت إظهار بعض الصدق والتمثيل بتواضع قد إنتهى.
أنا بدأت برفع صوتي مرة أخرى.
“أنا سوف أقول هذا مرة أخرى جميعا. أندروماليوس. لقد كان وغدا طفيليا لم يستحق أن تتم مناداته بلقب ملك الشياطين. أليس المواطنون الأبرياء الذين عانوا بسببه هم من يستحقون التكلم بشأنهم؟ أليسوا هم الضحايا الحقيقيون الذين يستحقون تعويضا؟”
حرك عاطفتهم.
“بسبب طفيلي مثل أندروماليوس رأي الجميع بشأن ملوك الشياطين قد أصبح سيئا للغاية. أندروماليوس لم يكن قريبنا على الإطلاق. لو كان كل هذا حقا من أجل عرقنا، فيا جميعا فإنه لا يجب علينا التضحية ب 71 شخصا فقط من أجل شخص واحد فقط. نحن يجب علينا التخلص من واحد من أجل الأخرين.”
إجعله عدو الجميع.
“لذلك فإنني أريد طرح سؤال عليك يا جلالتك بايمون. هل مازلتي تعتبرين شخصا مثل أندروماليوس كواحد من عرقنا وقريبنا؟ هل مازلتي سوف تواصلين حماية حشرة مثل أندروماليوس حتى النهاية بينما أنت تضحين ببقية عرقك؟”
تهديد مخفي.
عن طريق إستخدام مختلف الكلمات وفنون البلاغة.
أنا قمت بالتحديق مباشرة إلى بايمون.
“يا جلالتك، أرجوك أجيبي على سؤالي.”
“هذه السيدة……”
بايمون قامت بإغلاق فمها بدون قول أي شيء.
صمت خانق غطى على القاعة مجددا.
وفي ذلك الوقت.
*تصفيق*
صوت تصفيق صدر من ركن من أركان القاعة.
بارباتوس كانت واقفة هناك وهي تصفق وعندما إلتفت إليها الجميع فإنها قامت بإمالة رأسها لتبتسم.
“ماذا؟ إنه محق في كلماته.”
“…………”
“أنا أيضا كنت أريد قتل أندروماليوس سابقا بحق. ولكن ذلك الوغد لحقا شبيه بدودة قذرة فقد نجح في الإختباء مني وتجنبي كلما كنت هنا في نيفيلهيم. أحسنت عملا أيها المبتدأ. شكرا لك من أجل التخلص من تلك الحشرة بدلنا.”
بارباتوس واصلت التصفيق.
وبعد ذلك ملوك الشياطين الأخرين هم أيضا بدأوا بالتصفيق واحدا تلو الأخر. حتى أن بدأ معظم ملوك الشياطين الحاضرين هنا بالتصفيق. عدد ملوك الشياطين الذين لم يقوموا بالتصفيق في النهاية يقارب 10. إنهم على الأرجح أتباع بايمون.
[عرضك الشيطاني قد سحر الحاضرين.]
[تعلق ملك الشياطين مارباس العاطفي بك قد إزداد ب1.]
[تعلق ملكة الشياطين بارباتوس العاطفي بك قد إزداد ب2.]
[تعلق ملك الشياطين زيبار العاطفي بك قد إزداد ب2.]
أنا أسف لأقول هذا، ولكن أنتم يا من لم تصفقوا قد أصبحتم الأقلية الأن.
نتيجة المحاكمة يتم تحديدها فقط عن طريق التصويت وللأسف نظام تصويت يظهر مراعاة للأقلية لغير موجود. هذه هي حدود النظام السياسي العتيق هذا. لو تعتقدون بأن هذا لأمر غير عادل فذهبوا وإبدأوا بتأسيس الديموقراطية. وأثناء ذلك، وما رأيكم في البدأ بالإنقلاب الفرنسي في نفس الوقت. بالرغم من أنه على الأرجح جميعكم سوف ينتهي بكم الأمر ورؤوسكم مقطوعة على المقصلة. أوه هذا لا يهم. دائما ما يحدث التقدم بعد دفع ثمن التضحية بالأقلية. فقط إقبلوا بقدركم هذا.
“صمتا. أنا قلت بأنه من المحرم تدخل أشخاص غير معنيين.”
مارباس قام بتحذير الجميع ليتوقفوا عن التصفيق فورا.
“وخصوصا أنت يا بارباتوس. ذلك التصفيق، لقد قمت بذلك من أجل التدخل في المحاكمة عن عمد. لا تكرري ذلك مجددا.”
“أنا آسفة بشأن ذلك أيها العجوز. أنا فقط كنت متأثرة بشدة. لقد مرت طويلة للغاية منذ أخر مرة ظهر فيها شخص موهوب من بين ملوك الشياطين ذوي الرتبة الدنيئة. عادة فإنهم دائما ما يكونون مجرد قطعة قمامة فقط. أنا لم أملك أي نية في إهانة شرف المحاكمة.”
“أنا لست مهتما بشأن نواياك. أنا فقط مهتم بشأن نتيجة أفعالك. بارباتوس، ألا تعتقدين بأنه لمجرد إضاعة للوقت التفكير بشأن بنوايا الأخرين طالما نحن لسنا في علاقة حميمية؟”
“همم؟ هل قمت بالإعتراف بحبك لي بشكل غير مباشر الأن أيها العجوز؟”
“لو أغلقت فمك فورا فإنني أشعر وكأن الحب حقا لربما سيظهر في قلبي.”
“ماهذا؟ أنا لا يمكنني تضييع فرصة حصولي على حبيب لأول مرة في غضون 500 سنة.”
بارباتوس قامت بإرخاء كتفيها وهي تضحك.
أنا إستطعت فهم نوع العلاقة بين هاذين الإثنين قليلا. بارباتوس هي الأخت الصغرى الشقية مسببة المشاكل بينما مارباس هو الأخر الأكبر الذي يواجه توترا شديدا بشكل يومي وهو يحل مشاكل أخته الصغرى. الشخص الذي يتلقى كامل الخسارة في هذه العلاقة هو بدون أي شك الأخ الأكبر. أنا أعرف هذا كوني أملك خبرة التعامل مع ستة أخوات صغرى. أنا أقدم تعازي لك يا مارباس.
مارباس قام بهز رأسه قليلا وهو يتنهد.
“أنا سوف أنهي هذه المحاكمة هنا. كما قلت سابقا، النتيجة سوف يتم تحديدها عن طريق التصويت. والأن ليرفع يدهم اليمنى من……”
“مهلا لحظة.”
في تلك اللحظة بايمون قامت بالتكلم بتسرع.
مارباس قام برفع حاجب من حواجبه.
“ما الأمر؟ هل هنالك شيء أخر تريدين قوله؟”
“نعم، مازالت هنالك بضعة أسئلة تريد هذه السيدة طرحها على دانتاليان.”
“بايمون……”
مارباس قام بإزالة عدسته الزجاجية ليبدأ بمسحها قليلا.
صوت مارباس أصبح أكثر لطفا وكأنه يتكلم مع صديق قديم.
“أنا وأنت قد أمضينا 500 سنة ونحن نعرف بعضنا البعض. 500 سنة هي مدة طويلة من الوقت ألا تظنين ذلك؟”
“……نعم، لقد كان فترة وقت صعبة يا مارباس.”
“كما تعرفينني أنت بشكل جيد، فأنا أيضا أعرفك بشكل جيد. أنا سوف أعترف بصدق عن عدم إخفائي مزاجي المنزعج الليلة. بايمون، أنا أعرف كليا بأنه ليست هنالك أي فرصة لتدافعي بحق عن شخص مثل أندروماليوس. بل على العكس أنت نوع الأشخاص الذين يكره أشخاصا مثل أندروماليوس بشدة.”
بايمون أصبحت صامتة.
مارباس قام بوضع عدسته الزجاجية على عينه مرة أخرى. زجاج عدسته قام بعكس ضوء الشمعة بجانبه قليلا.
“الليلة هي ليلة والبروغيس. يا بايمون إنها ليلة والبورغيس. في وقت قد مضى، الحضور كان إلزاميا ولكن الأن هذه الليلة قد فقدت كرامتها وشرفها السابقين ونحن بالكاد نستطيع التأكد من حضور أغلبية ملوك الشياطين. باال، أغاريس، فاساغو وغاميغين…… أين هم ملوك الشياطين ذي الرتبة أعلى مني في هذا الوقت حيث القارة بأكملها تعاني مع وباء غير معهود؟”
بايمون قامت بخفض رأسها.
“مارباس، هذه السيدة تحترمك بشدة كونك أكثر شخص يهتم بعرقنا.”
“نحن نحترم بعضنا البعض. لذلك دعينا نتفادى الموقف الذي يضحك فيه علينا ملوك الشياطين الذين لم يحضروا الليلة، ملوك الشياطين الذين هم مشغولين للغاية بمسائلهم الخاصة وهم يغرقون أنفسهم في متعتهم الخاصة فقط.”
مارباس واصل التكلم.
“فقط حقيقة أن شخصا ما حاول الدفاع على أندروماليوس لأمر سيجعل من يسمع بهذا الأمر يسخر منا حتى الموت. أوه يا إلهي أنا يمكنني من الأن سماع ضحكة أغاريس الساخرة. أنا أطلب منك هذا بإحترام. أرجوك لا تسيئي الوضع الحالي أكثر من هذا.”
بايمون قامت بعض شفتها السفلية بشدة.
“…….أرجوك أعطي هذه السيدة فرصة واحدة فقط.”
بايمون قامت بوضع يدها اليمنى على صدرها لتقوم بحني رأسها بشدة.
“أرجوك، إسمح لي بفرصة أخيرة.”
مارباس بدأ بحك ذقنه.
ملكة الشياطين ذي الرتبة التاسعة بين الشياطين قامت بحني رأسها والمطالبة بفرصة أخرى حتى بعد سماعها كلمات مارباس. إنه على الأرجح سيكون من الصعب لمارباس رفض طلبها هنا. هذه مشكلة للحفاظ على ماء الوجه وفخر الجميع. في النهاية فإن مارباس قام بإيماء رأسه قليلا.
“مم.”
ولكن، أنا لن أتدخل من الأن فصاعدا. قومي بما تريدين القيام به ولكن لا تتوقعي مساعدتي بعد هذا. إيماءة مارباس تحتوي على هذا النوع من المعنى المخفي.
بايمون قامت بالإلتفات لتنظر إلي مباشرة.
“دانتاليان.”
الجولة الأولى قد إنتهت.
نظرة بايمون تبدوا وكأنها تخبرني بأن الجولة الثانية على وشك البدأ بحق الأن.
أنا بدأت التكلم بهدوء وببطئ.
“يا جلالتك بايمون. هنالك أمر أريد إخبارك به أولا.”
“تكلم.”
“أنا لا أملك أية مشاعر تجاه جلالتك على الإطلاق.”
بايمون قامت برفع حواجبها.
“ما الذي تقصده بذلك؟”
“حتى ولو وجدتي مشكلة يا جلالتك في حادثة أندروماليوس فإنني أتفهم أفكار جلالتك. في النهاية فإنني لا أحمل أي ضغينة تجاهك.”
بالرغم من كل شيء إنها مازالت مرأة مثقفة ومنطقية.
بالإضافة إلى أنها تملك صدرا مذهلا. أنا أعبد الكون وأحترم قوانين الطبيعة وأمدح صدور النساء الجميلة. بايمون، مازال لم يفت الأوان على التراجع الأن.
أنا قمت بالإبتسام قليلا.
“نحن يمكننا تبادل نخب الأن في هذه اللحظة ولننسى كل ما حدث سابقا.”
تراجعي من هنا.
هذه فرصتك الأخيرة إن لم تريدي أن يتم تمزيقك من قبل أنيابي بشكل كامل.
ولكن.
“هذه السيدة قد طالبت هذه المحاكمة من أجل تحديد الحق والباطل. أنا لم أتي إلى هنا من أجل شرب النبيذ معك.”
ردا على نصيحتي فإن بايمون أظهرت وجه إنزعاج. وكأنها بحق منزعجة من حقيقة أن شخصا ذي رتبة 71 قد إقترح شيئا مثل ذلك.
أنا قمت بإيماء رأسي عدة مرات.
في بعض الأحيان أنا أشعر وكأنني أتواصل مع الأخرين بإستخدام لغة فضائية.
أنا لا أدري لماذا، ولكن عادة نحن نفهم بعضنا البعض فقط بسبب بعض الحظ السماوي ولكن في الواقع على ما يبدوا فإنني أتكلم لغة مختلفة كليا عن الجميع. مثلا عندما أخبر شخصا ما ‘إن لم ترد رؤية الدماء فلتتراجع فورا’ ففي لغتهم فإنهم على الأرجح يسمعونني وأنا أقول ‘أرجوك فلتلكمني في الوجه’.
أنا بحق أصدق بهذه الفرضية.
طوال حياتي لقد أعطيت مثل هذا النوع من التحذيرات مئات المرات لمختلف الأشخاص ولكن لما ولا واحد منهم قد إستمع إلى تحذيري؟ دائما ما هنالك سبب مقنع حول لما أصبحت منعزلا.
أنا شخص من عرق مختلف كليا والوحيد من ذلك العرق. أنا نوع الحياة الذكية التي ولدت كمعجزة نتيجة حظ سماوي وتوازن طبيعي.
‘لا تتفوه بالهراء يا أخي الأكبر.’
‘أخي الأكبر ليس سوى مجرد جبان بدون أي صفات جيدة.’
بالطبع هنالك أشخاص قد رفضوا فرضيتي وقد قدموا فرضيتهم الخاصة.
وبالطبع أنا قمت برفض فرضيتهم كليا مثل باحث عجوز يستخدم سلطته من أجل إخفاء وتدمير فرضيات الأخرين.
“…….هذه السيدة قد قامت بتعيين مدير من مدراء كيونكوسكا كمستشاري الخاص لمدة من الوقت الأن. ذلك المدير قد أخبر هذه السيدة بعض الأخبار المقلقة منذ بضعة أيام.”
آها.
إذا فإنه هنالك مرسول ينقل الكلام بين أيفار لودبروك وبايمون. هذا ذكي منهما. منذ العصور القديمة المخططون الأذكياء لم يذهبوا إلى أي مكان بأنفسهم بل دائما ما أرسلوا أتباعهم بدل أنفسهم. ولهذا فإنني قمت بتوظيف سوسكوبوس ساحرة وكفوءة منذ مدة قصيرة. هذا أمر طبيعي كوني أعظم مخطط.
“هذه السيدة تعتقد بأنه لا يجب عليها إخبار الجميع بشأن الكارثة التي قد وقعت على القارة حديثا. الموت الأسود، هذه اللعنة المرعبة التي تقضي على حيوات كل من الشياطين والبشريين بدون أي رحمة…..”
بالإضافة فإنه مرض يملأ خزنتي حاليا بشكل جيد للغاية.
مرحبا يا سكان القارة. أنا أود أن أقدم بعض الكلمات إلى الأشخاص الذين يعانون مع الموت الأسود. لا تقلقوا، فقط مقابل 10 قطع ذهبية فإنه سيكون بإمكانكم الحصول على العلاج، العشبة السوداء. أنقذوا حياتكم بإستخدام أموالكم.
أنا لا أظن بأن هذا لأمر شرير القيام به. لو حدثت الأمور على حسب التاريخ الحقيقي كما حدثت الأمور في [هجوم الخنادق] فإن إكتشاف العلاج هو أمر كان ليحدث بعد عامين من الأن. مما يعني أنه لمدة عامين الأشخاص واصلوا الموت بدون أن يقدروا على القيام بأي شيء.
ولكن حاليا الأشخاص يعرفون بشأن العشبة السوداء شكرا لمجهوداتي. ولكنني أنا أملك إحتكارا كاملا على العلاج والأشخاص القادرين على شراء العلاج مقابل الثمن الذي حددته هم فقط الأقلية: النبلاء، الأغنياء و العائلات البورجوازية. أنا أنوي المحافظة على هذا الثمن مقابل العلاج لمدة عام إضافي على الأقل.
معظم العاميين الذين لن يقدروا على الحصول على المال من أجل شراء العلاج سوف يموتون. في هذه الكارثة العالمية فقط النبلاء والأغنياء سوف ينجون.
بالتأكيد الناس سوف يحقدون علي.
مثلما تحقد علي بايمون حاليا الأن.
لا بأس لو تم شتمي ومناداتي بشيطان مهووس بالمال.
خططي أعمق مما تتخيلون وتمتد أكثر من مجرد الحصول على بعض القطع النقدية.
بالرغم من كيف أبدوا أنا أنوي أداء واجبي كمواطن في هذا العالم. وهذا واجب أنا وحدي فقط يمكنني تحقيقه من بين جميع ساكنة هذا العالم.
“…..شكرا لرحمة السماء فإنه هنالك علاج لهذا الوباء. جميعا، هل لربما تعرفون من هو أول شخص ليكتشف أن العشبة السوداء بإمكانها علاج المرض؟ ذلك الشخص هو دانتاليان هنا. هذا ما أخبرني به مدير من مدراء شركة كيونكوسكا اليوم.”
الفوضى بدأت بملأ القاعة مجددا.
بايمون قامت برفع صوتها.
“وهذا ليس كل شيء. دانتاليان قام بشراء 30 ألف قطعة من العشبة السوداء قبل إنتشار الوباء حتى. هذه السيدة بحق تعجز عن فهم هذا الجزء.”
“………”
“دانتاليان، أنت لم تعرف فقط بأن الوباء سينتشر بل الأكثر من هذا هو أنك كنت تعرف العلاج لهذا الوباء. العلاج لوباء قد إنتشر لأول مرة في التاريخ.”
بايمون قامت برفع مروحتها والإشارة إلي.
“كيف يمكنك شرح هذا؟ الإجابة بسيطة. دانتاليان، أنت هو المذنب المسؤول عن إنتشار الموت الأسود.”
صوت بايمون الصارخ هز سقف القاعة.
صوت تهامس وفوضى شديد إنتشر بين الحاضرين في القاعة. هل ما قالته بايمون هي الحقيقة؟ هل حقا قام شخص ما بصنع الموت الأسود بشكل إصطناعي……؟ الجميع بدأوا بالنظر إلي وهذه الأسئلة في أعينهم.
“بايمون، الإتهام الباطل غير مسموح به في المحاكمة.”
مارباس قام بالتكلم بصوت صارم.
“إتهام دانتاليان بأنه المسؤول عن نشر الوباء. هل أنت تملكين دليلا لا يمكن إنكاره وأنت تقومين بتقديم هذا الإتهام؟”
“دانتاليان يملك مستشارة من شركة كيونكوسكا مثل هذه السيدة. شراء العشبة السوداء قد تم تنفيذه عن طريق هذه المستشارة. تفاصيل كيف حصل دانتاليان على العلاج يمكن بالتأكيد التأكد منها هنا.”
الضوضاء في القاعة قد أصبحت أكبر بسبب إجابة بايمون الواثقة.
مارباس قام بالإلتفات لينظر إلى مالك ورئيس شركة كيونكوسكا. مصاص الدماء أيفار لودبروك كان واقفا هناك وعكازة في يده.
“يا مصاص الدماء، هل كلمات بايمون هي الحقيقة؟”
“أووه يا مارباس المحترم.”
مصاص الدماء العجوز قام بحني رأسه.
“هذا العجوز لا يمكنه سوى التردد بشأن إن كان أمر ما حقيقيا أم لا. ولكن لو أمرت يا جلالتك فإن هذا يمكنه تقديم الأدلة التي يحتاجها هذا النقاش متى ما كانت الضرورة.”
“هل تريد القول بأنه يمكنك تقديم الدليل في هذه اللحظة فورا؟”
“أرجوك فقط أعط الأمر لهذا.”
صوت تكلم الحاضرين إزداد بشدة.
‘هل كل ما قالته هو الحقيقة؟’ الإشتباه قد واصل الإزدياد.
أفكار الجميع بدأت بالإتجاه في هذه الجهة. بايمون وأيفار لودبروك كلاهما شخصين يملكان كمية هائلة من السلطة. بالتأكيد هذين الإثنين لن يصرا على حقيقة أن الوباء قد تم نشره بشكل إصطناعي بدون أي سبب. إنهم يملكان نوعا من الأدلة……..ولذلك فإن الجميع إلتفتوا ليحدقوا إلي بأعين مليئة بالشك.
وفي هذه اللحظة فإن صوت ضحك بدأ بملأ القاعة.
هذا أمر غريب كوني لم أستطع ملاحظة من يضحك. أنا مازلت مقسما تركيزي على مراقبة كامل الحاضرين في القاعة. أنا لم أستطع رؤية ولا حتى واحد منهم وهو يضحك، ولكن ولسبب ما فإن صوت الضحك واصل الإرتفاع ولسبب ما فإن أعين من ينظر إلي إنفتحت بشدة.
وفي هذه اللحظة فإنني أدركت بأن الضحك صادر مني أنا. هذا ليس بتمثيل أو عرض من قبلي. أنا أضمن هذا. أنا بحق لم أستطع التوقف عن الضحك.
أنا بدأت التكلم بصوت مليء بالضحك.
“على الأكثر أنا فقط قد تحملت كسلي وبذلت قصار جهدي. أنا كان بإمكاني أن لا أهتم بشأن شيء مثل الوباء وتركه لشأنه. ولهذا فإنني متعب. إنه لمقدر دائما أن يرد الجميع دائما على الأفعال الجيدة بالأفعال السيئة. حقا، سواء في هذا العالم أو في ذلك العالم هذا أمر مازال لم يتغير…..”
“…..ما الذي تتحدث عنه يا دانتاليان؟”
“أنا أعتذر يا جلالتك بايمون. وأنا أعتذر لكم أيضا يا أقربائي الأعزاء. لقد كنت متأثرا للغاية كوني قد شهدت جزءا واقعيا من الكون. أينما كنت، الأشخاص لا يتغيرون. قراري في عزل نفسي في كهف حقا كان قرارا صحيحا.”
أفلاطون كان مخطئا.
الأشخاص قادرون على الحفر أكثر في الكهف.
هذا يعني بأنها ليست طريقة واحدة لتجاهل الناس فقط.
(إشارة إلى نظرية أفلاطون المعروفة بإسم كهف أفلاطون.)
أنا قمت بوضع بسمة على وجهي لألتفت إلى مارباس.
“أوه يا مارباس المحترم. أنا بالطبع أود إعلان برائتي. لهذا هل يمكنني أن أحظى بمحادثة خصوصية مع رئيس شركة كيونكوسكا لمدة قصيرة؟”
“محادثة خاصة؟”
“ليس هنالك أي داعي للقلق. أنا لربما قلت محادثة خاصة ولكنها لن تكون سوى تبادل بضعة كلمات بشكل خاص. أنا أدرك بعض الشيء لما يشك بي رئيس شركة كيونكوسكا. أنا فقط أتمنى رؤية إن كنت قادرا على حل سوء الفهم هذا بسرعة. هذا لن يستغرق الكثير من الوقت.”
مارباس قام بإيماء رأسه.
“لو كان ذلك كل ما تريده فإنني لا أمانع.”
“أنا أشكرك بصدق.”
أنا قمت بالإشارة إلى أيفار لودبروك ليقترب مني.
أيفار لودبروك قام بالإقتراب مني بسرعة ورأسه محني. مصاص الدماء ذي الموهبة في التمثيل والتمويه بدأ الإعتذار لي فور إقترابه مني.
“أنا أعتذر بشدة لك يا جلالتك. إن قوانين شركتنا تنص على نشر بعض المعلومات في مواقف محددة بالرغم من رغباتنا. مهما كانت نتيجة ليلة والبورغيس اليوم، أنا أقسم على أن شركة كيونكوسكا سوف تساعد جلالتك حتى النهاية.”
“تلك بحق كلمات مريحة.”
أنا قمت بالضحك قليلا.
ومن جهة أخرى فإن تعابير أيفار لودبروك كانت جادة للغاية. إضحك قليلا. ملك شياطين مثلي يضحك. لو تشاركت في الضحك معي فإن المتعة ستتضاعف. إنه لمن المهذب مسايرة الأخرين في أفعالهم قليلا.
أه، ولكن أليس هذا مصاص دماء لا يعرف معنى الآداب منذ البداية؟ لا بأس بهذا. أنا لا أمانع تعليم الأخرين. أنا سوف أعلمك بشكل شخصي.
“إنه لمن المؤسف أن يكون لقائنا الأول في هذا النوع من المواقف.”
“أنا أبادلك نفس الشعور يا جلالتك. أنا أقسم يا جلالتك بأنني أنا، أيفار لودبروك لن يتردد في جر جسده العجوز لو يعني هذا إسترجاع شرف جلالتك.”
“جسدك العجوز. هممم، جسدك العجوز؟”
أنا قمت بالإبتسام قليلا.
“أنا أسف يا رئيس ولكنني لا أراك عجوزا على الإطلاق.”
“عفوا؟”
“أنت مازلت تبدوا مليئا بالحيوية والعفوية بالنسبة لي.”
“هذا……هذا يقدر كلمات جلالتك اللطيفة.”
على وجه أيفار لودبروك تعبير حيرة قد ظهر. وكأنه يتساءل لما بدأت بمدحه في مثل هذا الموقف الغريب. يبدوا أن مصاص الدماء هنا يملك عقلا بطيئا بعض الشيء. على الأقل فإنه نوع التلاميذ الذين لا يحب المعلمون تعليمهم.
نوع التلاميذ الذين يحتاجون ساعة كاملة فقط من أجل فهم معادلة رياضية واحدة. عادة أنا لن أتلقى أقل من 100 ألف وون مقابل تعليم تلميذ ثقيل العقل مثل هذا. ولكن أنا سوف أعلمك اليوم بشكل مجاني.
“لا لا، أنا حقا غيور من شكل جسدك وشبابك.”
“……؟”
أمازال لم يفهم قصدي؟
أنا معلم يملك الكثير من الصبر. أنا متأكد أنه يمكنني جعل حتى أسوء تلميذ جيد على الأقل في مادة واحدة لو شرحت له الأمر من جميع الجهات. أنا لا أتخلى عن آمالي في الناس بسهولة.
لذلك فإنني قمت بالإقتراب من أيفار لودبروك.
أنا قمت بوضع فمي بالقرب من أذنه.
ومالئا كلماتي بكامل الخير والرغبات الجيدة المتواجدة في قلبي.
أنا قمت بالهمس في أذنه.
“أنا أتساءل كيف هي حالة جسدك الحقيقي.”
“……….”
صمت.
صمت مصدوم.
صمت يخبرك بأن الشخص أمامك لم يستطع إيجاد الكلمات المناسبة للرد.
أنا بحق أستمتع بهذا النوع من الصمت. وأخيرا تلميذي المسكين قد أدرك قوانين الطبيعة بفضلي. أنا حقا أشعر بفخر كمعلم بذل كامل قصار جهده من أجل تعليم تلميذه.
حتى إسم هذا القانون الذي علمته له لبسيط للغاية.
قانون الغابة.
إدراك من هو الصياد ومن هو الفريسة.
لأجعلهم يندمون على ملامسة فرو الأسد بتهور.
كلما جعلت مغفلين يعتقدون بأنهم يملكون قوة وسلطة كبيرة يدركون بأنهم ليسوا أي شيء أكثر من قطعة لحم فوق المشواة فإنني أشعر وكأنني أساهم في الكون وهذا يجعلني سعيدا. يمكنك القول بأن هذه واحدة من متعي في الحياة.
“كيف…ذلك….”
صوت أيفار لودبروك بدأ بالإرتجاف.
“كيف تعرف ذلك…….؟”
“شعرك الأشقر لحقا جميل للغاية.”
صمت جميل مرة أخرى غطى علينا.
أيفار لودبروك.
إنه من المستحيل أن لا أعرف بشأن حقيقة هذا العجوز المحترم.
[هجوم الخنادق] هي لعبة تلعب فيها من وجهة نظر البطل البشري. ولهذا فإن البطل لا يستطيع أن يحظى بعلاقة قريبة مع الشياطين. أنا أقصد بأنك تجول العالم فقط من أجل قتل الشياطين لذلك من يريد القيام بأمر مثل ذلك؟
بالرغم من ذلك هنالك مصاصة دماء تستسلم للبطل في القصة. إنها تتغلب على الفارق بين العرقين لتقع في حب البطل. هنالك حتى نهاية خاصة حيث يتزوج فيها البطل البطلة مصاصة الدماء.
إسم البطلة: أيفار لودبروك.
الأمر هو هكذا.
الهوية الحقيقية للرجل العجوز المحترم هذا هي فتاة قد توقف جسدها عن النمو بشكل أبدي تاركا إياها ذلك بجسد فتاة صغيرة.
لهذا فإنني كنت مفاجئا عند رؤيتي هذا الرجل العجوز لأول مرة كون شكله مختلف كليا عن شكله في اللعبة.
-أيفار لودبروك؟
-نعم، ذلك الرجل هو أغنى رجل في عالم الشياطين وهو مالك شركة كيونكوسكا ومصاص دماء حقيقي.
لقد إستطعت إدراك معظم الظروف المخفية.
على حسب القصة التي تم الكشف عنها في [هجوم الخنادق]، قصة أيفار لودبروك هي كالتالي: في الماضي لقد أقسمت ولائها لملك شياطين معين ولكنه قد تمت خيانتها من قبل ملك الشياطين ذلك تاركا إياها في موقف على حافة الموت. بعد ذلك أيفار لودبروك قد أقسمت بأنه لن يتم أبدا إستخدامها من قبل ملك شياطين أخر ومن أجل تحقيق ذلك الهدف لقد قامت بتحريك وعيها بين دماها وهي تلعن وتحقد على كامل ملوك الشياطين.
أيفار لودبروك قامت بخيانة تحالف ملوك الشياطين في لحظة حاسمة وهي سبب رئيسي في حصول قوات البطل على فوز ضد الشياطين. إنه هذا موقف مثالي يظهر بأن الإنتقام لأمر يمكن تحقيقه حتى ولو بعد مئات السنين.
كشخص قام بلعب اللعبة بأكملها والحصول على كامل النهايات الخاصة بأيفار لودبروك- فأنا بالطبع أعرف بشأن شكلها الحقيقي وأنا أيضا أعرف بشكل كامل بأن جسدها الحقيقي هو حاليا متواجد تحت هضاب مملكة موسكو الجليدية.
هذا سر قد همسته أيفار فقط للبطل.
بما أن البطل لن يظهر في هذا العالم حتى العام 1515 من التقويم الإمبراطوري فإنه من المؤسف بأن هذا سر لا يعرف بشأنه أي أحد.
بإستثنائي أنا.
“أنا لست قلقا بشأن شيء مثل جسدك العجوز. أنا فقط قلق بشأن الفتاة الصغيرة التي جسدها مدفون تحت هضاب متجمدة تهب عليها رياح عاتية…..”
“………”
“أأه، أنا حقا قلق. أنا أخاف بأن الذئاب لربما ستظهر فجأة لتمزقها إربا إربا. ومن يدري، ربما بضعة لصوص من الجبال قد يظهروا ليدنسوا جسدها كما يرغبون. لربما كامل ذلك سيحدث فقط لو قمت بإعطاء إشارة صغيرة.”
أنا قمت بطقطقة أصابعي.
“هنالك إحتمالية بأن إشارة سحرية محددة قد ترسل كارثة على جسد تلك الفتاة الصغيرة. مثل تسبب صرخة صغيرة بإنهيار ثلجي كبير. رئيس، لا تقلق كثيرا. لا بأس، لا تتنظر إلي بتلك الأعين المليئة بالخوف. أنا فقط أتكلم عن إحتماليات لا أكثر.”
جسد أيفار لودبروك بدأ بالإرتجاف بشدة.
لا بأس لو توقفت الأن عن معاملته بهذه الطريقة الساخرة.
أنا قمت بتغيير نبرة صوتي من نبرة ساخرة إلى نبرة مهددة.
“أوه يا مصاص الدماء المسكين. هل غضبت عندما إعتقدت بأن لابيس لازولي قد خانتك؟ ‘لنقم بالدوس على هذه الفتاة التي تجرأت على إظهار أنيابها أمامي’. هل إتخذت ذلك النوع من القرارات؟ أأأه، لودبروك، يا أيها الصديق المسكين.”
“أنا بدأت بالضحك.
“إعتقاداتك كانت خاطئة كليا. لقد كنت مخطئا. لابيس لازولي لم تقم بصيدي. بالطبع إنها طفلة تستحق الإحترام والإعجاب ولكن هل هي قادرة على إخراج مسرحية كوميدية مذهلة مثل هذه…..؟”
لقد قمت بصيدها.
أنا قمت بالهمس في أذن أيفار لودبروك بلطف.
“منذ البداية حتى النهاية، كل هذا كان بسبب سوء فهمك الغبي. لابيس لازولي قد أقسمت ولائها لك. ولكن بما أنها طفلة ذكية فإنها كانت مدركة كليا بأن عودتها إلى الشركة سيؤدي إلى موتها تحت إتهامات باطلة. أه، لو لم تكن تلك الفتاة مسكينة تعيسة فإنني لا أعرف من هو أتعس منها. لقد إنتهى بها الأمر منبوذة أكثر من السابق فقط بسبب خفاش عجوز قد عاش كامل حياته وهو يعتقد بأنه عبقري.”
إرتجاف جسد أيفار لودبروك إزداد بشدة.
أنا قمت بوضع يدي على كتفيه.
“شكرا على إساءتك الفهم. بسبب ذلك فإنني إضطررت إلى مواجهة مشاكل أقل بكثير مما توقعت. لابيس لازولي هي فتاة مذهلة. أنا أقدم شكري لك من أجل إعطائك لها لي.”
“ما الذي…..ما الذي يريد جلالته من هذا…..؟”
“أوه، أنا فقط أريد بعض اللطف والخير منك.”
أنا قمت بإحكام قبضتي على كتفي أيفار قليلا.
“أنا بحق لم أنشر أي شيء مثل الموت الأسود. كل ما عليك فعله هو قول الحقيقة. هذا كل ما في الأمر.”
لا تقدم الدليل الذي سوف يجعل كلمات بايمون أكثر إقناعا.
إنه تهديد يحتوي على هذا النوع من المعاني.
“أوه……وبالطبع أنت سوف تتصرف من الأن فصاعدا كدميتي. ثمن الخسارة. رئيس، أنا شخص صادق. أنا لن أتكلم أي كلمات منافقة بيننا، مثل إخبارك كلمات مريحة وكيف أنك لن تعاني أي شيء من الأن فصاعدا وكيف أنه يمكنك الإسترخاء فور إنتهاء هذه الليلة. ألا تظن بأن النفاق لتقليل إحترام شديد للأخرين؟”
“……”
“عدة أمور سوف تتغير.”
من داخل عظامك.
“أنا سوف أعطيك الكثير من الإقتراحات التي لن تكون قادرا على رفضها وأنت في الواقع لن تملك أصلا خيار رفضها. أنت لربما سوف تملك شعور إحراج من حين لأخر لتشعر وكأنك لست حتى بشخص، بل ستشعر وكأنك وحش محتجز في قفص خنزير.”
إلى عمودك إلى الفقري.
“من حين إلى أخر أنت سوف تظهر روحا إنقلابية لتعارضني. هل لي أن أخبرك كيف سوف أرد على ذلك؟ أه، أنا لن أقتلك. في الواقع أنا لن أقوم بضربك حتى. أنا أعدك بذلك. ما الذي سأفعله هو….”
إلى جمجمتك.
“هو إقتلاع شعر جسدك الحقيقي.”
كل شيء سوف يصبح ملكي.
“أنا لن أخذ الكثير. أنا فقط سوف أقتلع شعرة واحدة من رأس جسدك الحقيقي في كل مرة عارضتني فيها. *قلع*. فقط بتلك الطريقة. ذلك كل ما سأقوم به. ما رأيك في هذا؟ ألا تستطيع الإحساس إلى أي درجة أنا رجل كريم للغاية؟”
“……..”
“بينما أنا أنظر إلى وجهك الجميل. قلع، قلع، قلع، قلع…..”
أنا قمت بالنفخ في أذنه بصوت *ووووش*.
جسد أيفار لودبروك إهتز مثل ورقة شجرة متساقطة.
ولهذا فإنه لا يمكنني إيقاف نفسي من الإستمتاع بتهديد الأخرين.
“هممم، أنا بحق أتطلع إلى اليوم الذي سوف تعارضني فيه. أنا بحق لا يمكنني الإنتظار. ولكنني أنا سوف أتحمل. أنا سأتحمل بسعادة حتى ذلك اليوم. أنا أملك كمية هائلة من الصبر بالرغم من كل شيء. أنت يمكنك الإسترخاء من تلك الناحية.”
أيفار لودبروك بدأ بعض شفتيه بشدة وبقوة للغاية.
“هذا….لن يقسم ولائه لأي أحد.”
“ذلك أفضل.”
أنا قمت بالتربيت على ظهر أيفار لودبروك.
“إستخدم هذه الفرصة لتتعلم.”
“…………”
“الأشخاص يجب عليهم مواصلة التعلم حتى ولو كانوا عجائز. لو أصبح المرء كسولا أثناء تعلمهم فإن ذلك سيعني بأنهم قد سبق وأصبحوا فاشلين ككائنات حية ذكية. الأشخاص يجب عليهم المحافظة على جسدهم ومعاملته كأكبر كنز في العالم. ألا توافق على هذا أنت الأخر؟”
أيفار لودبروك لم يستطع الرد.
أنا أعتقد بأن هذا يكفي لكي يتجاوز صدقي ورغبتي الفارق في اللغة بيننا.
التواصل بيني وبين الآخرين لصعب إلى هذه الدرجة. أليست هذه مأساة كبيرة؟ لأضطر إلى اللجوء إلى التهديدات فقط من أجل جعل الآخرين يحترمونني. على الأرجح حتى أوديب لم يكن يشعر بنفس حزني حاليا عندما قام بطعن أعينه.
أنا قمت بالإلتفات إلى القاضي مارباس.
“أوه يا مارباس المحترم. محادثتنا قد إنتهت. أنا لا أملك أي مانع لو أردتم الأن مواصلة المحاكمة.”
“جيد. بايمون، يمكنك الأن تقديم دليل لإثبات كلماتك.”
المحاكمة قد تواصلت الأن.
بايمون قامت بمناداة أيفار لودبروك بصوت واثق.
“لقد فهمت. لودبروك، رجاء قم بتقديم الدليل.”
“…..”
“لودبروك؟”
صمت خانق غطى على القاعة.
أيفار لودبروك مازال لم يرفع رأسه حتى الأن. بايمون قامت بمناداة إسمه عدة مرات ولكنه مازال لم يرد. بسبب الصمت الغير المتوقع فإن تعبير توتر قد ظهر على وجه بايمون.
مع مواصلة الصمت فإن حيرة بايمون قد إنتقلت إلى الأشخاص الأخرين في القاعة حتى غطى صمت كلي على القاعة.
وأخيرا بعد كل هذا فإن أيفار لودبروك قام بفتح فمه.
“………كلمات جلالتها بايمون هي مجرد كذبة.”
صمت.
صمت خانق.
الصمت لم يغطي على الجميع لانهم فهموا كلمات أيفار لودبروك. بل العكس تماما. هذا الصمت هو نتيجة عدم فهم ولا واحد من الحاضرين في القاعة كلمات أيفار لودبروك.
“ما الذي قلته الأن-”
لذلك فإن أول كلمات صدرت من فم بايمون هي كلمات حائرة بدل كلمات تفهم.
“فقط ما الذي قلته الأن؟”
“هذا….قد قال بأنه لا يمكنه تقديم الدليل الذي تطالب جلالتها بايمون الحصول عليه.”
“ما الذي تحاول قوله…..هل جن جنونك يا لودبروك.”
بايمون قامت بالصراخ.
الصمت الذي غطى القاعة قد تحطم فورا. مثل تحول بحر هادئ فجأة في بحر ذي أمواج عاتية. غضب بايمون اللا محدود بدأ بالصدور من جسدها. الفخر الذي كان متواجدا على وجهها قد سبق وتم غسله من على وجهها من قبل الأمواج.
“لقد أخبرت هذه السيدة! بأن دانتاليان هو المذنب في صنع الوباء وأن تلك الفتاة المسماة بلابيس لازولي هي المسؤولة عن نشره. هل تحاول السخرية من هذه السيدة بكلماتك الكاذبة؟!”
“…….أنا أعتذر ولكن هذا غير قادر على فهم ما الذي تتحدثين بشأنه يا جلالتك. ألم تمر 10 سنين منذ أخر مرة إلتقينا فيها بشكل شخصي مثل الأن؟”
كم هذا جميل.
أنا واصلت مشاهدة جدالهما والبسمة على وجهي.
رؤية الأشخاص يحاولون إلقاء اللوم والمسؤولية على أشخاص أخرين لمنظر حقا يؤثر علي. أه، أنا حقا لا يجب علي العيش مع الأخرين. أه، عزل نفسي وإمضاء بقية أيام حياتي في غرفة لوحدي هي الطريقة المناسبة للعيش. إن هذا منظر يذكرني بأسباب عيشي.
أنت أيضا تشاهدين هذا المنظر يا لابيس لازولي. لقد وعدتك بأنني سوف أريك أعظم عرض سيرك في العالم. من جهة واحدة فإنه هنالك ملكة الشياطين ذي الرتبة التاسعة النبيلة، ومن جهة أخرى هنالك أغنى شخص في عالم الشياطين. ولكن أنظري إلى هذا. لقد وصلا إلى مرحلة محاولة إلقاء اللوم والمسؤولية على الأخر بشكل طفولي.
أنا أعتبر هذا أعظم عرض بالنسبة لك أنت التي تمت معاملتك كمنبوذة فقط بسبب الدماء في عروقك. إستمتعي بهذا العرض على راحتك كوني قد جهزته بدون أي مقابل وبشكل مجاني. أنا شخص يهتم بأتباعه بشكل جيد لو قررت القيام بالأمر بالرغم من كيف أبدو. لا بأس أن تتأثري بهذا العرض.
“ذلك أمر طبيعي كونك قد تواصلت معي بإستخدام تابعك.”
“هذا غير قادر على فهم ما الذي أخبرك به تروكيل يا جلالتك بايمون. بالرغم من كل شيء هنالك شيء واحد يعرف هذا. أنا لا أملك أي دليل يشير إلى أن جلالته دانتاليان له أي علاقة في نشر أو صنع الوباء.”
“هذا الخفاش الوضيع الجبان……!”
وجه بايمون الجميل قد أصبح مليئا بالعبوس والغضب. بالرغم من أنها مرأة ذات جمال يجعلها تبدوا وكأنها لوحة فنية إلا أن وجهها الغاضب لمرعب بحق.
“إذا الأمور سوف تكون هكذا. أنت سوف تدفع ثمن الدماء بدمائك. هذا هو قانون شركتك، شركة كيونكوسكا أليس كذلك. هذه السيدة سوف تحقق ذلك القانون……!”
هالة شبيهة بالدماء بدأت بالإحاطة بجسد بايمون.
كمية الطاقة السحرية كانت كبيرة لدرجة أنه يمكن رؤيتها بشكل واضح للغاية. إهتزاز الطاقة السحرية جعلها تبدوا وكأنها عشرات الألسنة الملتصقة ببعضها البعض.
بايمون ليست مجرد ملكة شياطين بل هي ملكة شياطين قد حققت لقب ساحرة عظيمة في السحر.
من بين جميع عرق ملوك الشياطين المكون من 71 شخصا، هذا إنجاز قد نجح فقط 4 أشخاص في تحقيقه وهي واحدة من أولئك الأربعة.
“أنا سوف أتصرف بإسم الإنتقام.”
بايمون قامت بصراخ قسمها.
هذه كلمات تم تمريرها من العصور القديمة في هذا العالم. إنه إعلان مقدس يعلن بأن المرء سوف يستخدم كامل ما يملكه، حتى حياته من أجل تحقيق هدفه والحفاظ على قسمه. بايمون تنوي بحق وضع كل شيء على المحك من أجل قتل أيفار لودبروك.
وفي تلك اللحظة فإن مارباس قام بالدوس على الأرض بإستخدام قدمه اليمنى.
*بوووووووم*
كامل القاعة قامت بالإهتزاز.
القاعة إهتزت وكأن هزة أرضية قد وقعت والهزة كانت قوية لدرجة أن عدة أشخاص قد كان على وشك الوقوع إلى الأرض.
مارباس قام بالتحديق بغضب إلى بايمون وهالة خانقة باردة حوله.
“-أوقفي أفعالك المهينة فورا.”
الألم ظهر على تعابير بايمون.
“ولكن، مارباس!”
“لقد قلت توقفي فورا. أنت يجب عليك أن تكوني حذرة وإلا فإنني أنا أيضا سوف أعلن قسمي هنا. بايمون، أنت هي من طلب مني فرصة أخيرة. فقط لأجعل نفس واضحا، بالنسبة لي ليس هنالك أي فرصة أخرى بعد ذلك.”
“أوووه……..!”
بايمون قامت بعض شفتيها بشدة.
طاقتها السحرية لم تبدأ بالهدوء بل على العكس إنها قد إزدادت قوة.
“مالك شركة كيونكوسكا هناك قد تلاعب بهذه السيدة! إنه يحاول الأن التراجع بالرغم من أنه قد أمر تابعه، تروكيل بأن يري دليلا لهذه السيدة. هذه السيدة سوف تعدم فورا هذا الخائن.”
“مهما حدث لا يهم!”
مارباس قام بالصراخ.
“حتى ولو أتى باال إلى هنا بنفسه أنا لن أسمح بإسالة أية دماء في ليلة والبورغيس. أنت سوف تحافظين على محايدتك طالما أنت هنا. لو حقا أردت إسالة الدماء هنا الليلة يا بايمون فإن ذلك سيعني بأنني أنا وكامل ملوك الشياطين من حزب الشياطين المحايدين سوف يصبحون أعدائك بما في ذلك الثلاثون ألف جنديا تحت إمرتنا. بايمون، أنا أقسم لو واصلتي التصرف بهذه الطريقة فإنني سوف أدمر حزب الجبال الذين تقودينه والأراضي التي يعيش عليها حزبك سوف يتم تدميرها ولعنها لثلاث مئة سنة لكي لا تنبت عليها ولو عشبة واحدة.”
صوت غاضب غطى وهز كامل القاعة.
الشموع التي كانت تطفوا في القاعة إهتزت بشدة. الضوء والظلام في القاعة بدئا بالإهتزاز بشدة وحتى الأعمدة إهتزت من شدة قوة صوت مارباس.
الجميع قاموا بأخذ خطوة إلى الوراء. قوة مارباس أرغمت الجميع على التراجع.
من بين جميع ملوك الشياطين الثلاثين المجتمعين هنا، فقط القليل منهم إستطاعوا تحمل ضغط مارباس ومواصلة الوقوف في نفس المكان. على الأقل بارباتوس هي الوحيدة التي مازالت تشرب النبيذ بدون أي إهتمام.
“أيها العجوز–لو إحتجت فأنا أيضا سوف أساعدك رفقت حزبي، حزب السهول.بصراحة، ألا تشعر ببعض القلق لو بدأت حربا ضد حزب الجبال فقط بإستخدام حزب المحايدين فقط؟ التحالف بينك وبيني سوف يكون تحالفا جيدا.”
“إخرسي فورا يا بارباتوس. أنا لست في مزاج للمزح.”
“أنا فقط كنت أظهر لك نوايا الحسنة.”
بارباتوس قامت بالضحك قليلا.
وبشكل مخالف لها فإن تعابير بارباتوس لا يمكن وصفها سوى بكلمة بشعة. من شفتيها رياح ساخنة بدأت بالخروج وكأنها بركان على وشك الإنفجار.
“تروكيل……!”
بايمون قامت بإخراج كلمات من فمها واحدة تلو الأخرى ببطء.
“إنه المرسول الذي قام بتمرير الأوامر إلي من أيفار لودبروك. إنه واقف الأن خارج القاعة حاليا. أنا سوف أستدعيه وسأثبت في هذه اللحظة بأن أيفار لودبروك خدع وسخر من هذه السيدة.”
لحظة صمت خانق غطت على القاعة مرة أخرى.
مارباس قام بإزالة العدسة الزجاجية من على عينه لينظر إلى بايمون.
“هل أنت متأكدة؟”
“هذه السيدة تقول هذه الكلمات وهي متأكدة من الحقيقة.”
“….أنت بحق تستنزفين كامل ثقتي.”
مارباس قام برفع ذقنه.
“أدخلوا الشاهد المسمى تروكيل.”
الجنيات تلقين الأمر ليغادرن القاعة فورا.
الحزن قد غطى علي قليلا.
أأأه.
فكري قليلا يا بايمون. مهما كان هذا الشخص تروكيل، إنه مازال مجرد مرسول. أنت لا يمكنك الحصول على شهادة موثوقة من شخص مثل ذلك.
أنا أتفهم حقيقة إحترامك لكامل الأعراق والأجناس. بالنسبة لك الموت الأسود هو أبشع نوع من الكوابيس. أنت على الأرجح شاركت في هذا اللقاء مصممة على إيجاد المذنب المسؤول عن التسبب في هذه الكارثة. ولكن الشخص الذي إعتقدت بأنه حليفك، أيفار لودبروك قد قام بخيانتك فجأة. لذلك فإنه لأمر طبيعي أن يملأ الغضب عقلك. ولكن بالرغم ذلك فإنه يجب عليك النظر إلى الأمام. الغضب هو أقصر طريق إلى الهلاك.
بعد مدة قصيرة، عفريت عجوز قام بالدخول إلى القاعة.
بايمون قامت بالإشارة إلى العفريت.
“نعم، ذلك هو تروكيل!”
بايمون بدأت إستجوابها وصوتها مليء بالغضب.
“تروكيل، أنت سوف تكون شاهدنا. أنت، تبعا لأوامر أيفار لودبروك قد تصرفت كمرسول. هل أنا محقة؟”
“…….”
تروكيل قام بالنظر إلى جميع أرجاء القاعة.
العفريت كان يستخدم عكازة ليبقى واقفا. بالرغم من التجاعيد على وجهه إلا أن أعينه مازالت تلمع بالذكاء. لسبب ما أنا أحسست بأنه ليس عجوزا على الإطلاق، فقط أنه قد عاش لمدة طويلة من الوقت.
العفريت قام بالنظر إلى أيفار لودبروك لمدة صغيرة ليومأ رأسه. لم يتم تبادل أي كلمات بينهما.
تروكيل قام بفتح شفتيه ببطء.
“……إنه لشرف لي أن أكون في حضرة كامل ملوك الشياطين هنا. كيروك. هذا، بدون أي شك هو مدير من مدراء شركة كيونكوسكا وأنا أيضا شخص لديه علاقة قريبة مع أيفار لودبروك.”
فور إفصاح تروكيل عن هويته فإن الضوء عاد مجددا إلى وجه بايمون. إنها على الأرجح إعتقدت بأنها وأخيرا قد فازت.
بايمون بدأت بطرح الأسئلة مثل مسدس ألي.
“هذه السيدة لن تلف وتدور حول الموضوع. تروكيل، أنت قد أخبرت هذه السيدة بأن دانتاليان قد ساعد في نشر الوباء بإستخدام طرق مجهولة وأنه أيضا ساهم في صنعه. هل هذه السيدة محقة؟”
“نعم، بالطبع أنت محقة يا جلالتك.”
الضوضاء عادت إلى القاعة مجددا.
أيفار لودبروك قام بإغلاق عينيه . ومن جهة أخرى فإن بايمون قامت بالإبتسام وجو فرح حولها. شكلها هو شكل شخص قد حصل على فوز بعد تحمل كمية هائلة من الصعوبات ليحصل بعد ذلك على الفوز.
ولكن.
“أنت محقة فيما قلته يا جلالتك. أنا بالتأكيد قد أخبرتك بأن دانتاليان هو المسؤول عن الموت الأسود. ولكن، تلك كانت مجرد كذبة. لقد كان إتهاما باطلا بدون أي دليل.”
“ماذا……؟”
كلمات العفريت قد جمدت فورا البسمة على وجه بايمون.
تروكيل واصلت التكلم بهدوء.
“هذا قد رغب في الحصول على العشب الأسود في حوزة جلالته دانتاليان. بالطبع إنه من المستحيل لشخص مثلي القيام بأمر مثل ذلك لوحدي. ولكن هذا يملك داعمين إثنين. الأول هو أنت يا جلالتك بايمون والثاني هو رئيس شركة كيونكوسكا، أيفار لودبروك. لقد إعتقدت بأنه سيكون من الممكن تحقيق هدفي لو إستخدمت إسميكما.”
“تروكيل…….فقط…..ما الذي تقوله…..”
بايمون قامت بفتح فمها قليلا.
تعبير صدمة هائلة كان على وجهها وكأنها مازالت لم تستوعب ما يحدث.
تروكيل قام بحني رأسه وهي يتكئ على عكازته.
“أنا أقدم إعتذاراتي. هذا هنا يعرف كليا بشأن درجة إهتمام جلالتك بشأن كامل الأشخاص على وجه القارة. هذا هنا قد إستخدم قلب جلالتك الرحيم من أجل إشعال كراهية تجاه جلالته دانتاليان. جلالته دانتاليان هو مجرد شخص ذي رتبة 71 بعد كل شيء. هذا قد إعتقد بأنه فور بدأ المحاكمة فإنها ستنتهي فورا بتصويت في صالح جلالتك بايمون.”
“…….”
“والأكثر من ذلك هو حدوث حادثة قتل جلالته دانتاليان جلالته أندروماليوس وهذا قد رأى تلك كفرصة ذهبية. لأهدد جلالته دانتاليان بتهمة قتل ملك شياطين. وبإستخدام تلك الفرصة فإنني كنت أنوي الحصول على كامل العشب الأسود في حوزة جلالته. ولكن جلالته دانتاليان قد فاق توقعات هذا وقد إستطاع إثبات برائته. بحق أمر مؤسف……”
تروكيل قام بالنظر في جهتي لمدة قصيرة.
أنا قمت بالتحديق إليه ووجهي خال من أي مشاعر.
بدون أي قصد أنا قمت بطقطقة لساني بإنزعاج. أنا يمكنني توقع ما الذي يحاول ذلك التاجر فعله. إنه ينوي إنهاء عرض السرك العظيم.
القاضي، مارباس قام بالتكلم بصوت مدوي.
“أيها العفريت الصغير. لقد إعترفت بنفسك بأنك قد إستهزأت من بايمون وأردت إستغلالها من أجل تحقيق رغباتك الأنانية. هل أنت مدرك لجرائمك؟”
“نعم يا جلالتك. هذا يعرف متى يجب عليه الإعتراف بالهزيمة. هذا قد حاول الحصول على كمية هائلة من الربح عن طريقة إستخدام مدير شركة كيونكوسكا وجلالتها بايمون. وأنا قد فشلت. هذا كل ما في الأمر.”
العفريت قام بهز رأسه.
“لو هنالك شيء جلالتها بايمون قد أخطأت في القيام به فإنه الوثوق في عفريت خبيث وعجوز مثلي. لذلك بما أن كل شيء هو غلطتي أنا- بالرغم من أنني لست شخصا ذي مكانة…”
بسرعة.
قبل أن يستطيع أي شخص القيام بأي شيء.
تروكيل قام بسحب خنجر من ملابسه-
“إلا أنني سوف أعتذر على أفعالي بإستخدام حياتي الصغيرة.”
-وليقوم بطعن الخنجر في عنقه.
[مدير من مدراء كيونكوسكا، العفريت البخيل، تروكيل. التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 8، اليوم 20 نيفيلهيم، قاعة القصر
لقد فشلنا.
لقد أدركت هذا فور دخولي إلى القاعة.
بالرغم من أنني لم أرد الإعتراف بالأمر إلا أنني لم أملك أي خيار سوى تقبل الأمر عند رؤيتي جلالتها بايمون التي كانت دائما ما تنظر إلي بتعبير لطف وهي تنظر إلي بتعابير بشعة حاليا.
………لقد كنت مستعدا.
التجار دائما يجب عليهم إحترام التبادل المتساوي.
حتى ولو كان دانتاليان مجرد ملك شياطين ذي رتبة 71، وحتى ولو كانت لابيس لازولي مجرد هجينة منبوذة، هما أيضا شخصان يبذلان كامل ما في وسعهما لمواصلة العيش.
حياة مقابل حياة.
يجب عليك وضع حياتك على المحك لو أردت إنهاء حياة شخص أخر.
كيروك.
إنها معادلة بسيطة.
…..لقد حلمت بعالم حيث لا يتحكم فيه نظام حكم هرمي.
فقط كونك قد ولدت كملك شياطين فإنك تجد نفسك واقفا على القمة منذ البداية. وفقط لأنك ولدت بين شيطان وبشري فإنك تجد نفسك واقفا في الحضيض وأنت تعامل مثل القمامة. هذه هي حالة عالم الشياطين الحالية. أنا أردت تغيير ذلك….
بالرغم من أنه هنالك بعض الإختلافات إلا أن أيفار لودبروك يحمل نفس الرغبة في قلبه مثلي. في هذا العالم القذر فإنه هنالك حس صداقة بيني وبين أيفار لودبروك.
لو أراد شخص ما تغيير العالم فإنهم سيكونون بحاجة إلى المال. ولهذا فإننا قمنا بإنشاء شركة كيونكوسكا. طوال مئات السنين الماضية لقد تغلبنا على كمية هائلة من الصعوبات والخصوم من أجل الوصول وبصعوبة إلى مكانة أعظم شركة في عالم الشياطين…..
أأأه.
أنا حقا أردت رؤيته.
مجتمع عادل ولو أكثر قليلا.
أنا فقط أردت العيش في عالم أقل تمييزا.
…..أنا فقط أردت رؤية عالم أجمل قليلا.
“كيروك..!”
أنا إستطعت الإحساس بنصل الخنجر وهو يخترق عنقي.
وكما هو متوقع فإنني بدأت أشعر بدمائي وهي تسيل من عنقي إلى الأرض.
القوة بدأت بالإختفاء من ركبتي. جسدي سقط ببطء وشيئا فشيء فإنني إقتربت من الموت. أنا أمكنني الإحساس بكامل هذا بشكل واضح.
أيفار، إهتم بالباقي.
أنا لم أستطع رؤية العالم يتغير ولكن أنت على الأرجح سوف تكون قادرا على رؤية الأمر حتى النهاية. أنت تملك عقلا ذكيا بالرغم من كل شيء.
ولكن، أنا قلق من أنك لن تجد أي شخص سوف يتفهم جنونك. لا تبقى وحيدا. يوما ما أنت سوف تجد شخصا ليبقى بجانبك مرة أخرى…..
وأخيرا أنا إلتفت لأنظر إلى دانتاليان.
ليس هنالك أي سبب مميز خلف هذا الأمر. فقط عيني إلتفت إليه عند سقوطي إلى الأرض. ولكن وبعد نظري إلى ملك الشياطين ذي الرتبة 71 فإن أعيني إنفتحت بشدة.
“…..!!!!”
وجهه كان خاليا من أية مشاعر.
لا يمكن للكلمات وصف درجة خلو وجهه من أية مشاعر على الإطلاق.
بالرغم من حصوله على فوز مفاجئ إلا أنه ليس هنالك أي أثار سعادة على وجه دانتاليان على الإطلاق. إنه لا يبدوا متفاجئا بإنتحاري حتى. وكأن هذا أمر طبيعي- إنه كان ينظر إلي وكأنه يفهم تماما وكليا لما قررت قتل نفسي.
هل الأمور كانت هكذا……هل الأمور كانت هكذا!
بعد رؤيتي ذلك الوجه فإنني أدركت فورا. ملك الشياطين دانتاليان ليس مجرد فريسة. خيانة لابيس لازولي لشركتنا وقتل أندروماليوس هي جميعا خطط قد خططها ذلك الرجل. أنا لا أدري سبب أو أهدافه من تنفيذ هذه الخطط ولكن تلك الأعين. تلك الأعين، أعين قاتل لكافية لإقناعي كليا بأن دانتاليان هو في الواقع المتلاعب بالدمى الذي تلاعب بكل شيء منذ البداية.
أأأه، أيفار لودبروك.
لقد كنا مخطئين منذ البداية.
لقد قفزنا إلى لوحة الشطرنج بدون أن ندرك حتى من هو خصمنا الحقيقي. وبسبب هذا فإنه من الطبيعي لنا أن نخسر بهذه الطريقة. هل أدركت الأمر يا أيفار؟ هل أنت مدرك حقيقة أن ذلك الرجل هو الخطر الحقيقي……
أنا أردت فتح فمي لأحذر أيفار. لأترجاه ليكون حذرا من دانتاليان.
ولكن للأسف فإنني لم أملك حتى القوة الكافية لفتح شفتي. شيئا فشيء حياتي وصلت إلى نهايتها والمنظر أمامي قد بدأ يغطي عليه الظلام.
أنا لربما حلمت بعالم جميل، ولكنني لم أستطع عيش حياة جميلة. لقد إرتكبت كمية كبيرة من الأفعال الشريرة. بدون شك الآلهة سوف يلقون بي إلى الجحيم…..
أووه يا بيرسيفون الرحيمة.
أرجوك أظهري بعض الرحمة على روحي المسكينة.
وفورا الصمت الأبدي قد غطى على وعيي……….
[أضعف ملك شياطين، ذي الرتبة 71، دانتاليان، التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 8، اليوم 20 نيفيلهيم، قاعة القصر
الخنجر إخترق عنق العفريت بسهولة.
الخنجر قد إخترق عنقه من الجهة الأمامية ليخرج من الجهة الخلفية.
جسد العفريت الصغير سقط إلى الأرض.
صمت مجمد غطى الغرفة.
دماء حمراء بدأت بالسيلان على أرض القاعة.
“أه……؟”
أما بالنسبة لبايمون.
“أه…..أأه……؟”
أما بالنسبة لبايمون فإنها واصلت فقط التحديق إلى جثة العفريت.
ذلك العفريت كان تاجرا قد وثقت به بايمون بدون أي ذرة من الشك. إنه لمن الواضح أن هذين الإثنين كانا يعرفان بعضهما البعض منذ مدة طويلة للغاية.
ربما بسبب إنصدام بايمون فإنها قد فقدت القوة في ركبتيها لتسقط إلى الأرض. الدماء التي سالت من جثة العفريت شكلة بركة صغيرة ملطخة تنورة رداء بايمون بلون أحمر.
“أأه….أه…أأه…….”
ومثل مسجل محطم فإن بايمون لم تستطع القيام بأي شيءسوى إطلاق صوت أنين مرارا وتكرارا.
إن هذه نهاية ما كان بإمكانها توقع حدوثها منذ 30 دقيقة. بايمون لربما لم تستطع القيام بأي شيء سوى الأنين الأن ولكنه بإمكاني تفهم المشاعر التي تملأ قلبها حاليا.
ولهذا فإنني قد قمت بتحذيرها.
لكي لا تتجاوز نهر الروبيكون ولنتصالح بكأس نبيذ. ولكن وبدون أن تدرك أي شيء فإن بايمون حاولت إرغامي الشرب من كأس مسمم. هذه بحق مأساة الأن.
أنا قمت بالهمس بصوت يمكنني أنا فقط سماعه.
“أفسدت المزاج….”
لقد حقا سببت الكثير من الفوضى أيها العفريت الهرم.
في بادئ الأمر أنا أردت إخراج مسرحية كوميدية. أيفار لودبروك وبايمون سوف يلومان بعضهما البعض حتى إنتهاء اللقاء.
في النهاية فإن واحدا منهما كان ليدمر شرفه وفخره. هذا هو السيناريو الذي قمت بكتابته. الجميع كانوا ليصفقوا بشدة بعد رؤيتهم قتال بين نمر وأسد حتى الموت. ولكن، هذا العفريت الهرم هو معامل ما كان بإمكاني توقع تواجده…..
تروكيل قد تحمل كامل أخطاء أيفار لودبروك وبايمون وليأخذهم معه إلى القبر. سوء فهم بايمون كان بسبب خداع تروكيل وجهل أيفار لودبروك هو بسبب تروكيل أيضا.
كلاهما مجرد ضحية. وتروكيل هو المذنب. والأكثر من هذا هو أن الجثث لا تتحدث. اليوم الذي تكشف فيه الحقيقة لن يصل أبدا.
أنا أقدم لك بصدق كامل إحترامي من عمق قلبي يا أيها العفريت الهرم على إصرارك ذلك.
أيفار لودبروك وبايمون قد واجهاني بدون أي إحترام. إنهما لم يضعا حياتهما على المحك. ولكن أنت مختلف. أنت واجهتني بكل ما تملكه. على عكس هذين الإثنين أنت لم تنسى آدابك المناسبة.
ذلك بحق كان منظرا مذهلا رائعا.
أنا يجب علي الإعتراف. أشخاص مثلك لأكثر من مؤهلين للتدخل في حياتي المريحة.
“-نحن سوف نحدد نهاية المحاكمة الأن عن طريق التصويت.”
مارباس بدأ بالتكلم مجددا.
الشاهد الوحيد قد قتل نفسه وبايمون قد فقدت إرادتها. إنه على الأرجح قد أدرك بأنه ليس هنالك أي داعي لمواصلة المحاكمة أكثر من هذا.
“القضية الأولى هي حادثة القتل. حادثة القتل حيث قتل فيها ملك الشياطين ذي الرتبة 72 معدوم الإسم، أندروماليوس من قبل ملك الشياطين ذي الرتبة 71 معدوم الإسم، دانتاليان. الْمُتَّهِم قد طالب بمليون قطعة ذهبية كتعويض من أجل قتل أندروماليوس من دانتاليان، وليتم سجن دانتاليان بنفسه في السجن المجمد لخمسة عشر سنة.”
مارباس قام بالنظر إلى الحاضرين.
“أولئك الذين يعتقدون بأن دانتاليان مذنب ليقوموا برفع يدهم اليمنى، وأولئك الذين يعتقدون بأنه بريء لتقوموا برفع يدكم اليسرى. الْمُتَّهِمُ والْمُتَّهِم وأنا الذي إتخذ دور القاضي لا يملكون الحق للتصويت.”
الحاضرون قاموا برفع أيديهم فور إنتهاء مارباس من شرحه.
من بين ملوك الشياطين 29 الحاضرين هنا، الأشخاص الذين صوتوا مذنب هم 9.
الأشخاص الذين صوتوا بريء هم 19.
مارباس قام بإيماء رأسه.
“أنا أعلن بأن دانتاليان بريء من القضية الأولى.”
بإستثناء أتباع بايمون، معظم ملوك الشياطين قد صوتوا بريء. في الواقع هذا نصر محطم. ولكن الطعم في فمي مازال طعما مرا. كل هذا بسبب تضحية ذلك العفريت الهرم النبيلة. أنا لم أعد متحمسا كالسابق…..
“القضية الثانية هي بشأن الموت الأسود. الْمُتَّهَمُ قد إدعى بأن دانتاليان هو المذنب الحقيقي خلف نشر الوباء. أولئك من يعتقدون بأن هذه الكلمات صحيحة قوموا برفع يدكم اليسرى، وأولئك الذين يعتقدون بأن هذه كلمات باطلة قوموا برفع يدكم اليمنى.”
الأشخاص الذين صوتوا مذنب هم نفس التسعة أشخاص السابقين.
الأشخاص الذين صوتوا بريء هم 15 شخصا.
“أنا أعلن بأن دانتاليان بريء من القضية الثانية. لذلك وبإسم ملك الشياطين ذي الرتبة الخامسة مارباس والمسؤول عن النبل أنا أضمن بأن دانتاليان بريء من كامل هذه التهم. أولئك الذين يملك أي معارضة لهذا القرار يجب أن يتذكروا بأن ذلك سوف يكون تحديا لشرفي.”
تصفيق صدر من ملك شياطين محدد. بارباتوس بدأت التصفيق مجددا. إنها بدأت بالتصفير حتى وهي تحتفل بنتيجة المحاكمة.
“هاهاها! هذا ما تستحقينه أيتها العاهرة. أنا دائما ما كانت أنتظر رؤيتك وأنت يتم تحطيمك منذ اليوم الذي بدأت فيه برفع أنفك والتصرف بفخر. بما أن الأمور قد وصلت إلى هنا، ما رأيك في إمضاء بعض ‘الوقت’ مع ذلك العفريت في السرير؟ أنا متأكدة أنكما ستكونان حبيبين مثاليين وأنت بالتأكيد لن تمانعي حالته طالما كان ذكرا!”
…….بالرغم من أن طريقة وكلمات إحتفالها لقذرة بعض الشيء.
حاليا بايمون واصلت التحديق بأعين خالية من أية حياة إلى جثة تروكيل.
لتكون قادرا على السخرية من مرأة في حالة مثل هذا، أنت بحاجة إلى أن تملك أعصاب عنيفة وشرسة للغاية. هذا أمر مذهل بمعنى أخر. أنا أصبحت متأكدا أنه لو أردت المحافظة على حياتي المسالمة فإنه من الأفضل لي أن لا أتورط مع بارباتوس.
بالإضافة إلى أن صدرها مسطح.
صدرها مسطح مثل مسطحات سيبيريا-
هذا جزء مهم لذلك فإنني قمت بتكريره مرتين.
لو كنت شخصا منطقيا محترما فإنه من الواضح أنك سوف تفضل النضج على قلة النضج، الكثرة على القلة. عقدة اللوليتا لمرض عقلي جمعيا. أنا أتمنى أن تزور أقرب مصحة نفسية لعلاج نفسك.
“حسنا، نحن سوف نناقش الأن عقاب بايمون. دانتاليان، بالرغم من برائتك إلا أن بايمون حاولت إتهامك. المرء يجب عليه دفع ثمن الفشل. إقترح ما هو برأيك عقاب مناسب.”
“عقاب هاه…..”
أنا قمت بالنظر إلى أرض القاعة.
في الماضي، المحاكمة كانت تحمل معنى مبارزة. وكلا الطرفين يضعان شرفهما على المحك ليتقاتلان بشأن من هو البريء والمذنب. لو خسر الْمُتَّهِمُ فإنهم كانوا يتلقون نفس الحكم الذين كانوا يحاولون وضعه على الطرف الأخر. هذا يعني لو أردت أن تلعن شخصا ما فإنه يجب عليك أولا حفر قبرك.
في هذا الموقف فإن بايمون سيجب عليها دفع مليون قطعة ذهبية وليتم سجنها في السجن المجمد لخمسة عشر سنة. ومرة أخرى فإنني أدركت نوع التصميم الذي كانت تحمله بايمون عند بدئها هذه المحاكمة. هل الأمر هكذا إذا. إنها هي الأخرى كانت مستعدة لتحمل المسؤولية نوعا ما بالرغم من أنه لا يمكن مقارنتها مع العفريت….
وفجأة، ومن العدم صندوق خيارات ظهر أمام عيني.
[1-سامح بايمون.]
[2-عاقب بايمون.]
بعد رؤيتي هذين الخيارين فإنني تأكدت من أن هذا خيار مهم.
هذا خيار سوف يؤثر بشكل كبير على العالم بشكل مماثل لإختياري قتل أندروماليوس.
مارباس قام بمطالبة مني الرد بسرعة بصوته.
“دانتاليان.”
“………..”
أنا قمت بالنظر إلى جثة العفريت.
تروكيل، أنت لم تترك أي وصية خلفك. ولكنني إستطعت فهم ما هي رغبتك الأخيرة كليا. أنت أردت أن لا يعاني أيفار لودبروك وبايمون مهما حدث. هذه هي على الأرجح رغبتك الأخيرة التي لم تستطع قولها.
أنا سوف أحترم رغبتك الأخيرة تلك كطريقة أظهر فيها لك إحترامي وتعازيي لك.
“لا داعي لأي عقاب.”
“عفوا؟”
“لقد قلت بأنه ليس هنالك أي داعي يا مارباس المحترم.”
أنا قمت برفع رأسي والنظر إلى مارباس.
بسمة ضعيفة كانت متواجدة على شفتي. هذه بسمة من أجل إظهار تعبير تعب. أه، في الواقع أنا متعب قليلا كونني قد إستخدمت عقلي بشدة منذ قليل.
“حتى ولو كنت متهما بشكل باطل إلا أن هذا كله قد حدث فقط لأن جلالتها بايمون كانت في وضع مؤسف وقد وقعت ضحية للخداع أليس كذلك؟ لقد سبق وتم إثبات هذا الأمر للجميع في هذه القاعة، والمذنب خلف كل هذا هو العفريت على الأرض هناك. لقد كان شريرا مطلقا، ولكنه قد سبق ومات وليس هنالك أي سبب لنحمل المسؤولية لأي شخص أخر.”
“بمعنى أخر…..هل تريد القول بأنك لن تطالب بأي عقوبة على بايمون؟”
“نعم يا جلالتك. كالشخص المتهم في هذه المحاكمة وكالشخص الذي فاز في هذه المحاكمة بسبب القوانين فإنني أطالب بإستخدام حقي كملك الشياطين ذي الرتبة 71 لكي لا يتم عقاب جلالتها بايمون بأي شكل من الأشكال بسبب هذه الحادثة.”
أنا قمت بالإبتسام قليلا.
“في بادئ الأمر، هذه ليلة والبورغيس المقدسة. هذا ليس مكانا من أجل نطق كلمات قذرة مثل عقاب وغيرها فيه.”
الأشخاص حولي بدأوا الهمس والتحدث. إنهم على الأرجح لم يتخيلوا بأن الشخص الذي تم إتهامه سوف يتخلى عن حقه بهذه السهولة. جميعهم يحملون تعابير صدمة على وجوههم. ومن جهة أخرى فإنني قد أصبحت هادئا كليا بعد رؤيتي ذلك العفريت وهو يقتل نفسه.
أنا لم أرد أن أصبح شخصا يتحدث بمبالغة عن ‘الإعتراف بالأخرين’ و ‘الإحترام’ طوال الوقت. أنا فقط أريد الإعتراف بالعفريت تروكيل وإصراره. ولذلك فإنني قررت إحترام رغبته الأخيرة. ولذلك فإنني سأظهر هذا عن طريق أفاعلي بدل الكلمات فقط.
مسامحة بايمون هنا اليوم لبالتأكيد حركة سياسية خطرة. في عالم السياسة فقط بسبب حقيقة معارضتنا بعضنا البعض هنا اليوم قد تعني بأننا سوف نبقى أعداء طوال حياتنا.
اليوم، بدون التحدث عن النتيجة أو الحقيقة، العلاقة بيني وبين بايمون قد أصبحت علاقة ‘أعداء’. لتغيير هذه العلاقة إلى نوع أخر سيكون أمرا صعبا ولربما مستحيل تحقيقه كليا حتى.
وهذا ما يعنيه أن تحترم شخصا ما.
لتحمي كلمات الشخص الأخر حتى ولو كان يعني هذا بأنك ستتحمل بعض الأذى.
أنا واثق من أنني لن أحزن حتى ولو واجهت بعض الصعوبات من أجل إحترام بعضنا البعض.
لو إعتمدت على كلمات أختي الصغرى الثانية فإنني أمتلك أكثر عقل شيطاني.
وإن إعتمدت على كلماتي فإنني فقط تلميذ مهذب يعرف بعض الآداب.
“يا مارباس المحترم. الشيء الوحيد الذي أريده الليلة هو كأس دافئ من النبيذ المعسل فقط.”
[1-سامح بايمون.]
فور إنتهائي من التكلم فإن صندوق الخيارات قد ذاب.
وقريبا كلمات جديدة بدأت بالظهور.
كل كلمة قد تفككت لتشكل كلمة جديدة. إن هذه تجربة شبيهة برؤية منزل وهو يبنى من تلقاء نفسه.
[خيار رحيم.]
[القارة مصدومة بسبب رحمتك.]
[الشهرة قد إزدادت بعض الشيء.]
الكلمات لمعت بضوء ساطع في وسط الهواء.
الكلمات تحطمت بعد ذلك لتختفي كليا إلى مكان ما.
“…….”
مارباس واصل التحديق إلي. أعينه الزرقاء تعطيك الإحساس وكأنك تنظر إلى بحر هادئ للغاية. أنا لم أقم بتفادي أعين مارباس لأنظر إليه مباشرة.
“لتفكر بشأن واجبك فوق الحقد. هذه كلمات من السهل قولها ولكن الكلمات يصبح تحقيقها أصعب كلما صغرت وكلما طالت الكلمات فإن تحقيقها يصبح أسهل. هذا ليس أمر يمكن للجميع القيام به. بالإضافة، عدد الأشخاص الذين يرفضون فرصة للحصول على إنتقامهم بشكل حق ضد شخص حاول إدانتهم بشكل باطل لصغير للغاية.”
مارباس قام بالتربيت على كتفي.
“أنت شخص مذهل يا دانتاليان. كالمضيف لليلة والبورغيس هذه فإنني أود تقديم شكري لك. أنا أتطلع لليوم الذي سوف تتخلص فيه من مكانتك كملك شياطين معدوم الإسم ولتصبح ملكا يملك لقبا يستحق الفخر.”
[تعلق ملك الشياطين مارباس العاطفي بك قد إزداد ب 9.]
بدل الرد أنا فقط قمت بخفض رأسي قليلا.
مارباس قد قال سابقا بأنه لا يثق بالكلام المطول. لذلك لأتخطى حدود الكلام القصير فإنني قررت الرد بالصمت لأساير إعتقادات مارباس. مارباس على ما يبدوا هو الآخر قد فهم نيتي. مارباس قام بإيماء رأسه والتربيت على كتفي مجددا.
“……..ولكن، حتى ولو لم يكن هنالك أي عقاب رسمي فإنه لمن غير المنطقي إنهاء هذا الأمر بدون ولو حتى كلمة إعتذار واحدة. بايمون.”
مارباس إلتفت لينظر إلى بايمون. إنها مازالت جالسة هناك بجانب جسد العفريت. إنها تبدوا مثل دمية قد قطعت خيوطها. مارباس قام بمخاطبتها وتعبير تألم وحزن على وجهه.
“إعتذري لدانتاليان هنا فورا.”
بايمون إلتفت ببطء.
“….إعت…ذار…..؟”
“نعم، تلك هي المسؤولية التي يجب عليك تحملها.”
“كذب……تروكيل……كذب.”
بايمون حاولت النهوض ولكنها قد فشلت. على ما يبدوا فإنها قد فقدت كامل الطاقة في قدميها لذلك فإنها قد سقطت مجددا إلى الأرض. بايمون قامت برفع رأسها لتنظر إلي.
“هل تروكيل…… خان هذه السيدة؟”
أنا قمت بإيماء رأسي.
“نعم يا جلالتك.”
“بريء…..؟”
“نعم، أنا حقا لم أقم بصنع الموت الأسود وأنا لم أقم بنشره أيضا. كل تلك هي مجرد كذب قام بصنعها ذلك التاجر، تروكيل.”
بايمون قامت بخفض رأسها مجددا. لحظة صمت قد مرت. أنا لا أملك أي طريقة لأعرف ما الذي تفكر بشأنه حاليا. وبعد مدة قصيرة رفقة إهتزاز كتفي بايمون فإن صوتا خافتا قد صدر منها.
“أ…….فة…..”
في بادئ الأمر نحن لم يمكن لنا فهم ما الذي تقوله. مثل راديو محطم كلماتها قد صدرت لتتوقف ولتعيد نفسها مجددا. هذا أمر تكرر مرارا وتكرارا. صوت بكاء كان ممزوجا بين الكلمات. ولكن، وبالرغم من هذا فإن بايمون واصلت تكرير نفس الكلمات حتى أصبحت عالية وواضحة.
“أنا……..أس……فة…..”
إنها كلمات إعتذار.
بركة دماء قد تجمعت على الأرض وقد بدأت دموع بايمون بالسقوط عليها . شيء أخر بدأ بالتجمع هناك. إنها دموع بايمون. كل مرة سقطت دمعة من دموعها إلى بركة الدماء فإن إهتزاز صغير ينتشر في بركة الدماء مثلما يحدث عند إلقاء حجر في بركة مياه هادئة.
“أنا آسفة…….”
“…….”
“أنا آسفة……. أنا آسفة……”
صمت غريب غطى القاعة.
صوت بايمون مازال خافتا قليلا ولكنني أحست بأنه يمكن لكامل الحاضرين سماعه كليا.
إنه على الأرجح كان من الصعب عليهم مواصلة مشاهدة هذا. ملكة شياطين والتي أظن أنها من أتباع بايمون قامت بالتقدم من الحشد إليها ولتبدأ بمساعدتها على النهوض. بايمون قد تم جرها إلى الخارج من قبل ملكة الشياطين تلك. مجموعة مكونة من 15 شخصا قد إتبعت ملكة الشياطين إلى الخارج ولم يحاول أي شخص إيقافهم.
“لقد كان هنالك الكثير من التعقيدات، ولكن.”
مارباس بدأ بالتكلم راغبا في تغيير الموضوع.
“هذا لا يغير حقيقة أن اليوم هو يوم ليلة والبورغيس. بالرغم من أنه هنالك أمور متبقية على جدول أعمالنا إلا أنه يمكننا تأجيل تلك حتى الغد. أنا سوف أوافق الأن على إقتراح بارباتوس وأتمنى تقديم كأس شراب لجميع الحاضرين هنا.”
مارباس قام بالتصفيق مرة واحدة بيديه.
وفورا جنيات يحملن صواني محملة بمختلف كؤوس النبيذ وأطباق الطعام قد دخلن إلى القاعة. عدة خادمات من عرق الإيلف دخلن حاملات عدة طاولات وكراسي. القاعة قد تحولت فورا إلى قاعة طعام. أنا أيضا قد حصلت على شرف أن يتم تقديم كأس نبيذ لي من مارباس بشكل شخصي.
أشخاص ذوي قوة وسلطة لنادرون. أشخاص ذوي قوة وسطلة وعقل منطقي وفطرة سليمة لنادرون لدرجة أنهم على وشك الإنقراض أكثر من أي شيء أخر في العالم. أنا قمت بقبول كأس مارباس راغبا في الحفاظ على واحد من هذا العرق النادر.
لبقية ذلك اليوم بايمون وأتباعها لم يظهروا وجههم مجددا.
[أضعف ملك شياطين، ذي الرتبة 71، دانتاليان، التقويم الإمبراطوري: العام 1505، الشهر 8، اليوم 21 نيفيلهيم، قصر العمدة
حفلة الطعام والنبيذ لم تنتهي حتى بعد مرور منتصف الليل.
أنا لم أتخيل أبدا من قبل أن ملوك الشياطين هم مدمنوا نبيذ إلى هذه الدرجة. وخصوصا بارباتوس هي الأكثر إذهالا من بينهم. لقد قامت بأخذ برميل عملاق من النبيذ لتبدأ بالشرب منه مباشرة.
والحاضرون فقط قاموا بالتصفيق والتشجيع. ذلك كان منظرا جنونيا. بالإضافة على ما يبدوا بارباتوس قد أصبحت مهتمة في لأنها واصلت إرغامي على شرب المزيد. لو حاولت الرفض ولو قليلا فإنها كانت لتقول ‘هاااااه؟ هل ترفض النبيذ الذي أهديه لك أنا؟’ ولتثار مشاعرها بشدة. هل هنالك أي شخص أكثر بربرية من هذا؟
بعد فقداني القدرة على مواصلة الشرب معها فإنني قمت بالخروج إلى خارج القاعة وإلى أروقة القصر. في الواقع أنا أردت الهرب من البوابة ولكن هنالك فرصة أن تمسك بي بارباتوس هناك.
شكلها الخارجي هو شكل فتاة صغيرة لذلك أين ذهب كامل ذلك النبيذ الذي شربته؟ أنا بحق لم أستطع فهم هذا الأمر. في رأيي بارباتوس بحاجة إلى أن يتم تشريحها من قبل العلماء فورا. أنا متأكد من أنهم سوف يجدون ثقبا أسود في معدتها بكل تأكيد….. المشكلة هي أن العلم في هذا العالم ليس متقدما إلى تلك الدرجة. وكنتيجة فإنه من المتسحيل حل هذا الأمر ليبقى لغزا لا يمكن فكه….
أنا أحسست وكأن عقلي فارغ كليا. أنا بالتأكيد قد أصبحت ثملا. أنا كنت أمشي في الأروقة الخالية ولكن لسبب ما فإنني أحسست وكأن العالم بكأمله وهو ينبض حولي.
اللعنة. هذا كله بسبب قول تلك الطفلة التي ولدت على مسطحات سيبيريا: “أنا سوف أريك كنزي المخفي” ولترغمني بعد ذلك على شرب نبيذ مكون من خلط 6 أنواع أخرى من النبيذ معا. ما الذي قصدته ب”هذا شرف عظيم. ليس الجميع بإمكانهم تذذوق هذا”؟ إذهبي وأشربي حتى الموت…..
أنا إستطعت سماع صوت خطوات خافتة خلفي. بعد إلتفاتي فإنني وجدت بأن لابيس لازولي واقفة هناك. أنا قمت بفتح يدي بإحترام.
“أووه، لالا! لالا حبيبتي! أعينك الزرقاء مثل بحر خلاب وصوتك مثل أغاني الملائكة في أذاني.”
*سعال*
في الواقع، لقد بالغت في فتح يدي بشدة.
ماذا؟ أنا ثمل. كل هذا خارج نطاق تحكمي.
“……..يا جلالتك، لقد تصرفت بتهور.”
“ماذا؟ هل أنا عظيم للغاية لدرجة أنك وقعت في حبي؟”
“هذه قد قالت بأن جلالتك قد تصرف بتهور كبير.”
“إلى درجة أنك تريدين تقبيلي؟ ذلك أمر عظيم! لو عرفتي إلى أي درجة أتبعت نفسي من أجل الحصول على عاطفتك فإنك ستشعرين بالأسف علي لدرجة أنك سوف تقدمين كامل شفتيك لي.”
“يا جلالتك.”
أنا قمت بإغلاق فمي.
لابيس لازولي واصلت التحديق إلي بشدة.
“أنت يا جلالتك متهور، غير مسؤول، وطائش.”
“….ألست متأثرة للغاية بسبب نصري؟”
“نعم.”
“ذلك صادم بعض الشيء.”
هذا صدمة تقارب تقريبا الصدمة التي تلقيتها عندما إعترف لي فتى من نفس قسمي في المدرسة الإبتدائية بحبه لي.
“بايمون ليست مجرد ملكة شياطين ذي الرتبة التاسعة، بل أيضا هي قائدة حزب الجبال والمعروف عنه بأنه أعظم حزب في قوات تحالف ملوك الشياطين. إنها تقود عدة أتباع أولياء وإنها تملك علاقات قريبة مع أشخاص ذوي مكانة في جانب البشر. بكلمات أبسط، أنت يا جلالتك قد حولت واحدا من أهم الأشخاص في عالم الشياطين إلى عدوك.”
“مهلا، مهلا لحظة واحدة يا لالا.”
أنا قمت بتلويح يدي بشدة.
“أنا لست متهورا، وأنا لست غير مسؤول وأنا لست طائشا. هذه كلمات أسمعها لأول مرة في حياتي. وهي مهينة للغاية.”
“حقا؟ إذا ما نوع الخطط التي تجول في عقل جلالتك والتي دفعتك إلى جعل أغنى رجل وقائدة أعظم حزب في عالم الشياطين إلى أعدائك؟”
“ذلك……ذلك…..”
هذا أمر غير نافع.
عقلي مازال ثملا بسبب النبيذ لذلك فإنه لا يمكنني التفسير بشكل جيد. هذه ليست مجرد خطة بسيطة يمكن التكلم عنها ببساطة وأنا ثمل. إنها بمثابة أكثر ألة معقدة في كامل العالم.
“ذلك……للغاية….”
“للغاية؟”
“مذهلة…..ورائعة لدرجة ترعب…….ذلك النوع من الخطط!”
“أنت بحق تملك قدرة إقناع مذهلة يا جلالتك. هذه متأثرة لدرجة أن هذه فقدت القدرة على التكلم.”
“لربما أعيني وأذاني تخدعاني في نفس الوقت ولكن لسانك يتحرك بشدة بالرغم من حقيقة فقدانك القدرة على التكلم.”
“إنه لمن المريح أن جلالتك مازال يملك ما يكفي من العقلانية لملاحظة ذلك.”
“أووووه!”
مثل ممثل مجنون أنا قمت بالصراخ إلى السقف.
“أنا أسف يا لالا! أنت محقة! لقد جن جنوني كليا! بعد أن تم اتهامي من قبل بايمون وبعد رؤيتي ذلك الخفاش العجوز يضحك من الجانب فإنني فقدت كامل تحكمي بنفسي وإنفجرت! ولذلك فإنني علمتهم درسا! أنا بحق لا أدرك كيف يمكنني التكفير عن خطئي العظيم هذا من أجل أنستنا السوسكوبوس هنا! ”
أنا قمت بالإلتفات بكامل جسدي لأنحني. أنا قمت بالإنحناء في الجهة المعاكسة كليا لمكان وقوف لابيس لازولي. بالطبع ليس هنالك أي شخص هناك. شكرا لضوء القمر الصادر من النافذة أنا إستطعت رؤية وبالكاد شكل الأرض.
لا، إنه لا يمكنني القول بأنه لا يوجد هنالك أي شيء على الإطلاق في جهة إنحنائي. قطة رمادية كانت جالسة على النافذة وهي تلعق كفها. أنا قمت بإمالة جسدي أكثر منحنيا للقطة.
“أنا أعتذر يا بايمون! أنا أعتذر يا أتباع بايمون ويا مساندي أيفار لودبروك! لقد جادلت وحطمت هذين الشخصين اللذان تحبونهم للغاية! لقد إتهماني بجريمة لم أرتكبها وقد رفعا أنفيهما عاليا فقط لأنهما يملكان سلطة أصغر من ظفر إصبعي الأصغر في هذا الكون العملاق، والأكثر من هذا هو أنهما لم يعرفا حتى كيف يظهرا الإحترام المناسب للأخرين. ولكن وبالرغم من ذلك الجميع بالتأكيد قد أحب ذلك الإثنين بشكل كبير للغاية. أووه، الإلاهات سوف يرسلن غضبهن علي من السماء! أوه، إيربوس، أوه نيميسيس، الإلهة الأكثر رعبا. لو، ولو أنتن حقا هناك في السماء- لو، ولو أنتن لا تفعلن أي شيء حاليا سوى النظر إلي من كرسيكن هناك-”
أنا قمت بالنظر إلى السقف مثل مرسول يتلقى كلمات إلهه. جسدي تحرك بصدق ونبرة صوتي إرتفعت. أنا بدوت وكأنني أتلقى جائزة أفضل ممثل في العالم.
“أنا لربما مثقف ومحترم للغاية لأصدق في وجود شيء مثل الألهة، ولذلك فإنه لا يمكنني التكلم بالتأكيد بشأن كونكن هناك أم لا، ولكن، ولو، ولو أنتن هناك في السماء، بالرغم من أن فرصة كونكن هناك لصغيرة للغاية لدرجة أنها منعدمة كليا إلا أنه لو أنتن حقا هناك-أيتها الإلاهات! لا تقمن بمسامحة قطعة القمامة دانتاليان هذه الذي سخر من قائدة أعظم حزب وأغنى شخص في عالم الشياطين وعاقبنني فورا.”
“……..”
“ولكن، ولو كان بإمكاني إخباركن برأيي الخاص- بالرغم من أنني أعقد بأن رأيي الخاص هذا هو الحقيقة المطلقة وليس هنالك أي شك بشأنه وبالرغم من أنه يجب علي أن أكون محترما كليا أمام الإلاهات إلا أنه يجب علي طرح رأيي الشخصي هذا من باب الإحترام فقط- لو تتفقن مع رأيي الشخصي بأن بايمون وأيفار لودبروك هما شخصين ذي حظ سيء للغاية وهما عفنان مثل لحم خنزير قد سبق وتعفن لدرجة أنه لا يمكن حتى إعادة تدوريهما- فإذا يا أيتها الإلاهات الملعونات! أرجوكن لا تقمن بأي شيء، لا تقمن بأي شيء على الإطلاق وإسمحن لي بمواصلة عيش حياتي كما أريد! بما أنني كفوء أكثر من إلاهات يمضين كامل وقتهن جالسات وهن يتبولن طوال اليوم بألاف المرات.”
……………
صمت.
القطة الرمادية كانت مصدومة لدرجة أنها نظرت إلي بأعين مفتوحة. القطة بالتأكيد قد نسيت حتى أنها كانت تلعق فروها منذ بضعة ثواني وحتى كفها قد تجمد في وسط الهواء. هذا ليس أمرا غريبا. إنها قطة قد حظيت بشرف رؤية إيماني القوي بالرغم من كل شيء. هذا حدث يشابه تواجد شخص ما على الجبال ليظهر فجأة موسى من العدم. أنا يمكنني تفهم مشاعر القطة. أنا يمكنني تفهم حتى قطة. هذه هي درجة التفهم التي تملأ قلبي.
“هوووو….هووووو….”
أنا بدأت التنفس ببطء.
أثر الثملان بدأ يختفي من عقلي.
أنا قمت بالإلتفات والنظر إلى لابيس لازولي. إنها مازالت تحدق إلي بوجهها الخالي من أية تعابير أو مشاعر مثل العادة. أنا قمت برفع إصبعي الأوسط لأشير إلى السقف.
“أنظري إلى ذلك. لا شيء قد حدث.”
“……..”
“عن طريق التفكير بمنطقية فإنه سيكون بإمكاننا الحصول على ثلاثة إستنتاجات من هذا. أولا، الإلاهات قد سامحن أفعالي المتهورة والغير مسؤولة والطائشة. أوه، لالا، أنت بحق فتاة كفوءة وهنالك فرصة أنه أنت لربما كفوءة أكثر مني- بالطبع هذا أمر يمكن نقاشه بشدة- إلا أنه بشكل واضح أنت لست كفوءة أكثر من الإلاهات. لذلك، ثانيا، بما أن الإلاهات قد سامحنني فإنه يجب عليك أنت مسامحتي أيضا. هذا ما يعنيه إمتلاك أسلوب تصرف متواضع. وثالثا وأخيرا، الإلاهات قد إعترفن بأن بايمون وأيفار لودبروك مشابهين للحم خنزير قد سبق وتعفن. لذلك فإن تهديدهما ليس بمشكلة بشكل ديني، قانوني وأخلاقي. والأن إذا تفضلي لو كان لديك أي شيء لتقوليه ضد منطقي المثالي كليا.”
لحظة صمت غطت الرواق.
نحن قمنا بالتحديق إلى بعضنا البعض لمدة.
لابيس لازولي قامت بفتح فمها.
“هل إنتهيت يا جلالتك من التكلم؟”
“مم.”
“هل يجب على هذه الإشارة إلى أن جلالتك بدأ كامل نقاشه بناءا على ‘مفهوم زائف’؟”
“لا.”
“وهل يجب على هذه تذكير جلالتك بدرجة الخطورة السياسية لإعلان شخص ما إلحادهم القوي في مكان عام؟”
“ليس هنالك أي داعي.”
“وكيف تظن يا جلالتك يجب على هذه الرد على سيادتك الذي هو مذنب بشكل منطقي، سياسي وديني؟”
“بعدم القيام بأي شيء.”
“هذه قد ظنت ذلك.”
“لالا، أنا بحق لا أستطيع شرح الأمر لك بشكل مناسب لأنني مازلت ثملا بعض الشيء ولكنني أؤكد لك بأنني قد سبق وخططت خطة مثالية والتي سوف تجعلك تفقدين القدرة على التكلم. أنا سوف أشرحها لك بعد الإستراحة لمدة قصيرة وبعد ذلك حتى أنت أيضا سوف تبدأين بمدح خطتي. لذلك للأن لنعد إلى غرفتنا ولنستلقي على السرير معا لنناقش البقية……”
“هذه تعرف.”
“هاه؟”
“هذه تصدق بأن جلالتك بحق يخطط خطة مثالية وكاملة.”
أنا قمت برمش عيني.
“ذلك…أه…ما الذي يجب علي قوله…غير متوقع.”
“هذه تعرف بأن طبيعة جلالتك الحقيقية هي مثل مفترس فتاك. عنكبوت بالتحديد. قبل أخذك ولو خطوة واحدة، جلالتك دائما ما يخطط عشر خطوات إلى الأمام ولو ليس هنالك أي ضمانة لصيد مثالي فإن جلالتك ينتظر بصبر. الأشخاص لربما سيعتقدون بأن جلالتك هو مجرد كسول عديم النفع عندما يرون جلالتك وأنت لا تتحرك ليسخروا منك بسبب ذلك في العلن، ولكن في الواقع جلالتك فقط ينتظر أن تسقط فريستك في شبكتك.”
“…..شكرا لك على المديح؟”
عقلي كان فارغا بعض الشيء لذلك فإنني لست متأكدا كليا ولكنني أظن هذه أول مرة مدحتني فيه لابيس لازولي بهذه الطريقة. أنا قمت برفع حواجبي قليلا بدون أن أعرف كيف يجب علي الرد هنا.
“إذا لما عاملتني بتلك الطريقة السيئة؟”
“هذه قد حكمت بأن جلالتك بحاجة إلى تابع بجانبك ليوبخك كون عقلية جلالتك عفنة وملتوية كليا.”
“لالا، أنا رجل ناضج كليا. أنا لا أملك أي سبب يجعلني أحصل على أم جديدة في حياتي لأستمع إلى تذمرها…..”
وفي تلك اللحظة.
ببطء.
لابيس لازولي قامت بالإمساك بربطة عنقي.
وفي لحظة حيرتي الصغيرة لابيس لازولي قامت بالجذب.
أنا لا أعرف ما هي القوانين الفزيائية التي تكمن خلف هذا ولكن النتيجة واضحة كليا.
لابيس لازولي قامت بسرقة قبلة من شفتي.
“……….”
“……….”
أنا إستطعت الإحساس بشيء ناعم على شفتي.
ولربما بعد عشرة ثواني فإننا افترقنا ببطء عن بعضنا البعض.
عادة عندما يفترق شخصين فإن الأمر يترك إحساسا غريبا حتى ولو تبادلا مئات المحادثات، ولكن وفي لحظة الصمت هذه، أنا أحسست أنه من الطبيعي كليا أن نفترق قليلا. بعد إنتهاء القبلة وإسترجاعنا المسافة بيننا أنا أحسست وكأن هذا البعد لطبيعي للغاية.
لابيس لازولي قامت بالهمس.
“أنا أيضا لا أنوي أن أتصرف كأم لجلالتك.”
“……لالا.”
أنا بدأت التكلم بحذر.
“أنا أعترف بأنني قد قلت بضعة كلمات مثل تقبيلك وغيرها خلال الفترة الماضية. ولكن، تلك كانت كلمات فقط من أجل رؤية ردة فعلك المحرجة ولم يكن هنالك أي معنى أخر خلفها. لو ،وعن طريق الصدفة كلماتي قد خلقت سوء فهم بيننا فإنني أود الإعتذار هنا بصدق و….”
“أنا أعرف ذلك أيضا يا جلالتك.”
لابيس لازولي قامت بمقاطعتي.
ومرة أخرى قامت بجذبي من ربطة عنقي.
“لذلك أرجوك إخرس قليلا.”
نحن قمنا بدفن جسدينا في الأماكن التي لا يصل إليها الضوء في الرواق.
بعد القبلة الثانية، من تحرك أولا، يد من أمسكت بجسد الاخر أولا، من قام بدفع جسد الأخر إلى الركن المظلم في الرواق ومن بدأ بإزالة ملابس الأخر أولا، نحن لا نتذكر ذلك وليس هنالك أي معنى في نقاش من بدأ.
الشيء الوحيد الذي أستطيع تذكره بوضوح كليا هو أعينها الزرقاء.
مياااااااو.
قطة رمادية قامت بالمواء.
القطة قامت بتمطيط جسدها بكسل تحت ضوء القمر.
***********
وأخيرا لقد أنهيت هذا الجزء وبهذا نكون قد أنهينا الفصل الخامس كليا وأحداث المجلد الأول.
أنا أسف على التأخير ولكنني كنت مشغولا في الأيام الماضية بالإضافة إلى أن هذا الجزء بسبب كبر حجمه قد إستغرق مني حوالي 6 ساعات في الترجمة والتجهيز والتحقق من جودة الترجمة وكل شيء أخر لذلك فإنني متعب كليا حاليا.
أنا على الأرجح سوف أعود إلى نشر الفصول يوم الأحد أو الإثنين لو لم يكن هنالك أيت أحداث غير متوقعة.
ترجمة: Jaouad Azzouzi.